رواية نور الطارق الثامن 8 بقلم يارا حسين
نور الطارق"
الفصل الثامن_ انتظرت طويلا حتى أتى الفجر و قامت تصلى مع والدها إلا أن قلقها على صديقها مازال موجودا فهو كان بالقرب من منزلها كما أخبرها فكيف لم يأتى حتى الان؟،،، انتهوا من صلاتهم و دخل والدها ينام غاضبا بعد انتظاره الطويل لاياد الذى لم يحترم موعده الذى حدده معه ،،دخلت شرفتها تنظر لهدوء الفجر و الهواء المنعش فى ذلك الوقت تغيرت ملامحها تدريجيا عندما رأت طارق يسير و عينيه عليها تماما لم تفارقها و ابتسامة جانبية لم تفهم معناها ،،نظرت له بكبرياء و دخلت مغلقة شرفتها و نامت،،، غمضت عينها و نص ساعة و فتحت و اتنفضت من خضتها
نور : عااااااااااا يماما انت انت ايه
طارق : انا ايه اممم مش عارف لا
نور : بتعمل ايه فى اوضتى اطلع برا
طارق : هى دى اوضتك طيب بس انا مش فى اوضتك أنا نايم فى البيت دالواتى و دا عقلك الباطن إلى بيصورلك انى هنا شوفتى بقا ظلمتى الواد الغلبان ازاى
نور : انت بتخرف يبتاع انت
طارق : امممممم
نور : ايه اممممممم دى
طارق : اوعى تقوليها تانى احسن تدخلى معايا فى عقلك الباطن و مش هتخرجى تانى اوعى اوعى
نور : انت مجنون صح هههه يعنى صحية نايمة طارق موجود يا مصيبة سودا بقولك ايه انصرف
طارق : انتى شايفانى عفريت هنصرف
نور : طب والله العفريت احسن حتى بقولك يا كابو
طارق : كابو ؟!
نور : امشى بقا عايزة انام
طارق : انا عقلك الباطن همشى ازاى
نور : يالهوى شكلى اتجننت و بكلم نفسى
طارق : لا بتكلمينى انا عقلك البا..
نور : خلاص عرفت انك زفت عقلى إلى مودينى فى داهية
طارق : هو انتى بتحبيه لدرجة بتفكرى فيه
نور : انا احب ! مين
طارق : طارق
نور : لا لا انا مش بحبه دا واحد مجنون عايز يروح المصحة
طارق : اممممم طب و اياد
نور : اياد لا برضو بص انا مبحبش حد خالص هو الحج جمال ربنا يخليه و بس
طارق : تعرفى إن كابو ممكن يتجوز واحدة أبوه اختارها و اكيد هيتجوزها
نور : نعععععم لا طبعا
طارق *كتم ضحكه* : مش انتى مش بتحبيه زعلانة ليه
نور : انا زعلانة وانا ازعل ليه ما يتجوز هو حر *كانت تفرق فى يدها و تتحدث بضيق لاحظه طارق إلى ابتسم*
طارق : اوبس الشفت خلص ورايا عقل تانى رايحله دالواتى سلام يا حبى
_ اختفى من أمامها و هى رفعت حاجبها بزهول فهى فى حلم اكيد فاجئها سوئلها لنفسها ليه اتضيقت لفكرة أنه ممكن يتجوز هو ممكن اكون حبيته فعلا لا لا لا دا واحد صايع احب مين ،،يالهوى انا احب المجنون دا
_ خرج من منزلها و هو يبتسم فهى ترفض الاعتراف بحبه لكن نبضها يهتف باسمه فهى تحبه و غيرتها واضحة عليها ،،ضحك على حال اياد الملقى فى المستشفى فالان متأكد انها لن تتزوج به فهى لا تعتبره سوا زميل فقط ،شعور الندم حال به للحظات لكن هذا حال من يقترب من نوره سيهلك بدماره ،،،
_ توجه إلى منزله الذى طالما حلم بأن يدخله مع حبيبته و زوجته "نور" فتنتشله من حالة الوحدة و الضياع التى به ،،نظر حوله فوجد نفسه بين الجدران وحيدا هل ستنتهى به الحال وحيدا حتى موته ام لا ؟! نام من كثرة تفكيره فى هذا السؤال ،،،
_ فى صباح يوم جديد استيقظ على صوت هاتفه معلنا عن اتصال المستشفى قلق وأخذت دقات قلبه تتسارع بخوف على والدته الحبيبة لكن هدأ عندما سمع الخبر المنتظر منذ فترة طويلة اخيرا استيقظت من غيبوبتها اخيرا سيحكى لها عما دار طوال غيابها اسرع متلهفا نحو المستشفى ليجدها تجلس على السرير و الممرضات تحاول اطعامها وهى تأبى ،،تقدم نحوها و اخذها بين احضانه
طارق : حبيبتى انتى كويسة دالواتى
نادية : اه يا حبيبى انا كويسة
الممرضة : يا استاذ هى مش راضية تاكل و الدكتور قالها مش هينفع تاخد علاج من غير اكل كدا غلط عليها
طارق : مبتسمعيش الكلام ليه يا ماما *شاور للممرضة*هاتى الاكل انا هأكلها
نادية : لا لا مش قادرة
طارق : يلا يلا الاكل رايح فين *بضحك*
_ دخل بيته و هو متأكد من حدوث شجار بينه و بين أبيه فزوجته غير موجودة و ابنها كذلك ،،تقدم نحو غرفته بهدوء فهو يسير على أطراف أصابعه حتى لا يسمعه والده لكن تفاجئ به عندما فتح غرفته وجده بداخلها فتنهد بعمق يستعد لبداية الشجار
كمال : ربنا يعوض عليا عوض الصابرين حتى انت يا سيف حتى انت بقيت ترجع وش الصبح ليه يابنى كدا انا عملتلك ايه عشان تعمل فيا كدا ممكن تفهمني كنت بايت فين امبارح ولا تكون بقيت بتسهر فى الأماكن إياها اوعى يا بنى تعمل كدا مش هيبقى انتم الاتنين بتضيعوا منى انا مش هسمح لده يحصل ابدا عارف ليه لانكم متربتوش للاسف و طارق فاكر انى مش هقدر عليه لا انا أقدر و هربيكم انتم الاتنين عشان تتعدلوا و اياك ثم اياك اشوفك راجع وش الصبح تانى فاهم
سيف : انا متربتش أمم اصل انا اليتيم إلى امى سابتنى لوحدى فمكنش فى حد فاضى يربينى للاسف أما طارق فكان عنده أمه موجودة و بخير و برضو بتقول أنه مش متربى يبقى الغلط فيك انت بقا انت الى غلط فى كل حاجة انت غلط ، عارف انا جاى منين جار عند امى بشتكيها منك بتبصلى ليه كدا اه كنت سهران عندها اصل امبارح كان عيد ميلادها مهانش عليا اسيبها لوحدها شوفت بقا انى مش متربى ازاى
كمال : سيف ااا
سيف : انا داخل انام كفاية لحد كدا
_ كانت جالسة على سريرها شاردة فى الا شئ نفذت دموعها من كثرة البكاء فكيف تسلم من حديث اهلها لم يتبقى أحد من عائلتها سوا عمها سعد و عائلته و الان يجبرها على ترك منزلها التى تسكن فيه ذكريات طفولتها و رائحة والداها ،،تبكى بحرقة احست بنفاذ الهواء من غرفتها خرجت لشرفتها لتتنفس اخذت تتنفس بعمق حتى ارتاح قلبها قليلا نعم فهى مريضة للقلب منذ صغرها و احيانا تجد صعوبة فى التنفس،،،، لحظات وطرق الباب بطريقة همجية كاد أن يكسر الباب من كثرة طرقاته فى كل دقة كان ينتفض قلبها فزعا فهى على علم بالطارق أنه عمها و ابنه حازم ،،،سارت نحو الباب فى تردد كبير حتى فتحته ،،،فكانت المفاجئة ...صفعها سعد صفعة اسقطتها أرضا نظرت له باستفهام فهو لم يمد يده عليها ابدا ،،،وجدت حازم يقف مبتسما لم تفهم لماذا
سعد : قومى لمى هدومك بسرعة عشان مش هسيبك لوحدك تمشى على حل شعرك تانى جاية تسوئى سمعتنا على اخر الزمن
بسمة : انا مش فاهمة حاجة هو أنا عملت ايه لكل دا
_ اتصدمت لما حازم مسكها من شعرها و بيشدها يقودها من الأرض
حازم : مش عارفة عملتى ايه جاية اخر الليل بعربية مع واحد و تقولى عملت ايه
*أخذت صفعة اخرى من عمها و اتكلم بزعيق*
سعد : لمى هدومك بسرعة احسن هنزلك كدا روحى
بسمة *والدموع اخذت مجراها* : يا عمى اسمعنى انا كنت مع صحبتى و دا اخوها يعنى مش لوحدنا و بعدين انا كنت فى المستشفى يعنى مش جاية من حتة وحشة ولا حاجة
حازم : صحبتك صحبتك دا ايه انا شايفك و انتى راكبة معاه لوحدك قال صحبتك قال و بعدين كل شوية مستشفى مستشفى لتكون الدكتورة بتعايرنا
*فتحت فمها من هول اكاذييه فهى تعلم أنه يكرهها لكن ليست لتشويه سمعتها*
سعد : اخر مرة هقولها يا بسمة قومى لمى حاجتك و هنشوف الكلام دا يلا قومى
_ دخلت غرفتها تحاول كتم دموعها فهى تعلم انها لن تعتب منزلها مجدداً فأبيها كتب المنزل باسم عمها ليحافظ على ابنته و منزله،،،لكنه سيبيع المنزل عما قريب و سترغم على المكوث معهم فى منزل واحد ،،،
يتبع،