أخر الاخبار

رواية اترصد عشقك الفصل الثامن 8 بقلم ميار عبدالله

رواية اترصد عشقك الفصل الثامن 8 بقلم ميار عبدالله

فصل الثامن


..................

مهما بلغ قوة وعظمة الرجل

ويتفاخر بعظمته وكونه متحكم فى مقاليد الأضعف منه

لكن قوة النساء فى مكرها وخداعها

يسقط الرجال فى قاع الأسفلين .

لتخرج المرأة أسلحتها فى ظاهرها ناعمة ، بل مغرية لدرجة التوق للرجال ليس بشئ مخل ... لكن فى باطنها تحوي الدمار ، بل الجحيم فى حد ذاته

فهذه هى الاداة المثالية فى الحرب ، الحرب يحتاج لعقل داهية وليس مجرد قوة عضلات أو جنود يفوق ضعف عدد الخصم الذى يقابله .

ولأن المرأة سلاحها الذى حباها الله بها هو جمالها ،

فبنظرة تسحر

وغمزة تقتل

وعينان تعده بالنعيم .. ألقته في التهلكة

فما مهما كان الرجل صلبا ، قويا ، فبالنهاية بشعلة رغبة تندلع حرب شعواء فى جسده..

يظن الرجل أنه ظفر بها

لكن ما لم يضعه فى الحسبان ذلك الطوق الخفي الذي كبل به ، طوق يخنقه بنعومة .. نعومة مغرية شديدة ، مفقدة لحواسه ، مخدرة لعقله ، تثير تأججه .. والنهاية يموت رغبة وسخطا .

التفتت فرح بعينين لامعتين نحو صاحب الصوت الهادر ، لترتسم ابتسامة هادئة .. مثيرة للغيظ بالنسبة له والدهشة بالنسبة لجيهان التي كانت على استعداد تام لمقارعة خصم لدود يشبه صاحب عينين باردتين

بأنوثتها التي تم انعاشها ، ورقتها التى ما زال بها أثرا حتى من بطشه وقسوته همست اسمه باستنكار شديد وإن كان لا يخفي تعجبا

-نضال !!

لتكتمل دورها في المسرحية الهزلية ، اقتربت منه وهي تلقي بجسدها بين ذراعي الذئب وتقع فريسته ..فريسة سامة ستقتله بعدما يصاب من تخمة عشائه الدسم !!

دست أنفها في عنقه .. شفتيها تلمسان نبضه الهادر ، ورقة جسدها تقابل بصلابة جسده ، لثمت شفتيها نبضه الهادر فى عنقه لترفع رأسها إليه هامسة بإغواء

- حبيبي انت جيت غريبة ، قولتلي انك عندك ميعاد مهم

ازداد اتساع عينا جيهان حتى سقط فكها كالبلهاء وعقلها لا يصدق ما يحدث ، أليس هذا الرجل الذي يؤذيها .. بل يمتص رحيق حياتها .. لما ألقت نفسها بين ذراعيه ، فلما عينيه غامت بعاطفة اجشه .. خشنة ، طالما تمنتها ان تراها فى عيني رجلها الأوحد ؟!!

ازدردت ريقها بتوتر وهي تسبل بأهدابها ، تحاول مغادرة الضعف الذى احتاجها لتتابع نهاية تلك الأحداث ، وتتمنى ألا ينقلب دورها لضحية بائسة !!!

النبضة الهاربة منه حالما احتضنته ، الهدوء الذي اخمد ثائرته اللعينة المندلعة ، نبضة هادرة .. تبعتها اخري ، حتي انطلق جرس الإنذار يدوي فى عقله حينما أحس بشفتيها النديتين تقبل عنقه وتحديدا فى نقطه لم يتصور أنها ستصبح نقطة تستأثره بها ؟!!

ملامح صلبة تقابلها ملامح لينة .. عينان داكنتين بالرغبة التى ارتجت فى جسده من أثر قبلة ، قابلها عينيها البريئتين المطالبتين بما يرغبه هو الآخر .. لف ذراعه بخشونة حول خصرها لتنفلت منها اهه متألمة مغوية خفيضة ، زادت من وحشية مشاعره ليغمم بخشونة

- وخلصته

البراءة فى وجهها تصيبه فى مقتل

عينيها تائقة له حقيقة ، لا يتخيل ، لا تدعى كما يظن

اختلج عضلة فى فكه ، لم تكن مرئية أمام الجميع لكنها .. التقطتها لينتشي ذلك الإحساس بأنوثتها .. ان شخص كنضال ، بهيمنته وضراوته ورجولته يتأثر من لمسة منها .. داعبت مؤخرة عنقه لترتفع بأناملها نحو شعيراته القصيرة وذهبيته غامت بلون داكن جعل جسدها يرتجف رغما عنها لتمتم بنعومة

- قولي انك مقدرتش تستحمل بعدى

رمشت جيهان بأهدابها عدة مرات ، وهى تحاول ان تنظر باتساع حدقتي عينيها .. هل ما تراه حقيقي ، ذلك المشهد المغري بين رجل وامرأة حقيقي كما تراه ام انها تتخيل ؟!!

- شكلك وحشتني يا بيبي

مع همسة فرح الناعمة .. تمتمت ببسمة مزيفة

- البت ناوية على موته النهاردة

تهجمت ملامح نضال ، لتتوحش ابتسامته وهو يزيح يديها عن عنقه ليتمتم بلهجة خطيرة

- متلعبيش بعداد عمرك يا فرح

اشاحت خصلة شاردة لتمتم بنبرة ساخرة مثله وهي تميل شفتيها بالتواء يشبهه

- ومين قالك انى ملعبتش ، ولا فاكر انى مأخدتش العقوبة

قبض بقوة على معصمها بخشونة ، ما يتضخم فى جسده من غضب ، ثوران ، الرغبة ، اتون مشتعل ثائر بالكاد يحافظ على جدية ملامحه ليسمع اهه من فرح لتمتم بميوعة غريبة

- نضال ، براحة فيه ناس قدامنا الله

( الله اكبر ، هل هذا ما تتعلمه المدام فى تلك المؤسسة ) غمغم بها حانقا وهو يصبر نفسه بعقاب شديد لها ، أفلتت يدها من براثن يده لتقف امامه بمواجهة ... جعله يغمغم بهمس

- انتى مين

اقتربت منه بتبختر لتهمس بجوار أذنه بهمس ناعم

- اللى صنعتها بايدك ، اجيب شنطتي ونمشي

صاح بفظاظة شديدة وعينيه تراقب الرجل ، يعلمه جيدا وهل ينسى من قام بمقابلته مرتين ، أولهما في حفلة خطبة لماهر السويسري والثاني في احد من المجمعات التجارية ، كم يرغب فى ضربه .. بل اشباعه ضربا بدل صمته المستفز

- جبيها

مالت فرح بجسدها وهي تلتقط حقيبتها ، والبركان فى داخل نضال القي حممه اللاهبة ، حينما رأي تنورتها المستفزة .. منذ متى ترتدي تلك التنورات الضيقة ؟!! .. اللعنة بل كيف سمح لها بالخروج وهو ظنها محتشمة حيث تصل حافتها اسفل ركبتيها ، سيعمل على حرقها هي وباقي تنوراتها ، النيران فى عينيه اجفلت فرح وهو يرى بعينيها بعض الاهتمام قبل ان تبتسم ببرود قائلة

- بعد اذنكم مضطرة امشي

همت بالتحرك إلا أن جيهان وضعت نفسها فاصلا بينهما لتمتم بحنق شديد

- انتى رايحة فين ... مش رايحين لرهف

بعينين مشاكستين نظرت الى تجهم ملامح وجه نضال لتمتم بهدوء

- اصل انا ونضال فيه مشوار مضطرين نروحه

انفجرت ضحكة ساخرة من جيهان لتمتم بحدة

- والمشوار طلع فجأة ، بت لو الراجل ده هددك قوليلي

لا يعلم حقا تلك الفتاة صاحبة الخصلات المجعدة لما تقف أمامه ، صاح بنبرة متهكمة

- والانسة بتتدخل بين راجل ومراته ليه ؟

دارت على عقبيها وهي تنفجر فى وجه ببرود شديد

- اصل اللى بتتدخل دي تبقي اختها ، واللي بتهتم بيها اكتر من جوزها .. جايلنا بزعيق وشخط ليه فاكر نفسك مين ولا هو خدوهم بالصوت

توجست فرح خيفة من ما يموج من نيران مستعرة في عينيه لتحاول تهدئة الأوضاع وهي تقترب من نضال الا ان يد جيهان منعتها وهي تصيح بحدة فى نضال الذى ابتعد عن وجهها وهو يتجه نحو سيارته

- تعالى هنا .. رايح فين

غمغم نضال بجمود وسخرية مبطنة وهو ينظر الي يدها المتمسكة بيد فرح

- اعتقد ان ايدك دي مهمة والا متتخيليش اعمل بيها ايه

تخلي ناجي عن صمته رغم نظراته المحذرة بعينيه ألا تتمادى ، إلا أنه لم يفلح معها .. غمغم بخشونة شديدة

- جيهاان

ارتفع حاجبي نضال بتهكم ، لثواني اعتقد انه اصابه الخرس ، صاح بتهكم

- غريبة الراجل طلعله صوت ، وانا كنت فاكر انك بلعت لسانك بعد ليلتها

تجهمت معالم وجه ناجي ، ليقول بصوت مليء بالتهديد وعينيه بداخل عيني نضال

يعترف المرة التي قام بلكمه ربما يستحقها ، لانه اخذ زوجته على حين غرة ، وقتها كان فى مجمع تجاري يفكر فى صاحبة الملامح الناعمة التى رآها فى خطبة ماهر شقيق جيهان .. ملامح فرح كانت مطابقة لعرض منتج الشركة ولم يصدق نفسه حينما اصطدم بها .. تحققت أمنيته وحينما مد ببطاقته لها وهي تقف امامه ببلاهة لا يعرف متي تلقي لكمة مباغتة منه .. أدت لشجار عنيف وانتهت بخسارته ، لكن لا يجعل الأمر يستخف منه لتلك الدرجة

- اسمع بقى يا استاذ ... مش ناجي الريحاني اللي يتهدد وخصوصا فى ارضه ... ولو المرة اللى فاتت كنت معتبرها انك كزوج غيور على مراتك .. لكن صدقني فكر تمد ايدك وشوف هيحصل ايه

تحفزت معالم العداء على وجه نضال ، لتنظر جيهان بقلق الى ناجي الذي يستجيب إلى ندائه ، اقتربت منه بخوف لتمسك ذراعه وهي تقترب بصوت هامس قلق

- ناجي .. تعالى هنا يا راجل .. الراجل ناوي على ضربك

هي تكاد ترتعب من نضال حقيقة ، نظرة العداء والغضب يلوح فى نيران عينيه ، لينظر ناجي بتحدي نحو نضال الذى يقابل ابتسامته بسخرية ليتمتم

- وماله

اتسعت عينا جيهان وهي تمتم بنبرة خفيضة ليسمعها

- بقولك هيمسح المرة دي ملامح وشك ، وانت من الناس اللى المفروض تهتم بمنظرها

ما ان رأت اهتمام جيهان بناجي اقتربت من نضال بابتسامة هادئة على محياها الناعم ، الابتسامة لم تهتز وسيرها معتدل رغم نظراته التى تتفحصها بكل وقاحة ، غمغمت بنعومة

- حبيبي

امسكت ذراعه وهي تقول بهدوء ، وفي عقلها اقرب فرصة لتفر هاربة منهما

- اعتقد هنتأخر عن مشوارنا

تجهمت ملامح نضال ولم يتحرك انشا واحدا رغم مجهوداتها الحثيثة لتحريكه ، الا انه وقف كصخر وهو يغمغم بحدة

- بس لسه مخدتش حقى

عقدت حاجبيها وهي تمتم بتساؤل

- حق ايه ؟

تقابلت عيونهم وصدمها ما قرأته في عينيه ، ارتجف بدنها وهو يتمتم بنبرة خشنة

- انه لمس ايدك

نظرت فرح نحوه ببلاهة شديدة ، لا تصدق هل يقصدها حقا ؟!!... هل حقا غار ؟!!! ، سرت قشعريرة مرت على اطراف جسدها وقلبها يكاد يفقد لجامه ، لتسمع تعليق جيهان الساخر

- لا يا فيفي فعلا جوزك غيور اووي من لمسة ايد ، اللي يشوفه دلوقتي ميشفهوش وهو بيتسرمح مع كل بنت

اخرجت فرح همس خافت باسمها وصوت ناجي الصارخ وهو يحاول تكبيل جسدها مانعا اياها عن التحرك للاقتراب منهما إلا أنها اقتربت ووقفت أمام نضال بتحدي صارخ أمام عينيه التى عادت للعداء الشديد

- جيهاااان

وقفت بتحدي ونظرة عينيها باردة ، ساخرة منه وهي تمتم بوقاحة شديدة

- مد ايدك لو راجل عليا يا ابو عضلات على الفاضية

اقتربت فرح بخشية نحو نضال لتلمس ذراعه هامسة بخشية وعيناها تلوم جيهان

- نضال ، ارجوك

صاحت ببرود شديد غير عابئة بنظرات فرح ، عيناها تتحدى عينيه ، تحاول أن ترى فقدان سيطرة ذلك الرجل أمامها لتزجه فى السجن ، ليست غبية لتلتمس ذلك الضعف من فرح .. كلا لن تجعلها غبية رغم انها تفاجأت بقوتها التى استعرضتها بدهاء جعلت الرجل يتشتت

- خليه يوريني سبع الرجالة ، ليه هو فاكر نفسه بيتشطر على الستات ... طب وعزة جلالة الله ما انا متحركة وخليه راجل زي ما هو فاكر نفسه ويمد ايده ... ولا انت توتو زي العيال الصغيرين

انفجر نضال وقتها صارخا بحدة ومحاولاته الحثيثة لتخمده غضبه ، يقسم فقط لو أنه فقط لولا انه مهتم بمعاقبة تلك التي بجواره لاقلع لسان تلك الوقحة صاحبة الخصلات المجعدة

- انتى اتجننتى

اشاحت جيهان يدها بلا مبالاة ، وداخلها يكاد ينهار .. تقسم انه يشبه كالثور الذى سيفتك بها بشراسة شديدة ، لتمتم بنبرة حادة صارخة

- وريني يا سبع البرومبة يا سيد الرجالة ، وانت مجرد حثالة .. قذر .. يا خي دي الرجولة هربت منك لما بتستقوي على الضعيف ، ما توريني ولا هو فالح تبرقلي

صاح نضال بتوعد شديد وهو يضم قبضته بقوة ، يمنع انامله عن الفتك بها ، ما زال هناك شئ يقظ يمنعه الاستسلام لها

- قسما بالله يا جيهان لو ما سكتي لاقوم ضاربك

صاحت جيهان بنبرة متهكمة شديدة

- مين ، مين ، مين يا خويا ، ايه يا حبيبي انت بتكلم جيهان السويسري ، لمسة منى وقسما بالله لابيتك فى السجن ووريني بقي وشك من الصحافة

تفاجات بوجه ناجي الذى يقف حائلا بينها وبينه ، لتعبس ملامحها بغرابة وهي تري جذب فرح نضال نحو السيارة ، أعادت عيناها نحو ناجي الذي ينظر نحوها بعتاب شديد .. لكن ليس وقته ... تعترف شجار كهذا يجب ان تلقيه فى وجه وسيم وليس نضال ، لكن ذلك الحقير يستحقها ، صاح ناجي بغضب

- خلاص خلصتي

اتسعت عيناها بدهشة وهي تري توجه فرح نحو باب السيارة لتمتم بدهشة

- مشي فين ده

امسكها ناجي من ذراعها بخشونة قائلا بنبرة حازمة

- تعالي هنا

افلتت يدها منه وهي تقترب منهما قائلة بخشية شديدة ، والقلق يعتريها إذا شيئا سيصيب فرح بالنهاية

- اوعي بقي ، ده هيموتها

التفت نضال نحو فرح التي جاورته في سيارته ليكظم غضبه وهو يتمسك المقود بعنف شديد

- عجبك يا مدام

غمغمت ببرود شديد وهي تنظر اليه معلنة اياها صراحة

- متقولش مدام ، ايه هنكدب الكدبة ونصدقها .. نضال علاقتنا محدودة وواضحة .. جواز رسمي عشان اهتم ببنتك اللى امها رمياها ليك

تألمت حينما أمسك ذراعها بخشونة ليجذبها نحوه وهو يقترب هامسا بنبرة محذرة

- اتعدلى يا فرح

لو كانت فرح القديمة لارتعبت خوفا وستنكمش حول نفسها ، إلا أنها الحالية التى تنظر اليه بتحدي همست بنبرة باردة

- ليه شايفني نايمة .. ما انا واقفة

تمتم نضال من بين اسنانه ويداه تضغط على ذراعها

- انا عارف جبتي الوش الجديد من فين

قاطعته بنبرة جامدة

- ده وش انت اللى صنعته

زاد أصابعه قسوة حتى أفلتت اهه مؤلمة من شفتيها ليتمتم بقسوة شديدة

-انا سايبك بدماغي يا فرح عارف المكان ده مش مناسب ليكي

زمت شفتيها ، وهي تتأسف على ذراعها ، علامة اصابعه ستترك اثرا لايام ذلك المتوحش ، غمغمت بنبرة هادئة

- ومين قالك انه مش عاجبني ، بالعكس حلو جدا واللى فيه محببني فى الشغل

أفلت ذراعها لتمسد فرح على ذراعها ليتمتم بحدة

- مفيش خطوة فى القرف ده الا لما اعرف كبيرة وصغيرة

استمع الى نبرة صارخة من صاحبة الشعر المجعد

- انت يا سبع الرجاااالة

زفر نضال بحدة ، ليخبط بيده على المقود بعنف شديد ليصيح بنبرة هادرة

- لو ما اتكتمت دي اقسم بالله متلومش غير نفسها

تمتمت ببرود شديد وهي تنظر نحو النافذة

- لو راجل روح اضربها ، ولا انت مبتقدرش تتشطر غير الأضعف منك

حينما لاحظت انه لم يتحرك وعيناه تنظر نحو بقعة معينة ، تتبعت مرمى بصره وهي ترى اثر اندفاع جيهان الهائج وعلى اثرها ناجي الذى يثبط اندفاعها وحينما تملصت منه واشاحت بيدها اصابت انفه جعل ناجي يضع يده على أنفه وهو ينحني بتوجع لضربتها المباغته ، صاحت ببرود وهي ترى نظراته المتسلية لما يراه

- يلا ورايا حاجات كتير اعملها فى البيت عشان خطوبة رهف

تمتم بنبرة عابثة وهو يشمت المسمى بناجي ليدير محركه وهو ينطلق بسيارته خارج مقر الشركة

- غبية

***********

جلس عاصي على كرسي في مقهى حيهم السكني وعيناه تمرران فى وجوه الجميع بشرود شديد ، عقله يفكر فى شادية يحلل شخصيتها المتناقضة .. منذ عمله معها كانت تتحاشى الاحتكاك به ، قلما تتحدث معه .. حديثها يقتصر على اتجاهاتها .. كره ذلك حقا .. تعاملها العملي كرهه ، بدأ يضيق حصاره حولها .. يتعمد الاقتراب منها بحجة سلامتها ، لكن هو فقط اراد رؤية وجهها الحقيقي بدل وجه الرخام هذا ..

مشاكسته تعجبه ، هو بطبيعته يحب الحركة لحياته .. الصمت والهدوء لم يكن يستغيثه ، طبيعته تلك أخذها من حبيبة قلبه توحة ، المرأة التي يبحث عن شبيهتها لتصبح امرأته ، لكن حقا لا يوجد سوى توحة واحدة فقط فى العالم .

مزيج توحة فريد ... تستطيع أن تتنقل بين شخصياتها بين أم حازمة وجدة عطوفة وامرأة غيورة ، وابنه تحب الدلال فى بضع دقائق .. كيف تفعل هذا ؟!! ... الله وحده يعلم

لكن مزيجها الفريد يعشقه ، بات يدمنه ، كأنها تضيف صخبا لحياته بعد مناغشاته لشادية الناظرة ، تنهد وهو يفكر

رغم والدها معتصم الذي أعطاه ملخص بسيط عن حياتها حتى يكون قادر على تعاملها ، والداها لم يكن ليستعين لمساعدته إلا حينما رأى تبدل حالها التى تغيرت لمائة وثمانين درجة ، تغير مقلق حقيقة ... رغم ثقته التى لم تخذله ان والدها عالم لسبب تغيرها المريب إلا أنه والد بالنهاية ، خشي عليها .. خشي من ضعفها ورقتها الهشة التي تلمسها فى معاملته بعكس شقيقتها جيهان المتهورة .

الفرق بين الشقيقتين شاسع ، الاولي تهرب من مخاوفها والثانية تواجهها ربما ما عزز ثقة جيهان أنها بطبيعتها مغامرة ، مندفعة ، عكس حياة شقيقتها الرتيبة وهى تذهب من والى العمل فقط ، لا يتعجب من عدم وجود خاطبين كونها تصد أى محاولة اقتراب .. لكن محاولتها ضعيفة مثلها ، وتلك كانت وظيفته الحقيقة من معتصم والدها شخصيا ..." إبعاد أى راجل عابث عن مجال حياتها " ، وهو نفذ تعاليمه بحذافيرها .. منع الرجال عنها لأنه قرأ فقط التسلية في عيونهم ، ولسبب آخر هو انجذب لفترة إليها ، فترة وانتهت .. شخصيتها بالنهاية تجعل الرجال يصبوا انتباههم إليها ... طبيعة بها .. طبيعة فطرية تستحوذ على اهتمام الرجال من حولها وان اختلفت أغراض كل واحد منهما ، هو انجذب لمعرفة خباياها .. لكن ما زال قلبه حرا .. لم يتم أسره كما تمني !!

صاح بخشونة شديدة وهو يفيق من دوامة افكاره مفكرا فى طريقة لمصالحه جدته التي طردته من منزلها واخبرته بوقاحة أن يرى فندق يمضي ليلته .. لا يعلم كيف قسى قلبها هكذا لتفعلها لأول مرة في حياتها ... وحينما طلب ثياب امتنعت نهائيا وهي تخبره انها ستذهب للنوم ولا تريد اى صداع حتى تقدر على النوم بسلام ، جدته الماكرة صاحبة القلب القاسي ، كيف طاوعها قلبها لتجعله ينام فى شقة جاره وصديق عمره عادل والذى لحسن حظه هو الابن الوحيد لعائلته

- هيمااااا

اقترب الفتى صاحب السادس عشر من أعوامه ليصدر نغمة مميزة في صوته وهو يقلب بالملعقة فى أكواب الشاي

- ايوا جااااااااااي

وضع أكواب الشاي لطاولة قريبة منه قبل أن يهرع الى قدوته في ذلك الحي ، الرجل الذي لم يعيبه العمل ويتابع تعليمه في المدرسة بل استمر حتى في الجامعة ، رغم جدته التى دعمته بكل طريقة حتى اشركته في نادي رياضي شهيرة ليمارس الملاكمة وفاز بعدة جوائز للعبته حتى نال بطولة الجمهورية وتوقف بسبب دراسة كلية المؤرقة ، رجولته وشهامته ايضا فى الحي خير دليل ايضا ، ابتسم هيما نحو قدوته بنظرات تلمع بالفخر ليتمتم

- اتفضل يا استاذ عاصي

ابتسم عاصي فى وجه الشاب فى عمر حيوي وخطير المراهقة ، رغم علمه أن عائلته ميسورة الحال الا ان الفتى رجل بحق .. طلب أن يتم الاعتماد على نفسه رغم انه ما يكسبه ليس بكثير إلا أنه يخبره أنه يرغب أن يصبح مثله ، يحذو حذوه ذلك الشاب ، تمتم بنبرة مهتمة

- تعالي قولي الحاجة نزلت امبارح ولا قعدت

اومأ هيما برأسه وقال

- نزلت يا استاذ وشربت شاي وطلعت

ربت على كتف هيما ليقول بنبرة جادة

- فتح عينك وخلي بالك منها ، توحة تتحط فى عنيك يا هيما

ابتسم هيما وهو يتمتم بثقة شديدة

- يا استاذ متقلقش عليها .. دي ممشية الحتة زي القلم ، الناس بتسلم من كلامها

ارتبكت معالم وجهه حينما لاحظ معالم وجه عاصي المتجهمه ليتمتم بارتباك

- ااااا ... ااق.. اق..صد يعني أنها بركة الحته

توجس هيما خيفة من ملامح وجه عاصي الخطيرة ، ليرفع الصينية قائلا بخشية

- ايه يا استاذ عاصي .. انت كمان هتعلقني مكان فانوس الرمضان السنة دي

تفاجأ عاصي من ما قاله الفتى ، ليغمغم مرددا الكلمة باستهجان

- أعلقك ؟

انفجر الفتى يقول بخشية شديدة وهو يتلفت يمينا ويسارا خشية أن سمعته توحة

- الست توحة بنفسها قالتلي كدا

انفرجت ابتسامة على شفتيه ليهز رأسه قائلا بيأس

- انت مشكلة والله

صدح صوت عادل صديقه وهو يلقي سلاما لجميع من في المقهى

- سلامو عليكوو

ردد السلام وبعض الرجال في المقهى ليقول عاصي

- تعالى يا عادل .. وانت يا هيما هات شاي ليا وللأستاذ

أومأ هيما وهو يتحرك نحو الداخل بتعجل

- عنيا يا استاذ

التفتت عادل باهتمام نحو صديقه ، لا يصدق كيف لرجل مثله ان يتهور ويترك عمله الأساسي كونه تخرج من احد اهم الجامعات المصرية ويحمل شهادة تجعله يعمل فى أى مكان يرغبه ، رغم علمه حاله عاصي الميسورة وتفاني جدته وهي تدفع بمالها لتعليم حفيدها فى احسن الجامعات ، الا انه لم يخذلها ابدا .. شرفها وجعلها تفخر به فى أى مكان تذهب اليه ، تمتم بنبرة ذات مغزى

- بطلت ما تشوف شغلك ليه

غمغم بلا مبالاة وهو يأخذ الكوب الشاي الذى وضعه هيما قبل أن يلتفت إلى عمله

- انت عارف اني بروح كمتطوع مش اكتر

صاح عادل بحنق

- متطوع !! .. انت مجنون ، انت بس لو اديت اهتمام لشغلك زي ما بتهتم بالشغل العجيب ده اسمك هيكون على لسان كل لسان

التفت عاصي وهو يقول بنبرة ذات مغزى

- انت عارف لما بساعد حد مبحبش اخد عليه فلوس

اشمأزت معالم عادل ليتمتم

- خلى الحاجة توحة تسمعك ، وهي اللي دفعت فلوس كليتك طول السنين دى وفى الاخر تشتغل بودي جارد

تجهمت ملامح عاصي ، ليتمتم بنبرة ساخرة

- عادل متبقاش انت كمان زي توحة ولا هي مسلطاك عليا !!

انفجرت ابتسامة شقية على شفتي عادل حينما تفاجئ بوجوده على عتبه منزله قائلا ان توحة تعاقبه لانه يغلق هاتفه اثناء عمله ، رغم دهشته وعدم استيعابه ان توحة فعلتها ، قال بنبرة شقية

- توحة دي ربنا يكرمها والله دي الوحيدة اللي عاملة شهرة لحتتنا

تحولت تعابير وجه عاصي للتجهم والشرر ،وهو بطبيعته الغيورة والحمائية على أهل بيته استقام ليتعارك مع عادل الذى يشاركه فى بنيته الضخمة ليمسكه عادل وهو يجلسه على المقعد قائلا

- اهدي يا تمساح ايه ، بهزر معاك انت عارف توحة دي زي ستي

زفر عاصي ، يشعر انه مكبل بقوة .. من جهة جدته ومن جهة أعماله التي تقع على عاتقه ، غمغم بنبرة هادئة

- انا مش عايز ازعلها .. انت عارف عشان ادخل الكلية دي دفعت من الفلوس اللى ورثتها من ابوها .. رغم اني رفضت بس هي قالت ان ده حلمي .. ولازم اكمله

صاح عادل بلهجة غامضة

- قولي بقي لما دخلت كلية الاغنيا ، عجبتك القعدة وسطهم

ضيق عاصي عينيه وهو يعلم الى اين يتجه بسؤاله ليتمتم

- صوابعك مش زي بعضها يا عادل ، هناك وهنا زي بعض .. الاختلاف شوية اهتمام وفلوس ... فيه الوحش والحلو

قام فجأة من مجلسه وهو يضع النقود على الطاولة ليقول

- بقولك ايه انا طالع اشوفها ، عشان مرضتش تكلمني .. دفعت الحساب خلاص اشوفك يا كوتش بليل

هز عادل رأسه بيأس شديد منه ، رغم داخله ممتن بشدة انه حظي بصديق مثله .. فحينما قرر فتح صالة رياضية وخصوصا انه كان مشترك فى النادى الرياضى الذى كان يذهب إليه عاصي ، لكن بعكس عاصي النادي هي ما طالبته بالانضمام ، ارتشف الشاي وهو ينظر بتسلية الى عاصي مفكرا كيف ستستقبله توحة !!

تفاجئ عاصي أن الباب فتح عكس ليلة امس ، اغلق الباب خلفه وهو يتمتم بنبرة مشاكسة باحثا عن جدته

- توحة ، انتى فين يا قمر انتى

وجدها جالسة على الفراش ، تقلب فى الصور القديمة .. اقترب جالسا بجوارها وهو يأخذ الصورة التي تمسكها بيدها .. صورة تجمعها مع زوجها ، كم كانت جدته فاتنة .. بل امرأة جميلة وهي تنظر بعشق نحو زوجها الذى جمعت ملامحه الخشونة الرجولية المحببة ، لطالما تساءل كيف لأمرأة مثل جدته صاحبة ملامح ناعمة رقيقة تزوجت برجل مثله ؟!! ... ليسخر من نفسه حاليا .. اصبح مثل جده الذى كان يسخر حينما كان طفلا صغيرا واصفا اياه بالغول ، عجبا للدنيا ... تمتمت توحة بحدة شديدة وهي تخطف الصورة منه لتنظر بعشق لم يقل رغم سنوات فراقه عن الحياة لزوجها الراحل

- عايز ايه يا ولد

قبل وجنتها وهو يشاكسها بمرح

- ايه يا جميل انت ، حد يبعد عن حبيبه للدرجة دي

وضعت الصور في صندوق الذكريات لتغلقها وهي تقوم من مجلسها لتضعها فى الخزانة لتصيح بحدة ونبرة ممتعضة

- انت عارف سبب خصامي ، انا يا عاصي اقولك متقفلش التلفون تقفله .. افرض لو حصلي حاجه

اقترب عاصي وهو يفاجأها بعناقه ويداه تلف بقوة حول خصرها وشفتيه تميل لتقبيل خدها

- بعد الشر يا ست الكل ، انا مش متخيل اعيش من غيرك

صاحت توحة بصرامة شديدة

- ولد .. اتعدل كدا ، عايز اقول ايه للمحروم .. حفيدك بيعاكسني

انفجر عاصي ضاحكا بعبث وهو ينظر الى الصورة المعلقة على الحائط التي بها صورة زوجها ليتمتم معتذرا وهو يبتعد عنها رافعا يديه باستسلام

- لا طبعا ده يصح ، نعتذر يا معلم انى بكلم جميلة حتتنا

التفت اليه توحة لتصيح بصرامة شديدة

- بردو مش هتقدر تهرب منى ، فى مرة هتلاقيني مت وانت قافل موبايلك ووريني بقي عنادك ده هيوديك فين

انقبض قلبه بعنف ، ولثواني تخيل مغادرة روح جدته عن ذلك المنزل ... صاح بلهجة خشنة وهو يقترب مقبلا رأسها باسف حقيقي

- يا روحي .. اوعك تمشي وتسيبيني

التوي قلب توحة لرؤية الالم في عيني حفيدها ، قلبها الضعيف الذي يستميل بنظرة مستعطفة من حفيدها جعلها تميل شفتيها قائلة بنبرة معاتبة فى النهاية

- مش هتقفل التلفون

هز رأسه نافيا

- ابدا

اومأت برأسها لتمتم بعدها وهي تنتظر هدية مصالحته

- جبت معاك ايه

اخرج من جيبه عسلية ليقول بنبرة مشاغبة وكأنه يهدي ابنته مكافأة حسن سلوكها وليس برجل ناضج يحاول مراضاه جدته

- عشان تعرفي اني بحبك ، جبتلك معسلية .. وخلي بالك مش هجبهالك تاني وموصي عم عبده ميبعش العسلية نهائي من الحتة غيري

خطفت منه العسلية وهي تفتحها الغلاف لتقضم أول قضمة بجنون واستمتاع ، انقبضت ملامح وجهها حينما استمعت الى نبرته الآمرة لتهمس بحنق لذيذ

- انا شوية وهقوم اضربك

عاد تقبيل راسها وهو يقول حينما نظر الى ساعة يده

- طيب مضطر امشي اشوف كام مشوار كدا ، هغير هدومي و امشي

استدر راحلا متجها نحو الحمام ليزيل عنه إثر ليلة البارحة ، إلا أن صوت توحة استوقفه

- ولد

التفت اليه بنظرة شقية حينما استمع الى نبرتها الجادة

- جيب عروسة معاك النهاردة

اتسعت عينا عاصي وقال بدهشة

- عايزة عروسة فى العمر ده يا توحة !!

هل جدته تحولت لطفلة حقا ؟! ، فماذا سيخبر الحي إن سألوه لمن تلك العروسة ؟!! ، تجهمت ملامح توحة للحدة لتصيح في وجهه بحدة

- ولد .. متتلاعبش عليا ، هات بنت تملى حياة البيت ده

وضع عاصي انملة السبابة أسفل عينيه وهو يقول ببساطة

- حاضر .. من عنيا الاتنين

ثم التفت راحلا لتقف توحة وهي تقضم من العسلية لتمتم بحنق

- اضحك يا ابن ابنتي ، لكن احساسي انك هتقابلها

وحينما تذكرت حلم أمس ، حينما رأت في حلمها عروس طفلها المشاغب وهي متأبطه ذراعه ، نظرت الى الاطار المعلق فى الحائط ... غمغمت بنبرة ناعمة نحو زوجها

- شوفتها فى حلم النهاردة ، هانت هجوز ابني ونشوف الاميرة الجديدة

قضمت العسلية بتلذذ شديد وهي تذهب نحو المطبخ لتحضر له بعض الطعام السريع ، تعلمه سيهمل فى طعامه إن لم تطعمه هي بنفسها ، شفتيها يدندن بإحدى الأغاني الطرب القديم وداخلها يكاد يزغرد سعادة ، قريبا ستأتي من ستضيف صخبا أو منحني اخر لحياة لطيف لذلك البيت !!

*********

عقله يعمل بلا هوادة

جسده رغم عنه تائق لما هو أكثر من لمسات بريئة

هو اشتاقها

يعترف ..كفاه جبنا ..انه مشتاق لها بجنون

شيء بداخله سكن وهدأ حينما اصبحت بين ذراعيه بمحض ارادتها

كترحال يشق طريقه في الصحراء القاحلة باحثًا عن نبع ماء

أو كنز ثمين

ترجلت فرح من سيارتها وهي تسارع نفسها بالتوجه نحو المنزل ، ارخي نضال رأسه على المقعد ..ما الذى احبته فيه لتلك الدرجة

هو غير قادر على العطاء .. هو شخص مصاب بالخذلان .. مكبل بقيود مريرة .. اليتم والانتقاص من انسانيته ، ضرب على المقود بعنف وهو يزأر بوجع

ما السبيل للخروج من ذلك القاع ؟!

ما هو السبيل ليقدر على العيش كأي رجل طبيعي

من حقه أن يرغب بحياة طبيعة وإن لم يحصل عليها وهو طفل .. فمن حقه أن يحصل عليها وهو راشد

ها هى الحياة الطبيعة تلوح له فى الأفق ، لما هو مصر لتلك الدرجة للبقاء متخاذل ؟!!!

ترجل من سيارته وهو يصفع بابها بحدة طفيفة ، وعيناه تبرقان بتصميم وعزيمة شديدة .. للأخذ بحقه

لمحاسبتها على الغضب الذي استولى عليه !!

صفق باب الشقة خلفه بجنون ، وهو كالليث الحبيس ينظر نحو قيود سجنه بجنون ، بطبيعة لم يعتاد عليها وحياته السابقة قضاها حرًا ، طليقًا !!

انتبه علي صوت همسة خافته من شمسه التي تضحك بعذوبة شديدة بين ذراعيها

- بابا

تسمر على صورتهما معًا

كلتاهما تكمل الأخرى

نفس العيون البريئة

نفس الابتسامة

حتى تلك النغزة في خد صغيرته تشبه نغزتي فرح ، صورة كاملة

جامعة بين الرقة ، والأنوثة ، والكمالية

إن دخل هو سيكون باهتا .. سينزع المثالية من تلك الصورة

استمع الى صوت صغيرته وهي تقترب من فرح تلمس خصلة شعرها

- دادا

مالت فرح تقبل وجنتيها برقة ، الصغيرة رغم أنها ليست بوالدتها .. لكنها صغيرتها هي ، تمتمت بحنين شديد

- يا روحي انتي ، وحشتيني

استمعت الى تعليق نضال الممتعض

- لو اهتميتي بيها مكنش وصل بيها الحال لدا

رفعت عينيها نحوه بشرر ، وعادت بنظرها نحو المرأة التي تعتني بالصغيرة لتمتم بحنق

- متتكلمش معايا نهائى فى البيت ده

ظن هو بركانه خمد

لكن لم يكن سوى طبقة رقيقة ، انصهرت لتموج عينيه الذهبيتين ليصيح هادرًا

- انت اتجننتي

ارتعد جسد فرح ، وقناع شجاعتها تقهقرت .. زمت شفتيها لتصيح بحدة

- اتجننت !! .. لا هو انت خليت حد عاقل بوجودك

لما الان يثور بعد صمت طويل منه ؟

هل يريد ممارسة بعض جنونه عليها الآن ؟!!

اتسعت عينا نضال وهو يستمع لردها الصريح الأقرب للوقاحة ليتمتم بحدة نحو المرأة التي تنظر اليهما بقلق

- روحي شوفي شغلك

هزت المرأة رأسها ايجابا وهي تسحب جسد شمس من يدي فرح وفرت هاربة نحو غرفة الصغيرة ، اقترب نضال منها ليمسك رسغها بخشونة جارا إياها نحو غرفة نومهم

اتسعت عينا فرح وهي تعلم ما مصيرها خلف تلك الغرفة ، حاولت ان تسحب يدها من قبضته القوية لتصيح بحنق

- نضال بطل جنان

اغلق باب الغرفة خلفه ، ليدفع بجسدها نحو الداخل .. اختل توازن فرح وهي تحاول المحافظة على توازنها الذي اختل .. زفرت بحنق شديد من همجيته العنيفة لترفع عينيها وهمت بالصياح إلا أنه ألجمها بنبرة خشنة

- اصل انا معقد ، وغبي ، وحيوان .. وجوزك

سكن دفاعاتها الهجومية ، اسدلت اهدابها وعادت رفعها لتنظر إليه هامسة بذهول

- نضال

لم تتوقع اعترافا كذلك منه ، يخبرها صراحة .. ابدا هو أبعد بكثير عن سيناريوهات كثيرة دارت في عقلها ، عاد نضال يكرر بنبرة أقل انفعالا

- انا معقد فعلا وغبي ، لكن مش بحب الي بستغفلني

ابتسمت فرح بمرارة لتعقد ذراعيها على صدرها هامسة

- ويا تري المعقد هيحبس نفسه لحد امتي

لم يرد ، بل تحاشي النظر كليا لعينيها .. مرر يده علي خصلات شعره وهو يحاول عبثا تهدئة نيرانه .. شعر بجسدها الذي يقف أمامه متحديا اياه وصوتها المختنق

- للدرجة دي شايفني مش مهمة ليك ؟

ارتفع نضال بعينيه ، بعض نظرات اللوم منه اخترقت وجدانها ، غمغم نضال بحدة

- انا مش بعترف لحد بحاجه ، تصرفاتي هي اللـ

قاطعته وهي تجذبه من ياقة قميصه وصوت متهدج غمغم

- اللي تحكم مش كدا ، لكن مش شايفه اي حاجه منك للاسف

ألا تعلمه هي حقا ؟ .. ألا تعلم ما هى طريقه اهتمامه ؟ ، انتظرت فرح منه ردا إلا أنها غمغمت ببرود

- لكن خلاص ، الصفحة دي قفلتها

مال شفتيه ساخرا وهو يميل براسه نحو شفتيها ، يضعف من دفاعتها الحصينة ليهمس

- قفلتيها ؟

قرأت ما يموج في عينيه ، تركت ياقة قميصه وهي تغمغم بارتباك

- انت عايز ايه

ببساطة شديدة شملها بنظرة حارة ، مليئة بالرغبة والعاطفة الخشنة

- عايزك

انفجرت ضاحكة ، تداري ارتباكها عن عينيه لتقول

- فى سريرك

وضع يديه في جيب بنطاله وهو يرى تورد وجنتيها واشاحت عينيها عن عينيه ليتمتم بنبرة ذات مغزى

- لو عايزك مكنتش طلبت ، انتى عارفاني باخد حقي على طول

استفزها بنبرته الوقحة ، اندفعت بجسدها إليه لتمسك ياقة قميصه وهي تصيح بحدة

- لا .. زمن السحب والجر لفرح القديمة دا تنساه

دفعته برقة شديدة وبساطة نحو الفراش ليسقط نضال على الفراش وفرح تجثم فوقه ..

تمارس بعض الدروس التي كان يعلمها إياها قديما

تخبره أن التلميذ تفوق على استاذه ببراعة شديدة ، فكت ازرار قميصه بلتكؤ شديد لتسمع إلى زمجرته الخشنة .. تدفقت مشاعر الزهو والثقة وإنعاش تلك الانوثة وهي ترى عينيه لتميل بوجهها نحو هامسة باغواء

- دلوقتي دور فرح اللي صنعتها

وتلك المرة أخرست شفتيه بقبلة مشتاقة ، بادلها بقلبة شغوفة ، تدفقت الحرارة فى كلا أجسادهم لتشعر بنفسها أسفل الفراش وهو يعتليها .. يداه كانت تحتضن حناياها بشغف وشفتاه تدحض أى مقاومة من للفرار

الأمر أشبه بدوامة .. وهي تسبح عكس التيار

لفت ذراعيها حول عنقه لتسحبه هو الآخر لدوامة صنعها بيديه والبقاء للأمهر؟!!

*******

بتنورتها البيضاء القصيرة وقميصها الابيض الملتصق بحنايا الانثوي ، تتحرك فى الملعب برشاقة تسدد ضربات الكرة ... عقلها يحاول اشغاله بأى رياضة حتي لا تجن

كيف لؤي سيخطب !! ، بالله كيف سيفعلها وستكون شاهدة على حفلة الخطبة والزواج وايضا حمله للاطفال ، صعب للغاية .. بل مؤلم وخانق للغاية .

أصاب جسدها الخمول وهي تخطئ ضرب الكرة ، ليعيد المدرب بإعادة الضربة لتسددها مرة أخرى .. حركتها فى الملعب اصبحت اقل نشاطا بعكس طبيعتها ، عقلها يعمل كمكوك يستنفذ منها أى طاقة حركة ، رفعت ذراعها لتمسح العرق المتصفد على جبينها من خلال لفافة حول رسغها، لم تتوقع أن يكون اليوم حارا لتلك الدرجة أو هي التي تشعر بحمم فى داخلها ، عادت تنظر نحو الكرة التي وقفت تنظر إليها ببهوت من زاوية بعيدة عنها لتسقط أرضا دون التحرك إليها وتسديد الضربة ، وقفت ثابتة فى الملعب لتسمع تذمر المدرب قائلا

- وجد

ارتفعت وجد نحو المدرب الذى اقترب من الشبكة وعلى وجهه ملامح متجهمة ، حانقة لتمتم بأسف بارد

- اسفه يا كابتن

صاح بحدة طفيفة ، وهو يرى لا مبالاتها الشديدة

- وجد .. للاسف مستوانا مش قوي زي الاول .. وانا خايف تطلعي من المسابقة

اقتربت من الشبكة وهي تهمس بهدوء

- متقلقش يا كابتن

ارتفع حاجبا المدرب قبل أن يتمتم بخشونة

- مفيش وقت يا وجد ، للأسف مضطرين نرجع ونعيد تاني من جديد .. هنرجع نروح الجيم من جديد .. وهنرجع ننتظم في مواعيد التمرين

عبست ملامحها ، رغم أن الرياضة تلك كانت تعتبرها مصدر إلهاء ، لكن عشقها الأزلي هو العزف على البيانو الخاص بها ، إلا أنها لم ترغب بأحزان جدها ووالدتها التى رغبت ان تراها متفوقة فى تلك اللعبة ، لكن ما الفائدة الآن !!

حينما كانت تنفذ رغباتهم بصدر رحب وطلبها هي الوحيد لم يقدر على تنفيذه ، أليس هذا شيء قاسي للغاية ؟!! ، أن السند الذى رغبته فى عائلتها ومساندتها انفصل الجد بهدوء دون أن يعدها بحرف واحد ، وتكلفت جميلة لإيقاع لؤي بحبها ، لكن ألا يعتبر صمت جدها فى بادئ الأمر موافقة ؟! ... ربما عدم رضا لكن بالنهاية لم يرفض رفضا قاطعا !!

التفت الى ملامح مدربها المشتعلة لتهمس

- تمام

نظر المدرب بجمود نحو وجد ليتابع بنبرة هادئة

- مش عايز اي حاجه تاثر على مستوى لعبك يا وجد ، انا واخدك نجمة النادي

ابتسمت ساخرة بشدة وهي تغمغم بنبرة كئيبة

- نجمة انطفت

اتسعت عينا المدرب وهو ينكر ما قالته

- مين قال دا

لم تقصد وجد المعنى الذي وصل للمدرب ، بل عنت على نفسها ..تشعر انها منطفئة .. هي منحت .. منحت الكثير ، لدرجة انها ستصل للتوسل فى الحب ، شيء خبيث طفق يخبرها ، أليس من حقها أن يتذلل رجل لحبها ؟!! ، من حقها تحصل على رجل يعشقها بل يحرص على أن ترتوي من حبه لكن من أين ؟ .. وعمتها كلفت حياتها نحو لؤي ، وكأنها تنفذ حلم صعب على عمتها تحقيقه !!

رفعت عينيها نحو المدرب الذي ينادي اسمها لتمتم

- خلاص كل واحد بياخد دور شهرته يا كابتن

صاح المدرب بصرامة شديدة

- وجد .. انتي اكتر واحدة بتلعب صح ومثابرة وعندك روح رياضية وكمان ذكية جدا فى لعبك وتخلي اللي قدامك يخرج خسران

تمتمت بنبرة باردة وهي تستعد للرحيل من الملعب

- كان

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close