رواية السيد عصبي الفصل الثالث 3 بقلم هبه سامي
لسيد عصبي
البارت الثالثلايك قبل القراءه كومنت بعدها
مرت أيام عديده وقد كنت بدأت لا أشعر بوجوده حتي .. من شدة تجاهلي له ولكن كنت دائماً أشعر بين الفنيه والأخري بأنه يتبعني دائماً بنظراته
***
تغيرت كثيراً عن السابق كنت اشعر دائماً بأنها تتعمد تجاهلي ولكني لم أستطع التوقف عن مراقبتها أبداً كنت أظن بأنها أن أبتعدت عني سأتوقف عن الاهتمام بها ولكن لم اقدر علي أن اتحكم في مشاعري شئ غريب بداخلي كان يجذبني إليها دائماً .. كنت أشتاق لرؤية أبتسامتها وحراكاتها الطفوليه ولكنها كانت دائماً وجهها عابس وصامته وأن تحدثت معي في شئ بخصوص العمل كانت تتحدث معي برسميه شديده .. لا أدري لماذا دائماً كان يدفعني قلبي لمراقبتها إلي أن تصل إلي بيتها وأطمئن عليها .
***
مرت أيام عديده وظل الحال بيننا كما هو .. إلي أن اتي يوم وكنت ذاهبه لتناول فنجان من القهوه في وقت راحتي وأثناء خروجي من المكتب أصتدمت به أثناء دخوله للمكتب تلاقت عيوننا لأول مره لقد غرقت في بحورهما العميقه كان بهم الكثير من الحزن والخوف أيضاً ظللت محدقه بهم ولا أستطيع الألتفات أبداً وكان هو أيضاً يحدق في عيناي بشده مرت بعض الثواني وكأنها سنوات إلي ان قطع شرودنا صوت السكرتيره كانت قد احضرت بعض الأوراق لجاسر .
***
رزان : اااا أنا أسفه مأخدتش بالي منك وانت داخل
جاسر : بأبتسامه ولا يهمك
رزان : أيه ده انت بتضحك أهو
جاسر : أفندم !!!
رزان : لا لا اسفه مش قصدي يعني .... اصل بصراحه كده أول مره أشوفك بتضحك
جاسر : كنتي رايحه في حته ؟!
رزان بخجل : اها عن أذنك
***
كانت عيناها تشبه البحر تماماً من ينظر إليهم يتمني ان يغرق بهما إلي مالا نهايه لا ادري ماالذي جعلني أبتسم هل من أجل وجنتاها التي أحمرت بشده وصارت كالأطفال أم لأنني أحببتها أياً كان السبب حينها فكان يجب علي ان أتصرف بحزم معها متأملاً أن لا تشعر بأهتمامي .. بها ولكن عندما ذهبت لقد شعرت بتأنيب الضمير فلقد كنت فظاً ،جلست علي مكتبي شارداً أتذكر تلك العيون الساحره وإبتسامتها العذبه وبراءة الأطفال التي تعلو وجهها وبدأ صراع بين قلبي وعقلي حينها عقلي يريد مني أن أبتعد عنها ويذكرني بما حدث في الماضي وقلبي يخبرني أن أمنحه فرصه ثانيه ليشعر بالدفئ والأمان من جديد لا ادري لمن أستمع ولكن في النهايه انتصر قلبي علي عقلي اخيراً وقررت من اليوم أن لا اغضبها ولا اكون فظاً معها مره أخري .
***
غادرت المكتب وانا أستشيط غضباً منه لقد بدأت أشعر بأنه يتعمد أحراجي في كل مره ولكن من اليوم لن أسمح له أبداً بأن يتعامل معي بهذه الطريقه ، عدت إلي المكتب وانا غاضبه كثيراً توجهت مباشرة إلي مكتبي ودفنت عيناي في وسط الأوراق ولكني فوجئت به يقف أمام مكتبي وينظر لي رفعت وجهي نحوه وانا مازلت غاضبه فوجدته يمد يده لي ويعطيني شكولا
جاسر : أتفضلي ياأنسه رزان
لم اعرف كيف أتصرف حينها هل اقبلها منه ام أرفض ولكني في النهايه تناولتها من يده سريعاً قبل أن تتلاقي عينانا مره اخري وأذوب في بحورهما
رزان : ميرسي أووي
***
كنت أتوقع بأنها لن تقبلها مني ولكنها تناولتها سريعاً وارتسمت إبتسامتها الطفوليه علي وجهها مره أخري .. عدت إلي مكتبي وظللت أرقابها من بعيد وانا اتناول الشكولا ولكنها وضعتها جانباً بعد أن أحمرت وجنتاها خجلاً كان أم سعاده فهي في النهايه تشبه الملائكه .
***
مرت العديد من الأيام ولكن لم يمر يوم دون أن يحضر لي شكولا وكان كل يوم يفاجئني بتغير تصرفاته معي فقد أصبح شخص لطيف للغايه وكأنه تبدل لشخصاً أخر .. في أحدي الأيام كنت ذاهبه إلي حفل لحضور ندوة شعر وكنت أتحدث مع صديقتي عبر الهاتف وأخبرها وتفاجأت بوجوده في نفس الحفل يومها وبعدها بعدة أيام ذهبت لزفاف زميله لي في العمل وتفاجأت بوجوده هناك أيضاً وكان لم يبعد نظره عني أبداً لقد كنت أشعر بالخجل الشديد .. كنت احياناً عندما أنتهي من عملي أجلس لأكتب بعض أبيات الشعر وفي يوم ذهبت وتركت الاوراق التي بها كتاباتي علي المكتب وعدت للمنزل وفي اليوم التالي عندما عدت لمكتبي لم أجدهم فقررت أن أسأله عنهم .
رزان : أحم .. أحم انا امبارح كنت نسيت ورق علي مكتبي هنا
جاسر بأرتباك : ورق ايه
رزان بخجل : ورق مكتوب فيه شعر
جاسر : اااا .. أصل هو
رزان : أيه !!!
جاسر : أنا بصراحه قريت الورق ده
أحمرت وجنتاها بشده فقد كانت كل أبيات الشعر التي تكتبها تدل علي أنها تكتبهم من أجلي فقررت أن أتأكد من ذلك
رزان : اه .. طيب .. اااا
جاسر : انا فهمت كل حاجه فيه طب ليه انتي مبتتكلميش
رزان بخجل : بعد اذنك الورق
جاسر بأبتسامه : أتفضلي
خرجت من عملي حينها وانا أشعر بخجل شديد وبسعاده عارمه تجتاح قلبي أيضاً فاأنا كنت اكتب له واتمني أن يقرأ ولكن لم اتوقع بأنه سيتحدث معي هكذا .
خطفت من يدي الأوراق حينها وألتفت سريعاً لملت أغراضها ورحلت .. فأزدادت سعادتي حينها بعد ان تأكدت من انها تبادلني نفس الشعور فقد كنت أخشي أن يكون ذلك حب من طرفي فقط مثل ماحدث معي في الماضي .
***
في مكان أخر ...
كان رائد يجلس في غرفة الأجتماعات وحوله مجموعه كبيره من رجال الأعمال يتناقشو في أمور العمل وكان هاتفه لا يتوقف عن الرنين .. فأعتذر رائد منهم وخرج ليرد علي الهاتف ...
رائد : أيه يانغم في أيه انا في أجتماع مهم
نغم : هو انت علي طول مشغول كده انا زهقت
رائد : مش وقته الكلام ده دلوقتي .. أنا هخلص الأجتماع وهجيلك
نغم بسعاده : بجد يارائد
رائد : أيوه يانغم .. سيبيني اشوف شغلي بقي
نغم : يااااااس .. باااي
رائد : باي يامجنونه
عاد رائد إلي عمله بينما قفزت نغم من مكانها بسعاده طفوليه تقف أمام خزانتها تفكر فيما سترتديه .
***
في مكان أخر ...
أستيقظت أروي من نومها علي صوت رنين هاتفها فتحت عيونها بكسل وتناولت الهاتف وتحدثت بصوتها الرقيق ...
أروي : صباح الخير حبيبي
أدم : أروي انا جدتي أتوفت
أروي بحزن : لا حول ولا قوة إلي بالله ..البقاء لله ياأدم
ادم بحزن : البقاء لله وحده
أروي : انت هتسافر كده صح ؟!
ادم : أيوه انا بحضر الشنط ومسافر دلوقتي
أروي : تروح وترجعلي بالسلامه يارب
أدم : ربنا يخليكي ليا .. أروي انا عاوز اقولك علي حاجه ومتزعليش
أروي : خير ياأدم قلقتني
ادم : احنا كده لازم نأجل فرحنا كام شهر علي الأقل
أروي بحزن : تمام ياأدم انا عارفه .. روح انت بس ومتشغلش بالك بأي حاجه ولما ترجع بالسلامه أبقي قول لبابا وهو أكيد مش هيمانع إن شاء الله
أدم : إن شاء الله
***
في مكان أخر ...
روان : هتخرجينا فين النهارده انا زهقانه أووي
كارلا : لا النهارده بقي أنتي تسيبيلي نفسك خالص وانا هظبطك
روان : اما نشووف
أبتسمت كارلا بخبث وتناولت هاتفها وأرسلت رساله لشخص ما محتواها ( تمام يابرنس الخطه ماشيه تمام )
قرأ إيهاب الرساله وأبتسم هو الأخر بخبث أيضاً
إياد : أيه الأبتسامه الشريره دي يابني بتخطط لمصيبة أيه تاني
إيهاب : عيب عليك ياعم هو انا بتاع مصايب
إياد : أن جيت للحق فأنت اساس المصايب وضحكو الجميع وظلو يتناولون المشروب .
***
خرج رائد من غرفته بعد ان أرتدي بنطالاً من الجينز الأزرق وقميص أبيض يبرز عضلاته وبليزر باللون الأزرق أيضاً الذي يتماشي مع لون عيونه ولحيته الشقراء الخفيفه وتوجه نحو الأسفل ليذهب إلي خطيبته نغم ويحمل بيده هديه مغلفه بشكل أنيق ولكن أستوقفه والده واخبره بأنه يريده بأن يسافر إلي القاهره لأنهاء عمل هام .. لم يستطع رائد أن يرفض طلب والده فتناول مفاتيح سيارته وخرج متوجهاً إلي القاهره وألتقطت هاتفه ليعتذر من نغم .
رائد : ألو
نغم : انت فين وجبتلي معاك شكولاته ولا نسيت
رائد : معلش يانغم سامحيني انا مسافره القاهره لشغل مهم
نغم بحزن : انا كنت حاسه
رائد : نغم عشان خاطري متزعليش والله غصب عني
نغم : سلام عشان تعبانه وعاوزه أنام
***
في مكتب رزان ...
جاسر : صباح الخير ياأنسه رزان
رزان بأرتباك وهي تنظر للملف الذي بيدها : صباح النور
ذهب جاسر ليجلس علي مكتبه ولم يعطيها الشكولا كعادته شعرت رزان بشئ غريب لماذا لم يعطيها الشكولا اليوم هل لهذا علاقه بما قرأه بالأمس ظلت رزان متوتره للغايه وخرجت من المكتب لتذهب إلي المدير لتعطيه بعد الأوراق ولكن عندما عادت فوجئت ببوكيه من الورود الحمراء وبجانبه الشكولا التي تفضلها احمرت وجنتاها وارتبكت كثيراً وجلست علي مكتبها وكأنها لم تراهم وتابعت عملها دون ان تلتفت نحوه ابداً وكان هو يراقبها بحب .
***
في مكان أخر ...
روان : أيه ده احنا رايحين فين ؟!
كارلا : يابنتي متقلقيش دي شقة واحده صحبتي وعيد ميلادها النهارده وعامله بارتي تحفه
روان بشك : لا انا عاوزه اروح انا حاسه ان انا تعبانه
كارلا : يابنتي تعالي بس هنسلم عليها ونقعد شويه ونمشي
روان : انا دايخه أووي
كارلا : مالك بس طب تعالي نطلع اشربي كوباية مياه وننزل ع طول أوصلك
روان : ماشي
ابتسمت كارلا وتذكرت عندما وضعت المخدر لها في العصير .
***
جلست نغم في غرفتها حزينه تتذكر ذكرياتها مع رائد عندما كانو يدرسون معاً في نفس الجامعه وكان يهتم بها كثيراً ولا يستطيع ان يمر عليه يوم دون ان يراها وتتذكر أنه الأن أصبح مشغول عنها تماماً ولا يهتم لمشاعرها ابداً ويكرث كل وقته لعمله فقط .. وتذكرت أيضاً صديقتها المقربه روان التي أبتعدت عنها بعد ان دخل رائد إلي حياتها فهي تركت العالم كله لكي تبقي معه فقط ولكن الأن هي أصبحت وحيده ، ألتقطت نغم هاتفها وادخلت رقم صديقتها الذي كانت ومازالت تحفظه عن ظهر قلب ولكن لم تجيبها روان فاأعادت الأتصال مره اخري ولكنها لم تجيب أيضاً فظنت نغم انها لا تريد ان تحادثها فألقت بهاتفها وتوجهت لفراشها وتكورت عليه لتهرب من حزنها بالنوم كعادتها .