اخر الروايات

رواية عشقت رجل وهمي الفصل السابع 7 بقلم مريم عبدالرحمن

رواية عشقت رجل وهمي الفصل السابع 7 بقلم مريم عبدالرحمن

 الفصل السابع

عشقت رجل وهمي
____________________________________
لكنها لم تكن المرة الأولى التي ترى بها شخصاً يلمؤه الدماء، بعد أن أخرجت شهقاتها و دموعها أدركت أنها يجب ان تثابر كي تخرج من المنزل لعنت تلك اللحظه التي أتت بها إلى هنا، كان جسده بلا روح و هو يعتليها، أزاحته بيديها المرتعشتان لتنهض من مقعدها و هي تنظر ليداها المليئه بالدماء، تهتف بداخلها ان البقاء للأقوى، كانت كالبلهاء الذي لا تنظر خلفها، تنظر امامها فقط لترحل من ذلك المشهد تاركة سلاح الجريمة بجانب الجريمة، بمثابة خروجها من المنزل شعرت بأنها تريد السقوط، و السقوط ليس له مأوى أو قوة تكافئه، سقطت بعد عدة أميال من هروبها من المنزل.
مساء ذات اليوم إقترب "أدم" من منزل والده عابثاً لتفكيره ألا يطرق الباب، تراجعت يداه عدة مرات عن دق الجرس، و بعد محاولاته الفاشله بالتغلب على قسوتة، أعطى للباب ظهره معلناً التمرد عليه، لم يطول التمرد عندما ألقى بسمعه بنبرةٍ رقيقه تهاتفه:
-أدم وحشتني.
و إذا بها شقيقة والده المقربة لقلبه، مادام يعشقها لحصولها على لقب الام في قله و ذهنه، إقترب ليمسك بيداها الدافئتان بنظراته التي اعلنت لين قلبه:
-و انتي وحشتيني يا لولو والله.

"منال ابو عطا" تسعة و ثلاثون عاماً، مختمره و ملتزمة دينياً، تمتاز ملامحها بالدقه و الصفاء التي تمحو عمرها الحقيقي، بعدما أحضرت كوبان من القهوة جلست على الأريكة المقابلة له، لتسقط بعيناها على عيناه الشاردة، اردفت له و هي ترتسم على وجهها إبتسامة:
-مالك يا أدم مش متعوده منك على الشرود ده.
وضع قهوته جانباً ليفصح عن ما بداخله:
-انا كمان مش عاجبني حالي يا عمتي، انتي اقرب حد فاهمني و عارفني قوليلي أعمل اي؟
رفعت احدى حاجبيها متسائله:
-قولي مشكلتك و اقولك تعمل اي!
تنهد و هو يحك أسفل فمه توتراً من سؤالها:
-اسأليني انتي و انا اجاوب لأني مش عارف فيا أي!
-يبقا نبدأ بالسؤال المعتاد.
قالت جملتها تلك و هي ترتفع ضحكاتها التي لا تحمل صوتٍ صاخب، نظر لها بتعجب:
-انهي سؤال؟
أشارت بيدها تجاهه قائله:
-ليه لسه متجوزتش؟
سماعه لتلك السؤال جعله يقاوم شعوره، لأول مره يعلم جيداً ما يقوله:
-انا عاوز واحده اصنعها، اصنعها على حياتي و عالمي و اصنعها معموله أبديت على كل حاجه بحبها.
-فهمني قصدك اكتر! انت عاوزنا نعملك روبوت تتجوزه؟
-لا يا عمتو فهمتيني غلط.
قالها بسخريه و هي تهبط ضحكاته تدريجياً، كما انه وضع ظهره على وجهة الأريكة معلناً سطو أحلامه:
-عاوز واحده تِتصنع عشاني، تتصنع و تتبرمج على عقلي، تتبرمج على قلبي، تتبرمج على نظراتي، تتبرمج على حياتي كلها، غير كده مش هتجوز.
-و هنجيب منين الشخصية المبرمجة دي؟و يا ترى هتتجوز ازاي كده؟
هذه المرة ضحك بصوتة الرجولي و بشكل صاخب:
-لا يا عمتو متقلقيش، زوجتي المستقبليه في الصيانة.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فتحت عيونها و أغمضتها مره أخرى أثراً للضوء الشديد، جلست على الأريكة و هي تدعس في أعينها و إذا بها فجأةً ترى حولها 8 أطفال أكبرهم سابع عشر عاماً و أصغرهم اربعة سنوات، كادت لا تصدق ما تراه حتى دعست أعينها عدة مرات حتى اقتربت منها فتاه صغيره قائلة:
-مالك يا أبلة؟

نظرت "منة" على ملابسها لتتذكر الدماء لكن ترتدي فستان أخر ليس لها، نظرت لاكبرهم من الفتيات مؤردفه:
-ممكن اعرف مين جابني هنا و مين لبسني اللبس ده؟
لكنهم فقط يتبادلون الانظار! كلٍ منهم يريد النطق لانه ينتظر الأخر! ارتعش جسدهم عندما صرخت بوجههم قائلة:
-انا فين؟

نطقت اصغرهم:
-بابي قالنا مننطقش،اما ييجي هو هيكلمك
-مين بابا ده؟
نظرت بجانبها مباشرة بعد سماع صوته الرجولي قائلاً:
-أنا ..
"جاسر السباعي" يناهز من العمر التاسع و الثلاثون، لديه ثمانية أطفال، منهم أربعة إناث و أربعة ذكور، طبيب جراحي و له أجر يعينه على مراعاة الثمانية اطفال، اتسعت عيناها مع فتح بقايا فمها دهشة بأن ذلك الاب الصغير هو والد للثمانية اطفال، فهذا في مخيلتها لا يتعدى الثماني و عشرون عاماً، نهضت من مقعدها لتقترب منه :
-حضرتك ممكن تقولي اي اللي حصل؟
اقترب أكثر ليهمس:
-حضرتك انا لقيتك في الشارع و هدومك مليانه دم قولت يبقا حد جرحك بمطوة او كده، لكن طلع شكلك انتي اللي عامله جريمة!
تلك الجملة اخترقت قلبها كسرةً على ما تذكرته من ما حدث لها، و من الجريمه التي ارتكبتها، تراجعت للخلف متسائلة بسؤال أهم:
-مين غيرلي هدومي؟
نطقت احدى الفتيات:
-انا و مرام ... تحبي نعرفك على نفسنا؟
هزت راسها بالايماءه و هي تعتليها ابتسامه تذكرها بأنها قاتله:
- انا الاء عندي 17 سنه و اصغر مني علطول عطيه عنده 15 سنه و بعديها مرام عندها 12 سنه و بعدها على و مصطفى تؤام ولدين عندهم عشر سنين و بعدها لوجي 6 سنين و محمد و فارس 4 سنين تؤام بردو.
نظرت له بتساؤل قائله:
-كل دول ولادك؟
لم يتسع لنطق ذلك فجميعهم اصدروا ضحكات عالية، قال عطيه و هو يقترب:
-بابا جاسر مش ابونا الحقيقي لكن هو افضل اب في الدنيا، لمنا من الشوارع و مقعدنا في بيته الكريم و لو كنا اولاده مكنش كرمنا الكرم ده كله.

لمت عيناها بحب لهم و لوالدهم الروحي، نظرت له و على وجهها ابتسامه:
-حضرتك شكلك شخص طيب اوي و ...
قاطعها بصوته الرجولي محدثاً أطفاله:
-ادخلوا انتم اوضكم هتكلم مع ضيفتنا.
لم يجرؤوا على عصيانه، اتجهوا بصمت لغرفهم التي تنقسم لغرفتان فقط، غرفه للفتيات، غرفه للاولاد، اقترب ليجلس على الأريكة و اشار لها بالجلوس على الاريكه الذي امامه فجلست بصمت دون نقاش، بدأت هي الحديث قائله:
-انا بشكر حضرتك و لازم امشي طبعا لكن ....
-قتلتي مين؟
قالها مقاطعاً حديثها الرقيق، ابتلعت ريقٌ من فمها و هي تنظر لجهه اخرى و لا تنظر له توتراً من الاجابه على سؤاله، ارتبكت يداها و هي تقول:
-مقتلتش..
-كدابه
-حضرتك متحاكمنيش على حاجه زي كده و انت مالك يعني!
قالتها بحدة و هي تنهض بحثاً عن حقيبتها، اوقفها عندما قال:
-انتي قتلتي معتز جارنا، الاسعاف جات خدته من شويه متشمع و مات خلاص.
سقطت ارضاً من صدمتها مع تلك العيون البندقيه التي اخترقتها الامطار:
-مكنش قصدي اقتله..
اقترب منها قائلا:
-و نسيتي السلاح اللي قتلتيه بيه جوا!
هزت رأسها بإيماءه:
-انا دخلت بعدك، خدت السلاح و نظفت مكان جريمتك.
-مقابل؟ ليه تعمل معايا كده؟
-لانك في وسط لعبة قذرة... و انا عاوز اساعدك.
نهضت لتصرخ بوجهه:
-كلكم كدابين..ليه كلكم عاوزين تساعدوني! عشان مليش حد ؟ لا انا ليا حد يا استاذ جاسر ... بلاش تطمعوا فيا، و سيبني امشي.
ارتسم على وجهه ابتسامة سخريه معلناً خسارتة تلك اللحظه:
-هستناكي.. هستناكي اما تعرفي انك في لعبه قذرة انتي مش قدها و محتاجه مساعده.
-مش محتاجه مساعدة من حد.

اخذت بحقيبتها عندما وقعت بنظرها عليها، خرجت من المنزل دون السؤال عن السلاح او اي شئ، اكملت غبائها القارص الذي أصابها.
في بلدة منة بالبحيرة، يجلسون الجميع في نوافذ منازلهم ليتطلعوا على فرق الطبل الذي تحيي رجوع "أسر" لبلدته، يهللون و يصقفون الجميع، يوزعون اللحوم بغزاره على أهالي أمر من جدتة "عزة" أما شقيقة "منة" تجلس لتقطع نقائق البطاطا لأولادها، بجانبها والدتها التي تنظر من النافذة حسرةً على ما تسبب لأذى لعائلتها، اقتربت منها "عبير" قائله:
-ما خلاص ياما فكي كده.

نظرت لها والدتها بحدة قائلة:
-خلي عند أهلك دم يا شيخه، ابوكي مبقالوش كام يوم متوفي،و اختك الله اعلم هربانه فين.

التوت شفتاي عبير قائله بطريقه قبيحة:
-و احنا هنفضل زعلانين عليه طول العمر ولا اي؟ و بعدين البت اللي مش تتسمى دي ارمي طوبتها ما خلاص تغور في داهيه.

لتنهض والدتها من مقعدها لتصفع ابنتها صفعة شديدة تغرز بها ألمها و عذابها الذي لا تستطيع البرح به:
-ده انا يارتني ما جيبتك ده انتي مصيبه على راسنا و عار كبير، روحتي اتجوزتي واحد و خونتيه ومع الجنايني، و البلد كلتها مش عاوزه تشوف وشك و محبوسه فالبيت، ده انتي اهون من بخ السم بتاع التعابين ده كانوا قتلوكي.

صرخت عبير بوجهها بصوت مرتفع اكثر معلنه حرب لم يجب ان تقوم:
-انتي اللي معرفاش تميزي بين الحق و الباطل، و على طول شايفه بنتك التانيه ان مفيش منها اتنين، و ياريتك ما جبتيني و لا شوفت يوم في بيتكوا النجس ده، و انا لو كان معايا قرش كنت زماني مشيت من وشكوا و من همكوا و من البلد المقرفه دي، لكن متخافيش يا حبيبتي انا هنا في بيت ابويا انا و عيالي و ده ورثي و لو عاوزه اطلعك من البيت هطلعك برا .. فاهمه؟

و على إحدى المقاعد على نهر النيل، كانت دائماً تجلس بجانب صديقتها، في ذلك المكان الذي يكون بالقرب من منزل "روزالين" لتأتي صديقتها تربت على كتفيها بحنو:
-مالك يا منة، انتي مبقتيش على بعض اليومين دول.

ليشتد بكائها مع تشدد يداها على جانبي كتفيها لشعورها بالبرودة، تنظر لها و هي تمطر عيونها بغذار، بتبتلع صديقتها بين أحضانها:
-منة أرجوكي متخوفنيش عليكي، حصل اي؟

اهزت رأسها نفياً قائله:
-محصلش حاجه محصلش...
لتجعلها "روزا" في مقابلتها تماماً و تنظر لعيناها بتحدي:
-هتتكلمي يا منة و تقولي اي اللي حصل، انا مش غريبه عنك، احكي انا اقرب واحدة ليكي.
لتمسح دموعها من قبل كفيها الصغيرتان تعلن خضوعها و استسلامها، مؤردفة:
-مش هقدر...مش هقدر اقولك اللي حصل ولا اللي هيحصل ولا اي حاجه.
لتضع صديقتها احدى كفيها على وجهها بحنيه:
-هتقولي يا منة، عارفة لو كنتي قتلتي قتيل بردو هقف جمبك.
تلك الجملة و كأنها إستحت منها، لتنظر إلى جهه أخرى هروباً من نظرات الحقيقه، تسع صديقتها يدها على ذقنها لتجعلها تنظر لها :
-احكي...اجباري.
و لأول مره لم تؤخذ شهيق و زفير لموضوعٍ بجديه، لتؤردف بكل تلقائية:
-أنا قتلت فعلاً، انا قتلت.
إتسعت عيناها لتتراجع للخلف قليلاً، و ليس خوفٍ منها إنما إستعداد للبركان الذي سينفجر منه:
-اي اللي بتقوليه ده!
-معتز...اتهجم عليا..و ...
لم تستطيع التكمله حيث انها نهضت و هي تمسح دموعها بكفيها الصغيرتان من خديها الورديتان:
-بصي... انا متفهمه موقفك يا روزا..انا هشوفلي اي مطرح اقعد فيه.

لتنهض مسرعة صديقتها تمسك بكفيها و تجذبها نحوها و تصرخ بوجهها بلهفة شديدة:
-انتي عبيطه؟ مش هسيبك تروحي في حته، كملي الموضوع اتهجم عليكي امتا و فين و ازاي! و لو فعلا تتهجم عليكي حقك تقتليه هو و امه و اللي جابوه كلهم.
لتجذبها من يديها لتجلس على المقعد مرة أخرى:
-روحت.. روحتله بيته اعتذرله و... اننا نفتح صفحة جديدة و حصل بينا كلام و بعدها اتهجم عليا فقتلته.
-و انتي تروحيله البيت برجلك تعتذريله! انتي حصل لمخك اي يا منة؟

لتسقط عيونها أرضاً إحراجاً من ارتكابها للخطأ، لترفع صديقتها رأسها موجه اليها:
-انتي عمرك ما اتمنيتي تنزلي راسك لتحت، طول عمرك عاوزة تبصي للشمس و طول ما انا جمبك متبصيش تحت في الارض ابداً مهما غلطتي و مهما حصل اي متبصيش فالارض يا منة..بصي فوق للشمس لحد ما عينك تتعود على الشمس و مش هتحرقك.
ارتسمت على وجهها ابتسامه لتكون احضان صديقتها ملجأ لها و سكون و طمأنينه، أيعقل أن تكون الصداقة بتلك الحب موجودة!
بعد مرور ساعات في غرفة "روزالين" كلٍ منهم على فراشها و يوجد ضوء اصفر خافِت فقط، نظرت لها لتقول:
-روزا... نسيت احكيلك حاجه.
نظرت لها بإهتمام لتهزر رأسها بالأيماءة:
-قولي...
-انا اغمى عليا في الشارع و ..واحد كده كبير شوية انقذني و كان متبني 8 عيال و قالي ان انا واقعه في فخ و ان انا مش قده و كلام كده ملوش لازمة خالص، و خفت منه و مشيت، و كمان عرف اني قتلت معتز لوحده و نضف مكان جريمتي عشان ميتقبضش عليا.

لتضيق حاجبيها دهشةً من حديثها قائله:
-معرفتيش اسمه؟
-اه..جاسر باين.

ليعم الصمت لبرهه لتقفذ "روزا" بمرح مقتربة من صديقتها :
-انسي بقا كل اللي حصل النهارده و احكيلي عاوزة فارس احلامك ازاي.

لترتسم على وجهها ابتسامه رقيقه:
-انتي عارفه اني كنت ضد الرجاله لحد من فترة قصيرة لكن بعد ما بقيت وحيدة و حواليا مشاكل حسيت فعلاً بإني محتاجه راجل يسندني، انا عاوزاه يكون عاقل و متفهم و نقي و يتحملني و يعرف يفهمني و يعرف يضحكني و يعرف انا زعلانه من اي و ليه! يبصلي بنظرة ساحره مش نظرة عادية، عاوزه واحد مطلعش من قلبه لحد ما يموت، عاوزة واحد يحميني و يشيل همومي، انا عاوزة راجل وهمي مش موجود على الكوكب.

لتتعالى ضحكات صديقتها لتؤردف بمرح:
-هروح اجبهولك من المريخ و هاجي.
لتذهب على فراشها مرة اخرى مع التزام صوت ضحكاتها:
-اتغطي كويس يا منه ونبي و نامي.
-انتي بتتريقي عليا و على طلباتي؟
-انا يا بنتي؟ابداً محصلش.
ليضحكوا اثنتيهن ليغرقوا في نومٍ عميق؛ و لكن لم ينتهي اليوم لدى "منة" دخلت بصراع افكارها و بداخل احلامها، في ذلك الحلم الذي ترتدي به فستانٍ أزرق اللون و قصير يكاد يعتلي ركبتيها، مع حذاء من البلور الاسود، مع انسدال شعرها حتى خُصرها، لتكون خطواتها بين حديقه ليس لها نهاية، ترتسم على وجهها إبتسامه بلهاء، تشعر و كأنها حقيقه، لتفوح رائحة الزهور إلي نطاق أنفها، لتغمض عينيها و تذوب بذلك الحلم التي تريده الا ينتهي، فجأة..لتشعر بيدين تخترق خصرها لتجذبها تلك اليدين نحوها، لتفتح عيونها، لتتحول تلك الزهور لحفلة في مملكة كالأميرات، كانت هي الوحيدة المختلفه بفستانها القصير و لونه الازرق، كانت المختلفه عن الجميع حتى في جمالها الخارق، لتنظر لتلك عيون الرجل الذي يمسك بيديها و خصرها و يراقصها وسط تلك القصر، لتكون عيونه براقه بلونها البنيّ، و خصلات شعره البنيه كالحرير الاي تزينه بشكل منظم، ببذلته الرسمية التي تبرز عضلاته، و عطره التي تخترق انفها، تلك الاحداث و تبدو كحقيقه، تميل للكابوس الذي يقرع قلوبها فرحاً و ليس خوفاً، فتحت فمها برقة لتؤردف:
-انت مين! و اي جابني هنا!
بينما هو ينظر لشفتاها التي تتحرك ببطء، اقترب ليهمس بأذنيها:
-وهم.. انا وهم قلبك يا منة.
يسقط إسمها من فمة بطريقة هامسة و واضحة بذات الوقت، لتنظر بعيونه اللامعه:
-عرفت اسمي منين؟
يضحك ليظهر صف اسنانه البيضاء مع ضحكته الرجولية الخلابه:
-سر.. هقولهولك بعدين.

ليبتعد عنها بعد انتهاء الموسيقى، لتضم حاجبيها بضيق:
-انت رايح فين؟
-مكاني... مكاني مش هنا.
-لاء انت مكانك هنا.

اشار بالنفي حتى ذهب مسرعاً و هو يتلاشى أمامها....

يتبع...
لمريم عبدالرحمن
رأيكممم بقاااا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close