رواية وصاية حب بالاكراه الفصل الرابع 4 بقلم سمسم
((وصاية حب بالإكراه))
الجزء الرابع
جورى بهمس ناعم...... آدم
آدم.......جورى انا
جورى بهمس......انت إيه يا آدم
عندما نطقت اسمه للمرة الثانية دفعه لاستعادة وعيه فابتعد عنها مسرعا
ادم........روحى نامى يا جورى
نظرت اليه بصمت بدون ان تتحرك
ادم بغضب...... روحى نامى يا جورى ارجعى اوضتك قبل ما اغير رأيى
نظرت باتجاهه عدة لحظات ثم عادت الى غرفتها واغلقت الباب خلفها وتوجهت مباشرة إلى المرآة لترى انعكاسها مواجها اياها فكرت انها لن تنسى ما فعلته ابدا وانها لن تغفر لنفسها موقفها المخزى
..............
فى الصباح
سيلين.......جورى جورى اصحى بقى كل ده نوم
فى الحقيقة انها لم تذق النوم منذ البارحة بسبب ما حدث
جورى.....ايه يا سيلين
سيلين.....يلا هنروح الكلية
جورى.....لاء انا تعبانة مش راحة النهاردة
سيلين بقلق.....مالك يا حبيبتى فى ايه
جورى.....ولا حاجة بس عايزة ارتاح شوية
سيلين.....خلاص هروح انا واجبلك المحاضرات
جورى.....ماشى
لكن هذه كانت حجة حتى لا تقابل ادم فهى لا تستطيع مواجهته على الاقل الان
..........
فى الكلية
لاحظ ادم عدم حضورها وان من حضر هى سيلين فقط فشعر بالقلق عليها فبعد انتهاء المحاضرة سأل سيلين
آدم.....هى جورى فين يا سيلين
سيلين....ماجتش النهاردة بتقول تعبانة
ادم.....مالها فى ايه
سيلين.....مش عارفة قالت عايزة ترتاح النهاردة
..........
فى المنزل
نزلت جورى لتناول الافطار بدا عليها التعب بوضوح حتى لاحظ جدها ذلك
عبد القادر......مالك يا جورى
جورى.....ابدا مفيش حاجة
عبد القادر......هو انتى منمتيش امبارح ولا ايه
جورى.....لا ابدا نمت كويس
عبد القادر.....مش باين عليكى
احتاجت بعض الوقت للتفكير ولاستجماع عواطفها المشتتة ولتمنع نفسها من ارتكاب المزيد من الحماقات
..........
فى منزل اسماعيل الصاوى
اسماعيل.....انت مش ناوى تروح شغلك يا بيه
سالم.....مليش مزاج النهاردة
اسماعيل.....امال ليك مزاج للصياعة وضياع الفلوس
سالم....احنا مش هنخلص من الموال ده بقى
فتحية.......فى ايه صوتكم عالى ليه
إسماعيل.....شوفى البيه ابنك كمان مش عايز يشوف شغله
فتحية.....يمكن تعبان النهاردة سيبه يرتاح
اسماعيل.....محدش تالف امله غير دلعك فيه
سالم.....انت مقولتش يعنى هتعمل ايه فى موضوع جورى
اسماعيل.....مش عارف اعمل ايه واتصرف ازاى
سالم بغيظ ......اه كل ما افتكر انها ضاعت من ايدى البت اللى زى البسكوتة دى وافتكر جوزها ببقى نفسى اطلع روحه
اسماعيل......يلا اعملينا مصيبة خليك تودينا فى داهية اصلك مش شوفتش جوزها ولا عارف وضعه ومركزه ايه دا ممكن يضيعك
سالم.....ليه يعنى
اسماعيل......هو انت كنت قاعد معانا اعمى ومكنتش شايفه
سالم.....الصراحة مش فاكر غير البت اللى زى القمر دى
اسماعيل......شكلك مش هتجبها البر
.........
حاولت جورى قدر الامكان ان تتجنب آدم بسبب ماحدث معهم ففى الكلية تجلس بحيث لايراها وفى المنزل لا تخرج من الغرفة
ومع ذلك بدأت الاحساس بالقرب منه اكثر واكثر مما زاد من اضطراب مشاعرها وولعها به الامر الذى اثار خوفها منه
..............
فى احد الايام فى الكلية وجدت جورى من ينادى عليها فالتفتت ووجدته سالم ابن خالها
جورى.....انت
سالم.....ازيك يا جورى
جورى.....الحمد لله كويسة انت جاى هنا ليه
سالم.....جيت علشان اشوفك
جورى.....ليه فى حاجة
سالم....عادى حبيت اطمن عليكى
سيلين.....طب يا جورى هشترى حاجات من الكافتريا واجى
جورى.....ماشى ما تتأخريش
كان سالم يحاول استمالة جورى من ناحيته ولكن لسوء حظها رآها آدم
..........
فى المنزل
كانت جورى تعانى حالات ارق ولا تستطيع النوم ولكنها نزلت الى الجنينة ولكنها سمعت صوت ادم
ادم.....انتى بتعملى ايه هنا فى الوقت ده
جورى.....مفيش مجاليش نوم نزلت اشم هوا
ادم.....هو ابن خالك كان عايز منك ايه
جورى ....وانت عرفت ازاى
آدم..... شوفته اما جالك الكلية
جورى.....انت بتتجسس عليا
آدم.....بتجسس عليكى انا بس بسألك
جورى.....ماشى وانا مش عايزة اقولك
ادم.....انا مش همشى غير لما اعرف فى ايه
جورى بعند ......مش هقولك احسن روح نام شكلك تعبان
نظر اليها بحدة جعلتها ترتجف فى مكانها فتحركت مبتعدة قليلا عنه
جورى......انت ليه عايز تعرف سيبنى فى حالى ليه مصر انك تعاملنى كأنى طفلة
ادم ...علشان انتى فعلا طفلة
جورى.....يعنى انا كده كل اللى انت شايفه فيا انى طفلة وغبية
ادم.....انا مقولتش غبية
التقت عيناه بعينها ولم تكن ندا له
جورى .....لو سمحت سيبنى فى حالى بقى
ادم.....بصى انا لحد دلوقتى ماسك اعصابى علشان اتكلم معاكى بهدوء وعارف انك بتحاولى تغوينى فمتحاوليش تضغطى عليا اكتر من كده
جورى....لا والله انا بحاول اغويك وانت هتعمل ايه بقى يا دكتور ادم
لم تعد نظرات ادم دافئة مهذبة بل التمع فيهما الغضب فاحست باحساس جميل بدلا من الخوف وادركت انها ترغب فى شىء واحد وهو ان تقترب منه
ولكن لخيبة املها الشديد سار مبتعدا عنها ودخل المنزل
كان الصمت المحيط بها ثقيلا واستسلمت اخيرا لدموعها التى كانت تختزنها طوال المساء ورافق ذلك احساسها بالمهانة لسلوكها المخزى
..........
سيلين.....ايه مالك يا بنتى اليومين دول مش على بعضك
جورى..... مفيش يا سيلين
سيلين.....لو فى حاجة حصلت قوليلى هو احنا مش بقينا اخوات هو ابيه زعلك تانى
قالت جورى وبدون اى مقدمات
جورى.....انا بحبه يا سيلين
سيلين.....وده اللى مخليكى حزينة
جورى.....يعنى انتى مش شايفة بيعمل ايه معايا ولا كمان جازمين هانم وعجرفتها معايا
سيلين.....اه متفكرينيش بنت الملزقة دى وكمان عزمانا على عيد ميلادها بكرة
جورى....انا مش راحة
سيلين.....ليه مش هتروحى انتى لازم تيجى معايا
جورى.....مش هتحمل اشوفهم مع بعض انا ممكن اموت فيها وخصوصا وهى بتدلع دلعها الرخم ده عليه
سيلين.....بعد الشر عليكى احنا هنروح نقهر امها بس اصبرى عليا
............
فى حفلة عيد ميلاد جازمين
ارتدت جورى وسيلين ملابسهم فكانوا جميلات جدا وخصوصا حجابهم الذى زادهم جمالا
سيلين......كل سنة وانتى طيبة يا جازمين
جازمين...... شكرا ازيك يا جورى
جورى.....الحمد لله كويسة
جازمين.....بيبى انت النهاردة امور اوى ووسيم جدا
جورى فى سرها......هو النهاردة بس الله يسامحه على اللى عامله فيا
سيلين......وده عيد ميلادك الكام يا جازمين بقى
جازمين.....سؤال بايخ اوى على فكرة يا سيلين
سيلين.....ليه يعنى ما انتى بقالك كام سنة عمرك واقف على 25 سنة هو انتى مبتكبريش ابدا
كانت جورى تريد ان تضحك من كل قلبها على محاولات سيلين ازعاج جازمين
جازمين.....عن اذنكم اشوف الضيوف
ادم.....اتفضلى
سيلين اظن تخفى شوية من هزارك ده ماشى
سيلين.....هو انا قولت حاجة
جورى..... خايف على شعورها اوى
اراد ادم اغاظة جورى بكلامه
آدم.....طبعا مش خطيبتى ولا ايه
لم تحتمل جورى سماع كلامه فارادت الخروج
جورى.....عن اذنكم اخرج برا فى الجنينة الجو هنا خنقة
سيلين...... استنى خدينى معاكى
تركته منذهلا وخرجت خرجت لتخفى دموعها
سيلين.....حبيبتى متزعليش
جورى.....شوفتى برود اخوكى قال خايف على شعورها
سيلين.....دا انا اللى نفسى اجبها من شعورها دى
ابتسمت جورى رغما عنها
سيلين.....ايوة كده اضحكى هروح اجبلك حاجة تشربيها
رأت جورى قدوم ادم اليها
ادم.....فى ايه مالك
جورى.... مفيش حاجة سيبت خطيبتك ليه
آدم.....جيت اشوف مالك
جورى.....مالى انا كويسة جدا
حدق فى وجهها لحظات وشعرت بالتوتر وحاولت الابتعاد عنه الا انه احكم ضمها اليه ولم تشعر جورى بأى شىء اخر سواه غير انه ابتعد عنها فجأة مشمأز من سلوكه واندفاعه
ادم.....انا اسف
جورى.....ادم
ادم.....متتكلميش وانا اسف على اللى حصل وعارف ان الاعتذار مش كافى
فى تلك اللحظة تقدمت منهم جازمين ومعها شاب اخر
جازمين.....ادم انت كنت فين كنت بدور عليك
آدم.....فى حاجة
جازمين .....هيثم ابنى عمى جه وكان عايز يشوفك
آدم.....ازيك يا هيثم اخبارك ايه
هيثم ....تمام مش هتعرفنا مين الحلوة
انزعج ادم من صيغة هيثم فى الكلام
ادم .....دى تبقى جورى قريبتى
هيثم.....اهلا آنسة جورى
ومد يده ليسلم عليها ولكنه وجد ان ادم هو من وضع يده ليسلم عليه
آدم.....اسف بس هى مبتسلمش على رجالة
هيثم.....اه اسف جدا
كم عشقت جورى نبرة ادم الذى كانت الغيرة واضحة فيها
جازمين.....يلا هنطفى الشمع
لاحظ ادم ان هيثم معظم الوقت يحاول جذب جورى للحديث معه
ادم.....يلا يا جورى انتى وسيلين علشان نروح
هيثم.....لسه بدرى خليكم شوية
ادم.....معلش بقى ورايا شغل كتير بكرة
جورى.....ما تخلينا شوية كمان يا دكتور ادم
امسك ادم بمعصمها
ادم .....بقولك يلا بينا
قالها ببرودة متحديا اياها ان تعصى امره
خلصت جورى معصمها من قبضته ثم اعتذرت لهيثم وذهبت معه
...........
فى المنزل
صعدت سيلين الى الغرفة وتركت جورى مع ادم لانه طلب ان يتحدث معها
جورى....... خير فى ايه تانى
آدم...........انتى ازاى تسمحى لنفسك تقعدى مع واحد وتتكلمى معاه
جورى.....واحد مين ما كانت الحفلة مليانة ناس واختك طول الوقت معايا
آدم......انا مش عايز اللى حصل ده يتكرر تانى
نظرت الى وجهه القاسى بعينين حزينتين واخذت تتصوره وهو مع جازمين فى حفلة عيد ميلادها وهى تتصرف بدلع زاد عن حده
لم تعد تحتمل التفكير بهذا الموضوع فحبها له جنونى عاصف وتحول حزنها الى غضب عارم
فصرخت به بدون وعى او تفكير
جورى.....انا بكرهك بكرهك يا دكتور ادم
صرخ بها بحدة مماثلة قائلا
ادم.....اخرصى مش عايز اسمع منك الكلام ده تانى
ثم عاد اليه هدوءه ووضع يده على وجهها
ادم.....بتبقى حلوة اوى وخصوصا وانتى مدايقة منى
نظرت اليه بذهول تام وشعرت بحبها له ولكنها أصرت على الاحتفاظ بهدوء اعصابها وهى خائفة من انه قد يتمكن من قراءة افكارها
جورى ....عن اذنك هطلع انام
وهربت جورى من امامه
..........
سيلين......ايه رايك نطلع الرحلة بتاعة شرم بتاعة الكلية بدل الملل ده
جورى.....وهو اخوكى هيوافق
سيلين.....اهو نعمل اللى علينا ونجرب نشوف هيقول ايه
رفض ادم فى بداية الامر ذهابهم الى الرحلة ولكنه اضطر الى الموافقةعندما علم ان جده لا يمانع ذهابهم ولكنه أيضا سيذهب معهم فهو لا يأتمن احد عليهم
ذهبوا الى مدينة شرم الشيخ
ولكن تضايقت جورى من معرفة ان جازمين ذاهبة ايضا معهم
سيلين...اه يابنت اللذين يا جازمين
جورى.....شوفتى حتى مش رحماه هنا
سيلين ....دى هتبقى رحلة غم من وشها
جورى......الله ينكد عليها وعلى اللى خلفوها
استمتعت سيلين هى وجورى بالرحلة ولكن ما يزعجهم هو رؤية جازمين
سيلين.....انا صدعت انا هروح انام مش هتنامى
جورى.....لاء هقعد على البحر شوية
سيلين.....ماشى تصبحى على خير
وجدها تجلس بمفردها فذهب للجلوس معها
ادم.....امال سيلين فين
جورى....راحت تنام
ادم..... وانتى منمتيش ليه
جورى.....هو حضرتك عايز تنيمنى بالعافية
ادم.....انتى مش بتبطلى طولة لسان
جورى.....خلى كلامك لخطيبتك وانا ملكش دعوة بيا
ادم.....انتى ناسية انك مراتى
جورى.....صوريا بس ياريت متنساش كده ماشى
شعر بالغضب من كلامها فاخذها من يدها وسار غاضبا
جورى..... سيب ايدى هو فى ايه
ادم.....اسكتى خالص
لاحظت انه اخذها معه الى غرفته
جورى.....انت جايبنى هنا ليه انا عايزة اخرج
ادم..... مفيش خروج
جورى....انت عايز ايه منى
ادم.....تعالى هنا يا جورى
لجأت إلى مقاومته قليلا ولكنه حدق بها قائلا
ادم....انتى مش شايفة انتى قد ايه جميلة وصبرى ابتدى ينفذ عيزانى اعمل ايه علشان متخافيش منى
جورى بتوتر...... وانا هخاف منك ليه
ادم .....بس انا خايف مش عايز اقرب منك بس مش قادر جورى.....ارجوك انا عايزة اخرج
بدا ادم انه اصم و ابكم فيما اخذها الى صدره برفق وحنان واحنى راسه فوق وجهها لكن الخوف ابقى شفتيها مطبقتين كبوابة حصن منيع ارادت ان تقاومه حتى النهاية ولكن احساس غريبا حذرها من متابعة ذلك
رفعت يدها وطوقت جسده فيما كانت تردد اسمه بصوت هامس مرتجف
جورى..... آدم آدم
لم يكن بحاجة الى اكثر من ذلك التشجيع فضمها اليه وجعلها تدرك انه يرغب فى الاحتفاظ بها وعندما لاحظ ترددها وعدم تأكدها من نفسها قال لها بصوت عميق
آدم.....انا مكنتش ناوى اعمل كده بس عقلى مبقاش قادر يتحكم فى عواطفى
بدأت تشعر انها تذوب وتغرق تحت وطأة شخصيته القوية
ثم سمعته يقول لها بصوت مملوء عاطفة
آدم.....جورى انا حاسس انى ممكن اتجنن لو فكرت انى ابعد عنك وانا بعتذرلك عن كل القسوة اللى عاملتك بيها من ساعة ماجيتى البيت
شعرت بان احاسيسها بلغت ذروة السعادة وازدادت التصاقا به واخذت تردد اسمه بما تبقى لها من صوت وقدرة على الكلام كان يطوقها بذراعيه وكأنه لن يتركها ابدا بعد الآن
جورى ....انا...........