رواية غرام الوتين (دمية في يد غجري 2 ) الفصل العشرون 20 بقلم سمسم
غرام الوتين
( دمية فى يد غجرى 2)
البارت العشرون والاخييييير
ظلت رقية تضحك على مزاح صديقتها التى تعلمها عن ظهر قلب فآية لا تتوانى عن اخذ حقها ممن يتجرأ عليها
بعد الإنتهاء من يوم عملهن واستعدادهن للذهاب لأداء آية بروفة فستان زفافها خرجن من الصيدلية أثناء ذهاب رقية إلى سيارتها سمعت صوت خلفها فالتفتت لمصدر الصوت لتطلق صرخة رعب مدوية
رقية:"اااااااعاااااا"
نظرت إليها نانى بسخرية وهى تعقد ذراعيها امام صدرها وهى ترى بوادر الخوف الظاهرة على وجه رقية فشعرت بثقة كبيرة بنفسها وانها تستطيع بث الخوف والرعب ف قلب تلك الفتاة
نانى:" ايه يا دكتورة رقية شوفتى عفريت قدامك ولا إيه"
ازدرت رقية ريقها وهى تلتفت حولها لعلها تجد احد يستطيع ان ينجدها من يد تلك المرأة فأية سبقتها بسيارتها لتتبعها هى بعد ذلك، فما هذا الحظ السيئ فربما لن تنجو من يد تلك المرأة اليوم
رقية:" أنتى عايزة ايه منى لو مبعدتيش عن طريقى هبلغ البوليس"
أطلقت نانى ضحكة صاخبة على كلامها فهى لن تمهلها الفرصة لتفعل ذلك
نانى:" هو أنتى اصلا هتلحقى تعملى حاجة يا دكتورة رقية انا بقول تتصلى على المحروس جوزك تودعيه"
هرب الدم من عروقها بعد سماع تصريحها فهى ولاشك لديها النية على ان تقضى على حياتها ، لم تتوانى رقية عن ان تطلق ساقيها للريح تحاول الهروب من تلك اللعينة رأت نانى ذلك فأستقلت سيارتها تطارد تلك المذعورة فهى ستصدمها بالسيارة وبذلك يتحقق انتقامها كاملا ظلت رقية تنظر خلفها وهى ترى تلك السيارة تطاردها وكل رعب العالم يملأ فؤادها، استطاعت رقية ان تتوارى عن انظارها فى احد الشوارع الجانبية لتخرج هاتفها سريعاً وهى تبكى لتهاتف زوجها جاءها صوته على الطرف الآخر لتبكى بقوة
رقية ببكاء:" يحيى الحقنى"
يحيى:" رقية فى ايه مالك بتعيطى ليه "
رقية:" نانى بتجرى بعربيتها ورايا عايزة تموتنى الحقنى بسرعة انا فى مكان قريب من الصيدلية"
انتفضت رقية فى مكانها بعد سماع صوت تلك المرأة خلفها ليسقط من يديها الهاتف
نانى:" فاكرة نفسك هتهربى منى على فين"
عادت رقية للركض مرة أخرى وتلك المرأة تنظر لاثرها بغيظ فكلما تقترب من القضاء عليها تفر هاربة من أمامها ولكنها عازمة ولاشك ان تلك المرة لن تتركها إلا جثة هامدة فعادت نانى إلى سيارتها مرة اخرى لتقودها بأقصى سرعة وبوادر الشر والحقد والغل ظاهرة على وجهها وبحركة يدها التى تقبض على مقود السيارة بقوة ولكن بسبب ما يعتمل بصدرها من حقد لم تنتبه لتلك الشاحنة الكبيرة القادمة بتجاه سيارتها لم تنتبه إلا على اصطدامها بها
نانى:" اااااااعاااااا"
لتصرخ صرخة عالية قبل ان تتحطم تلك السيارة وهى بداخلها لتتصاعد فيما بعد ألسنة الدخان واللهب من السيارة بعد أنفجارها ، رأت رقية كل ذلك بأعين متسعة وهى ترى سيارة نانى أصبحت عبارة عن حطام گجمرة من لهيب مستعر فهى قضت على حياتها بيديها، عادت رقية إلى سيارتها امام الصيدلية فوجدت زوجها يقف بسيارته يبحث عنها فاقبل عليها بخوف
يحيى:" رقية انتى كويسة فيكى حاجة ردى عليها"
هزت رقية رأسها تحاول ان تلتقط انفاسها لتغمض عينيها قليلاً فهى عاشت اليوم حالة من الرعب لم تواجهها من قبل
رقية:" انا الحمد لله كويسة يا يحيى ربنا ستر الحمد لله"
يحيى:" وهى فين المجرمة دى"
رقية:" عربيتها خبطت فى عربية تانية وانفجرت يا يحيى"
سقطت دموعها فاقترب منها زوجها يهدأ من روعها يحاول ان يطمئنها ، فنانى تلقت جزاءها فماذا ربحت ؟ لم تربح شئ سوى ان خسرت حياتها بطريقة بشعة تسدل الستار على حياتها وأفعالها التى كانت تفعلها بدون أن تحسب حسابا لذلك اليوم الذى ستقابل فيه ربها ليحاسبها على ما اقترفته يداها
يحيى:" يلا بينا نروح يا رقية الله يرحمها بقى ويغفرلها على اللى عملته"
رقية:" يلا بينا بس تليفونى وقع منى عايزة أكلم أية علشان سبقتنى علشان تعمل البروفة "
ذهبت لتبحث عن هاتفها حتى وجدته فهاتفت آية تعتذر لها لتخبرها بما حدث فأسرعت آية بالعودة إليها لتطمئن عليها، فاليوم شهد على حادث مروع وربما كانت ستخسر حياتها لولا عناية الله لها
*"*"*
يشعر بلمسات ناعمة على وجهه ليبتسم دون ان يفتح عينيه فهو يعرف من تكون صاحبة تلك اللمسات المهلكة لقلبه التى لا تزيده سوى شوقاً، توقد بداخله لهيب العشق ،ففتح عيناه ببطئ ليناظرها بابتسامة جذابة
وتين:" يلا بقى يا حبيبى قوم هتفضل نايم كتير"
ثائر بنعاس:" يا ستى خلينا نايمين دا النوم حلو نامى نامى"
جذبها إليه يقربها منه ليكمل نومه بعد ان حاصرها بذراعيه يطبق عليها بحنان
وتين:" ثائر بجد قوم بقى علشان النهاردة هنرجع البيت بكرة افتتاح دار الرعاية"
تأفف قليلاً فهو لا يريد ان ينهض من الفراش او تركها تبتعد عنه إلا انه رضخ بالاخير ونهض من مكانه يتجه صوب الحمام ولكن قبل ان يدلف اليه وجدته يعود إليها
وتين:" فى ايه مدخلتش الحمام ليه"
ثائر:" أصلى نسيت اقولك صباح الخير"
وتين بمزاح:" لا يا راجل بجد كده تنسى تصبح عليا يا ثائر أنا زعلانة منك"
تشاكسه بمزاحها ونبرة صوتها الطفولية ولكنها لم تعلم عواقب فعلتها إلا عندما رأته يقترب منها تقرأ فى عينيه ماهو ناو عليه
ثائر:" دا احنا يومنا مش معدى النهاردة"
هبت واقفة على السرير تحذره من الاقتراب منها وهى تضحك وتشير اليه بأصبعها تهدده
وتين:" إياك تقرب منى انا بقولك أهو يلا شوفك هتعمل ايه"
فى لمح البصر كان يقف أمامها يمسك يديها بين قبضتيه يضيق ما بين عينيه
ثائر:" بقى كده وبتهددينى كمان يا وتينى"
هزت رأسها بيأس فهو بعد ان يناديها بأسمها الخاص بيه تعلم انها لن تجادله فهى ليس لها سبيل على ان تقاوم دفء نبراته الهاتفة باسمها أو أن تفلت من بين ذراعيه القابضة عليها الآن ،تسمرت عينيها على وجهه لفحت أنفاسه وجهها وجدت نفسها هى من تقترب منه راغبة فى عناقه فلم تمنحه الوقت الكافى ليفهم ماذا تفعل فهى شتت تفكيره ،حاول ان يستجمع شتات نفسه إلا انه لم يفلح فتلك الحورية قد هدمت أسوار قلبه، اسقته العشق من سحر فتنتها الممزوجة بعطر براءتها فوشمت قلبه بإسمها، هتفت به بهمس ناعم وهى تراه مازال واقفاً مكانه
وتين:" خلاص بقى يلا علشان مريم ورمزى زمانهم مستنينا علشان نفطر يا ثائر"
ثائر:" ماشى يا عشق ثائر"
تركها وذهب إلى الحمام قامت هى بترتيب حقائبهم لتخرج من الغرفة وجدت مريم ورمزى والأطفال ينتظرون فى الصالة
رمزى:" هو الغجرى جوزك ده فين خلينا ناكل بقى هو على طول معذب اهلنا معاه كده"
وتين:" ههههه هو جاى دلوقتى "
دقائق وخرج ثائر من الغرفة نظر إليه رمزى بحاجب مرفوع يلوى شفتيه بامتعاض
رمزى:" صح النوم يا اخويا لسه بدرى لسه الضهر مأذنش اتأخرلك شوية كمان"
سحب ثائر مقعده بدون ان يجيبه على كلامه شرع فى تناول طعامه ينظر اليه بلامبالاة إلا انه هتف به
ثائر:" مطفحتش ليه حد قالك تستنانى"
رمزى:" تصدق انا غلطان انت هييجى من وراك ايه يعنى ولا لسانك ده هيقول كلام عدل يا غجرى يا شوارعى"
ثائر:" اللهم اخزيك يا شيطان لم نفسك لتلاقى طبق المربى الحلو ده لابس فى وشك"
وتين:" بس بقى يا ثائر كفاية خناق على الصبح"
رمزى:" اعملها كده وانا اقوم اقبض فى زمارة رقبتك واخليك تمشى من غير زمارة"
مريم:" بببببببس كفاية كده الله يباركلكم عايزين نفطر بقى"
عندما هم رمزى بفتح فمه للكلام وجد زوجته تضع فى فمه قطعة من الخبر لتجعله يكف عن الكلام
مريم:" كل يا حبيبى واسكت صحتك يا رمزى "
كلما فتح فمه للحديث تضع هى طعاماً بفمه وهى تضحك على ملامح وجهه التى اعتراها الدهشة على تصرفها
رمزى:" تسلم ايد الجميل بس كفاية كده يا مريومتى مش قادر انتى فاضل شوية وتكتمى نفسى يا روحى"
ابتسموا جميعاً على كلام رمزى الذى دائما ما يضفى جو المرح والسعادة على جلستهم وإجتماعهم سوياً ،نظر اليه ثائر بابتسامة فهو حقا ً صديقه المقرب الذى لاغنى له عنه فهو من يسانده فى أوقات ضعفه ولايتركه فى الشدائد فهو كعملة نادرة فى هذا الزمان الذى أصبحت به معظم الصداقات زائفة، بعد ان انتهوا من حزم أمتعتهم استقل كل منهم سيارته برفقة زوجته وأطفاله عائدين إلى منازلهم بالقاهرة
*"*"*
سمعت صوت نقرات عكاز جدها تقترب منها فرفعت وجهها تبتسم له ،جلس جابر بارتياح على الأريكة بجوارها يريد ان يخبرها بما حدث ليلة مجئ عز الدين المنشاوى لزياتهم فهى تهربت من الحضور حتى لاتراه فهى عندما تراه لاتعرف هذا التمرد الذى يتملك من قلبها يريد جعلها ان تتخلى عن كل تلك الوعود التى اقسمت بها على نفسها
جابر:" سلاف فى حاجة عايز اكلمك فيها"
نظرت إليه باهتمام بالغ لمعرفة ما هذا الشأن الذى يريد اخبارها به
سلاف:" خير يا جدو فى ايه"
جابر:" خير ان شاء الله هو فى عريس طلب ايدك بس انا طبعا مش هديه كلمة الا لما أعرف رأيك انتى الأول لأن كفاية اللى عملته فيكى فى جوازتك الاولانية والقرار اللى انتى هتاخديه هيتنفذ انا مش هغصب عليكى فى حاجة"
سلاف بحذر:" مين العريس ده"
جابر:" اسمه عز الدين المنشاوى"
كانت تعلم هوية هذا العريس المنتظر قبل ان تسمع اسمه من جدها لذلك لم تندهش فشردت بتفكيرها لم تنتبه الا على صوت جدها يناديها
جابر:" سلاف روحتى فين مقولتيش رأيك إيه فى الكلام ده"
نكست رأسها وهى لا تعرف بماذا تجيبه؟ هل ترفض ام تقبل الا انها وجدت نفسها تردف بتأكيد
سلاف:" انا موافقة يا جدو"
تهللت اسارير جدها بعد سماع موافقتها حتى هى شعرت بغرابة الكلمة على مسامعها هل هى وافقت ؟ لاتعرف ما أصابها فجأة، ولكنها تعرف شئ واحد فقط ان ذلك الرجل يستطيع بكل ما يملكه من حب لها ان يجعلها تهيم به عشقاً فماذا تريد أكثر من زوج محب يعاملها بود واحترام
*"*"*
تقف أمام المرآة تضع حجابها على رأسها واتسعت ابتسامتها عندما وجدته يقف خلفها ينظر اليها بحب وإعجاب وهو يراها ترتدى الحجاب فكم كانت فاتنة فالحجاب لم يزدها سوى جمال وجاذبية
أيمن:" الله أكبر يا نورين جميلة أوى"
نورين:" تسلم يا حبيبى حلو الحجاب عليا"
ادارها اليه يمسك يديها بحب يرفع يدها الى فمه يقبلها
أيمن:" جميل اوى يا حبيبتى شوفتى ان اللبس المحتشم والحجاب عمرهم ما بيقللوا من جمال الست بالعكس بيخليها ليها جمال من نوع خاص وخاصة انها بتعمل كده علشان ترضى ربنا ومتخليش حد ينهش فيها بعينيه او يبصلها بصة مش كويسة"
نورين:" بس كنت بشوف بنات لابسة الحجاب ومبينة شعرها ولابسين ضيق برضه"
أيمن:" دول لابسين الحجاب موضة مش محترمين أصلا الحجاب اللى لابسينوه الحجاب له أصول يا نورين اللبس يبقى فضفاض ميشفش ولا يوصف الجسم يكون شعرك كله متغطى مفيش خصلة واحدة بس ولا شعرة تبان منه ان تخلى دايماً قدام عينيك رضا ربنا وصدقينى ربنا دايما هيبعتلك اللى يدلك على الطريق الصح ربما بيرزق عباده فرص كتير بس الشاطر هو اللى يستغل الفرصة قبل عمره ما يضيع"
نظرت اليه بعيون تحمل امتناناً وحب على ان الله رزقها زوج مثله يقودها الى طريق الصلاح
نورين:" انت احلى فرصة حصلتلى فى حياتى يا أيمن ربنا يباركلى فيك يا حبيبى انا مكنتش متصورة ان أحب تانى أو أن ييجى عليا اليوم اللى البس فيه الحجاب واصون نفسى وجسمى لجوزى بس "
اقترب منها يقبلها على مقدمة رأسها لتتعلق هى بعنقه كطفلة صغيرة تتعلق بعنق والدها المحب
نورين:" يلا بينا بقى مش هنخرج ولا ايه ولا ضربت على الفسحة والعزومة"
أيمن:" انا اقدر برضه دا انا واخدلك اجازة من الشغل مخصوص النهاردة علشان نتفسح ونقضى يوم جميل النهاردة"
نورين:" ماشى علشان لما نرجع اكمل رسم الصورة بتاعتك"
أيمن:" اه وتفضلى مقعدانى قدامك وتقوليلى متتحركش خليك ثابت فى مكانك لحد ما اقوم عندى تشنجات من القاعدة ههههه''
نورين:" انا كان ممكن ارسملك الصورة من غير ما تقعد قدامى بس بحب ابصلك وانا برسم وجودك معايا بيحسينى بالامان دايما يا أيمن انا زى ما اكون كنت غرقانة وانت انقذتنى "
يستمع اليها وهى تخبره بحبها له وكل كلمة تقولها تزيد ابتسامته لها اتساعاً فهى من ملكت قلبه منذ ان رأها صدفة لتصبح فيما بعد امرأته وسيدة منزله ومعشوقته
*"*"*
عادت إلى المنزل بعد انتهاء دوامها فى العمل فهى تعمل فقط لمدة ساعات قليلة حتى تعود إلى المنزل قبل عودة زوجها لتذهب سريعاً لتبديل ملابسها بملابس بيتية لتقوم بتحضير طعام الغداء قبل حضور زوجها من العمل، شارفت على الانتهاء من الطعام عندما وجدت زوجها يدلف بصحبة طفليها بعد أن عادوا هم أيضاً من مدرستهم ليدلفوا بصخب وصوت عالى لتبتسم لهم
دينا:" حمد الله على السلامة"
أسامة:" الله يسلمك يا حبيبتى الغدا جاهز ولا لسه هموت من الجوع"
دينا:" ثوانى ويكون على السفرة غيروا هدومكم وتعالوا يلا"
اجتمعوا على مائدة الطعام تنظر لزوجها بابتسامة يبادلها إياها فتذكرت عندما عادت معه الى المنزل وموافقته على ان تعمل ولكن لمدة ساعات معينة حتى لا تتأثر حياتهم او يتأثر أطفالهم بذلك فوافقت وكم كانت سعيدة بموافقته وبالفعل عملت مترجمة بأحد الشركات بدوام جزئي
دينا:" على فكرة الشركة اللى بشتغل فيها عاملة حفلة الاسبوع الجاى للعيد السنوى بتاعها ايه رأيك نروح يا أسامة"
أسامة:" ماشى مفيش مشكلة نروح بس النهاردة عايزين نروح نزور بابا وماما"
دينا:" تمام بعد الغدا نروح نزورهم وعيزاك تجبلى مانجا"
أسامة:" انتى إيه حكايتك فى المانجا شطبتى على المانجا اللى فى البلد كلها يا دينا"
دنيا بمزاح:" أخس عليك يا اسامة مستخسر فيها 10 ولا 15 كيلو مانجا ايه البخل ده"
أسامة:" خلاص يا ستى هجبلك وامرى لله"
دينا:" أسامة"
رفع رأسه ينظر اليها بعد ان رآها تهتف باسمه وجدها تبتسم له تمد يدها تضعها على يده
دينا:" شكرا يا أسامة على كل حاجة"
أسامة:" بتشكرينى على إيه يا دينا"
دينا:" على انك وافقت اشتغل ومحرمتنيش ان احقق طموحى ''
أسامة:" المهم انك تبقى مبسوطة بس زى ما قولتلك مش عايز شغلك يأثر على حياتنا او ييجى وقت وتهملينا فيه"
دينا:" لو حسيت فى وقت ان ده ممكن يحصل صدقنى انا اللى هقعد من الشغل من غير ما تقول"
هو يعلم انها صادقة بحديثها ويعلم ايضا مدى حبها له ولاطفالهم، بعد ان انتهوا اصطحبهم لزيارة والديه ليقضوا وقتاً سعيداً معهم قبل ان يعودوا إلى منزلهم مرة أخرى
*"*"*
دلف زوجها إلى غرفتهم وجدها تقف فى شرفة الغرفة فأقترب منها وضع يده على كتفها فالتفتت إليه
علاء:" مالك واقفة سرحانة ليه كده يا هيام"
هيام:" لا ابدا مفيش كنت قاعدة افتكر حياتى كلها بكل اللى حصل فيها لحد النهاردة"
اقترب يقف بجواها يستند على سور الشرفة ينظر إليها بتعجب طفيف
علاء:" اشمعنا يعنى بتفكرى فى كل اللى حصلك هو حصل حاجة ضايقتك"
هيام:" لاء بس لما شوفت وتين وطلبت منها تسامحنى على اللى عملته وهى فعلا سامحتنى افتكرت قد ايه كنت واحدة لا تطاق وكنت بفرح بدموعها وبعذابها وأن أشوفها دايما حزينة بس سبحان الله ربما حب يفوقنى من اللى كنت فيه بس القلم اللى الدنيا ادتهولى كان يوجع بجد"
علاء:" خلاص اللى فات مات المهم اللى جاى يا هيام"
هيام:" عندك حق بس لما رجعت لربنا وحبيت اغير من نفسى ربنا كافئنى بيك يا علاء وكنت نعم الزوج كنت فعلا بلسم للجرح اللى كان جوايا فربنا يباركلى فيك يا علاء انت وفادى وبناتنا ومتحرمش منكم ابدا يارب"
علاء:" ايه الكلام الحلو ده كله لاء دا عايز قاعدة وتقولهولى تانى وبشويش وعلى مهلك خالص"
ابتسمت على تصرفه وهى تراه يجذبها من يدها الى داخل الغرفة ليغلق باب الشرفة ينظر إليها نظرة هى تعرف معناها جيدا فهى تتمنى ان يظل دائما ينظر إليها تلك النظرة التى تجعلها تشعر بالسعادة لأنها زوجته وأم أطفاله
*"*"*
انتهت من ارتداء ملابسها تهبط الدرج وجدت زوجها فى انتظارها هو وأطفالهم الثلاثة لتقترب منهم بابتسامة فاليوم هو موعد افتتاح دار الرعاية وكم هى سعيدة لتحقيق ذلك الحلم الذى كان يراود عقلها من توفير ولو جزء بسيط من السعادة للأطفال الذين حرموا من الحنان والعطف
وتين:" خلاص خلصت يلا بينا"
رائد:" يلا يا وتينى اتأخرتى ليه كده ده كله بتلبسى انا مستنيكى من بدرى"
نظر اليه والده بأهداب نصف مغلقة فالصغير يفعل ذلك لاغاظة والده فأقترب منه يرفعه عن الأرض ينظر اليه رائد بابتسامة
ثائر:" انت بتقولها يا وتينى ليه يا واد انت ها محدش يقولها كده غيرى أنا بس"
رائد:" ما انت بتقولهالها على طول يا بابا وفيها ايه يعنى لما أقولهالها هى ماما حبيبتى"
رؤوف:" علشان بابا بس هو اللى يقولها كده هو بس اللى بيحب يناديلها كده يا رائد"
نظر لطفله بمحبة فقبل رائد على وجنته لينزله أرضاً ثم انحنى إلى رؤوف يتفرس فى ملامحه فكأن الحياة أعادت اليه أخيه مرة اخرى احتضن وجهه بين يديه
ثائر:" تسلم يا غالى على اسم غالى كأنك بقيت نسخة من عمك رؤوف كأن رؤوف اخويا رجع تانى "
لم يفقه الصغير من كلام والده إلا القليل فهو يعلم ان له عم يحمل نفس اسمه ولكنه لا يعلم عنه شئ سوى تلك الحكايات التى كان يخبرهم بها والدهم عن أخيه
جوانا:" بابى يلا شيلنى"
وتين:" ليه حضرتك مبتعرفيش تمشى لوحدك"
جوانا:" انا عايزة بابى يشيلنى علشان ابوسه هو طويل ومش بطوله"
وتين بمزاح:" عندك حق يا جوانا ناقص نطلعله بسلم"
ثائر:" بتقولى حاجة يا وتين"
وتين:" أنا أبدا دا بيتهيألك يا حبيبي يلا بينا علشان منتأخرش هتلاقى رمزى داخل دلوقتى يزعق"
ثائر:" هههههه يلا بينا علشان لسانه طويل وبيعمل دوشة"
اصطحب زوجته وأطفاله إلى سيارته لمح قدوم سيارة رمزى فاشار له بأن يتبعه ، وصلوا إلى مبنى دار الرعاية، تم افتتاح الدار وسط الضحكات والسعادة الظاهرة على كل الوجوه وخاصة هؤلاء الأطفال الذين يمرحون فى الحديقة الخاصة بالدار يشاركهم اللعب أطفالها وأطفال مريم
مريم:" النهاردة بجد يوم جميل أوى انا مبسوطة أوى"
وتين بابتسامة:" عندك حق يا مريم وشكل الأطفال وهم بيضحكوا وبيلعبوا يفرح القلب "
مريم:" كانت أحسن فكرة فكرنا فيها والله يا وتين حتى أولادنا مبسوطين وبيلعبوا معاهم"
وتين:" عارفة لما نقولهم يلا نمشى هيفضلوا يعيطوا ويزنوا دلوقتى علشان يفضلوا هنا يلعبوا معاهم"
مريم:" هههههه فعلاً ما بيصدقوا حد ويلعبوا معاه ربنا يحفظهم
وتين:" اللهم أمين يارب العالمين وربنا يقومك بالسلامة يا مريم يارب"
مريم بابتسامة:" تسلميلى يا وتين أنا مش عارفة لو مكنتيش انتى فى حياتى كانت حياتى هيبقى شكلها إيه"
وتين:" انا اللى بشكر ربنا على ان قابلتك يا مريم وقابلت عمك وحبيته وعشقته وحياتى بقت سعادة وفرح"
لمحت وتين أطفالها يسحبوا يد زوجها ليشاركهم اللعب فابتسمت فبالرغم من هالة القوة والهيمنة التى تحيطه دائماً إلا انها تراه الآن يستجيب لهم ليجعلهم يركضوا خلفه وخلف رمزى ليتسابقوا فيما بينهم
رمزى:" لاء كده كفاية نفسى اتقطع أنا مليش فى الجرى"
ثائر:" اومال ليك فى ايه يا رمزى"
رمزى:" ليا فى حل مصايبك يا ثائر اللى مبتخلصش"
ثائر:" تصدق ياض يا رمزى انت جدع أوى وصاحب صاحبك بجد وملقيش زيك فى الزمن ده مع انك بتعصبنى وبتنرفزى بس برضه بتعرف تهدينى وتسكتنى"
رمزى بمزاح:" عارف من غير ما تقولى يا حبيبي أنا جوهرة جوهرة عارف يعنى "
ثائر:" ماشى ياعم الجوهرة يلا خلينا نروح"
نادى ثائر على زوجته وأبنائه وابنة أخيه ليعودوا إلى منازلهم فأفتربت منه مريم تحتضنه اعراباً لها عن محبتها
مريم:" شكراً يا عمو أنت احلى عم فى الدنيا دى كلها "
ثائر:" تسلميلى يا حبيبة عمو ربنا يقومك بالسلامة يارب يلا بينا"
رمزى:" ومفيش شكراً يا رمزى يا مريم "
مريم بخجل:" شكرا بتاعتك انت ابقى خدها فى البيت مش هنا بلاش فضايح"
عادوا إلى المنزل بسعادة غامرة وخاصة وتين التى تنظر إليه من الحين للأخر ويكاد قلبها يقفز من شدة سعادتها فهو لا يتوانى عن تحقيق كل شيئ تريده
*"*"*
بعد مرور شهرين...قاعة خاصة بالأفراح تتلألأ بها الأضواء تصدح أغنية رومانسية يتراقص عليها العروسان فهو لا يصدق أنها الآن بين يديه فمال قليلا يهمس في أذنها
خالد:" أية مش هتقوليلى بحبك بقى حرام عليكى ريقى نشف"
أخفضت رأسها خجلاً من كلامه فهو لا يصدق انها تشعر بالخجل فهى دائماً ما يكون لديها رداً لاذعاً على كلامه
آية بابتسامة وخجل:" بحبك يا خالد"
خالد بابتسامة عريضة:'' كفارة يا شيخة انا كنت حاسس ان هسمع منك الكلمة دى وانا طالع على المعاش"
آية بمزاح:" مش للدرجة دى يعنى كان كلها خمس ست سنين واقولهالك"
خالد:" ليه كنتى هتقوليهالى واحنا عندنا خمس عيال ولا ايه"
آية:" نعم يا اخويا خمس عيال مرة واحدة"
خالد:" اه انتى ان شاء الله كل سنة تسلمينى عيل انا بقولك اهو"
ربما أصبحت الآن تشعر بحرارة فى وجهها كأنها تركض فى صحراء شديدة الحرارة
آية:" بس بقى اسكت أحسن اروح مع اهلى انا مجنونة واعملها"
خالد:" اعمليها كده يا آية وان اجيبك بقوة البوليس ههههه"
لم ينقذها من مزاحه سوى إنتهاء الرقصة ليعودوا إلى مكانهم فأقتربت منها رقية وزوجها
رقية:" ألف مبروك يا آية ربنا يسعدكم يارب "
يحيى:" ألف مبروك يا خالد"
خالد بابتسامة:" الله يبارك فيك يا صاحبى عقبال ما نفرح بذريتكم إن شاء الله"
نظر يحيى لزوجته بابتسامة التى خفضت رأسها خجلاً فهى اليوم أكتشفت خبر حملها لتتذكر فرحة زوجها عندما أخبرته بهذا الأمر فظل يحملها ويدور بها بسعادة
يحيى:" ماهو ان شاء الله فى نونو جاى فى السكة"
نظرت آية لرقية بسعادة تضاهى سعادتها وهى عروس فهى كانت تعلم مدى حزن صديقتها على فقدانها لجنينها الأول
آية:" بجد يا رقية ألف مليون مبروك كده متقوليش دا انا هخنقك هههه"
رقية:" أنا لسه عارفة النهاردة الصبح والله"
خالد:" ييجى ويتربى فى عزكم ان شاء الله"
يحيى:" تسلم يا خالد وربنا يسعدكم يارب"
بعد الانتهاء من الزفاف وعودة رقية مع زوجها إلى المنزل دلفوا للاطمئنان على والده فالطبيب أخبرهم بضرورة الراحة له حتى يتعافى من أثر الدواء الذى كان تضعه له نانى
يحيى:" عامل ايه يا بابا دلوقتى"
زاهر بابتسامة:" الحمد لله هو انا هفضل راقد كده فى السرير كتير"
رقية:" الدكتور قال مش لازم تجهد نفسك يا اونكل زاهر وان شاء الله شوية كده وهتبقى زى الفل وتجرى كمان ورا أحفادك"
زادت سعادته بكلامها فهو أول من اخبروه بشأن حملها هذا الصباح لينتظر ذلك اليوم الذى يصبح لديه أحفاد
زاهر:" ربنا يقومك بالسلامة يا بنتى يلا اطلعوا ارتاحوا تصبحوا على خير"
دلف يحيى الى غرفته وهو يحملها بين ذراعيه تنظر اليه هى بابتسامة فهى اليوم تعيش حالة من الحب والسعادة مع زوجها الذى أصبح عاشق لها، ولم يكن هو بأقل سعادة منها فهى كضوء من نور أضاء عتمة قلبه تخرجه من حالة الضياع التى كان يعيش بها ليصبح اليوم رجل مسئول يترك حياة اللهو والمفاسد فهو أصبح زوجاً وبعد بضعة أشهر سيصبح أباً أيضاً
*"*"*
ليلة ساحرة سكون يحيط بالمكان تتناثر النجوم فى السماء كحبات الألماس،يتلاعب النسيم بأوراق الشجر، سبقتها رائحة عطرها تنبأه بقدومها فأختلجت إبتسامة على ثغره يهتف بهمس
ثائر:" وتينى"
ليلتفت خلفه يجدها تقترب منه حتى وصلت إليه تتطلع له بعينان كبحور امتلأت بالعشق تتزاحم أمواجها،ترسم له طريق النعيم
وتين:" أنت كنت واقف تعد النجوم ولا ايه يا حبيبى"
ثائر:" لاء كنت مستنى نجمتى تيجى الاولاد ناموا"
وتين:" أيوة ناموا الحمد لله ..ثائر"
ثائر:" نعم يا قلب ثائر"
وتين:" أنا بحبك اوى اوى "
ابتسم فى وجهها و اقترب منها يمد يده يزيح خصلات شعرها من على وجهها
ثائر:" وأنا بعشقك يا وتينى أنتى مش نفسك نخلف تانى يا وتين"
نظرت اليه تحاول استيعاب مدلول كلامه فهل هو يريد منها ان تنجب مرة اخرى
وتين:" أنت عايز نخلف تانى يا ثائر"
ثائر:" اه وفيها ايه يعنى انا كنت ناوى ان شاء الله اخلف ستة ربنا رزقنا بتلاتة يبقى فاضل تلاتة"
وتين:" أنت بتتكلم جد ولا بتهزر ستة يا ثائر ستة دول 3 وطلعوا عينى من شقاوتهم الستة بقى أتصرف معاهم ازاى ها قولى انت"
ثائر:" زى الناس يا روحى هم اللى بيخلفوا بالخمسة والستة والسابعة دول بيتصرفوا ازاى معاهم"
وتين:" معرفش والله يا حبيبى طب انا اه اقولك نخلف مرة كمان لكن أخلف ستة صعبة دى أوى يا ثائر"
ثائر:" خلاص أى حاجة تيجى منك يمكن المرة الجاية يجوا 3 توائم برضه"
تعجبت من إصراره على ان ينجبوا أطفالاً آخرين فارادت سؤاله عن سبب هذا الإصرار
وتين:" أنت ليه عايزنا نخلف الأولاد دى كلها يا ثائر"
ثائر:" علشان عاوز عزوة يا وتين عايز اسم العمرى ينتقل من جيل لجيل عايز البيت ده اللى فضل سنين زى المهجور قبل ما أنتى تظهرى فى حياتى ونخلف ولادنا عايز أولاد تلعب وتجرى وتطنط فى البيت"
وتين:" يعنى مش مكفيك اللى ولادك عاملينه عايز الدوشة دوبل"
ثائر:" ايوة يا عشق ثائر"
وتين بعشق:" وأنت غرام الوتين"
عناق واحد منه كفيل بجعلها تحلق عالياً غير راغبة في شيئ سوى ان يطوقها بذراعيه يجعلها أسيرة عينيه التى ارتسمت بداخلها عالم أخر من العشق ليصبح هو غرام الوتين
........
تمت بحمد الله