أخر الاخبار

رواية قرار حازم الفصل الخامس 5

رواية قرار حازم الفصل الخامس 5 


*اي قدر اسود رماني في طريقك ايها المتسلط*

هتفت رنا في غرفتها بغضب:لن اتزوجه...لن اتزوجه....لن اتزوج هذا الهمجي المستبد...لن اتزوجه.

بعد ساعتين
دخلت والدة رنا الى المنزل ...لتجد احمد ينتظرها محدقا اليها بحدة وملامح متجهمة غاضبة ...فابتسمت باضطراب واقتربت منه بخطوات بطيئة قبل ان تنتفض على زمجرته.
احمد بخشونة : اين كنت يا امرأة ؟...الم امنعك من التأخر مرارا وأن لا اعود الى المنزل وانت غير موجودة .
حدقت سعاد الى احمد باعتذار وهرعت اليه تجلس بجانبه وتضع رأسها على صدره ...بينما تهمس بنعومة: عزيزي ....لقد كان لدينا اجتماع مهم في الجمعية و زحمة السير زادت من تأخري...سامحني حبيبي ....انت تعلم انني لا اتعمد ان اعصي اوامرك ابدا حبيبي.
هتف احمد بحدة بينما يضمها اليه اكثر: هذه آخر مرة سعاد والا فانسي الجمعية ...انا اصلا ابحث عن حجة فلا تقدميها لي بنفسك.
رفعت سعاد راسها نحوه وقبلته في خده ...لتعود وتنهض من جانبه هاتفة بمرح: لن امنحك تلك الحجة زوجي المستبد ...سأغير ثيابي ونجتمع على العشاء .
احمد بنظرات غامضة وابتسامة جانبية: حسنا زوجتي العنيدة ....هناك امر هام سابلغك به على العشاء .

على طاولة العشاء بعد نصف ساعة.
جو من الصمت المريب...كانت سعاد الوحيدة التي لم تفهم هذا السكون بين احمد ورنا فهما بالعادة يمزحان معا و يتبادلان الحديث حول مقالات رنا ...الا ان تجهم رنا الغريب وجدية ملامح احمد ينبئان بموضوع مهم.
فجأة هتف احمد بصوت ثابت وهو يتناول طعامه بهدوء: بعد يومين سنقيم حفلة خطوبة رنا سعاد ...فجهزي ما تحتاجينه .
حملقت سعاد في احمد بدهشة ...بينما قطبت رنا حاجبيها بغضب وهي لاتزال تلتزم الصمت زامة شفتيها بحنق.
سعاد باستغراب وملامح مدهوشة فرحة : احمد !!!..هل وافقت على كريم اخيرا؟
اجاب احمد بنفس الهدوء وهو يتطلع الى رنا العابسة بتحدي : لا...هناك شاب اخر طلبها مني ووافقت وسنقيم حفلة الخطوبة بعد ايام حتى نعلم العائلة كلها .
صمتت سعاد للحظات غير مستوعبة ....ثم هتفت بحدة وملامح حانقة: حقا!!!....وانا آخر من يعلم بخطوبة ابنتي الوحيدة....من هذا الشاب وكيف توافق عليه دون اخذ رايي على الاقل
والتفتت نحو رنا تحدجها بغضب تضيف بتهكم: وانت آنسة رنا ...الا يفترض ان تخبري امك بخطوبتك ام تنتظرين حتى تتزوجي وتعلميني .
زمجر احمد بخشونة : سعاااد!!!....الشاب خطبها مني اليوم ...الحقي بي الى غرفتنا فورا.
سعاد بحدة هي الاخرى: تفضل سيد احمد .
وتوجها معا نحو غرفتهما تاركين رنا تغلي غضبا ...قبل ان تهرع الى غرفتها وترتمي على سريرها ...تحدق الى علاقة حازم الفضية بغيظ ...فتناولتها ورمتها على الجدار تريد تحطيمها لتجدها تستقر قرب سريرها دون ان تتحطم ...فهتفت بسخط: طبعا خشنة قاسية كصاحبك.

اما في غرفة احمد وسعاد...هتفت هذه الاخيرة اولا بحنق: اذا سيد احمد ...ماقصة الخطوبة هذه هلا تفضلت بالشرح لي لوسمحت
اجاب احمد ببرود : من دون سخرية سعاد...الشاب محترم وقد طلب مني يد رنا وسبق وان تصرف معها بنبل عندما اعادها الى المنزل في تلك الليلة ...رجل غيره كان ظن بها الظنون ولكنه اصر على الارتباط بها ومدح اخلاقها حتى انه دافع عنها من اي شبهة قد تمس سمعتها.
صمتت سعاد للحظات ثم عادت تردد باستنكار: ولكن ماذا عن كريم ؟...لقد كانا على وشك الخطوبة .
احمد بهدوء: لقد قلتها بنفسك سعاد ....كانا على وشك الخطوبة...اي انه ليس خطيبها اصلا...لقد وافقت على فترة تعارفهما رضوخا تحت اصراركما انت وابنتك...ولكن كريم لا يناسب رنا...انا لن اكون مطمئنا على ابنتي معه ويحق لي ان اختار لها الرجل المناسب الذي أأتمنه على ابنتي.
سعاد باصرار: ومع هذا احمد...ماكان عليك ان تفرض الشاب على ابنتنا دون ابلاغنا على الاقل ...ثم كريم ابن اختي ونعرفه ...اما الاخر فلا نعرف عنه الكثير انه غريب صادف ان ساعد ابنتنا فقط.
احمد باصرار هو الاخر: الشاب ناجح جدا ومحترم وسمعته طيبة بين الجميع كما انه نزيه وحسن الخلق....اما كريم فلا انكر اخلاقه لكنه لايناسب ابنتي .
زفرت سعاد برفض واجابت بشرود : انا اعرف شعور الفرض هذا احمد...رنا لن تتقبل الشاب لانه خطبها منك دون الاخذ بموافقتها ....لقد مررت بهذه التجربة سابقا .
احمد بغضب: ماذا سيدة سعاد!!!... هل انت نادمة على زواجك بي.... وكنت تفضلين الارتباط بقريبك المعتوه وليد .
رمشت سعاد بتشوش والتفتت نحو احمد بابتسامة متسلية: حقا احمد!!...بعد كل هذه السنوات لاتزال حانقا على وليد قريبي .
احمد بخشونة وملامح حادة: لن انساه ابدا ...لقد خطبك قبلي وسمى ابنته سعاد .
قهقهت سعاد بمرح واجابته بمشاكسة : عزيزي والدته تدعى سعاد ايضا ...لاتكن غيورا احمد .
جذبها احمد نحو وضمها اليه بتملك هاتفا بحدة: سابقى اغار عليك الى الابد زوجتي العنيدة ....والان اريدك ان تتحدثي مع ابنتنا ....انت خير من يستطيع اقناعها ...وتذكري سعاد...رنا ابنتي انا لن اجبرها على الزواج من رجل لاتريده...ولكنني ساجبرها على اختيار الطريق السليم لحياتها .
همست سعاد بهدوء: اعلم عزيزي...ولكن الجيل تغير ولم يعد ارغام الفتاة امرا مستصاغا او ممكنا ...ومع هذا فلنترك القرار الاخير لابنتنا ....رنا فتاة عاقلة وستجيد الاختيار .
ثم اضافت بتهكم مرح: اذن ...ما اسم خطيب ابنتي عزيزي.
احمد باعجاب : حازم
سعاد : حازم ماذا؟
احمد بابتسامة جانبية: حازم حازم
حدقت سعاد الى احمد بدهشة ثم نهضت تتوجه نحو الباب لتتوقف للحظة واحمد يضيف : حازم
التفتت سعاد نحوه وهتفت باستغراب: ماذا؟
احمد بتسلية: خطيب ابنتك ....اسمه الثلاثي حازم حازم حازم
حدقت سعاد الى احمد بصدمة ثم همست بتهكم وهي تخرج من الغرفة: ثلاثة حازم ...اعانك الله صغيرتي.
وتوجهت نحو غرفة رنا.

هناك في الصالة ...حيث سرايا عائلة حازم...هتف الاخير بينما يتناول الشاي رفقة والدته: امي سننزل الى العاصمة بعد غد
مريم بسعادة: حقا بني...لقد اشتقت لبيتي هناك...جو المزرعة خانق هذه الفترة .
اضاف حازم بجدية: ليس هذا فقط...سنذهب لخطبة فتاة ايضا.
حملقت مريم بحازم بصدمة لتهتف بعدها بحنق: اي خطبة حازم....ودون اعلامي ايضا....من هذه الفتاة وماذا عن ليلى ابنة خالتك.
نهض حازم بهدوء واجاب برزانة و ملامح جادة: ليلى قريبتي فقط امي لم المح او اعدها بشيء هذا اولا ....ثانيا انا من سيختار شريكة حياتي والفتاة محترمة ومن عائلة كريمة طيبة الخلق و السمعة...لقد قرأت الفاتحة مع والدها وسنقيم حفل الخطوبة بعد يومين .
هتفت مريم بغضب: وانا امك اخر من يعلم ....لماذا تريدين معك في الخطبة ...اكمل وحدك كما بدأت وحدك .
حازم بصبر : أمي ...انت والدتي ورايك يهمني طبعا ولكن الزواج امر شخصي لهذا انا من سيختار الفتاة التي سارتبط بها....وستتعرفين عليها في الخطبة وأأكد لك انك ستحبينها ....تصبحين على خير والدتي.
وتوجه نحو غرفته تاركا والدته تحدق خلفه بصدمة.

في غرفة رنا...بينما تحتضن سعاد ابنتها بحنان للحظات صامتتين معا...وسعاد تمسد شعر رنا بلطف...هتفت سعاد بجدية: رنا....والدك لن يجبرك على الزواج من شخص ترفضينه ....اريدك ان تتأكدي من هذا صغيرتي.
رنا بحدة: لكنه قرأ معه الفاتحة امي ودون علمي او موافقتي....الا يسمى هذا اجبارا ايضا.
سعاد بمهادنة: لوالدك وجهة نظر حول ذلك...كأب يريد لابنته زوجا مناسبا يأتمنه على ابنته...انا لاابرر له مافعله ولكن اتفهمه عزيزتي....لاتنسي انه وافق على فترة تعارفك بكريم... لهذا تعرفي على هذا الشاب ربما تغيرين رايك ...وان بقيت مصرة فلن يجبرك والدك تأكدي من ذلك
ثم اضافت بمكر : من يدري ربما تحبينه كما احببت والدك انا ايضا رغم انني كنت مثلك معارضة على ارتباطه بي
هتفت رنا بحنق: لاتشبهيه بأبي امي...ابي لم يمنعني عن القيادة كهذا المدعو حازم
ابتسمت سعاد بتسلية واجلبت بمرح: لكنه منعني انا من القيادة صغيرتي....وبعد سنوات من الاعتراضات المتتالية وافق اخيرا على ان يضع لي سائقا بعمر والدي ...انت ابنته لهذا هو لين معك اما انا فاشعر ان السنوات لم تمر علينا ولايزال والدك نفس الشاب المتملك الذي خطبت له رغما عني...الا ان والدتك تعرفت بابيك وادركت كيف تكسبه لهذا...
واردفت بجدية تحدق الى رنا بحنان: ابنتي....كل رجل لديه مفتاحان...مفتاح لتكسبيه ومفتاح اخر لتخسريه ...ابحثي عن المفتاح الصحيح واستخدميه وانا اكيدة انك ستجدينه وهذا سيتطلب وقتا لهذا امنحي نفسك وامنحي الشاب فرصة لتتعارفا ربما تلتقيان في منتصف الطريق.
وقبلتها تاركة الغرفة ....بينما رنا تحدق بشرود في كلام والدتها.

في غرفة حازم... بقي هذا الاخير مستلقيا على فراشه....يمسك بين اصابعه علاقة مفاتيح رنا ....يهز الاجراس الصغيرة فيبتسم لرنينها يتذكر من خلالها تلك الناعمة التي تحاول الفكاك منه فتحتد ابتسامته بشراسة وهو يهمس باصرار: لن افقدك رنتي ...الان علاقتك بيدي وقريبا ستكونين انت .
ثم فتح الدرج ووضع العلاقة هناك ليقوم باغلاقه باحكام بعدها ويتناول هاتفه بحماس.

في الجانب الاخر....هتفت رنا باحراج : لا ادري ماذا اقول كريم...حقا لقد تفاجأت بالتطورات مثلك تماما
اجاب كريم بود: لاعليك رنا...لقد شرح لي عمي احمد الامر...علاقتنا لن تتأثر ابدا طالما كنا قريبين وصديقين ولم يتح لنا ان نكون زوجين.
ردد رنا بفضول: متى كلمك ابي؟
كريم بهدوء: مساء...اتصل بي لاقابله في مكتبه وتحدثنا مطولا ...لقد اخبرني انه يعزني ولا يريد ان تتأثر قرابتنا بمشاكل الارتباط والزواج مستقبلا لهذا يفضل ان نبقى قريبين فقط وطلب مني ان لا افاتحك بالوضوع حتى يكلمك هو اولا.

كانت رنا ستجيبه عندما وردها اتصال ثان ...فحدقت الى الهاتف لتجده حازم...فزفرت بحنق واجابت كريم باعتذار : حقا انا اسفة كريم...وكما قلت سنبقى صديقين وقربين ...اتمنى لك فتاة افضل مني عزيزي.
اجاب كريم بهدوء وتفهم : اتمنى لك الافضل كذلك عزيزتي...طابت ليلتك عزيزتي.
واقفل الخط ...بمشاعر صداقة صادقة....فرنا صديقة الطفولة ...قريبته الشغوفة بعملها كصحفية...شغفها الذي جعلها تلجأ اليه حتى يطلب يدها من والدها لتزاول عملها بحرية ....الا يوجد زواج مصلحة؟!!....اذن هناك ايضا خطوبة مصلحة....مجرد ارتباط شكلي ليساعد صديقته وقريبته الرقيقة كما كان يفعل وهما صغيران ليعود ويقدم لها دعمه وهما راشدان...الا ان رنا رغم تخطيها مرحلة الطفولة ....لاتزال تلك الصغيرة التي تلجأ اليه كلما وقعت في مأزق او احتاجت دعمه....لهذا وافق على ارتباطهما اولا لانها فتاة عاقلة يتمناها اي رجل زوجة له ....ولم يمانع ان يتزوجا فهما متفاهمان جدا....وثانيا لانه تفهم رغبتها في الحصول على دعم منه في عملها الذي يرفضه والدها خاصة عندما تسافر احيانا لاماكن بعيدة بسببه.

لم يتوفق حازم عن الاتصال وهو يزفر بغضب ...منذ وجد خط رنا مشغول ...ليكون عدم ردها تحدي واضح له ....فعاد يتصل ويتصل ليتفاجأ انها اطفأت الهاتف تماما فرمى هاتفه على الفراش بعنف ...محتد الملامح والغيرة تنهش فؤاده .

في اليوم التالي....هناك عند البوابة ...خرجت رنا لتجد حازم ينتظرها بملامح مبتسمة الا انها عبست بتحدي وتوجهت نحو سيارتها....فلحقها حازم وهتف باغاظة: مفاتيحك معي هل نسيتي رنتي
اجلبت رنا بحنق وهي توليه ظهرها: اعطني اياها اذا...لا يحق لك ان تمنعني عن القيادة اي تخلف هذا.
صمت حازم ولم يجبها وهو لايزال يقف خلفها الا ان صوت انفاسه الهادرة انبأها بما يكتمه من غضب .
عاد حازم يهتف بحدة : حسنا اذن...ابقي هنا وتغيبي عن عملك فقط لانك لاتريدين ان يوصلك خطيبك.
التفتت رنا فكادت تصطدم به ...فشقهت وارتدت الى الخلف تستند على السيارة ...فاقترب اليها حازم يحشرها بين جسده وسيارتها ويحدق الى عينيها بتمعن واعجاب يتخلله تملك شرس ثم همس برخامة: هااا...ماذا قررت رنتي...هل نبقى هنا هكذا ...ام تستقلين معي سيارتي لاوصلك.
زمت رنا شفتيها بحنق وانسلت من امامه بسرعة هاتفة بسخط بينما تتوجه نحو سيارته: لن اضيع عملي بسببك ...لاضرر من امتلاك سائق على العموم.
قهقه حازم بتسلية واجابها بينما يلحقها بسرعة ويفتح لها الباب الخلفي حيث وقفت متعمدة: تحت أمرك خطيبتي...سأكون سائقك المهم الا يقود بك رجل غيري...تفضلي رنتي.
ركبت رنا السيارة بحنق ...وهي التي توقعت غضبه وتعمدت ذلك... الا ان حازم الذي يبتسم نحوها بتحدي من خلال المرآة الامامية بينما يستعد للانطلاق يوصل لها انه كشف نواياها وهذا ابهجه فتحديها له افضل من تجاهله له.

وبعد صمت كامل من رنا طوال الطريق نحو عملها....التزم حازم الصمت هو كذلك ...الى ان وصلا الى الجريدة فصف حازم السيارة و التفت نحو رنا يهتف مبتسما بسعادة: سأمر بك عند فترة الغذاء لنختار الخواتم رنتي.
لم تجبه رنا بل ترجلت من السيارة وصفقت الباب بعنف ...بينما همس حازم بصبر : لا بأس حازم...ستعتاد عليك رويدا رويدا ...ستعتاد عليك برضاها او رغما عنها.
بعد ساعة في المكتب حيث تعمل رنا ...اتصلت سمر المتغيبة اليوم ...فاجابت رنا باهتمام : سمر اين انت ؟!!...لماذا لم تحضري اليوم ؟!
هتفت سمر بشهقات متتالية وصوت يرتجف : رنا قدمي لي على اجازة مرضية لايام عزيزتي....زوجي منعني من العمل .
جحظت رنا بصدمة وهتفت باندهاش : كيف يمنعك ؟...لايحق له ....كان يعلم انك تعملين ...ماهذا التسلط المجحف.
اخذت سمر تبكي بشدة ثم هتفت باضطراب: لا ادري مااصابه رنا....لم يكن هكذا...كان يغار قبل زواجنا ولكن الامر ازداد سوءا بعد ارتباطنا ....لقد اصبح متملكا بهوس وهاهو يمنعني عن العمل ...نتحدث لاحقا عزيزتي سارتاح قليلا ....اسفة لازعاجك صديقتي.
رنا باشفاق : لاعليك صديقتي...ارتاحي سمر ...سيحل الامر باذن الله...الوضع غير مناسب ولكن انا ادعوك لحفلة خطوبتي غذا ان استطعت الحضور طبعا.
سمر بدهشة: هل وافق والدك على كريم اخيرا!!
رنا بحنق: لا ليس كريم...بل رجل متسلط صادف ان ساعدني منذ ايام لاجده يخطبني وغدا ستقام حفلة خطوبتنا اتتصورين ؟!!
سمر بهتاف حاد: رناا.....اياك ان ترضخي عزيزتي...لاتكرري غلطتي....لاتستعجلي بالزواج حتى تتعرف عليه... والا كوني ذكية وابعديه عنك...انهم يتغيرون للاسوء بعد الزواج عزيزتي فاحذري.

بقيت رنا تفكر في كلام سمر خلال عملها...تقر بان هذا الحازم قد يكون شابا شهما ونبيلا ولكن لن تتقبل ان يفرض عليها ارتباطا لم توافق عليه...هي التي تحدت والدها سابقا ...ثم تعود وتتذكر كلام والدتها ان والدها لين معها لانها ابنته ولكنه لايزال نفس المتسلط مع والدتها باقرار هذه الاخيرة وبمرح وتسلية استغربتها رنا ولم تفهمها.
بعد ساعتين ....طرق احدهم الباب ...فهتفت رنا بنعومة: تفضل.
وبقيت تحدق في الاوراق امامها ....غير منتبهة لذلك المتجهم الذي دخل واقفل الباب بهدوء ...لترفع رنا راسها بعد ثواني وتصدم من جلوس حازم وهو يحدق اليها بحدة.
رنا باستغراب : انت؟!!....ماذا تفعل هنا؟!
حازم بحدة :اولا اسمي حازم وليس انت ...ثانيا ماهذه الرقة وانت تجيبين على اي طارق للباب ...وغير منتبهة ايضا ...ماذا ان كان متحرشا او لصا ودخل وانت تحدقين في الاوراق امامك غير منتبهة له.
تفاجأت رنا من هجوم حازم ...لتعود وتجيب بحدة ضاربة الطاولة بكفيها بحنق: اولا هذا مكان عملي واتصرف فيه كما يحلو لي لا شأن لك....ثانيا لقد اتفقنا ان نلتقي على الغذاء !!!!ماذا تفعل هنا !!!انت تعطلني على عملي ولن اسمح لك بذلك.

همس حازم بشراسة محدقا اليها بحدة وهو لايزال جالسا بهدوء: سبق وحذرتك من رفع صوتك رنتي... لهذا لاتستفزيني...وانا هنا لنذهب لاختيار الخواتم ...لقد طلبت اذنا من مديرك ووافق...كما طلبت لك اجازة ليوم الغد كذلك ...لهذا هيا بنا .
صاحت رنا بغضب: باي حق تفعل ذلك!!!...كيف تتدخل بعملي هكذا...الا عملي اتسمع....لن اتخل عنه مهما حاولت ذلك.
رمقها حازم بسكون ....فقط يحدق اليها صامتا للحظات ...ومابدأ بغضب تحول الى توتر ورنا تجده يطالعها بهذا الصمت المريب ...قبل ان يقف حازم بنفس الهدوء و يردد بجدية : هيا تفضلي دعينا نغادر.
احتدت ملامح رنا واجابته بتحدي: لا ...لن اتحرك من مكتبي .
ابتسم حازم بخطورة واقترب اليها حتى حشرها بين كرسيها واضعا كفيه على جانبي المقعد مقربا وجهه منها وهمس بخفوت ونظرات متوعدة : سأحملك اذن...فاختاري...لكي لاتتهميني انني اجبرك...لهذا هل تاتين برضاكي او احملك امام الجميع ليعلموا انني خطيبك وهذا سيسرني جدا بالمناسبة.
ازدرت رنا ريقها بصعوبة من هذا القرب الخطر فارتدت براسها الى خلفها وهتفت برضوخ مجبر: حسنا...ابتعد عني ...دعنا نغادر .
تراجع حازم عنها ...فيما تناولت رنا اغراضها وحقيبتها...ليتوجها الى المغادرة ...وهناك كما اعتادت على الجلوس ...احتلت رنا المقعد الخلفي تستعيد كلام سمر ووالدتها ....كلتاهما رددت حلا مشتركا وهو ان هذا الحازم ستجعله يبتعد عنها ان عرفت كيف تستفزه وتبعده عنها.
صف حازم السيارة ...فترجلت رنا وتوجهت معه الى الصائغ وهناك ...هتف حازم بحماس : اريد اغلى واجمل خواتم خطوبة لديك سيد مصطفى.
اجاب الصائغ بسعادة : اجمل الخواتم واغلاها للانسة الجميلة حالا سيد حازم
زمجر حازم بغضب محتد الملامح: احضر الخواتم من دون كلام زائد سيد مصطفى او نبتاع من صائغ اخر مارايك.
اضطرب الصائغ واومأ معتذرا ثم اختفى لبعض الوقت ليجلب الخواتم...فهتفت رنا بحنق: ماهذا الاسلوب الفظ ...هذا بدل ان تشكره لانه لبق.
حازم بغضب : لبق معي وليس معك ...احمدي الله انني لم اغلق فمه بقبضتي.
همست رنا لنفسها بغيظ:"فظ همجي"
عاد الصائغ بعدها ولانه فهم غيرة حازم...لم يلتفت او ينظر نحو رنا ...بل قرب الخواتم الى حازم وهتف بلباقة : تفضل سيد حازم...هذه التشكيلة الاحدث ارجو ان تنال اعجابك وتجد مايرضيك
اومأ حازم وهتف بجدية: اتركنا على انفراد قليلا سيد مصطفى.
غادر الصائغ ...ليبقيا بمفردهما...فقرب حازم الخواتم نحو رنا هامسا بحب وهو يحدق اليها بافتتان: اختاري اغلاها رنتي..انت تستحقين الاغلى والاجمل.
بقيت رنا تحدق الى الخواتم ثم رفعت راسها وهتفت بتهكم: اختر انت...الم تفرض علي الارتباط ...اذن...ماالمعنى من ان اختار خاتم خطوبة لا اتقبلها.
صمت حازم يرمقها بتعاطف قبل ان تحتد ملامحه بسرعة ويهتف باصرار: حسنا انت حرة...سيسرني ان اختار لك خاتم خطوبتك رنتي.
واختار لها اجمل الخواتم وللمصادفة الغريبة كان نفس الخاتم الذي لفت انتباهها واعجبها ....فصمتت وتركته يبتاعه ...ليخرجا بعدها ويتوجها نحو السيارة...فهتفت رنا بعد دقائق: حسنا اعدني الى منزلي طالما حصلت لي على اجازة ليوم الغد.
وخلال الطريق توقف حازم عند احد الاشارات ...فتعمدت رنا اخراج وجهها نحو النافذة تتطلع الى الشارع ...فهتف حازم بعد لحظات عندما وجدها تتطلع الى الخارج: رنااااا!!....ابتعدي عن النافذة والا سأغلقها حالا....ابتعدي عن النافذة لو سمحتي.
هتفت رنا بتحدي: انت لاتطاق...هل تكتم انفاسي ايضا.
حدق اليها حازم من خلال المرآة موجها نظراته الى شفتيها بعبث وهمس بلؤم: سيسرني ذلك كثيييرا.
ثم عاد يهتف بأمر فجأة: ابتعدي عن النافذة حالا.
وخلال ثواني سريعة ....شهقت رنا بصدمة وهي تجد حازم يفتح الباب ليعيق احدهم ويوقعه ارضا...فهتف قبل ان يترجل: ابقي هنا.... اياك ان تخرجي من السيارة.
واغلق الباب خلفه ليمسك ذلك الشاب وينهال عليه ضربا بينما يتزاحم الناس حوله ورنا تهتف برعب: يا الاهي ماذا حصل...لماذا يضربه سيقتله هذا المجنون.
وبقيت تحدق الى الخارج تتابع المشهد بينما اقتربت احدى الفتيات رفقة رجل اخر وهو يمسكها من يدها ويهدئها ويحملق الى الشاب الذي يضربه حازم بغضب .
الشاب: اتركه لي سيدي...هذا الوغد خطف هاتف خطيبتي من النافذة بينما تتكلم وفر هاربا...اللص الحقير .
امسك حازم اللص من تلابيبه وهزه بعنف هاتفا بحنق: تبا لكم...الا تحترمون احدا...اذهب واعمل بدل ان تسرق الاخرين وفتاة ايضا ياعديم الرجولة.
ثم رماه الى الشاب الاخر الذي امسكه بدوره واخذ يعنفه قبل ان يصل اليه فرد من الامن ...فهتف حازم : ساوصل خطيبتي الى منزلها والحقكم الى مركز الشرطة.
ركب حازم الى السيارة وانطلق بسرعة ...تاركا رنا تحدق اليه بين اعجاب استيعاب وخجل وهي تدرك سبب امره السابق حول النافذة الا انها التزمت الصمت ...الى ان هتف حازم بسخرية : لو لم تعطه الفتاة الفرصة لما خطف منها الهاتف.
صمتت رنا وهي تدرك معنى تهكمه فعادت تحتد بملامحه وتشيح بوجهها عنه بعناد..ليستمر حازم يقود بصمت ...الى ان وصلا الى منزلها ...فاوقف السيارة مغلقا الابواب ....فحدقت اليه رنا بشراسة.
حازم بصوت رخيم: اعطني يدك رنتي.
رنا باستغراب قبل ان تجيب بسخرية : اظن ان حفلة خطوبتنا غدا وليس اليوم سيد حازم
حازم بنفس الصوت الخافت الاجش: اعطني يدك رنتي .
رنا بعناد: لا.
احتدت ملامح حازم وهتف بخشونة: اعطني يدك والا جذبتها بالقوة اختاري رنتي.
رنا بغضب: لايحق لك
حازم بابتسامة مستفزة: يحق لي باليد والذراع وصاحبتهما ككل رنتي...اعطني يدك لو سمحتي رنتي والا سنمضي اليوم كله هنا محتجزين بمفردنا في سيارتي...وقد تتحول الخطوبة الى عقد قران وزفاف مارايك.
تأففت رنا بحنق ومدت يدها اليمنى مرغمة ...فامسكها حازم برقة يحدق الى اصابعها الصغيرة الناعمة باعجاب مبتسما بشغف ...وابقى يدها في يده ...بينما بيده الاخرى اخرج من جيب سترته علبة حمراء صغيرة واخرج منها خاتم معينا
فهتفت رنا بتهكم: ستلبسني الخاتم منذ الان ...ماجدوى حفل الخطوبة اذا.
لم يجبها حازم ...بل اخرج الخاتم و حدق اليه ....ثم نظر الى رنا بحب وهمس برخامة وهو يلبسها الخاتم في اصبعها الاوسط: هذا الخاتم اهم من خاتم خطوبتنا وخاتم زواجنا حتى رنتي...هذا الخاتم عليه تاريخ لقائنا الاول منذ ايام...لقد طبعت عليه تاريخ تلك الليلة ...تلك الليلة لقد وضع القدر امامي فتاة حياتي وشريكة دربي ...لاتخلعيه ابدا رنتي .
وقبل يدها برقة ...ثم اضاف بهمس مبتسما لارتباكها وارتعاشها: الخاتم الاخر سالبسك اياه غدا امام الجميع رنتي...اما هذا الخاتم فهو خاص بك وبي فقط ...لحظتنا الخاص بنا معا بمفردنا فقط.
سحبت رنا يدها من يده واخذت تحدق الى الخاتم ورغما عنها اعجبت به فكان ناعما يعبر عنها وكان حازم تعمد اختياره وكأنه يقول لها هكذا اراك.
ولدقائق بقيا ساكنين معا ...الى ان تناول حازم هاتفه للحظات ثم زفر بسخط وهتف نحو رنا : رنا لو سمحتي هلا ناولتني هاتفك ...هاتفي نفذ شحنه واحتاج القيام بمكالمة عاجلة.
مأسورة ببادرته الجميلة ...ناولته رنا هاتفها بهدوء وخجل...وبقيت صامتة تحدق الى الخاتم بابتسامة سعيدة قبل ان تنتفض على هتاف حازم الحانق: لهذا لم تجيبي علي بالامس....لانك كنت تكلمين ذلك السمج خطيبك السابق ...لماذا لم تجيبي علي!!!....لماذا كان يحدثك اصلا ذلك الابله؟!!
حدقت رنا الى حازم بصدمة غير مستوعبة لتغيره المفاجئ قبل ان تتنبه لكلامه وغضبه فهتفت بغضب هي الاخرى: كيف تجرأ على تفتيش هاتفي...ثم ان كريم لم يعد خطيبي ...بل عاد قريبي وهذا بفضلك سيد حازم لهذا لن اقطع علاقتي به لانك تأمر بذلك.
اجاب حازم بحدة: لا اسمح لك بالتحدث ليلا مع اي رجل سواي هل هذا واضح رنا...انا رجل ولست عديم المروءة لاقبل بثرثرة خطيبتي وزوجتي مع رجل سواي وليلا ايضا.
ثم قام بحذف رقم كريم امامها وناولها الهاتف بغضب بينما يفتح الابواب ويهتف بامر: تفضلي الان ...غدا سنقيم حفلة خطوبتنا امام الجميع وبعدها لنا كلام وتصرف اخر مع بعضنا رنتي...تفضلي.
خرجت رنا من السيارة بعد صفعت الباب بعنف وهي تهمس بحنق بينما تتوجه الى المنزل: لن ننجح ...انا وهذا المتسلط لن ننجح.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close