رواية كانت مجرد مكالمة الفصل الثالث 3 بقلم فريد عبداللي
وبعد مرور الوقت اتصل شاهد بالفتاة ولكن لم ترد عليه كان الهاتف يرن دون توقف و دون اجابة . مما زاد من قلقه فخاف انها لا تريد مكالمته أو أنه قد ازعجها. كان يمشي في غرفته طولا وعرضا و يداه فوق رأسه متحسرا على ذلك وفجأة رن هاتفه فانقض عليه كان غير مصدقا بانها هي .
شاهد : اهلا وسهلا
وفاء. : اهلا انا اسفة لقد تركت الهاتف في حقيبتي ولم اسمع رنينه.
شاهد : لا عليك..ربما انا الذي اعتذر منك لان احسست انني ازعجتك .وفاء : لا لا ليس لهذه الدرجة. اذا انا هنا واسمعك....
ارتبك الفتى ولم يجد ما يقول
فسيطر على خجله وقال حين اتيت عندكم اول مرة احسست بشيء في قلبي لم اعرف ما هو واصبحت مدمنا على القدوم لمحلكم .و راودني احساس جميل في قلبي تجاهك ولم اعلم ماهو وقد اكتشفت اني احببتك والله احببتك ولم استطيع صبرا على ذلك فقررت ان ابوح لك بمشاعري وحبي.كان العرق يسيل منه والهاتف يرتجف في يده .
وفاء : لقد أدركت ذلك من اول يوم جئتنا وكنت تصطنع المجيء لتراني...
شاهد : وكيف عرفت ذلك
وفاء : لاني احسست بالشعور نفسه تجاهك انا ايضا ولم اقدر على فهمه .
شاهد : ولما لم تخبريني..
وفاء : انتظرت المبادرة منك.
فرح الفتى كثيرا بما سمع كاد يطير في الهواء وكان يقفز من مكان الى مكان.لم ينام تلك الليلة ابدا وكذلك الفتاة روادها احساس بالاطمئنان والسعادة .
دارت الايام واصبح شاهد يزور المطعم كل يوم للقاء حبيبته بحجة تناول الغداء كان يطيل في الجلوس ليشبع عيونه منها وكذلك تحدثا أكثر. عرف كل شيء عنها وعرف بانها يتيمة الأبوين وتعيش مع عمها وبناته.وتحتم عليها ان تعمل فما وجدت الا هذا المطعم كي تشتغل نادلة لسد بعض حاجياتها. ولكن هي بدورها لم تعرف الكثير عن الفتى
وفاء : انت عرفت كل شيء عني وحكيت لك بكل صغيرة وكبيرة وماذا عنك.
شاهد : انا انسان بسيط اشتغل في شركة لصنع الأدوات المنزلية.واقطن مع والدي واخي الذي يصغرني. هذا ما في الأمر. احبت الفتاة شاهد لصراحته وطيبة قلبه وشعرت بأنه الامان الذي تفتقده .كانت تلتقي به يوميا وفي بعض الأحيان كانت بينهما مكالمات هاتفية.الى ان جاء اليوم الذي أصبح الفتى يقلل من زيارته للمحل وقلت كذلك اتصالاته وامسى لا يرد على بعض مكالمتها. فراودها بعض الشك اصبحت وفاء قلقة عليه خافت ان يكون الفتى قد غير رأيه او ندم على علاقته معاها حاولت مرارا الاتصال به ولكن هاتفه كان مغلقا طوال الوقت انتابها الخوف والقلق . ولكن لا أحد يدري بظروفه . وذات صباح اتصل بحبيبته وتاسف لها وأخبرها بأنه لديه مشاكل في الشركة مع صاحب العمل وبأنه طوال الاسبوع كان مسافرا في مهمة عمل.اصبح شاهد لا يزور المطعم كثير وثقلت زياراته وحين علمت بظروفه طلبت منه أن يحظر عندها للغداء فاعتذر على ذلك وأخبرها بأنه لا يستطيع المجيء . تألمت الفتاة حين سمعت ذلك وقررت ان تزوره في الشركة وحين قرب وقت الغداء ذهبت إليه. بعد ذلك دخلت الشركة واتجهت نحو مكتب السكرتيرة والتي قامت بدورها بالاتصال به على أنه شخص يريد أن يسلمه أمانة .
نزل شاهد من مكتبه ليرى مافي الأمر وحين دخوله المكتب وجد وفاء جالسة مع السكرتيرة وفي يدها قفة فارتبك ولم يكن يتصور انها هي فتقدم اليها وطلب منها ان يذهبا إلى مكتب آخر فقال لها ماالذي اتى بك إلى هنا فقالت اشتقت اليك و لم تهن عليا فجئتك بالغداء التى تفضله احسست انك لم تذق شيئا من الصباح فرح الفتى بذلك وتناول الطعام سويا في مكتب فارغ في آخر الرواق ، ولم يخبرها من يكون . ارتاحت الفتاة نوعا ما ولكن احسست بان شاهد لم يكن فرحا لمجيئها. علمت الفتاة من سعيد بان شاهد لا يعمل والظروف القاسية التي يمر بها وبانه لا يملك مالا ربما السبب الذي جعله لا يزور المطعم . حاولت التقرب منه ومشاركته همومه اتصلت به وحاولت أن تقدم له مالا فرفض ذلك ما كان عليها الا ان اتصلت بصديقه سعيد واخبرته بالامر وأعطته نقودا على ان يسلمها لشاهد من دون أن يعلم انها هي صاحبة المال .اتصل سعيد بصديقه وقال له ان اعلم بظروفك وبانك بحاجة للمال وقال خذ هذا المال فانا لست بحاجة إليه في الوقت الراهن فربما انت ظروفك صعبة . لم يسأله شاهد على ذلك لانه يدرك بان صديقه سعيد يعلم بسريته و اوضاعه ولن يتخلى عنه .كانت النادلة وفاء كل مرة ترسله له النقود عن طريق صديقه سعيد .
وفي صباح جديد دخل الوالد . عبدالله الى مكتبه فوجد ورقة مكتوب عليها اسف والدي لا استطيع مواصلة العمل فنصر افسد كل شيء وحطم كل أحلامي في الشركة، وأدى بها إلى الانهيار فانا سانسحب لتفادي اي مشكل او نزاع . ولا تنس ما اقترضته مؤخرا فارجوا من حظرتك ان تسدده على فترات. كانت رسالة معبرة ولكن عبدالله الوالد لم يعيرها اي اهتمام.ولم يتصل به مما زاد من توتر الفتى . اتصل بصديقه واخبره ما حدث وبأنه عازم على السفر لتكوين نفسه من جديد مما جعله يقترض بعض المال من أصدقائه وقام ببيع سيارته .
كانت الساعة تشير إلى الثامنة ليلا دخل الوالد الى البيت فوجد شاهد ينتظره وطلب منه أن يحدثه والاستماع له .
شاهد : ابي انا اسف ربما انا اردت ان اعتمد على نفسي ولقد اقترضت مالا من عند أصدقائي و اود ان اسافر الى بلد آخر اكون نفسي واشتغل وحدي .
قد يعجبك ايضا
رواية كانت مجرد مكالمة الفصل الخامس
رواية حنين الماضي وامال المستقبل الفصل الخامس والاخير
الوالد : وكيف ذلك وهل ستترك رزق ابيك و رزقك وترحل.
شاهد : انا افكر في مصلحتك ومصلحة اخي واذا بقيت هنا ربما سيكون سبب في الصراعات وانا لا أريد ذلك. وانا اخاف على توترك وصحتك.
الوالد وهل لديك الأموال لتبدأ من جديد
شاهد لقد افترضت بعض منها وربما سأبدأ خطوة بخطوة لم يكن الوالد راضيا بذلك لانه يعلم بان ابنه شاهد يحسن التصرف والتسيير كان يعول عليه في كل شيء فرد عليه قائلا لا تذهب ابقى في عملك وسأرد عنك اخوك نصر .فقال شاهد انا لا أعني نصر ولكن اردت ان اجرب واعمل لحسابي الخاص اذا نجحت فهو كذلك واذا فشلت لقدر الله سأعود إلى الشركة. لن يجد الوالد ما يقول الا جملة واحدة انت حر يا ولدي اذهب اذا شئت واتمنى لك كل التوفيق والنجاح .
فرح شاهد بما سمع ولكن في قلبه حزن وكان يظن في نفسه بان أخوه نصر هو
وكان يظن في نفسه بان أخوه نصر هو المتسبب في كل شيء .
توجها الوالد الى الخزانة وسحب منها مبلغا محترما وناوله اياه. ولكن شاهد لم يقبل بذلك فرفض لانه يعلم بظروف ابيه ويعلم كذلك بحال الشركة.
التقى شاهد مع سعيد واخبره ما كان ينوي ان يفعل تاثر الاخير ولم يصدق بان اعز صديق له سيفارقه ويسافر لبلد اخر. واوصاه بزيارة الشركة وان ينظر في حال اخيه.
جهز شاهد كل شيء للسفر وقام سعيد بتوصيله الى المطار وعندنا وصولهما وعند النزول سأله سعيد وهل أخبرت وفاء بذلك فقال له لا. لا استطيع ان اراها في تللك الحالة عندما اخبرها.
سعيد : ولكن ليس من الشيم ان لا تخبرها وتتركها هكذا.
شاهد : انا اعلم ذلك اخاف ان تكون صدمة لها حين احدثها .
سعيد : اتعلم يا صديق العمر بالمال الذي ناولتك اياه
شاهد ماذا تقصد بذلك؟...
سعيد : انظر يا صديقي هو ليس بمالي بل يعود لوفاء هي التي طلبت مني اعطيك اياه ولا اخبرك.
انصدم الفتي حين سمع ذلك ولم يكن يعلم بان المال يعود لحبيبته كان يظن أنه لسعيد. فتاسف في نفسيته وطلب من صديقه ان يعود حين عودتهما اتصل بالمطعم و اخبر الفتاة بانه مسافر وبأنه يسعى من اجل ان يكون نفسه ويحدد مستقبله من جديد .واخبرها بانه علم بالمال الذي تبعثه عن طريق سعيد شكرها كثيرا.وقال لها لما لم تخبريني بذلك فردت عليه وقالت انا اعلم ومتيقنة بانك لا ترض بهذا وترفضه،وهو نفس السبب الذي جعلني استعين بسعيد . وبقيت تحدق فيه والدموع تسيل على خديها ما استطعت ان تتكتم على سرها وقالت احببتك حقا ولم اقدر على البوح بذلك فقد سلبت عقلي ونظراتك هزت كياني وتذوقت مشاعرك واحاسيسك من دون ان اكلمك وكيف تتركني الان وانا التي اناجيك كل ليلة. وانتظر الصباح لاراك واشبع ناظري بطيفك. تاثر الفتى لكلامها وبدا يرتجف وامسك يدها قائلا هذا وعد مني سأعود من اجلك ، سأعوضك كل شيء.
غادر الفتى المطعم كله حسرة على هذا الفراق ، لم يتخيل انه احبها بهذا القدر وبانها هي كذلك تعشق روحه و قرر أن يسافر ويتركها .
ركب السيارة مع سعيد مسرعا للحاق بالمطار . مر الشهر الأول من السفر كان الفتى يتصل بحبيبته للاطمئنان عليها وكذلك صديقه وكان يوصيه بزيارة المطعم وينظر في أحوال وفاء وعلى ان يتفقد الشركة من وقت الى اخر.
كانت الفتاة منشغلة البال على شاهد كانت تجلس وقت الفراغ في المكان الذي كان يحبذه ، كانت دموعها تسيل من لحظة الى اخرى وكانت تفرح كثيرا لرؤية سعيد لانه يأتيها بأخبار عن حبيبها.
مرت السنة الأولى بات وضع شركة
الوالد عبدالله مستقرا واما الفتى اصبح وضعه احسن من الاول وافتتح شركة صغيرة للاستراد والتصدير نجح في عمله وحاز على عملاء كثر .
كان يتصل بوفاء مرة في الأسبوع ليطمئن عليها وحدثها بان اوضاعه تحسنت وان شركته اصبحت من بين اكبر الشركات.
مر العام الأول تطورت الشركة وازدادت أسهم شاهد في الأسواق واعتلى اسمه كبار التجار.
في انتظار الجزء الرابع لكم احلى تحية والى لقاء اخر.