اخر الروايات

رواية اترصد عشقك الفصل العاشر 10 بقلم ميار عبدالله

رواية اترصد عشقك الفصل العاشر 10 بقلم ميار عبدالله

 فصل العاشر

حينما صدر أصوات بوق الحرب
لم تحمل سيفًا لتحارب بشجاعة
بل اختارت الانزواء والاختباء .. للظفر بحياة
بدلا من أن تسقط مضجرة بالدماء
لكن سقطت أسيرة له
وصمتها المخزي ، جعلها توافق على إذلاله لها تحت مسمي العشق
"فرح الغانم"
حاولت
حاولت الهرب من فكاكه
لكنه في كل مرة يسحبها بقوة وضراوة للسقوط في جحره ، الأمر يشبه بمحاولاتها النجاة من الغرق وهو يد عنيدة تمسك بساقها يدفعها دفعًا للأسفل .. المثير للضحك هنا .. جسدها مستسلم بخزي مقيت .. مستسلم بطريقة مثيرة للغثيان .
هزت رأسها بحركة عنيفة وهي تطرد صورته المثالية مع صغيرته شمس ، التي تتحدث بتقطع لذيذ .. الغريب في الأمر أن الفتاة لم تنطق اسم " ماما " ولا مرة فقط في مكالمات الفيديو مع والدتها الأصلية .. وعلى ذكر مارية اختنقت انفاسها بضيق
تتخيله هو .. يعاشرها كما يفعل معها .. يلمسها كما يفعل معها ، تذوب بخجل أنثوى من خشونته تجعل جسدها يستجيب بهدوء وسلاسة غريبة ، رغما عنها تجن
هي تغار .. تلك الغيرة لا تقدر على وأد ذلك الشعور .. الأمر اشبه بنبش في اطراف جسدها .. عضت على طرف شفتها السفلى وهى لا تقدر على القراءة فى كتابها الدراسي أكثر من ذلك ، ستخرج من جو البيت الغريب..
عقلها يعود لأيام حينما استخدمت اسلحتها الانثوية لدحر غيرته التي لن يعترف بها حتى الآن ، هو ينكرها كما ينكر علاقتهما الوطيدة ويضعها تحت مسمي اعتياد .. لكن إلى متى ؟
إلى متى سترتدى قناع الضعف والذعر ، لا هي أصبحت كما فى الماضي ولا هو ظل كما هو
كلاهما تغيرا .. ارتسمت ابتسامة ساخرة ، ستنتظر الوقوف على أرض صلبة للخروج من حياته .
ليس ذنبه أنه لن يقدر على اعطاءها شيء غير قادر على منحه لها ، ولا هى ستتحمل نوباته المخيفة تحت اسم الحب .
دفن نضال وجهه فى عنق شمس لتتحسس الصغيرة من لحيته الخفيفة منفجرة بضحكات عالية متنفسة بتقطع
- با ... با
مال بشفتيه نحو جبهه صغيرته هامسا بضعف يكشفه لها
- يا روحه يا شمس ، مش عايزك تزعلى منى لما تكبري .. الحياة مكنتش عادلة معايا .. ولما جت تديني حسيت انى مش قادر اغامر ، اغامر من جديد واخسر نفسي واضيع عمر من تاني
صمتت شمس وبعينيها الذهبية الشبيهة بعينيه اتسعت عيناها وهى تراقب ملامح وجه ابيها المتألمة ، اقتربت تلمس بكفها وجنة ابيها بحنان فطرى جعل نضال ينتبه للصغيرة وهى تهمس بتعثر من شفتيها الصغيرتين لترتسم ابتسامة على شفتيه وقال
- ايه رأيك ؟ .. اغامر من جديد ؟ ولا استكفى بيكى ؟ .. ولو اكتفيت بيكي هتمشي ولا هتبقي معايا واكون خسرت كل حاجه
زمت الصغيرة شفتيها وهي تهز رأسها بالإيجاب ثم بالنفي جعل نضال ينفجر ضاحكا من تمتماتها المتعثرة السريعة ، كأنها تعاقبه على عدم فهمها له لتفعل المثل .. قبل وجنتها وتمتم
- طلعتي مش سهلة ، زيها
اراح رأسه على الحائط واضعا الصغيرة على حجره تلعب بشاربه ثم وجنتيه .. ارهفت اذناه السمع لصوت كعب حذائها العالي لتتشنج عضلات فكه بغضب وحاسة الانف التقطت عبير عطرها الناعم ، عيناه تأملت قدها الممشوق بفستان أصفر فاتح صيفي يصل الى نهاية ركبتها وذراعيها مكشوفة بوقاحة شديدة ، تعطي للجميع لمحة عن نعيمها الخاص وهو الوحيد الأولى به ... صاح بنبرة صارخة وهو يستقيم من مجلسه
- رايحة فين يا مدام
ادارت فرح بوجهها نحوه ببرود ظاهري شديد لتمتم بنبرة عملية شديدة
- رايحة شغلى
مال بشفتيه مقبلا راس الصغيرة قبل أن يضعها فى منطقة الالعاب المخصصة لها ، ليقف بشموخ امامها قائلا بنبرة ساخرة اعتادتها
- ويا تري المدام اللى بتروح الشغل ، واخده بالها من بيتها ودراستها
رفعت فرح حاجبها بتعجب ، هل تلك المرة تستسلم تذمر منه ؟ مرت اناملها على خصلاتها الحرة لتجيب ببرود
- انا مليش علاقة بأى حاجه في البيت ، ودراستي انا عارفة انا بعمل ايه كويس .. والاهتمام الغريب اللى بتعمله ده يا ريت تبطله
هز نضال رأسه ليقترب منها بخبث شديد وهو يقول بنبرة هادئة تستدعي الريية
- مصرة يا فرح تلبسي شخصية مش شخصيتك
رفعت راسها بحنق وقالت بحدة
- مين قالك
صاح بنبرة هادرة ، وقد اكتفى حقا من صمته لها .. هل تظن صمته دلالة على ضعفه .. ابدا .. سيربيها تلك الوقحة حتى تخرج بثوب فاضح مخزى خارج المنزل
- فرح
عقدت ذراعيها على صدرها وعيناه هبطت تدريجيا ليلاحظ بروز منطقة الصدر بطريقة .. طريقة وقحة مثل فستانها ، مراجل غضبه تفور بثورة وهو يجز على اسنانه بسخط .. يحاول عابثًا تهدئة روعه وغضبه .. هو منذ تلك الليلة الصاخبة مختبرا نعومتها وهشاشتها وقوتها الانثوية الجديدة صمت ، صمت واندمج ليصل إلى اعماقها ويعري تلك الصلابة التي اكتنفتها غير ملاحظا انه عرى لها روحه .. مرر يده على خصلات شعره ليصيح بحدة ونفاذ صبر
- فهميني عايزة ايه ، شغل اللف والدوران ده انا مبحبهوش
ابتسمت .. ابتسامة مقيته لا يعلم هل تعلمته في عملها أم هو لم يعلمها جيدًا ، اقتربت فرح بهدوء شديد حتى صارت على بعد شعرة منه ، مالت برأسها وهى ترفع اناملها تعبث فى أزرار قميصه قائلة
- انت عايز ايه منى يا نضال ، فيه ايه منى لسه مخدتهوش
يداها تجرأت لتلمس عضلات صدره وذراعيه وهو واقفا بصلابة شديدة دون ان تتأثر عيناه من حركاتها الانثوية البائسة لتؤجج اشتعاله ، امسك كفها بقوة بين انامله جعلها تصدر تأوه مؤلم .. لم تتأثر معالم وجهه وهو يمسك يدها الاخرى ليفتح ازرار قميصه ويديها المرتجفتين سكنت على صدره العاري بعدما تخلصت من قميصه بمساعدة انامله الحازمة ليتمتم
- كتير
اعتقل خصرها لتشهق بدهشة وشفتيه اخرست شفتيها والجم عقلها ليخدره لدقائق ... استباحت يداه للتخلص من فستانها لتمرر انامله بوقاحة اسفل نسيج فستانها لترتعد وعيناها تتسع بقوة وهى تحاول ان تجابه طوفانه الهادر الذى أتى دون أدنى إنذار ، عيناها بذعر انتقلت للصغيرة التى تولي لهما ظهرها وهى مندمجة مع العابها .. حاولت الفكاك منه .. لكن قوته ادحضت مقاومتها وهو يدفعها بحدة نحو الحائط
قبلاته متلهفة ... مشتاقة بجنون ، وهو يتركها تتخبط من بين نضال السابق والحالي ، انكمش جسدها حينما استشعرت برودة الحائط خلفها لتفتح عيناها بجحوظ حينما انتبهت الى نصفها العلوى شبه العاري ، انزلقت عيناها نحو فستانها الذي يتخلص منه الا ان يديها تشبثت بفستانها بقوة تحت الحاح يديه
زفر نضال بحرارة وهو يحرر شفتيها من أسره ليدفن وجهه في عنقها البض يقبله بتلهف شديد ، يستمع الى انينها الهامس باسمه وهذا لا يزيده سوي ثورة .. امسك عنقها بقوة جعلها تشهق بألم لتنكس عيناها ارضا بخجل لنفسها ، قبض نضال بأنامله على خصرها العاري يهدأ جحيم نيرانه المستعرة بشوق لوصالها ، وتجربة جنون جديد آخر معها ، لكن عقلها يرفض والدليل تمسك يداها بفستانها الملفوف حول ساقيها .. استمع الي همستها المتحشرجة
- انا يئست انك تتغير معايا ، خلي عندك شوية رحمة وتسيبني احاول اعيش
مرر نضال انامله على خصلات شعره ، وهو يستعد لشجارها الذى لم تنساه .. تمتم بحدة
- بالطريقة دي ، انتي بدمري نفسك اكتر
من هو حتي يتحدث معها بتلك الطريقة ؟
أليس هو الوحيد الذى حطم احلامها وامنياتها
أليس هو من نبذ حبها ؟ .. ألم يخبرها أن الحب يثير به الاشمئزاز
أليست النساء فقط بضاعة لتسلية مزاجه ، وهو لم يمل منها ؟
أليس هذا كان حديثه .. ما الذى تغير به؟!!!
اعادت ارتداء فستانها تحت نظراته المثبتة على جسدها ، لا تعلم تلك الحمرة الغبية على وجنتيها ما سببها ؟ .. من يظنها خجلة من نظره لمفاتنها لا يصدق ما فعلته في فراشه تلك الليلة !!!
كانت فرح مختلفة .. فرح اكثر انفتاحا ، أكثر قوة ، تعلم قدر ثقتها وجمالها وهي رات فى عينيه ما لم يقدر على بوحه
التملك العنيف .. تشبثه بها حتى بعد شبعه منها .. لقد نامت بين ذراعيه حتى صباح اليوم التالي وحينما استيقظ على محاولاتها للفكاك من أسر ذراعيه شدد من قوته وهو يقبل شفتيها بقسوة .. كأنه يعاقبها على استيقاظها له بتلك الطريقة ، لكن ما فائدة ذلك إن كان تفسيره مجرد جسدي وليس روحي ؟!!
انفجرت صارخة في وجهه صائحة بانهيار
- انت مضايق ليه ، انا بدمر نفسي مضايق ليه ، انت دمرتني واذتني كتير بكلامك وسخريتك مني ومن حبي
تهدجت انفاسها مع ومرارة كالحنظل تحاول ابتلاعها والاعتياد على ذلك الطعم المُر ، لتهمس بنبرة فاترة من أى انفعال
- فيه ايه تاني يا نضال .. فيه ايه تاني حابب تدمره
اتسعت عيناه بحدة ، هل تلك طريقة انثوية ضعيفة تجره الى الأعتراف .. حسنا سينساق خلف بحار انوثتها الخادعة ، امسك مرفقيها بقسوة ليصيح فى وجهها
- انتي عارفة ان انا عمري ما معترف بالحب
صدر صوت بكاء شمس ، لتحاول فرح التخلص منه والذهاب اليها الا انه منعها متمسكا بها ، صاحت بحدة وعينيها مثبتة على ملامح الصغيرة الباكية
- حب ؟ ، لا انت ببساطة خايف مني
تصلب وجه نضال لتقترب فرح هامسه بنعومة شديدة
- خايف من حبي يا نضال ، بتحاول انك تكرهني فيك ، مش كدا .. شغل الحبس والضرب والاهانة عشان اطفش منك ، بس محذرتش مش سيبالك البيت .. ومش حبا فيك .. لان انا وانت فى النهاية ملناش غير بعض ، بس عيلتك بتحبك وعيلتي انا للاسف باعوني ليك
تشنج فك نضال وهو يطلق سراحها لتقترب من شمس وهي تسحبها الى احضانها ، تهددها برقة شديدة طابعة عدة قبلات على راسها حتي استكانت بعد بكاءها .. الهتها فى دميتها الصغيرة لتتابع همسها لنضال الواقف المتأمل لتصرفاتها
- تعرف حبيتك ليه .. حسيت جواك انسان عكس اللي بتحاول تبينه للناس ، انسان بيهتم باللي يهموه واللي حواليه حتي شمس اللي دخلت قلبت كيانك ، حسيت وقتها انى دخيلة لحياتك .. دخيلة ومكاني غلط
ارتفعت عيناها المعذبتان ... تخبره وجعها وألمها .. تشتكيه من قسوته وألمه وكلامه اللاذع الذى كان كسوط يجلدها دون أدنى رحمة لتهمس
- كلهم بتتأثر بيهم وبتهتم بسعادتهم وانا
لم يملك نضال سوى الابتسام فى ذلك الموقف ، اذا كانت هى قدرت على تعريته لتلك الدرجة .. ألم تحاول التعرف على جنونه منذ اكتشافه بخيانتها له ، عائلته تعامله كمريض نفسي يخشون تقلباته والقوا بفرح اليه لتصبح طعمهم ليعود الابن الضال فى كنف عائلته بعد سنين من عدم الإعتراف كونه ابن من امرأة فاسقة استمالت بعقل رجل غني متزوج ، واصبح هو نتاج تلك العلاقة .. هو حتى الان لم يبحث عن والدته .. فهى منذ البداية رمته لوالده ، لما سيبحث عنها الان ؟ أسينفجر فى وجهها ويعاتبها ويصرخ .. وماذا سيستفاد بالنهاية ؟
اتخبره سامحني بنى أم تقول له فعلت الافضل لك ولحياتك فقد اصبحت مثل أخويك ولك مكانة كبيرة فى المجتمع ، زفر نضال متنهدا ليقول بحدة
- لو مكنتش مهتم بيكي مكنتش جريت وراكي يوم ما قررتي زي الهبلة تروحي شقة دعارة
اتسعت عينا فرح بجنون ، همت أن تخبره ان تلك كانت خطة اخيه وقاص واخبرها انها فى حمايته ولن يسمها شخص ان ذهبت خصوصا انه دفع للمسؤول عن الشقة مبلغا وقدره لابعادها عن العين ، استمعت الى نبرته الساخرة وهو يفيقها من ماضي ليس ببعيد
- فاكرة وقت ما طلقتك ، اتفاجيء انك هناك ، ومع ذلك سامح ليكي انك تمارسي حياتك .. مأتمنك على بنتي ، مخليكي لحد دلوقتي على ذمتي ، تفتكري كل ده ليه
صاح باخر كلمة صارخا انتفض جسدها على اثرها ، زمت شفتيها وهي تمتم بصلابة شديدة منتظرة اعترافه .. تريد معرفة وقع تلك الكلمة التى كانت تنتظرها بيأس شديد
- عايزة اعرف ليه
بدى فاقدًا اعصابه ، متخليا عن سخريته ، وحده كلامته لم تصيبها .. بل يصيبها نحوه .. شعلة عينيه الثائرتين لم ترعبها رغم حذرها لتسمعه يتمتم بهدوء
- ببساطة عايزك فى حياتي
صاحت ببرود وهي تضغط عليه دون أدنى رحمه ، تعاقبه بقسوة كما يفعل ، لم ترحم تشتته وتلك النظرة الغاضبة بدلا من اخمادها تنفخ فى النار
- عشان بنتك
ارتفع حاجبي نضال وهو يرفع عيناه نحو فستانها ليقول ببرود
- بنتي بعرف اهتم بيها والدادة بتهتم بيها وقت ما تكوني برا
استرخى جسد فرح بهدوء شديد ولمعة عيناها تلمع بظفر شديد ، لتصيح بقسوة شديدة
- عايز تقول ببساطة مش قادر تستغني عني ، ولا عشان ترميني بكلمتين ارجع لتحت رجليك
لم ترغب بـ كلمات مواربة
تريده ان يكون صريحا كما يصرح بوقاحة عن خدمات ليلة تقدمها له
كما هو قادر على افصاح رغباته الذكورية ، ليعرى روحه بقدر ما عرت هي
عادت تلك الجملة البغيضة تعكر صفو انتصارها اللحظى
- بمزاجي سايبك انا
اشرقت ذهبية عيناه بوهج ذهبي ماكر ، يشبه التماع عيني الذئب لرؤية غنم ، غمغمت بضعف انثوي ماكر وخادع من الدرجة الأولى
- مستني اتأذي ؟
ابتسم نضال وهو يرى اساليبها الجديدة للهجوم .. أصبحت تعلم متى تشن هجوما ومتى تتراجع بعقلية ماكرة ، تمتم قائلا بجفاء
- لو عايز أأذيكي استحالة سيبتك تطلعي برا عتبة الباب
هزت رأسها بلا معنى وهى تتحرك نحو قميصه المرمي على الارض ، التقطته بخفة وهي تتوجه نحوه تجبره على ارتداءها ليرتفع حاجبي نضال بتعجب وهو يسمعها تمتم بهدوء
- وبعدين
تتبع خطواتها الحازمة وهو يضع كلا ذراعيه داخل القميص وترك مهمة غلق الازرار لها ، ارتفعت عيناها نحوه وهي تغمغم
- عايز نوصل لايه
مال برأسه نحو اذنها هامسا بمكر
-ولا حاجه .. اصل الهدوء جاي علي بالي الايام دي ، ما تيجي
قلبت عيناها بملل شديد وهى تهمس ببراءة شديدة
- اجي فين
وصلتها رسالته بها شرح كافى ووافى من عينيه ، لكزته بحدة على صدره لتمتم بحدة وهى تلكزه على صدره
- انا ماشية
اعادها مرة اخرى ممسكها بزندها ليتمتم
- اللي بعوزه باخده
لفت يداه حول خصرها وهو يدمر خصلات شعرها نهائيا حتي يمنعها من الخروج ، شفتاه توجهت باصرار نحو جيدها يغزر اسنانه بقسوة على عنقها البض .. تألمت فرح وهى تحاول ازاحة جسده .. الا انه تابع مصرا على عقوبة لا تعلم ما سببها
انتبهت على صوت رقع الباب لترتفع بوجهها وهو تتشبث بعنق نضال ليترفع ناظرا نحوها بعينين راغبتين ، مالت ب شفتيها تقبله بهدوء شديد وتملصت منه سريعا حينما شعرت بتخشبه المباغت وانطلقت نحو الباب تهرب منه وهي تسحب حقيبتها للخارج ، تفاجآت بوجود امراة صارخة الجمال
جمال وحشي ، بعينين زرقاء براقتين بمكر شديد
وملامح وجهها الانثوي الخادع جعلها تشمئز ملامحها قائلة بنبرة مهاجمة
- مين انتي ؟
تفاجات من ردها الوقح الشديد عليها وهي تتفحصها من رأسها لأخمص قدميها
- جاية اخد بنتي
الأ يكفى جنون ذلك الرجل بالداخل ، همت اغلاق الباي فى وجهها الا ان حذاءها اعاقها وهي تتابع بهدوء شديد
- جاية اخد شمس
صدر صوته الحازم الشديد
- شمس مش هتتحرك من مكانها
تحركت عيناها نحو نضال حينما اغلق اواخر ازرار قميصه واقفًا بصلابة شديدة وعيناه مهاجمتين لتعود بنظراتها نحو المرأة التي تلتمع عيناها بخبث شديد اخافها لوهلة وهى ترد عليه بوقاحة شديدة
- مش هتقدر تمنعها عني ، يا انا يا انت
صفق نضال يداه وهو يثينها على صلابتها امامه ليتمتم بوقاحة شديدة
- جراءتك حلوة ، خليكي قد كلامك
مررت آسيا بنظراتها نحو تلك الناعمة وعيناها تلتمع بالنفور الشديد والصلابة لتعود عيناها عليه
معذب فؤاد شقيقتها
ازادات ابتسامتها الخبيثة اتساعا .. وهى تقول بنبرة باردة
- ومين قالك انى مش قد كلامي
خطت عتبة المنزل بوقاحة شديدة وما زالت فرح تمسك بالباب ونضال ازدادت عيناه شراسة ليعتصر قبضة يده وكم ود صفعها الان وصفع تلك الوقحة الاخرى صاحبة الخصلات المجعدة ، صبرا عليهما .. استمع الى صوتها الوقح
- هي فين
صاح بنبرة ناهرة وعيناه تلتمع بقسوة مغلفة ارهبت فرح
- برا
ابتسمت اسيا ببرود شديد وهي تمتم ببرود وابتسامة مستفزة تزين ثغرها
- طيب يا نضال ، انت بتحب الطريقة الصعبة ، قلبتي وحشة على فكرا
اقترب نضال نحوها وهو يتمتم بصراحة شديدة
- اعلى مافى خيلك اركبيه
هزت رأسها نافية وهي تعود بنظراتها نحو فرح لتهمس
- تعرفي .. اكتر حاجه بتخليني حزينة ان الرجالة فاكرين ان احنا بنهدد من فراغ ، وميعرفوش ان لدغة الانثي بتقتل
علا صوتها وهى تنظر نحوه بتحدي ، جعل نضال يزداد سخطه وملامح وجهه تغيم بقساوة شديدة وهو يحاول ان يحافظ على انسانيه كي لا يقوم بصفعها .. ان طالت يداه تلك المتبجحة من اول صفعة ستسقطها ارضًا ، اختلج عضلات فكيه ويداه تغيم بجنون خطير وهو يسمعها تمتم ببرود
- عموما .. انا جاية اشوفها ، هي فين
تقدمت نحو الداخل وهي تتخطاه ليمسك معصمها بقوة ، انامله تضغط بقسوة على عظامها جعل عضلاتها تأن لكن وجهها كالجلمود تنظر اليه بأنفه شديد وعيناها تلمعان بقسوة تماثل قساوة عينيه الذهبيتين ، تمتم نضال بضراوة
- محدش فيكم هياخدها مني
شرست ملامحه وتحولت ملامحه للبرية أكثر ، مما جعل آسيا تفلت يدها التي ستنكسر لتصيح فى وجهه صارخة
- انا امها ، انا اللي ربيتها من اول ما ولدت
تقدمت للداخل واذناها تسمعان صوت الصغيرة ، نبض قلبها بضجيج مدوي وهى تسمع ضحكات صغيرتها ، هي من حملتها منذ ان ولدت .. هي من أسمتها .. هي التي رعتها .. حينما ارتفعت درجة حرارتها كادت تفقد عقلها وهى تذهب للمشفى خشية فقدانها ، زادت سرعة انفاسها وقدميها تتجه نحو مصدر صوتها لترفع عيناها الدامعة لتسمع صوت الصغيرة تهمس
- م ..ماما
تقدمت اسيا بتباطؤ وهى تهبط بساقيها لتجلس ارضا وتهبط لـ مستوى الصغيرة و فرح تتابع بصمت شديد نحو الصغيرة التي تعرفت بسهولة عليها ثم انهيار تلك المتبجحة ، ما سحر تلك الصغيرة لتمارسه على المتجبرين ؟ تساءلت بدهشة وهى تتابع بفضول شديد الى احتضان الأم لصغيرتها
مالت تقبل شمس بجنون ، وعيناها تجوبان ملامح صغيرتها التي نضجت عن اخر مرة رأتها ، دمعت عيناها وهى تحتضنها باشتياق وتشم رائحتها الناعمة لتهمس بصوت هامس نحوها
- ايوا يا روحي ، هي
رفعت انظارها نحو نضال الذى يضم انامله في قبضته ، عيناه حمراوان وملامح وجهه متجهمة لتهمس بنبرة ناعمة شديدة
- تعرف ان انا سمتها شمس ، الحاجه الوحيدة اللي كانت مخلياني اعيش علشانها ، هي بس
اطلق نضال سبه من شفتيه جعل فرح تتسع عيناها جحوظا اما اسيا لم تعبأ به ، جل اهتمامها على الصغيرة لتهمس وهى تنهض حاملة اياها بين ذراعيها
- اطمنت عليها ، بس هاخدها يا نضال
تلون الشرر في حدقتيه لتبتسم اسيا بمكر ليقترب منها نضال هاما بصفعها ، المرأة وصلت لحد اقصي معه لاحترامها .. وقفت فرح امامه وهى تقترب منه ممسكه بساعده تهز رأسها نافيه ، عض نضال على نواجذه ليمسك زندها بخشونة شديدة وهو يخرج كبته وحنقه من تلك الوقحة نحوها وهي الأخري تقربت من جسده لتضع ذراعها الاخرى تمسد ساعده التي لا ترحم عظامها ، صاح بحدة
- مكانها هنا ومش طالعة
مالت اسيا بشفتيها ساخرة الى تلك الصغيرة الهائمة بحب شخص مثله ، لم تصدق نهايته مع امرأة ليست من طينته ، مررت يدها علة خصلات شعرها وهى تقول ببرود شديد
- من سنة مكنتش تعرف عنها حاجه ، انا اللى كنت بروح وباجي من المستشفي لو حصلها حاجه ، انا اللي سهرت عشانها وقت ما مارية تعبت من الولادة ، وانت عملت ايه .. عشان اسمها بقى على اسمك خلاص فاكر انها بتاعتك
تحول صوتها من البرود للحدة الى متشنجة حارة سرعان ما اختفت لتصل للجمود ، زفرت متنهدة بحرارة وهى تميل بـ شفتيها مقبلة شمس المتعلقة بملابسها لتضعها مرة اخرى في مكانها وهى تتابع ببرود
- شمس جزء منك وجزء منى ومن مارية ، هنفضل متربطين لفترة يا نضال لغاية لما تحدد شمس بنفسها تقرر تعيش حياتها معانا ولا معاك
عيناها هبطت نحو ذراعه المتشبثة بساعد المرأة ، الفتاة تمتص طاقة غضبه وهى تتحمل منه ... لكن إلى متى ستظل تتحمل ؟!!
هزت رأسها منفضة تلك الفكرة وهى تتابع ببرود
- ولحد الوقت ده ، هنشوف بعض كتير
غادرت كالريح لتفلت فرح يدها بقسوة عنه وهى تنظر اليه بجمود
-قبل ما تمد ايدك على ست وقت غضبك اتعلم تفكر بعقلك ، المرة دي كنت معاك المرة الجاية ....
تركت كلمتها معلقتها وهى تغادر محيطه لتعود نحو غرفتها تغير ثيابها قبل المغادرة ، بقى نضال وحيدًا كما العادة
عيناه وقعت على الصغيرة التي تنظر في اتجاه مغادرة تلك الوقحة بأمل العودة ، ابتسم ساخرا
-مستعجلة على ايه هتيجي تاني
جلس على المقعد ليرخى رأسه وعيناه تنظر نحو السقف ، وصدي صوت أسرار تصله بتشوش
-الست محتاجه تحس ان الراجل بيحبها وميبخلش عليها بكلمة حلوة ، الست بس اديها حبة من الحب هتحول حياتك جنة .. انت بأيدك تصنع حياتك يا نضال يا تخليها جنة أو جحيم
اغمض جفنيه وهو يستمع الى صوت فتح باب الغرفة صاح بصوت مرتفع
-ارجعى اوضتك ذاكرى
صاحت برفض قاطع وهى تتوجه للخارج
- لأ
ما زال بنفس وضعيته غالقا جفنيه ليصيح بنبرة هادرة صارمة
- خشي اوضتك ذاكرى والا اقسملك بالله ما هتعتبي باب الشقة ، اتقى شرى النهاردة وروحي ذاكرى وسيبك من الهبل ده
زمت فرح شفتيها بحنق ، ليس خوفا منه رغم ارتعابها لكن قلبها الغبي يشعر بالهلع نحوه ، تمتمت وهى تجز على اسنانها بسخط
-ماشي يا ابن الغانم ، النهاردة بس مش طالعة
هز نضال وهو يلوى شفتيه بمكر ، ترى ما سبب عودة شقيقة مارية لمصر .. أى رياح اتت بها إلى هنا ، يوجد امر جلل .. لن يصدق ثورتها بعد كل تلك المدة بوجود شمس فى احضانه ، فتح جفنيه وعيناه تلمعان بمكر شديد
-وماله ومن امتى فيه حاجه صعبة على نضال الغانم
****
في مطعم الشامي ،،
تقدمت رهف بابتسامة رقيقة وهى تسلم على العاملين في المطعم بداية من الندل حتى توجهت للمطبخ وفي يديها تحمل حافظة الكيك التي صنعتها في فترة راحتها من المذاكرة ، لقد صنعت شيء خاص له .. رغم عدم نجاحها تماما لكن يكفى محاولتها المشرفة لتستحق وسام شرف .. ابتسمت وهى تحيي الجميع
- صباح الخير
اقتربت هنادي صديقتها منذ عملها في المطعم حتى بعد انفصالها عن العمل تتبادل الاحاديث معها ، صاحت هنادي بمشاكسة
- الجمال الاوروبي اللي دخل المطبخ ، يا صباح الجمال والورد والفل يا رهف
لوت شفتيها بحنق شديد وهى تمتم بحنق شديد
- ايه يعني بقيت مشوفكيش يا رهف
وضعت علبة حافظة الكعك على الطاولة وهى ترد على هنادى
قائلة
- اسفه والله يا هنادي ،انتى عارفة الدراسة والامتحانات مش مخلية وقت اني اعرف الاقي وجت واجيلك
لوت هنادي شفتيها بنزق لتمتم
- مقبول مقبول ، لكن زي ما بيقولوا من لقى احبابه نسي اصحابه
وبفضول أشد صاحت بحماس شديد
- ابدعتي ايه
ابتسمت رهف وهي تقول بفخر شديد قائلة
- كيكة كريم كراميل ، شوفتها على النت أي نعم مش نفس المنظر النهائي لكن طعمها يجنن
نظرت هنادي بأعجاب نحوها لتنظر نحو الكيكة والابتسامة انمحت من على وجهها ، عبست ملامح هنادي من رؤية طبقة سوداء على مقدمة الكيكة لتصيح بصدمة
- بتهزري ، رايحة للشيف تقدميله كيكة محروقة
صاحت رهف بمجادلة شديدة
- اولا خطيبي ، ثانيا عشان ميبنيش امال وطموحات لما يرجع من البيت يلاقي اكل زي المطعم ، لا هيتبهدل معايا
اتسعت عينا هنادي سرعان ما انفجرت ضاحكة لتهز رأسها يائسة لتهمس
- انتي مشكلة ، بس متجيش تعيطي زي زمان انا حذرتك
نظرت رهف بقلق نحو الكعك ثم نحو هنادي ، تذكرت ايام توبيخه وتقريعه حينما لم تقدر على عمل صنية مسقعة مثله ، ارتبكت ملامحها وهي تغطي الكعك متجه به نحو اقرب نفاية أو خزانة
- طب ايه ارميه يعني ولا ايه ، طب والوقت اللي قضيته وضيعت من مذاكرتي
عقدت هنادي ساعديها على صدرها حينما لمحت نزار وهو يتابع على بعد منها المشهد متسليا ، اشار للجميع الذين يتابعون المشهد بابتسامة خبيثة الا انه نظر نحوهم بصرامة شديدة ليعودوا الي عملهم لكن نظرات مختلسة يطالعون تلك الصغيرة غير عالمة بوجوده منذ أن قدمت للمطبخ
- محدش ضربك على ايدك
عضت رهف على شفتيها بارتباك وعيناها منصبة على الكعك لتهمس
- طب شوفي دي خبيها فى اي حته عشان محدش ياخد باله
انفرجت عن شفتيه ابتسامة وهو يجلى حلقه ليصيح بجدية شديدة واضعا كلا ذراعيه خلف ظهره
- شيف هنادي
وقفت هنادى بثبات شديد وهى تهمس بجدية
- نعم شيف
يحاول عبثا كتم الابتسامة من شفتيه وهو ينظر نحو ملامح اميرته المذعورة و محاولاتها لاخفاء الكعك الذى اعدته خصيصا له ليصيح بصرامة شديدة
- من امتي نحن قلبنا المطعم قهوة آه
تمتمت هنادي بنبرة عملية باردة ولم تقدر على منع عينيها من النظر بخبث نحوهما
- اسفه شيف
زجرها بعينيه بصرامة جعل هنادي تهبط رأسها ارضا ليصيح بجفاء نحو المذعورة كليا من نبراته الصارمة
- وانتي يا انسه
تهدجت انفاسها وهى ترفع عيناها الزرقاوان نحو عينيه لتهمس
- نعم
ملامحه العابسة جعلها تتوجس خيفة ان جاءت فى وقت خاطئ ، أو كره مجيئها الى هنا .. شهقت بفزع حينما صاح بصرامة شديدة ليمنع الهرج والمرج فى مطبخه
- شو يلي مخبيتيه ورا ضهرك
رفرفت بأهدابها وهى تنظر الى هنادي مصطنعة الانشغال بمطبخها لتهمس بنبرة خفيضة ناعمة
- اكله محروقة ، ثواني وهتترمي
كتم نزار تأوه حار وزبرجد عينيه تلمعان كالأجحار النفسية ليتمتم بصرامة شديدة
- جيبيها وتعي عمكتبي
وضعت رهف يدها على قلبها تستمع الى نبضاته الخافقة بدوى عنيف ، ربااه كم تكره وجهه المتسلط العنيف ، أين ذلك الرجل المليء بالعواطف ، تمتمت بحنق
- دايما بيرعبني
ارتعبت فرائصها من نبرته الصارخة
- يلا مابدي تاخير
حملت حافظة الكيك وهي تتوجه نحو المكتب بذعر
- حاضر
افسح طريقا لها للدخول وحينما دلفت اغلق باب مكتبه ليدير بجسده نحوها وهو يتمتم بهدوء شديد
- شو يلي جبتيه معك
رمشت باهدابها وهى تهمس بخجل شديد
- المفروض كيكة كراميل
امسك بحافظة الكيك بدلا منها ليتوجه بها نحو مكتبه ، تابعت رهف بنظراتها الى عينيه التى نظرت الى الكعكة بصمت مقيت ، يتفحصها يمينا ويسارا ، كادت تصرخ فى وجهه لا تكن كمهندس ينظر نحو اساسات العقار او كبائع يتفحص الثوب ، هى كعكه مصدرها الاخير المعدة .. اخرج ملعقة من درج مكتبه ليتناولها الا انها منعته قائلة
- بس مش مجبر يا نزار تدوقه والله ، انا يمكن خليت صوص الكراميل يبقي لاذع شوية ، لكن هعملك واحد جديد
وجه بنظراته الدافئة نحوها ليغمغم بنبرة عاطفية
- لك اي شي من ايديك الحلوين بقلب عسل ياعسل انت
اذابها حرفيا
الابتسامة البلهاء زينت شفتيها وهو يتذوق كعكتها دون ان ينغص شفتيه ، ارتفع نبضات قلبها وهو يتمتم
- امممم يسلم دياتك
شهقت مجفلة لتتراجع خطوة للخلف وهى تصيح بصدمة
- نـ نن نزار
تمتم نزار بهدوء شديد وهو يتناول قضمة اخرى ليتابع بنبرة ناعمة بصوته الشامي الذى سيطير بباقى تماسكها
- صحيح السكر حرئتيه شوي ،بس الكيكة طعمتا بتجنن
رفرفت اهدابها عدة مرات ،هل ما تسمع حقيقة ام تهلوس ؟! لأول مرة يعجبه شيء دون تذمر وتلك الوقاحة التى تعلمها منه ، وضعت كفها الحرة على جبهتها تتأكد من حرارتها لتهمس بتلعثم شديد
- ننن نزار ، انننت بتتكلم جد ؟
مال نزار براسه وهو يقول بهدوء
-ليش من ايمتا انا بجامل بهالشي
ارتسم ابتسامة ناعمة على شفتيه ليتمتم بحرارة
- هالايدين الحلوين رح بوسهن اصبع اصبع لك بكفي حبيبة ألبي عملتي شي من تحت دياتا ريتك تؤبشي ألبي ياكنافتي
الجمتها الصدمة وانعقد لسانها تحت اثر كلماته ، وجنتيها توردت وانوثتها تنتعش اثر كلماته لتهمس
- نزار
ضعف صوتها يقتله
نعومتها يدمره
ثيابها لوحدها ستفقد عقله
أين السبيل للنجاه من هلاكها ، اقترب منها وهو يصيح بنبرة فاقدة للسيطرة
- رهف منشان الله حاج تحكي اسمي بهالطريقة انا شوي تانية اعصابي معد تتحمل ورح اهجم عليكي واكلك بدل الكيكة يلي عاملتيها وفرجيكي شو عمل اسم نزار لما طلع من تمك
شهقت فزعة وهى تتراجع بخطوات متعثرة للخلف وهي تزجره بكلمات زاجرة
- نزار بطل وقاحة ، واتلم
وضع نزار يديه فى جيب بنطاله ليميل برأسه هامسا بتوعد
- اتلم ؟! ليش انت شفتي شي ياروحي من الوقاحة انت استني شوي عليي بس ياقطتي يلي عم تخربش
جحظت عيناها ومعانيه المستترة تنجلى من عينيه الوقحتين ، صاحت بهزة من راسها لتهمس بضعف يقتله
- لا لا اكيد ، بس بحط حدود ، اصبر ارجوك
ارفع نزار راسه نحو السقف ويتلمس الصبر الذي نفذ منه ، أى صبر تجبره للتحلى به واصبح مجنونا .. يريد الاقتراب اكثر
يخبرها عن جحيمه الخاص به ، لعلها تتفهم عذابه وترحمه
- لك انو صبر هاااد يلي عم تحكي عنه انا عم عد الثواني مو الايام مو مصدق ايمتا يجي اليوم لاحضنك وبوووووسك بدون مايكون الو حدا عندي شي
حينما لم تجد بدا من تهدئته والاجواء تشتعل من حولها ، والغرفة الفسيحة اصبحت ضيقة لدرجة تشعر بانفاسه الملتهبة تحرق بشرتها ، تمتمت بارتباك وهى تلتمس طريقها للخروج
- انا همشي
فزعت حينما احست بيدت تتمسك بزندها ليسحبها بقوة نحو الحائط ، ينظر بجنون وعيناه تمرر على ملامح وجهها والحمرة المتدفقة من وجهها حتى بداية صدرها الذى ظهر من فستانها الصيفى ، اقترب لاهثا بنبرة حارة اذابت عظام جسدها
- لو ماني واعدك وعد شرف كنت رح اخدك للماذون واتزوجك اصلا انا اجدب كيف فيني فرط فيك وابعد لحظة عنك وانت متل الكنافة طرية وهشة بتخلي الواحد يشتهي ياكلها اكل
اغمضت جفنيها ومشاعره تثقلها بقوة ، تجعلها دائخة لتهمس بضعف
- نزار اسمحلي امشي
لم يبتعد مقدار انش ، احست بانفاس ساخنة تضرب عنقها لتفتح عيناها وتظهر مقلتيها الغائمة بعاطفة اشد احتياجا وقوة من وقع كلماته عليه ، حدق نزار بانبهار نحو عيناها المتبدلة من حالة عاطفة لخجل ليهمس بانبهار شديد وهو يري اتساع حدقتي عينيها
- عيووونك يارهف سبحانه الهي يلي خلئهن عاملين متل البحر بلصيف هاادي وحلو بخلي الواحد يرتاحله ويعشئه ويتمنى يحتضنه ،وانا مشتاق اني ابقى بين ضلوعك
ارخت رأسها على الحائط لتهمس بعجز
- ارجوك .. كفاية
زفر نزار ساخطا ومتمللا ليبتعد عن محيطها ، لدقائق تحاول رهف لملمة شتات نفسها .. وامر واحد يجب عليها فعله
ستبتعد عنه فى فترة الامتحانات
كلماته لوحدها لن تنساها لايام ، عضت على طرف شفتها السفلي لتهمس
- نزار
التفت نزار نحوها ، استمع الى صوتها الخافت يهمس
- متتصلش بيا تاني
ضيق عيناه بعدم فهم لينفجر بعدها صارخا بعنف
- شووووو ياعيني انت اكيد عم تمزحي شو هي مااتصل
ارتجف جسدها من عنف كلماته التى تعيدها مرارا ثم ارتجف من نبرته الهادرة لتهمس
- عشان اركز فى الامتحانات
تجهمت ملامحه للحنق وهو يصيح هادرا بوعيد
- بالله شو ماحرزتي رح اتصل فيك كل يوم واسترجي ماتردي عليي اذا اتصلت والا رح تشوفي شو رح اعمل فيكي
ارتفعت عيناها لعينيه الغاضبتين لتهمس
- هتعمل ايه
لم ينتبه نزار لثواني لمعني سؤالها ، جل اهتمامه فقط تهديدها دون التفكير بعقابها ، الا انه قال
- وقتها اخوكي بذات نفسه رح يزوجني ياكي وامي حبيبتي رح تئلعني من البيت بس مو مشكلة في المكتب بدبر امري وبحط التخت هوووون ورح شبعك احضااان ووو....
صاحت صارخة فى وجهه بعنف والرعشة فى جسدها لا تقدر على سيطرتها وخيالها الجامح يتخيل وجود فراش فى غرفه مكتبه كما قال ، الا انها منعت اصوات خيالها المتمرد وصوته الخبيث بنبرة هادرة
- يا قليل الادب
انفجر نزار ضاحكا باستمتاع ليهمش بمشاكسة
-لك صدقيني تخيلي معي وقت رح نكون انا وياك سوا بالمطبخ ساعتا الطبخ رح يكون اله طعم تاني
كادت تبكي امامه من فرط مشاعرها المستميلة اليه لتهمس
- يا ربي انا ماشية
فتحت باب غرفة مكتبه ليصلها تحذيره
- استرجي تطفي تلفونك ماشي
اومأت موافقة وهي تغلق الباب خلفها
- حاضر
ولسانها يردد .. لن ترد ولن تقابله ، لن تسمح له برؤيتها حتى حفلة خطبتهما ، هو من جنى ذلك على نفسه .. لكن تحذيره وصرامته جعلها تتراجع ، لن تأمن جنونه ان خالفت طلبه ، اصبحت فى حيرة ومشتتة بين الامريين ، غافلة عن زوج من العين تراقبنها بالم شديد .. زفرت بيسان بحنق شديد والدموع تهطل من مآقيها لتخرج من المطعم منفجرة فى البكاء تنعى حظها القليل فى الحب !!
****
فى الفندق ،،
يرتشف مشروبه من كوبه الحرارى حتي لا يرى عيون فضولية من الجميع ، تلك هي طريقته وما زالت حتى الان .. لا يصدق حتى الان وقاحة تلك المدعوة بشادية أجلت مقابلتهما لليوم التالي معللة بمهام يجب أن تنفذها وعلم بالصدفة من ثرثرة جيهان الجالسة فى مواجهته عن مقابلتها لخطيبها ، قلب هاتفه نحو صور جيجي وينتقل من منشور لأخر من جبال مغطاة بالثلج الى صحراء جرداء .. و منشورات اخرى عن قيادتها الماهرة بدراجتها النارية وبعض فيديوهات اخرى لمسابقات فازت بها ، لا يصدق انه لم يتعرف على تلك المرأة حقًا ، من امامه كتلة ثراء متحركة من ناحية شعبية وثروة تكونت من خلال عملها ، صاح بصدمة شديدة وهو يرتشف من كوبه ليتمتم
- لا اصدق حقا .. لم اتعرف عليك من الوهلة الأولى
تمتمت جيهان بمرح وهى تعدل من ياقة قميصها
- لا يهم ، لكن اسمح لى اننى محظوظة لوجودك فى شركتنا
عيناه التقطت اسم السويسري ليضيق عيناه محاولا تذكر اسم تلك البرتقالية ، هل توجد علاقة قرابة بينهما ؟!! صاح بنبرة هادئة
- لا اصدق امرأة مثلك تعمل واجهة لتلك الشركة
انفجرت جيهان ضاحكة ، وتركته حائرا دون التفوه بكلمه لترد بهدوء شديد
- جئت للمتعة سيد سرمد
هز سرمد رأسه والعبوس طفقت ملامح وجهه ، زمت جيهان شفتيها وهى ترى ما زال مرتديا نظارته ولم يخلعها اليوم ، اصابت باليأس لمعرفة لون عينيه لتصيح باندفاع
- اخبرني ، اسمح لى بالطبع
تراجعت عن اندفاعها حينما تذكرت نصائح شقيقتها نحو ضيفهما ، تمتمت بفضول شديد
- هل ستتحمل معدتك الطعام المصرى
انفجر سرمد ضاحكا باستمتاع شديد وكاميرته على وضع الاستعداد لالتقاط صورة تعجبه
- لا تخشي على معدتى يا فاتنة ، لقد اتيت عدة مرات هنا للترفيه
عيناه تحدق في الساقين ، لم تثره اهتمام أى ساق امرأة حتى الان ، الامر بدأ يصيبه بالإحباط ... اما يجد ساق لا تعجبه او سراويل واسعة لدرجة مستفزة .. هل ذلك سروال والدتها لترتديها ، عيناه ارتفعت تدريجيا نحو صاحبة السروال السخيف لترتفع حاجبه دهشة من رؤية البرتقالية صاحبة البشرة السمراء اللامعة ترتدي شيء سخيف كهذا لكن ما ارضاه حزامها العريض الذي لف حول خصرها الدقيق لم يترك بلوزتها البيضاء اى تفصيله من عدم التمتع بمكامن انوثتها المتجلية بوضوح .. عبس من عدم معرفته لذلك الرجل امامها ، ضخم .. ضخم للغاية يفوق حتى حجما .. يكاد يبتلع تلك الصغيرة ، ابتسامتها من الاذن للاذن وهو يبدو مرتاحا للتحدث معها ، انتبه الى صوت جيهان المتساءل
- حقا ؟ اذا انت لم ترى النصف الاخر من القاهرة ، سأريك أفضل الاماكن الشعبية هنا
لا يعلم هل استغرق ملاحظته لها كل ذلك الوقت ؟! ، ام فقط ثواني قصيرة شعر انها دقائق طويلة لا تكاد تنتهي ، ارتشف من كوبه وعيناه تنظر خارج بوابة المطعم نحوها والى انامل الرجل الملتفة حول كفها .. يبدو خطيبها هذا جليا للغاية ، اذناه مع ثرثرة جيهان المحببة
- لا تقلق ، الطعام والاجواء ستعجبك
ارتسمت ابتسامة خبيثة وهو يعود ارتشاف كوبه ليلاحظ اقتراب ضخم البنية من الصغيرة ليحتضنها بسلام خفيف وشفتيه تقبل جبهتها ، لا يعلم حقا ما تلك الابتسامة البلهاء الواسعة التي تزين شفتيها وكل ما حظته فقط قبلة يتيمة باردة على جبهتها إن كان على علاقة لالتقت شفتيه شفتي حبيبته او عنقها لا قبلات باردة كتلك ، تابع دراسة الرجل وملامحه الخالية من أي نظرة تلهف أو شغف .. ضيق عيناه بشدة غير مصدق ان الرجل لم يقع في حبها .. الرجل يحتاج لإعادة تأهيل أو يتطلب الامر منه تدخلا ، يري لتلك الصغيرة المنبهرة ما يفعله الايطاليون حاري الدماء لمحبوباتهم ، ارتسمت ابتسامة على شفتيه وهو يعود ارتشاف مشروبه ليتمتم
- لما مديرتك تلك صارمة ؟ ،وكأنها فى الاربعين من العمر رغم صغر سنها
رفعت جيهان حاجبها لتلاحظ ان عيناه لا تسلط نحو الفراغ ، ادارت برأسها نحو اتجاه مرمى بصره لترى شقيقتها تصيح بصرامة نحو مساعدتها نجوى لتعيد النظر اليه قائلة ببرود
- المرأة فى بعض الحالات يقتضي عليها أن تخلع رداء انوثتها ورقتها لتجابهه أى رجل يتقاعس عن عمله
عيناه تتفحص قدها بدقة شديد ، يحفظ تفاصيل جسدها لوقت لاحق ، هبطت عيناه نحو اسفل ظهرها .. اتسعت عيناه وانفرجت ابتسامة شقية .. بدأ يحب السراويل الواسعة بل يعشقها .. ما تلك الانوثة المتفجرة فى جسد تلك المرأة ، همس بعبث
- امرأة بمئة رجل
لم تنتبه الى عبثه لتهمس مؤكدة
- نعم ، هى كذلك .. ربنا يهديها وتبطل غباوة
التقطت كاميرته تلك الصور الحصرية له متظاهرا بتفحص كاميرته واختبارها، ارتفعت حرارته وهو يحاول تهدئة اوضاعه الجسدية ، يزجر نفسه ويصمت أي نداء غير قادرا على تلبيتها في بلاد منغلقة كتلك ، الفتاة مرتبطة برجل .. صاح ليلهي نفسه عنها
- حسنًا .. انا متفرغ الان للذهاب
استقامت جيهان من مجلسها قائلة
- اعطنى عشر دقائق وسأتى لاصطحبك للخارج
مرت مجموعة من المضيفات بقربه ليطلق صفيرا معجبا ليهتف بالايطالية وعيناه وقعت على ملامح امرأة مصرية خالصة بفتنة طاغية
- يا جمال الشرقيات هنا ، جميعهن فاتنات كل امرأة وتمتلك هنا قوة وجمال تتميز به عن الاخرى ، يا حظك يا صديقي
ربت على كاميرته برفق شديد ، ليعيد كاميرته النظر من خلالها نحو النساء ليلفت انتباهه نحو مساعدة البرتقالية ، غمغم بابتسامة مشاكسة
- البرتقالية الغاضبة
ضاقت عينا نجوي وهى تحاول ان تسأله ان نادها ام هي تتوهم
- افندم ؟
وضع كاميرته على الطاولة ليقترب منها رافعا برأسه هامسًا
- لا شىء عزيزتي ، اخبريني هل انتى مساعدة المديرة ؟
هزت نجوى رأسها موافقة ، وعيناها تجوب على ذلك الشاب العضلي .. الرجل بعيد جدا عن مواصفات شادية المجحفة بحقه ، يبدو وسيما جدا وغامض فى الان ذاته بنظاره عينيه ، لم تفت عن سرمد اعجاب الفتاة بوسامته ليسمعها تهتف بنبرة ناعمة
- نعم سيدي انا نجوي
ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيه ليهمس بحرارة ونبرة اجشة
- هل جميعكن فاتنات لتلك الدرجة ؟
على الجانب الاخر ، بعد عشاء امس وفطار الصباح مع خطيبها الحريص بشدة على انجاح تلك العلاقة العملية ، لكن رقيه وتحضره بل وثقافته الواسعة هذا ما شد انتباهها لتلك اللحظة ، لا تصدق وجود رجل مثل لؤي يتحدث عن عملها باهتمام شديد بل وطرح افكار جديدة ستأخذها بعين الاعتبار لتنفيذها ، همت بالمغادرة لكن صوت ضحك مساعدتها لفت انتباهها .. ما ان علمت سبب ضحك النجوى تجهمت ملامح للعبوس الشديد ، الرجل ينتقل من امرأة لأخرى وكأنه نحلة تنتقل من زهرة لأخرى .. تقدمت بثبات شديد وصدي ضحكات نجوي المرتفع استفزها .. ذلك الايطالي الحقير ستقتله يوما ، من يظن نفسه حتي يستدرج فتياتها بداية من جيجي التي لم تنفك عن التحدث عنه منذ ليلة أمس ، عقدت ذارعيها على صدرها وهى تصيح بحدة
- نعم ؟
تلون وجه نجوي بحرج شديد لتجلى حلقها هامسة بعذر
- معذرة يجب على الذهاب
ابتعدت نجوي عن مجالهما وهمت شادية اللحاق بها الا ان صوته الساخر استوقفها
- جاءت المديرة ، كيف احوالك يا جميلة
مالت شادية بجذعها لتضع كلا يديها على الطاولة وهي تقترب هامسة بغضب مدفون
- اسمع .. حركات مبتذلة ومعاكسات اقسم لك سأمزق ورق العقد وليذهب الزفاف للجحيم
هل تلك ثورة النساء العربيات ؟
ارتسم بنعومة شديدة وهو يتخيلها فى اوضاع أكثرها جموحا وعاطفة ستخجلها بالطبع ان شاركها أفكاره ، تمتم بهدوء شديد ولغة ايطالية تجهلها
- هونى عليك يا برتقالية ، تبا بدأت اتخيلك وانتى بين ذراعي
صفعت بحدة على سطح الطاولة لتزمجر بشراسة
- كن رجلا وتحدث بلغة افهمها
قلب عيناه متظاهرا بملل شديد ، لكن داخله يشعر بالنشوة .. لم يتعامل قط مع منظمة زفاف شابه دون التحاول التقرب منه ، لولا لفت انتباهه لها ولأول مرة تحدث جاءت بعاصفة لذيذة منعشة تطربه ، غمغم بملل شديد
- ماذا تريدين ؟
زمجرت بحدة فى وجهه
- لا تتدخل بفتياتي ، ان تورطت اقسم برب
نطق اسمها متمهلا فى الالف ليراقب تصاعد الحمرة الطفيفة لوجنتيها ، وهو ينطق اسمها بحميمية غريبة
- شاديااه
لم يحل العبوس او التجهم من وجهها لتهمس بحنق
- ماذا
تمتم بايطالية عاطفية
- احبك وانتى غاضبة ، وارغب رؤيتك وانت فى حالة اشد نعومة واكثر عاطفية
ارتكبت شادية وهي تحاول ان تعلم الى ما يحاول الوصول اليه ، بدل لغته ليقول ببرود شديد وهو يستقيم واقفا من مقعده
- اولا عقدى معك لا يوجد به أى شروط لمنع عيناى لرؤية الجمال ، ما بيني وبينك عقد عمل فقط
ازاحت يداها عن الطاولة لتجز على اسنانها بغضب ، الحقير محق .. محق للغاية ، من هى لتتدخل ولا يوجد أى شرط فى العقد عن منع عيناه من الرؤية ، رفعت اصبعها موجهه اياه بحدة
- اسمع لا تتذاكى علىّ
اقترب منها وهو يميل برأسه ليتمتم بنبرة ماكرة
- هل انتِ غاضبة لاننى لا اروى انوثتك التائقة لي
اتسعت عيناها بجنون لترتفع نظراتها المقرفة ، صاحت باشمئزاز شديد وعيناها تنطلق كرها
- انت .. انت مجنون
الا أن سرمد صاح بصرامة شديدة وعيناه تنظران لعيناها بتفحص
- اخبريني ، هل انتِ تريدين حقا الاهتمام بك ورعاية عاطفتك المستجدية
تصلب جسدها لثواني ومن خلال تفحصه الشديد لها ارتبكت ولم تنطق سوي تعثرا
- انت
رفعت يدها لتصفعه الا ان يداه امسكت معصمها بحدة وقوة اوجعت معصمها الرقيق ، امال برأسه ليقترب هامسا بأذنها بنبرة صارمة اجفلتها
- احذرى ، اصابعك تلك سأبترها واحدة تلو الاخرى ان وضعت على وجهي ، لا توجد امرأة سبق وتجرأت لتصفعني
سحب كاميرته ليضع الحامل حول عنقه ، سحب حقيبته ووضع كوبه داخل المكان المخصص لها ، جرها بقوة وهى تسير خلفه بضعف ، حاولت فكاك يدها الا ان اصابعه شدت بقسوة عليها جعلها تخرج تاوها خافتا لتزمجر بوحشية وهما يتجهان نحو المصعد الخالى من حظها السيء ، بل طاقمها لا وجود له فى بهو الفندق ولا شقيقتها ، صاحت بحدة
- اترك يدي
- لا
نطق ببرود شديد وهو يدفعها نحو المصعد دفعا جعل ظهرها يرتطم بمراة المصعد وهو يدلف الى الداخل ببرود شديد يضغط على الدور الاخير ، اعاد مسك يدها مرة اخري بعدما تحررت لثواني .. شهقت بألم لتصيح هادرة فى وجهه وهي تحاول الفكاك منه
- اترك يدي
قطع هامسا بتسلية شديد وهو يري محاولات تلك الصغيرة للتخلص منه
- ابدا يا حلوة
وصل نحو الطابق المنشود ليجذبها معه يسير نحو منطقة غير مراقبة بالكاميرات ، دفعها مرة اخرى للحائط وهو يجثم بجسده لتتسع عيناها ارتعادا وهمت بالصراخ الا انه كمم فمها ويده الاخري لفت كلا ذراعيها خلف ظهرها خشية من حركة خرقاء منها
- سأتركك بشرط واحد فقط ، فهمتي
هزت رأسهت نافيه وهي تتلوي بجسدها ، الغبية تزيده اشتعالا .. ليصيح بصرامة
- توقفي عن الحركة يا غبية
ثم عاد يسترسل بحدة
- سأترك فمك الان هل ستصرخين أم اجعل هناك حقا سببا لصراخك
زفر مختنقا بحدة وهو يبتعد عنها بمسافة ليري هزة راسها بالموافقة ، ازاح كفه عن شفتيها التي تلمست اكتنازهما المثير ، عض علي شفته كاتما تأوها ، صاح بحدة ونبرة فاقدة للسيطرة يداه تضغط على ذراعيها
- اهمسي اسمي
عقدت حاجبيها لتهمس بعدم فهم
- ماذا ؟
صاح صارخا بنبرة فاقدة للسيطرة وهو يهدر فى وجهها
- اهمسي اسمي وسأترك ذراعيك
ارتجفت شادية وهي تنظر نحوه بقلق وريبة شديدة لتهمس
- انضج يا رجل ، يا ربي ..انا ايه اللي وقعت فيه ده
الا انه كان اشد اصرارا ، أكثر تطلبا ، الحاحا ، صارما فى طلبه المريب
- انطقيه
تلجلت شفتيها وحاولت عبثا تذكر اسمه .. لثواني لا تتذكر سوي حرف السين حتى اهتدت الى الاسم لتهمس بتعجل
- سـ .. سرمد
خف قبضته عن ذراعيها وترك واحدة وامسك بأخري برقة بها بعض الحزم ، وصل الى موضع نبض رسغها ليتلمسه مرة اخري بتحسس شديد ورقة جعلها تجفل من حركته لتزيح يدها عن يده بصرامة ، نظرت نحو بحنق شديد اما عنه لا يصدق تلك النبرة الناعمة التي خطفته بنداء اسمه ، ابتسم بعبث شديد وهو يتمتم بنبرة ايطالية اجشة
- حينما امسك كفك للمرة الثالثة صدقيني لن تفلتي مني ، قدرك سيكون ارتبط بي نهائيا
ثم استدار راحلا ، وقفت شادية فى مكانها .. وشيء واحد تأكدت منه .. ذلك الرجل مجنون
- مجنون .. مجنون وربي
***
في النادي ،،
ابتسمت وجد بمشاكسة شديدة وهي ترفع مضربها لتضرب الكرة نحوه بقوة شديدة ، مرر الاخر ساعده يمسح العرق من اللفاقة الملفوفة حول رسغه ليعود التحرك برشاقة فهد ليضرب كرتها الموجهه نحوه .. انفجرت وجد ضاحكة حينما استمعت الي تعليقه السخيف
- بقيتي بطيئة فى الملعب يا وجد
ضيقت عيناها بعبوس شديد لتوجه الكرة تلك المرة على جسده بقوى غاشمة ، الا ان الاخير على اخر ثانية استدركها ليقذف الكرة فى اتجاهها .. تحركت وجد نحو مرمي الكرة بخفة لتمتم
- متحاولش تشتتني يا وسيم ، انت اللى خسران
زفر وسيم متنهدا بحرارة من فرط الشغل المبذول ، نظر نجو الكرة الملقاة على الارض بضيق ليتلقط اخرى وهو يعيد يرميها ارضا لترتد الكرة مرة اخرى ، تمتم من بين انفاسه
- لأ حلوة ، وماله
مسح العرق المتفصد على جبينه ليتنفس بهدر ، وضيق يعتريه يكاد يزهق روحه .. منذ فترة اعتاد على الهرب وعدم المواجهة لكن الان !!!
استمع الي نداء ابنة عمه
- وسيم
ارتفع عيناه نحو وجد التي تتظاهر بعدم حدوث شيء ، منذ خطبة لؤي وهي تتظاهر انها بخير .. يشعر وجود شيء خاطئ بها .. حتى به هو ايضا !!
تخشب جسده وسقط الكرة ارضا متدحرجة حينما استمع الى صوت وجد الهامس
- انت بتحب جيجي
ارتفع عيناه فورا يحدجها بنظرات قاتله لتتفجر وجد ضاحكة
- لطالما تنحت يبقي ايوا
اشاح بوجهه بعيدًا وهو يضم انامله فى قبضته ، تلك المشاكسة.. الأ يكفى تلك الصورة التى نشرتها ... وهو يبذل كل طاقته حتى لا تصل تلك الصورة لوالدها ، لن يسامحه ابدا معتصم .. يعلم ذلك ، ازدرد ريقه بتوتر ليتمتم بخشونة
- تعالى نكمل
اقتربت وجد نحو الحاجز لتمتم بحنق
- سيبك من اللعب دلوقتي وقولى بتعمل كدا ليه معاها
ادعى الجهل وهو يتمتم ببرود
- بعمل ايه ؟
استشاطت منه غضبا لتصيح بحدة
- متستعبطش ، جيجي كانت ملازمة ليك وقت ما كانت صغيرة لحد لما قررت تسافر ولما رجعت اتغيرت
مرر انامله على خصلات شعره الكثيفة ليتمتم بجمود
- جيجي زيك يا وجد ، بخاف عليكم
صرخت وجد فى وجهه وودت لو صفعته فى التو ، الغبي ينكر .. ما زال ينكر
- فوق معايا ، انت مش هتضحك عليا بكلمتين
غصت حلقها لتتجمع الدموع فى مقلتيها لتهمس
- لطاما بتحبها ، ليه بتبعدعنها ، ليه بتجرحها بلامبالاتك وتعمدك انك تقول انك زي اخوها
كظم وسيم غيظه ، صغيرته الاخرى تعانى من ابعاد ذلك الحب .. هو لا يقدر على ايذاء لؤي ، الرجل منذ البداية لم يعدها بشيء !! تمتم بحنق
- وجد
مسحت وجد دموعها لتهتف بصرامة
- مش هتهرب منى ، قولى
تكالبت به الدنيا واخنقته ، زفر متنهدًا بحنق وهو يتمتم بضيق
- مضطر امشي ، رايح الاذاعة
جحظت عينا وجد لتزم شفتيها وهي تدب على الارض بضيق
- وسيم تعالا
ثم صاحت بحدة اكبر حينما لم يلتفتت لها
- اهرب زي ما انت عاوز ، متجيش تندم بعدها
ذلك الاشقر الارعن .. توجهت نحو حقيبتها الرياضية لتضع مضربها ثم اخذت منشفة واتجهت نحو حمام السيدات ... حين دخولها المبني رن هاتفها ، التقطته على عجاله وهى تهتف ببرود حينما رأت المتصل
- ايوا مماه .. الجمعية ؟!! .. طيب طيب
اتسعت عيناها وهى تجمع سبب مجيئها ، بتلك السرعة وجدت لها عريسا ، زفرت متنهدة بحنق
- لا مش هقدر النهاردة اعتذري بالنيابة عن ابن شوكت
جزت على اسنانها حينما استمعت الى صوتها الامر ، لترد ببرود
- قولت مش فاضية
اغلقت المكالمة وهي تتوجه نحو خزانتها ، وداخلها المتمرد يضفي لحياتها السعادة ، لن تصبح كعروس ماريوت تحركها عمتها كيفما شاءت ليس بعد الآن !!
.......
جلس وسيم فى مقعد سيارته ، يرن عبثا أكثر من مرة لهاتفها دون الإيجاب على الاتصال ... ضرب بقوة على مقود سيارته وهو يتوعد لها .. صاح صارخا بعنف
- رديييي
حينما يأس من الرد ، توجه الى صفحتها على التواصل الاجتماعى ، اتسعت عيناه وهو يري اخر تحديث منذ ساعتين مع رجل .. ليس مثل الشباب الناعمين ، بل رجل ، ضغط على علامة "تاغ" لاسم الرجل لتتسع عيناه ذهولا من علمه لاسم الرجل من خلال اعماله .. سبها هو وهي بعنف لينظر نحو الموقع الذى كانت متواجدة به
اسودت عيناه قتامة وكشر عن اسنانه ليهتف بنبرة متوعدة
- ورحمة امي يا جيهان لاربيكي
انطلق بسيارته مخلفا من خلفه عاصفة ترابية هوجاء ، يسبها فى كل لحظة واخرى لها وذلك الرجل ، كيف تلتقط صورة معه بذلك القرب .. كيف تجرأت وفعلتها وذلك الحقير كيف يلتقط صورة لها ويضعها على منشوراته .. رغم علمه ان تلك الطريقة كبداية صداقة بين نجمين لامعين لكن رجل .. تصادق رجلا !! الأ يكفى انه ازاح المدعو أيهم اللزج من حياتها يأتي ذلك المتجهم الاجنبي لينغص حياته !!
****
في حي عاصي ،،
تحركت توحة بمهل خارج عقارها ، حفيدها يخفى اشياء عنها ، بل يتهرب النظر لها ، ترى ماذا يحدث له ؟! .. انقبض قلبها بخوف خشية أن يكون تورط في عمله .. سرعان ما اشاحت تلك الفكرة ، حفيدها ذكي .. يعلم كيف يخرج نفسه من الصعوبات ، ترى ماذا به ؟ أى حال اصبح عليه الآن !!!
عضت علي شفتها السفلي بحنق .. تتجه بخطواتها نحو المقهي لتهز راسها نحو تحيات أهل المنطقة ، جلست على كرسيها لتصيح بنبرة جهورية
- هيمااا
هرول الصبي هيما نحوها وهو يهتف بتعجل
- نعم يا ست الكل اتفضلي
نظرت يمينا ويسارا خشية ان يسمعها احد ، لتشير للصبي بالاقتراب .. توجس الصبي خيفة وعلى وجهه امارات الرفض ،لكن تحت نظراتها الصارمة رضخ وهو يقترب منها ليسمع صوتها الخفيض يطلب منه
- هات الشاي وشوفلي عسلية كدا من اللي مخبيها
ازدرد الصبي ريقه ليغمغم بخشية أن تنفجر فى وجهه
- يا ست الكل ، الاستاذ عاصي محرم عليا عشان صحـ ..اااه
تألم حينما جذبته توحة من تلابيب قميصه لتصيح في وجهه
- قول يا ولا وعيد تاني كدا
تلعثم الصبي وهو يتذكر توصية عاصي لجدته ، تمتم بارتباك شديد
- صحتك يا ست توحة
افلتت يده عن مقدمة قميصه لتشيح بيدها قائلة بحنق من عاصي الذى جعل الطفل يتآلف ضدها
- انت عارف صحتي اكتر منى واكتر منه
مرر الصبي يده على خصلات شعره وتمتم بارتباك
- يـ يي يا ست توحة ، الاستاذ موصي عليا
اتسعت عينها وداخلها يجلي كمراجل ، تمتمت من بين شفتيها
- ولاااا فوق كدا
نظر الصبي بذعر وهو ينظر نحو الجميع ليخلصها منه ، وحينما راي التسلية التي ترتسم وجوههم تمتم بصراحة
- الاستاذ عاصي اخدهم منى والله وموصي الحتة كلها ان محدش يديكي العسلية
تجهمت ملامح وجهها للغضب وهي تصيح بحنق
- طب غور من وشي
هز هيما رأسه موافقا وهو يتجه نحو المقهى
- هجبلك الشاي
نكست توحة رأسها ارضا ، تتخيل زواج عاصي من أميرة كما ترى فى احلامها ، على الرغم من عدم ايضاح معالم وجهه الفتاة لكن نحافة جسدها الذى ظهر من فستانها الملوكي وخصلات شعرها الداكنة التي تصل اسفل كتفيها هو ما يميزها ، شعرت بالصبي يضع كوب الشاي ليتلفتت نحو عمله ، ارتشفت الشاي وامتعضت ملامحها من طعم الشاي المر ، هل وصل حفيدها ليحدد معالق السكر !! صمتت دون التفوه بشيء نحو الطفل ، ابتسمت بنعومة وهي ترى الصبي الذي يضع حفيدها قدوة له في حياته ،
ملئ قلبها بالفخر وهى تشعر ان الزمن ما زال بخير رغم الفساد الظاهر للعيان ، امتعضت ملامحها نحو شباب يلعبون الطاولة فى وقت الظهيرة ، ألا يوجد عمل يلتفتون اليه بدلا من الجلوس بفلوس والديهم؟؟! ستتحدث مع عاصي ليجد حلا من تلك المشكلة ، استمعت الي صوت سيدة
- سيبك من الست دي دي ولية خرفانه
ضيقت عيناها نحو امرأتان جالستان في مقابلتها ، واحدة تجلس امام قفص الخضار والاخرى جالسة بجوارها تتسامر معها ، لوت الأخري شفتيها بنزق
- يا ستار ، انا مش عارفة مالها الولية دي .. حاشرة مناخيرها في كل حاجه
امتعضت ملامح الاولى وهي تمتم بصوت مرتفع ليصل لتوحة
- لا وقال ايه بناتنا مش فى مقام حفيدها
صمتت الاخرى لثواني قبل ان تمتم بتساؤل فضولي
- هو بيشتغل ايه ؟
نظرت اليهما بتوحة بتسلية شديدة وهي ترتشف شايها بتمهل رغم طعمه السئ ، لترد الاولى قائلة
- انا عارفة ، هو كل فترة فى شغلانة .. لكن هو كان فى كلية الطب من الجامعات الغالية دي اللي بيدخلوها ولاد الناس
اتسعت عينا الثانية متظاهرة بمعرفة تلك المعلومة لتمتم بحنق
- يختي لطاما هي معاها فلوس ايه اللي مقعدها هنا
وضعت توحة شايها على الطاولة لتصيح بحدة انتفضت الثانية على آثرها
- خلصتي يا ولية منك ليها ولا لسه
تظاهرت الاولى بجهلها لوجودها لتهتف بدهشة
- ايه ده ست توحة هنا
ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتي توحة لتقول بنبرة مهددة
- تعاليلي عشان اعرفك مقامك يا ولية ، ورحمة بنتي والحاج لأخلي اللي ما يشتري يتفرج
اغتاظت الاولى منذ رفضها لبناتها والان تسيء لسمعتها لتقوم من مجلسها قائلة وهي تقول بغيظ
- ما تلمي لسانك .. اعملي لاخرتك يا شيخة ده انت شوية وهتطبي ساكتة
لوت توحة شفتيها لتمتم
- كدا
ما زالت بنفس جلستها وهى تنظر نحو الثانية المدافعة لصديقتها لتقول بمكر
- طب قولي لابنك الخمورجي ميطلعش سطح العمارة ويقعد مع سوسو فى عش الطيور واخده بالك انت
ثم التفتت الاولى المدعوة بـ سيدة لتصيح بعلو صوتها
- وانت يا سيدة ، بنتك المحترمة اللي نازلة طالعة مع خطيبها .. دخلة السلم قربت تشتكي منهم
اهتاجت المدعوة سيدة والصدمة الجمت الثانية من ما تسمعه منها ، لتنفجر هادرة وهي تتوجه نحوها وعلى وجهها امارات الغضب
- بتقولي ايه يا ولية يا خرفانة انتي
مصمصت توحة شفتيها وهي تحوقل ، هي لا ترغب بفضح احد لكن هم من يجروها الى الافشاء ، تمتمت ببرود
- بقول روحي ربي ولادك الاول وتعالي كلميني
ثم استقامت من مجلسها وجسدها يحتفظ برشاقته لتقف امام تلك البدينة لتعدد محاسن حفيدها بفخر
- انا حفيدي اسم الله حافظه وصاينه دكتور قد الدنيا ، وقريب اجيب مراته .. عشان تتقهروا
خمست فى وجه الجميع وهي ترقيه امام عيونهم الحانقة ، لتسمع رد سيدة تصيح بهدر
- يا ولية اتهدي ، بقالك سنين بتقولي الكلام ده
خلعت توحة نعلها وهي تلتقطه لتمتم
- انتي لازملك شبشي يرقع على جتتك اللي نحست
احتد الموقف بين توحة وسيدة ، سيدة حتي الان لا تحاول ايذائها فهي تعتبر سيدة المكان منذ مجيئها وزواجها من شاب المنطقة الأولى ، ومراعة لسنها الكبير ايضا كي لا تكسر اى ضلوع رغم شوقها لفعلتها
على جانب اخر من المقهى ارهف عادل "صديق عاصي" السمع لشجار سيدتين دون السماع والتميز لأصواتهما ،التفت صائحا بحنق امام الجميع
- ايه اللي بيحصل ده
هرول هيما نحوه وهو يصيح باستجداء
- الحق يا استاذ عادل ، ست توحة
استقام عادل قائما من مقعده وهو يدعو ربه ان يسيطر على الاوضاع قبل تفاقمها ، اقتحم جمع غفير من المتفرغين ليقترب فاصلا جسده عن المتشابكتين ليضغط على ذراع توحة وهو يلقى نعلها ارضا ليقول بنبرة هادئة
- يا ست توحة ، ربنا يكرمك ابعدي عنها
لم تترك توحة شعر المدعوة سيدة لتهدر سيدة متأوه
- سيبي شعري يا ولية يا خرفانة انتي
استشاطت توحة غضبا لتتملص من عادل وهي تجز على اسنانها متوعدة
- ورب الكعبة لاخلى الحتة كلها تتفرج ، اصل انا ساكتة من الصبح واقول بلاش يا توحة .. ستر الولايا لكن انتوا ولاد ***
هدر فجأة صوت حانق جعل جسد توحة يستكن بوداعة شديدة بين ذراعي عادل
- توحااااا
التمعت عينا توحة برقة شديدة ، ووداعة يعود لأصلها وهي تكحل عيناها بمرآه لتهمس
- عاصي
جز عاصي علي اسنانه بغيظ شديد لملامح وجه جدته الوديعة ليقترب من المدعوة سيدة هامسا بعذر
- اسفين يا ست الكل ، تعالى يا توحا
اتسعت عينا سيدة بهلع وهي تضرب بكفها على صدرها لتصيح مولولة
- اسف !!! اسف ايه ، بعد ما فرجت الناس عليا
التفت عادل نحوها وهو يغمغم بخشونة
- خلاص يا ست الكل ، وبعدين انتي عارفاها دي ست كبيرة
جزت سيدة على اسنانها ، تلعن تلك الغبية التي فرت من أول مواجهه ، بل ووضعها المزرى الان لين سكان المنطقة لترفع ذراعيها تنفس عن غضبها
- ست كبيرة ، حسبي الله ونعم الوكيل فيها
جذب عاصي ذراع جدته ليظهر الاعياء على ملامح جدته ، رقت ملامح عاصي بقلق وهو يلف ذراعه حول خصرها يسندها للوصول الى عقارهما .. غمغم بعتب
- افهم بتعملي ايه
همست بوهن شديد وهي تفتح عين وتغلق الأخري تدعى الاعياء
- ولد اتعدل ملكش دعوة
زفر عاصي وهو يصمت تلك المرة ليتمتم بنزق شديد
- يا توحا انتي مأخراني على الشغل
التفتت توحة فجاة معترضة طريقه حينما فتح باب شقتهما لتصيح هادرة فى وجهه
- انت رايح فين
صمتت لثواني حينما وقف عاصي ينظارها بياس لتحاول التظاهر بتعب وهي ترتمي فى حضنه ، قبل عاصي جبهه جدته وهو يدخل نحو الشقة ليساعدها للوصول الى فراشها ، اجاب على سؤالها بتعجل
- رايح لشغلي
استأذن مغادرا وهو ينظر نحو ساعة يده ، تبرمت شفتي توحة بضيق شديد لتضم قبضة يدها وتلكم وسادتها بضيق
- طيب طيب ماشي بنت فاطمة ، مصيرلك تجيلي
****
بعد قضاء ثلاث ساعات متواصلة وجيهان توجهه نحو الاحياء الشعبية فى القاهرة ، ظل سرمد مستمعا لها بتأني شديد واكتسب وجهه ملامح جادة .. عدسة كاميراته تلتقط صور لتراث مصر القديم ، ربت على كاميرته وهو يسير بجوار جيهان التي تلقي سلاما على بعض متاجر صاحبيها الذين يردون السلام ومحبة شديدة يدعونها للدخول ، ابتسم سرمد ومن اسفل نظارته يراقب جيهان بتمعن .. ما سبب بقاء تلك الفتاة عزباء حتى الآن !!
الفتاة قنبلة موقوتة من الفتنة والدلال والمشاكسة المحببة ، هل أصبح رجال مصر عمي لتلك الدرجة !!! ، يبحثون عن نساء من بلدته ويتركون نساءهم عجبا لهم ، لاحت ذكري اسم سرمد من تلك البرتقالية ليفيقه من شروده على صوت جيهان التي تمتم بمرح شديد وهي ترتشف من كوب عصير القصب بتلذذ شديد
- اخبرني هل الاجواء تعجبك ؟
مال سرمد بشفتيه وهو يلتقط صورة لها على حين غفلة جعلها تجفل لثانية قبل ان ترتسم ابتسامة مغوية على شفتيها وهي تنظر نحو عدسته بدلال شديد .. العبث زين ملامح وجهه وهو يلتقط صورا اخرى وكأنه يصور اعلان عن مشروب ، لوحت للبائع والتفتت نحو كوب سرمد الذي ارتشف منه عدة رشفات ثم امتنع بعدها ، استدارت مغادرة لتسمع تعليق سرمد وهو ينظر نحو الصور قائلا
- انت فاتنة يا جيجي ، تعجبني شخصيتك القيادية
مررت جيهان يدها على خصلاتها المجعدة لتقترب من سرمد هامسة
- اعلم ، ليس بجديد على
وجهته نحو احدي المطاعم القديمة ، ارتفع عينا سرمد نحو المبني الذى حفر زمنه .. التقط صورة ثم دلف الى الداخل ، راها تحيي العاملين بأسمائهم لترى شابا يترك ما بيده وهو يوجهها نحو طاولة في الداخل الا انها رفضت واخبرته انهما سيأخذان طاولة فى الخارج .. صاح الشاب بترحاب شديد
- اتفضلي يا انسه جيجي ، بالهنا والشفا
اهدته ابتسامة رقيقة ضربته بمقتل وهي تهمس بنعومة شديدة
- تسلم يا عمور
احتقن اذني الشاب ليرتفع حاجب من سرمد وهو يري خجل الشاب ليتمتم
- الصبي خجل
جلست علي المقعد لتمتم بنعومة
- نعم ، اعلم ، سيصبح رجلا رائعا فى المستقبل
هز سرمد رأسه بلا مبالاة وهو يغمغم ببرود
- لا تجزمي بذلك ، الحياة فى الشارع مليئة بالوحوش .. وهو مجرد غزال فى وادى الذئاب
جادلته جيهان بمنطقية شديدة وهي تعدل من قميصها القطني لتمتم
- الشاب ذو معدن طيب ، فطرته وتربيته السليمة هو وقوده لحياته
وضع الشاب الطعام .. رفعت جيهان كلا كفيها بتلذذ شديد وهي تري اطباق الكبدة والسجق والكفتة ثم الكباب تغري معدتها ، عاد الشاب مرة اخري يضع طبق المخللات ثم الطحينة لتسرع جيهان بسحب قطعة كفته في الطحينة ثم رفعتها الي شفتيها لتقضم قطعة بتلذذ جعل سرمد يبتسم بهدوء شديد .. نظر الى الاطباق واختار تناول قضمة من الكبدة ليتمتم بعدها
- لذيذ لكن حار
شعرت جيهان بوجود احد يجلس جوارها حد الالتصاق ، الرائحة وصلتها لتعلم صاحبها .. رفعت عيناها نحو ملامح وسيم المتصلبة الذي صاح بجفاء
- لا تندفع كالثور وانت تتناول اذا لاعجاب امرأة
بهدوء شديد استفز وسيم لعدم رده بل نظر للثنائي اللطيف بهدوء ، وملامح وجه جيهان الحانقة التي صاحت بحدة طفيفة
- وسيم ، بتعمل ايه هنا
تناول وسيم الطعام بهدوء شديد وهو يتمتم ببرود شديد
- بشوف مين اللي قاعدة معاه
ثم ارتفع نظراته بعداء شديد نحو سرمد ليتمتم بوقاحة شديدة
- وياريت كان يستاهل
نظرت جيهان نحو سرمد بابتسامة هادئة ، ثم سرعان التفتت نحو وسيم قائلة بمكر
- مش قولتلك .. عيون دافية وشعر اسود واسمر ، احسن من العيون الباردة
خبط بعنف على الطاولة ليتمسك زندها بخشونة جعل جيهان تتأوه برقة مائعة جعل سرمد يبتسم بمكر شديد ، انفجر وسيم هادرا بعنف
- اتلمي
لم يترك زندها وهو يصيح بقوة نحو الشاب
- عمر انزل بطلبي
هز الشاب رأسه بتفهم
- عنيا يا استاذ
مرر سرمد ابهامه على ذقنه ، ليميل بعينيه يراقب وضع شجار الحبيبين ليتمتم بهمس خفيض بلغته
- يغار اممم
صاح ببرود شديد وعيناه على الرجل الذى ينتظر ان يقذف حممه اللاهبة
- اتعلمين قررت عمل جلسة تصويرية خاصة لك
وجهت جيهان انتباهها نحو سرمد لتشهق مصدومة قائلة
- تمزح
التفتت نحو وسيم الذى يقسو انامله على زندها ليتابع ببرود
- سنستفاد كثيرا يا فاتنة

الحادي عشر م نهنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close