أخر الاخبار

رواية السجينة وايدي العقاب الفصل التاسع 9 بقلم دينا عادل

رواية السجينة وايدي العقاب الفصل التاسع 9 بقلم دينا عادل


*الفصل التاسع*

أشار "زين" نحو "عهد" لكي تكمل كلامها بعد أن شعر أن القادم في الحديث في غاية الأهمية والخطورة ،فتابعت "عهد" بنبرة مختنقة:
-من هنا قولت هنتقم وكنت عايزة أعمل أي حاجة عشان أنقذ أبويا وآآ..
قاطعها صوت "يوسف" الذي أتى وقال ل"زين":
-"زين" هيتم التحقيق مع "عاصم" دلوقتي تعالا !
قام "زين" ثم نظر نحو "عهد" وقال:
-هرجعلك تاني ارتاحي دلوقتي !.
أومأت "عهد" برأسها ثم خطر على بالها أمر لكنها وجدت "زين" قد رحل فاستوقفت "يوسف" قائلة بتردد:
-آآ...لو سمحت !
توقف "يوسف" ونظر لها بترقب فتابعت:
-هو أنتم ازاي عرفتوا مكاني لأن محدش من السجن انتبه عليا!
نظر لها "يوسف" باهتمام لحديثها وقال بتساؤل:
-مشوفتيش حد شافك أو مين أخدك ؟
قالت "عهد" ببساطة :
-لاء كنت متخدرة !
شعر "يوسف" بخطب ما يحدث فقال لها :
-كده كده هيتاخد أقوالك فقولي الكلام ده لما نخلص تحقيق مع "عاصم" وهنعرف إيه اللي حصل بظبط !
هزت برأسها بينما تركها "يوسف" وهو يفكر بجدية الموضوع !
..................................................
أنكر "عاصم" جميع التهم التي كان يعمل بها وهو والدها وقضية قتل والده أيضًا ،لكن لم يستطيع إنكار تهمة الاعتداء على "عهد" فقال بنبرة غاضبة:
-مش هقول أي حاجة غير في وجود المحامي بتاعي !
خبط "زين" بيده على الطاولة وقال:
-أنتَ هتستعبط يالا
هدأه المدير وقال وهو يسحبه خارجًا:
-"زين" مينفعش اللي بتعمله ده ،أنتَ أساسًا مش هينفع تحقق معاه دي مبقتش شغلتك دلوقتي لولا إني بعزك بس ،لكن بالمنظر ده يبقى تستنى أحسن برا !
خرج "زين" من الخارج على مضض وجلس على الكرسي وهو يهز قدمه بعصبية حتى أتى له "يوسف" وقال :
-مالك يا بني !
لم ينظر له "زين" بل أشعل سيجارة ليحرق بها غضبه فهدأه "يوسف" وقال:
-أنا هدخل أشوف الدنيا روق أنتَ بس !
.....................................
بعد ما يقارب الساعة خرج "يوسف" وقال بضيق كبير:
-المتخلف ده عاوز المحامي الزفت بتاعه يجي الأول عشان يتكلم !
وقف "زين" مرة واحدة وقال وكأنه خطر على باله شيء:
-هاودوا على كده بس عايز إذن عشان أدخل الفيلا بتاعته جايز نلاقي حاجة مهمة وساعتها مش هيقدر يعمل حاجة !
قال له المدير معترضًا:
-دي مش شغلتك يا "زين" يفضل إنك تروح السجن لأن باين العملية مش مظبوطة ازاي محدش من العساكر شافها يعني حط ده في بالك ،ما ممكن يكونوا هما متفقين مع بعض فمتأمنش أوي ليها
نبهه أيضًا "يوسف" وقال:
-لا مظنش متفقين لأنها كانت متخدرة
أكمل "زين" متذكرًا ذلك العسكري الذي أخبره:
-العسكري "ممدوح" هو االلي قالي إن "سماح" السجانة اللي عندنا هي اللي اخدتها وخدرتها وودتها لواحد وأنا هنا اتلخبط ومفكرتش واللي جي في بالي "عاصم" وإني أنقذ البنت !
قال مديره بتهكم:
-وسيادتك مخادتش مسـألتش العسكري ده طالما شاف كل الكلام ده مهجمش ليه وفضل ساكت !

لم ينتبه "زين" لتلك المسألة فكل ما كان يفكر به هو شيئًا أخر ويبدو أن "يوسف" قد فهم ما يدور بعقله فتنهد بثقل بينما صمت "زين" فوبخه المدير وقال:
-أنتَ مش "زين" اللي أنا أعرفه ،فين أيام زمان لم كنت بتحل كل قضية في ثانية ، ارجع تاني زي الأول وشوف شغلك عشان لو حصل أي تأثير منك هيتم توقيفك !
شعر "زين" بالحنق الشديد ثم ذهب تاركًا المكان وهو يتمتم بغضب
بينما نظر المدير إلى "يوسف" وقال بهدوء:
-الحقه بعد شوية يا "يوسف"

زفر "يوسف" أنفاسه وقال متنهدًا:
-يا رب بس يفوق من اللي هو فيه وينسى بقى !
-هيحصل بس نفضل وراه بطريقة دي !
تهيأ "يوسف" للحاق بصديقه وقال:
-ربنا يهدي باله ، أنا ساعة وراجع عشان أقوال "عهد" دي كمان!
......................................................
وقف "زين" على كورنيش النيل وهو ينظر له بشرود ويتذكرها وكيف شعر بنفس الشيء منذ قليل ،لم يفكر بشيء سوا وحدته الذي دفن نفسه بها فمن دونها لا توجد حياة ،طافت على ذكراه ذلك الكورنيش الذي شهده معها قبل ثلاث سنوات
.........................................
في يوم الاثنين 15/10/2016

وقفت أمام الخزانة تنظر إليها بحيرة بينما حاوطها من ظهرها وقبّل رقبتها وقال بتساؤل:
-بقالك ربع ساعة واقفة كده طب خيلني أساعدك !
ابتسمت بعذوبة ثم نظرت له بحنان وقالت:
-خليك أنتَ بس مرتاح واديني خمس دقايق !
اصطنع الضيق ثم قال:
-ما أساعدك يا "فريدة" إيه المشكلة خليني أشوف بس معاكي !
استسلمت بحيرة ثم قالت وهي تشير أمام الخزانة :
-أنتَ عارف يا حبيبي انهاردة أجمل يوم في حياتنا ، ولازم ألبس حاجة حلوة أوي وشيك
ابتسم بحب لها وضمها له وقال :
-أي حاجة بتلبسيها بتكون حلوة عليكي ، تعالي نشوف سوا بقى !
نظر نظرة خاطفة نحو ملابسها وفتش بعشوائية حتى وقع عينه على ذلك الفستان وقال بابتسامة عذبة ذات مغزى:
-فاكرة الفستان ده ؟
ابتسمت بخجل ثم قالت وهي تعيد الفستان إلى مكانه:
-بطل بقى هو إحنا هنقعد في البيت ولا هنخرج !
غمز لها وهو يحاوطها من خصرها وقال:
-أنا بقول نقعد في البيت أحسن وسيبك من الخروجة !
ابتعدت عنه ثم قالت معترضة:
-لاء أنا عايزة أخرج السنة دي ونفسي أروح معاك الكورنيش ونتمشى سوا !
رفع إحدى حاجبيه متعجبًا وقال بسخرية:
-كورنيش ؟! ،يوم عيد جوازنا نروح الكورنيش ؟
اقتربت منه بدلال وقالت ترجوه:
-أيوة يا "زين" أنا نفسي كنت أتمشى أوي على الكورنيش ونعمل زي المراهقين اللي لسه بيرطبتوا جديد بليز يا "زين" وافق !

ضحك عليها بتسلية ثم شرع في التمثيل أنه سيعترض وعندما وجد معالم الحزن ظهرت على وجهها ،فابتسم لها وداعب وجنتيها وقال بمزاح:
-بهزر معاكي ،يعني معقول يكون نفسك في حاجة ومعملهاش يا حبيبتي !

لكزته في كتفه بخفة ثم قالت وهي تسحبه نحو خزانتها وقالت:
-طب يلا خلينا نشوف هنلبس إيه قبل ما أمي تتصل وتقولي خدي بنتك!
قهقه بشدة وهو يتذكر دومًا أتصال من والدته أو حماته حول بكاء ابنته الزنانة المشاكسة لكي يأتي والدها ويأخذها معه ، فأسرع لكي يختار لها ثوبًا لتلك المناسبة ،استعدا سريعًا ودلفا نحو الخارج ليأخذها "زين" نحو الكورنيش ويقضيان هذا الوقت الذي لن يذهب من باله أبدًا والذي وعدها فيه "زين" أنه سيظل حاميها ولن يتكرها !
............................................
بكى بحرقة من قلبه وهو يشعر أنه وحيد ليجد من يربت عليه فينظر إلى الخلف ليجده "يوسف" فيقول "زين" بألم كبير:
-مش قادر يا "يوسف" حاولت بس مقدرتش حاولت أنسى مش عارف ،علطول مش بتغيب عن بالي !
تفهم "يوسف" وتركه يخرج ما بداخله ثم سحبه معه وقال بنبرة مشجعة:
-تعالا طب نقعد هناك ونشرب شاي ونتكلم شوية ،أنتَ أقوى من كده طول عمرك يا صاحبي
تنهد "زين" بصمت وذهب مع صديقه ليجلسا ويتحدث "يوسف" قائلًا:
-بص يا "زين" كلنا معترفين باللي بتمر بيه وقد إيه هو صعب عليك ولو أي حد مكانك هيعمل كده وأكتر ،بس أنتَ شغلك مش سهل وأنتَ تعبت أوي عشان توصل لمكانك ده فبلاش تضيع كل ده يا "زين" عشان مفيش حاجة بترجع واللي ربنا أخده منك احمد ربنا عليه متقعدش تتحسر أو تعيط لأن أكيد كل حاجة مكتوبة لينا قصداها خير إحنا مش عارفين فينه فبلاش توقف حياتك وكملها عشان بنتك محتاجة تنسى اللي هي فيه وتبدأ من تاني راعي سنها يا أخي وفكر من أول وجديد وبطل تحط نفسك في الماضي عشان تعرف تعيش !

نظر له "زين" وهو يعلم أنه الحق لكنه لا يعرف كيف يتصرف وكيف ينسى كل تلك الذكريات الجميلة ،وكيف ينسى تلك الذكرى المميتة الذي خذل بها زوجته ولم يحميها ،تنهد بثقل وزفر أنفاسه بتعب وهو يفرّك عينه ثم قال بعد برهة من تفكيره:
-هحاول !

-مفيش هحاول في هعمل في إني هقرر مش هدي لنفسي كلام وخلاص
قام "زين" من مكانه بنرفزة وقال موجهًا حديثه "ليوسف":
-مش سهل وأنتَ عارف محتاج أصحح مع نفسي شوية بس عشان أعرف أفكر كويس ولازم أشوف الكلب اللي اسمه "ممدوح" ده لازم أعرف في دماغه كان إيه ساعتها !
تركه "زين" ولم ينتظر منه حديث ولكنه تذكر شيئًا ثم قال:
-روح عند "عهد" في السجن واعمل تسجيل بكل اللي تقوله عشان لازم اعرفه ،وشوف الكلب اللي اسمه "عاصم" بما إني خلاص مبقاش ليا لازمة هناك ولا عارف أتصرف !

ذهب مسرعًا نحو السجن ليحقق في الأمر ثم أشار نحو "ممدوح" ليلحقه وجلس خلف مكتبه وتظاهر بالهدوء ثم تحدث قائلًا:
-قولي بقى سيادتك كل اللي عملته إنك جيت قولتي اللي حصل هنا ،وحضرتك كنت فين لما كل ده حصل مدخلتش ليه ها ؟!
ابتلع "ممدوح" ريقه ثم قال وهو يتظاهر بالثبات :
-أنا شوفتهم في أخر لحظة ملحقتش أعمل حاجة و"سماح" لما روحت وراها لقيت "سعاد" في وشي وبتقولي ارجع لمكانك رايح فين دلوقتي ومرضتش أدخل !
عرف "زين" من حديثه أن وراءه أمر ما فقال وهو يصيح به:
-ومقولتش ليه ل"سعاد" يا بأف !

ارتبك "ممدوح" أكثر فتقدم "زين" منه وعينه تطلع شرار وقال:
-عارف لو مقولتش كل حاجة هيحصل فيك إيه أتكلم أحسنلك!
أمسكه من ياقته وسدد له لكمة في وجهه فقال "ممدوح" على الفور بعد أن رأى "زين وهو يخرج مسدسه:
-خلاص يا بيه والله هتكلم اعتقني لوجه الله !
توقف "زين" ثم تحكم بأعصابه وقال بحدة:
-اخلص واتكلم وإلا ...
قاطعه "ممدوح" ثم قال لاهثًا أنفاسه:
-"سماح" السبب في كل ده يا بيه أنا كنت هعمل زي ما قولت بس هددتني وتهديد مش عادي كمان !
........................عودة...بالوقت السابق
بعدما أخذ "عاصم" "عهد" في سيارته التفت "سماح" لتعاود الدخول من جديد لكنها تفاجأت "ممدوح" يقف أمامها ويقول بحنق:
-أنتِ ازاي تعملي حاجة زي دي !
ارتبكت "سماح" ثم نظرت له بعد ذلك شزرًا وقالت:
-بلاش أنتَ يا "ممدوح" وخليك في حالك أحسن !
أمكسها "ممدوح" من ذراعها ثم قال بنبرة قوية:
-مش هسمحلك وهبلغ عنك !
ابتسمت ابتسامة ساخرة ثم أخبرته وهي تنظر له بخبث:
-وده معقول يا "ممدوح" تعمل معايا كده طب ما أنتَ هتوقع نفسك لما أقولهم عملت أيه في البت "هدى" ولا نسيت !
.....................
سأله "زين مستفهمًا:
-وإيه حكاية البت دي كمان:
قال "ممدوح" مخزيًا:
-دي تبقى قريبة "عاصم" اللي بتجبله المخدرات اللي بيبعيها ووأنااا..يعني اعتديت عليها!!
تفاجأ "زين" ثم قال بتعجب:
-و"سماح" دخلها إيه بالحكاية دي ؟
قال "ممدوح" وهو يعترف له بكل شيء بقلة حيلة:
-"سماح" شغالة مع "عاصم" من زمان وهو اللي شغلعا وشغلني هنا بطريقة محدش يعرفها بينا عشان يكسب السجان اللي هنا لصفه ويبيع لهم المخدرات هنا !
كان "زين" في حالة صدمة شديدة وشعر أن تلك هي البداية لإنقاذ"عهد" من تهمتها ولأخذ حقه وحق زوجته من ذلك العاصم فانطلق مجددًا وهو يحمل مسدسه نحو قسم التحقيق بعدما حبس "ممدوح" في غرفته وقرر أمرًا بخصوص "عهد" لن يتراجع عنه أبدًا لكي يحميها ويحمي أيضًا ابنته "مليكة" ...................!!!
...............................
لو عايزين فصل زيادة السبت خلوا التفاعل كبير
...............

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close