رواية غرام الوتين (دمية في يد غجري 2 ) الفصل التاسع عشر 19 بقلم سمسم
غرام الوتين
( دمية فى يد غجرى 2)
البارت التاسع عشر
أردف بكلماته ومد يده يحذبها من شعرها تلك المرة فصرخت صرخة عالية من شدة الألم الا ان والده نظر اليه بغضب
زاهر:" يحيى انت اتجننت سيبها متمدش ايدك عليها انت فاهم"
صرخ والده فى وجهه، الا انه لم يجد مفر سوى ان يخبره بحقيقة تلك المرأة اللعينة، فهو لن يصمت بعد الآن سيخبره بحقيقتها التى تواريها خلف قناع البراءة الذى ترتديه أمامه
يحيى:" الهانم اللى انت خايف عليها أوى كده انا كنت مصاحبها قبل انت ما تتجوزها ولما ما عرفتش تخلينى اتجوزها لفت عليك انت واتجوزتك ودخلت البيت ده وهى عينها منى وقبل ما اتجوز كانت بتحاول تقرب منى بأى شكل دى واحدة رخيصة وزبالة مش زى ما انت مفكر دى بتضحك عليك دى تستحق القتل دى متجوزاك علشان تنهب فلوسك دى حقيرة ومادية "
رفع زاهر يده يصفعه على وجهه صفعة قوية ليجعله يكف عن هذا الكلام فأقترب منه يمسكه من ياقة قميصه ينظر اليه بغضب عارم
زاهر:" اخرص انت ازاى تقول عليها كده. انت ناسى انها مرات ابوك ازاى تتهمها اتهامات زى دى "
يحيى بصراخ:" هى دى الحقيقة اللى انت رافض تصدقها هى فعلا كان عينها منى وبتدخل اوضتى وانا نايم وكانت بتقرب منى وانا كنت بصدها وكمان يوم فرحى حطط ليا منشط واعتديت على مراتى يوم دخلتنا"
اقتربت منه نانى بدموعها الزائفة تمسكه من ذراعه تتوسله بصوتها وشهقاتها تحاول ان تنجى بنفسها من هذا المأزق الذى وضعت فيه
نانى:" شوفت ابنك بيتبلى عليا ازاى يا زاهر وعايزك تكرهنى وتطلقنى فبيفترى عليا وبيخترع كلام من دماغه علشان تصدقه وترمينى فى الشارع وابعد عنك يا حبيبى"
قام يحيى بجذبها من شعرها فهو طفح كيله من دموعها الزائفة وخبثها ودناءتها التى فاقت كل الحدود
يحيى:" اخرصى بقى وبطلى تمثيل واللى انت متعرفوش بقى هى بتحطلك نقط فى الشاى والأكل علشان تموتك بالبطئ فوق بقى وصدقنى"
نظر زاهر تلقائياً الى نانى بعد سماع كلام أبنه فرأى علامة الارتباك ظاهرة بكل وضوع على وجهها فتراجهت بضع خطوات إلى الخلف
نانى بارتباك :" دا كداب متصدقوش يا زاهر انا بحبك وهو عايز يفرق بينا"
يحيى:" فى تسجيل على تليفون رقية وكانت بعتتهوله على الواتس قبل ما تقع من على السلم علشان عرفت انك شوفتيها واكيد هتحاولى تاخدى التليفون منها فلما كانت بتجرى على السلم بعتتلى الفيديو رقية قالتلى على كل حاجة"
فتح هاتفه بحث عن مقطع الفيديو حتى وجده قام بتشغيله ووضع الهاتف فى يد والده حتى يرى ما فعلت زوجته ، نظر زاهر للهاتف بعيون جاحظة فهو رأى كل شئ حتى أنه سمع أيضاً صوتها عندما اكتشف رقية فعلتها
زاهر بصدمة:" انتى كنتى عايزة تموتينى يا نانى يبقى يحيى عنده حق فى كل الكلام اللي قاله "
اقترب منها بغضب تلك المرة يصفعها على وجهها يقوم بجرها خارج الغرفة يريد رميها خارج المنزل بأكمله
زاهر:" انتى طالق بالتلاتة يا نانى ويلا برا اخرجى براااا"
صرخ فى وجهها الا انها لم تبارح مكانها تنظر اليهم بكره وحقد وغل نظروا اليها وهى تركض ناحية المطبخ لتخرج تحمل بيدها سكيناً
نانى:" عايزنى اخرج من هنا بس قبل ما اخرج هقتلك يا زاهر انت وابنك"
عندما اقتربت منه تريد غرز السكين بقلبه فحال يحيى بينها وبين الوصول إلى والده فظل يتصارع معها بعض الوقت حتى ضغط على يدها الممسكة بالسكين لتفلتها من يدها ولكنها استطاعت جرحه فى باطن يده فاستغلت ذلك لتهرول خارج المنزل بسرعة قبل ان يستطيع اللحاق بها
*"*"*
اغلقت حقيبتها الخاصة بعد أن قامت بلم أغراضها فى عدة حقائب فاليوم ستترك شقتها بعد ان قامت ببيعها نظرت لتلك الصورة التى كانت موضوعة على السرير ولا تعرف هل تشعر بالسعادة لتخلصها منه ام تشعر عليه بالشفقة مما سيناله من عقاب الله سمعت صوت جرس الباب فتحت الباب وجدت هيام تقف على عتبة الباب وهى حزينة أيضاً لفراقها
هيام:" خلاص خلصتى يا بهيرة"
هزت بهيرة رأسها بأسف وحزن ففرت دموعها على وجنتيها فمدت يدها تمسحها تحاول رسم ابتسامة على وجهها
بهيرة:" أيوة خلاص يا هيام هتوحشينى ابقى تعالى يا هيام وهاتى الاولاد معاكى علشان اشوفكم"
هيام:" ليه مفضلتيش قاعدة هنا يا بهيرة بدل ما كنتى تبيعى الشقة وتمشى"
بهيرة:" انا حابة ارجع بلدى تانى هناك فى ناس قرايبى اهو اعيش وسطيهم وكمان سراج الله يرحمه بقى كان منعنى عن زيارتهم وحابة ارجع بهيرة بتاعة زمان وارجع اشتغل مدرسة تانى يمكن احساس الامومة ربنا يعوضنى بيه فى الأطفال اللى هدرسلهم"
هيام بدموع:" ربنا يوفقك يارب بس اوعى تنسينى يا بهيرة"
بهيرة:" عمرى ما هنساكى وان شاء الله هبقى اجى ازورك وكمان هنتكلم على التليفون"
هيام:" ان شاء الله يا حبيبتى خلى بالك من نفسك"
اقتربت منها هيام تحتضنها بالرغم من دموعها المنسابة على وجهها فربتت بهيرة عليها بمحبة هى الاخرى حتى سمعوا صوت حمحمة صادرة عن علاء
علاء:" العربية خلاص وصلت تحت اللى هتوصلك المحطة يا مدام بهيرة"
نظرت اليه بهيرة بامتنان فهو وزوجته لم يتركوها منذ وفاة زوجها
بهيرة:" ماشى يا باشمهندس علاء تشكروا على كل حاجة عملتوها معايا اشوفكم بخير يارب"
علاء:" لاشكر على واجب هى دى كل الشنط"
بهيرة:" ايوة بس متتعبش نفسك انا هنزلها"
هيام:" تعبك راحة يلا وانا هنزل معاكى"
حمل الثلاثة الحقائب وصلوا إلى سيارة الأجرة وضع علاء الحقائب فى السيارة لتودعهم بهيرة تلوح لهم بيدها ودموعها ما زالت تجرى على وجنتيها لتنطلق بها السيارة فى طريقها إلى العودة إلى بلدتها.سحب علاء يد زوجته التى تصنمت فى وقفتها ومازالت تتابع السيارة بعيون دامعة
علاء:" يلا بينا يا هيام علشان نطلع شقتنا"
هيام بدموع:" هتوحشنى اوى والله ربنا يوفقها فى حياتها يارب ويعوضها خير"
علاء:" اللهم أمين يلا بينا"
وضعت يدها فى يد زوجها لتعود الى الشقة يدلفوا إلى الداخل يروا أطفالهم يركضون فى كل مكان فابتسموا على افعالهم الطفولية تحاول هيام ان تخفف من وطاة الدموع والحزن الذى سكن بقلبها من فراق تلك المرأة التى شعرت نحوها بالمحبة
*"*"*
تجلس أمامه كالطفلة الصغيرة وهو يمشط لها شعرها تتوسله ان يتركها الا انه يأبى ذلك فهو كأنه يحاصرها ولا سبيل لها من الفكاك منه
وتين:" ثائر سيب شعرى بقى كفاية كده"
ثائر:" لسه شوية استنى بس علشان اعملك ضفيرة حلوة اوى"
وتين:" حرام عليك بقى يا اخى انا زمان شكلى بقى شبه الساحرة الشريرة دلوقتى"
قهقه بصوت عالى على كلامها فهو حقا عاث فى شعرها حتى اصبح مشعث بشكل ظاهر الا انه يأبى ان يتركها
ثائر:" هههههههههههه مش ساحرة شريرة اوى استنى بس شوية وهخلص أهو"
افلتت نفسها من بين يديه لتنظر لنفسها فى المرآة تشهق بصوت مرتفع من مظهرها تلتفت اليه بغيظ فاقتربت منه تحمل وسادة صغيرة تقذفه بها
وتين:" ايه اللى انت عملته فى شعرى ده انا بقيت شبه الغوريلا حلو كده يعنى"
ثائر:" طب دا أنا مسرحلك شعرك حلو مفيش كلمة شكر ايه ده "
وتين:" اشكرك على ايه دا لو ولادك شافونى كده هيخافوا منى الله يسامحك يا ثائر"
فعادت مرة أخرى تقف أمام المرآة تمشط شعرها تعيد ترتيبه لتجده يقترب منها يحاوطها يستند بذقنه على رأسها ينظر اليها فى المرآة
ثائر بمزاح:" هو انتى بقيتى قصيرة ولا ايه يا وتين"
وتين:" لاء يا حبيبى انا مقصرتش انت اللى طولت "
ثائر:" لا يا شيخة بجد الكلام ده"
ظلت تنظر اليه وهو يحاوطها يكاد قلبها ان يتوقف من شدة تلك الدقات التى تعلو معلنة عن عشقها فرفعت يدها تتحس يده القابضة عليها، لمسة يدها يرجف لها قلبه وجدت نفسها محمولة بين ذراعيه تتسلل يدها تحيط عنقه وضعها على الفراش ولكن قبل ان يعانقها سمع صوت طرقات على باب الغرفة فذهب ليرى من الطارق فوجد أطفاله الثلاثة يقفون ينظرون اليه بأعين بريئة
ثائر:" فى ايه يا حبايبى مالكم منمتوش ليه مش كنتم نايمين"
رائد:" احنا خايفين ننام لوحدنا عايزين ننام معاكم يابابا"
رؤوف:" اه يابابا الست الوحشة هتيجى تاخدنا تانى"
جوانا بنعاس:" بابى انا عايزة انام "
نهضت وتين من على الفراش تقترب منهم فهى تعلم ان أطفالها مازالوا لديهم تلك الرهبة مما حدث لهم فانحنت إليهم تبتسم لهم
وتين:" حبايبى مفيش ست هتاخدكم خلاص انتوا هنا فى البيت متخافوش تعالوا يلا علشان انيمكم تعال معايا يا ثائر"
ذهبوا الى غرفة أطفالهم وضعوهم فى الفراش يحاولون تهدئتهم وبث الأمان والطمأنينة فى قلوبهم فتلك المحنة مازال اثرها عالقا بعقل الصغار بعد ان غفوا فى النوم عادت وتين مع زوجها إلى غرفتهم الا انه لاحظ سكوتها
ثائر:" مالك يا وتين"
وتين:" رؤوف ورائد بقى عندهم هاجس انهم هيتخطفوا تانى يا ثائر بيصحوا من النوم يصرخوا ويعيطوا"
ثائر:" هو الموضوع مكنش سهل يا وتين وان شاء الله كل شئ هيبقى كويس وان شاء الله انا ناوى اخدكم واسافر اسبانيا تغيروا جو والاولاد كمان يغيروا مكان علشان نفسيتهم تتحسن"
وتين:" بس مريم حامل هنسافر ازاى مش هتقدر تسافر معانا اقولك احنا نروح إسكندرية"
ثائر:" ماشى يا قلبى نروح اسكندرية بقولك ايه بقى ما تيجى اسرحلك شعرك تانى هسرحلك المرة دى حلو صدقينى"
وتين:" لاااااااااء"
فرت هاربة من أمامه ظل يركض خلفها فى الغرفة وهى تضحك بصوت عالى إلا انه امسكها بقوة يكبل حركاتها تنظر اليه بأنفاس منقطعة ودقات قلب صاخبة فلم يمهلها فرصة اخرى لتهرب منه فكيف لها ان تهرب من ذلك الشوق الذى أطل من عينيه يأسر روحها يقيدها بقيود الغرام
*"*"*
خرجت من المشفى لتعود إلى المنزل يسندها زوجها دلفت الى غرفتها جلست على الفراش تنظر اليه بعينان حزينة الا إنها لم تنطق بكلمة واحدة فجلس مقابل لها
يحيى:" حبيبتى اخليهم يجبولك حاجة تاكليها"
رقية:" لاء شكراً بس عايزة أنام شوية حاسة ان جسمى متخدر ودماغى مصدعة"
يحيى:" ماشى يا حبيبتى نامى"
عندما قام من مكانه وجدها تمسك يده تنظر اليه تجذبه ليجلس بجوارها فجلس على حافة الفراش
رقية:" خليك هنا جمبى يا يحيى"
تمدد بجوارها يسحبها لأحضانه تدفن وجهها بصدره يطبق عليها بحنان الا انه شعر بانسياب دموعها التى تساقطت على صدره
يحيى:" بتعيطى ليه يا رقية مالك فى حاجة تعباكى قوليلى"
رفية:" زعلانة على فرحتى اللى متمتش "
يحيى:" ان شاء الله ربنا هيعوض علينا وجايز ربنا عمل كده علشان أحس بالغلطة اللى عملتها زمان وكنت السبب فى ان البنت اللى اتجوزتها وكانت حامل اجهضت بسبب ضربى لها"
هى كانت تعلم انه تزوج سابقآ من فتاة ولكنها لاتعلم سبب انفصاله عنها
رقية:" هو انت طلقتها ليه وايه اللى حصل"
يحيى بتنهيدة:" كانت حامل ونرفزتى فضلت اضرب فيها من غير ما أحس لحد ما نزفت ورحت المستشفى الدكتور قالى حصلها اجهاض واخوها جه اتخانقنا ورميت عليها يمين الطلاق ومشيت"
رقية:" وهى حصلها ايه بعد كده شوفتها تانى"
يحيى:" شوفتها مرة من سنين كانت واقفة مستنية جوزها وساعتها قالتلى كلمة مش ناسيها لدلوقتى قالتى انا اتجوزت راجل والكلمة دى انت متعرفش معناها ساعتها الكلمة وجعتنى بس كابرت وكملت فى طريق الفساد اللى كنت ماشى فيه لحد ربنا ما اراد وبعتك ليا علشان اتخلص من حياتى دى وابتدى حياة جديدة معاكى بس فعلاً أى حاجة الواحد بيعملها فى حياته لازم يشوف نتيجتها حتى لو جت فى وقت متأخر فالحمد لله على كل حال و ان شاء الله ربنا هيرزقنا تانى فمتزعليش نفسك يا قلبى"
هزت رأسها علامة الموافقة على كلامه فهى مؤمنة بقضاء الله وقدره وهى على يقين بأن الله سبحانه وتعالى سيعوضها خيراً بدأت تشعر بثقل رأسها فاسدلت جفونها ليغلبها النعاس فأراح رأسها على الوسادة يدثرها بالغطاء يقبلها على رأسها ظل ينظر اليها حتى غلبه النعاس هو أيضاً
*"*"*
تقف فى شرفة غرفتها شاردة فى أفكارها فهى اصبحت مشتتة التفكير منذ ان اخبرها هذا الرجل بحبه لها ورغبته فى الزواج منها سمعت طرق على باب الغرفة أذنت للطارق بالدخول فدلف عمار بابتسامة التفتت اليه
سلاف:" ايوة يا عمار فى حاجة"
عمار:" جاى اقولك يلا عشان جدو مستنينا علشان نتعشى"
سلاف:" حاضر هاجى وراك على طول"
الا انه لم يخرج من الغرفة بل انه اقترب منها يسألها عن تلك الحالة التى أصابتها فهو أيضا لاحظ شرودها
عمار:"سلاف فى حاجة حصلت انا ملاحظ كده بقالك كام يوم سرحانة كده زى ما يكون فى حاجة شغلاكى"
تنهدت سلاف فهل حقا يبدو الشرود واضحاً عليها فأرادت اخبار شقيقها بما حدث لعل بحديثها معه تصل إلى قرار فى ذلك الأمر المحير لعقلها
سلاف:" هو الصراحة يا عمار فى واحد طالب ايدى وعايز يتجوزنى بس مش عارفة اخد قرار فى الموضوع"
نظر اليها عمار باهتمام شديد يقترب منها بفرحة تجلت على ملامحه فهو يحب شقيقته بشدة ويتمنى لها السعادة فهو يعلم ما عانت فى زيجتها الأولى
عمار:" بجد مين ده اعرفه وطلب منك امتى الجواز انا شفته"
لم تمنع نفسها من الابتسام على حماس أخيها فهو يشبه الأمهات التى تفرح بزيحة بناتها
سلاف:" ايه يا عمار براحة انت عمال تسأل تسأل براحة شوية على العموم يا سيدى هو اسمه عز الدين المنشاوى"
عمار:" هو ده اللى قولتيلى انه عايز يشترى شركتك اللى فى دبى"
سلاف:" هو قالى انه مكنش عايز يشترى الشركة ولا حاجة بس عملها حجة علشان ييجى ويشوفنى وبيقولى انه بيحبنى من سنة وحابب انه يتجوزنى"
لاحظ عمار نبرة صوت شقيقته المتحمسة وهى تخبره بشأن هذا الرجل
عمار بمكر:" بس باين عليكى يا سلاف انك متحمسة اوى للموضوع هو العريس عجبك"
أصبح وجهها اشد احمرارا من حبات الفراولة فهل هى حقا شعرت بانجذاب نحو هذا الرجل المدعو عز الدين حتى يعكس صوتها حماسها فى الحديث عنه عندما حاولت الكلام خرج منها الكلام بتلعثم امتزج بخجلها
سلاف:" عععاجبنى ايه يا عمار انت بتقول ايه انا بقولك على اللى حصل"
عمار:" حبيبتى لو شيفاها فرصة كويسة وافقى جايز ده اللى يعوضك عن اللى فات وينسيكى سنين العذاب اللى شوفتيها فكرى فى الموضوع كويس وشوفى القرار اللى يريحك"
سلاف:" ان شاء الله يلا بينا احنا فضلنا نرغى ونسينا موضوع العشا زمان جده هيهزقنا دلوقتى ههههه"
شاركها شقيقها الضحك فهو يتمنى ان يرزقها الله السعادة وربما سيمنحها القدر فرصة ثانية لتمحو تلك الذكريات الاليمة من قلبها بل من حياتها بأكملها، هبطوا إلى الأسفل نظر إليهم حابر بابتسامة
جابر:" ده كله يا عمار بتنادى لسلاف علشان العشا بتناديلها من آخر الدنيا"
اقتربت منه سلاف تقبله على وجنته فهى لاتصدق انها عادت إلى ذلك المنزل التى كانت عاقدة العزم ان لا تعود إليه أبدا
سلاف:" معلش يا جدو كنا بنرغى والكلام اخدنا"
عمار بمزاح:" هى السبب يا جدو مش أنا انا برئ"
سلاف بضحكة رنانة:" كده بتبعنى يا عمار ماشى صبرك عليا"
جابر:" يلا بقى بطلوا كلام واقعدوا وعلى فكرة فى ضيف جايلنا بكرة"
نظروا اليه باهتمام يريدون معرفة هوية هذا الزائر فبادرت سلاف بالسؤال
سلاف:" ضيف مين ده يا جدو"
جابر:" عز الدين المنشاوى"
نظر عمار إلى شقيقته التى شعرت بهروب الدماء من وجهها فهل اخبر جدها برغبته فى الزواج منها ولكنها لم تعطيه ردا على هذا الأمر
سلاف:" وهو جاى ليه وانت تعرفه منين يا جدى"
جابر:"بيقول جاى عايزنى فى امر مهم بس لسه معرفش هو عايز ايه جايز جاى يتفق على شغل او حاجة لسه معرفش"
ظلت سلاف تفكر فى اصرار هذا الرجل فهى تعلم بداخلها انه ربما يفعل ذلك ليتقرب منها ابتسمت بداخلها فهل حقاً سيكون هذا الرجل هو من يجعلها تتخلى عن كل قرار اخذته بعدم تكرار تجربتها المريرة بالزواج ثانية
*"*"*
تسير بجواره على شاطئ البحر تتشابك أيديهم ينظر إليها بابتسامة عريضة يركض أمامهم أطفالهم وأطفال رمزى الذى يتبعهم هو أيضاً برفقة زوجته
رمزى:" كفاية انا تعبت تعالى نقعد يا مريم"
مريم:" هو احنا لحقنا نمشى ايه الكسل اللى انت فيه ده يا رمزى"
رمزى:" ده جزائى ان خايف عليكى يا روحى علشان حامل ومش عايزك تتعبى تعالى يا شيخة اقعدى وهروح اجبلك آيس كريم وأجى"
مريم:" طب نادى لعمو ووتين"
رمزى بمزاح:" عمك زمانه وصل بنى سويف دلوقتى ماشى مغرم ومتيم اوى ومش حاسس بنفسه سبيه يمكن يتوه ويريحنا شوية"
ثائر:" هو مين اللى يتوه يا جزمة انت"
رمزى:" لاء كده كتير وربنا انا لازم اوديك لشيخ يطلع العفريت اللى انت مخاويه ده وبيخليك تيجى فى اوقات مش ولابد"
ضربه رمزى بخفة على مؤخرة رأسه نظر اليه ثائر يضيق ما بين عينيه وماهى الا لحظات حتى ركض رمزى من أمامه الا ان ثائر ركض خلفه
رمزى بمزاح:" الحقينى يا مريم عمك هيعملنى شاورما"
ثائر بغيظ:" لاء وحياتك انت هعملك كفتة يا حيوان"
جلست وتين بجوار مريم وهى تضحك الا انها لمحت إمرأة تقترب منها لم تتبين ملامحها إلا عندما اقتربت منها فهتفت وتين بدهشة
وتين:" هيام"
اقتربت منها هيام تحاول رسم ابتسامة على وجهها الا انها من داخلها تخشى ان ربما وتين مازالت تحمل لها ضغينة فى قلبها
هيام:" ازيك يا وتين عاملة ايه فرصة سعيدة ان شوفتك"
وتين بابتسامة:" الحمد لله ازيك انتى هم دول بناتك"
هيام:" ايوة رهف ورفيف سلموا على طنط يلا"
اقتربت الصغيرتين من وتين فأبتسمت لهم تقبلهم على وجنتيهم فنظرت الى هيام
وتين:" عسلات ربنا يباركلك فيهم"
هيام:" تسلمى يا وتين وكويس ان شوفتك النهاردة يا وتين علشان اقولك سامحينى"
وتين :" اسامحك على إيه يا هيام"
هيام:" على كل حاجة حصلت منى زمان فى حقك يا وتين ياريت تسامحينى بجد علشان أرتاح"
وتين بابتسامة عريضة:" اللى فات مات يا هيام وانا خلاص نسيته ومبقتش افكر فيه وانا مسمحاكى احنا برضه بنات عم"
فما زالت وتين تحمل قلب لايعرف الحقد قادر على التسامح ، شعرت هيام ببعض الراحة من كلامها فهى كانت تخشى ان ترفض مسماحتها ، سمعت هيام صوت زوجها يناديها فاعتذرت لتغادر
هيام:" عن اذنكم سلام يا وتين"
وتين:" مع السلامة يا هيام سلام يا عسلات"
لوحت الصغيرتين لها بأيديهن مبتعدين مع والداتهم, فعادت وتين لمريم
مريم:" هو رمزى وعمو راحوا فين كده مش ظاهرين"
وتين:" يمكن راحوا يشتروا حاجة للأولاد ياحبذا لو يجيبوا ايس كريم شيكولاتة يا سلام"
وبالفعل لمحت وتين قدوم زوجها يحمل بيده المثلجات التى تعشق أكلها، ولكنها تناست أمر المثلجات وظلت تتأمل ملامحه التى تخطف أنفاسها دائما وجدت نفسها تتنهد بعشق تنظر اليه بأعجاب كأنها فتاة مراهقة وقعت فى حب نجمها المفضل
*"*"*
تعالت صوت الزغاريد فى منزل آية فاليوم تم كتب كتابها على ذلك الشاب العاشق خالد الذى ظل يطاردها حتى رفعت راية الاستسلام تجعله يغزو قلبها يفرض حبه عليها اقتربت منها رقية متمنية لها زيجة سعيدة
رقية:" حبيبتى ألف مبروك ربنا يسعدك يارب يا آية"
آية:" تسلميلى يارب يا رقية ومتحرمش منك يارب"
اقترب يحيى من خالد يهنئه على كتب كتابه فأبتسم له ابتسامة عريضة
يحيى:" مبروك يا خالد مين كان يصدق ان احنا نتوب ونتجوز يا خالد"
خالد:" دا انا اللى عايز اشكرك انك اتجوزت مراتك وشوفت آية بس دى طلعت عين اهلى علمتنى الأدب على أصوله"
يحيى:" يمكن علشان ربنا بيحبنا فرزقنا بيهم بجد كل ما افتكر اللى كنت بعمله زمان وحالى دلوقتى بستغرب معقول كنت غافل للدرجة دى وكنت بغضب ربنا"
خالد:" ربنا يسامحنا على اللى عملناه و يتقبل توبتنا"
لاحظ خالد اقتراب آية منهم فوكز يحيى فى كتفه ، نظر اليه يحيى بتعجب
يحيى:" فى ايه ياض انت عايز ايه"
خالد:" عايزك تقوم آية جاية وعايز اقولها كلمتين محشورين فى زورى وأخيراً هقولهم قى الحلال وبجد قوم بقى"
يحيى:" واطى خلاص قايم"
ترك يحيى مكانه يذهب ليقف بجوار زوجته ، وجلست آية بجوار خالد فرك يده بحماس فهو سيخبرها بتلك الكلمة التى لن يستطيع ان يكتمها بداخل قلبه أكثر من ذلك
خالد:" بحبك يا آية"
اصطبغ وجهها من شدة خجلها بالرغم من أنها سليطة اللسان الا انها الآن لا تجد ما تقوله فلسانها معقود فأزدرت ريقها تهتف بغضب مصطنع
آية:" ايييه اللى انت بتقوله ده "
خالد:" نعم يا اختى هو ده ردك حضرتك انا بقيت جوزك والله ولا محدش قالك ولا ايه حكايتك بالظبط"
لم تفلح فى منع تلك الابتسامة التى ارتسمت على شفتيها الا انها على تصميم بأنها لن تخبره بتلك الكلمة إلا فى ليلة زفافهم.
عادت رقية مع زوجها إلى المنزل ولكن قبل ان يصعدوا الى غرفتهم ذهبوا للاطمئنان على والده ،طرق يحيى باب غرفة والده فأذن لهم بالدخول ،دلفوا إلى الغرفة نظر يحيى إلى والده الجالس على مقعد بجوار السرير يقرأ كتاباً
...:" السلام عليكم"
زاهر بابتسامة:" وعليكم السلام خلاص خالد كتب كتابه "
يحيى:" أيوة الحمد لله انت عامل ايه دلوقتى "
زاهر:" الحمد لله نحمد ربنا"
رقية:" ان شاء الله بكرة تروح للدكتور علشان الأشعة والتحاليل علشان نعرف النقط اللى كانت نانى بتحطهالك اثرت على القلب علشان لو فى حاجة نلحق نتصرف ان شاء الله"
هز زاهر رأسه قليلاً يتذكر ما فعلته تلك المرأة المجرمة به فهو الآن يعلم سبب شعوره بالارهاق والوخز الذى كان يصيب قلبه
يحيى:" ان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام يا بابا"
زاهر بابتسامة:" ان شاء الله يا حبيبى"
اقترب يحيى من والده يحتضنه لم يصدق زاهر ما فعله فزاد فى ضمه له
زاهر:" سامحنى يا يحيى ان كنت السبب فى ان اوصلك للحالة اللى كنت فيها وان مكنتش ليك الأب اللى انت عايزه"
يحيى:" خلاص يا بابا اللى فات مات وانت هديتنى أجمل هدية لما اصريت اتجوز رقية"
زاهر:" ربنا يسعدكم يارب يلا علشان ترتاحوا تصبحوا على خير"
خرج يحيى وزوجته من غرفة أبيه متجهين صوب غرفة نومهم وهو يشعر بشئ من السعادة كون أمور هذا المنزل ربما ستؤل إلى الأفضل بعد خروج تلك المرأة اللعينة المسماه نانى
*"*"*
منذ خروجها من المنزل بعد تطليق زوجها لها ولا تعرف ماذا تفعل فالمال الذى كان بحوزتها استأجرت به غرفة فى أحد الفنادق ولم يعد لديها إلا القليل الذى لا يكفيها فماذا تفعل؟ ظلت تذرع الغرفة ذهاباً وإياباً وهى تفكر بالانتقام من يحيى وأبيه حتى تشفى غليلها فهى خسرت اللعبة بأكملها وربما انتقامها منهم سيشفى غليلها ولو قليلاً فظلت تبحث عن الوسيلة التى تستطيع بها الانتقام خاصة من يحيى
ناتى:"صبرك عليا يا يحيى مبقاش نانى الا لو ندمتك على اللى عملته وحرقت قلبك على الست الدكتورة رقية وعيشتك بقية عمرك حزين عليها وقلبك محروق"
ظلت تفكر كيف تتخلص منها لتحقق انتقامها من يحيى فهى باتت تعلم مدى عشقه لزوجته وتعلم ان رقية ستكون أداتها للانتقام منه ، ابتسمت بخبث على ذلك المخطط الذى ارتسم برأسها عازمة على تنفيذه فذهبت إلى فراشها لتستعد فى الغد لتنفيذ هذا المخطط
فى الصباح....استيقظت رقية قبل زوجها لتوقظه هو الآخر ليستعد للذهاب إلى عمله ولا تعرف هذا الشعور بالخوف الذى باتت تشعر به فهى تشعر بانقباض بقلبها ولا تعرف سبباً لذلك فاستعاذت الله
رقية:" اعوذ بالله استغفر الله العظيم ايه ده"
سمع زوجها ما تهتف به لنفسها فأقترب منها بقلق يسألها عما أصابها
يحيى:" مالك يا رقية فى ايه "
رقية:" مش عارفة حاسة ان قلبى اتقبض كده مرة واحدة زى ما يكون فى حاجة هتحصل"
يحيى:" ان شاء الله خير يا حبيبتي استهدى بالله مفيش حاجة ان شاء الله هتحصل كله خير ان شاء الله"
رقية:" ان شاء الله"
حاولت رسم ابتسامة على وجهها حتى لا تزيد من قلق زوجها
رقية:" يلا بينا علشان تلحق تروح مع باباك للدكتور وانا اروح الصيدلية "
يحيى:" طب استنى اوصلك وارجع لبابا تانى"
رقية:" لاء انا هروح بعربيتى يلا انت علشان متتأخرش على باباك"
هبطوا سوياً الدرج وجدوا زاهر ينتظرهم على مائدة الطعام تناولوا افطارهم ليذهب كل منه الى وجهته فخرج يحيى يصطحب والده إلى الطبيب بينما أخذت رقية حقيبتها لتذهب الى عملها وصلت الى الصيدلية وعندما دلفت وجدت خالد يجلس مع آية فحمحمت قليلاً فانتبه خالد الذى كان يشاكس آية كعادته
خالد؛" اهلا يا دكتورة رقية عن اذنكم بقى ألحق اروح شغلى"
آية:" اه يا ريت علشان انت صدعتنى والله بقالك نص ساعة رغى رغى"
خالد:" هو انتى امتى هتقوليلى كلمة حلوة دا انا خلاص بقيت جوزك"
آية:" طب يلا بقى يا جوزى توكل على الله شوف أكل عيشك"
كل هذا ورقية تتابع مزاحهم بابتسامة وبعد خروج خالد جلست رقية تتابع عملها إلا انها انتبهت على صوت آية
آية:" بقولك ايه يا رقية مش هتيجى معايا اعمل بروفة فستان الفرح ولا إيه"
رقية:" لاء يا حبيبتى طبعا هاجى معاكى هتروحى امتى"
آية:" النهاردة آخر النهار ياااه بقى انا هتجوز دا خالد هيشوف أيام ما يعلم بيها إلا ربنا هههههه"
رقية:" الله يكون فى عونه بجد يا آية دا انتى هتخليه يمشى يكلم نفسه مع انه فعلا بقى كده يا عينى"
آية:" اسكتى خليه يتعلم الأدب كنتى عيزانى اتجوزه بأخلاقه اللى كانت زفت دى دلوقتى بقى مؤدب ومحترم وبيشتغل حب يلعب بديله هقطعله رقبته مش بس ديله"
ظلت رقية تضحك على مزاح صديقتها التى تعلمها عن ظهر قلب فآية لا تتوانى عن اخذ حقها ممن يتجرأ عليها
بعد الإنتهاء من يوم عملهن واستعدادهن للذهاب لأداء آية بروفة فستان زفافها خرجن من الصيدلية أثناء ذهاب رقية إلى سيارتها سمعت صوت خلفها فالتفتت لمصدر الصوت لتطلق صرخة رعب مدوية
رقية:"اااااااعااااااااا