رواية امراة لا تعرف المستحيل (لعبة الحياة ) الفصل السادس 6 بقلم مروة عبدالجواد
لبارت السادس
خرجت نور وهي تمسح دموعها بيدها ، وتحاول مساواه ملابسها حتي خرجت من باب العماره ، تلفتت يمينا ويسارا ، وسارت بجانب الطريق بكل قهر وظلم ، فكلما مسحت دموعها تفيض اكثر .
صادفها شاب اهوج واستوقفها بكل برود .
-- ايه يا مزه هو مزعلك قوي كده ، تعالى وانا ابسطك .
حاولت نور الابتعاد عنه ، ولكن الشاب اعترض عليها الطريق بااستهتار فهتفت .
-- ابعد عني .
حاولت الفرار منه ، ولكنه اعترض طريقها هاتفا .
-- تعالي بس هفهمك واريحك .
ومد يده في محاوله لامساك يدها .
في هذه اللحظه مر محمود اخيها من الطريق المقابل هو وصديقه فجرى اتجاهها وقد جن جنونه وهو يشاهد الشاب يمسك يد اخته وبصوت شجون مليء بالحده .
-- في ايه يالا ، وحاول ابعاد الشاب عن اخته .
هتف الشاب به .
-- ايه يا عم المزه دي تبقى بتاعتي بس زعلانين شويه وانا بصالحها ........
في هذه اللحظه مر محمود اخيها من الطريق المقابل هو وصديقه فجرى اتجاهها وقد جن جنونه وهو يشاهد الشاب يمسك يد اخته وبصوت شجون مليء بالحده .
-- في ايه يالا ، وحاول ابعاد الشاب عن اخته .
هتف الشاب به .
-- ايه يا عم المزه دي تبقى بتاعتي بس زعلانين شويه وانا بصالحها
قاطعته نوروعي تهز راسها نافيه .
-- والله ما اعرفه ده بيشدني بالعافيه .
قاطعها الشاب ببرود .
- بطلي زعل بقي يامزه لميتي الناس علينا هصالحك دلوقتي .
قطب محمود حاجبيه والشراره تخرج من عينيه هاتفا .
-- وحيات امك .
و قبض يده في وجهه الشاب ولكمه ضربه قويه ، وبدا الضرب بين محمود والشاب وصديق محمود يحاول ابعدهما، فجري الشاب بعيد خوفا من بطش محمود .
جذب محمود نور بقوه .
-- يلا يا جزمه لمالي الولاد حواليكي ، ولكمها على كتفها وجهها .
فجذبه صديقه بعيدا عن نور.
-- خلاص يا محمود احنا في الشارع مينفعش كده، دي اختك .
رمقته نور بدموع وتلعثمها في الحديث هاتفه .
-- والله ما اعرفه هو اللي وقفني في الطريق .
جذبها محمود من شعرها .
-- يلا يا جزمه قدامي .
ذهبت نور باانهيار وبكاء ودموع واحساسها بظلم وقهر الحياه ولهذا القدر العابث بها فكرت للحظه ان تلقي نفسها امام اي سياره ماره لتتخلص من هذه الحياه البائسه .
عده صفعات تاتي في وجهك دون مواجهه منك ولا تدري اي صفعه تواجها او كيف ترد ، فكل من حولك يقف ضدك حتي اقرب الناس اليك ، فبدلا من ان يقفوا بجوارك ، كانوا اول من ساعد في هدمك وانكسارك ،
ولكن .. هل تستمر هذه الصفعات ؟!
ستواجه ام تخفض راسك لمرور هذه الصفعات بزعوبها ورياحها .
..........
يجلس كريم شاردا بعض الشيء في مكتبه قاطعه صوت طرق الباب ، فدخلت غاده .
ابتسم كريم بحنق هاتفا .
-- تعالى يا حضره الضابط .
-- اؤمر يا فندم .
-- في ماموريه النهارده .
-- فين يا فندم.
-- في كافيه بلازا .
قطبت غاده حاجبيها باستغراب .
-- نعم .
اردف وهو يرمقها بحنق .
-- عايزك تلبسي فستان شيك كده وظبطي نفسك .
ابتسمت بتهكم .
-- ماموريه .. وفستان .. ازاي ..
-- الساعه تسعه تكوني مستنياني في الكافيه .
قاطعته بتهكم .
--حضرتك بتهزر ، انا مش فاهمه حاجه بجد .
رد كريم بجديه وصوت شجون حاد .
-- في ايه يا حضره الظابط وانا ههزر معاكي ليه ، في ماموريه سريه انا مكلف بيها ، مش لازم اقولك تفاصيلها لانها سريه جدا ، العناصر هتكون موجوده في المكان ولازم اراقبهم عن قرب ، ولازم حد معايا والقياده كلفتني بكده .
هزت راسها بارتباك وابتلعت ريقها هاتفه .
-- تمام يا فندم ، لكن المفروض اني اعرف اي تفاصيل عشان اقدر اساعدك .
هز كريم راسه نافيا بحزم .
-- لا طبعا دي اوامر القياده وانا متكفل بالعمليه دي وعايز مساعد ولازم تكون ست ؛ علشان منلفتش الانتباه علينا ، علشان كده انا رشحتك معايا ومتنسيش اني رئيسك .
-- تمام يافندم .
-- اعملي حسابك احنا هنحب بعض شويه قدامهم .
رفعت حاجبيها باندهاش .
-- افندم .
-- في حاجه ياغاده .
-- لا يا فندم خالص .
-- يلا بقي الحقي اجهزي .
واشار بيده لها وهو يردف حديثه .
ويا ريت تسيبي دور الراجل ده في البيت .
قطبت حاجبيها بضيق .
-- راجل .. انا راجل .
نظر لها بحنق وهو يرفع حاجبيه
-- اه ، انا عايز ست معايا علشان منلفتش الانتباه .
ثم رمق شعرها مردفا.
- يعني افردي شعرك دا اللي عمري ماشفته مفرود .
ورمق بنطال البدله مردفا .
- والبنطلون دا علي طول لبساه هو انتوا معندكوش جيبه .
جزت غاده علي اسنانها وهي تمحلق به بضيق فتود ان تلكمه بوجه لانتقاده لها بشده فهي هي سيئه لهذه الدرجه ، بلا فهي فاتنه من نوع خاص لكن حازمه في عملها .
تعلمي عزيزتي عندما تكوني واثقه من ذاتك وليس بكي عيب ، فتجدي من يستفزك من معشر الرجال فتاكدي ان له رغبه بشيء ما ........
اما استفزازك ليخرج اسوأ خصالك اما لنزع ثقتك من نفسك لتكوني تحت طوعه .
اردف كريم كلامه .
-- يلا بقي روحي .
-- لسه بدري يا فندم الساعه واحده الظهر لسه ساعتين علي ميعاد انتهاء الشغل .
-- وبعدين يا حضره الضابط اسمعي الكلام .
طردت زفيرا مليئا بالضيق .
-- حاضر يا فندم .
وشردت بتمتمه وهي متجهه نحو الباب .
- ماموريه بفستان .. وانا راجل .
دلف امجد لمكتب كريم وهو يشاهد غاده شارده فهتف لها .
-- اذيك يا غاده .
ثم تلفت الى كريم مستغربا .
-- مالها دي مبتردش ليه .
ابتسم كريم بحنق .
-- هاقولك بعدين .
تطلع له امجد هاتفا .
-- شكلك رايق .
قاطعه كريم .
-- شكلك انت اللي رايق.
-- والله ماانا عارف ان كنت مبسوط ولا مضايق.
-- باستغراب في حاجه حصلت .
تطلع امجد له باستياء .
-- شفت ريهام امبارح وبدا يروى له ما حدث .
.........
داخل القسم وامام الزنزانه تحديدا ، يمسك العسكري رافت من مرفقه ويزج به داخل الزنزانه ويغلق الباب .
-- خش يامسجون .
-- انا مش مسجون ، ان عايز محامي ... طب عايز اتصل بحد.. هو في ايه .. انا عملت ايه ... طب هديك اللي انت عايزه وسبني اتكلم ف التلفون .
تجاهله العسكرى ونظر من شباك الباب الحديدي للزنزانه ووجه كلامه للمساجين، وهو يشير الي رافت بتهكم .
-- ضيف جديد المامور بنفسه بقولكو مسوا عليه .
ابتسم المساجين وبدؤا بالاقتراب من رافت ، وبدا احد المساجين في سلبه من اي محتويات معه ، وبدا الاخر يلكمه ، حتى انهالوا عليه ضربا مبرحا .
......
تجلس نور علي الاريكه تبكي بشده ، و تقف فاطمه امامها تضع يدها علي راسها بضيق وعصبيه تدلف ذهابا وايابا .
-- بقى انا بقول عليكي عاقله وفاهمه تقومي تفضحيني وتفضحي ابوكي كده ، وتحطي راسنا في الارض يا نور دي اخرتها دي اخره تربيتي فيكي تضحكي عليا وتقولي رايحه لصاحبتك وانت رايحه تقابلي الواد يا نور ، اخره تربيتي فيكي تفضحينا وتجرسينا .
هتفت نور بعيون تفيض دموع .
-- والله يا ماما ده واحد كان بيعاكسني معرفوش ، سدقيني ابوس ايدكي .
جلست فاطمه امامها بحسره .
-- اسدقك بعد اخوكي ماقفشك مع الولا وبعدين لو كلامك صحيح خلي صاحبتك اللي كنتي معاها دي تيجي تقول انك كنتي معها وانا اصدقك ، انتي مش قيلالي انك رايحه لصحبتك ، اخوكي بيقول انك كنت ماشيه لوحدك انت والواد والواد سابك وطلع يجري ، ياميله بختك يافاطمه في بنتك جرستينا وفضحتينا ادعي عليكي بايه بس .
بكت نور بكاء مرير وتعالت شهقاتها وهي تكتم صوت الامها بقلبها .
هتفت بها والدتها بغضب .
ما تردي عليا يا بت مبترديش ليه ، يبقى كلام اخوكي صح يادي المصيبه اللي وقعت على راسنا هو الواد ده اقربلك ، اوعي يكون ضحك عليكي ولا لمسك ، مين دا يابه و ابوه مين صارحيني علشان اقف جمبك ، ولو بحبك ماشي معاكي ليه ما جاش يتقدملك ليه .
هتفت نور بانكسار .
-- والله ما اعرفه صدقيني والله اول مره اشوفه .
هزت والدتها راسها بالتاكيد .
-- يبقى ضحك عليكي طالما بدافعي عنه كده ، قومي يا بنت اوديكي للدكتور اكشف عليكي يادي المصيبه يادي المصيبه .
هزت نور راسها نافيه باعين منتفخه من كسره البكاء وهتفت بصوت مبحوح .
-- حرام عليكي يا ماما متظلمنيش انتي كمان ، ابوس ايديك كفايه حرام عليكو ، انا مبتقتش قادره استحمل .
قاطعتها فاطمه بغضب .
-- حرمت عليكي عيشتك ، قومي معايا قبل ابوكي ما يجي ويدبحك .
.........
تقف ريهام في قلق وبيدها الهاتف وهتفت بتوتر .
-- انا قلقانه قوي يامنه ، الموبايل بيدي جرس ومحدش بيرد ، ومحدش يعرف عنه حاجه خالص ، ومرحش عند احد نعرفه .
هتفت ابنتها بتوتر .
-- حاجه تحير فعلا امال راح فين ، اول مره يعملها هو في حاجه حصلت بينكم يا ماما.
تصفحت هاتفها واتصلت علي والد رافت .
-- ايوه يا عمي لسه ما نعرفش عنه حاجه .... انتوا معرفتوش حاجه .
التقطت شيرين الهاتف من والدها .
-- تلاقيكي انتي اللي زعلتي فطفش من البيت سبهالك مخضره .
جزت ريهام علي اسنانها واغلقت الهاتف في وجه شيرين .
هتفت شيرين
-- الو .... الو.... قفلت السماعه في وشي والله اما رافت يرجع لقوله على اللي مراته بتعمله .
قاطعتها مني .
-- اسكتي بقى خلينا نطمن على اخوكي الاول ، هو دا وقته ، انتي مبتميزيش .
وضع سعيد يده علي راسه .
-- انا هنزل اسال عليه في المستشفيات والاقسام .
نظرت له مني بتاسف ، ربنا يطمنا عليه ابقي اتصل طمني لو عرفت حاجه .
قاطعته شيرين ، لو حصله حاجه تبقي مراته السبب كان هنا حلو تلاقيها عكننت عليه .
رمقت مني ابنتها بضيق .
-- اتهدي بقي مش ناقصين تعب اعصاب .
قاطعها زوجها .
لو عرفت حاجه هكلمكوا .
واردف كلامه الي ابنته .
- خفي شويه مش ناقصين خلينا نطمن علي اخوكي الاول .
..........
دلف كريم الي الكافيه فوجد غاده بإنتظاره وهي ترتدي فستانا ازرق مثير و طويلة ، ولكنه يبرز مفاتن جسدها اما شعرها فقد تناثر على كتفها .
فطلق صفاره غزل عندما رآها هاتفا .
-- ايه القمر ده .
التفت بعينيها يمينا ويسارا بخجل ووقفت تمد يدها بالسلام .
-- ازيك يا فندم .
ابتسم كريم وهو يرمقها لها ويجز علي شفتيه باعجاب هاتفا .
-- قمرررر ..
ثم غمز لها بعينيه مردفا ، مش قلنا كريم .
تطلعت له بخجل .
-- ازيك يا كريم .
-- ازيك يا قلب كريم .
رمقته بدهشه وهما يجلسان فاردف كريم .
-- انتي ايه اللي جابك بدرى كده .
اقتربت بجزعها العلوي تجاهه علي الطاوله للتقرب له وهي تمحلق لها عينها وهمست .
-- جيت علشان اراقب العناصر بس انا من ساعه مجيت ملاحظتش اي عناصر اجراميه او حتى مشتبه فيهم ، المكان اللي هنا يظهر كلهم بيحبوا بعض كل اثنين مع بعض كده .
ابتسم بتهكم علي منظرها هاتفا .
-- متركزيش مع حد خالص عشان ما حدش يشك فينا ، وبعدين ادينا قاعدين مستنيين ، المهم تاكلي ايه .
ابتعدت وعدلت مجلسها هاتفه .
-- هو احنا هناكل .
رمقها بإبتسامه .
-- امال احنا جايين ليه .
هتفت بعفويه .
-- علشان نراقب العناصر الاجراميه .
تمتم كريم ينعن ابو العناصر الزفت انا اللي جيته لنفسي .
اردفت غاده بتقول حاجه يافندم .
اطرد كريم زفيرا هاتفا .
-- انا اللي اراقب مش انتي ، وبعدين متتكلميش في الموضوع ده تاني علشان محدش يسمعنا ، المهم خليني اركز في القمر اللي معايا .
رمقته بإندهاش فأردف دف كريم حديثه .
-- تعالى نرقص شويه لحد ما يجهزوا العشاء .
هزت راسها نافيه .
-- نرقص لا طبعا .
رمقها بتحذير .
-- وبعدين .
قاطعته .
-- لا ما ينفعش يا فندم انا ما اعرفش ارقص وبعدين الناس يقولوا علينا ايه .
-- اممم يظهر انك عايزه تشككي الناس فينا ، وبعدين ماكلهم برقصوا اهو اشمعنا احنا اللي هيبصولنا .
ثم رمقها بحنق مردفا .
- لاحظي انك كده بترفضي الاوامر ودا هيخلي الناس فعلا تشك فينا عامتا لو مش عايزه ترقصي .....
رمق يدها ووضع يدها عليها فابعدت يدها بسرعه هاتفه .
-- انت اتجننت انت بتعمل ايه .
قاطعها بضيق .
-- اتجننت .
ابتلعت ريقها فهو اعلي منها رتبه وهتفت .
-- اقصد ميصحش يعني تمسك ايدي كده .
اقترب منها قليلا وهتف بحنق .
-- بصي حواليكي كده شايفه كل اتنين ، ماسكين ايد بعض برومانسيه وبحبوا بعض ازاي ، او بيرقصوا وانتي مش عايزه ترقصي فكده الكل هيشك فينا ، هاتي ايدك بقي امسكها .
ابتلعت ريقها وهي تتلفت حولها فتجد كل حبيبان قريبان جدا من بعضهمها في رومانسيه وحب ، ثم نظرت لكريم هاتفه .
-- خلاص نقوم نرقص .
ابتسم بتهكم .
-- ماكان من الاول يا حضره الضابط ، و خلي بالك دي تاني مره احذرك انت كده هتكشفينا .
نظرت له بضيق .
-- تمام فندم .
رفع حاجبه وامال راسه بغمزه من عينه الشمال
-- يلا بقي حبه رومانسيه علشان خرجتيني من المود .
نظرت الى الارض بضيق .
-- حاضر يا كريم
-- كيمو مش كريم .
جززت على اسنانها بضيق وهتفت بتهكم .
-- كيمو .
وقف كريم ومد يده تجاه يدها ، فأعطته يدها وذهبا تجاه الاستيدج ، فأمسكها من مرفقها واقترب منها وضمها له فاحنت عينيها الي الارض بخجل .
وبدءوا بالرقص ، هتف كريم بصوت هامس
-- في واحد المفروض بتحب واحد تبص في الارض كده .
تلفتت بعينها يمينا ويسارا .
-- امال تبص فين يا فندم .
-- تبص في عينيه يادودو .
-- كده مش هنركز في الهدف الرئيسي اللي جايين ليه .
هتف بصوت هامس .
-- هو في احسن من كده هدف .
ابتعدت عنه قليلا وتطلعت به بحنق هاتفه .
-- حضرتك متاكد ان احنا جايين عشان نراقب العناصر الارهابيه.
-- هو انتي اللي بتراقبي ولا انا .
-- سوري ، بس انا مستغربه اللي يشوفنا يقول علينا ان احنا بنحب بعض فعلا .
اقترب منها برومانسيه هامسا في اذنها .
-- ما اهو دا التكنيك لازم نحس بكده علشان اللي حوالينا يحسوا اننا مش تبع الشرطه ، بس ازاي لازم تتفزلكي وكل ماقولك علي حاجه تسالي وتناقرى فيا لحد منتكشف .
وضعت راسها بالقرب من كتفه هامسه .
-- خلاص مش هتكلم تاني .
-- تعرفي انك حلوه اوي ..
ابتسمت بخحل وقلبها يدق حيره فاول مره تقترب من رجل برومانسيه هكذا لم تعلم هل اعجبها الوضع بعض الشيء ام مشاعرها بدأت تتقلب ....