رواية المتحول الوسيم الفصل الثاني 2 بقلم سارة منصور
الفصل الثانى
اراد ان يكسر نظرته وجعله عبرة لمن فى المدرسة ، حتى يتوقف عن كونه المجتهد الوسيم ..
وأتفق مع أربع طلاب أن يستهدفونه فى الحمام الخاص بالطلاب المدرسة ..
وبالفعل تم الامساك به ،بين نظراتهم الحادة، وكأنه فريسه صغيرة وقعت بيد ثلاث ذئاب ضخمة يتوسطهم ذئب بري جائع
_ أخلع هدومك ....
هتف بها رامي بعيون شرسة ... ويستعد للقبض على فريسته ..
ضحك الثلاث طلاب الاخرين بسخرية
فهتف أحدهم بسخرية ألقت المرارة فى قلب اسلام الصغير .
_ تخيلوا هيبقي منظره ايه لما يمشي عريان قدام بنات المدرسة ...هاهاها
أقترب رامي من إسلام ودفعه بعنف من صدره حتى سقط على الارض ...
حياته التى لاتعرف سوي الحب الذي يتلقاه من والدته ،عيناه التى لا ترى خبثا ...بل حزنا على مايحدث من مشاجرات العائلة وبكاء والدته .. الذي جعل عقله الطفولى يعتقد أن الشرير الوحيد الذي يهدد حياته بالخطر هو والده بضرب والدته الدائم لها ... كان يعتقد أن العالم سيكون رحيم بهم ...
لكن عندما رأى تلك النظرات الحاقدة، جعلت قلبه الذي لايعرف سوي البراءة يتولد داخله الغضب يتلون داخل عينيه الزرقاء .. لتكون عين فهد واهجة بالشراسة .... ولسان يتحول الى أفعى مليئه بالسم ...
كز على أسنانه وقام من وقعته ، كالضامن حقه الذي يوجد بفهم الذئاب .....
تحت عيونهم الساخرة التى محت منها وألقت الرعب فى قلوبهم ... وهم يروا أمامهم
عينان لا تعرف الهزيمه ..عينان تريد أن تنقض حتى تنفث سمها داخل دمائهم الكريه ....عينان بها كلمات تردد كلمه واحده ....
......لما ....
_إنت إنسان جبان ..، متفتكرش أنك هتخوفنى بالكلمتين دوول ...
.....أنا ميهمنيش أقلع هدومى ... قدام الناس اللى يهمنى فعلا انى أخليك تندم على انك تفكر تجبرني اعمل حاجه على هواك ..أنت وشوية الصيع اللى معاك ...
أطلق ضحكة ساخرة .... وأردف
_ مكنتش أعرف أنى قوى لدرجه أنك تستعين بشوية عيال ...عشان تنال منى ...
شعر رامي ومن معه بصغر حجمهم أمام إسلام وأن من يحدثهم شخص .. أكبر منهم أعواما.... برغم عينيه الناريه الا أنه يتحدث بثقه ويتقن خروج أنفاسه بهدوء ...
كأنهم هم الفريسة فى حضرة الشرس ...
وكأنه ليس نفس الشخص الذين يسحبونهم كل يوم لكي يتلقى الضرب ...
حاول رامي ان يخفى توتره ..فقد شعر أنه لاشئ أمامه فقال ... ساخرا ..
_ أنت هتخليني أندم ..يا ...
فقال إسلام مقاطعا ....
_ شوية لعب الاطفال دا ... مايجيش معايا ...
... لو أنت راجل فعلا ... أستنانى بعد المدرسة ... فى حوش الملعب ...
وأنا هعلمك أزاى تعرف تتكلم معايا بالطريقة دى ...
وبالفعل عرف إسلام أن يلعب بانفعال رامي ، وعقله المغرور ...
وطلب منه قتالا .. لم يستطع رامي أن يرفض ... حتى لا يتم أهانته أكثر .... فأقسم على جعله يذهب الى البيت زاحفا ...
خرج إسلام من الحمام أمامهم تحت عيونهم التى تقطر خبثا ... حتى جعلهم يتسألون من أين يأتى بتلك الثقه ...
هتف أحدهم أمام رامي ..
_ هنبقي معاك .... الواد دا مش هيروح غير وهو متكسر ....
هتف الاخر ..
_ عيل مغرور .... أنا مش هرجع غير لما أكسر رقبته ...
التفت اليهم رامي وقام بضرب ثلاثتهم حتى سقطوا على الارض ... وأصبح يركلهم فى بطونهم بقوة .. وهو يقول ....
_ محدش يجي جنبه أنا اللى هشرب من دمه ...
طوال اليوم ورامي ينظر الي إسلام وعيناه لاتفارقه ..، وعقله يحدثه أنه أهان نفسه عندما أستعان بطلاب أخريين ...
... وعن أهانت اسلام له بتلك الطريقه .... جعلته طوال اليوم يكز على أسنانه بعنف ...
وما جعله ينفعل أكثر ويستشاط غضبا ، أن أسلام يقضي وقته كالعاده متفوق ... لا يشغله أى شئ عن الجواب عن الاسئلة العبقرية التى يتفاخربها المعلمين ...
وعندما حان وقت الذهاب من المدرسة ... وقف رامى ينتظره ساعه كاملة تحت الشمس الحارقة فى حوش الملعب ... مرت عليه الدقائق والثوانى توخز جسده بالغضب وتشعله بها ....
حتى دخل عليه سائق السيارة الخاص به، يحدثه أن والدته تريده أن يذهب الى البيت الان ...
لم يوافق رامي ... لكن السائق فعل الامر الذي طلبته منه السيده بأن يحضره غصبا...
وبعد أن أمسك السائق برامي ... ركله فى بطنه وهرب منه ... حتى وصل الى خارج المدسة ....
وهرول من سائقه حتى وصل الى الطريق العام ،ووقف بمنتصف الطريق ....
لمح إسلام يقف على الجانب الاخر وينظر اليه ... بقوة ....
فجرى اليه بدون أن يراقب السيارات المارة على الطريق ...
دهش السائق الخاص به من السيارة التى كادت تطيح برامى على الرصيف لكنه كان أسرع .. ، فحمد الله ، وجرى خلفه ....
أما رامي انتفض مسرعا الى اسلام حتى يفتعل الشجار الخاص بهم ... لكن العجيب أن إسلام هرب منه بأقصي سرعته ...
لم يستسلم رامى وهو يرى أن إسلام يجرى بسرعه ... فدمه الحار لايجعله يشعر بالتعب الذي بقدمه ... مع تجمع العرق الذي أغرق جسده بالكامل ....
توقف عن الجرى فجأه وهو لايري اسلام أمامه .... نظر يمينا ويسارا ...
منطقه مليئه بالبيوت .... لم يراها من قبل ..، ولد الامل من جديد عندما لمحه يجرى فى نهايه الطريق الاخر .... حتى تقابلت اعينهما من بعيد ..
لا يفهم .. لما يهرب الان بعد كلامه بتلك الشجاعة ... هل كان يقوم بالتمثيل ... كل تلك الاسئله تتهاتف الى عقله ..
ولا يعطى له جوابا ...قابل للتصديق ...
وما ان اقترب منه وجد نفسه وصل الى رصيف ... خالى من السيارات ....
لا يوجد أى شخص ... وعندما التفت الى الجانب الاخر ... وجده ينظر اليه بتوجس ومع أول خطوة للجرى صدر صوت لسيارة تأتى مسرعه مباغتا...
وكأنه قد شلت قداماه .... وهو ينظر الى تلك السياره ....
لم يشعر اسلام بنفسه وهو يجرى اليه الان ،بعد الخوف الذي طوق رقبته مع أنفاسه الذاهبة تخبره نبضاته أنها لن تعود ....
لكن ... عادت فجأه ....وخفقت بقوة وهو يهرع اليه ....
يري السيارة تأتى مسرعه ...لكن لما المشهد يسير ببطئ شديدة .... ونبضاته.... مسرعه ....
توقفت الانفاس .... وبقي نفسا واحدا يجرى على قسماته بعد أن سحبه من أمام السيارة بقوة .... ليبتعد الاثنان من أمام الرصيف ....
......عقله يخبره ان الزمن قد توقف عند رؤية تلك العينان الغريبه عن قرب ...التى تملأها الكلمات الحزينة ...
عاد الواقع اليه عندما هتف به سائق السيارة المسرعة ... يسبه بأسوء الالفاظ ....
لينتبه كلا منهم أنا احدهم فوق الاخر .. كانه عناق حار... ... وليس هذا الامر فحسب .......
*****
تقلب إسلام طوال الليل على الفراش ..، بجانب والدته .... التى مالت عيناها الى الكسرة الدائمه ....
_ مالك ياإسلام ... حاطط أيدك على شفتك ليه ... وجعاك ياقلبي ..
_ هااه ... لا .. لا مفيش حاجه ياماما
_ بص يااسلام .. أنت مش عجبني اليومين دوول ... فيك حاجه غريبه أحكيلي ياحبيبي لو فيه حاجه ...
شعر اسلام بالتردد فى أخبار والدته ... لكن شئ داخلى يخبره أن مافى حياتها يكفى ...لما يخبرها باشياء تزيد ألامها أكثر ...
فقال مغيرا لمسار الحديث
_ ماما أنا المدرب بتاع الرياضه أخترنى ألعب فى فريق المدرسة ... عشان أنا بسبقهم كلهم ... وكل شويه يقولى ... ايه رايك ..
_ أدم بيلعب فى الفريق ...؟؟
_ مش عارف ....
حارب عقلها عاطفتها ...، لا تريد الموافقه ..، لكن عيناه المتحمسة ... لا تريد أن تغلقها ... ألا يكفى مايوجد ... به ...
فقالت وهى تبتلع ريقها بصعوبة ..
_ أنت عاوز تلعب ...
_ أأأه ..
وافقت الام برغم رفضها الذي يلح عليها ، فهى تريد أن تراه سعيدا ....
فقالت تحدث نفسها .. وهى تنظر الى قدميه .. الصغيرة ...
هذه الاقدام تليق بأحذيه البالية ، ليست لاحذيه الراكلة للكرة ....
أبتلعت الالم بمرارة .. وقد أيقنت فى كل يوم يمر عليها تراه ... أنها فتاة .... فتاة بريئة ... انولدت لأب من مجتمع غريب ....
أقنعت نفسها أن تصمت الان ، وحينما يأتى الوقت .. سترتدي درع المحارب لأجل أبنتها ....
****
مر الوقت سريعا ... حتى وصل اسلام الى نهاية المتوسط
أصبحت حياة إسلام تتمحور حول الدراسة ولعب كرة القدم ...
يعرفه الجميع بعلامة المدرسة المميزة .. غرفته مليئة بوسام الشرف .... وشهادات التفوق .... لكن ....
تنظر اليهم والدته تحت ابتسامتها الكاذبة المليئه بالالم ...
لايهمها التفوق ...، وتلك الشهادات .... وهى ترى حياة طفلها ... يملك إسم لشخصية وهميه .... مغلفة بجسد فتاة ... ليس مكتملا ...
وقفت الام كعادتها أمام زوجها كل ليلة تصب فيه بنارها التى لا تنطفئ ... ولكن تلك الليله رأت دلالة على تأكيدها ...
_ انا عارفه ابني .... هيبقي ايه .... كل حاجه فيه بتبين انها بنت .... انت ليه مش قادر تصدق حاجه زي دي ... مهما اوريك مبتصدقش .... ازاى هيكون ولد وعنده رحم ...
عض على شفته بألم وهو يري بالفعل تغيرات ابنه حتى أصبح قلبه يخفق بنار البؤس فقال بعنف ...
_ انت عاوزة تاخدي الامور على كيفك ... طبيعي كل اللى بيحصل ، بس مش اكيد انها بنت ... وبعدين لو اتكلمت فى الموضوع دا تانى يبقي مفيش بينا غير الطلاق ، وعمرك ماهخليكي تشوفى اسلام تاني ... حطها حلقه فى ودنك ... ....اسلام راجل ....
دموع تجرى كالطوفان على خديها لا تهدأ أبدا ،أصبحت حياتها كالجحيم ، فصولها تتضمن فصلا واحدا الصيف الحارق ... ربما لا تصدقون أن الخوف والرعب من المستقبل أصبح يلحف جسدها بالنار فى فصل الشتاء فلا تشعر بالبرودة ابدا ...
عجزت الام أمام زوجها ..... تعلم أنه يعرف ... لكن فقط ... يريد أن يفعل مابرأسه... وان جمع الماء مع النار فى قنينه واحدة
****
عزم الاب على الذهاب الى طبيب ، فكل شئ يؤرقه ، جانب يوجد به باب الامل والجانب الاخر به باب الكسرة ...
ترى اى باب سيفتح له ...
.... الشئ الوحيد الذي يعرفه ، انه لن يترك نفسه عرضه لاى كلمه ....
وقف أمام الطبيب يتحدث عن احوال ولده ومابه ، فجاءه رد الطبيب بجدية
_ انت شايف ان اهتماماته وميوله تشبه الولد ولا البنت ...
_ يادكتور هو بيلعب كورة وممتاز وطويل اطول واحد فى اولاد اعمامه .. بس ساعات ...يعنى بيحصل تغيرات ... يعنى امه بتقول ان الظروف النسائية تجيله شهر مرة وخمس شهور لا...
_ عموما يااستاذ اكرم ... لازم اشوف الحاله .. عشان اقدر اشوف ظروفها ...
_هو احتمال يادكتور يعني ....يبقي.... بنت ؟؟
_ بصراحه احتمال كبير يبقي بنت من كلامك دا ... وممكن برضه يبقي ولد ...
صدم الاب من كلمه الطبيب ... ووقع الرعب فى اوصاله فشعر ببروده فى اطرافه .... فقال بتوتر
_ مثلا يادكتور لو يعني شوفته وطلعت حالته ...بنت .... فى احتمال يبقي ولد ....
_ فى الزمن دا ممكن تعمل اى حاجه ياأستاذ اكرم ... طلما فيه فلوس ....
ابتلع الاب ريقه بصعوبه ... لكن قد اطمئن قليلا ....
وذهب فى طريقه ... وعزم على احضار اسلام معه المرة المقبلة ....
****
وفى صباح اليوم التالي
كان اليوم الاول للاجازة الصيفية ، أستيقظ الجميع ... فى الصباح الباكر .... وكا كل يوم جمعة تجتمع العائلة باكملها ...و لم يكن اكرم يذهب لكن... ذهب هذا اليوم وأخذ ابنه معه ، الان يريد أن يجعل ابنه يتحدث مع اولاد عمه ويلعب معهم حتى يأخذ طباع الرجال ... ويذهب الصمت من فمه ... والبراءة من عيناه ...
مرت عين أكرم بحسرة على اولاد اشقائه الذين هم فى عمر اسلام ...
نعم يمتلك قامه مرتفعه عن البعض ... لكن
صوته لم يخشن .... ملامحه تزداد برائه وجمال ... وجنتيه دائما حمراء بلون الزهور .... عينيه رطبة ... بها نعومة ....
هتف اكرم موجها كلامه لابن اخيه الاكبر (ناجي)
_ أدم ... مابتخدش اسلام يلعب معاكم ليه بليل كورة ...
....
انتبه اسلام الى كلام ابيه، فزاد من توتره أكثر خاصة وادم ينظر اليه بضيق ....
رد أدم
_ هو اللى مش بيحب يلعب معانا ....
دهش اسلام من طريقه ادم وطريقه كذبه فهو دائما يتهرب منه .. ولايريد ان يتحدث معه فى اى شئ ....
فقال الاب ضاحكا ... وهو يربط على كتف اسلام
_ دا هو بس عشان. مش متعود عليكم ... بس ابقي تعالى فوت عليه .. لما تلعبوا ... ماشي ياحبيبي
ظهر على ادم الغضب ... والضيق وهو يوجهه انظاره الى اسلام
... فأردف الاب لاسلام وهو يقوم بأخذه الى ادم واولاد عمه ....
_ روح العب معاهم يلا ياسلام ....
كان التوتر يزداد بقسامته أكثر ... فوقف صامتا معهم وعينه فى الارض .... حتى لعبوا الكرة
لعب جميعا مع بعضهم ... كلما يمسك ادم الكرة لايوجها الى اسلام ... مهما يجري امامه ... فادم كان مصمما على ادخال الكرة فى الشبكة بمفرده ....
وما ان لمح ادم ابنة عمه لبني تقف قى الشرفه تراقبهم التمعت عيناه بهذا الشعور الغريب الذي يستحوذ عليه كلما يراها ... فأرد أن يظهر لها أنه فتوه ...
فانتظر ان تكون الكرة مع اسلام ... حتى يسحبها منه ويدخلها فى المرمى ....
ومع اقتراب ادم من اسلام .... الذي كان ينظر الى الكرة فقط ويطير كالفراشة .... وكأن الكرة ملتصقه بقدمه ... اصطدم به أدم فقوقع على الارض ، ولم تتحرك شعره من اسلام وسجل هدفا .....
هتف الجميع له وخاصة لبني ....
فى تلك اللحظه .. اشتعل الغضب فى قلبه أكثر .... فقام من الارض بدون كلمه واحده ينفض التراب من ملابسه وذهب الى البيت ....والغضب يرسم داخله الكره الشديد لاسلام ...
******
أجتمع الجميع فى هذا الاحتفال ، يكرمون اللاعبين الذين شرفوا المدرسة ... بمهارتهم فى مجالات الرياضه المختلفة ...
تحت إشراف شركاء المدرسة ...
وقف رئيس الخاص بفريق كرة القدم ... يعلن ... عن اسماء الفائزين ....
وكالعاده غرفة إسلام تستقبل جائزة أخرى لم يعد لها مكان .... فهو اللاعب المهاجم صاحب رقم عشرة ... المميز ...
وبعد الانتهاء من فقرات الحفل ... قال الرئيس معلنا ..
_ فريق المدرسة تحت سن 15 سنه هيستقبل لاعب جديد ... صاحب رقم عشرة .... ( رامى الامام ) ...
صمت الجميع وعينهم مليئة بالدهشة ، يتسألون فيما بينهم ... أليس رقم عشرة هو إسلام أكرم ... كيف يتم التبديل ...ولما ....
نظرات الشفقه تلقى اليه كالشحاز.....
.... وقف رئيس النادى أمام اسلام بعد ماانتهى الحفل .... يقول له بأسف ...
_ أنا أسف يااسلام أنت عارف انت غالى عندى قد ايه ... بس كان الطلب من إمام بيه ... وانت عارف هو ممول الفريق والمدرسة ....
رقم 11 حلو برضه ... قالها وهو يربط على كتفيه
لم يشعر إسلام باى دهشه عندما سحب منه رقمه المفضل ، بل كان دهشته فى أنضمام رامى .. إلى الفريق ....
فقال .. دون وعى ..وهو يهم بالخروج ...
_ عادى ....
جلس إسلام فى ساحة النادى المقابل للمدرسة نائما على ارضيه الملعب الناعمه بمفرده... ينظر الى السماء متفقدا اياها وكم من القلق ينهش بقلبه الرقيق ... لايعرف ان كان ولدا ام فتاه .....
دائما ما ينتبه الى ملابس الفتيات وحياتهم .... ويشعر بالفضول اكثر اتجاهم ، يشعر دائما بالغرابة ... ولايجد شئ يتجسد فيه .... دائما مايخبره والده انه رجل ... لكن تلك الكلمه مع انها تترد كثيرا .. الا انه يشعر بالغرابة اتجاهها ...
.. جاء الليل مزينا السماء بالقمر ومزينا عيناه بالسحر الخاص بها ....
رن جرس الهاتف المحمول ..معلنا عن اسم والدته .، فوقف من فوره ليذهب فى طريقه الى البيت فلم يشعر بالوقت الذي مر ...
_ إسلام ........
...... انت يا منحرف ..... يابتاع البنات ....
هتف بها زيتون العينان برموشه الطويلة ينفض بهما غبار سحر العيون الزرقاء ...
التفت اسلام ليرى من يتحدث وعلى وجهه الدهشه وهوا يري أكثر وجهه يبغضه ....
ودهش اكثر لان هذا كان اول حديث يجرى بينهم بعد الحادثة ، وبعد نظراتهم الخاطفه الغامضه لبعض طوال تلك السنوات ...
فرد اسلام عليه بضيق
_ منحرف ؟؟؟؟؟ ..... ايه قله الادب دي ...
_ مالك زعلان من الكلمه كدا اوى ..... يابني انا كل لما اشوفك الاقيك بتبص على البنات .... وبعدين انت نسيت عملت فيا ايه يوم الحادثه قالها وهو يقترب منه ينظر اليه بسخرية التى انقلبت بشئ غريب ... وهو يرى وجهه يتلون خجلا ....
.........يتبع ......