اخر الروايات

رواية الخبيئة الفصل الثامن عشر 18 بقلم ميمي عوالي

رواية الخبيئة الفصل الثامن عشر 18 بقلم ميمي عوالي 


الخبيئة

الفصل الثامن عشر

فى معرض سليمان

محمود بصوت يبدو عليه الغضب : انت اللى طيرتها من أيدينا يوم ماكلمت ابوها وقعدت تغيظه ونزله ، واهو حذر بناته منك وعرفهم انك طمعان فيهم ، وبعد كده فاكر أنهم هيترموا فى حضنك بسهولة كده ،

اهى فضلت منيمانا وفى الاخر اتجوزت اخوه ولا طولنا طبلة ولا تار ، قال واكلمها عشان اتفق معاها على أنها تجيلك زى ما اتفقت معاها ...الاقيها بتقولى سورى يامحمود ، انا مااقدرش اثق فيك ولا فى عمى بعد اللى عمى قاله لبابا ...انا اتجوزت رءووف وهيبقى هو الوصى عليا والمسئول عنى من هنا ورايح

مين يعوضنى انا عن غلطتك دى ، اديك ضيعت منى ملايين بتصرفاتك اللى بتتصرفها من ورايا وانت حاطط فى دماغك انى غبى ومش هعرف اتصرف ، اديك انصرفت بعيد عن غبايا..وكانت ايه النتيجة ….صفر...النتيجة صفر يا سليمان بيه ……. ثم أضاف وهو يسحب هاتفه ويضعه بجيبه استعدادا للرحيل : انا ماشى عشان لو قعدت اكتر من كده هتنقط

سليمان بحسرة : عرفت تلعب بينا بنت ادهم ، اه يانارى لو اطولها ،هخنقها بأيدي

محمود بشماته مكتومة : عشان تنعدم فيها وتبقى كملت ، أدى أخرة تصرفاتك ، وكمان انت ماقولتليش مين اللى كلمك واتفق معاك على موضوع شغل اختها اللى قلتلى عليه ده

سليمان بانبهار: ده راجل شكله مليان اوى يامحمود ، قعد معايا نص ساعة ...أقنعنى فيها بكل حاجة

محمود بسخرية : لا و انت اقناعك مش سهل خالص الصراحة

سليمان : وبعد كده كان بيكلمنى فى التليفون يقوللى على تحركاتها والمفروض اعمل ايه

محمود : وسلامته ماقاللكش أنها اتجوزت ابن عمها

سليمان بحقد : لا

محمود : عشان بيلعبوا لمصلحتهم و بس ، انا عاوزك تدينى نمرة الراجل ده ، وكمان اسم الراجل اللى سمم القطة بتاعتها

سليمان : هتعمل بيهم ايه

محمود : انت مش لعبت لوحدك وخسرت ، سيبنى العب انا بقى ، وياصابت يا اتنين عور،بس عاوزك تشيل حنين دى من دماغك خالص ،وانا هتكتك على أقل من مهلى والشاطر اللى ايه

سليمان : اللى يضحك فى الاخر

محمود : وانا نأوى اضحك فى الاخر ، وعلى فكرة انا مسافر اسكندرية بكرة

سليمان : ليه ..خير

محمود : هشترى شقة هناك واوضبها وااجرها

سليمان : طب وليه يعنى

محمود : انا حابب يبقى لى حاجة تخصنى هناك ، انا بعرفك عشان تبقى على علم بمكانى

……………………..

رءووف وهو يضحك بشدة : نظام خدوهم بالصوت يعنى

محمود ضاحكا : ااه طبعا اومال اسيبه ياكلنى

رءووف بحذر وهو ينظر لحنين التى يعتريها الصمت : وعرفت منه اسم اللى سمم القطة

محمود : أيوة …. بيقول واحد بيوصللكم الطلبات اسمه يوسف ، بس فهمه أنه مقلب فى حنين ...هزار يعنى ، وماقالوش أنه سممها، لكن طبعا الحذر واجب

رءووف بغضب : الولد ده بالذات كلنا بنعطف عليه

حنين بحزن : بلاش تقطع عيشه ياباشمهندس،اكيد عمى ضحك عليه ، يوسف باين عليه أنه غلبان ، ولا يمكن كان يعمل كده وهو فاهم أنه بيسمها

ليتنهد رءووف بقلة حيلة ثم سأل محمود : وانت قاعد فى اسكندرية اد ايه

محمود : يعنى حوالى اسبوع كده

رءووف: وهتشترى شقة صحيح

محمود : لأ طبعا ، شقة ايه ياعم ،انا مااضمنش ابويا ، ده ممكن ياخدها منى ويقلبها مخزن فى ثانية ، ونبقى مسكنا القط مفتاح الكرار

رءووف : انت ادرى بيه ، لكن هتقولله ايه لما ترجع

محمود : لا ماتقلقش ، الاسعار غالية ...مافيش حاجة عجبتنى ...لسه السمسار هيشوف ،الحجج كتير يارءووف ، المهم انتو…..هتفضلوا هنا اد ايه

رءووف: الحقيقة لسه مش عارف ، بس كلها يومين وهشام بيه يقوللنا الدنيا فيها ايه

محمود : طب وغيابك ده عن المزرعة مش هيخلى حد يسأل ولا يتكلم

رءووف : صالح مفهمهم من الأسبوع اللى فات انى لازم اسافر اريح اعصابى كام يوم ، وادينى سمعت الكلام وسافرت

محمود بابتسامة الم : عيشتنا بقت عبارة عن تمثيلية ماحدش يعرف هتخلص على ايه

حنين وهى تنهض من جلستها : انا هعمللكم قهوة ، لتتركهم وتذهب باتجاه المطبخ ، وماهى الا دقيقة الا وسمعت صوت انغلاق باب الشقة وصوت رءووف يقول لها : ماتعمليش حساب محمود فى القهوة ياحنين

حنين : هو محمود مشى ليه

رءووف : قال وراه كام مشوار ويبقى يعدى علينا بكرة بالليل يتعشى معانا ، أعمليلنا احنا قهوة وتعالى نشربها فى البلكونة

ليجلس رءووف بالشرفة يشاهد امواج البحر الهائجة كمشاعره والسماء الغائمة كعيون حنين التى اعتادت على الدموع ،لينتبه على صوت حنين وهى تناوله قهوته قائلة : اتفضل ياباشمهندس

رءووف ببعض التحفز : انتى ايه حكايتك معايا

حنين باستغراب : حكاية ايه

رءووف : مش ملاحظة انك طول اليوم النهاردة مابتقوليليش غير ياباشمهندس ، ايه اللى جد ، مانتى كنتى خلاص اتعودتى تندهينى باسمى

حنين بحياء : حسيت انى يمكن اكون اتجوزت حدودى

رءووف وقد زال عنه تحفظه : وجالك منين احساسك ده

حنين : مش عارفة ، بس خفت اكون اتخطيت حدودى

رءووف بحنان : ولو قلتلك انى مش حابب الحدود دى ولا عاوزها

حنين : أيوة بس برضة

رءووف بحزم رقيق : مافيش بس ياحنين ...انتى عارفة احنا علاقتنا ايه دلوقت

لتصمت حنين خجلا فيكمل رءووف حديثه قائلا : متهيألى انك مش محتاج انى اقول لك انك دلوقتى مراتى قدام ربنا وقدام الناس ...يعنى مافيش واحدة يتنادى لجوزها بالالقاب اللى زى دى بيبقى فى القاب تانية لو حبيتى انا هبقى اكتر من سعيد لو استعملتيها

حنين وهى تزور بين حاجبيها : القاب زى ايه

رءووف بخبث : يعنى ..مثلا ...حبيبى ..قلبى ...روحى ...عمرى ..كده يعنى

حنين و فكها يتدلى الى اسفل رأسها : هه

ليضحك رءووف بشدة ثم يقول : اقفلى بقك ياحنين ، وخلاص ياسنى مش مشكلة الألقاب دلوقتى ، بس على الاقل اندهينى باسمى كفاية من غير باشمهندس دى ، وبعد كده يبقى التطورات تيجى واحدة واحدة

لتضطرب حنين فى جلستها ثم تنهض هاربة وهى تقول : العصر أذن ، هروح اصلى

ليلحقها رءووف ممسكا يدها قائلا وهو يهمس بالقرب من وجهها : مش اتفقنا نصلى سوا

لتقول بخجل : طيب ...هتوضى واستناك نصلى سوا

رءووف بسعادة : اتفقنا

……………………….

علياء وهى بغرفتها مع زوجها وصغيرها : طب يعنى دلوقتى لما نحب نتطمن عليهم نعمل ايه

صالح : هشام بيه هيجيب ٤ خطوط جداد ، واحد هيبقى مع رءووف والتانى هيبقى مع حنين والتالت معايا والرابع مع عمى ، عشان نبقى ضامنين أن ماحدش مراقب المكالمات دى

علياء : انا حنين صعبانة عليا اوى ، صغيرة اوى على كل اللى حصل معاها ده ، وبصراحة كمان حبيتها اوى لدرجة انى اتمنيتها تبقى زوجة لرءووف من قبل ما ابن عمها ده يقول ، بس نفسى تبقى مراته بجد ويتهنوا سوا ،رءووف يستاهل ده ياصالح

ليومئ صالح برأسه دون أن يعلق

علياء : انا اسفة يا حبيبى ،انا عارفة انك اكيد زعلان عشان سارة بس …

صالح : مش دى يا علياء ، صدقينى مش دى ، انا من زمان وانا عارف انهم مش هيكملوا سوا ،بس الوضع مش عاجبني ومش عارف الصراحة اعالجه ازاى

علياء : طب اقول لك على حاجة بينى وبينك

صالح : ها ... اشجينى

علياء : هشام بيه

صالح بفضول : ماله هشام بيه

علياء : حاسة كده أن عينه من سارة

صالح : وانتى كنتى شفتيه فين عشان يجيلك الاحساس ده

فاكر يوم ماقطة حنين ماتت ، طول ماكنا واقفين فى الجنينة كلنا كنا مركزين مع حنين ، الا هو كانت عينه على طول مع سارة ، وكمان ماما قالتلى أن وسارة فى المستشفى لما راحلهم كان زى المجنون واكن اللى اتعورت دى من باقية عيلته

صالح بابتسامة : طب ياريت ياعلياء ، ده انا كنت ابقى اسعد واحد فى الدنيا دى يوم مااتطمن عليها

علياء : بصراحة بعد ما رءووف طلقها وعرفت السبب الحقيقى لطلاقهم ، على قد ماكنت متضايقة عشان رءووف ، الا انى كنت متعاطفة معاها

صالح باستغراب : متعاطفة معاها ازاى بقى

علياء : بصراحة ياصالح ...حب علياء لعبدالله كان باين للكل ، ومن واحنا لسه عيال ،وكان واضح وضوح الشمس ، ازاى بابا ماشافش ده يوم ماصمم على جوازها من رءووف ، بأمانة شديدة ..لو كان رءووف اتظلم ، فهى كمان اتظلمت ظلم اكبر ، مهما ان كان رءووف راجل ، لكن هى بقت مطلقة اسما ومش هنلف نحكى حكايتها للكل عشان يعرفوا أنها بكر

صالح وهو يحتضن عليا بحب : حبى ليكى بيزيد كل يوم زيادة يا علياء قلبى و روحى ، بصراحة كنت معتقد انك هتبقى ضدها عشان رءووف

علياء : كفاية انت كنت ضدها ، مش هنبقى كلنا عليها ، وبعدين بصراحة اكتر.. صعبت عليا بزيادة بعد موت عبدالله

حسيت أن هالة العنجهية اللى كانت محاوطة روحها بيها ماكانتش اكتر من ستارة بتتحامى وراها عشان ماتبانش ضعيفة ،بس انت كنت عارف برضة من زمان انها بتحب عبدالله ، كان المفروض تمنع الجوازة دى

صالح : ماقدرتش ياعلياء ، وبعترف لأول مرة انى يمكن كنت انانى ، لانى خفت اعترض على جوازهم يقوم عمى يرفض جوازنا انا وانتى، وعشان كده كل اللى كان فى إمكانى ساعتها انى اشجع رءووف أنه يرفض ، بس ماقدرتش اصارحه وقتها أن قلبها مع عبدالله مش معاه ، بس كان عندى امل يحبوا بعض ، وخصوصا انى كنت عارف انها مش فى دماغ عبدالله اصلا

لكن كنت دايما بنصحها تاخد بالها من جوزها وبيتها ، كان نفسى تقرب من رءووف ، لانى عارف ان رءووف اكتر واحد ممكن يسعدها فى الدنيا دى حتى لو مش بتحبه بس لو هى اديتله فرصة ،رءووف راجل وشهم وسعادة عيلته عنده بالدنيا كلها ، واهو على يدك ...رغم كل اللى عملته فيه إلا أنه مانطقش ولا كلمة غير لما حصل اللى حصل ، حتى انا ماقالليش ولا عرفنا ولا اشتكاللى

علياء : بتمنى من ربنا يلاقى عوضه فى حنين ، وسارة كمان ربنا يرزقها بكل خير

…………………………

صباحا فى مزرعة المواشى ، كانت سارة تجلس على مكتبها تجرى بعض الحسابات التى كلفها بها عمها نور الدين حين دخل عليها هشام قائلا بود : السلام عليكم، ازيك يا آنسة سارة

سارة بهدوء: وعليكم السلام ،اهلا ياهشام بيه ..اتفضل

هشام وهو يجلس على مقعد أمام مكتبها: يزيد فضلك ياستى ،اخبارك ايه

سارة : الحمدلله على كل حال

هشام : ياترى حد ضايقك تانى أو حاول يتعرضلك

سارة : لا ابدا ، ماحصلش حاجة

هشام باهتمام : بتيجى وتروحى مع مين

سارة : يا أما صالح ، يا أما عمى ، اللى فى سكتى بتحرك معاه

هشام : المهم ماتبقيش لوحدك

ليسود الصمت لبرهة ثم يقول هشام بحرج : ياترى الجرح اللى فى دراعك خف واللا لسه بيوجعك

سارة بامتنان : لا خلاص خف الحمدلله

ليتمتم هشام : الحمدلله ، ثم يقول بتردد : كنت عاوز أسألك على موضوع كده لو مايضايقكيش

سارة : ااه طبعا اتفضل

هشام: هو انتى ليه انطلقتى من رءووف رغم انك لسه يعنى ماتزعليش منى ، لسه عايشة فى نفس البيت

سارة بعد لحظات من الصمت :انا و رءووف طول عمرنا متربيين سوا ، وطول عمرنا شايفين بعض اخوات وبس ، ولما عمى صمم على جوازنا مع صالح وعلياء خفنا لو رفضنا نتجوز.. نيوظ فرحة اخويا واخته ، فاتفقنا نتجوز صورى فترة من الوقت على ما الأمور تستقر وبعد كده ننفصل

هشام بسعادة يحاول مداراتها : افهم من كلامك ده انكم ماحبيتوش بعض ولا اتجوزتوا جواز فعلى

لتهز سارة رأسها نفيا بخجل ، فينهض هشام من مكانه قائلا : طيب انا مش هعطلك انا هروح اشوف صالح عشان عاوزه

……………………….

يجلس محمود على العشاء بصحبة رءووف وحنين فى جو من المرح والألفة ليعلو رنين هاتف محمود ليجد أن المتصل سليمان فيشير لرءووف وحنين بالصمت ويجيب على الهاتف ليأتيه صوت والده قائلا بانفعال : حنين ماخرجتش من مصر يامحمود

لينتفض محمود من مكانه بقوة قائلا : عرفت منين

سليمان : الراجل إياه كلمنى وقاللى أنها ماطلعتش من مصر ، وانها اختفت هى وابن عمها اللى اتجوزها ….لازم نوصللهم يامحمود ، انا عاوز الفلوس دى بأى طريقة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close