اخر الروايات

رواية السجينة وايدي العقاب الفصل السابع 7 بقلم دينا عادل

رواية السجينة وايدي العقاب الفصل السابع 7 بقلم دينا عادل


_ما إن سمعت ذلك حتى تطايرت عيناها من الغضب وقفت وهي تجفف يدها ثم قالت بصوت مرتفع:
-أنتِ بتقولي إيه يا ولية أنتِ ،اتهبلتي في مخك ولا إيه ؟
اقتربت منها "نعمات" وهي متبسمة بشر وتطالعها بنظراتها المستفزة قائلة:
-ليه هو أنا كل يوم بعد نص الليل بروح من ورا الناس عند مكتب المأمور وأعمل اللي بتعمليه !
نظرت لها "عهد" نظرات نارية وجميع من في السجن يتهامسن بفضول ،حتى قطعت ذلك "زينب" وهي تقول بضيق متردد:
-جرى إيه يا "نعمات" لمي الدور ،هتتبلي على البت كمان ولا إيه ؟

قهقهت "نعمات" بصوت عالٍا بسخرية كبيرة وهي تقولي مشيرة إلى "عهد" بسقط:
-ما تسأليها يا "زينب" أنا شوفتها بعيني دول وهي رايحة عنده نص الليل !، والله أعلم بتعمل إيه هناك

نظرت لها "زينب" بشك ثم عاودت النظر إلى "عهد" تحثها على الحديث ، بينما تنهدت "عهد" وهي تنظر إلى "نعمات" شزرًا وقالت بكل ثقة:
-أيوة بروحله واللي عنده كلمة يلمها !
-إيه اللي بيحصل هنا !
ارتعد الجميع بينما استشاط "زين" أكثر عقب سماعه للحوار الذي دار منذ قليل بينما نظر له الجميع وهم منشغلون بالتفكير فيما قالته "نعمات" ، التزم الجميع الصمت بينما تقدم إلى الداخل وهو ينظر إلى "عهد" و"نعمات" نظرات نارية ،وبدأ يتحدث بنبرته القوية قائلًا:
-فاكرين نفسكم فين ؟ ، أنتو الاتنين هتشتغلوا ساعتين زيادة !
امتعض وجه "عهد" وكانت ستعترض ولكنه أوقفها بإشارة من يده ووجّه حديثه إلى "نعمات" وقال بحدة:
-تتلمى وتحطي لسانك جوا بوقك ومتقوليش كلام أنتِ مش فاهماه عشان متاخديش على دماغك ، وأيوة أنا بستدعي "عهد" كل يوم بخصوص قضيتها وعشان قضيتها ليها علاقة بحياتي فمش داعي لكلام فاضي زيك !

صمتت "نعمات" وعلا صوت "زين" وهو يوبخها :
-تحترمي نفسك ومتجبيش سيرة حد على لسانك وإلا هشرب من دمك سامعة ولا لاء !
هزت رأسها بصمت بارد وهي متيقنة أن حديثها صحيح ،بينما وجه حديثه إلى "عهد" بنظرات نارية وقال:
-وأنتِ تعالي معايا يلا اتحركي !
ترحك بخطوات سريعة بينما تقدمت معه "عهد" وهي سعيدة داخل نفسها لا تدري كيف اعتلت الفرحة نفسها فأول مرة يقف شخص يدافع عنها أي إن كان لكنها شعرت الأن بقيمة نفسها، يتضح أنه يخاف عليها وربما يتأثر بقصتها ،سارت خلفه بتفاخر قليلًا بينما قالت "نعمات" بعدما اختفوا بتصميم:
-والله في بينهم حاجة وهتشوفوا بعد كده لو مش مصدقين !
راودت الشكوك رأس "سعاد" من داخلها وهي تقول بلهجة آمرة للجميع:
-بطلوا لَك يا ولية منك لها وارجعوا تاني زي ما كنتوج تكم البلا ،وأنتِ يا "نعمات" انجزي اللي في إيدك عشان وراكي لسة كتير !
...............................
نظرت لها من جانب الزجاج ثم غمزت لها فبادلتها الغمزة بخفية وعاودت صنع عملها وهي تمتم:
-ناقصة هي بنات زيها في السجن بقى !
نجحت "نعمات" في إثارة الشكوك بين الجميع فكل واحدة منهن تفكر ،ولما لا فالمأمور يطلب "عهد" بشكلٍ دائم ، ولم ينسوا حادثة المشفى وعندما حملها كل ذلك يدور في عقلهم ويبدو أنه سيكون الحديث السائر بينهن الآن !
........................................
رد الباب بعنف لترتعد "عهد" وتتعجب من طريقته ،توقعت أن يهدأ لكن حدث عكس ما توقعته تمامًا!!!!
نظر لها "زين" والشرر يخرج من عينه وقال في نبرة مرعبة:
-هو أنتِ مش بتفهمي ولا مخك راح فين ؟!
نظرت له مستغربة فأكمل ليصدمها أكتر:
-هو أنتِ فاكرة نفسك مين يا بت، جيبالي الكلام من اللي يسوا وميسواش ، إيه هو عشان بتكلم معاكي بالزوق اعتبرتيني من بقية عيلتك !

أخذت "عهد" نفسًا عميقًا وهي تقول باختناق:
-هو أنا عملت إيه لكل ده ، ما تحاسب اللي أتكلم ما أنتَ شوفت بنفسك مين اللي جي ورمى عليا الكلام !
أمسكها من ذراعها بقوة وأهدرها بعنف قايلًا:
-تتكلمي معايا عدل فاهمة ولا لاء ، متنسيش نفسك وإنك مجرمة فاهمة !
نزعت يدها من يده وقالت وهي تنظر له نظرة لن ينساها أبدًا:
-مش ناسية يا باشا ، العفو إحنا فين وأنتَ فين معقول أقل بأصلي ؟
تفرس بملامحها ثم قال يلومها:
باللي بتعملي ده بتضيعي سُمعتي وشغلي بطلي التخاريف اللي في مخك دي ، هو عشان طلبتي مساعدتي هنقضيها عواطف!

صُدمت "عهد" بشدة ونظر له نظرات بالغة في الغضب وقالت بلهجة يسمعها لأول مرة:
-إيه اللي بتفكر فيه ده ها ؟ ،مستوعب كلامك ! ، مين اللي طلب مني أجي في نص الليل وأقابلك ومين اللي شالني بنفسه ووداني المستشفى ها أنا ولا أنتَ يا باشا، بتلومني أنا ولا بتهرب من نفسك فيا ،وبعدين مش أنا اللي فتحت الكلام هي اللي جت وفضحتني بين الناس كلها ولما قولتها أيوة كنت هكمل وأحكيلها بروح ليه بس حضرتك جيت !
تقدمت منه أكثر ونظرات له وهي تضيع يدها فوق خصرها وتقول بنبرة ساخرة:
-وطالما حضرتك خايف على سمعتك أوي كده بتتعامل معايا ليه ، عايز تعرف ليه قتلت "مجدي" خلي حد من عندك يسجلك كلامي في النور مش تجيبني نصاص الليالي وبعدين تيجي تتكلم !

تركته في صمت وهي تقول:
-بعدئذنك يا باشا أروح أكمل الشغل الزيادة اللي أمرت بيه عشان غلطي !
أخذها العسكري عندما أشار برأسه "زين" دون حديث ليأخذها ،بينما جلس "زين" في شرود وضيق في حيرة أهو أخطأ أم لا ،فعمله أهم الأشياء له ولن يسمح بأن تمس مهما حدث !
....................................
عادت "عهد" نحو خانة التنظيف ولم تنظر لأحد وأثارت الصمت بينما "نعمات" تنظر لها بتشفٍ وترسل نظراتها للجميع من في السجن حتى تؤكد شكوكهم !
بينما اقتربت منها "زينب" وقالت:
-صحيح الكلام اللي بتقوله البت "نعمات" أنتِ ليه متكلمتيش !
نظرت لها وهي تزيل من يدها رغوة الصابون وتقول بتهكم:
-بقولك إيه عايزة تصدقي صدقي عايزة تبطلي تكلميني براحتك ، كل واحد ونيته البيه قال السبب ومتخفيش مش هروحله تاني حتى لو هيموتني سبيني في حالي بقى !

ابتعد عنها على الفور وهي تشعر باختناق كبير كبير جدًا لم تشعر مثله من قبل !
................................................
في المساء عاد "زين" منهك من عمله وهو مازال يفكر بموقف اليوم لكنه تراجع عن التفكير وتظاهر بالبرود ليجد والدته تشاهد التلفاز وقال بغرابة:
-غريبة توقعتك هتكوني في المركز !
انتبهت له ثم قالت بتبرم:
-الناس تقول السلام عليكم الأول، وانا روحت بدري انهاردة مفيش شغل كتير انهاردة !
أومأ برأسه بعدم اهتمام وقال وهو يتجه لغرفته:
-طيب لو سمحت جهزي "مليكة" وخليها تلبس عشان هننزل
وقفت مسرعة ولحقت به وقالت تمنعه:
-لا مش هينفع تنزل انهاردة !
تعجب "زين" وقال وهو يرفع أحدى حاجبيه:
-وده ليه بقى ؟
قالت بنبرة حاولت أن تكون طبيعية:
-في ضيوف جاين انهاردة ولازم تبقى موجود !
أدرك "زين" ما يدور فقال وهو ينفخ في الهواء ويقول بحنق:
-وهو إحنا مش خلصنا وقولنا مفيش اللي بيدور في بالك !
-ليه يا ابني بس أرجوك فكر في كلامي والله ما ينفع اللي بتعمله في نفسك ، لحد امتى لازم تتجوز وتعيش حياتك بلاش وجع القلب ده !
أصاح بها بشدة وهو يقول بنبرة غاضبة:
-لو فضلتي مصرة هسبلك البيت وأمشي ،سبيني أعيش زي ما نفسي ، أنا هنزل دلوقتي والناس دي تتصرفي معاهم مش هعمل اللي في دماغك هتلبسي البت ولا أخدها ونسيبلك البيت ؟
تنهدت "كريمة" بيأس وقالت وهي تتجه لغرفتها حفيدتها:
-حسبي الله ونعم وكيل !
...............................
ارتخى جسد "عاصم" بعد أن أخذ الجرعة الكافية من المخدرات وأغمض عينه في استسلام كلي وهي لا تغيب عن باله بالمرة يفكر بها كثيرًا ويحتاج لها ، اعتدل في جلسته وهو يمسك بصورتها ثم أشعل سيجارة وقال وهو ينفث الدخان على صورتها ويقول بإصرار:
-هجيبك ليا وهعمل اللي عاوزه يا يا...."‘عهد !
..................................
في صباح اليوم التالي لم يستدعها "زين" وهي تجنبته تمامًا ،بل وتجنبت الحديث مع الجميع وأصبحت تغرق نفسها في التنظيف وغيره بينما بكل هدوء ذهبت "نعمات" بخلسة خلف تلك الشجرة حتى قالت للتي أمامها:
-متهيألي كده عملت اللي عليا وزيادة كمان هتعملي اللي طلبته منك يا "سماح" !

نظرت لها سماح بابتسامة انتصار وقالت:
-شاطرة يا بت تعجبيني ومتقلقيش هنفذ انهاردة وهيوصل طلبك !
تركتها "نعمات" وهي تفخر بنفسها بينما توجهت "سماح" نحو مكتبها وأخرجت هاتفها وقالت :
-كله تمام يا باشا زي ما قولت وزيادة ، لا يا باشا مفيش علاقة بينهم ولا حاجة هي بتحكيله بس ، بكرة أنا هكلم الرجالة عشان اللي عاوزه يتم ، بالاتنين طبعًا بس شوفلنا موضوع "نعمات" عشان مش ناقصة زن ، سلام يا باشا !
..........................................
في المساء بعد نام الجميع دخل عسكري السجن وأيقظ "عهد" وقال بخفوت:
-قومي يا بت الباشا عاوزك !
تنفخت "عهد" وقالت معترضة:
-مش قايمة !
نهرها بهمس وقال:
-قومي يا بت بقولك متجبلناش المشاكل !
فكرت "عهد" أن تلك فرصتها حتى تقول له أن يبتعد عنها فقامت على مضض عازمة ما تريد فعله ،وذهبت خلف العسكري بضيق حتى وصلت إلى ساحة السجن لتتفاجأ بمن يكمم فمها ليخدرها وتقع مغشيًا عليها !!!
..........................................
في الأول بس بعتذر لقصر الفصل وتأخري في نزوله لسة مخلصة دلوقتي الفصل ومردتش ألغيه عشانكم بس عندي ظروف وناس بتيجي عندي وبكون فعلا مش لاحقة أخلص الفصل بدري إن شاء الله مش هتأخر عنكم بكرة وهيكون الفصل أطول بس الفترة دي تهدى عندي الدنيا وهظبطكم
وشكرًا لكل اللي بارك لي وادعولي ربنا يراضيني باللي كاتبه ليا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close