رواية طليقي ولكن الفصل السابع 7 بقلم سامية صابر
الفصِل السابع / _ طَليقي ولكِن..
___
اقترب فهد منهم وعينها تشتعِل بنار، قال وهُو يكتم نفسه بصعوبة
=ايهِ اللى جاب الأُستاذ الشِركة؟ .. أظُن اني موضوع نُور خِلص ولا إيهِ؟
قالت بثبات أنفعالي وعِند
=فاروق بيه جه هنا صُدفة، هُو صاحب الصفقة الجديدة يعني هُو هِنا علشان شُغل !!
=انا مِش مُوافق ع الصفقة دي، درست الاوراق ومش عجباني، الف شُكر يا استاذ فاروق مع السلامة...
=هُو ايه ده ، انا درست الورق والورق كويس وانا موافقة جداً يا فهد واظُن نسبتنا مُتعادلة، فاضل رأي أنس وعزيز ولو وافقوا يبقي تمام... ده شُغل مفيهوش نقاش يعني...
التفت فهد الى أنس قائلا
=ايهِ رأيك يا أنس ؟
=بصراحة رميم هانم معاها حق ، الورق كويس والصفقة تمام وكُنت إتكلمت فيها مع عزيز قبل كده...
رفعت رميم حاجبها للأعلى قائلة
=بم ان نسبة الموافقة هى اللى اكثر، ف الصفقة هتتم...
التفتت الى فاروق قائلة
=شرفتنا يا استاذ فاروق ،نتقابل بكرا في القاعة المُخصصة للإحتفالات وهنمضي العقد هناك وهيكون فيه احتفال بسيط بسبب شراكتنا ..
رمقها فهد بهدوء شديد، هدوء ما قبل العاصِفة، قال بنبرة ثابتة
=تمام اللى تشوفيه يا رميم هانم.. ايلين..
نادى على ايلين بصوت عالى ف خرجت ببرود وهي تنظُر ل رميم التى بدلتها نظرات نارية، امسك خصِر ايلين يضُمها اليهِ قائلا
=مراتي وحبيبتي ورئيسة الحسابات ايلين هانم، هتمسك ان شاء الله حِسابات مشروعنا الجديد ، عن إذنكُم بقا احنا عِرسان جُداد نتقابل بكرا..
قالها وسحب ايلين خلفهُ وغادر بمُنتهى السهولة ، فقالت رميم تتماسك نفسها
=نتقابل بكرا ان شاء الله يا اُستاذ فاروق..
لمس فاروق يديها بحنُو قائِلا بإنتصار
=تسلميلي يا رميم هانم.
تركها وغادر وعلامات الفرحة على وجهُة لا تُفارِقهُ، بينما دلفت رميم الى مكتبها واغلقت الباب ووقعت ارضاً وهي تبكى، الحُب على قدر لذتهُ مؤلم خصوصاً وانت ترى الحبيب مع غيرك ، الحُب ك الشطة ، يُحلو الحياة ولكِنهُ يؤلمك ضعف الحلاوة ...
ضغطت على قلبها بقسوة قائلة
=إياك مرة تانية إياك .. إنساه، إنساه خالص .
____
بينما فى الخارج، قال عزيز بقلق
=فهد هينفخك، م الواضح انه مِش طايق الواد ده.. هو مين ده اصلا وايه علاقته بيكى يا نور ؟
قالها موجها كلامه ل نور ، ف كتبت على الورقة ما حدث قرأ ثُم قال بصدمة
=ايه !! بجد حصل الكلام ده؟ انتِ كويسة طيب فيكى حاجة ؟
ملسَ على يديها بحنان وقلق، رمق أنس ما حدث وشعر بالضيق الشديد مِن حميمية صديقهُ تجاه تلك الفتاة الرقيقة، لتهز هى رأسها على انها بخير الان.. فقال عزيز
=لا حول ولا قوة الا بالله.. الحمدُلله انها جت على اد كده، يلا انا هقوم اروح المكتب خليكى مع أنس لحد ما أرجع تمام؟
هزت رأسها بإيمائه خفيفة ، ف نهض عزيز وهو يربُط على كتف أنس الذي وقف صامِداً ، ثُم جلس وفتح اللاب يعمل بهدوء تام ولا يُعير نور اهتمام، لا يود الوقوع مرة أخرى على أمل ان يعشق ويعيش قِصة حُبّ ، انها لن ترضي بهِ لا هى ولا اى فتاة اخرى ،انهُ ناقص.. بشِع .. لا يستحق الحُب..
نظرية خاطِئة، الجميع بلا استثناء يستحق الحُب ، ولا احد ناقص ، ولا احد بهِ عيب ، العيوب بالنسبة للحبيب مزايا، انتظر من يتقبلك ل روحك لا ل شكلك...
بينما خطت نور بقلمها فى الورقة ترسم أنس وهو يجلس يعمل على اللاب، حتي انتهت واصبحت الورقة فى غاية الجمال ..
حَلّ المساء بأستارُه الحزينة، دلفت رميم مع نور الى الشقة الخاصة بهم ، امسكت نور يد رميم تُشاور لها بمعني لماذا انتِ عابسة؟ هزت رميم رأسها بان لا يوجد شيء ، لم تتقبل نور ذالك واعادت سؤالها، ف ضمتها رميم وتركت نفسها تبكى فى أحضانها، عانقتها نور وهي تربُط على كتفها ، كم تود لو تُهون عليها بالكلِمات، لكِنها حتى لا تستطيع فِعل ذالك ..
___
دلفت ايلين الى غُرفة الصالون المليئة بالشموع والازهار واغنية اجنبية تشتعِل فى الأجواء وترتدى هى فُستان أحمر فاتِح، ورفعت شعرها الى الأعلي، لتبدو مُتأنِقة فى أبهى صورة، دلف اليها فهد الذي اتى من الخارج كان يأتي ببعض الاشياء الخاصة به ، قالت بإبتسامة
=ايه رايك...
صمت مُبتسِماً ولا يستطيع قول شيء، تلك الفتاة التى احبها وتمنى ذالك اليوم منذُ أمد قد انى ولكنهُ ليس سعيد، لذالك ليست كُل الاحلام التى نحلمها، سوف تتحقق تكون سعيد ف رُبما تكون حزين أو تعيس بسببها ،ليس كُل ما تعتقده خير يكون خير ...
"عَسي أن تحبوا شيئًا وهو شراً لكُم، وعَسي أن تكرهوا شيئًا وهو شراً لكُم".
عانقتهُ بحميمية ف لم يستطيع إبعادِها، وعانقها هُو كذالك لتبديء ليلتهم، لتُصبح زوجتهُ فعليًا..
الرجُل فى كثير من الاوقات لا يكترِث لشيء، مَن تكترث وتبكي وتتعذب المرأة، ف نظرى لا شيء يستحق دموعك والا حتى رجُلَّ لم يكترث لدمعتِك".
قضتَ رميم ليلتها وهي تغلى من نار الغيرة التى لم تستطيع السيطرة عليها ، بينما قاضَها فهد فى احضان زوجتهُ، فى حين قضتها نور تتحدث الى أنس عبر تطبيق " الماسنجر" فقد أصبحا صديقان وجمعهم موضوع ف أنجرف كِلاهُما يتحدثان دون الشِعُور بالوقت، فى حين قاضها فاروق يُفكِر فى رميم ويُخطِط لتقع فى حُبه ؟
___
فى اليوم التالى ،لم يذهب احد الى الشركة ف كانت اجازة لبعضهم وكانوا ينتظرون حفِل أمِس ، وقفت رميم أمام المرأة ترتدى فُستانها الأسود اللامع الذي اظهر ملامح جسدها بعناية واهتمت بنفسها على أكمل وجهة، ف ظهرت ك فتاة يافِعة جميلة بل شديدة الجمال...
فى حين وقفت نُور أرتدت فُستان لبنى رقيق وطَرحة بيضاوية تتناسب مع فُستانها، وحِذاء رقيق بشدة، كانت رقيقة وكُل ما بها رقيق .
تجهزوا ثُم خرجوا من العُمارة، لتتفاجيء بمن ينتظرها فى الاسفل وكان فاروق الذي تأهَب فى احسن حالة، وقف أمامها قائلا
=حبيت اجى اخدِك بنفسي بم انى مَريت مِن هنا ، اتمنى ما اكونش ازعجتك..
=لا ابداً شُكراً ليك يا استاذ فاروق، بس مكنش ليه لازمه..
=ولو لازم طبعاً اتفضلى.
فتح لها الباب الامامي لتدلف وبقت نور فى الخلف تشعُر بالخوف والريبة من ذالك الرجُل بشدة..
وصلوا معاً الى مكان الحَفِل الصغير ، توقفت سيارتان بجانب بعضهم البعض سيارة فهد وايلين وسيارة رميم وفاروق، هبطوا جميعاً ينظران الى بعضهم بغضب ،فقالت ايلين بصوت خفيض
=اهي ما صدقت لاقيت واحِد تلوف عليه..
رمقها فهد بضيق وغضب بينما لم تكترث رميم ودلفت الى الداخل يليها فاروق ونور ثُم ايلين وفهد، بحث أنس بعيناهُ على السندريلا الرقيقة ليراها تأتِ فى الخلف على استحياء، وكم أحب حيائها هذا ،اقترب منها قائلا بإبتسامة
=انتِ كويسة؟
هزت رأسها تُؤكد ذالك، جعلها تدلف للداخل أجلسها على احد المقاعد وقال بهدوء
=هنمضي العقود وهجيلك ،خليكِ هنا ماشى..
هزت رأسها بهدوء ف تركها ودلف الى المنصة ، أعلنت رميم شراكتها الجديدة مع فاروق بيه الذى يُعدِ رجُل الاعمال المهم ،وقف فهد حائِل بينهم لا يودها تلتصِق بهِ، أمضا العقود فى سعادة وصفقا، حاول فاروق ان يُسلِم على رميم ولكن اوقفتهُ يد فهد الذي ابتسم ابتسامة صفراء وقام بالسلام عليهِ ..
رمق فاروق مِن على بُعد احد القادمين للحفل من الشركة فتاة ملامحها راقية وتبدو في نفسها من عائلة غنية ما ان لمحها بهت لونه وهى الأخرى لم تقِل فى بُهتانها عنه ، ابتعدت عن الحفل بخوف وقلق فى حين قال هو ل رميم
=ثوانى وجاى
تركهم وغادر للخارج بينما نظرت رميم الى فهد ببرود وهو الاخر ثُم ابتعدا عن بعضهم بعِند، فى حين فى الخارج كانت الفتاة تركُض وهى تمسك الهاتف ترن على أحدهم، ف اخذ هو منها الهاتف بقوة لترجع هي للخلف وتبكي اقفل هاتفها وامسكها بقسوة داخل أحد الزوايا ثُم الى المرحاض وقام بضربها بالنار في مُنتصف الجبهة وهي تصرخ بخوف وترتعش...