اخر الروايات

رواية اترصد عشقك الفصل السابع 7 بقلم ميار عبدالله

رواية اترصد عشقك الفصل السابع 7 بقلم ميار عبدالله

فصل السابع


انا والعشق يا سيدتي

قطبين متنافرين

لا هو يريح قلبي .. ولا هو بمؤنس للهدوء الذي أناشده

أنا والعشق يا سيدتي

خطين متوازيين لا يتقابلان

العشق يا سيدتي

حالة من الربكة

إثارة المشاعر

ضجيج فى القلب

وأنا لست سوى رجل طالبا الهدوء والسكينة.

.............

العودة لأحداث الماضي ،،، وتحديدا يوم خطبة ماهر شقيقها.

تعلم قدر جمالها جيدا في عيون الرجال

تنظر بعينيها الناعستين إليهم ، لتتظلي فى أحشاء هؤلاء الرجال نار لا تخمد وتجعلهم يشعرون بالتوق الشديد لأجلها ..لأجل لمسة يد .. عيناها كانت مثبتة منذ اول ما قدمت في اتجاههم نحو ذلك المفتول العضلات ، ابتسامات بريئة لكنها لا تدخل نطاق البراءة اطلاقا

ضحكات فاتنة

وابتسامة لعوب

وجه حسن لا يوجد به ملامح للمكر

يجعلها فاتنة باغواء .. وما تصدره من حركات مجرد حركات عفوية.

ازدادت ابتسامتها اتساعا وهي تتحدث إلى ذلك الوسيم

-لا بجد مكنتش متصورة انك من النوع المغامر

هيئته لا تبدو من الرجال الذين يتسلقون الجبال .. او السفر الى غابات الامازون لمعرفة خفايا الادغال ... ابتسم الرجل بجاذبية معتقدا أنه من حقق انتصارا عليها وليست هي من اختارته من البداية

-ملامحك عكس شخصيتك يا جيجي

ضحكات خبيثة من الرجال خلفهم كونها اختارته هى جعلها تغمز للرجل بمشاكسة

-انا بقلب انثى شرسة خلي بالك من نفسك

صفر الرجال وصاحوا مهللين لتسمع تعليق من رجل

-بس مكنتش متوقع ان ماهر عنده اخت حلوة مخبيها عننا

تصنعت الأسف الشديد وهي تمرر أناملها على خصلات شعرها ، تعلم كم تلك الحركة تجعل الرجال تجلي حقولهم وهذا ما حدث مع معظمهم ، غمغمت قائلة

-ده ماهر للاسف ... اكيد عارفين الاخ

على تصفيق حار ما ان تقدم ماهر وخطيبته وجد وهي تتأبط ذراعه ، حسنا مهمتها انتهت هنا .. صاحت وهي تفتح الكاميرا على هاتفها

- طب يا شباب هضطر اخد صورة سيلفي معاكم ، كل واحد معاه اكونت على الانستجرام مش كدا

استمعت الي غمغمتهم الموافقة

اكيد

نظرت الى ملامحها فى كاميرا الهاتف وذلك الرجل يتقدم عنهم كونه من حظى باهتمامها ، صاحت بمشاكسة

- اي حد مرتبط او متجوز يبعد عن الصورة ، مش عايزة حد يقول عليا خاطفة رجالة

دارت بوجهها نحو رجل معين قائلة

- سوري يا اسامة .. ناخد صورة بعدين

التفت وهي تنظر نحو بؤرة العدسة الامامية ، ما ان انهت الوضع ...شعرت بالرجل يكاد يقترب بحذر كى يضع يده علي خصرها ، لم تهتم مطلقا ضبطت المؤقت لتقول

- 3...2...1

وتلك الثلاث ثواني تغيرت .... شعرت بذراع رجل آخر تتمسك خصرها بقوة ... اجفلت ما ان شعرت بقبلة دافئة دغدغت حواسها تقبل موضع حنتها ، رفعت عيناها لتجفل من عيني وسيم الباردتين تنظر إليها بتوعد ... نظرت الى الصورة التي التقطت .. زادت عيناها اتساعا لتجد الصورة هي وهو بمفردهما ، تبدو حميمية للغاية وخصوصا ان عيناه لا تنظر الى العدسة بل نحو عنقها ، زاد صياح الرجال المتذمرة لتجز على أسنانها بقوة

- انت سمحت لنفسك تمسك وسطى ازاي

مال نحو اذنها ويده الأخرى تلمس نعومة خصلات شعرها ، منذ متي لم يراهم علي طبيعتهم ، غمغم بنبرة باردة

- اقسم بالله انتي عايزة تتربى من اول وجديد

ارتجف جسدها حينما ازداد ضم خصرها اليه ، تأججت النيران الدفينة والحقد لتنزع ذراعه بقوة

- انت ملكش حق انت فاهم ، اوعي كدا

تلك الـ ***** تحتاج لإعادة تأهيل ... منذ وصوله مع ابنه عمه وجد أخذ يبحث بعينيه عن امرأة بخصلات شعر احمر .. برتقالي ، لكن أن تبلغه فريال بخبث انها بين مجموعة رجال .. وكل رجل يقيم جسدها بفجور ، لم يشعر سوي أنه يندفع الى تلك الغبية يوقف أعمالها المجنونة ..

النيران المستعرة التي تخرج من أنفه جعلتها ترفع احد حاجبيها باستخفاف شديد ، قبض بأنامله على خصرها ليغمغم بحدة

-حركة تانية من الحركات الو*** دي هتلاقيني عملتلك فضيحة ويا انا يا انتى

عضت باطن خدها لتصيح بتأفف

-شادية اللى قالتلك عن مكانى مش كدا

لم يرد عليها .. عيناها انتقلت الى شادية وفريال وامرأة معهما لا تعلمها ، عادت بنظراتها اليه لتصيح بتوعد

والله لاوريها

عيناه نظرت إلى الرجال وقال وهو يجذب جيهان للسير جواره قائلا

-اسف يا رجالة .. الحتة دى تخصنى

لم يتركها وهما يتحركان الى مكان أكثر هدوءا بعيدا عن الصخب ، سمع غمغمة جيهان الحانقة

- متقولش حته .. انا مش لحد

بالكاد تحافظ على مظهرها العام أمام الجميع ، كي لا تبدو كبهيمة يجرها صاحبها ، صاح وسيم بتوعد

- حسابك عسير يا بنت السويسرى

جذبها بحدة كما تجر الشاة الي الذبح ، حاولت تجاري خطواته المهرولة وهي تجده يسير كما لو أنه عالم بالطريق .. اصوات الصخب بدأت تقل تدريجيا والاضاءة بدأت تخبو، ساورها الشك من ما ينتويه حينما دفعها لترتطم بالحائط لتخرج تأوه مؤلم من شفتيها قائلة بحنق

- يا حيوان ، انت اتجننت

رمقها بأستخفاف و مقلتيه كانتا بركتين مظلمتين .. كبئر سحيق لا قرار له ، ارتعدت داخليا وهي تحاول أن تتجلد وتبث في روحها القتال ، استمعت تعليقه السخيف

- والله وطلع ليكي صوت يا جيهان

ابتعدت عن الحائط لتقترب منه وهي تنبش بأظافرها علي ما تطيله من وجهه وملابسه ، اثقلت بجسدها عليه ليختل وسيم من اثر هجومها المباغت ويسقط على الأرض وهي تعتليه من فوقها .. ترغي وتزبد .. تلقي سبابات ولعنات عليه ، حاول أن يوقف تلك الثورة الصاخبة التي اندلعت في كل شرارة من جسدها ليكبل يديها رافعا اياهما فوق رأسه ، تنفست جيهان بهدر وصدرها يعلو ويهبط بانفعال شديد لتقول بحرقة

- بأي حق تتدخل بحياتي

ببرودة المياه ، ونسمة الصقيع الذي ينخر عظام الجسد قال

- اني اللي ربيتك وبعتبرك زي اختي

استشاطت غضبا من رده السخيف ، الذي لا طعم له ... الماجن كيف يتدخل بأمرها هي ... بل كيف يقبلها ؟؟ ... بالله كيف سمح لنفسه أن يتمادى معها لتلك الدرجة امام الجميع ؟!... برقت عيناها وهي ترشق سهاما قاتلة في عينيه الماكرتين لتقول

- متقولش اختي ... انت مش اخويا فاهم ، وملكش أي حق تتدخل بحياتي

في ثانية قلب الادوار.. اصبحت هي على الارض وهو يعتليها جاثما فوقها .. بهيمنة وضراوة جعل قلبها يتأثر رغما عنه ، غامت عيناها لتضعف وتستكين حينما صاح بقوة وهو يجذب خصلات شعرها بحدة مما اتلف زينة شعرها

- ليا .. يوم ما دخلتي حياتي وبقيتي تتابعيني وخليتي ليا حق السلطة اني ابقي ليا الكلمة الاولي عليكي .. يبقي حقي

رمشت بأهدابها عدة مرات تحاول ان تفهم .. ان كان مغزى كلامه عادي أم يضمر بداخله احجيه عليها ان تحلها ، الوضع هكذا بات مربكا لها .. زحفت الحمرة الي وجنتيها ورمشت باهدابها تحاول ان تستعيد الثورة في صوتها والحنق لكن خرج ضعيفا مهزوزا

- ده لما كنت صغيرة ، دلوقتي انا ملكة قرار نفسي

قيد يديها فوق رأسها وهبط بعينيه الباردتين كما تسميهما يتفحص جسدها الأنثوي اسفل جسده ، ارتعاشات جسدها يصله جعله هو الاخر يرتبك .. يستشعر نعومة جسدها اسفل جسده .. لكن بوجه جليدى واعين قاتمة تصير عاصفة لا تبقي شيئا ولا تذر همس بنبرة مخيفة أرعدت اوصالها

- الانسة المحترمة بقي .. قررت تقلع عشان توري جسمها للي يسوي وميسواش

عضت على شفتها السفلى وهي تحاول التملص والفكاك من اسره لتصيح بحدة

- والله دي حاجة متخصكش

أجاب بجفاء شديد وهو يفسد زينة شعرها ببرود شديد

- قولتلك انتي ادتيني الحق اني اكون صاحب ومسؤول عنك

زمت شفتيها بحنق وهي تنظر الى يديها والي عينيه الغامضتين لتصيح بهدر

- ده كان لوسيم تاني .. اللي كنت بعتبره قدوتي قبل النسونجي اللي بشمئز منه

ابتسم وسيم بعبثية .. والظلام في عينيه ينقشع تدريجيا ليميل بغته برأسه علي رأسها ، كتمت جيهان انفاسها وهي تحاول ان تعتاد علي قربه منها لدرجة مرعبة ... عيناها تغوص في بحار عينيه المتلاطمة .. انفرجت شفتيها رغما عنه وعينيها وقعت اسير عينيه .. تقرأ ما بداخلهما عبثا ... انفاسه الساخنة الملتهبة علي بشرتها يرجف بدنها بقوة وهي تحاول الاعتياد علي قربه مهلك لقلبها الذي يقرع كطبول الحرب

مد وسيم بسبابته علي فكها صعودا الي خدها ليهمس بنبرة خطيرة

- والوسيم الحالي مش عجبك ولا ايه

ازداد قربا وانجلي ما بداخل عينيه ... هل بهما رغبة ؟؟ ... شهقت وهي تنتفض بجسدها عنه .. ليقوم وسيم من مجلسه بكل برود ينفض عن ثيابه علق به ليسمع تمتمه جيهان التي وثبت واقفة تمتم بحنق

- سافل .. منحط

عادت زرقاويه تعبث وتعيث في أرضها فسادا ليهمس بمشاكسة

- مش جديد عليا يا جيجي

............

العودة للوقت الحالي ،،،

عيناها ترسل رسائل ماكرة له

ماكرتين تلك العينين رغم براءتها المغلفة

وجه حسن بريء .. لا يمت للبراءة بصلة

ابتسم وسيم بتفكه شديد ، هل تلك التي رباها ؟ ... هل بعد تلك السنوات تصبح إمرأة وقحة لتلك الدرجة ...ضاربة بعادات وتقاليد المجتمع ... كما لو ان تلك الفتاة تتبع خطاه بكل تهور وجنون ، اتسعت عيناه قليلا وهو يحاول التبرير عن تصرفاتها وثيابها ... ولم يجد إجابة سوي ما توصل له عقله الان ، زفر متنهدا بسخط ليعبث بخصلات شعره والسماعات التي في أذنه تفصله عن الواقع تدريجيا ... انتظر اشارة المخرج وصدور الاضاءة الحمراء .. ليسحب نفسا عميقا و يزفره على مهل متنهدا بنبرة رخيمة

- مساء الخير ويارب يكون الاسبوع كان هادي ولطيف ، الحقيقة حلقة النهاردة ممكن نقول انها جديدة للموسم

صمت للحظات وعلى شفيه ابتسامة مزينة بالثقة بل والغرور الذكوري

يعبث مع مستمعاته بعقولهن لفترة من الوقت

يشغلهن في حيز تفكير غير قادرات على الخروج منه الا الاستماع لصوته ، غمغم يقول بنبرة ساحرة

- خلال الموسم ده هنقابل ضيوف .. يدونا من خبراتهم للحياة واكيد وجه نظرهم عن الحب ، خليكم مستعدين مع ضيفتي هنسمع اغنية لـ اليسا ونرجع تاني

ما أن أعطي له مهندس الصوت علامته وصعدت الموسيقى في أذنيه حتي التفت بحدة نحو جيهان يتمتم بحذر خطير

- قسما بالله لو بقك ده فتح لاكتمه

رشفت من عصيرها لتقول متأسفة على تحذيره الأجوف

- اوووه .. حبيبي الحمش ، بس للاسف انا مبتتهددش

خبط بقوة على سطح الطاولة مما جعل المخرج يرفع حاجبيه دهشة .. ومهندس الصوت ينظر قلقا ، خلع سماعته وهو يقترب منها هابطا برأسه لمستواها ليقول بنبرة مهددة

- قسما بعزة جلاله الله .. لو ماتعدلتى انتي متلوميش غير نفسك

تنهدت بوله شديد وهي تنظر اليه بوداعة جعلت عينيه ترتبك للحظة .. وهو يتمتم لنفسه

عيناها قاتلتان .. شرستان ، وضعف أنثوي شديد يجعل الرجال يأتون راكعين نحوها

همست جيهان بافتتان وهي تضع يدها على ذقنها

- شكلك حلو اووي وانت متعصب

مرر يده بسخط على خصلات شعره .. يحاول أن يكظم غيظه منها ، مرر بعينه نحو سترته التي يغطي بها ساقيها بحنق قبل أن يعود لكرسيه وهو يضع سماعته يرفع عينيه بتحذير نحوها

- جيهان

ألقت قبلة عابثة وهي تحرك حاجبيها لتهمس مصححة بنبرة مغناجة

- جيجي يا وسوم

هز وسيم راسه بقلة حيلة ، وهو يزفر عدة مرات قبل أن يتمتم نحو الميكروفون

- رجعنا تاني ، مستنين مكالماتكم لكن خلينا نرحب بضيفتي المشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي .. جيجي السويسري

ابتسمت جيهان بدبلوماسية شديدة وهي تلحظ نبرة الباردة المغلفة في صوته لتهمس بترحاب حار مناقض له

- سعيدة جدا يا وسيم انك استقبلتني فى برنامجك

نظر نحو الاوراق والاسئلة المعدة من قبل معدي البرنامج ، قلب بين الاسئلة بسخرية شديدة وهو يرفع عينيه نحو عينيها ليتمتم بنبرة حماسية لمتابعاته قائلا

- قبل ما نبدأ فى حلقتنا ... خليني أبدأ وأقول حبيتي يا انسه جيهان ؟

انفجرت جيهان ضاحكة برقة شديدة .. ضحكة مدروسة مصطنعة يعلمها جيدا ، لتهمس بنبرة مرحة

- وسيم ... انت داخل حامي كدا ليه !! ... وعشان اجاوب على سؤالك ... لأ للأسف .. فـ رسالتي هي لو حد عايز يتقرب مني ف انا سينجل

قبض على الأوراق بحدة وهو يرى صراحتها ... بل وقاحتها وهي تعرض نفسها أمام الجميع .. اسودت عيناه قتامة ونبرة صوته لا تخرج انفعالاته بل كانت بها الجدية بعض الشيء

- وجهة نظرك عن الحب يا جيجي ؟ ... هل انتى من الناس اللى مؤمنة بالحب ؟

زفرت جيهان متنهدة بحرارة شديدة ، لا تعلم ما تفعله هنا.. هي جاءت لترد الصاع صاعين ... تخبره ليست المغلوبة على أمرها .. هي قادرة على الاخذ بحقها ولو من جوف أسد ، رفعت عيناها تنظر الي عينيه القاتمتين لتهمس بنبرة صريحة

- الحب مش لازم يكون بين راجل وست ... فيه حب الناس بدون أى مقابل .. حب العيلة .. الصداقة ، كل ده يغني عن الحب اللي بتدور عليه

هز وسيم رأسه وهو يقول بهدوء مريب

- يعني عايزة توصلي انك مش بتصدي أى راجل يقرب منك ؟

همت بالرد عليه لكنها صمتت .. تختبر ردة فعله ، تري هل حقا يرغب بمعرفة الاجابة أم لا يكترث بها اطلاقا ، والاجابة صدمتها ... قلبها يختلج بعنف ليزحف الرعدة التي تشل جسدها لفترة وهي تري الاهتمام الصادق من عينيه لترد

- اسفه .. لكن عايزة أقول إن كلمة راجل دي متلزقش في صفاتهم ، الراجل عندي مش مجرد لبس شيك وكلام ناعم وعربية اخر موديل ، من الاخر كدا الراجل معروف برزانته و تصرفاته وقت الشدة

ارتسمت على شفتيها ابتسامة ناعمة وهي تغمغم بصراحة ناعمة

- انا مش من الناس اللى تقدر تجذبها الطبقة الخارجية اللي بتلمع ، لاننا عارفين انها مجرد طبقة بتغطي الوحش .. فنصيحتي لبنات اللي بتسمعنا ، اوعك في يوم تستلمي لراجل بيدي كلام فى الهوا .. اسفه قولت راجل للمرة التانية ، شبه راجل بل طفل حب لعبة وبكل أنانية طفل لعب بيها لفترة حتى جيه وقت خطفته لعبة اكبر واحدث من اللي في ايده

طالما نظرية شقيقتها ان الرجال ما هم سوى اطفال أنانيون تراها حقيقة ، كل ما يجذبهم هو لعبة ... يتذمرون ان لم يلعبوا بها وما يلعبوا بها تأخذ وقتها حتي ينجذب الطفل للعبة أكبر ، رفعت عينيها نحوه لتجفل من البريق المتلألأ في حدقتيه وتلك الابتسامة في شفتيه لا تعلم كنهها ليغمغم بنبرة رخيمة

- واضح انك داخلة جامد فى الرجالة

ضحكت برقة مرة اخرى .. تلك المرة حقيقة ، اتساع ابتسامتها يجعل عينيها تصبح شبه منغلقتين عكس الضحكة المفتعلة ، النغزتين في وجهها يجعله رغما عنه .. اسيرا في ضحكتها ، همست بتذمر لذيذ

- وسيم من فضلك ، انا مليش كلام مع الرجالة .. قولتلك تعريف الرجالة ، لكن اللي بتكلم عنهم اطفال ... عقل طفل وجسم راجل

انفرجت عن شفتيه ابتسامة هادئة ليهمس بنبرة هادئة

- مواصفات رجل أحلامك ... او نقول الصفات اللي عايزة تلاقيها فى الراجل

لم تتردد وهي صدمته ما يموج في بندقيتها لتهمس

- يحبني بجنون . لو قعد وسط مجموعة من البنات عنيه متكونش غير عليا بس ، اكون ملكة في قلبه وبيته ... ويكون هو ملك روحي وقلبي ... ببساطة كدا عيني لما تيجي في عينه ارتبك .. قلبي يدق جامد ، عنيه ميقدرش ينزلها من عليا لانه عايز يحفظ تفاصيل عني اكتر لحد ميعاد نومه اكون انا اخر واحدة يفكر فيها ولما يصحي اكون اول واحدة يتصل بيها

انشد لها لفترة ... قبل ان يضحك بافتعال شديد يداري بها ما في جعبته ليتمتم بنبرة مفاجئة بعض الشيء

- واووو ، اكيد المستمعين متفاجئين بشخصية زي جيجي الجريئة اللي بتشترك فى سباقات وتسافر برا مصر فى رحلات خطرة تكون عاطفية للدرجة دي

رفعت يديها وهي تمتم بصراحة شديدة معتاد عليها

- دي طبيعة الستات وللاسف الراجل بيتستغلها لمصلحته الشخصية أو أقدر أكون محددة أكثر لمزاجه ، فرغبة الراجل مبيقدرش يتحكم بيها زينا

هز رأسه يائسا .. تلك الغبية تحاول اقحامه في الأمر ، يعلم رسالاتها الخفية الخبيثة مثلها .. لكنه لن يدمر ابدا ما حققه بسبب انتقام طفولي منها ، تمتم بهدوء

- هنفضل نقول الراجل والست كتير وندخل في خلافات والمستمعين يزعلوا

هزت رأسها نافية وهي تقول بنبرة غير قابلة للجدال

- اطلاقا يا وسيم ، لكن زي ما قولت انهم اطفال انانين

غمزت وهي تراه يكتم شتيمة تكاد تخرج من شفتيه إلا أنه منعها بشق الانفس حينما اشار له المخرج بان يأخذ استراحة ، غمغم بهدوء شديد

- طيب .. ناخد فاصل ونسمع اغنيه ونبدأ نستقبل المكالمة الأولى

ردت بإيماءة من رأسها

- اكيد

ما ان نظرت نحو الزجاج الخارجي والمخرج يعطي اشارته ، وجهت نظرها نحو وسيم لتهمس بمشاكسة

- شوفتني وانا مطيعة

استقام من مجلسه للمرة الثانية وهو يقترب منها ، اجلت جيهان حلقها حينما وضع يديه على مسند المقعد ، يميل بوجهه نحوها .. ارجعت ظهرها تلقائيا لظهر المقعد تكاد تلتصق به وهو يقول بنفاذ صبر

- عايزة توصلي لايه يا جيهان

رمشت اهدابها ببساطة شديدة قبل أن تهمس بصراحة

- عايزة اتجوز ببساطة

اتسعت عيناه جحوظا .. لوقاحتها التي لا حد لها ... امسك ذراعها بغتة وهو يهمس بنبرة مهددة

- قسما بالله لـ ….

قاطعته بوقاحة شديدة منها

- عايزة ارتبط يا وسيم .. بابا رفض أيهم من قبل ما يشوفه لأ وكمان رافض أى حد حاليا وانت رايح تتسرمح مع اوربية واسيوية براحتك

انفجر هادرا بحدة والعرق في عنقه ينبض بقوة ، البياض في عينيه استحال دما تكاد تقسم ان الشعيرات الدموية تكاد تنفجر

- جيهاااااااااااان ، اتكتمي خالص .. انتي مالك بيا هاا ؟ ان شاء الله اولع فى نفسي انتي زي الهبلة هتجري ورايا وتولعي فى نفسك

قاطعته بلهفة وعيناها تمرر عليه بلهفة شديدة

- بعد الشر يا عمري

لم يحاول ان يلقي بالا نحو الرجلان بالخارج ، أجلي وسيم حلقه وهو ينظر الى تلك العينين البريئتين خارجيا .. التائقة للمشاعر بعطش شديد ، اشاح بعينيه بصعوبة ليمرر يده على خصلات شعره ليتمتم بحدة

- انتى ليه مصرة .. فهميني .. جيهان انا

جائه صوت المخرج ينبه ان وقت مشاكل الحبيبين ليست في الاستوديو الخاص به

- وسيم .. فاضلك عشر ثواني

القي نظرة نحو جيهان قبل أن يعود لمجلسه ، يحاول بأقصى جهده العودة لتركيزه الذي تشتت لثاني مرة بفضلها ، غمغم بنبرة مفتعلة شديدة

- رجعنا تاني ولسه الأسئلة مخلصتش .. هنستقبل أول مكالمة ونقول مساء الخير

استمع الى صوت انثوي .. يصيح بانفعال ، الفتاة تبدو كما لو أنها فازت باليانصيب !!

- مساء الخير يا وسيم ، متعرفش بقالي كام قد ايه متخوفة عشان اكلمك

امتعضت ملامح جيهان بقرف لتهمس من بين شفتيها

- يختي شوفتي حاجه عدلة

ارتسمت ابتسامة حلوة علي شفتيه يلقيها اليها كما لو انه ليس هناك حاجز بينهما والفتاة تنتقل الابتسامة اليها كالعدوى .. السبب هو احساس فقط !!!

غمغم بنبرة لطيفة ودافئة بعض الشيء جعل جيهان ترفع حاجبها باستنكار

- سعيد جدا انك نورتي البرنامج يا انسه

عاجلته الفتاة بلهفة شديدة وتكاد تتمسك باعصابها كي لا تنفجر صارخة بعشقها العذري له

-ريهام

وجه نظره نحو جيهان التي تكتم انفعالات وجهها بابتسامة جليدية ، متى تتعلم تلك الفتاة انه يحفظها كالخطوط في راحة يده ، تمتم بنبرة متلاعبة

- انسه ريهام قوليلي هل موافقة على كلام جيجي ولا ليكي راي تاني ؟

صمتت ريهام للحظات قبل أن تستعيد جديتها بعض الشيء قائلة

- الحقيقة مقدرش انكر كلام جيجي عين العقل ، لكن سؤال من فين هتلاقي راجل زي ما بتحلم بيه ... يعني لو ملقتهوش هتستني وايه هي مواصفاته ... يعني فضولية شوية عشان اعرف الرد

تولت جيهان مسؤولية الرد ، داخلها يكاد يحترق غيظا من ذلك الرجل ، الرجل يبتسم ببلاهة كما لو انه يخاطب حبيبته نعومة صوتها لا يمنعها من التفكير شيطانية من التعرف علي المسماة بريهام وقتلها

- ريهام مساء الخير .. عايزة اقولك ان الرجالة بتقول ان مفيش ست مخلصة في زمنا ...تعرفي ليه .. لانه راجل رخيص بس شاف بضاعة رخيصة عجبه شكلها .. بيعمم ان الستات طبعهم الخيانة لكن للأسف هو راجل رخيص لانه هو من نفسه بيدور عن النوع الرخيص وميقدرش يرقي نفسه لنوع افضل لانه عارف انه هيترفض ..فيعقد ببساطة على القهوة أو الكافية يجمع صحابه ويقول كلام ملهوش ستين لازمة .. قال يعني هو بيحذر الرجالة من الستات اللي من نوعه

اعترضت الفتاة قائلة

- بس يا جيجي

قاطعتها جيجي وهي تجيب ببساطة ما يدور بخلدها

- بس يا ريهام .. منكرش فيه نوع تاني اخد صدمة من ست فى حياته ، كان حاططها في درجة معينة في حياته لكن هي خذلته ، فيبطل يثق فى الست مش دا كلامك ؟

تنهدت ريهام متنهدة لتقول

- مضبوط يا جيجي

ابتسمت جيهان وهي تغمغم بثقة

- انا مش واثقة غير في حاجة واحدة ...ان اللي بتزرعه هتحصده .. ازاي انت بتزرع صبار وعايز تحصد فاكهة ، ولا ايه كلامك يا وسيم

حك طرف ذقنه بهدوء شديد يراقب تلك المسماة بجيهان بثوب جديد لم يعلمه .. بل لم يحاول حتى التعرف عليه ليتمتم

- احب اشكر ريهام على مكالمتها وسعيد جدا انك اتواصلتي معانا ويارب متكونش اخر مرة ، جيجي

نادها بهدوء شديد ، لترد بعفوية شديدة قصدتها

- نعم يا روحي

اتسعت عيناه ليرفع رأسه نحوها وهو ينظر نحوها بنظرات قاتلة يقسم انها كانت ستحرقها من موضعها لكنها لم تفعل سوى القاء قبلة له ، ارتباكه جعلها تتسع ابتسامتها بوقاحة شديدة ... تنظر اليه تتحداه أن ينطق ليثبت عكس ما تدعيه ، ضحكت بخفوت شديد وهي تقترب هامسة بنبرة ناعمة للغاية مغرية

- عايزة افهم حاجه للجمهور عشان متفهمناش غلط ... انا وسيم مش مجرد اصدقاء زي ما عارفين ولا مجرد علاقة جيرة بتربطنا ... علاقتنا اكبر واعمق من كدا

رفعت عينيها نحوه لتغمز في وجهه ، رفع برأسه نحو المخرج لينظر بعينيه نحو الحاسوب بجواره... حاول التنفس بحرية شديدة ليقول بفضول شديد دفعه لمعرفة نوع الشباب الذين ستنجذب نحوهم

- ايه هي مواصفات فتى أحلام جيجي من ناحية الشكل ؟ السؤال ده اتكرر كتير على صفحة البرنامج

هزت كتفيها وهي تمتم بهدوء شديد وعيناها في عينيه

- قولت اني مبدورش على الشكل ... لكن لو مصريين اووي كدا .. اولا يكون اسمر وعيونه دافية مش غدارة لانى برتعب اوي من أصحاب العيون الملونة واكيد يهتم بالرياضة و السفر .. لازم نقط مشتركة وبيحب المغامرة وميجيش يوم يكسرني ولا يطعني ... ميجيش يوم يقول كفياكي بقي سفر انا عايز ست فى بيتي ، طب يا حبيبي انت واخدنى كدا واستحالة اغير فكرة او حاجة مؤمنة بيها عشان حد

ما وصله صريحا لحد الوقاحة

الرسالة كانت إليه ، كيف تصف عينيه غدارتين وماذا عن عينيها المخادعتين ، تلك الفتاة لم تلقيه في منطقة شائكة ؟!!

غمغم بنبرة بسيطة عفوية منه

- كلام عميق بيطلع منك يا جيهان

الا ان جلاده لم يرحمه ليستمر في جلده قائلة بجفاء

- لانك مش بتحاول تبص

تمتم ببرود شديد للغاية وهو يطلب من المخرج تلك المرة استراحة

- فيه فاصل هناخده ... وبعدين هنرجع نكمل باقي حلقتنا

أغمض جفنيه وهو لا يصدق ما حدث له

كأن العالم من حوله ينهار ؟!! وهي تقف على تلها ببرود شديد وعدم مبالاة !!

يطلب من الله الصبر كي لا يدق عنقها ويقتلها فى الحال !!!

*********

استقامت خديجة من مجلسها وهي ترمق شقيقها عايشة بعدم تصديق ، كيف تخبرها أن تكون حاضرة لخطبة نزار لفتاة اخرى ليست بأبنتها ، هل هذا هو وعدها واتفاقهما منذ أن كانت بيسان صغيرة فى مهدها ؟!! .. هل تخل باتفاقها بعد كل تلك السنوات الحثيثة لمحاولة التقرب بيسان من نزار ، صاحت بهدر شديد وهي تتحدث بلهجتها رغم سنوات الكثيرة التي عاشتها فى القاهرة

-شو هاد يلي عم تحكيه ياعائشة

استقامت عايشة هي الأخرى تقول بنبرة هادئة حازمة بعض الشيء لتثبط من غضب شقيقتها

--خديجة مالو داعي تعلي صوتك ،نحن عم نتناقش بهدوء

جزت خديجة على اسنانها بسخط ، لتقول بنبرة غاضبة بها العتاب

-لك انت خليتي فيني عقل بدك ياني روح معاكي اخطب لابنك بنت غير بنتي ،هاد كان حكينا لما ولدت بيسان

استشعرت الغضب والحزن في صوت شقيقتها لتقترب منها وهي تهمس بنبرة مشتتة ، فهي بين نارين .. نار شقيقتها التي اجتمعت بها مرة اخري بعد سنوات ونار فلذة كبدها

-الله بعلم قدي بحب بيسان هي متل بنتي ،بس شو اعمل يا خديجة ابني نزار ماحبا لبيسان قلبه ما مال الها

اشاحت خديجة بوجهها للجهة الاخري كي لا تضعف من نظرة شقيقتها المترجية ، صاحت بعتاب

-جاية بعد كل هالعمر تغيري رايك ...انت واعية شو عم بتقولي ياعايشة ،طيب والامل يلي زراعناه جوا بيسان

يا حسرتها على قلب ابنتها ... كيف وهي لسنوات عززتها من ثقتها وآمالها هي وشقيقتها ... استمعت الى صوت عايشة المتحسر

-ياخديجة مابقدر اغصب ابني على بنت مابدو ياها افهميني الامر مستحيل ،يعني انت مفكرة رح ترتاح اذا تزوجته وقلبه مع وحدة تانية

نظرت نحوها بلوم شديد .. وعتاب اخترق قلب عايشة لتهمس بنبرة مختنقة

-بتعرفي ياعايشة من لما انا وزوجي سافرنا على مصر وبعدت عنك ....كان فراقي.. كان فراقي عنك صعب كتير ...مع انو كانو جيراننا بيودونا كنت حس اني وحيدة بس لما اجت بيسان ..حبيبة ألبي ،حاولت ابنيلها سعادتها

مررت عايشة يدها بحنو على كتف شقيقتها لتهمس بتأثر شديد وعيناها غامت بحزن ليوم زفاف شقيقتها وسفرها لمصر بسبب عمل زوجها ، همست بنبرة ناعمة

-ياخديجة بنتك بنتي انا خالتها يعني انا أمها لا تنسي الخالة ام

نظرت خديجة بطرف عينيها نحو شقيقتها .. التي اجتمعت بها بعد سنوات كانا يتواصلان بمكالمات هاتفية لا تشبع شوقهما ، همست بنبرة مؤلمة

-لما نزلتي عمصر بعد مابدات الاحداث وزرعتي جواتي بذرة الامل انو نحن رح نضل سوا ومارح نفترئ مابتتخيلي سعادتي ،لك حتى بنتي شجعتا

صمتت عايشة للحظات وهي تستعدي ذاكرتها .. تتذكر نظرات ابنة شقيقتها لابنها .. لم يكن بهما شرارة حب كما رأتها في عيني تلك الرقيقة رهف ، رهف رغم قشرتها الرقيقة لكن استفت بداخلها قوة بداخلها ، تلك القوة استطاع أن تستشفها حينما اقتربت منها ، قوتها مرتبطة بهدوءها وخجلها .. قوة جعلت ابنها يخر ساقطا معترفا بعشقه لها .. لكن نظرات بيسان لم تكن سوى امرأة ترغب بأخذ ما هو لها ، هزت كتفي خديجة لتصيح بصلابة شديدة

-بيسان ماحبتو لو حبتو ماكانت لمعة عيونها منطفية ،هي بس انجذبت لنزار

زمت خديجة شفتيها رغم انها استشفت صدق حديث عايشة لتمتم بحزن نحو ابنتها

-بس بالاخر اتعلقت فيو ياعائشة ،انتي السبب

اتسعت عايشة عيناها بجحوظ لتمتم بعدها بحدة طفيفة

-لك شو هالحكي انا حكيتلك انو كان الارتباط امنية حياتي بس انا سعادة ابني قبل كل شي

صاحت خديجة بحنق شديد مدافعة عن فلذة كبدها

-ووينا سعادة بنتي ؟

رفعت عايشة رأسها للسقف تحوقل وتستغفر ربها من عناد شقيقتها ، لتقول بنبرة هادئة بها توسل حثيث

-صدقيني رح تلاقي سعادتها لما يجي ابن الحلال يلي رح يخطف قلبا ،انت هديها لبيسان وامانة ماتفتحي معها هالموضوع ...نحن بكرا لازم نزور عيلة البنت انت عيلتي يا خديجة ماتتركيني بمتل هاليوم

رمشت خديجة بأهدابها لتنظر الى عيني شقيقتها المتوسلتين ، ضعفت من توسل شقيقتها .. بالنهاية لا يوجد سواها كل ما تبقى من عائلتها ، وليس بجيد ان تذهب بمفردها إلى منزل العروس رغم رفضها .. صاحت بنبرة مستسلمة

-عايشة .. اتركيها عالتياسيير ...الله يصلح الحال

اتسعت عينا عايشة غير مصدقة لموافقة خديجة .. عانقتها بمحبة شديدة وهي تشدد من عناقها لتربت خديجة على ظهرها ، تفاجأ بصوت نزار المشاكس

-شو مبين قمرات حياتي مجتمعين اليوم

صاحت عايشة بنبرة فاضحة من السعادة التي زينت عيناها

-تعا ياحبيبي ،خالتك بكرة جايية معي منشان نخطب رهف

اقترب نزار من خالته وداخل يتنهد مرتاحا لما يحدث ... اقترب مائلا يطبع قبلة على جبين خالته قائلا

-لك يؤبشني قلبك ياخالتو انا كنت عرفان مارح تقدري تكسري بخاطري

تظاهرت خديجة بالسعادة رغم الغصة فى حلقها لتعاسة ابنتها ، مسدت براحة يدها على ذراعه لتهمس

-مابدي غير سعادتك ياروحي ...روح اتصل باخوك بلكي بجي يوم عرسك

اقترب نزار وهو يحتضنها بقوة ليصيح متنهدا بحرارة ، يعلم ما يموج بداخل عينا خالته لكنه يعلم انها لا تقدر على احزان شقيقتها بعد ذلك العمر

-لك احلى خوووخة بالدنيا كلها

قرصت خده لتهمس بمزاح

-طول عمرك لسانك حلو

تلاعب حاجبيه بمكر وهو يتمتمر بمزاح ليقبل وجنتها بدفء

-لي انا شو قلك انا ماقلت غير الحقيقة ياخالتو

تمتمت بهدوء شديد رغم ما يموج من داخلها من قلق على ابنتها

-الله يكتب الخير يارب

ثم تابعت بهمس دقيق تناجي ربها .. مالها سواه

-ويصبرك يا حبيبتي

*****

نظرت توحة الى هاتفها بحنق .. حفيدها العنيد يبدو مصر على عناده رغم تحذيرها الا يغلق هاتفه ... لكنه يخبرها ببساطة شديدة يجعلها تشتعل غضبا انه فى عمل ، بالله كيف لرجل مثله ان يعمل حارس خاص ويتخذ شهادته كعمل جانبي ، بعد كل تلك السنوات من الاجتهاد والكد يعمل تحت طبقة متغطرسون ، لفت وشاح أسود حول رأسها وهي تخرج من المنزل لتري أحوال المنطقة وآخر مستجداتها وايضا ستنتظر حفيدها العاصي ويا ويله من عقاب توحة !!!

الهرج والمرج سائد فى المكان فى وقت بعد العشاء تحديدا ، أكثر ما تمقته هو ذلك المسمى بـ " توك توك " والاصوات الملوثة التي تخرج من اجهزة ذلك الشيء المفسد .. أطلقت سبابة في وجه طفل لا يتعدى العشر يقود ذلك الشيء الفاسد برعونة شديدة كاد يدعس طفلة ، اخرجت نعلها من قدمها وهي تسحب جسد الطفل تضربه على جسده تلعن يوم قدوم ذلك الشيء المفسد للمنطقة وتتشتم والده الذي تركه يقود شيء يكاد يلقي الجميع بالتهلكة ، تجمع جمع غفير من أهل المنطقة وصبي القهوة ابعد جسد الطفل عن مخالب توحة ... تنفست توحة بهدر شديد وفتحتي انفها تنقبضان وتنبسطان ، أخرجت غيظها وحنقها فى ذلك الطفل الفاسد ... نظرت بجنون نحو الصبي الذي خلصها من ذلك الطفل وهو يراه يدفع الصبي للهروب من امامها ، شرست معالم وجهها وهي تنظر نحو الجمع المحتشد ... كـ لبوة تدافع عن حقها فى مملكتها فى غياب الملك .. حينما هم صبي القهوة بالمغادرة والفرار صاحت باهتياج شديد

- انت يا ولا رايح فين تعالى

اغمض الفتى عينيه وهو يلتمس من الله الصبر ، قبض بيده على سرواله قبل أن يدير علي عقبيه يرسم ابتسامة بلهاء علي شفتيه قائلا

- ايه يا ست توحة مالك

استكانت ملامحها المهتاجة وهي تري الجميع بدأ يهتمون بأمورهم توجهت بخطواتها نحو المقهى لتصيح بحنق

- فين عاصي ؟

أجاب الفتى بسرعة شديدة وتعجل وداخله يتعجب من جسد امرأة مثلها أفلت الصبي بصعوبة منها

- لسه يا ست الكل مجاش من شغله

جلست على مقعدها المخصص وهي تنظر بعينها نحو المارة لتشيح بيدها قائلة بحدة

- طب روح اعملي شاي ومتتاخرش

وضع الفتى اصبع السبابة على أسفل عينيه وقال بنبرة هادئة

- من عنيا يا ست الكل

نظرت بنصف عينيها المنغلقتين لتمتم بحدة

- ولد انت بتعاكس ست قد ستك ؟ ... اوعي يا واد تكون من العيال اللى هما .. قسما بالله لأقلعك من هدومك قدام الحتة عشان تتعدل

اتسعت عينا الفتى بصدمة وهو يحاول أن يفهم اين ذهب خيالها بعيدا ، هز رأسه نافيا وهو يحاول اللذوذ الفرار منها ولا يعلم اين كان عقله ليوافق على طلب عاصي للاهتمام بها في أوقات عمله ، هم بالرد عليها الا ان صوت خليع يقول بنبرة ساخرة

- ايه يا ست توحة .. خدي نفسك شوية .. لوك لوك لوك مفيش نفس حتى

امتعضت ملامح توحة للقرف الشديد ... رائحة القذارة تفوح من تلك المرأة رغم أفعالها بالخفاء ، استغفرت ربها وهي تنظر بعنيها نحو الصبي لتقول بنبرة حادة

- الله اكبر .. كبر يا واد يا هيما فيه ست عايزة ترقدني هنا ، قل أعوذ برب الفلق .. يختي ايه الناس اللي مش سايبة حد في حالها دي

وقفت المرأة تضع يديها على خصرها ونبرة صوتها الشعبية بها استنكارا لتقول بصوت مرتفع نسبيا

- جرا ايه يا ست توحة الله ... انا بقولك خدي نفسك شوية داخلة حامية على الواد كده ليه

ابتسمت توحة بسخرية وهي ترفع من صوتها الاخري لتقول بنبرة هادرة

- انت يا ولية مناخيرك دي حشراها في كل حته ليه .. ها ؟!؟ ... تحبي اكسر مناخيرك دي عشان مشوفش وشك العكر ده على الصبح

خبطت المرأة بيدها على رأسها وهي تقول بنبرة مهتزة قليلا

- لا بقولك ايه انا مش فايقالك خالص

اشمئزت معالم وجه توحة لتصيح بنبرة مرتفعة جذبت انتباه بعض رواد المقهى

- طبعا الحشيش اللي واكل دماغك مش عايزة تضيعيه

اتسعت عينا المرأة بارتباك لتقترب منها وهي تصيح بنبرة خفيضة بها تهديد للمرأة العجوز

- اسكتي ... صوتك مسمعهوش

مصمصت شفتيها بامتعاض لتقول بنبرة ساخرة وهي تنظر في عيني المرأة الوقحة

- ايه لا هو انتي فاكرة اني معرفش كل كبيرة وصغيرة في الحتة دي ولا ايه ؟ .. ده حتي العشة بتاعت الحمام تشهد على الكلام ده

اتسعت عينا المرأة بصدمة ، لا تعلم من اخبرها سرا كهذا ... لطمت وجنتيها وهي تهمس بولولة

- يا ولية اسكتي بقي ... يخربيتك ده انتي فضيحة

هتفت بقرف كما لو أنها تبصق الكلمات من شفتيها

- مشوفش وشك بقي يا مدام

فرت المرأة هاربة منها ، لتتسع ابتسامة توحة .. المنطقة لا يوجد بها سرا الا وعلمته رغم الشيب الذي غزا رأسها إلا أنه لم يذهب سدى .. فكل خصلة بيضاء من شعرها بها دروس عن الحياة ... كادت ان تصيح فى ذلك الصبي الذي تأخر بالشاي الا انها وجدته امامها فاتحا شفتيه ببلاهة شديدة لتزمجر بغضب

- انت يا ولا فين الشاي

ارتبك المدعو هيما وهو يهمس برعب سيطر على بدنه

- ح .. حاضر والله

ضاقت عينا توحة وهي تصيح بحذر شديد اربك الفتي

- عارف يا ولا لو سمعت بالصدفة الكلام ده قولته لحد غيري هعمل فيك ايه

ازدرد لعاب هيما ليهمس بقلق وتوجس

- هتعملي ايه يا ست توحة

نظرت نحو الفانوس المعلق من العام الماضي بخبث لتهمس بشراسة

- هعلقك فانوس في شهر رمضان .. انجر من وشي يلا

هرب الفتي هاربا داخل المقهى يجهز الشاي لها ... تنهدت توحة بحرارة وهي تتصل به مرة اخري بهاتفها الا ان الاجابة ان الهاتف مغلق ، جزت على أسنانها لتصيح بتوعد

- بردو قافل تليفونه .. ماشي يا عاصي حسابك تقل يا ابن بنتي

******

يا سيد محب الطبيعة

انت معقد .. بل جاحد للجميل

فكيف تعتزل عن إمرأة قادرة على أن تسخر وقتها لك ولرعايتك

وانت تتحاشى مبتعدا عنها .. هاربا منها .. مترصدا لها إن أرادت ان تغزو محرابك .

مررت جيهان يدها على خصلات شعرها البندقية ينافس بندقية عيناها الماكرتين .. تحمد الله انها انهت المقابلة على خير رغم انها قررت ان تسمح لبعض المشاعر تظهر بكل جلية له .. هي انتهت أوصلت له رسالتها وهو سيكون غبيا إن ادعى الجهل ... مسدت براحة يدها على تنورتها الاسكتلندية القصيرة ، سحبت هاتفها وحقيبتها وهي تهرول راكضة من المبنى ، تستدعي بزر المصعد عدة مرات و حالتها لا تسمح لقضاء وقت أكثر مع وسيم بعد ما فعلته .

ادعت عدم حبها للعيون الملونة رغم أنها تكاد تغرق داخل مقلتيه .. ادعت حبها للبشرة السمراء .. لكن ذلك الاشقر استحوذ على قلبها بكل عنجهية منه ، شهقت بفزع حينما شعرت بيد تلف حول خصرها وجسدها يلف لتصطدم بجسد آخر شخص ترغب ان يحضر مناقشات عقلها وقلبها المؤرقة ، رفعت عيناها وهي تهم بالصراخ عليه الا ان السواد داخل مقلتيه اخرسها

ازدردت ريقها بتوتر وهي تضع كفيها على صدره .. ته

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close