أخر الاخبار

رواية كانت مجرد مكالمة الفصل الرابع 4 بقلم فريد عبداللي

رواية كانت مجرد مكالمة الفصل الرابع 4 بقلم فريد عبداللي



 مر العام الأول تطورت الشركة وازدادت أسهم شاهد في الأسواق واعتلى اسمه كبار التجار.


اما نصر فقد حطم الشركة واصبحت على وشك الانهيار لسوء تصرفاته . وتوارى عن الأنظار، ربما سافر هو كذلك تاركا ابيه يتخبط لوحده بين  مطرقة الديون وسندان الممونين. توقفت تقريبا معظم خطوط الإنتاج  عجزت كذلك الشركة على تسديد أجور العمال مما أدى إلى طرد النصف منهم . اما الوالد عبد الله اصبح ملازما لفراش المرض اثرت عليه تصرفات ابنه . كثرت ديون الشركة وبدات تتاخر الطلبيات وبعض منها كان شبة معدوم طالت احتجاجات العملاء .مما أدى الى البعض منهم بإلغاء الصفقات التي كانت مبرمة بينهم.



 

مسك الفتى شاهد زمام الأمور اصبح اسمه ضمن كبار رجال الأعمال توسعت شركته على كل الأصعدة كان يقوم بعملية تصدير السلع الى الدول المجاورة كان يراقب أسهم شركة ابيه كان قلقا عليها و يتاسف خوفا من  سقوطها الحر  .


كان شاهد في مكتبه يتطلع الاخبار من الجرائد حتى قرأ بان شركة على وشك الإفلاس ومعروضة للبيع وحين تمعن في القراءة وجد ما لم يكن في الحسبان بانها شركة والده عبدالله.انفعل كثيرا الى حد الإغماء لم يتصور بان يصل حال ابيه الى هذا المستوى. لم يجد ما يفعل لم يستطيع التفكير وكأن عقله اصبح شاردا . لم يجد حلا لذلك. بات يفكر في امر ابيه ومؤسسته وما العمل لانقاذها .


وفي اليوم التالي اتصل بصديقه سعيد يخبره بالامر لكن سعيد كان يعلم ذلك ولم يخبره خوفا عليه من الصدمة، ربما قد نبهه من قبل بان وضع الشركة اصبح كارثي .فتناقش شاهد مع صديقه من اجل ان ينظر الامر و ان ويسدد ديون شركة ابيه بطريقة خطرت على باله ولا يعلم بها الا هو وصديقه. عرضت الشركة للبيع ، ومر على ذاك اسبوع كاملا لم يتقدم أي أحد لشرائها  مما صعب على الوالد تسديد مستحقات العمال والممونين وخاصة مصالح الظرائب وكان إشعار البيع ملزم بميعاد واذا تعدى الأجل تقوم مصالح الظرائب بمصادرة الشركة وعرضها في المزاد العلني. وهذا الأمر لايحبذه شاهد .



 

مرت الايام وكانها دقائق بالنسبة للاب وما بقي الا يومان فقط  على الأجل المحدد كان عبدالله في مكتبه قلقا جدا يتمنى لو اتصل احد به لشراء الشركة وفجأة دق الباب فكان سعيد دخل عنده وسلم عليه وقال انا اعلم بوضع الشركة فلقد جلبت معي من يشتري نهض الوالد من على كرسيه غير مصدقا لذلك. وتبادل الحديث


الوالد :اين ... اين هو يا سعيد الشخص الذي يرغب في الشراء . 


سعيد : هو ليس معي الان ولكن قد كلفني ان اخبرك بذلك.


الوالد : الحمد لله لقد اثلجت قلبي


سعيد  : ان هذا الشخص لا يريد شراء الشركة .


تفاجأ الوالد عبدالله لكلامه وقال 


كيف ذلك فرد عليه سعيد بانه يريد أن يكون شريكا ويريد كذلك تسديد كل ديون الشركة على شاكلة اسهم .


فرح الوالد بذلك مما جعله يسقط على الكرسي من شدة الفرح و راحة  قد ساورته. وقال له من اين لك بهذا الشخص الذي يزعم أن يكون شريكا. تفطن سعيد لسؤال والد صديقه وتعامل مع السؤال بذكاء؛ فأجابه بأنه من المعارف و كذلك من أقاربه. اطمئن الوالد بعض الشيء. تفاهما واتفقا على كل شيء وضبطا موعدا في اليوم الموالي لتسوية كل شيء عالق. حل اليوم الموالي اتصل سعيد بوالد صديقه وطلب منه أن يلتقيا في البنك طار الوالد الى حيث سعيد ولم يكن يعلم ما ينوي فعله ظن بان الشريك سيكون حتما معه وصل عبد الله الى البنك وحينما دخل لم يجده فاتصل به من فوره فوجده مع المدير في مكتبه تقدم الوالد الى مكتب المدير وفي مخيلته  من يكون هذا الشريك ولكن ما وجد الا سعيد ومدير البنك سلم عليهما وجلس. تحاورا الاثنان عن وضع الشركة وعلم سعيد بقيمة المبلغ المدان فقام بدفع شيك بمبلغ يكون كافيا لتسوية كل الأوضاع واقتناء السلع ،  وتسديد كل الديون العالقة. والنهوض بالشركة ومباشرة عملية الانتاج .لم يصدق الوالد عبدالله ماذا حصل وكانه في حلم وبدا يسأل في نفسه من يكون هذا الشريك والتفت الى سعيد وعيناه مملؤة بالفرح والدموع يسأله عن الشخص الذي قام بكل هذا لم يجد سعيد ما يقول حدثه بان يزوره غدا في مكتبه مصحوبا معه الشريك.  خرجا الاثنان من البنك وكل اخذ طريقه .



 

وفي صباح جديد كان الوالد منتظرا المستجدات مترقبا قدوم سعيد .



 

واذا بهاتف المكتب يرن وكانت السكرتيرة تخبره بقدوم سعيد فخرج من مكتبه لملاقاته وحين راه وجد معه فتاة شابة أنيقة فرحا بهما وادخلهما الى مكتبه  


سعيد : لقد وعدتك ان أحضر اليوم ومعي الشريك الذي تود رؤيته لم يكن الوالد مصدقا بانها فتاة في سن ابنائه وقال 


الوالد: مبتسما وهل هي صاحبة الشيك وهي من قامت بدفع المبلغ الى البنك .


سعيد : اجل يا سيدي عبدالله انها هي شريكتك واليوم ستتم المفاهمة بينكما و ستمضيا سويا عقد الشراكة. التفت إليها الوالد عبدالله وشكرها كثيرا وقال لها لقد انقذتني يا ابنتي فانا مدين لك بكل شيء.  كانت الفتاة تحدق في سعيد تارة وترمق الوالد تارة اخرى لم تفهم شيئا من الحديث الذي دار بينهما وحين خروجهما سالت سعيد عن ذلك وأخبرها بأن شاهد هو الذي خطط لذلك واراد ان يشارك اباه في الشركة ولم يكن يريد أن يظهر في الصورة. وتكوني انت محله . وكانك انت صاحبة المال كانت وفاء غير مصدقة لذلك فقالت له لماذا يفعل هكذا فرد عليها مبتسما لانه يثق فيك ويحبك بكل صراحة، قالت الفتاة ولما لم يخترك انت بدلا مني ...؟ قال لها لان والده يعلم اني لا أملك هذا القدر من المال .


وانت اليوم امضيت عقد الشركة واصبحت تملكين نص الأسهم. وبعد ذلك أوصلها سعيد لمقر عملها واتصل بشاهد يخبره باتمام الصفقة ببن والده والفتاة.


ما كانت مستوعبة لهذا الأمر وهل شاهد حقا يثق فيها لهذه الدرجة ويحبها كل هذا الحب باتت فرحة لذلك ربما الفرحة ليس في الشراكة بل في حبه لها. 


بعد مرور الوقت قامت الشركة من جديد وبدا الوالد في تغطية الديون العالقة واقتناء السلع الخام من اجل عملية الانتاج لم يكن يصدق كيف تم ذلك وبهذه السرعة. 


 امام الفتاة طال شوقها لرؤيته حبيبها  و زاد تلهفها لسماع صوته رفعت الهاتف  لان تتصل به ولكنه لم يرد وحاولت مرارا فلم يكن هاتفه يشتغل كان 


مرارا فلم يكن هاتفه يشتغل كان معظم النهار مغلقا انتابها القلق وفي اليوم الموالي عاودت الاتصال به ولكن دون جدوى كان هاتفه خارج نطاق الخدمة كانت منشغلة كثيرا عليه حتى دخل عليها سعيد ولما رأته فرحت كثيرا لعل عنده خبر على حبيبها ولكن سعيد جاء اليها من اجل ذلك وسالها عنه هل لها أخبار و هل اتصل بها ام لا .علمت هي كذلك بان سعيد لم يتمكن من الاتصال به كذلك . وقال لها لقد اتصلت مرارا ولم يكن هاتفه في نطاق الخدمة ولهذا السبب اتيت اليك لأسألك عنه .


مر بعد ذلك شهر كاملا تقريبا لم تتلق وفاء اي مكالمة من شاهد ولم تسمع اي خبرا عليه مما زاد من قلقها وتوترها حتى سعيد صديقه لا يعلم اي شيء عنه وانقطعت اخباره فجأة.


طالت الايام وامتدت الاسابيع  لم يكن هناك لا خبر ولا هاتف فاض قلق وفاء وكذلك سعيد .سمع الوالد بذلك فاراد السفر للبحث عن ابنه حاول الاتصال ولكن بدون جدوى فقرر السفر للنظر في الامر. لم يدري اين يجده .


ترقبوا غدا ان شاء الله الجزء الخامس دمتم في رعاية الله


الخامس من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close