اخر الروايات

رواية وقعت في قبضة الوحش الفصل الرابع 4 بقلم رولا هاني

رواية وقعت في قبضة الوحش الفصل الرابع 4 بقلم رولا هاني

 لفصل الرابع من رواية:وقعت في قبضة الوحش.

بقلم/رولا هاني

نفضت يدها بعنفٍ من أسفل قبضته لتعلن و بكل عِند عدم إستسلامها بتلك المعركة، و بالفعل وصل شعورها له ليستشيط غضبًا أكثر و أكثر و لكن علامات الهدوء المستفز ترتسم علي وجهه ببرود!

إستدارت له و بالرغم من موقفها إقتربت منه لتقبض علي مقدمة قميصه هامسة بنبرة خافتة تشبه فحيح الأفعي:

-لازم تعرف إني لو دخلت البيت دة حياتك هتكون في خطر.

ضيق عينيه ليهمس بترقبٍ و هو يقبض علي خصرها بقبضته الغليظة:

-و أنا أوعدك إنك مش هتخرجي من هنا إلا بمزاجي، عايزك بقي توريني حياتي اللي هتكون في خطر طول ما إنتِ في بيتي.

إقتربت هي أكثر لتهتف ببسالة عجيبة لا تعلم من أين أتت بها:

-و أنا أوعدك إني مش هبطل أحاول أقتلك طول ما أنا معاك.

إبتسم بسخرية لينفض كلا كفيها من علي قمصيه ثم أخذ يسحبها خلفه لتنساق هي معه كالبهيمة و لكن بداخل عقلها الغبي عدة أفكار لن تكون في صالحها كما تظن!
____________________________________________
-طب و باباكي؟

هتفت بها "سيدة" و هي تضع عدة لقيمات بداخل فم الصغيرة "نرمين" التي كانت تقص عليها حياتها البريئة فأجابتها بعفوية و فمها ممتلئ بالطعام:

-لا بابا مبحبوش.

عقدت "سيدة" حاجبيها لتهتف بإستفهامٍ و هي تضع خصلات الصغيرة السوداء خلف أذنها:

-لية يا حبيبتي مش بتحبيه.

أجابتها الصغيرة ببعض من التعلثم و هي تدير رأسها يمينًا و يسارًا برعبٍ:

-ع.. عشان هو مبيحبناش ديمًا بيجي يضرب ماما و يضربني حتي بصي.

خلعت الصغيرة سترتها و شمرت علي أكمام قميصها ليظهر ذراعها الممتلئ بالكدمات الزرقاء فإلتمعت الدموع بعيني "سيدة" لتهتف بنبرة متحشرجة:

-هو اللي عمل فيكي كدة يا حبيبتي!

اومأت لها الصغيرة ببراءة و هي تلتقط قطعة خبز أخري لتأكلها، و تلك الإبتسامة الطفولية تزين ثغرها بالرغم من كل شئ!

جذبتها "سيدة" لتحتضنها برفقٍ هامسة بأسفٍ لتتعجب "نرمين":

-أنا أسفة يا حبيبتي متزعليش، أنا أسفة.

تسائلت "نرمين" بتلقائية و هي تربت بخفة علي ظهر "سيدة":

-إنت زعلانة لية يا ماما "سيدة" بابا اللي ضربني مش إنتِ!

أبعدتها قليلًا لتظهر تلك التعابير القاسية مجددًا علي وجهها مما جعل الصغيرة تنتفض بذعرٍ خاصة عندما وجدتها تقول بقتامة:

-عايزاكي تقوليلي يا "نرمين" كل حاجة عن باباكي.

اومأت لها عدة مرات قبل أن تصيح بعدم إطمئنان:

-بابا.. ب.. بابا إسمه "أسامة" .

جحظت عينان "سيدة" بشدة حتي كادت أن تخرج من مقلتيهما قبل أن تصرخ بإستنكارٍ:

-إية بتقولي إسمه إية!؟
____________________________________________
-إنتَ إتجننت يا "إسماعيل" جايبلي واحدة البيت و عايزني متعصبش!

قالتها "أريج" زوجة "إسماعيل" و صدرها يعلو و يهبط من فرط الإنفعال الذي سيطر عليها ما إن رأته عائد البيت بتلك الفتاة التي تُدعي "هايدي" و هي فاقدة الوعي و بتلك اللحظة أصابها حالة من العمي بسبب غيرتها التي لا تستطيع السيطرة عليها!

رد عليها "إسماعيل" للمرة الثانية و هو يحاول توضيح الأمر الذي لا تستطيع إستيعابه:

-يا "أريج" يا حبيبتي حصلت مشكلة في الشغل و هي فقدت الوعي و انا معرفش عنوان بيتها فإضطريت أجيبها هنا.

ردت عليه بنبرة عالية و هي تتخصر بسخرية و علامات الشك واضحة علي وجهها الذي إنكمش بغضبٍ:

-إضطريت تجيبها هنا عشان فقدت الوعي ولا عشان إتجوزتها عرفي و هي حامل منك دلوقت!؟

رفع حاجبيه بذهولٍ من عقلها الصغير الذي جعلها تظن به ذلك الشئ الغريب، فتنهد بغيظٍ و هو يمسح بيديه علي وجهه هاتفًا بتأفف:

-اة انا متجوزها عرفي يا ستي إرتحتي كدة؟

شهقت بصدمة و هي تلطم علي صدرها صارخة:

-إتجوزت عليا يا "إسماعيل"!؟

كاد أن يرد عليها و لكن قاطعهم طفلهم الأكبر "تامر" الذي يبلغ من العمر ستة سنوات صائحًا بحنقٍ و تعابير وجهه الناعسة تظهر جلية علي وجهه:

-ما تبطلوا بقي خناق دوشتونا (أزعجتونا) و عايزين ننام!

أشار لها "إسماعيل" بيديه ناحية إبنه و هو يصيح بقلة حيلة:

-إتفضلي.

صرخت "أريج" بإهتياجٍ و هي تهتز من فرط العصبية:

-إنتَ إية اللي مصحيك لحد دلوقت إنتَ مش وراك مدرسة بكرة!؟

ولجت وقتها شقيقة "تامر" الصغري "نبيلة" تهتف بضيقٍ:

-ممكن تبطلوا خناق و تخرجوا تشوفوا اللي برة دي عشان شكلها صحيت!

خرج وقتها "إسماعيل" من الغرفة و خلفه "أريج" التي تأججت نيران الغيرة بصدرها مجددًا!

تقدم "إسماعيل" منها و هو يراها تستند علي الأريكة لتحاول الوقوف و لكنه حذرها قائلًا:

-متتعبيش نفسك إنتِ لسة تعبانة

نظرت له "أريج" بتحذيرٍ و تعجبٍ بنفس الوقت!.. ألم يستحي مما قاله أمامها!؟.. بينما نظر لها "إسماعيل" بحدة لتبتلع أي كلمات كادت أن تصرخ بها و لهيب من الغيرة يحرقها و يحرق روحها!

همست "هايدي" بوجه ذابل و بنبرة مبحوحة:

-"نورسين"،فين "نورسين".

هز رأسه عدة مرات و هو لا يعرف بما يجيبها لذا هتف بلا تفكير:

-المفروض إنها كانت تروح الشغل إنهاردة إتصلت بيهم و قالولي إنها مراحتش.

لم تتحرك قيد أنملة من فرط الصدمة لتهمس بعدها و هناك بريق شرير يظهر بخضروتيها لا يليق بها:

-مافيش حل غير إني أروح شركته.

لن ينكر دهشته من تعابير وجهها الغير مألوفة و لكنه حاول تجاهل الأمر ليهتف بنبرة رخيمة ليحاول منعها مما تفكر فيه:

-مينفعش يا "هايدي"، "زياد" مش سهل و مش هتعرفي تعملي معاه حاجة فإهدي أرجوكي عشان نعرف نتصرف.

ردت عليه بنبرة فظة و هي ترفع حاجبها الأيمن بتحذيرٍ واضحًا جعل "أريج" تستشيط غضبًا:

-ملكش دعوة إنتَ، مش كفاية كُنت السبب في اللي حصلها.

و هنا حول نظره ناحية زوجته لإنه يعرف إنها لن تتواني عن هجومها علي "هايدي"، لذا و بدون تردد إندفع ناحية زوجته "أريج" ليحملها عندما رأها تستعد للتوجه ل "هايدي" للفتك بها.

و بالرغم من إنه إستطاع منعها من الوصول إليها إلا إنه لم يمنع لسانها و حديثها اللاذع فنظر ناحية "هايدي" بإسفٍ و هو يستمع لكلمات زوجه:

-إنتِ بتكلمي الراجل كدة لية يا بت مش كفاية جابك لحد هنا لما أُغم عليكي و مسابكيش تموتي ولا يجرالك أي حاجة!

إنتفضت "هايدي" واقفة لتصيح بإحتقارٍ و عينيها تجحظ بصورة تحذيرية:

-إنتِ مالك أصلًا أكلمه ولا مكلموش إية دخلك في الموضوع!

مدت "أريج" ذراعها لتلتقط خصلات "هايدي" و الغل يظهر علي تعابير وجهها المنزعجة، بينما "هايدي" كانت تحاول الفرار من أسفل يديها!

و مع حركات "أريج" العصبية إستطاعت الإفلات من بين يدي زوجها لتضرب "هايدي" علي رأسها بكفها لتقع أرضًا و هي فوقها، بينما كان "إسماعيل" يحاول تحريك زوجته من فوق تلك المسكينة وسط صرخاتها و لكن شراستها و غيرتها منعوه!

كورت "هايدي" قبضتها لتضرب "أريج" بأنفها فإستطاعت إزاحتها من فوقها لتركض مبتعدة ناحية باب المنزل لتهتف قبل أن تفر هاربة من بين يدي تلك الحمقاء:

-أنا همشي بس متنساش نتقابل بكرة عشان هحتاج منك شوية معلومات.

و بعدما غادرت المكان رمق "إسماعيل" زوجته بلومٍ فهتفت هي بإستهجانٍ و هي تضع كفها علي أنفها الذي يؤلمها بشدة:

-إية مشوفتش يعني هي كانت بتتكلم إزاي!

ضرب كفًا علي كفٍ و هو يدمدم بعدة كلمات غير مفهومة ثم دلف لغرفته ليستعد للنوم بينما هي تضرب الأرض بقدميها و نيران الغيرة مازالت تسري بجسدها!
____________________________________________
-و في بردو واحدة كان واخدها معاه البيت.

قالها ذلك الرجل الضخم و هو يقف بإحترامٍ أمام مديره بالعمل ليرد عليه بتساؤل:

-واحدة من إياهم!؟

هز ذلك الضخم رأسه نافيًا ليهتف بنبرة غليظة:

-لا يا "أسامة" باشا، علي حسب معلوماتنا هي صحفية و إسمها "نورسين" و من الواضح بردو إن في مشاكل بينها و بينه.

إلتمعت عينان "أسامة" ببريقٍ لئيمٍ ثم صاح بغموضٍ:

-طب إهتملي بالموضوع دة عشان إحتمال كبير أوي يفيدنا.

اومأ له الحارس و إمتثل أوامره عندما رأه يشير له بالخروج.

إتسعت إبتسامته الشنيعة ليزداد شعور الإنتشاء بداخله فقد إقترب مراده، نعم فهو أقسم علي تلقين ذلك ال "زياد" درسًا لا يُنسي علي ما فعله، لذا هتف بعنجهية و الحقد و الغل يظهران علي علامات وجهه المنكمشة بصورة بغيضة تصيب المرء بالإشمئزاز:

-مش هرتاح إلا لما أخلص منك يا "زياد" يا "نويري"
____________________________________________
سار بخطواتٍ باردة ليري ما الذي فعلته تلك ال "نورسين" لينتشر صوت ذلك الصراخ بأرجاء المكان فهي لم تكمل العشر دقائق بغرفتها الجديدة!

دلف للغرفة ليجدها تقبض علي عنق تلك الخادمة بداخل الشرفة لترمقه هي بتحدي ليفهم هو نواياها في إلقاء تلك المسكينة خارج الشرفة لتقتلها!

صرخت بعنفٍ و هي تميل جسد تلك الخادمة عنوة ناحية خارج الشرفة:

-لو مخلتنيش أمشي دلوقت حالًا هرميها إنتَ فاهم؟

نظر "زياد" لساعته قبل أن يتجه ناحية الفراش ليجلس علي حافته، ثم هتف بنبرة جامدة لا تهتم بما تفعله مما أصابها بالجنون، و أصاب تلك التي تصرخ بفزعٍ باليأس:

-طب ياريت ترميها بسرعة عشان أنا مش فاضي و ورايا شغل.

نظرت له بصدمة ألن يهتم لأمر خادمته التي علي وشك الموت بسببها!؟

دفعت الخادمة علي حافة السور لتصرخ بتهديدٍ مجددًا لعله يقول أي شئ يطفئ نيران غضبها المشتعلة:

-أنا مبهزرش، أنا مجنونة و ممكن أعملها عادي.

أجابها بهدوء و هو يضع ساقًا فوق الأخري ليحتقن وجهها بالدماء لتصبح كالثور الهائج الذي لا يستطيع أحد إيقافه:

-ولا أنا بهزر.

نظرت بوجه تلك الخادمة بترددٍ أترميها لإثبات صحة ما تقوله أم تتركها لتصبح كالحمقاء أمامه!؟

نظرت خارج الشرفة لتجد إن المسافة ليست كبيرة لذا حدثت نفسها قائلة بخوفٍ:

-إجمدي كدة يا "نورسين" المسافة مش كبيرة و هي مش هيجرالها حاجة.

لذا و بعدما أطبقت جفنيها برعبٍ شددت قبضتها علي عنق تلك المسكينة و قبضت علي ساقها لترميها خارج الشرفة و هي تتابعها بحدقتيها المذعورتين، و هي تحاول عدم الإستماع لصوت صرخات تلك المسكينة!

نظرت مجددًا للأسفل لتراها تبكي بألمٍ من ذراعها فتنهدت هي براحة بسبب الأضرار الخفيفة التي أصابها، ثم إستدارت لتجده خلفها مباشرةً فشهقت بصدمة، ثم هتفت بقوتها المزيفة:

-عشان متتحدانيش بعد كدة.

و بدون مقدمات وجدته يقبض علي عنقها كما قبضت علي عنق خادمته، ثم أمسك بمعصمها ليميل جسدها عنوة تجاه حافة السور فسألته هي بإستنكارٍ و قد شحب وجهها من فرط الإرتعابٍ:

-إنتَ هتعمل إية يا مجنون!؟

أجابها و بكل قسوة قبل أن يرميها بلا تفكير:

-الجزاء من جنس العمل.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close