رواية قرار حازم الفصل الرابع 4
قبل ساعتين
في مكتب احمد والد رنا...دلف حازم بملامح واثقة مصممة ليقابله احمد والد رنا بنفس الملامح الجادة التي تدل على رجل صارم .ابتسم حازم باحترام وهتف بلباقة بينما يمد يده ليصافح أحمد: حازم حازم حازم ...تشرفت بالتعرف عليك سيد أحمد .
صافحه احمد برسمية واجاب بكياسة: الشرف لي سيد حازم...تفضل بالجلوس.
جلسا كلاهما بعدها يحدقان الى بعض بنفس النظرات الثاقبة و الهيئة المهيبة ...الا ان شبه الابتسامة الغامضة لم تفارق احمد منذ ولوج حازم.
كان اول من باشر الحديث احمد ...فهتف هذا الاخير بنبرة ثابتة وملامح بشوشة: كنت ساتصل بك بني ....انا اقدر لك صنيعك وموقفك الشهم مع ابنتي المتهورة تلك الليلة....لقد انقذتها من وضع خطر كان يمكن ان تواجهه وهي بمفردها في مكان معزول و ليلا .
حدق حازم الى احمد بتمعن... قبل ان يضيف والد رنا بابتسامة مرحة وهو يحدق الى حازم باعجاب : لابد انك تتساءل كيف كنت ساتصل بك وانا لاأعرفك قبلا؟
اجاب حازم بجدية ودهاء مبطن...محدقا الى أحمد باحترام : انا اكيد ان حضرتك بحثت خلف الرجل الغريب الذي اوصل ابنتك الى المنزل...لابد ان شعورك كأب دفعك للتحقيق في ملابسات تلك الليلة.
اومأ احمد بالموافقة ...يطالع حازم بنظرات غامضة كمن يستشف دواخله ويدرك سبب هذه الزيارة ....ثم اضاف معللا: هناك كاميرا مراقبة على البوابة ...كما أن الحارس دون ارقام سيارتك لهذا بحثت عن صاحبها الشهم وحصلت على المعلومات الخاصة به...حقا انا ممتن لنبلك مع ابنتي بني.
واضاف بابتسامة ماكرة: كما كنت متأكدا انك ستظهر مجددا لهذا اوصيت الحارس فاتح... ان يمنحك عنوان شركتي عندما تظهر مجددا.
ابتسم حازم بعملية ...ثم هتف برزانة و ملامح ثابتة لاتشي بمكنوناته: في الحقيقة سيدي...لقد حضرت لمقابلة حضرتك لسببين... ارجو ان تسمح لي بشرحهما لحضرتك .
تطلع احمد الى حازم بهدوء....يوليه كل تركيزه ...يود ان يتأكد من احساسه و يتمنى ان يصدق حدسه ...فهو رجل مر بتجارب كثيرة طوال سنوات عمره الستين ....لهذا كان اول ما فعله ليلة تأخر ابنته ان تفحص الكاميرا ليطالعه وجه شاب صارم ولكن مهتم ...يحمل ابنته المصابة باحتواء نبيل ويوصلها للمنزل دون استغلال وضعها...من ليلتها وهو ينتظر ظهور حازم لان ملامح هذا الاخير وهو يحمل ابنته ...كانت ملامح رجل شهم طالما تمناه لابنته الرقيقة ....لهذا ما إن ناوله البواب ارقام سيارة حازم حتى انطلق يسأل عنه ومن المعلومات التي حصل عليها زاد اعجابه به ...ليجده شابا بعمر 34 ربيعا ...يتولى شؤون مزرعة عائلته ويدير مصنعا ضخما للمنتجات الغذائية منذ عشرة سنوات بعد وفاة والده ....ليكون خير خلف لوالده بإدارته الناجحة للمصنع والارباح تتحدث عن مهارته وحسن ادارته ...معروف عنه الصرامة ، النزاهة وحسن الخلق ...يعيش رفقة والدته السيدة مريم...واهم معلومة انه لايزال عازب.
اجاب احمد بتركيز : تفضل بني.
اعتدل حازم في جلسته ....لتحتد ملامحه بجدية ويردف بصوت واثق ونبرة شرسة محدقا الى احمد بتصميم : اول سبب ....هو ان ابرئ الانسة رنا من اي اتهام او تشويه لسمعتها من اي كان...لقد تأخرت ليلتها وعادت رفقة رجل غريب يحملها ولكن هذا لايعني انها اساءت التصرف.
وصمت للحظات ...بينما احمد يرمقه باعجاب متزايد ...ثم اضاف حازم بامتعاظ وقد عبست ملامحه بتجهم خشن: السبب الثاني متصل بالاول سيدي....وهو ان اطلب يد كريمتكم الانسة رنا ...ولكن اولا اسمح لي ان اصارحك انني قابلت الانسة رنا منذ ساعات قليلة ....اردت ان اتاكد انها لم تتعرض لاي اتهام او تشويه سمعة بسبب تلك الليلة ...لافاجأ بخطيبها يتركنا بمفردنا ويغادر تجنبا لعراك قد يسبب فضيحة للانسة رنا.
ثم اردف بحنق مكتوم ونظرات حادة:لهذا وبغض النظر عن طلبي الثاني سيدي اتمنى ان تعيد النظر في ارتباط ابنتك بشخص عديم النخوة كخطيبها هذا.
بقي احمد ينظر الى حازم بتمعن طوال حديث هذا الاخير...وكل كلمة ينطق بها تجعله يشكر الاقدار التي جمعت ابنته بهذا الرجل الشهم ....لهذا ابتسم بوقار و اجاب بهدوء:اولا وقبل كل شيء...ابنتي ليست مخطوبة بني.
صدم حازم من كلام احمد قبل ان تتهلهل اساريره بالابتهاج ولكنه ابقى على ملامحه الجدية و الرزانة وهو ينصت باهتمام لبقية حديث احمد
اضاف احمد بجدية: كما سمعت بني...ابنتي ليست مخطوبة...كريم يكون قريبها وقد طلبها مني فعلا ...لقد كنت معارضا على هذا الارتباط ولكن(وزفر باحباط)اصرار رنا ووالدتها جعلاني اوافق مؤقتا فقط على فترة تعارف او يمكنك ان تسميها فترة اختبار لانني بصراحة لا اجد كريم مناسبا لرنا .
ثم اضاف بعزم وملامح حادة : بعد تصرفه الاخير الذي اطلعتني عنه صرت متأكدا انه لايلائم ابنتي ...خاصة انه كان يعلم بذهابها الى مكان بعيد منعزل ليلتها ...ولم يكلف نفسه عناء مرافقتها على الاقل.
هتف فجأة حازم بحماس وعيناه تلمع ظفرا و ابتهاجا: سيد أحمد ...يشرفني ان اطلب يد ابنتك الانسة رنا وأعدك انها ستكون في ايد امينة ولن يطالها سوء ماحييت.
ابتسم احمد واجاب ببشاشة : يسرني ذلك بني ...يشرفني ان ترتبط ابنتي برجل نبيل وشهم مثلك طالما انتظرته لابنتي الوحيدة ...لابد انك لاحظت رقتها لهذا فهي تحتاج زوجا يكون لها سندا قويا ...ولكن
امتقعت ملامح حازم واهتزت حدقات عينيه اضطرابا مع كلمة لكن ...بينما اضاف احمد بتسلية : سترفض رنا الارتباط بك لهذا علينا ان نضعها امام الامر الواقع .
فهم حازم مايقصده احمد ...فعاد يحدق نحوه باصرار و تملك شرس وهو يضيف بلهفة وملامح مبتهجة : ابنتك الانسة رنا فتاة مثالية لاي رر...رجل(وضغط على الكلمة بغيرة)...لهذا اود ان افوز بها قبل اي كان ...ارجو ان نقرأ الفاتحة الان .
اجاب احمد بسعادة ونبرة هادئة ثابتة : على بركة الله بني.
**الان:
رنا بعبوس ونبرة حادة : لا...بأي صفة ساركب معك ايها السيد.
صمت حازم يحدق اليها بغموض وتملك ...ليهمس اخيرا بظفر ونبرة اجشة: بصفتك خطيبتي...لقد طلبت يدك من والدك وقرأنا الفاتحة منذ ساعة.
بهتت رنا وحدقت نحو حازم بصدمة ...ثم اجابت بخفوت وتلعثم : ممم...ماذا تقول؟!!...اي...اي فاتحة ؟!!!
اجاب حازم بثبات مبتسما بظفر: لقد قرأت الفاتحة مع والدك لهذا تعتبرين رسميا خطيبتي رنا.
هتفت رنا بحنق وعيناه تقدح غضبا: ولكنني خطيبة كريم يا سيد هل نسيت؟!!
اقترب منها حازم بتأني حتى وقف امامها لايفصلهما سوى خطوتين ...يشرف عليها بقامته الفارعة واضاف بنبرة حادة بينما يرمقها بتملك: لست خطيبة احد سواي...والدك شرح لي الامر ...لهذا طلبت يدك منه ووافق ....لا بل قرأنا الفاتحة ايضا لانك لن تكوني لرجل غيري .
ثم اضاف بنبرة خافتة متملكة ونظرات شغوفة : انا خطيبك الاول والاخير ...انا من سيلبسك خاتم خطوبتك الاول والاخير .
وحدق الى يدها مردفا بسعادة وابتسامة ساخرة: لهذا لاترتدين خاتم خطوبة!!!...لانك لست مخطوبة .
ليضيف بعدها بأمر مشيرا نحو سيارته: هيا الان...تفضلي لاوصلك الى منزلك .
زمت رنا شفتيها بحنق وردت بعناد ونبرة حادة: سأعود بسيارتي .
اقترب منها حازم خطوة اخرى جاعلا رنا ترتد للخلف بخطوتين محدقة اليه بارتباك... ليجيبها باصرار وملامح مصممة : منذ الان وباعتباري خطيبك ...يوميا انا من سيوصلك لعملك ويعيدك الى منزلك رنا.
تسمرت رنا مكانها تحدق نحو حازم بصدمة ...لتعود وتتذكر بكاء سمر ومشكلتها مع زوجها ...فعادت تحدق نحوه بترقب فيما تهتف بتهكم وابتسامة ساخرة تعلو وجهها : ولماذا تتعب نفسك؟!!....اوقفني عن العمل وفقط.
صمت حازم للحظات يمعن النظر الى رنا بادراك لفحوى سخريتها ...ليجيب بعدها بهدوء مبتسما بثقة: طبعا سأمنعك عن العمل ....
وعندما لاحظ بوادر اعتراض رنا من ملامحها المتجهة ...اضاف بجدية وملامح حادة : إن :
-كان عملك يعيق واجباتك الزوجية نحوي و نحو منزلنا .
-او يسبب لك الخطر .
-او يعرضك لشبهة اخلاقية ويمس سمعتك.
-او يتناول مواضيع ضد القانون و القيم و الاخلاق .
-اوتتعاملين بسببه مع الرجال.
واضاف باصرار: إن كان عملك خال من الاعتراضات السابقة التي يحق لي بها كزوج لك ...فلامانع لدي ان تعملي ...لهذا فعملك يعتمد عليك انت في توفير مايجعلني اتقبله .
ليعود ويردف بأمر: والان دعينا نغادر الى منزلك...وقوفنا هكذا لايصح .
وابتعد عنها خطوتين بينما لايزال واقفا بجانبها يشير اليها ان تسير معه...وعندما لاحظت رنا اصراره وتجنبا لمشهد مربك امام عملها ...انصاعت مجبرة لأمره وتوجهت مع حازم نحو سيارته ...تسير معه وتشيه بوجهها عنه بحنق فيما يحدق اليها حازم بظفر مبتسما بسعادة.
بعد لحظات وقف حازم امام الباب الامامي للسيارة.... ففتحه بلباقة وهتف بكياسة نحو رنا : تفضلي.
الا أن رنا...حدقت اليه بحدة ...لتعود وتسير لتقف امام الباب الخلفي متعمدة وتنظر الى حازم بتحدي...فاقترب اليها هذا الاخير بعد ان اغلق الباب الاخر بهدوء .
هتفت رنا بشموخ ونبرة متهكمة ...تتحدى حازم بنظراتها الحانقة: لايصح ان اجلس بجانبك...صحيح انك خطبتني من والدي دون موافقتي طبعا ...ولكن لا احد يعلم بخطوبتنا المغصوبة هذه ....لهذا قد يراني احد معارفنا ويسيء الظن بي ونحن لم نعلن خطوبتنا المغصوبة بعد .
ليفاجئها حازم بابتسامة فخورة وهو يتقدم نحوها ويهمس بصوت اجش محدقا الى عينيها بافتتان ونظرات حارة حادة: تعجبينني اكثر .
ثم فتح لها الباب الخلفي بلباقة مبتسما بتسلية...لتدلف رنا بسرعة تفر من هذا الارتجاف الذي يصيب اوصالها من نظرات حازم المتملكة و نبرته الرخيمة ...فيغلق بعدها حازم الباب عليها بتملك...كمن يغلق على كنز ثمين امتلكه اخيرا ...ويعود ليدلف هو الاخر .
وقبل ان ينطلق بالسيارة هتف بتوعد وهو يلتفت نحو رنا التي انكمشت في مقعدها يحدق اليها بحرارة وابتسامة لعوب: عندما نعلن خطوبتنا امام الجميع ...بعدها سأمارس كل حقوقي وأجلسك حيث أريد.
اثناء القيادة ....قام حازم بتعديل المرآة الامامية حتى يتمكن من مراقبة رنا ...فوجدها تحدق الى خارج النافذة نحو الشارع فاحتدت ملامحه وهتف فجأة بخشونة فيما يحدق اليها عبر المرآة بحنق: لاتنظري الى الخارج .
انتفضت رنا من شرودها في هذا الرجل الذي اقتحم حياتها واصبح خطيبها في غضون ساعات فقط وهي لم تتعرف عليه سوى منذ يومين ...وهتفت بلا استيعاب ونبرة خافتة: ماذا؟!!...لماذا؟!!
اجاب حازم بحدة مستمرا في التحديق اليها عبر المرآة بنظرات صارمة: سيحدق اليك كل رجل في الشارع وانت تتطلعين الى الخارج....وقد يتفوه احدهم بقلة احترام وعندها سانزل اليه لاغلق فمه و عينيه....لهذا ابتعدي عن النافذة وانظري امامك او من بعيد ...منظرك وانت تحدقين الى الخارج غير لائق و يعرضك للمضايقات و الشبهة من عديمي النخوة .
فغرت رنا فاهها بصدمة وهتفت بحنق تحدق الى حازم بغضب : اي تخلف هذا؟!!!.....لن تتحكم في تصرفاتي ياسيد ...سانظر حيث اريد .
اجاب حازم ببرود ونبرة متهكمة يرمقها بنظرات متوعدة: حسنا اذن....سارفع النوافذ العازلة للرؤية وعندها لن تري سواي ولن يراك سواي ...قرري انت لتعلمي انني متحضر ولست متخلف افرض عليك تحكماتي.
حدقت رنا نحوه بغيظ بينما تزفر انفاسها الهادرة بغضب ...وابتعدت عن النافذة صاغرة مجبرة ....متجهمة الملامح مقطبة الحاجبين تشيح وجهها عن حازم الذي ابتسم بتسلية لعبوسها وعاد يقود السيارة متوجها نحو منزلها.
بعد نصف ساعة ...صف حازم السيارة امام منزل رنا ...وعندما همت هذه الاخيرة بفتح الباب وجدته مغلقا فحملقت نحو حازم بحنق وهتفت بحدة: افتح الباب دعني اخرج .
التفت نحوها حازم بتلكؤ مستفز وبقي ينظر اليها بابتسامة خطرة ماكرة للحظات طويلة حتى يربكها وقد نجح في ذلك ورنا ترمش باضطراب تزدرد ريقها ببطىء ...ليتحدث حازم اخيرا بصوت آمر: اعطني مفاتيح سيارتك لاعيدها الى هنا.
اجابت رنا بعناد بعد ان استفاقت من ارتباكها: لاداعي ....ساطلب من العم فاتح ان يجلب سيارتي الى المنزل.
هتف حازم بحدة : لا....لن يصعد سيارتك ويجلس في مقعدك رجل سواي....هاتي المفاتيح....انا من سيقود سيارتك الى المنزل .
وبقي يحدقان الى بعضهما بتحدي ...ليضيف حازم بعناد: لن تخرجي من السيارة حتى تناوليني المفاتيح ...وساكون اكثر من سعيد بقضاء المزيد من الوقت معك خطيبتي.
حدجته رنا بنظرات حانقة ثم تناولت مفاتيحها واعطتها اياه ليلتقطها حازم منها ...وينظر الى علاقة المفاتيح الخاصة برنا وكانت تحوي اجراس صغيرة رنانة و غزال صغير عسلي اللون ....فابتسم حازم بمرح وقام باستبدال علاقة مفاتيحه بعلاقتها وحدق نحو رنا بعاطفة جياشة وهمس بخفوت: كلما رنت هذه الاجراس الصغيرة سأتذكرك رنتي ....مع انك اجمل من هذا الغزال بكثير.
واضاف بتملك : رنتي ...انت رنتي انا ...حتى انه اجمل من رنوش .
ارتجفت رنا تأثرا بغزل حازم الصريح وهو يعود لتقلباته التي تشوشها ...قبل ان تجده يناولها علاقة مفاتيحه الفضية ويهمس بصوت اجش: واحدة بواحدة ....حتى تتذكريني انت ايضا.
الا ان رنا اجابت بتهكم تطالع حازم بسخرية: وماذا سافعل بها وانت تمنعني من القيادة ايها السيد.
هتف حازم بتسلية: ساسمح لك بقيادة سيارتي رنتي.
زفرت رنا بسخط فيما تتجهم ملامحها بغيظ وهتفت بحنق: افتح لي الباب دعني اخرج ...لايصح ان نبق بمفردنا في السيارة كل هذا الوقت.
واضافت باستغراب: كيف علمت بعنوان شركة والدي.
اجاب حازم بمرح: من العم فاتح ...لقد احببت هذا الرجل كما احببت والدك كثيييرا.
رنا بحنق: افتح دعني اخرج.
حازم باغاظة وابتسامة عابثة: الن تودعي خطيبك قبل ان تغادري رنتي؟
رنا بغضب : وداعا...افتح الباب.
لتترجل بعدها بسرعة وحازم يفتح لها الباب اخيرا...تتوجه نحو من لها بخطوات حانقة عجولة حتى كادت تتعثر مرارا ...قبل ان ترمي العم فاتح بنظرات حانقة عندما مرت من امامه وهذا الاخير مستغرب من عبوسها نحوه.
عندما ولجت رنا الى منزلها ...توجهت مباشرة الى مكتب والدها...فطرقت الباب بهدوء تكبت غضبها بصعوبة ...لتدلف بعد ان سمح لها ....وجلست بثبات بينما يحدق اليها أحمد بترقب.
هتفت رنا بحنق مكبوت وملامح عابسة: ابي ...كيف تقبل خطبة السيد حازم لي دون موافقتي او اعلامي حتى ؟!
اجاب أحمد بتهكم وملامح جادة : هل كنت ستوافقين لو اعلمتك ابنتي!!
واضاف بحدة : لقد اصريت علي كريم سابقا ووافقت على فترة ارتباطكما المؤقتة كتجربة ....ولكنه اثبت قناعتي بأنه غير مؤهل ليكون زوجا لك لهذا انا ساختارك لك الزوج المناسب رنا ....امنحي الرجل فرصته كما منحت انا كريم فرصته.
ولانها تعلم تماما عناد والدها واصراره ...طأطات رنا راسها بحنق وغادرت المكتب بسرعة نحو غرفتها لتتفاجىء بحازم يتصل بها فصاحت بحدة بينما تجيبه: ماذا ترييييد !!!
بقي حازم صامتا الا من انفاسه الهادرة التي تصلها عبر الهاتف...ليجيب بعدها بهسيس حاد: اياكي ان تصرخي علي مجددا .
ثم اضاف باقرار قبل ان يغلق الهاتف دون انتظار ردها: غدا سنختار الخواتم.
حدقت رنا في الهاتف بصدمة ...لتقوم بعدها برميه على فراشها بغضب وتهتف بحدة: اي قدر اسود رماني في طريقك ايها المتسلط!!