اخر الروايات

رواية امراة لا تعرف المستحيل (لعبة الحياة ) الفصل الثالث 3 بقلم مروة عبدالجواد

رواية امراة لا تعرف المستحيل (لعبة الحياة ) الفصل الثالث 3 بقلم مروة عبدالجواد 

 البارت ٣

وقف باسم بسيارته ونور تطلع به هاتفه .
-- انا مقدرش اعيش من غيرك ياباسم انت اول حب في حياتي .
-- وانا كمان يا كوكو ، يلا ياقلبي
نظرت حولها فوجدت عده بنايات والهدوء يحوم المكان .
-- يلا فين .
-- هنطلع نقعد في شقه واحد صاحبي علشان محدش يشوفنا ياقلبي .
قطبت حاجبيها بدهشه هاتفه .
-- يالهوي شقه ايه لوحدنا لا مينفعش .
تطلع لها بضيق .
-- ليه يانور انتي مبتثقيش فيا ولا ايه .
-- بثق فيك طبعا ، بس ياباسم لوحدنا وفي شقه يعني .
تطلع لها بحب .
-- حببتي ، طالما بتثقي فيا يبقي خلاص ياقلب باسم .
انتفض قلبها وهي تتلفت حولها يسارا ويمينا وفركت يدها بالاخرى بتوتر عندما هبط باسم من السياره وبانتظار هبوطها هي الاخرى لشقه صديقه ........
فهتفت له .
-- باسم .
فصعد للسياره مره اخرى .
-- نعم ياحببتي .
-- خلينا نروح اي كافيه زي كل مره ، ملوش لازمه شقه صاحبك .
تطلع لها بهدوء في محاوله لاطمئنانها ، علشان خايف عليكي ومش عايز حد يشوفك ولا يبصلك ، واهو نبقي براحتنا .
هزت راسها نافيه .
-- لا ياباسم انا مبطلعش شقق مع حد .
جز علي اسنانه واغلق باب السياره بشده هاتفا .
-- حد ، انا حد معني كده انك مبتحبنيش ولا بتثقي فيا ، انتي لو واثقه فيا وقلتلك ارمي نفسك من البحر كنتي هترمي نفسك وانتي مغمضه كمان.
تطلعت له باستياء .
-- هو الحب عندك اني اطلع معاك الشقه .
ادار محرك السياره وهتف بضيق .
-- خلاص خلاص انا فهمت .
تطلعت له باستغراب .
-- فهمت ايه.. ثم اردفت بهدوء ، متزعلش مني يا باسم انا مقصدش ازعلك بس الشيطان شاطر .
بصوت شجوت مليء بالحده والغضب .
- - شاطر عليكي انتي مش عليا ، فهمت انك ظهرتي علي حقيقتك.. انتي مبتحبنيش انتي بتمثلي انك بتحبيني علشان انا ابن صاحب البيت اللي انتوا ساكنين فيه .
-- والله بحبك ، ايه الكلام دا يا باسم متقولش كدا .
-- اعتبري كل اللي بينا انتهي خلاص .
انتفض قلبها ومحلقت به والدموع تتلالا بعينيها هاتفه .
-- لا ياباسم متقلش كدا خلاص انا بثق فيك وهروح معاك اي مكان .
لوي فمه بسخريه .
-- بعد ايه خلاص اتكشفتي علي العموم دا كان اختبار ليكي علشان اشوفك بتحبيني ولا لا وخلاص عرفت .
وبتأثر ومكر مصتنع اردف .
للاسف طلعتي مبتحبنيش.. بعد الحب اللي حبيته ليكي دا كله في الاخر صدمتيني .. صدمه عمري ..
خفق قلبها بشده وانهمرت من عينيها الدموع هاتفه .
-- حقك عليا انا غلطانه .. متزعلش مني انا هروح معاك اي مكان وانا مغمضه .. مش هعارضك خالص ..
حاولت التطلع لعينيه والتقرب منه فابعد عينه عنها ملتفتا للجه الاخرى وبصوت مليء بالمسكنه المصتنعه .
-- بعد ايه بعد ما ظهرتي علي حقيقتك ، خلاص انتي من طريق وانا من طريق .
احمرت عينها من شده البكاء وهي تمسح دموعها من وجنتيها بينما خصلات شعرها الذهبي تتمرد عليها وعلي وجهها الذي اشعل بكاءها حمره علي وجنتيها وشفتاها ، مما زادها جمالا واثاره علي جمالها وهو يتطلع لها بمكر يود ان يقف ويلتهم هذا الدلال فتطلعت له بصوت شجن مسحوب بالبكاء .
-- والله العظيم بحبك متعملش فيا كدا ارجوك ياباسم متسبنيش .
تطلع امامه علي الطريق وبصوت مليء بكاء مصطنع .
-- انتي جرحتيني اوي ..انا مش قادر حتي ابص في عينيكي من صدمتي فيكي .. مش عارف هقدر اداوي جرحي ازاي بس .
-- والله اسفه مش هتتكرر تاني سامحني انا مقدرش اعيش من غيرك ياباسم حرام عليك متعملش فيا كدا.
وبحركه مكر ودهاء اوقف السياره علي جانب الطريق هاتفا .
-- لو سمحتي انزلي يانور لاني تعبت نفسيا جدا .
-- يعني ايه خلاص سبتني مبقتش تحبني
-- ارجوكي انزلي .. لو سمحتي انا فعلا مش قادر .
تطلعت له بعيون تمتلا انكسار وفتحت باب السياره وهبطت منها .
..........
في الكافيتريا يجلس كل من يامن واخوه مازن اللذان يقيمان في برج والد باسم ، فهم اصدقاء باسم ايضا.
هتف مازن .
-- اومال باسم ايه اللي اخره كده .
هتف له يامن .
-- لازم يتاخر اصله مع القطه الجديده.
ابتسم مازن بسخريه .
-- انهي فيهم .
-- نور بنت سيد البواب.
تطلع له مازن بدهشه .
-- نور .. نور دي غلبانه حرام عليه مش لاقي الا نور .
اشار له بيده .
-- حد قالها تروح معاه .
-- نور دي عيله وبعدين معانا في نفس البيت وابوها غلبان .
-- عيله مين دي هي اللي راحت وقالتله بحبك ورمت نفسها عليه.
دلف باسم لهما هاتفا .
اذيك يامان ، وجلس بجوارهما .
ابتسم له يامن بحنق .
-- ايه يابرنس خلصت بدري يعني مش عادتك .
تطلع له باسم بتهكم .
-- نقك دكر ، طول ما انت بصصلي في كل واحده كده
-- ما انت طول عمرك وقعاتك حلوه
قاطعه مازن .
يعني ايه ياباسم .
تطلع له باسم .
-- يعني اخوك بصلي في الحته اومال لو حلوه بقي هههههه .
قاطعه يامن .
لا البت حلوه بنت عود بطل اصلي ، لكن يعني زي مارحت زي مجيت ولا انا فاهم غلط .
لوي باسم فمه .
-- بت مسهوكه كده ولبسالي توب الشرف
قاطعه باسم .
- حرام عليك دي بت غلبانه سيبها في حالها وابوها شغال في البيت عندنا وغلبان .
ابتسم باسم بسخريه ورفع صوته قليلا باشاره بيده الي النادل .
-- شيشه هنا ، ثم نظر الي مازن رادفا .
كلهم ببقوا غلابه في الاول ، طيب عارف بعد مازعلت منها انها مطلعتش معايا عملت ايه.
رد يامن بفضول .
-- ايه يامان .
-- وحياتك فضلت تتحايل عليا اخدها الشقه ، وبسخريه يقلد صوتها هطلع معاك ياباسم حقك عليا باسم .
قاطعه مازن .
-- وطلعت معاك .
باسم : عيب عليك انت لسه بتتعلم ، انا هسويها علي نار هاديه الاول علشان اما انوي الاقيها جاهزه علي الاكل علي طول .
ابتسم يامن بمكر .
-- استاذ .
.........
استلقت نور علي سريرها وهي تضع وجهها للمخده وتدير ظهرها لباب الغرفه ، دلفت والدتها عليها الغرفه وبدات بارتداء العبايه هاتفه .
-- مالك يانور نايمه بدري ليه .
هتفت نور بصوت مبحوح .
-- عايزه انام.
-- طيب انا رايحه لخالتك منال اصلها تعبانه شويه هروح اطل عليها ، سلام.
-- بدات تلتقت انفاسها وقد ارهقت عينيها وهي تفيض بالبكاء ، التقطت هاتفها واتصلت علي باسم ، وبصوت مبحوح من الدموع تمتمت .
-- رد ياباسم ابوس ايدك رد طب والله بحبك .. بحبك من واحنا صغيرين ، لما كنت بتنزل تلعب مع صحابك وانا اقف اتفرج عليك من بعيد ، ولما كنت اجي العب معاكو ....
ثم التقطت انفاسها مره اخرى والدموع تفيض من عينيها وقلبها ينتفض اما جسدها ارتجف من عذاب قلبها وتمتمت بانكسار .
-- مكنتوش بترضوا علشان انا بنت البواب ودايما تنادولي يابنت البواب ، وانت تقولي مبلعبش مع بنات وحشين علشان لبسي قديم ومقطع ... كنت بفضل باصه عليك وببقي مبسوطه اني شيفاك وقلبي برقص من الفرحه ، وببقي هتجنن اما بشوفك بتعلب مع البنات وانا بعيد عنك ، حبك كان بيكبر جوايا كل يوم من وانا صغيره ، وانت عمرك مافكرت فيا ولا حست بيا ..
ثم اخرجت زفيرا مليء بالالم وتمتمت .
-- ماسدقت انك تفتح محل والاقي اي حجه علشان اجي واتكلم معاك ، ومسدقتش نفسي وانت بترد علي تلفوني .
( فلاش بااااااك ) .
بعد تردد نور الكثير علي محل الموبايلات الخاص بباسم بعده حجج فقد لاحظ باسم ذلك من نظراتها وحججها التي معظمها قد تكون تافهه .
التقطت نور هاتفها وبادرت بالاتصال علي باسم بسعاده هتفت .
-- الو باسم .
-- اه ، مين.
-- انا نور.
-- نور مين.
اردفت بخجل .
-- نور بنت سيد البواب.
قطب باسم حاجبيه بدهشه .
-- نور وجبتي رقم تلفوني منين .
ابتلعت ريقها وبكل براءه هتفت بتوتر .
- لما كنت عندك واتصلت علي صحبتي من التليفون اللي عندك خدت الرقم منها .
-- اها ، في حاجه متصله ليه.
-- اصل كنت عايزه اقولك علي حاجه.
-- ها ورايا شغل .
-- طيب ينفع نتكلم بره.
-- بره ، لا طبعا قولي عايزه ايه ماانتي كنتي هنا مقلتيش ليه اللي عيزاه .
-- اصل مينفعش في المحل.
-- ها وبعدين.
ابتلعت ريقها مره اخرى وبتوتر .
-- كنت عايزه اقولك اني.. اني بحبك.
-- ابتسم بحنق فهو قد شعر ان مجيئها لمحل عمله وراءه سبب وقد لاحظ نظرات اعجابها له فغروره اكد له ذلك فهتف .
-- انا ورايا شغل دلوقتي هخلص واكلمك ..
واغلق الهاتف قبل ان تجيب عليه .
بسعاده طفوليه هتفت
-- هيكلمني ، وسقفت علي ايديها بفرح طفولي .
( باااااااك ) .
اردفت تمتمتها بالدموع ..
مسدقتش نفسي لما لقيت رقمك بتصل عليا وكلمتك ، وبدانا نطلع سوا وقلت اخيرا حبني وحس بيا ، واجي انا بهبلي وغبائی اضيعك من ايدي كدا ، انا مستحيل ازعله مني تاني ، دا انا ماسدقت انه كلمني وحبني زي ما بحبه ..
ثم مسحت دموعها والتقطت هاتفها وعاودت الاتصال به ، رد بقي ياباسم.. رد..
ولكنه لم يجيب .
فمن دهاء الرجال ان يضعون النساء الاتي تغوينهم علي نار هادئه فكلما المراه احبت تنازلت ، وكلما تنازلتي عزيزتي كلما وضعوا اقدامهم عليكي .... فلا تبقي كما كنتي ولا تستطيعين الرجوع الا ......
............
اعطت نهال تعطي فنجان القهوه الي زوجها وهما يجلسان في الريسبشن هاتفه .
-- وبعدين بقي في ابنك دا .
رشف ابراهيم رشفه من القهوه هاتفا .
-- في ايه تاني يانهال.
-- في ان ابنك كبر وبقي راجل وبنتي كبرت كمان ، والصراحه كده مينفعش هنحط البنزين جمب النار وكمان انا مبعرفش اقعد براحتي في بيتي ، قعدته وسطنا مبقتش تنفع .
تطلع لها بحده .
-- ابني مش هيطلع من بيت ابوه الا علي بيته وهو متجوز مش هسيبه يتمرمط وابوه عايش .
-- يووووه ، وبصوت مرتفع انتي يازفته يا هنادي ...
دلفا هنادي مسرعه .
-- نعم ياستي.
-- اعمليلي ، فنجان قهوه .
-- ما اهو قدامك اهو ياستي سلامه النظر .
قاطعتها نهال بضيق .
وانتي مالك اعملي غيره .
-- حاضر ياستي ، انا خلصت شغل هعمل القهوه واروح.
-- روحي اعملي الزفت الاول .
-- حاضر ياستي ، عايز حاجه ياحج.
قاطعتها نهال .
وانتي مالك هو كان طلب حاجه امشي من قدامي.
دلفت هنادي للمطبخ.
تطلع لها زوجها ما القهوه قدامك اهدي شويا في ايه لدا كله.
لوت فمها .
-- اوف بردت ، وانا مبحبهاش بارده عندك مانع .
........
يستلقي رافت علي السرير في غرفته يتحدث مع صوفي .
-- وحشتيني ياصوفي .
-- لو وحشتك كنت جيت.
-- دا انا كنت لسه عندك من يومين.
-- وايه المشكله ماتيجي تاني يارورو.
-- قلب رورو ، انا كمان يومين كده هقول لمراتي عندي شغل وهاجي اقضي معاكي ليلتين.
-- هنروح فين يارورو .
-- المكان اللي تشاوري عليه ياروح رورو .
-- هههههه يبقي الساحل يابيبي.
-- ماشي ، جهزيلي بقي الحته الحمرا اللي بحبها.
-- هههههه، اموت في شقاوتك .
-- اموت فيه.
-- هههههه ايه دا.
-- هههههه هو دا .
-- سافل يابيبي .
-- معاكي انتي بس انتي اللي بتخرجي كل المشاعر اللي جوايا .
-- ومراتك بتخرج ايه .
-- لايه السيره الهباب دي ، خلينا في الملبن ياملبن .
-- ياقلب الملبن .
........
يجلس امجد في مكتبه يشرب السجائر بشراهه ، ينتقده كريم هاتفا .
-- متحاولش اللي انت عملته غلط ، مفيش واحد عاقل يعمل كده .
اطفأ السيجاره في الطفايه وبحده .
-- انا مبقاش فيا عقل خلاص .
-- طيب اهدي شويا من وقت ما جيت وانت زعيق وصوت عالي وخلص علبتين سجاير صحتك .
-- تطلع له بحزن ، يمكن لو مت ارتاح .
-- انت حالتك بقت تحزن ياامجد .
قاطعهما صوت طرق الباب ودخلت الظابط غاده وتطلعت الي امجد .
صباح الخير ياسياده المقدم ، ثم تطلعت الي كريم صباح الخير .
تطلع لها كريم باعجاب هاتفا .
-- صباح الخير ياغاده.
اوميء امجد راسه لها بالسلام هاتفا .
-- في حاجه ياغاده.
تطلعت له باحراج ، انا كنت في مكتبي وسمعت وحضرتك بتزعق ، فقلت اجي اطمن في حاجه في الشغل .
اومأ امجد راسه بالنفي .
تطلعت غاده الي كريم باحراج ثم عاودت النظر الي امجد بخجل .
- طيب حضرتك مضايق من حاجه .
شرد امجد للحظات فهتف كريم لها .
-- رد يا امجد .
تطلع لها امجد .
-- نعم ياغاده .
تطلعت غاده الي كريم وقد خجلت مما فعلته فمشاعرها تنتفض تجاه امجد رغم فارق السن الكبير بينهما ، ولكن لاحظها كريم الذي قلبه يدق لها .
هكذا هي مشاعرنا تدق لمن يتجاهلنا واما من نضمن وجوده فنتجاهله فهذه هي (رحله الحب بل رحله العذاب ) .
فكريم معجب بغاده ، وغاده معجبه بمن في سن والدها وهو امجد ، اما امجد فيعشق ريهام .
تطلعت له غاده باستياء .
-- لا خلاص انا هروح علي مكتبي.
-- اتفضلي .
جز كريم علي اسنانه واطرد زفيرا ملء بالغضب .
فتطلع له امجد هاتفا .
-- مالك ياكريم في ايه .
-- مفيش.
-- امال وشك قلب ليه كده لما غاده جت .
-- انا رايح مكتبي.
وبدا بالنهوض والتحرك تجاه الباب .
قطب امجد حاجبيه باستغراب هاتفا .
-- رايح فين يابني ، مالك .
دلف كريم الي الخارج .
.........
تمتمت غاده وهي تجلس علي كرسي مكتبها وتفرك يدها بالاخري بتوتر .
-- انا غبيه كان مفروض اقول اني جايه لاي حاجه في الشغل اول ماشفت كريم ، اكيد لاحظ اهتمامي باامجد وتوتري ، وبعدين بقي انا عايزه اطمن علي امجد ، ياربي كل مااحاول اقربله يحصل حاجه كده .
ثم تطرد زفيرا ياترى هو حاسس بيا ولا لا ، طيب اروحله تاني ، اووف وبعدين بقي في الحيره دي ياربي .
.............
دلف كريم الي مكتب غاده وهو قاطب حاجبيه ويطرد زفيرا مليئا بالغضب وفتح الباب عليها فجاه .
اتنفضت غاده ومحلقت عينيه به ...........
بقلم /مروه عبدالجواد


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close