أخر الاخبار

رواية اترصد عشقك الفصل التاسع 9 بقلم ميار عبدالله

رواية اترصد عشقك الفصل التاسع 9 بقلم ميار عبدالله

فصل التاسع

.................
حبيب الطفولة والصبا
دفعونى لأقع في هواه دفعًا
رشقني بسهام الغدر ، وقلبى العليل يهفو لمن يطيبه .
مسحت دموع الخزيان ، والحريق فى صدرها لا يخمد
طعم الخيانة كطعم حنظل مرير يقف فى حلقها ، لا هى بقادرة على لفظه ولا بقادرة على إبتلاع ذلك الطعم فى جوفها ..
الدموع حبيسة فى مقلتيها ، ويداها ترتعشان برجفة مثيرة للشفقة
تشعر انها تم خيانتها من قبل والدتها وجدها ، هما من جعلها تبلغ عنان السماء ، ومحاولات والدتها الحثيثة لجعل ابن عنها يقع في حبائلها.
لما فتحا عيناها على تلك المشاعر المقرفة والمثيرة للاشمئزاز لعقلها ؟! ، ضعف قلبها يدميها .. يقتلها بألف سكين طاعن .. أغمضت جفنيها وهي تسحب نفسا عميقا لتزفره على مهل ..
الليلة .. ليلة خطبته على شادية السويسري
شادية تلك السمراء الفاتنة ، تلك المرأة يوجد بها هالة .. هالة جاذبة لعقول الرجال .. وإلا لما تقدم لؤى لخطبتها !!!
لكن منذ متى تجمعهما علاقة ؟! ، وما سحرهم الذي يمارسونه على رجال عائلة المالكي ، ألا يكفى وسيم الذي يسير متخبطا فى طريقه
لا هو بقادر على العودة للوراء ولا هو بقادر على متابعة الطريق .. كأنه يأس .. أو يخشي من متابعة ذلك الطريق الذى يعلم ما نهايته !!
عادت تفتح جفنيها وهى تنظر الى المرآة العاكسة بشموخ منكسر
لن تسامحهما ما حييت ، لن تسامحهما ابدًا ما حيت على كسر قلبها .. تأكدت من زينتها المبهرة ، على الأقل ما تجيد فعله هو اقتناء ثياب ، ووضع زينة فى وجهها ، بعيدا عن ممارستها للعبة التنس .. لا يوجد شيء يميزها .. أفعالها شبيه بأفعال الفتيات فى تلك الطبقة
تدليل انفسهن بالعطور والثياب ثم ممارسة رياضة وكل عائلة تفخر بصاحبة عدد الرياضيات الأكثر .. ومن تحصد على جوائز إقليمية أو دولية تقيم حفلا صاخبًا ، ايامها باتت رتيبة ومملة لدرجة الاشمئزاز من نفسها ، يوجد فتيات فى عمرها أو أكبر ولهن دورا بارزًا فى المجتمع ، بعض زميلاتها فى الجامعة ومعارفها سلكن السلك السياسي والدبلوماسي وهي لم تتحرك ساكنًا .. ما زالت فى مكانها مثل الفتيات المدللات
يجب أن تشغل نفسها بشيء آخر بجانب الرياضية حتى لا تشغل عقلها بمن سيصبح لأمرأة اخرى ، انتبهت على وجود جميلة التى دلفت بجمالها الراقى رغم تخطيها منتصف الأربعين ، ما احبته فى عمتها انها راضية بملامحها الطبيعية دون أن تنفخ مثل سيدات المجتمع الراقي أو الفتيات اللاتي فى عمرهن ، تمتمت بسخرية
- جيتي ليه يا مماه ، خططك للاسف منجحتش زي ما حاولتي تعمليها فى ابن عمك
دارت بجسدها اليها وهي ترى اختلاجة وجهها ، زحف التوتر معالم وجه جميلة وهى تصدمها بحقيقة تحاول تناسيها ، غمغمت بتوبيخ
- وجد
استقامت وجد من مجلسها وهي تتقدم لتصبح فى مواجهتها ، تراها نسخة منها فى متقدم العمر .. نسخة امرأة باهتة لم تقدر على الظفر بحب عمرها ، ترقرقت عينا وجد قائلة
- مش كنت بتقولي قد ايه انا شبهك يا مماه ، طريقة حياتنا من اول ما اتولدت بالضبط ، من اول ما جدو غالب قرر ياخد بنت اخوه ويربيها .. وكان عنده امنية يجوزها لحد من عياله ولما قال لابنه أكرم يتجوزك بس هو رفض ... لانه شايفها اخته ، وسافر برا واتجوز واحدة غريبة عنه .. لأنه لقي حبها ... لكن جميلة المالكي ازاي تسكت .. استخدمتي كل حاجه عشان ترجعيه ولان غالب باشا ضعفه الوحيد كان منك استخدم قوته ورجعه للعيلة ، للاسف اكرم اللي رجع مكنش زي اللي راح
انفعلت ملامح وجد من العبوس والخذلان للضيق والانفجار حتى خمدت ثائرتها المنفعلة على استماع شهقة من شفتي جميلة التى اتسعت عيناها بجحوظ .. تمتمت جميلة بارتباك
- انتي عرفتي كل ده ازاي
صاحت وجد باهتياج شديد وهى تنفعل ثائرة
- حياتي بتتعاد تاني يا مماه ، حاولتي تنسيه عن عياله ومراته ازاي .. ازاى جالك قلب تبعدي عن عيلته
رفرفت جميلة بجفنيها ، وصدمة ما تعلمه وجد عن ماضيها ضربها بمقتل ، كيف توصلت وجد لمعرفة الماضى الشائك؟!
وجد صغيرتها كيف تعلم ابشع ما اجرمته وقد سول عقلها الساذج فى حب ابن عمها انه حالما يبتعد عن عائلته و يعود لأحضان والده .. فستقدر على امتصاص حزنه لكن النتيجة ، أنه ابتلعها بظلامه الداكن .
ارتدت جميلة عدة خطوات للخلف وهى تغمغم بهذر
- وجد
انفجرت وجد ضاحكة بجنون ، وداخلها ينعى على حب لم يكتمل ، حب أحيته في جوفها وأطرافه ذبلت حتى الموت ..
رفعت عيناها البندقيتين لترشق بسهام قاتلة نحو جميلة وهي تغمغم
- بس فى النهاية مراته وعياله كسبوا ، اوعك تفتكري اللي حصل زمان محدش عارفه ، حتي لؤي في فترة لما عرف الحقيقة وانفصل عن جده لفترة .. معرفش جدو رجعه تاني تحت جناحه ازاى ؟، لكن عرفت وقتها ان لؤي مش هو اللي اعرفه
نكست وجد رأسها وهى تقف حائرة ، هناك حلقة مفقودة لا تعلمها .. حلقها سيجعلها تفك كل احجية لؤي الغامضة بطريق مثيرة للريبة .. ماذا حدث له فى تلك السنوات التي قضاها خارجا قبل أن يعيد غالب العصفور الطائر إلى القفص من الجديد ؟!!
رفعت عيناها المشتتة لتنظر نحو ملامح جميلة الشاحبة لتهمس
- كأنه بينتقم منا كلنا
غمدت السكينة الطاعنة فى روحها لتهتز ملامح جميلة ، بالنهاية حتى طفلتها التى ربتها كما لو أنها ابنتها من رحمها هي ستخلع رداء الهوان ، لطاما الصغيرة وجد تشبهها فى كل شيء
التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى
هي كانت يتيمة عاشت فى بيت عمها ، بيت غالب وعمها الذى تناديه بأبى ، هو اباها الوحيد الذى فتحت عيناها عليه ، لم تجد اباها الحقيقي ولا مرة حتى والدتها كانت تلقيها فى منزل عمها وتحبس نفسها فى شرنقة خانقة بسبب موت والدها على اثر حادث مرور حينما كان يقود سيارته بتهور ليلحق بزوجته التى كانت فى المشفى على وشك الولادة ، ترقرقت دموعها وهى ترى نفسها تكبر عام بعد فى منزل عمها الذى ضمها واعتبرها ابنته الوحيدة التى لم يحظي عليها بين اطفاله الذكور ... كانت مدللته الصغيرة
مدللته حتى حين نضج حبها نحو ابن عمها " أكرم " دونا عن اشقائه ، هو الوحيد الذى يوجد به حنان متدفق وهى انجذبت له .. وحينما صرح عمها بارتباطها بأكرم ثار وقتها منفعلا ، يخبره انه يراها فقط شقيقة .. وقلبه معلق بفتاة اخرى فتاة اغرم بها حينما كان يدرس فى الخارج، وحينما شعر انه لا جدوى من الحديث اخذ متعلقاته وسافر إليها ، ، رفت جميلة جفنيها وهى تزيل تلك الدمعات .. كم كرهت وقتها غبائها وكرامتها المهدورة ، استخدمت عمها بقوة .. وضعته سلاحا مدمرا في حرب عالمة أنها الخاسرة فيه .. طالت أعوام غيابه لتلح على عمها لإعادة واعادة .. لكن اعاده رجل آخر .. رجل ليس كما عشقته .
تمتمت بحدة نحو وجد التى تهذر بكلمات بدت لها فى تلك اللحظة غير مسموعة
- خلصتي
توقفت وجد عن التحرك لترفع عينيها تنظر إليها بجنون ، كيف تصيح فى وجهها ببرود هكذا ؟!! .. مالت شفتيها بابتسامة مميتة لتغمغم بقسوة
- ياريت ... للاسف مش قادرة انسي ، خليكي عارفة ان اللي حصل بسببك
تلك الالتماعة فى عينيها القاسية
الجافة
ولمحة من الخذلان جعلها تهز رأسها نافية ، هل تخسر ابنتها ايضا ؟!! تمتمت بنفي
- انا ؟ انا ياوجد
عقدت ساعديها على صدرها وهي تمتم بنبرة جديدة عليها ، نبرة قاسية لم تألفها
- كنتي بتدخليني لعبة هخسرها فى النهاية ، كنتي بتعملي ايه ؟! .. كنتي فاكرة لو اتكرر اللي حصل هتقدري تعوضي خسارتك
الصدمة ألجمت لسان جميلة ، تخشب جسدها وتيبس ذراعيها عن الحركة وهي تحاول عبثا صمتها .. صغيرتها كيف توصلت لذلك الأمر .. كيف وصلت الى اعماقها وكشفت عن أسرارها المخبأة ، كلام وجد يزيد من تأجيج غضبها المتفاقم
- اكرم محبش غير عيلته ، اللي انتوا السبب فى خسارته ليهم
انهارت اعصابها الجامدة ولا تعلم أى جراة قدرت على اتخاذها لتصفعها لتقول هادرة
- اخرسي
شهقتين خرجتا بصدمة بعد صوت الصفعة المدوية ، الاولى خرجت ذاهلة والثانية خرجت متألمة ، رفعت جميلة كفها التى صفعت وجه وجد لتتمنى لو أنها قد بترت قبل أن تمتد عليها ، همت بالاعتذار إلا النظرة في عيني وجد الجمتها
بركتين متقدمين بالغضب ، الثأر ، التمرد
لا توجد أى مسحة انسانية أو من وجد التى ربتها
تبدو كإنسانة جديدة عليها ، انسانة غير قادرة على تكهن تصرفاتها
مسدت وجد خدها وهي تهمس بفتور
- اخر حاجه اتوقعها انك تضربيني ، محتاجة ابقي لوحدي حالااااااا
صاحت اخر كلمتها صارخة فى وجهها بشراسة عنيفة ،لملمت جميلة شتات نفسها لتغمغم
- جدك عمره ما عمل حاجه كانت ضارة لمصالح عيلته
استدارت جميلة على عقبيها مغادرة ، والتوتر الذى يسود الغرفة جعلها مشوشة ، فاقدة للتركيز .. ومحاولة لاستيعاب ما أجرته بحقها
لكن هناك شئ خبيث يخبرها انها والدتها وحينما تراها تسئ السلوك يجب عليها أن تقومها ، استمعت الى صوتها المختنق
- بس غيره يتأذى مش مشكلة ، العيلة الاول اهم
تمتمت بدون استدارة .. بل تابعت بطريقها منسلخة بنفسها خارج الغرفة
- لما تبقي في مكانه ، كنتي هتتصرفي زيه
اغتاظت وجد من ردها البارد لتدب على قدمها وهى تصيح باهتياج نافى
- ابدا
تهدجت انفاسها بضراوة شديدة وهى تحاول التقاط انفاسها كما لو كانت فى سباق ماراثون ، جزت على اسنانها ساخطة وهى تعود لاصلاح زينتها ..
اغمضت جميلة جفنيها وداخلها يقين ... انها ليست بوالدتها ، مهما حاولت فهى بالنهاية ليست والدتها بل عمتها !!
................
العودة للوقت الحالى ،،،
يحاول عاصى عبثا استيعاب انه يلمس تلك المرأة الفارة من القصر ، عيناه دققت النظر نحو ثوبها الأخضر الملوكى يضيق على جذعها مبرزا مكامن أنوثتها ليهبط باتساع من خصرها حتى كعب قدميها عادت عيناه ارتفعتا والأضواء المضاءة خارج القصر ساعدته على رؤية خصلات شعرها الحرة الطليقة ... لونهما بندقى يلمعان بتوهج مخيف وكأنه يخشي كثرة لمسها بتلك الطريقة تتحول السندريلا الفاتنة لساحرة من عالم جنيات لتهرب بعد سرقتها لقلوب الرجال ، اسرة اياهم فى عشقها .. عيناه تركزت على شفتيها بدون وعى .. جذبه تلك الشفة العلوية المائلة باكتناز مثير .. الرعدة التى سرت فى جسده جعلته يترك يدها وهو يقول بنبرة اجشة
- انتى كويسة يا انسه
بدت تائهة .. بل ضائعة ، عيناها المشتتة تحدقان فى ارجاء المكان ، اجلت حلقها والرجفة فى جسدها جعلتها ترتجف شفتيها ، لقد خطب .. لؤي بدا مرتاحا وخطيبته بدت ناعمة ، بل انثوية ، طغت بسحرها عليها .. جعلتها تبدو نسخة باهتة
بل الاقرب للحقيقة هى تبدو مبهرجة أكثر عن اللازم ، وهى كانت تبدو انيقة ببساطة .. بساطتها ورقتها حتى فى فستانها الكريمى الملفوف حول قدها كان مبهرا على جسدها ، هبطت عيناها نحو ثيابها التى صمم من مصمم شهير خارج البلاد ، ماذا فعلت هى ؟!!
شعورها بكائن جسدى كحائط سد جعلها ترفع عيناها البندقتين لتصطدم من ما تموج عيناه الـ ... لوهلة تساءلت ما لونهما ؟! ، هل هما داكنتين أم مائلة للاخضر ؟
تدفقت الدموع من عينيها وهى تصيح بتأتأة
- انا .. انا ..
انتظر عاصي بصبر شديد لتدارك تشتتها ، رفعت عيناها التى وصفها بذباحتين ، وارتعاشة شفتيها جعله يهبط قليلا ليرى اكتنازهما المغري .. واخر شي توقعه هو أن تسقط السندريلا بين أحضانه مشددة العناق حول رقبته !!
اتسعت عيناه بتفاجئ شديد وهى يشعر بجسدها الرقيق يعانق جسده بتشبث ، تشبث جعله يفقد بعض من حزمه وتعامله مع المواقف الصعبة ، سخر من نفسه
هو ابدا لم يمر بموقف كهذا .. لم يجد سندريلا ترمى بجسدها فى عناق .. عناق متطلب
شعر بدموعها التى بللت قميصه وهو يكتم زفرة حارة يكاد يشق العنان لها
رباااه هو رجل ، وما يحدث له .. ناعم .. مخادع .. رقيق ، لم يختبر ابدا فى حياته يلهب حرارة كما شعر ، سمع غمغمتها الخافتة
- انا موجوعة اوووي
ارتفع عيناه وهو يعصر أنامله على راحة يده التي عقدها خلف ظهره ، يمنع فكاكهما كى لا يعصر جسدها وهى فى احضانه، لا يعلم أى توارد وقد مر عليه ، ليغمغم بحنق من مشاعره التى انفجرت كما لو أنه قدر ضغط لم يتحمل الضغط المكبوت
- انسه
هزت رأسها نافية وهى تزداد تشبثا به ، ترتفع لتستند برأسها على كتفه العضلى ، ربما ما ساعدها الوصول له انها طويلة القامة بعض الشيء ، عناق لا تريد التفكك به .. دفء التمسته في ذراعيه لتغمغم بضعف
- ارجوك
رفع عاصي رأسه وهو يتطلب من الله الصبر ، أي عذاب وأي تحمل اعصاب هو يختبره ليواجهه ، هو ابتعد عن جو الحفلة الكئيب ، اكتفى فقط بإلقاء تحية للجميع قبل أن ينسحب بهدوء .. الليلة تعتبر ليلته الاخيرة عن العمل
بقدر سعادته لأنه سيخصص وقت لتدليل توحة والاهتمام بعمله الا انه شعر بضيق ، ضيق لمغادرة العمل دون انتهائه على أكمل وجه ، لكن أفكاره تشتت بوجود تلك المراة التى تعانقه ويبدو انها لن تتركه وستظل متشبثة به لفترة أطول
اجلى حلقه وهو يتمتم بخشونة ونبرة غاضبة
- بقيتي احسن
صدرت شهقة ناعمة منها وهى تنتبه لما فعلته ، سارعت بانسلاخ جسدها عنه وهى تضع كفها على شفتيها .. عينيها الجاحظتين التى تنظران اليه جعله يتفهم قليلا حالتها الشاحبة ، تمتمت بارتباك وطفق حمرة تغزو وجنتيها بتلذذ شديد انعشه
- انا اسفه بجد ، معرفش عملت كدا
عاد لمشاكسته وهو يتمتم بنبرة خشنة
- ولا يهمك ، المرة الجاية متندفعيش لأي حضن ، مين عارف كان هيعمل ايه ويستغلك فى وقت ضعفك
للحظة بدت تنظر اليه مضيقة عيناها ، كأن ما يقوله طلاسم ، لم تخفي عليها تلك اللمعة فى عينيه وهى تهمس بنصف عقل مشتت
- ا ..ايه ؟
مال نحو عينيها وهو يرشق عيناه في عينيها المرتعدتين، عيناه خضراء .. عيناه خضراء عاد يهتف عقلها بجنون وكأنها اكتشفت شيء مبهر ، عيناه مبهرتان بتلك اللمعة ، ليلفحها بأنفاس حارة لتسقط عيناها على شفتيه التى تخرج كلمات وقحة
- عنيكي وجسمك كانت جاهزة لاستسلام ، وحظك المرة دي وقع بين ايديا
ارتفعت عيناه لعينيه ولم تفت عليها غمزته الوقحة التي بعثها وهو يخبرها انه رأى شرودها لشفتيه ، زمت شفتيها بحنق وبكاءها وانهيارها المخزي تطاير كما يتطاير الدخان فى الهواء
- انا مش مصدقة قد ايه وقاحتك
رأت اللمعة الخبيثة التى طفقت في عينيه لتهمس مبررة
- انا مرمتش جسمي على حد ، انا كنت فى لحظة
قاطعها قائلا ببرود شديد
- يأس؟ .. مش معني انك تعرضت لمشكلة انك ترمي نفسك لأقرب نهاية مأسوية
أى نهاية مأسوية ؟! .. لما يهول أمرا كان عاديا
هى خرجت لاستنشاق الهواء ، والابتعاد عن الحفل المقيم بالداخل ، ليعود شئ خبيث يهمس
لولا تمسكه بك لربما خرجت خارج القصر منهارة ولحدث ما هو أعظم ، ارتجف جسدها وهى تشعر انه انقذها من خطر محقق ، لكن لما يقسو عليها بكلماته الجافة ، صاحت بحدة فى وجهه بدا طبيعي جدا منذ صباح اليوم
- وحضرتك الاستاذ المبجل الخالي من الخطايا ، مش كدا
لم يكترث للاجابة عليها .. عيناه تفترسها ببطء شديد ، يدرسها و يتفحصها في آن واحد .. أليس جميع رجال الحفل كانوا يتفحصونها بوقاحة ولم تعبأ بهم ولم تهتز بنظراتهم .. لما هذا يؤثر عليها .. ارتجف بدنها تحت وطئ نظراته وكلامه الذى بدى حميمي
- حظك ان انا اللي حضنتيه ، المرة الجاية لو وقعتي في حضني متلوميش نفسك
رمشت بأهدابها الكثيفة عدة مرات لترتفع إليه والتورد فى وجنتيها ازداد حمرة لتهمس بنبرة مختنقة و لاهثة
- تصدق خوفت ، يا مامي تعالي الحقيني .. مش وجد المالكي تخاف من حد حتى لو ضعف حجمها
انفجر عاصي ضاحكا وهو يراها تتصرف بحرية لطيفة لا تشعر بها ، عيناه ما زالت بتوهج هادئ وهو يخفف من ضحكاته ليغمغم بابتسامة واسعة
- ضعف حجمها؟ .. اعتقد ان نظرك ضعيف يا انسه وجد
نظراته تلك المرة لفتها بحميمية ، جعلها ترتبك امامه .. لفت رأسها يمينا ويسارا وهى ترى أنها الوحيدة تتحدث مع ذلك الرجل يبدو من ذاكرتها مألوف بطريقة ما ، زفرت حانقة وهى تهمس
- واخد راحتك يا استاذ
قاطعها بابتسامة لامبالية
- عاصي
رفعت عيناها المحتقنة بالغضب بل والخجل في آن واحد ، لتغمغم ببرود
- مطلبتش اسمك
- لكن عنيكي طلبت
أجابها بنبرة دافئة ، بدد من صقيع عواطفها ، ارتوى من عطشها الجائع لرجل ، حتى خطبتها المزعومة لماهر .. لم يهتم بها ، بل حديثه كان محوره لمعشوقته فقط وهى اتخذته فقط كصديق بل اداة لاثارة غيرة ابن عمها حتى يشعر انها سيفقدها ان لم يلحقها فى وقت مناسب ، ويبدو الاهتمام الذي حظته لم يكن سوى خوف اخوي فقط كما صرح !!
وقوفها مع رجل غريب عنها بحد ذاته غريب .. ربما لانها خصصت مشاعرها فقط نحو شخص واحد ، ربما لأن الرجال الذين رأتهم كانوا تافهين لدرجة مشمئزة .. لا يهتمون سوى لشيئين ، الجسد يجب أن يكون عضلى كى يجذبن النساء ، وسيارته يجب ان تكون حديثة
بنظرة متفحصة رمقت جسد الساكن أمامها ، لا تعلم لما ذلك الرجل بعيد كل البعد عن الرجال التافهين بل حتى عن الغامض لؤي ، وكأنه تفرد بشئ ومزيج عجيب غريب أن يجمعه رجل ، من الدفء الذى التمسته فى صدره حتى عبثه الجرئ بعض الشئ ومزاحته وعينيه اللامعتين ثم جسده العضلى ، رجل مثله يجب أن يكون يلف نفسه بهالة الغموض والسوداوية كما لؤي لكنه ليس بلؤي .. رداء الغموض لا يناسب هذا الرجل نهائيا ، غمغمت بحرج بعد ان احست بنظراتها المتفحصة زادتها حرجا حينما وصلتها غمزته الثانية
- انا مضطره ارجع ، عن اذنك
ثبتها وهو يقول بهدوء شديد
- المرة الجاية اتأكدي من اللي هتكوني فى حضنه ، لان احنا عندنا صبر طويل اووي عشان تبقوا تحت ايدينا
عضت طرف شفتها السفلى وهي تغمغم بحنق
- صدقني .. سهل الكلام ، لكن انا .. استحالة
انفرجت ابتسامة مغيظة ليتمتم بثقة شديدة
- كدابة .. للاسف انتي بنفسك كنتي هتبقي تحت ايدين راجل بطواعيتك
لا تعلم لما نطقت اسمه لتوقفه عن حده
- عاصي
زدات عيناه توهجا وهو يتسمع لاسمه من شفتيها ، خرج مرتبكا .. كل حرف تلفظته بتذوق على مسامعها وكأنها تعتاد عليه ، اجاب فورا بعفوية شديدة
- عيونه
خجلت وتلعثمت من رده المباغت ، خرج منه عفويا لدرجة انها بالكاد نطقت اسمه بميوعة لم تقصدها ليباغت برده المتلاعب فى مشاعرها ، تمتمت بخجل
- انسي اللي حصل
تمتم بوقاحة شديدة اصبح معتاد عليها بوجودها الذى مر عليه اكثر من خمس عشرة دقائق
- لو قصدك الحضن ههحاول ، لاني للاسف اول مرة اتعرض أن واحدة تشدني عشان تبقى فى حضنها
شهقت بصدمة وهي تهمس بحنق
- وقح
أمال برأسه وهو يغمغم بهدوء مريب
- فى الخدمة دايما يا انسه
اخرج من سرواله محفظته لتعبس وجد وهى ترى نظراته المشاكسة التي يرشقها بين حين وآخر ليخرج بطاقة ليمدها إليه ، اتسعت عيناها بجحوظ
ماذا ظن ذلك المختل .. لأنها سمحت له على غير العادة لوقاحته أن يستدرجها لفراشه ، تبدلت سحنة وجهها للغضب والثوارن لتصيح بنبرة صارخة
- ايه ده
أجاب ببساطة شديدة وهو يعلم ما يدور فى عقلها الصغير
- كارت رقمي
اقتربت منه وهي تهدر فى وجهه بانفجار مرعب ، عيناها تقدحان شررا ولو كانت النظرات تقتل لاردته قتيلا في موضعه ، جزت على أسنانها
- انت اتجننت
اعجبه نارها بشدة ، جعله يبتسم وهو يخمد نارها بنبرة مرتفعة
- بدل ما تهبي فى وشي ، بصي فى الكارت .. ده اكتر مكان بعتبره مكان اقدر ارجع فيه نشاطي ، حاولي تيجي فى يوم واوعدك عمرها ما هتكون اخر مرة
لم تخمد نارها رغم نظراته القاسية ، لم ترتعب من تجهم ملامحه لتزداد ملامحها شراسة وهى تخطف البطاقة من يده ولحظة عبست وضيقت عيناها وخمد ثائرتها
ارتفعت عيناها اليه بعدم تصديق وهي ترى نظراته المتسلية التى تعلم بكل خبث ما دار فى عقلها ، لتعود النظر الى البطاقة وغضبها وأن انطفئ إلا أنه لم يخمد .. أكثر ما كرهته إن قدر على التلاعب بها .. استفزها بمشاعر واخرجها من شرنقة خانقة ، يوم كهذا لن تنساه ابدا حتى بعد عودتها
تمتمت بنبرة حانقة وغضبها يصله كلسعات دافئة في شتاء قارص
- انت متأكد
تمتم عاصي بهدوء شديد وتخلى عن رداء عبثة
- لما تشوفي مشاكل الناس ، هتعرفي ان مشكلتك هينة لدرجة تستحقري نفسك من أفكار ممكن تيجي على بالك
همت بالرد عليه الا ان الالتماعة فى عينيه اخرستها ، انتبهت الى نداء من وسيم المرتفع
- وجد
اشار لها بالمجيء لتومئ برأسها .. ظل وسيم مترددا وهو يرى وقوف ابنة عمه مع حارس شادية فى مصادفة عجيبة ، طمئنته وهي تحثه بعينها لاستبقاها مما جعله يستجيب لندائها وهو يعود بإدراجه للداخل
انتبهت على صوته المقتحن بالغضب
- معرفش ليه لازق فى اى واحدة .. فاكر نفسه مين ده
لا تعلم لما قررت ان تلعب عليه كما فعل لتهمس بنبرة مغوية ، عابثة
- غيران لأنه اوسم منك ، وعنده مواصفات تخليك تحس انك اقل منه
ارتفعت عيناه لينظر الى عينيها البندقتين ، لفها بعاطفة حارة وهو يقول بنبرة حارة اهتز على اثرها قلبها
- الراجل مش بالشكل يا وجد ، الراجل بعقله و قلبه وعاطفته
لا تعلم لما تلكئ على كلمة " عاطفته " غمغمت بنبرة متعثرة
- انا .. انا مضطرة امشي
رفعت تنورة فستانها لتخرج من نطاق ذلك الرجل .. واللعبة انقلبت عليها هي بالنهاية
شيعها عاصي نظراته وعيناه تتاملان قدها الرشيق ، ابتسم بعبث لم تكن تلك المرة التي رآها .. الاولى فى يوم عيد ميلادها ، كانت تجهز شادية ترتيبات حفلتها فى الصباح ورغم طلبها للحضور الا انها فى اخر اللحظات رفضت بتهذيب على الهاتف .. لكن اليوم
لقائهما الاول ، وستتكرر لقائتهما رغم عن انفها وانفه !!
********
يقف لؤي بضخامه جسده متمسكا بخصر شادية برقة شديدة ورغم ارتجافها الذي يصله إلا أنه حافظ على ابتسامته وهو يتلقى التهاني والصور من الصحفيين ، رغم المهزلة التى تحدث فى عائلتهما
بداية من والدها الذى بالكاد يتحدث مجاملة كى لا يحافظ على وجهه امام الجميع ، ثم ابتسامة جده المحايدة وابتسامة عمته جميلة المحايدة ، عادت عيناه نحو شادية التى تبتسم بلطف شديد وابتسامة حلوة ، لترفع عيناها نحوه وكأنها احست بعينيه لتتسع ابتسامتها بلطف وهو يتمتم بلطف
- مبارك يا شادية
رمشت شادية أهدابها عدة مرات وهى تهمس
- الله يبارك فيك
ازداد يده تمسكا بخصرها ليميل بأذنيه هامسا
- متقلقيش مني
لم تتردد للحظة وهى ترد بهدوء
- اخر حاجه ممكن افكر فيها انى اقلق ، لؤي انا اخترتك عشان نفسي فى حياة هادية
لطالما استمع لطلبها الذى تكرره ، هو الآخر باحث عنه .. بعد سنون قضاها يحاول لملمة شتاته من حب القى به الى التهلكة ، حياة يريح بها اعصابه التى تكاد تفلت ان عاد لمنزله ، منزل يخنقه بقيود واجبة ملزمة عليه ، متى ستفهم عمته ان حياتها التى لم تقدر على عيشها لا تقدر على تنفيذها فى وجد المسكينة
عيناه بحثت عنها بين سائر الجميع ليراها تتحدث مع وسيم ، هدأ قلقه وهو يسبل اهدابه ، متمنيا أن تجد رجل يملك قلبها ، رجلا تحبه من كل جوارحها ، وليس رجل مجبرة على حبه ، سيوقف عمته ان وجدها تغذي عقلها بكلام مريض ، لن يدع الامور تفقد سيطرتها مرة اخرى ، تمتم مجيبا عليها حينما شعر انه تأخر بالرد عليها
- هنفذه
ابتسمت شادية براحة ، والسكون عاد يغلف روحها باستمتاع شديد .. ستتخلص من حارسها وأى حارس بديل ، انتهى عقد والدها وستغدو حرة ، لا مزيد من فقدة سيطرة ، رمقت جسده الضخم وعروق يده البارزة حينما يصافح احد المدعوين لتهمس بهدوء
- ممكن تشيل غموضك على جنب ، اعتقد هبقي مراتك
صمت لؤي للحظات ، ماذا تريد منه اين يحكيه ؟
فى الواقع كل شيء منتهي .. بل ميت بالمعنى الحقيقي
تمتم بنبرة غامضة
- للاسف مفيش حاجه اقدر احكيها
هزت رأسها بلا معنى ولا تريد الالتفاف لعقدته التي ربما ستستمر لفترة طويلة لتهمس بنعومة
- الفترة الجاية هكون مشغولة ، فيه فرح بنظمه هياخد وقت ومجهود مني
أومأ متفهما ، ليقول بهدوء
- لو فيه اى حاجه محتاجها انا جنبك
لمعت عيناها بالرفض ليغمغم بهدوء ولطف
- اعتمدي شوية عليا ، متخافيش مش هخذلك
ابتسمت شادية نحو لطف لؤي ونظراته المتهمة ، وحينما همت بالرد عليه استقطعها صوت حمحمة خشنة
- احم احم
التفت شادية برأسها ليقع عيناها نحو والدها الذى ينظر بعداء نحو لؤي ، ابتسم لؤي بهدوء وهو يقول
- مساء الخير يا معتصم باشا
افترقت شفتي معتصم لابتسامة صفراء ليغمغم بامتعاض
- اهلا
التفتت عينا معتصم نحو شادية ليقترب بحنق نحو شادية من الطرف الاخر ، مد يد خلف ظهرها ليصفع يد لؤي على خصر ابنته مما جعل لؤي تتسع عيناه دهشة من تعابير معتصم الحانقة ، بتهذيب ترك لؤي خصر شادية لتلتف ذراع معتصم حول خصر ابنته بتشدد شديد ، وداخله يتمتم " لا يستحقها " ذلك الرجل لن يتمم زواجه لأبنته الغير العاشقة ، حرجت شادية من تصرف ابيها الطفولي لترتفع عيناها باعتذار نحو لؤي الذى تفهم بهدوء شديد ، لتميل شادية هامسة في أذن والدها
- بابا ، ابتسم شوية
انقلبت معالم وجهه للحنق ليتمتم
- بنت انتى هتغصبيني اضحك ولا ايه .. مش كفاية وافقت عليه
ازداد معتصم تشبثا بطفلته العنيدة وهو يحدج لؤي نظرات نارية ، الا ان لؤي قال بهدوء
- معتصم باشا مش عايز حضرتك تكون قلقان على شادية
رفع حاجبه ليغمغم بسخرية لاذعة
- لا اقلق طبعا ، عارف ليه .. لان انا مش مستريحلك .. بناتي كنت هجوزهم لرجالة انا هخترهم لكن وماله .. انا عارف ان وقتك قليل يا ابن المالكي
أعجبه التحدى
بل اغراه
ابتسم لؤي بثقة وهو يغمغم
- وانا قد التحدي
هزت شادية رأسها بيأس ، تشعر انهما ديكان يتنافسان على دجاجة ,, غمغمت بحرج ووجنتيها تخضبت بالحمرة
- بابا
الا ان معتصم التقط قرب جيهان التى شعرت بتوتر الأجواء ليزجرها معتصم بنبرة خفيضة
- ايه اللي انتي مهبباه فى شعرك ده ، مش قولت الأسلاك دي تتشال
رفعت جيهان حاجبيها ، لترفع اناملها تلمس خصلاتها المجعدة لتمتم ببرود
- للاسف شعري الفترة دي هيكون كيرلي ، خلاص يا عصومي مفيش الوان تاني
لطالما تشبهه ، جيهان الصغيرة ، أخذت من جموحه وتهوره قبل أن يتعرف على امرأته ، تمتم بنزق
- الأسلاك دي ارحم من الالوان اللي هتجبلي ذبحة صدرية
سحبت جيهان ذراع والدها وهي تشير بيدها نحو فريال الجالسة بجوار زوجها
- بابا .. فريال هناك ، اهي بتنادي عليك ، شوف حفيدك بيطلب ايه المرة دي
لمعت عينا معتصم بالحنين ، وهو يسارع نحو ابنة أخته التى تحمل فى احشائها طفلا ، لا يصدق حتى الان تلك المشاغبة فريال ستصبح اما ، زفرت جيهان وهى تهز رأسها يائسة من والدها .. تقدمت خطوة الا انها عادت حينما شعرت بجسد وسيم يمنعها عن الحركة
بدى هادئا ، متمنعا فى ملامحها بهدوء ، هبطت عيناه على فستانها الزهري الهادئ دون وجود أي فتحات خليعة ، ابتسم برضى شديد وهو يغمغم
- الكيرلي مناسبك يا جيجي
اشاحت يدها ببرود شديد قائلة بثقة
- مفيش حاجة مش مناسبة ليا يا وسيم
ابتسم وسيم عابثا ، الفأرة الصغيرة ذات ألوان قوس القزح تنأى عنه .. تبدو غاضبة .. وإذا !! .... سيقدر على امتصاص غضبها ، أرهف أذناه للسمع الى همسها الشامت
- ولان انا عمر ما حد هيقدر يتحكم بيا ، هسافر بكرا
اتسعت عيناه بجنون لتغيم زرقته اللامعة ، إلا أن جيهان وقفت بثبات شديد وهو يغمغم باستنكار
- تسافري
أومأت موافقة واناملها تعبث فى خصلة من شعرها لتمتم
- اكيد يا بيبي ، انت فاكرني هقعدلك مثلا بعد ما خليت بابا يمنع عليا السفر
تقبضت ملامح وجهه للحنق وهو يتعودها إلا أنها لتزيده من سخطه تمتمت
- وبموافقة بابا كمان ، يا خسارة .. يلا بتمنالك اسبوع سعيد
أزاحت جسده عن طريقها وهى تسير بتبختر شديد وميوعة تجعل عينا وسيم تتقدان كـ جمرتان مشتعلتان ، زفرت جيهان باختناق شديد وهى تعيد رسم ابتسامة هادئة لتقترب من شادية الوحيدة وقد ابتعد لؤي ليتحدث مع جده
وقفت بقربها وكلاهما تشعان وهجا فريدا ، كلتاهما فريدة بنوعها .. لهما سطوة لجذب الرجال ، الاولى بسمرتها المحببة والاخرى ببياض بشرتها الذى ورثته من والدتها
مالت جيهان برأسها نحو شادية لتبتسم ببلاهة
- اخر حاجه اتوقعها انك تتخطبي للضخم ده
عبست شادية وهي تلتقط السخرية من خطيبها لتمتم
- جيهان
انفجرت جيهان ضاحكة وهي تغمز بعبث
- بدأنا ندافع ، وماله يا بخته
زجرتها شادية بحدة لتمتم بنبرة هادئة
- جيهان .. ارجوكي بلاش الكلام ده ، انا مكلفاكي بطلب مهم جدا ، انتى عارفه معنديش وقت وجدول شغلي بحاول اعدله ومقصرش
دارت جيهان بعينيها و امتعضت ملامحها وهي تتخيل الوظيفة التي ستشغلها ، ستكون مرشدة سياحية للعروس المجنونة التى رغبت بقيام بجولة فى القاهرة قبل التصوير فى الاهرامات والمعابد الشهيرة ، تغضنت ملامحها للضيق لتغمغم بعبوس وهي تتذكر انها ستنظر في المطار قدوم طاقم التصوير الأجنبي ويجب عليها أن تستقبلهم بابتسامة لطيفة الى الفندق ، كم تكره هذا .. لكن شادية اغرتها بالرحلة وخروجها من المنزل
- ايه اللي خلاكي توافقي ، اصلا ده انتحار
غمغمت ببرود
- عشان يعرفوا مش شادية السويسري اخرها قاعات ملوكية
هزت راسها بإدراك لعدوتها اللدودة نانسي ، لتمتم بثقة
- بتنافسي نانسي ، علاقتها مش واسعة زينا .. متقلقيش .. كله تحت السيطرة
تمتمت شادية بتأكيد
- بكرا يا جيهان ، يدوب انا هكون فى الفندق وهكون مجهزة ليهم يوم ترفيهي ، ولانك اكتر واحدة عارفة حواري مصر إنتي اللي هتكوني tour guide
هزت جيهان رأسها بثقة
-عايزاكي تحطى فى بطنك بطيخة صيفي ، ركزى مع خطيبك الاول
******
تنتقل فريال بالتدلل من خالها وزوجها حتى وجد الجالسة بجوارها بعد تهنئة العروسين تدللها فرحة بقدوم الحفيد الثاني لعائلة الغانم ، رغم العبوس والحنق الذي كنفها كون ما توقعته لم يسير إلا أنها لم تقدر سوى الابتسام فى وجه شادية والمباركة لها
تفحصت فريال بامتعاض لذلك الرجل المكون فقط من عضلات ، لتمتعض شفتيها متسائلة ..ماذا احبت فيه ؟ .. بل ماذا رأت فى ذلك الرجل ، تمتمت بصوت مسموع
- اخر حاجه اتوقعها انها تتخطب لحد من عيلة المالكي ، كأنها بتعيد التاريخ من تاني
امتعضت ملامحها بضيق وهي تتذكر سبب موافقة شادية للخطبة هو عودة المياه لمجاريها بين العائلتين وإعادة إحياء الشراكة بينهما ، وشادية هي كبش الفداء ، لما تعيد ما حدث ما مر عليها أعوام منذ خطبة معاذ .. ذلك الجرذ الحقير ، التفت على تساؤل رهف العابس
-ومالهم يا فريال عيلة المالكي
ضيقت عين فريال بضيق نحو بعض الجرامات الزائدة فى جسد الفتاة لتمتم بحنق
- رهف انتي من كتر الحلويات والشاورما مبقتيش تفكري غير في نزار
وكأن استحضار اسمه ... جعل عينا رهف تغيم بعاطفة ناعمة وهي تستحضر وجوده لتهمس بارتعاب
- نزار .. انا خايفة اوجعه يا فريال
تخشى احزانه .. تخشى وجعه .. لما اصمتها تلك الليلة .. لما لم تخرج ما فى جوفها ، كانت قادرة على التحدث حتي لو أصر على تأجيل الامر ، انتبهت لصوت فريال الهادئ
- نزار راجل ، صدقيني تمسكه بيكي رغم انه حاسس وعارف ان فيه ماضي مؤلم لحياتك ووقاص خلاه يتوقع اسوء الاحتمالات ومع ذلك مصمم ، تفتكري ليه ؟
رفعت عيناها باستنجاء إليها لتتابع فريال وهي تلكزها قائلة
- لانه بيحبك يا هبلة وباقى عليك ، انا مش عايزة ابوظ علاقتك زي ما عملت فى فرح ، بس لازم يعرف حياتك .. لازم يعرف كل الجوانب
هزت رهف رأسها .. فريال محقة ، رغم كل الشائعات هو باقى ، استمعت إلى ثرثرة فريال
- كون انه مش مصدق الاشاعات اللى سمعها ، بس اكيد عايز يعرف ، حتى لو خبى دا عليكي ... مفيش راجل هيتحمل حاجه زي دي مهما حاول يتظاهر بعكس دا
انتفض جسدها على رنين هاتفها ، لتتسع عيناها وانحبست انفاسها من رؤية المتصل ، لتنظر فريال بمكر الى حالة رهف المتوهجة لتهمس
- هو
لم تسأل بل كانت تقر لتستأذن رهف مغادرة وهي تضع الهاتف على اذنها ، صوتها الشامي وصلها ليخترق دوافع قلبها
- مساء الخير يا عمرى
همست اسمه برقة ، وزحفت الحمرة فى وجنتيها
- نزار
زفرة حارة من شفتيه وصلت لها عبر الأثير ليرتعد جسدها ، مرسلا رعشة لذيذة في سائر أطراف جسدها لتسمعه يتمتم بحرارة حارقة الهبت بشرتها وزاد من ضجيج قلبها الثائر
- أاااااخ من اسم نزار لما بيطلع من تمك ، شو بيعمل فيني
اسدلت رهف اهدابها بحياء وخجل فطري لتهمس بحنق وهى تتذكر أول يوم مقابلتها لتعمل فى مطعمه لفترة من الوقت قبل أن يعلن اخيها ان تعود لدراستها
- مستغرباك جدا ، اللى يشوفك دلوقتي ميشوفش انت استقبلتني ازاى فى أول يوم من الشغل
اغمض نزار جفنيه وهو يستحضر حينما تفاجئ من وجود فاتنة فى مطبخه ، عيون الرجال نهشتها نهشا بفستانها الرقيق الذي أتت به ، وشعرها تركت خصلاته حرا .. كيف كان تأثيرا
مزعزعا لسلامه الأمن
فتاك
مدمر
حارق
انفجر فى ضحكة خشنة وهو يهمس بنبرة متلاعبة
- هي انت معبية مني كتير
هزت رأسها نافية كما لو انه يراها لتغمغم بنبرة هامسة
- ابدا .. مستغربة انك اتحولت .. ومش حاسس انك وبتعرفلي بحبك ان ده بتنتقص منك كراجل
ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيه ليهمس بنبرة فضحت تأثيرها عليه .. تأثيرها الناعم .. الآسر
- رهف ...انت مابتعرفي شو صار فيني اول ماشفتك ،كنت بدي خبيكي من عيون الكل ،فتنتيني بجمالك ،كنت بالمكان الغلط بس بالوقت الصح بالنسبة الي
أغمض جفنيه وهو يخبط بقبضة يده على سطح الطاولة ليمرر يده على خصلات شعره وهو يقول هامسا مراعيا لخجلها
- ليكي رهف انا عم حاول ماطلع كل شي جواتي منشان مااخليكي تخجلي مني ،لو عرفتي يلي جواتي كنت رح تدوبي اكثر مما انت دايبة وخجلانة
اكتسى وجهها الحمرة القانية لتهمس بتحذير
- نزار
انفجر وقتها فاقدا للسيطرة ، وهو يخبط على سطح الطاولة ، لا يصدق أنه سينتظر لنهاية الشهر لعقد قرانه عليها ثم عام آخر كي تصبح زوجته قولا وفعلا
- قلب نزار ،روح نزار لك شوي شوي عقلبي مافيني ع رقتك ياروحي انت
تهربت من وطء لمساته السحرية ، وكلامه الذى لفها فى مداره الشامي ، مدار بصوته الشامي الاجش تمسكت بحاجز الشرفة وهي تستحضر صورته ، تمتمت بغباء شديد
- وزنى زاد بطريقة غلط ، وكله ده بسببك يا نزار .. انتى اللى بتغريني ، من وقت ما روحت مطعمك ومش قادرة ابطل
انفجر نزار ضاحكا وهو يمرر خجلها تلك المرة ، ليعود بمشاكسة قائلا
-لك ماقلتلك كيف كنتي بفستانك الذهبي
تهدجت أنفاسها وهي تلهث بصعوبة لا تعلم ما أصابها ، الضجيج داخل الحفلة لا تسمعه ، اذنيها مترصدة لكل همسة ونفس منه فقط لتمتم بنفي ضعيف
- نزار .. اياك ... اوعى
وصلها صوته الهامس
- حسيتك متل الشمس لما بتطلع الصبح بتخطف القلب بسحرها ،خطفتيلي قلبي وطيرتيلي عقلي لما شفتك بالفستان ،الفستان يلي ماخلاني نام طول الليل وانا عم اتخيل تفاصيلك فيه
عضت على طرف شفتها السفلى ، وهي صامتة ... صامتة حتى استمعت إلى همسه المتسائل
- رهف
تمتمت بتعجل والخجل اعترى وجهها
- انا هقفل
زفر نزار متنهدا بحرارة قائلا
- بتعرفي سكري احسن الي والك
اغمض نزار جفنيه وهو يمرر أنامله على خصلات شعره .. ما الذي أصابه ، ما الذي دهاه ؟ ، المرأة لم تصبح زوجته بعد وهو منذ رؤيتها أصبح رجل مختلف تماما عن الرجل الصارم ليتمتم بصبر
ان غدا لناظره قريب .
********
انفجرت بيسان صارخة بجنون شديد
-يعني ايه تستغفليني وتروحي معاه
قطعت الصالة جيئة وذهابا والدموع تنهمر من مقلتيها ، لم تصدق ان ترى ان امها باعتها بتلك الحقارة ... كيف تذهب الى منزل تلك الفتاة ... وهى التى كانت كالمغفلة حينما أبدت وقتها موافقة للذهاب الى سوق تجاري مع صديقاتها ، كل تلك الأيام لم تعلم شيئا حتى ذهبت اليوم للمطعم الذي تركته من فترة لتسمع مباركات لنزار عن زواجه المرتقب ، جزت على أسنانها وهي تهمس بحدة
- انا يا ماما ، تبعيني بالطريقة المقرفة دي ... ده انا حتي بنتك من لحمك وبنتك
المها قلب خديجة لرؤية ابنتها تعاني بتلك الدرجة ، الفتاة تثور من اجل كرامتها التى اهدرتها .. ابعدت عاطفتها الامومية وهي تراقب عيناها بتفحص شديد ، صاحت بلهجتها الاصلية حينما فقدت تهورها
- لك عم تعلي صوتك عليي
حدجتها بنظرة قاتلة وما تراه مجرد سواد فقط لتغمغم بحرقة
- انتى خليتي فى دماغى عقل ، مين اللى كان كل شوية تقول .. ابن خالتك انا اولى بيه ، ابن خالتك لما جيه مصر محتاج واحدة تهون عليه اللى شافه هناك ، ابن خالتك فى بلد غريبة بعيد عن وطنه ومعارفه ، اضطر يسيب بلاده وبيحاول يثبت مكانه على أرض غريبة عن وطنه
دارت حول نفسها عدة حلقات وهي تتابع بهمس حانق
- ابن خالتك موعود ليكي يا بيسان من اول ما اتولدتي ، ابن خالتك هيجى فى يوم ياخدك من مصر تعيشي مع خالتك اللي عمري ما شوفتها وش لوش ، مجرد تليفونات ومقابلة على الكاميرا
همست خديجة بصرامة شديدة وهي توقف هذر ابنتها وماضي تحاول اغلاقه
- بيسان
التفت الى والدتها وهي تتابع تعد بأصابعها ما كانت تسمعه فى اذنيها يوما
- ابن خالتك يا بيسان ربنا وفقه وفتح مطعم غير مطعمه اللى ادمر هناك ، لازم تكوني جنبه .. لازم يحس انه انك انك مميزة مش ده كان كلامك ، انتو اللي بنيتوا امال مزيفة انتي وخالتي
اقتربت منها وهى ترتجف غضبا وحنقا ، صاحت خديجة بصرامة شديدة
- بيسااان بيساان اهدي
اتسعت عينا بيسان بجنون وهي ترمق والدتها لثواني قبل أن تهمس
- أهدي !! ... أهدى !! ، طيب خالتى عشان بتحب ابنها وبتمني سعادته رغم انها بتشارك فى الجريمة اللى عملتها فى حقى ، لكن انتى يا ماما
اقتربت منها وهي تحتضنها هامسة بهدوء مررة يدها على شعرها
- روقي حبيبتي فترة وبتعدي ،أنت من طريق وهو من طريق ،انت يلي كنت رافضة تقربي منو منشان ماتبينيلو انك مدلوئة عليه
هل تذكرها فى بداية الأمر حينما رفضت الانجراف للتيار !! ، ألم يسحبانها سحبا لذلك التيار هي وخالتها ، استمعت بذهن مشتت الى همس خديجة
- والله فترة وبتعدي يابنتي انا آسفة ،بكرة بجيلك ابن الحلال يلي بيسر ألبك وخاطرك
التفتت بيسان وهي تقول بجفاء
- مش هسامحك على العمر ده وانتى عيشتيني فى حلم
جحظت ملامح خديجة وتخشب جسدها لتهمس فاطمة حينما تعمقت بنظرات عينا بيسان المليئة بالغضب والحنق فقط
- انتى ماحبيتيه لنزار
هزت بيسان رأسها نافية لتهزها خديجة من ذراعيها وهي تصيح بحدة
-افهمي انتي ماحبيتيه يابيسااان
مال رأس بيسان وهي تغمغم ببرود
- مش خلتيني اعيش فى وهم حبه ليا ، وانه كلها مدة و هيجيلي
جحظت عينا خديجة وهي تهز رأسها نافية
- لا لا ، انتى اكيد
قاطعتها ببرود شديد وهي تغمغم
- ماما ، خلاص .. اعتقد اخدتي قرارى من سنين ، ابعدى عنى
توجهت نحو غرفتها لتغلق الباب خلفها موصدة اياه ، لحقتها خديجة تنعي حظ ابنتها العثر وتلعن غبائها وما وصل لحالة ابنتها بسببها لتهمس بقلق
- بيسان
ظلت تطرق على الباب عدة مرات ، تستميلها بعطف أمومي لتستمع إلى صراخها
- مش عايزة حد فيكم ، مش عايزة حد فيكم ، اطلعوا برا حياتي
انهمرت دموع خديجة الحبيسة من ماقيها ، غمغمت باختناق
- بنتى ، استني يابنتي يا نور عيوني افتحيلي الباب وخلينا نحكي
وصلها ردها القاطع وهي تجذب خصلات شعرها بحدة
- مش عايزة حد ، ابعدى عن حياتي
انهار جنونها لتسقط خائرة على الارض وهي تبكي بانهيار تام ، ما ذنب حياتها هي لتتدمر بتلك الطريقة ؟
ما ذنبها انها استسلمت بضعف رغم عنها لحديث والدتها وخالتها؟
ما ذنبها انها منذ وعيت فتاة وجود عريس مترقب سيأتى لأخذها من منزلها ؟!
تمتمت بضعف وهى تستند برأسها على الجدار
- دمرتوها
******
استيقظت اليوم منتعشة ، دللت نفسها فى الحمام لأكثر من ساعة رغم عملها المتراكم ذلك اليوم ، ذلك الدلال لا تحصله عليه سوي فى يوم يتيم وباقي الايام تقضيه خارجا للاهتمام بعملها ، حالما خرجت تفاجئت برنين هاتفها ، تعجبت من الذى سيتصل بها فى الصباح الباكر ، غير معقول أن تكون نجوى .. لكن لؤي يتصل ، كان شيئا غريبا فى بادئ الامر ، تعترف رغم وجهه العابس إلا أنه لبق الحديث .. بل حتى وتصرفات والدها الطفولية إلا أنه تعامل برحابة صدر ، ما ان انهت الاتصال فتحت خزانتها وهى تنظر الى ثيابها العملية من قميص وبنطال وسترة باختلاف الوانهم ، امتعضت شفتيها وهي تنظر نحو حقيبة سفرها التى حضرتها أمس للسفر ، لتغلق خزانتها وهي تدلف نحو غرفة الثياب تخرج من خزانتها المحظورة تنورة واسعة باللون الأسود ارتدتها وهي تنظر نحو المرأة بمرض شديد لتسحب معه بلوزة برتقالية اللون ، لون دافئ جعل بشرتها تلتمع بتوهج ساحر .. ابتسامة ناعمة غزت شفتيها وهي تضم اطراف بلوزتها داخل تنورتها ترتدي حذاء برتقالي ذو كعب مرتفع ، خرجت من الغرفة وهي تجلس على طاولة الزينة تطلق أسر خصلات شعرها اليوم ، ألم تتم خطبتها وتعتبر عروس ؟!!
ألقت قبلة عابثة فى الهواء وهى تخرج من الغرفة بعد فترة من قضاء وقت فى وضع بعض لمسات انثوية لصباح مرهق ، هبطت من الدرج وهي تدندن بصوتها الشجي لاغنية من صباح
تعثر لسانها وهى تراه يقترب منها بابتسامة هادئة ، صمتت وهي تهبط اخر درج لتنظر اليه بهدوء شديد ، بدد من الصمت وهو يغمغم
- صباح الخير
هزت راسها بهدوء شديد لتهمس
- صباح الخير
راقبها عاصي متعجبا من تغير بناطيلها لتنورة فضفاضة بالكاد تغطي ركبتيها ، غمغم بهدوء
- الف مبروك على الخطوبة
تمتمت شادية بمهنية شديدة
- الله يبارك فيك ، سعدت انى اتعرفت عليك يا استاذ عاصي
هز عاصي ليتمتم بنبرة غامضة
- العفو يا استاذة ، بس خليني اقولك انك متعرفيش عنى حاجة
تجهمت ملامحها للحنق ، هل عاد لممارسة سيطرة اعصابها مرة أخرى ، زفرت بحدة لتمتم
- ومين قال انى عايزة اعرف ، اخيرا اقدر اتصرف بحرية وملاقيش حد فوق راسي
هز رأسه متمتما
- اتخلصتي منى بسرعة يا شادية
ثم تابع قائلا بجمود
- على العموم ، انا جيت للأستاذ معتصم .. الف مبروك وياريت يكون القرار اللى اخدتيه تكوني راضية عنه ومترجعيش تندمى تانى
اشاحت بيدها مودعة قائلة ببرود
- مع السلامة
شيعها بنظراته وهو يراها تلتقط هاتفها لترد بنبرة عملية
- ايوا يا نجوى ، لا اسبقيني انتى على الفندق ، فيه شوية حاجات هخدها من المكتب ، جيجي هي بنفسها التي هتستقبله ، متخذلنيش يا نجوى ، الشغل ده مهم
ابتسم عاصي وهو يهز رأسه متمتما
- هتفضل زي ما هي
تابع طريقه نحو مكتب معتصم الذي طالبه فى الصباح ويدعو الله أن يأتي يوم تتخلى عن وجهها العملي البارد .
...
طرق عاصي غرفة المكتب ليستمع الى صوت معتصم السامح له بالدخول ، دلف بابتسامة دافئة ليتمتم
- صباح الخير يا فندم
هلل معتصم بابتسامة مرحبة وهو يترك عصير البرتقال الذي يتجرعه بحنق بعد تخلص شادية من عبوات القهوة ورمي أي أدوات خاصة بداية من ماكينة القهوة إلى كنكة القهوة لأقرب مكب نفاية ، احتنق بضيق .. بل ألقته فى مكتبها تلك الماكرة تتجرع منشط السعادة وهو يتجرع اليوم البرتقال عوضا عن اليوم السابق من مشروب أخضر لا يعلم كنهه طعمه ، صاح بهدوء
- تعالى يا عاصي اتفضل
تمتم عاصي حرجا وهو يجلس على المقعد أمامه
- مش عايز اكون بزعج حضرتك
عبس معتصم ليتمتم بحنق
- ايه اللى بتقوله ده يا عاصي ، ده انا بعتبرك زي ماهر ابنى
وحالما ذكر ابنه ، تساءل بفضول
- هو كابتن ماهر محضرش الخطوبة ليه
تجهمت ملامح معتصم بحنق شديد وهو يتذكر الشاي ايضا تخلصت منه وذهب الى مكتبها ، شادية تتصرف كما لو انها زوجته الراحلة رحمها الله ، حتى عبوات الشاي حظرتها من دخول المنزل والقهوة وشددت بحزمها الحانق للحارس بعدم سماح لشيء من هذين الاثنين لهذا البيت ، وإن أتى فليرميه لأقرب مكب نفاية ، تمتم بحنق شديد وهو يفكر حاليا بالتخلص منها وتزويجها
- وهو اللى حصل ده تسميه خطوبة ، عموما انا قولتله ميحضرش لانى عارف الموضوع مش هيتم
تعجب عاصي من ثقة معتصم من علاقة شادية بـ لؤي ، طالما هو مختلف عنه في طريقة التفكير .. غمغم بنبرة بها بعض الدهشة
- للدرجة دي يا استاذ معتصم
ابتسم معتصم بحنين وهو ينظر نحو زوجته الراحلة في الإطار الصغير الموضوع على سطح المكتب وبجوارها ابنتيها يلفان بذراعيهما حول عنقها و ابتسامتها المشعة جلبت ابتسامة لشفتيه ، واطار اخر يجمع امرأته وابنه ماهر ..همس بنعومة
- شادية عاملة زي المدام الله يرحمها ، بتاخد اغبي قرارات في حياتها ومتسمعش النصيحة من حد
تمتم عاصي بهدوء ونبرة عملية
- لانها خايفة
ضيق معتصم مرددا الكلمة باستهجان
- خايفة ؟
أومأ عاصي مواقفا ليرد بهدوء
- خايفة تضعف .. شادية خلال تعاملى معاها ، عندها ضعف مشاعر وبتتأثر بوجود أى راجل ممكن يشكل تهديد حواليها
عصف القلق فى ملامح معتصم لينظر بشك نحو عاصي وخشي أن حدث يجعل عاصي يصاب بالحرج من ابلاغه ، قاطعه عاصي بحزم شديد
- متقلقش ، بنت حضرتك بتعرف تلزم اى حد حده ، اسألنى انا
هز معتصم رأسه حانقا ليتمتم
- طب وايه الحل ؟
أجاب ببساطة شديدة
- تلاقى اللى يحبها بجد ، مستعد يضحي بحياته عشانها ، شادية حتى لو بتتصرف من عقلها وبدور على علاقة هادية .. ده ميمنعش الجانب العاطفي منها ان الراجل قدامها يحسسها انها فعلا مهمة فى حياته
استهجنت ملامح معتصم ليغمغم بسخرية
- والله مبقتش عارف بقيت دكتور حب ولا دكتور نفسي يا عاصي
رفع عاصي عينيه وهو ينظر إليه بنظرة ذات مغزى ، يتذكر من أكثر من عام عرض عليه صفقة مربحة من طرف يمارس عمله كطبيب ومن طرف آخر يعمل وظيفته الثانية "حارس شخصي " تحت الطلب ، تلك الكلمة تقع على اسامعه مختلفة بعض الشئ ، جميع من يخالطهم بعيدا عن مجال عمله كطبيب ينادونه استاذ حتى الحى تناسوا انه طبيب وبقى لفظ استاذ ملتصق باسمه ، تمتم عاصي بنبرة ممتنة للرجل الذى ضمه تحت جناحه لفترة وهو يعتبره كأبن ثاني له
- استاذ معتصم ، شادية اللى من سنها كانت بتكره وجود راجل يبقي حواليها دلوقتي عندها قابلية انها تتفاعل معاهم ، متنساش حضرتك الشغل اللي بتشتغله ده واقع تحتها فوق خمسين راجل على الأقل تحت اشارتها.
عصف القلق قلب الوالد رغم كل ما يبثه عاصي من اطمئنان ، يقسم أنه لم يكن ليترك عاصي عن العمل إلا أن عاصي اخبره انها بطريقة قدرت على تجاوز محنتها ، رغم انه قابعا فى مكان ما فى جسدها لكن قادرة على التغلب عليه ، تمتم معتصم بخشية
- لكن انا لسه خايف عليها ، مكنش ينفع تندفع بالطريقة دي ، مش لؤي .. كائن غامض ومشاكل عيلته معقدة خايف تتأثر وتنتكس تانى
تمتم عاصي بعقلية شديدة
- شادية واعية اللى بتعمله ، مين عارف .. ممكن يكون نصيبها وممكن يجي نصيبها
تمتم معتصم بشرود شديد
- عارف لو جيه حد عايز يتجوزها منى عشان اخلص من لؤي هوافق فورا
مال عاصي بابتسامة مبتهجة وهو يغمغم بمشاكسة
- اهم حاجه يكون بيحبها
انتبه معتصم لنظرات عاصي الدافئتين وذلك الوهج المظلل لحدقتيه ليضيق عينيه وهو يتمتم بمكر
- قولى صح ، شغال تقول حب من الصبح ، خير غزالتك رايقة النهاردة
زادت عينا عاصي توهجا ليخفض عينيه وقد احتقن أذنيه حرجا من مشاعره التي أفصحها لـ أبيه الروحي ، استقام معتصم مهللا بفرح وهو يقترب منه بفضول شديد
- لا متقولش ... مين ؟!
تمتم عاصي بنبرة مشاكسة
- واحدة شوفتها امبارح ، لكن مش عايز حضرتك تقول لتوحة ، انت عارفها ما هتصدق تروحلها
انفجر معتصم ضاحكا وهو يجلس على المقعد المواجه له ليربت على ساقه وهو يتمتم
- سلملي عليها ، بنت مين ومن أى عيلة كانت هتتشرف بيك ، انت معدنك طيب ، زمن الرجولة مبقتش موجودة
لمعت عينا عاصي وهو يقترب من معتصم قائلا بنبرة غامضة
- هلزمك بكلامك ده يا استاذ معتصم
لمعت عينا معتصم وهو يعلم أن عاصي لا ينطق كلامته عبثا ، وعد كهذا سيلزمه كالطوق في عنقه ، إلا أنه ما فعله لابنته الكثير حقيقي ... لمعت عيناه بامتنان وهو يهز رأسه موافقا ، ليستقيم عاصي واقفا وهو يتمتم بنبرة هادئة
- هشوف حضرتك بخير
استقام معتصم من مقعده وهو يصيح بحنق
- ايه يا ولا انت فاكر نفسك رايح فين ، انت هتشتغل معايا ، انت نسيت من زمان انى كنت هعينك عشان تساعدني .. صحتي مبقتش زمان يا عاصي
تمتم عاصي بهدوء شديد
- ربنا يديك طولة الصحة ، لكن هستأذنك لفترة راحة قبل ما اشتغل
هز معتصم رأسه بتفهم شديد ليتمتم
- طيب يا ابني ، ربنا يوفقك فى شغلك
شيعه معتصم بنظراته حتى اغلق باب المكتب ، بقى وحيدا يفكر كيف سيصبح ذلك البيت ساكنا بعد مغادرة شادية لرحلة عمل وسحب جيهان معها بحجة أنها رحالة ، ماذا تظن شادية شقيقتها صاحبة الأسلاك تلك انها تنافس ابن بطوطة مثلا ؟!! ... حينما عاد لمقعده وجد كوب العصير ما زال نصف ممتلئ لتلتمع عيناه بخبث ، بل سيغادرا وسيعبث هو مع قهوته الحبيبة كل صباح ويستميل الحارس لصالحه .
******
لوت جيهان شفتيها بحنق وهي تبتسم باتساع ، ابتسامة حمقاء تبرز اسنانها البيضاء وكأنها فى إعلان لإحدى شركات لمعجون اسنان .. تطحن ضروسها بحنق ، وبداخلها تتوعد لشقيقتها .. تقسم انها ستثأر منها .... هى جيجي السويسري ، صاحبة الترندات الأولى على مواقع التواصل الاجتماعى ، أول امرأة عربية رحالة فى شتى أنحاء البلاد .. بل وعقود الشركات لمستحضرات التجميل التى تأتى لها لاهثين ارضاءا لشروطها الإجبارية المتعنتة .. تقف أمام صالة خروج المسافرين تحمل بطاقة شركة عالمية ،مصور عالمى تعلمه جيدا لكن لم يصدف لها التعامل معه سابقًا .. تذكرت حنقها منذ الصباح حينما اتصلت شادية تخبرها بعملية باردة أن تنتظره وتحسن استقابله وحينما سألتها عن وصفه لتعلمه بدلا من الوقوف كالبلهاء فى المطار أجابت شادية ببرود
- هيكون زي أي أجنبي يا جيهان ، مش بعيد يكون راجل داخل الخمسين ، مستصغر نفسه و صابغ شعره .. او يكون شاب طايش اهوج ، قصير فى الطول وملامحه فيها غرور ولا كأنه بيتفضل علينا ، اقرع بردو .. ومهووس بمعداته ، ممكن هيقرفك بطلباته ولا كأنه ملك هارون فى زمانه ، او ممكن تلاقيه اشقر بوشوم مقرفة على جسمه .. حاطط على ودانه حلقان ولبسه ممكن يكون قميص وشورت بس ادى اللى اقدر افيدك
انفجرت جيهان ضاحكة بسخرية ، اسم المصور الحقيقي لا هى تعلمه ولا شقيقتها .. بل اكتفت بكتابة اسم شركته لتلوي شفتيها بحنق وهى ترى وفد المسافرين يخرجون من الصالة ، أين ذلك الأحمق
قصير البنية .. أصلع الشعر .. اشقر .. بوشوم على صدره و ذراعيه ، بثياب مهرجين مضحكة ، رفعت عيناها فجأة وهى ترى تقدم رجلا نحوها جعلها تزم شفتيها بحنق ، تقسم لو جاء للمغازلة ستوسعه ضربًا ..
زفر حانقًا وهو يحاول استعادة صفاء عقله بعد ساعات طويلة قضاها فى جسد معدنى متحرك ، كل ذلك بسبب زفاف ممل .. بل وسيتعامل مع منظمة زفاف نزقة ، عملية ، باردة ، اربعينية ، ذا جسد مترهل وملئ بالدهون .. هو .. هو ترك نساء الفاتنات وسيقانهم الفتاكة ، ضغط على اسنانه بحنق .. وهو يتذكر معداته وباقي فريقه سيأتون بعد يومين وهو من المفترض أن يقابل منظمة الزفاف وتغير بعد النقاط التى يراها متحكمة .. بل لها السلطة العليا بتحكمه ، بالله منذ متى يدع امرأة تحكمه .. لو كانت شابة ربما سيجعلها تتأثر برجولته ويمارس بعض سحره عليها .. لكن كلمة عربية استوقفته ، لن تجعله يتمادى ، على الرغم انه أتى لمصر للمرة الأولى للعمل جعله يتوتر وهو يتفحص بتعجل حانق بين اللوحات باسم شركته .. ليراها
انفرجت عن شفتيه راضية وهو يتقدم نحوها بابتسامة يعلم تأثيرها على النساء ، يربت على كاميرته الثمينة وعيناه بوقاحة وتمهل انثوي يتفحص كل انش بتلك المرأة الفاتنة ، يتفحص برضى من خلف نظارات عينيه القاتمتين ليستشعر برأسها المرفوع نحوه بعبوس شديد ، وحينما اقترب منها انفرجت عن شفتيه ابتسامة مغوية ليتمتم بلغة إيطالية
- مرحبا يا فاتنة
رفعت جيهان عيناها بتوجس وهى تجد جسد رجل فارع مهيمن عليها .. بعضلات جسده الضخمة وخصلات شعره السوداء المبعثرة لتمر عينها على تيشيرت زيتوني شبابي مبرزا باستحياء صلابة بنيته وأسفله بنطال جينز اسود .. لكن ما لفت انتباهها تلك الكاميرا التى يحملها حول عنقه وحقيبة ظهر سوداء ، هل هذا فقط ما اتى به؟!! تمتم بلهجة انجليزية
- عذرا يا سيد ، انا لست متفرغة لأى محاولات تودد .. انا فى انتظار شخص هام
انفرجت عن شفتيه ابتسامة شقية وهو يرى خصلات شعرها المجعدة التي تخفي ملامح وجهها الفاتن ليتمتم بلهجة انجليزية باردة
- إذا يبدو أننا سننتظر مطولا يا فاتنة ، فا انا اخر شخص فى تلك الطائرة
رمشت جيهان بأهدابها عدة مرات لترتد خطوة وهى تلعن غباءها ، لقد ظنته سائح .. اللعنة يا لغبائها
عيناها شملت بنية جسده وملامح وجهه الرجولية بافتتان انثوي ، وشكرت ربها انه ليس اصلعا ولا اشقر ولا يوجد على ذراعيه أي وشم .. انفجرت عن شفتيها ابتسامة ناعمة مغرية
- هل انت هو الضيف المرتقب اذا ، حسنا انا جيهان السويسري سأكون مرشدتك حتى وصولنا للفندق وبعد أن تأخذ قيلولتك ستقابل المديرة ثم فى صباح الغد أعدك ببرنامج سيعجبك للغاية
انفجرت عن شفتيه ابتسامة مرحة ، حسنا ربما يجب على فتياته فى الوطن ان تنتظره ، فـ هو سيحظى على متعة اكبر هنا مع صاحبة الخصلات المجعدة والعينان اللامعتان
تمتم بنبرة خشنة وهو يمد يده ليغمغم
- ناديني سرمد يا فاتنة ، ومن الغبي الذي سيرفض عرضًا مغريا مثلك
ضاقت عيناها وهي تستشعر عبثه إلا أنها تمتمت
- مرحبا بك يا سيد سرمد فى مصر ، أنرت القاهرة
أشارت نحو نحو الطريق لتسبقه بخطواتها الرشيقة جعل سرمد تتسع عيناه وهو يرى سيرها كما لو انها عارضة ، لا تستعرض خطواتها .. بل يبدو طبيعيا جدا بدون ابتذال ، اقترب منها وهو يغمغم بنبرة ناعمة
- شكرا لك يا فاتنة
صمت بجمود وهو يخرج من المطار لتواجهه لسعات الشمس الحارقة مع نسمات الهواء الدافئة ، تنهد بيأس وهو يصعد سيارة تابعة لشركة تنظيم الزفاف ، عيناه تتابع بشغف شديد ودراسة ثاقبة نحو بعض الاماكن التى لفتت انتباه ليقوم باضافة بعض المناظر الطبيعية لمشروع خاص به بجانب الزفاف .. اذناه مرهفة السمع نحو صوت جيهان وهى تشرح باستفاضة ونبرة حماسية عن بعض الاماكن التي سترشده إليها فى صباح غد .. نصف ساعة مرت حتى وصلا الى الفندق .. ترجل من سيارته لتترجل جيهان من المقعد الأمامي وهى تتابع ثرثرتها اللذيذة عن موقع الفندق المميز .. الفتاة مبهرة حقًا .. متقدة الذكاء ، ويبدو أن منظمة الزفاف اجادت خيارها لتصبح واجهة مميزة لشركتها ...
توقفت عيناه لمنظر مغري للغاية ، سيقان ذو سمرة ناعمة لم يرى فى درجتهما قبلا .. ارتفعت عيناه بوقاحة نحو سيقانها العارية الأنثوية ليجد تنورة سوداء تعوق طريقه لمتابعة استمتاعه المغري .. التنورة الفضفاضة تسبح بحرية مع فعل الهواء لكن انامل طويلة انيقة تحد من عبثها .. ارتفعت عيناه نحو خصرها الدقيق لترتفع عيناه نحو بلوزة برتقالية منعشة من خامة الحرير لتشارك مع تنورتها العبث المرح ..
لمعت عيناه بوهج شرس ، ليري خصلات الداكنة واناملها تنتقل من تنورتها الى شعرها بغيظ شديد ، وكأنها لا تعلم ماذا تفعل لتوقف عبثهما ، أنامله هبطت بهدوء نحو كاميرته ليرفعها وهو يخزن صور تلك المرأة الفاتنة فى ذاكرة كاميرته ، عيناه بتفحص دقيق وهو يلتقط صورا نحو تنورتها وساقيها العارتين لترتفع نحو خصرها الدقيق ثم بلوزتها البرتقالية التى لائمت بشرتها برعب مخيف ، حتى وصل الى خصلات شعرها الساحرة .. بدى مبهوتا لثواني وانامله تلتقط صورا عديدة أكثر من المعتاد ، هل هذا هو سحر الشرقيات ؟ ، هل لهذا صديقه تزوج امرأة عربية وترك فاتنات الغرب ؟!! ، انتبه بدهشة نحو الفاتنة صاحبة الخصلات المجعدة التى اقتربت منها لتمنع عدسته وعيناه من التهام تفاصيلها ، اعاد رفع كاميرته عن عينيه لينظر بضيق وعبوس نحو بشاشة صاحبة الخصلات المجعدة ونزق ملامح السمراء ، هل هى صديقتها المقربة .. حسنا واذا فمهمته أصبحت سهلة ، سيقدر على الاقتراب منها اكثر .. قدماه قادت نحوهما واصواتهما تصله لاذناه لكن عينيه ترتكز على ملامح وجهها الفاتن بسمرتها الجذابة ، سمرة كتلك تدفع نساء شاحبات البشرة للحصول عليها ..انتبهت جيهان من وجوده لتمتم بعملية
- سيد سرمد ، دعني أعرفك بمنظمة الزفاف سيدة شادية ، هى المسؤولة عن تنظيم الزفاف
رأى اتساع حدقتى عينيها بريبة نحوه ليمد يده قائلا
- تشرفت بمعرفتك يا سيدة شاديااه
مطت شفتاه قليلا لاسمها لينظر نحو عينيها الباردتين وهي تضع يدها داخل كفه الضخم
- اهلا بك
تشبث بأنامله وارتفع إصبعه نحو نبض رسغها ليرى اتساع حدقتيها وهو يرمقها ببطء ، أنامله مررت على موضع نبضها ثلاثة مرات ليشعر بارتجاف جسدها ، اليوم هو يوم سعده حقًا
الفتاة ما زالت شابة ، أحس بتملل يدها لتفلتها لكنه لم يقدر على افلاتها وهو يرى معالم وجهها النزقة .. رفع كفها وهو يلتمس نعومته برقة شديدة يتعاملها مع النساء ليميل مقبلا ظاهر كفها بحرارة ليرفع عيناه مغمغما بإيطالية حارة
- دعيني أرحب بك يا سمراء بطريقة تليق بانوثتك المتطلبة لرجل حار المشاعر مثلى ليخرجها لعنان سماءه فقط
انمله ما زال يمسد نبض رسغها بحميمية جعل وجنتيها تتدفق بحرج وغضب ، عيناه رأت ذلك الشيء اللامع المتوسط فى بنصرها ليرى خاتم خطبة و بريقها الصارخ تكاد تبصر الاعمي ، الا انه ببرود شديد تابع بايطالية شديدة وهو يراقب جهلها وجهل التى بجوارها
- لا يوجد رادع لمنعى من اختراق محرابك يا سمراء الملامح ، صدقيني لا شيء على وجه الأرض سيمنعني من اختراق قشرتك الخارجية للتنعم بدفء انوثتك كما استشعرت دفء كفيك
ترك كفها أخيرا وهو ينظر بعينيه نحو جيهان العابسة ليتمتم بانجليزية
- هيا يا فاتنة ، قوديني نحو غرفتي .. أشعر بانهاك حار بعد ما رايته اليوم
هزت رأسها ايجابا وهى تنتقل بيعينها نحو شادية التى تسبه بوقاحة شديدة لترفع عينيها نحو سرمد الذى استدار بلا مبالاة ، وداخلها يقين ان ذلك الرجل العابث سيغير من حياة شقيقتها !!!
******
فى نفس وقت خروج سرمد من المطار ، غادرت آسيا وهي تجر حقيبة سفرها وجسدها الانثوى جذب عديد من اعناق الرجال ليشاهدوا سيرها المتبختر المائع ، عيناها الزرقاء الهائجة بوحشية تحذر جميع الرجال من الاقتراب ..
لم يصلها خطبة ذلك الضخم ، الشبية بعضلات هركليز سوى أمس ، كيف خدعها ذلك الاحمق ، الغبي .. كيف تم الأمر بسرية تامة ليفجر قنبلته فى وجهها وصحافة المدينة !!!
صبرا لؤي حتما سأقتص منك كل دمعة هطلت ، انت وعائلتك الغبية ، الساذجة ، جميعهم سيصبحون تحت قبضتي ولن ارحمهم بداية من غالب وتلك الحية التى تعيش فى منزلهم المسماة بجميلة حتى اخر فرد فيها .. ستجعلهم يتذوقوا طعم اليتم والاهانة .. لن تسمح لرجل مهما كان أن يؤثر عليها بضعف مرة أخرى ، لن تستسلم لتيارات الهوى الخادعة
صعدت سيارة اجرة وهى تخبر السائق المدله بجمالها نحو عنوان منزل يجب أن تزوره قبل الذهاب الى شقتها التى لا يعلم أحد عنها حتى شقيقتها ..
ابتسمت نحو السائق بلطف شديد وهي تغريه بمال وفير حينما يصل لوجهه شقتها بالنهاية ، اما السائق والعرق يتصبب من صدغيه ليتبلع ريقه لجمال تلك المرأة الوحشي وهو ينظر الى طريقه ويمني نفسه بما هو أكثر من تلك الاجنبية الملامح .. ترجلت من السيارة وهي تهبط من جذعها نحو النافذة لتبرز مفاتنها من خلال بلوزتها الحمراء التى تركت اول زرين محلولين
-شوية وهنزلك ، استناني
قالتها بإغواء متعمد والسائق جذبت عيناه نحو ثعبان الذهبي ملتف حول عنقها البض ، تعجب لدهشة من كيف إمرأة تخطو على جرأة شديدة لترتدي ما يشبه عقد على شكل ثعبان صغير لا يبرز سوى راسه وذيله ملتف حول عنقها ازدرد ريقه بتوتر وهو يتمتم
-عيوني يا انسه
ألقت غمزة عابثة وهي تتوجه نحو البناية السكينة ، نظرت للحارس بنظرة ذات مغزى التقطها هو ليعود جالسا على مقعده وتوجهت هى نحو المصعد ببرود شديد تضغط على الطابق المنشود ..
لحظات وغادرت لتقترب من المنزل وهي تقرع جرس الباب بهدوء شديد ، لم تتاخر الاستجابة لتقع عيناها على امرأة ذات عينين دافئتين وملامح وجهها تقدحان شررا ولهاثها يخرج من شفتيها
-مين انتي
صاحت بها تلك ذات الملامح الناعمة بصوت أجش خشن ، لتبتسم آسيا ببرود
-جاية اخد بنتي
همت فرح بإغلاق باب وجهها ، الا ان حذاء تلك المجنونة إعاقتها لتتابع ببرود
-جاية اخد شمس
-شمس مش هتتحرك من مكانها يا آسيا
جاء صوت رجولي صارم وهو ينظر نحو المراة بعداء شديد لتبتسم اسيا بتحدى شديد وهى ترى الفتاة متذبذبة بينهما لتتسع عيناها بظفر شديد
-مش هتقدر تمنعها عنى يا نضال ، ويا انا يا انت
عيناها مليئة بالتحدى والإصرار
تبدو انها لن تبرح من ارضها سوى الأخذ بما تدعيه هو حقها .. وإن كانت هى آسيا عزام
فهو نضال الغانم ، لا يسمح بمن يهتم به أن يبتعدوا عن نطاق دائرته !!.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close