اخر الروايات

رواية فريسة في ارض الشهوات الفصل الثالث 3

رواية فريسة في ارض الشهوات الفصل الثالث 3

 الفصل الثالث

♨️♨️♨️
داخل فيلا عادل المنشاوى ..
تقدم سليم بهيبته بعد أن اذن له الخادم بالدخول .. انتظر قليلاً .. ليدخل عليه رجلاً فى العقد الخامس من عمره ، وسيم ، ذو جسد رياضي على الرغم من عمره ، ولكنه لازال محافظاً على لياقته .. جلس إلى جانبه ، بعد أن القي السلام عليه .. ومن ثم وضع قدماً فوق أخرى ، واراح جسده مرجعاً ظهره مستندا به على الكرسى ، التقت نفساً ، وزفره على مهل قائلاً :
- تمارا كانت قالتلى انك عايزنى .. خير
سليم بثقه ، وهو يخرج بطاقته الزائفة :
- حازم المنصور .. مهندس ، وطالب ايد بنت حضرتك !
واكمل قائلاً : ودى بطاقتى ، لو عايز تتأكد يعنى منى علشان تكون متطمن على تمارا .. وزى ما تمارا قالت لحضرتك ، انا مستعد ادفع من جنيه .. لـ مليون !
هتف عادل مفكراً : - بس انا مسمعتش عنك قبل كده ، واضح انك Businessman ( رجل اعمال ) كبير وليك وزنك ..
سليم مجيباً : - ده صحيح .. لأنى لسه راجع مصر من فترة ، وعملت بيزنس كبير هنا ..
عادل بخبث : - طيب مش غريب شوية ، ان حد فى سنك ده ، ويكون بالثروة دى إلا إذا ..
فهم سليم تلميحه ، فحاول استدراجه قائلاً فى دهاء :
- المصلحة تحكم يا عادل باشا ، هستنى رد منك !
ثم تركه وذهب بينما جلس عادل يفكر ..
***
داخل إدارة " امن الدولة " ...
كان سليم يجلس على مكتبه ممسكاً بالقلم بين يديه ، اقترب بجسده مرتكزاً بكلتا يديه على منتصف المكتب مبتسماً فى خبث ، بينما تكلم آسر الجالس أمامه فارغاً فمه فى بلاهه ، وعدم فهم قائلاً :
- انا مبقتش فاهم حاجة .. حازم مين !
استند سليم بظهره على كرسيه عاقداً ذراعيه خلف رأسه ، ثم نظر لآسر قائلاً :
- حازم ده اسم مستعار .. علشان مينفعش اقول اسمى الحقيقى ، واللى ساعدنى على ده ان تمارا تعرف انى حازم مش سليم ، اما بالنسبة للبطاقة فهى معاه يسئل زى ما هو عايز ..
آسر متسائلاً : - طب افرض سئل فى شركة الطيران علشان يتأكد ؟
تابع سليم قائلاً : - ودى حاجة تفوتنى ، اسم حازم المنصور موجود فى الكشوفات وبتاريخ قديم .. كده بقي ملهوش حجه .
ساد الصمت ، ثم حول اسر نظره إلى سليم قائلاً فى تساؤل :
- طب إزاى هيئتمنك على بنته ، وهو اتأكد ان الفلوس دى جاية من طريقة غير مشروعة !
أجابه ساخراً : - اللى زى ده كلب فلوس .. بنته مش مهمة عنده ، وكمان دراعه اليمين مات .. ودى فرصتى .
هتف آسر مترقباً : - تبقي دراعه اليمين !
لوى سليم فمه نافياً ، وتابع قائلاً وهو يضيق عينيه مرتكزاً بنظره عند نقطة ما :
- لأ .. هعقد معاة صفقة !
اتسعت عينى" آسر " فى صدمة بالغة ، وراح يحدق فى سليم فى دهشة قائلاً :
- الله يخربيتك .. هتتاجر فى السلاح !
لوي سليم فمه فى تهكم ، واجابه ساخراً :
- هتاجر ايه يا ابن الهبلة .. وتابع فى جدية قائلاً :
- انا مش عارف انت ظابط ازاى ؟! انا بلاعبه بس وهحط فى بطنه بطيخة صيفى من ناحيتى و ..
اسر فى ترقب ، منتظراً ما سوف يفعله سليم : - وايه ..!؟
التقطت سليم نفساً ، وزفره على مهل ، وأكمل فى جدية قائلاً :
- هعرض عليه صفقة عمره ما تخيلها ، هيسيب الراجل التانى ويخليه معايا وساعتها ..
أكمل اسر فى خبث ، وقد أدرك خطة سليم قائلاً :
- نضرب احنا ضربتنا ..! ، حرك رأسه يميناً ويساراً ، ومسح بيديه على ذقنه قائلاً فى دهشة :
- يا ابن اللذينة ..! ، ده انت ابليس ذات نفسه .. يضربلك تعظيم سلام !!
***
فى الجريدة ..
تقدمت نور من مكتبها ومع كل خطوة تخطوها تلقي التهنئة من النسوة الذين شعرن بإنتصارهن ولو لمرة .. لقد كُسر حاجز الرجال أولاً لتحتل النساء المرتبة العُليا ، ويصبح لها دوراً ومكانة فى داخل ذلك المجتمع العقيم ..! لم يكذب من أطلق عليه هذا اللقب .. عقيم ، دلالة على ذلك فهناك اماكن فى داخل الصعيد .. مكانة المرأة مهمشة ، ليس لها اى دور غير انها اما راضخة لأمزجتهم ، أو ارنبة تُولد خلاف الطفل عشرة ، ليس لها حكم على زمام الأمور .. على عكس الحقيقة ، فهى من ربت ذلك الرجل المتعجرف .. المستبد .. فرفقاً بالقوارير نحن لسنا آلة تقوم بواجباتها الزوجية ، وتربية اولادها وما الى ذلك .. فكما لكم منها من واجبات ، فلها منكم حقوق .. وتلك الحقوق لا تقتصر على المال فقط بل العديد والعديد .. انا لا أعنى بذلك انها بريئة .. مطلقاً ، فهناك نساء يستحقن الرجم ، وكذلك الرجال ..
جلست على مكتبها وشرعت فى بدء عملها بإتقان كعادتها ، أخرجها زميلها يوسف عن عملها بتطفله المعتاد قائلا :
- انا نفسى افهم ، ليه محدش قادر يقف قصادك .. ويلغى وجهة نظرك دى .. ثم عدل من وضعيته قائلاً فى ثقة : - انا اهو ممكن أغيرها بس الجميل يأشر
نظرت له ، وابتسمت فى سخرية ، وهى تلوي فمها فى تهكم قائلة فى حزم :
- اولاً انا محدش بيقدر يغيرلى وجهة نظرى .. ثانياً بقي لو في حد يغيرلى رأيي فأكيد مش هيكون انت ! ، اصلك متعرفش .. انت جزء من اللى انا بتكلم عنهم ..!
اثر الصمت ، وقظم غيظه فى صعوبة بالغة سرعان ما تحول لإعجاب شديد فهى قوية بما يكفى لجذب أى رجل مهما تعالت درجة رجولته او كاريزمته .. ذلك النوع الشرس المتمسك برأيه ينال إعجاب جميع الرجال و بشدة
تمثل هي السهل الممتنع .. امتزجت شخيتها بين المرح والقوة فى آن واحد ، وتلك هي نقطة ضعف بعض الرجال بالطبع بالإضافة لجمالها ..
نظر لها قليلاً ، ثم تركها وذهب بهدوء .. حتى يتحكم فى رد فعلة الغير مرضي بالمرة ..
***
فى فيلا عادل المنشاوى ...
بعد ان اخبر عادل سليم بموافقته ، اسرع سليم فى أمر الخطوبة .. فكان جميع من فى الفيلا يعمل على قدم وساق استعداداً لحفلة الخطوبة ، انتهت التحضيرات وانتظر الجميع ان يسدل الليل ستائره لبدء الحفلة ..
تزينت العروس حتى اصبحت فى ابهي صورة .. وقغت امام المرآة تضع لمساتها الأخيرة ، فتح سليم الباب ، واقترب منها حتى امسك بخصرها ولامس ظهرها العارى عضلات صدره القوية ، نظرت له فى شهوة ، فلقد تمنته وها هى قد حصلت عليه .. وكيف لا فهو رجل بكل ما تحمله الكلمة من معانى ، ولكنه قاسى .. متعجرف .. متسلط ، وهذا ما احبته ف سليم يمتلك قدر كافى من الخبرة لإسعاد من فى صحبته ، ولكن بعد أن ينتهى منها يتركها بدون ان يرمش له جفن .. فعجرفته وقسوته ما هى إلا غشاء منسوج من خبايا ماضي يحمل فى طياته الكثير ، مروراً من وفاة ابيه ، وزواج والدته ، وصولاً لمعاملة زوج أمه القاسية ، وكانت والدته لا تهتم لأمره كثيراً بل سعت وراء رجل لتشعر بأنوثتها بعد وفاة زوجها ، وتركت ابنها يرتجع كأس العذاب بدم بارد ، بعد ان هوت به فى براثن ذلك الرجل .. فالقسوة نبته لا تنمو دون أن يسقي منها مراراً ، فتنضج وتتجسد على هيئة وحش بشرى خالِ من المشاعر ..
تأبطت تمارا ذراع سليم فيما رمقها هو بنظرات خبيثة ، بادلته هي بنظراتها الجريئة ، وغازلته بعينيها اللتان تحملان الكثير ، قابل نظراتها بسخرية ارتسمت على ملامحة الرجولية سرعان ما أخفاها لإتمام مهمته ..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close