رواية الخبيئة الفصل التاسع عشر 19 بقلم ميمي عوالي
الخبيئة
الفصل التاسع عشر
محمود بتركيز شديد : وهو الراجل ده جاب الكلام ده منين
سليمان : مش محتاجة ذكاء يامحمود ، استنوها فى أمريكا معاد وصول الطيارة ، ماكانتش بين الركاب ولما دوروا وراها اكتشفوا أنها ماطلعتش على الطيارة اصلا من مصر
محمود : وهو كلمك امتى
سليمان : لسه حالا ، انت لازم تجينى بسرعة عشان نشوف هنعمل ايه ، انا محتاج الفلوس دى يامحمود ، مش هتنازل عنها
محمود وهو يدعى الهدوء : ماشى ياحاج ، بكرة أو بعده بالكتير هبقى عندك
سليمان : انا عرفت أن الواد اللى اتجوزها مارجعش المزرعة من ساعتها وأنهم بيقولوا أنه بيغير جو ، عاوزك تعرف كل خرم إبرة ممكن يكون فيها ، لانه اكيد واخدها معاه ، وشكلهم كده اللعب هيبقى على المكشوف
محمود : ليه بتقول كده
سليمان بغضب : لما تروح المطار تحت حماية البوليس ويلعبوا اللعبة دى ، يبقى اكيد عارفين انها متراقبة وفى خطر
محمود باستهزاء : وياترى بقى ده استنتاجك واللا استنتاج الراجل بتاعك
ليتنحنح سليمان قائلا : الراجل هو اللى قاللى الكلام ده
محمود وهو يبتسم بسخرية : ماتقلقش ياحاج
سليمان : انا مش عاوز اخسر الراجل ده يامحمود ، ده اتقل واحد اتعاملت معاه فى حياتى ، مش عاوزه يقطمنى زى المرة اللى فاتت
محمود بانتباه : أنهى مرة دى
سليمان : ساعة اخ…..، ما تخلص يامحمود وانصرف ماتقعدش ترغى كتير
محمود : ماشى …..سلام
ليجلس محمود مبهوتا بعد محادثة أبيه وهو مشغول البال بشدة لدرجة أنه لم يشعر بحديث رءووف وحنين بجواره
رءووف بصووت عالى : محموووود
محمود : هه ..نعم
رءووف : فى ايه ماتفهمنا
محمود وهو يخرج هاتفه ويحادث هشام : هتفهموا كل حاجة
ثم وهو يحدث هشام : أيوة ياهشام بيه ...ازى حضرتك
…………
محمود : الحقيقة مش خير ابدا ، رءووف وحنين لازم يتحركوا من هنا
…………
محمود : ابويا كلمنى وقاللى أنهم عرفوا أن حنين فى مصر وانها مع رءووف فى مكان ما ، وان رءووف مبلغهم فى المزرعة أنه بيستجم ، وطلب منى ادور على الاماكن اللى رءووف ممكن يكون موجود فيها
…………
محمود : منتظرينك
رءووف بعد أن فرغ محمود من مكالمته : هو ابوك قالك ايه بالظبط ، ليقص محمود عليهم كل ماسمعه من والده وبعد فترة من الصمت أكمل قائلا : انا حاسس ان ابويا له ايد فى موت حليمة وعبدالله
ليكفهر وجه حنين فى حين نهض رءووف غاضبا : انت بتقول ايه يامحمود
محمود بغضب : بقول اللى حسيته من كلامه يارءووف،لكن أقسم أن لو احساسى ده طلع صح لأكون مسلمه لحبل المشنقة بايدى
وعندما لاحظ رءووف دموع حنين أشار خفية الى محمود بتغيير الحديث ليقول محمود : مين يعرف بمكان الشقة دى
رءووف : العيلة كلها تقريبا والمحامى
محمود : هشام بيه هيبقى هنا على بعد الفجر ،انا همشى دلوقتى ونبقى عندكم قبل الشمس ماتطلع ، وانتو استريحوا شوية مش عارفين ايه اللى هيحصل بكرة
لينصرف محمود وانشغلت حنين بلملمة المكان وترتيبه بمساعدة رءووف الذى لاحظ يدها التى تمسح عبراتها بين الفينة والأخرى وقرر أن يتركها تخرج مخزون آلامها ولكنه عندما لاحظ تشنج كتفيها نتيجة كتم شهقاتها زفر بشدة واتجه إليها ساحبا إياها باحضانه ، وبقدر صدمتها لفعلته بقدر تشبثها بملابسه وهى تنشج بشدة وسط ضمه إياها لصدره واذنها تسمع ضجيج قلبه وهو يصرخ بشده حتى كادت تجزم بأنه سينفجر تحت اذنها ولكنها انشغلت بمتابعة دقات قلبه حتى هدأ بكائها سهوا دون أن تدرى لكنها ظلت على وقفتها وهو أيضا ظل على ضمته إياها ، وعندما طالت وقفتها وشعرت حنين بالخجل وارادت أن تخرج من بين أحضانه أتاها صوت رءووف هامسا بصوت أجش وكأنه بأنى من بئر سحيق : شششششششش خليكى فى حضنى ، ماتتحركيش
حنين بحرج : ااانا ااانا بقيت كويسة
ليتنهد رءووف قائلا : انا لسه ياحنين ...لسه
لترفع حنين رأسها وهى تنظر إليه بفضول : انت لسه ايه
ليتنهد رءووف وهو يقول بقلة حيلة ويفك ذراعيه من حولها : لسه قلبى ماتطمنش عليكى
حنين وهى تحاول عمل مسافة بينهم فى وقفتهما: بس انا متطمنة ، وصدقنى مش خايفة
رءووف وهو يحاول ممازحتها : عاوزة تفهمينى ياشبر ونص انتى انك اشجع منى
حنين بابتسامة رضا : عاوزة افهمك انى حاسة بالأمان وانتم كلكم حواليا
ليشعر رءووف بالحزن ،فلقد كان يتمنى أن تشعر بأنه أمانها الوحيد ولكنه هز رأسه وهو يتنهد واستدار منصرفا من أمامها ولكنه توقف عند سمع جملتها : وبالذات انت
ليلتفت إليها بسرعة وهو ينظر بعينيها الواسعة والتى دائما تذكره بشخصية سنو وايت فى افلام الكارتون وقال : تقصديها من قلبك
حنين بخجل : من كل قلبى ، صدقنى رغم انى كنت متطمنة وانا مع هشام الا انى ماحسيتش بالراحة من جوايا غير لما شوفتك ساعة مافتحتلنا الباب ، انت مانعرفش عبدالله الله يرحمه كان بيحكيلنا عنك ايه
ليتذكر رءووف على الفور أنها كانت زوجة أخيه فسألها دون شعور : حبيتيه
لتخفض حنين رأسها وتقول : ومين اللى يعرف عبدالله ومايحبوش ،عمرى ماكان عندى اخوات ولاد ولا اعرف إحساسهم ايه ببعض لحد ماشفت عبدالله واتعاملت معاه ، عبدالله كان اخويا اللى مش من دمى يارءووف
رءووف : بس كان بيحبك
حنين : وانا كمان حبيته ،بس مش الحب اللى انت بتتكلم عنه ...لا ... حب تانى ، حب انسانى بحت مالوش اى علاقة لا بمادة ولا بقوانين ولا بذكر وأنثى ، مش حب رومانسى ، حب انسانى
رءووف بإصرار : بس هو حبك
حنين : مانكرش ، لكن برضة مش الحب ده …. تعرف عبدالله قبل مايسافر كان دايما يقوللى ايه
رءووف بفضول: ايه
لتبتسم حنين وهى تقول : كان بيقول أنا عندى توأم بنت بقوا توأمين ونص ،كان دايما بيتتريق عليا عشان قصيرة
رءووف : بس قاللى أنه بيحبك
حنين : ماكدبش ، لكن ماوضحش،وماشرحش ، ماكانش عاوز حد يعرف حقيقة علاقتنا غير بعد ما أتم ال ٢١ سنة
رءووف وكأنه يفسر لنفسه : طب مش يمكن كان مستنيكى تتميهم عشان يصارحك بحقيقة مشاعره وساعتها انتى تقررى تختارى ايه من غير ضغط ولا خوف وقلق
لتزوى حنين بين حاجبيها بتفكير عميق ثم قالت : فى كل الأحوال عبدالله هيفضل حاجة كبيرة اوى عندى طول العمر
رءووف : بس ماقلتيليش ، كان بيقوللكم عليا ايه
لتضحك حنين برقة قائلة : كان بيقوللنا انك هرقليز
ليبتسم رءووف وهو يتذكر وجه أخيه الباسم ويقول : تعرفى أنه رغم أن كل اللى بينا مش اكتر من ٣ سنين إلا أنهم واحنا صغيرين كانوا بيندهولى ب ….
حنين ضاحكة : ب ابو عبدالله
رءووف : حكالكم
حنين : الا حكالنا ، ده ماكانلوش سيرة غيرك انت وصالح وعلياء، واد ايه صالح بيحب عليا وأنه سعيد بارتباطهم ببعض ، لكن كان دايما لما بتيجى سيرة جوازك كان بيكشر ويقول ربنا يعوضه
رءووف بفضول وحرص فى نفس الوقت : كان بيقول ايه عن سارة
حنين : بصراحة ماكانش بيحب يتكلم عنها خالص بس كان دايما يقول انها مش هتسعدك ، رغم أن سارة إنسانة جميلة جدا
رءووف بابتسامة ،: هى بقت انسانه جميلة
حنين بغموض : مش فاهمة
رءووف : يعنى قبل ماتعرفيها كانت حاجة تانية عجرفة وانانية وغرور ، لحد موت عبدالله الله يرحمه،زى مايكون فاقت وعرفت أن الدنيا ماتسواش كل ده فبقت بالشكل اللى انتى شايفاه دلوقت
حنين بخجل : هترجعلها تانى
رءووف بسرعة ،: لأ طبعا ….خلاص ، النصيب انقطع لحد كده ، وربنا يعوضها خير زى ماعوضنى
حنين بعدم فهم ،: زى ماعوضك ازاى ..مش فاهمة
رءووف ضاحكا : هفهمك بعدين ، ياللا قومى خلينا نريح شوية على مانعرف ايه اللى جاى
………………………..
فى السادسة صباحا يدق جرس الباب وعندما يتجه رءووف لمعرفة هوية الزائر يجد هشام ومحمود معا
رءووف : انتو بايتين مع بعض واللا ايه
هشام : عديت عليه وجينا سوا ، ايه الاخبار ،وفين حنين
رءووف ببعض الغيرة : فى أوضتها بتجهز
محمود : طب ياللا انا جايبلكم معايا سندوتشات من المنشية تجنن ،استعجلها عشان ناكل قبل ماتبرد
لتأتى حنين وتلقى السلام وتقف بجوار رءووف الذى سحبها من يدها باتجاه مائدة الطعام وهو يدعو الجميع قائلا : ياللا تعالى الاول نفطر ...ابن عمك عازمنا على الفطار وانتى ماكلتيش امبارح كويس ،ياللا يامحمود هات السندوتشات وتعالوا
ليجلس الجميع لتناول الطعام وعندما هم محمود بالحديث طلب منه رءووف الانتظار حتى يفرغوا من الطعام
وأثناء احتسائهم الشاى ، قال هشام : انتو محتاجين تمشوا من هنا ، انا اجرتلكم شقة فى البحيرة باسمى هتقعدوا فيها من النهاردة ، وهيبقى عليكم حراسة سرية ماتقلقش ،بس المكان هناك امان جدا بس طبعا يفضل أن ماحدش يظهر برة ، ممكن كل احتياجاتك تجيلكم لحد عندكم ، هيبقى فيه واحد مخصوص من الحراسة لتقضية طلباتكم ماتقلقش
حنين : واحنا هتفضل محبوسين كده كتير
هشام: معلش ،عشان سلامتكم ، بس نعرف مين الراجل اللى مشغل عمك
رءووف : انتم لحد دلوقتى ماعرفتوش عنه حاجة
هشام : للاسف لسه ،الجهاز اللى بيتكلم منه متوصل على القمر الصناعى مش على شركات المحمول بتاعتنا ، بس احنا حاليا بنحاول نفك شفرة التشويش وان شاء الله قريب هنعرفه
محمود ،: وانا معاكم ...اوعوا تنسوا
هشام بابتسامة : لا يا سيدى مش هننسى ، ياللا بينا نتحرك واللا ايه
محمود ،: معلش بقى انا مش هينفع اجى معاكم ، بس هكلمكم باستمرار عشان اتطمن عليكم
هشام : يبقى ماتحاولش تتصل بيهم لحد اما اجيبلك خط متأمن زى الجماعة فى المزرعة
محمود : تمام
……………………
عند سليمان بالمعرض فى اليوم التالى
يدخل محمود ملقيا السلام لينهض سليمان ااخذا إياه بين أحضانه وسط دهشة محمود واستغرابه الشديد ، وبعد أن عاد إلى مكانه وجلس محمود مقابلا له
محمود : جبتلكم كل العناوين اللى ممكن يكونوا قاعدين فيها
سليمان بلهفة : صحيح يامحمود
ليعطيه محمود ورقه بها بعض الأماكن الخاصة برءووف ومن ضمنهم عنوان الإسكندرية الذى غادروه فى اليوم سابق
ليستدعى سليمان أحد ما بالهاتف ليدق الباب أحد الاشخاص والذى يراه محمود للمرة الأولى لدى ابيه وكان ضخم الجثة بجرح قطعى يصل مابين جبهته ووجنته اليسرى ، والذى ما أن رآه محمود حتى تذكر على التو حادثة سارة التى قصها عليه رءووف ، فقام بإخراج هاتفه وتصوير وجه الرجل دون أن يشعر به أحد وأرسل الصورة إلى هشام
وبعد أن خرج الرجل قال محمود : انا عاوز انبهك لحاجة
سليمان بانتباه : خير
محمود : مش خير ، الراجل اللى بتتعامل معاه داه باين عليه ملعب ومش سهل
سليمان : ليه بتقول عليه كده انا اتعاملت معاه اكتر من مرة وكلمته زى السيف
ليستدعى حديث سليمان انتباه محمود ولكنه سجلها بذاكرته واكمل وكأنه لم يلاحظ : ازاى مايبلغكش أن حنين فى مصر غير بعد خمس ايام ، معنى كده أنه كان بيحاول بجيبها من غير ما يعرفك ، ولما مامعرفش قام مكلمك ، يعنى لو كان وصلها كنت هتطلع من المولد بلا حمص
لتلتمع عينا سليمان بغضب ويقول : تفتكر كده يامحمود
محمود وهو يشعر بوصوله لهدفه : مالهاش تفسير تانى غير كده ، احنا وصلنا لنقطة اللى سبق اكل النبق
سليمان : طب والحل
محمود : زى ماهو بيبلغك بس بالحاجة اللى هو هيستفيد بيها ،احنا كمان هنعامله بالمثل والشاطر اللى يوصل قبل التانى ويعكش الياغمة لوحده
لتلتمع عينا سليمان بالطمع هذه المرة ويقول : طالما فيها ياغمة ، يبقى انا من ايدك دى بايدك دى وهسيبك انت اللى تسوق المرة دى ، ونشوف سواقة مين فينا اللى بتوصل النهائى
………………………
بعد بضعة ساعات يدخل محمود على أبيه وهو يدعى الغضب الشديد قائلا : شفت ...عشان تصدقنى
سليمان : خير ، وصلت لايه
محمود بصوت عالى : الواد كان واخدها شقته اللى فى اسكندرية يقضوا شهر العسل وسابوها امبارح ، يعنى الراجل بتاعك ماقاللكش غير بعد ماطارت من أيديهم
سليمان بحسرة : يعنى ايه ،الاتنين مليون اخضر طاروا
محمود بمكر : اوعدك أن حاجة تانية هى اللى هتطير