رواية احرقني انتقامي الفصل الثالث 3
فصل_الثالث
مر حوالي ساعة ومازال كل منهما على حاله…. انتبه ادم ان صوت المياه ما زال مفتوحا… تسلل شعور بالقلق الى قلبه ان تكون ميار قد فعلت بنفسها شيئا، فنهض مسرعا ووقف بجوار باب الحمام يناديها عدة مرات… لم ترد عليه… فقرر الدخول
دخل ادم الحمام يبحث بعينيه عنها،،،،فوجدها تجلس القرفصاء ارضا تحت الماء وعينيها حمراوتين.
فاجأها آدم قائلا : ميار أنتي إيه اللي مقعدك كده؟
نظرت له ميار نظرة تحمل الكثير من الجمل والتساؤلات والادهي أنها لم تتأثر بوجوده أو تشعر بالحرج لرؤيته لها عارية وكأنها فقدت الاحساس بكل أشكاله .
التفت آدم وقال لها خلصي ياللا واطلعي.
قالت ميار : عايزة لبس البس.
تذكر آدم أنه نسي أن يأتي لها بملابس.. فقال لها : نشفي والبسي البرنس اللي موجود وأنا هتصرف لك في لبس.
خرج آدم ودخل غرفته وأمسك هاتفه وضغط عليه : أيوة ياأيتن.
………..
آدم : كويس مفيش حاجة… بس عايز منك طلب من غير ما ماما تحس بحاجة.
…………
آدم : عايزك تيجي الشقة عندي بس قبلها تفوتي علي أقرب مول وتشتري شوية لبس حريمي.
…………
آدم : آيتن…مش وقت استظراف… اعملي اللي قولتلك عليه... واما تيجي هفهمك.
………..
آدم : أكبر من مقاسك شوية.
………..
آدم : أي حاجة ياايتن اللي تلاقيه مناسب.
…………
آدم : فوتي علي أقرب صيدلية وهاتي مسكن قوي.
……….
آدم : وهاتي شوية حاجات من للاكل وعصير
………
آدم: ميرسي يا حبيبتي… بس زي ماقولتلك مش عايز ماما تحس بحاجة.
………..
آدم : سلام… أنا في انتظارك… متتاخريش.
خرج آدم من الغرفة وجلس في الصالة يفكر فيما سيفعله… رآها تخرج من الحمام ترتدي المئزر القطني… وقطرات الماء تتساقط من شعرها علي وجهه.
خرجت ميار تترنح تارة وتستند على الحائط تارة أخرى… حتي وصلت إلى كرسي قريب وجلست عليه.
نظر لها آدم واحتفظ بصمته ولكن بداخله شعور غريب يدفعه أن يساعدها.
راوده نفس النزاع مرة أخرى ما بين شعوره في الشفقة عليها ورغبته في الانتقام منها.
نظرت له ميار نظرة طويلة ثم فاجأته بسؤالها : ليه؟
آدم : هو إيه؟
ميار: عملت ده كله فيا ليه… عملت لك إيه؟؟
صمت آدم برهة ثم قال : أنتي لك عين تسألي… مش حاسة بالمصيبة اللي عملتيها… مش كفاية إني سترت عليكي وشلت…
قاطعته ميار بانفعال : أخرس… أنت عارف كويس أني محدش لمسني قبلك….
آدم بتردد: أنا معرفش حاجة غير اللي شوفتها.
ميار : خلاص قوم انزل نروح لاي دكتورة نسا تقولنا الغلط فين.
وقف آدم واقترب منها وقال بانفعال: العيب فيكي وفي اللي ربوكي… واخرسي بقي عشان مخليش عينك الشمال شكل اليمين.
تملك الرعب من ميار مرة أخري وقالت ببكاء : خلاص ارجوك مش مستحملة حد يلمسني… أنا كل مكان فيا بيألمني.
أحس آدم بنغزه في قلبه… ثم تركها ودخل غرفة الرياضة قبل أن يضعف أمامها.
بعد دقائق.. سمع آدم طرق على باب الغرفة… فتح وجدها ميار… نظر لها وقطرات العرق تتساقط علي وجهه..
ميار : كنت عايزة اعرف اتجاه القبلة هنا فين… عايزة أصلي.
خرج آدم وتقدمها ثم أشار لها علي الاتجاه الصحيح للقبلة… وتركها ودخل الغرفة مرة أخري.
جلست ميار علي كرسي في اتجاه القبلة وبدأت في الصلاة ودموعها تأبي أن تتوقف… ظلت تدعو الله مرارا وتكرارا ان يخرجها من هذا الكرب وأن يقويها حتي لاتضعف وتتخلص من حياتها بالانتحار.
بعد مدة قصيرة دق جرس الباب… شعرت ميار بالرهبة ولكن قطع آدم رهبتها بخروجه من الغرفة واتجاهه ناحية الباب وفتحه.
تفاجأت ميار بفتاة من نفس سنها أو أصغر… جميلة لها نفس عيني آدم ولكنهما أجمل ونفس لون الشعر الذي يصل حتي رقبتها… تحمل أكياس كثيرة… ثم تركتها وتعلقت برقبة آدم تحتضنه بقوة : وحشتني يادومي… وحشتني أوي.
والمفاجأة الأكبر هو احتضان آدم بقوة لها وكأنه شخص آخر عن الذي تعرفه منذ أيام قصيرة.
آدم بعد أن أنزلها من حضنه : أنتي كمان وحشتيني يا تونة… ها… جبتي اللي قولتلك عليه؟؟؟
أيتن: كله تمام ياهندسة… شيل بقي وتعالي ورايا.
تخطت أيتن آدم ودخلت وبعد خطوات قليلة تفاجأت بوجود فتاة تجلس بمئزر قطني وشعر مشعث وعين زرقاء متورمة.
رجعت بصرها لآدم ثم سالته مشيرة علي ميار: مين دي؟؟
آدم وهو يتناول الأكياس التي تركتها ايتن على الأرض : ادخلي بس الاكل وانا هفهمك على كل حاجه.
آيتن : ورحمة اروى ما انا متحركة الا لما افهم مين دي وايه اللي عمل فيها كده؟؟
آدم وضع الأكياس على المنضدة ثم نظر إلى أيتن :مراتي.
بدا الذهول على وجه ايتن ثم قالت :اللي هو ازاي!!!!
امسك ادم يدها ثم سحبها على غرفة المكتب واغلق الباب خلفه
آدم : شوفي يا ايتن الموضوع كبير واللي حصل ان انا اتجوزت وخلاص.. انت دلوقت مطلوب منك تخلي الانسانه اللي بره دي تاكل وتغير هدومها و تآخد مسكن وتنام… وكلمي ماما عرفيها انك عندي عشان ما تقلقش.
أيتن : طب سؤال هي ماما عارفه انك تجوزت ولا ايه مش فاهمه؟؟؟
آدم : ايوه عارفه وكفايه اسئله بقى
أيتن : طب اخر سؤال… سؤال واحد بس يا دودو...مين عمل فيها كده؟؟
آدم : ايتن لو سمحت اعملي اللي قلتلك عليه وبطلي تسألي.
أيتن : حاضر يا ادم.
في غرفه آدم بعد ساعه كانت تستلقي ميار وأيتن بجوارها على سرير ادم،،، وكانت ميار قد ارتدت منامه قطنيه مريحه ومشطت شعرها وتناولت مسكنا واستلقت على السرير…
أيتن بمزاح: بس إيه الجمال ده… صحيح لبس البوصة تبقي عروسة.
ميار : كتر خيرك.
أيتن نهضت جالسة : أنا بهزر معاكي… والله ماقصدي أزعلك.
ميار : أنتي اخت ادم صح؟؟؟
أيتن : إيه النباهة دي… صح ياستي أنا أخته الصغيرة.
ميار : وهو انسان طبيعي معاكوا…
تعجبت أيتن من سؤالها : إيه السؤال ده مش فاهمة؟؟؟
ميار: يعني بيتعامل طبيعي… ولا عصبي ومتوحش معاكم.؟؟؟
أيتن : آدم ده أبونا وأخونا وصاحبنا… ده أحن شخص علينا في الدنيا.
ميار التزمت الصمت ولكن في نفسها ضجيج لايهدأ : أمال بيعمل معايا كده ليه… ليه خلاني ابقي كده في نظر ابويا وأهلي… الانسان ده وراه سر وانا لازم اعرفه.
أيتن : ساكتة ليه… علي فكرة أنا حبيتك أوي… بس أنتي وآدم اتجوزتوا إزاي؟؟؟
ميار : إسأليه.
أيتن : بس انا بسألك أنتي… ممكن نبقي أصحاب.
ميار : لا مستحيل نبقي اصحاب.
أيتن : على العموم شكلك زعلانة من حاجة… وانا هسيبك براحتك.
صمتت ميار قليلا ثم سألتها : أنتوا لكم أخوات تانية؟؟؟
تبدلت ملامح أيتن ثم قالت بوجوم : كان لنا أخت وماتت.
رق قلب ميار لأيتن ونهضت من نومتها قائلة : الله يرحمها متزعليش… هي كانت تعبانة؟؟؟
أيتن والدموع قد تجمعت في عينيها : صحينا فجأة لقيناها منتحرة.
ميار وقد ادمعت عيناها: لا إله إلا الله… طب متزعليش… أنا موافقة نكون أصحاب.
ابتسمت أيتن من بين دموعها وقالت : طب الحمد لله ان قلبك حن ليا… طب ممكن بقي ياصاحبتي توافقي ناكل سوا.
ميار : أنا فعلا مش قادرة اكل حاجة.
أيتن وهي تقف وتتحرك ناحية الباب : طب الحمد لله انا كمان هموت من الجوع والبيتزا اللي أنا جيباها تحفة… اما الحق اجيبها ناكل.
بعدما ذهبت أيتن ابتسمت ميار لأول مرة منذ أيام وقالت : إزاي البونبوناية دي أخت زومبي اللي بره ده.
خرجت أيتن ودخلت علي آدم غرفة المكتب وجدته يجلس على المكتب وينظر للسقف…
أيتن : آدم… ممكن نتكلم شوية؟؟
آدم : مش قادر أتكلم في حاجة يا ايتن.
آيتن : أنت اللي عملت فيها كده ياآدم؟
آدم : قولتلك مش قادر أتكلم في حاجة.
أيتن : مانا مش قادرة أسكت ياآدم… مش قادرة البنت دي جسمها كله علامات ضرب ووشها في غني عن الكلام عنه… إيه جريمتها إن يحصل فيها كل ده.
آدم : عارفة يا أيتن أنا تعبان… تعبان اوي ومحدش حاسس بيا… أنا بتحرق وبموت كل يوم كأن اتكتب لي أتعذب على الدنيا.
اقتربت منه أيتن ومسحت علي شعره : مالك يا آدم… فيك إيه… فهمني وشاركني همك يمكن أقدر أساعدك.
أنزل آدم يدها وقبلها ثم قال : متشليش هم حاجة… أنا كويس… ميار عاملة ايه؟؟
أيتن : اما لبست وسرحت شعرها بقت واحدة تانية عن اللي دخلت وشوفتها أول مرة … بس مكسورة اوى تحس ان روحها ميتة… بس انا بحاول اخليها تاكل.. اما اروح يمكن ترضى تاكل حاجة
آدم : طب تمام… خليكي جنبها وانا هنزل عشان عندي شغل في الشركة وهرجع على ماما…
أيتن : ماشي يا حبيبي… طب حاول تاكل اي حاجة قبل ماتنزل.
آدم : أنا هآكل أي حاجة في الشركة.
بعد ساعات في منزل نوال والدة آدم…
آدم بانفعال :وأنا هعمل إيه ياماما أكثر من كده؟؟؟
نوال بصراخ: ناري مبردتش ياآدم… لسه قلبي والع نار.
جلس آدم بجوار والدته وأمسك يدها : ياماما أنتي لو شفتيها دلوقتي… إنتي نفسك هتقولى كفاية عليها كده.
نوال : انا لو شفتها متقطعة قدامي مش هيشفي غليلي… يوم مادخلت بيتهم كان شيطاني بوزني احط عليه جاز واولع فيه.
آدم بيأس : أنا حاسس بيك.. بس أنا مش عارف أنا كده صح ولا غلط… دي لو عملت في نفسها حاجة مش هسامح نفسي طول مانا عايش.
نظرت له أمه بتساؤل مخيف : إيه ياآدم قلب حن ليه كده ولا البت عجبتك واحلوت في عينك.
آدم : ايه اللي انتي بتقوليه ده ياماما… مستحيل طبعا… بس أنا خلاص مش قادر.
نظرت له أمه: افتكر منظر أختك اللي انتحرت من الوجع واليأس وانت تقدر ياآدم.
تذكر آدم يوم أن نهض علي صراخ أيتن : ماما… آدم… الحقوني.
جري آدم علي الغرفة وجد أيتن تمسك راس أروي الذي تدلي من علي السرير وفمها ملئ برغوة ملونة
آدم : فيه ياأيتن… حصلها إيه…
أيتن ببكاء: صحيت ولسه داخله الحمام لقيتها كده… بحاول اعدلها واصحيها متصحاش.
آدم : طب طب طب اهدي وانا هكلم دكتور
بعد مدة بسيطة… الدكتور : البقاء لله ياجماعة… اختكم تناولت مادة سامة أدت الي وفاتها.
جلس آدم علي الأرض ووضع رأسه بين رجليه ويديه فوقها و….. صراخ…. صراخ…. صراخ.
أفاق علي رنين هاتفه : أيوة يامهاب… ايوة رنيت عليك
………………
آدم : لحسن حظك جاي يامهاب… وكمان فيه وظيفة خالية لطبيب مخ وأعصاب في المستشفى اللي قولتلك عليها
…………..
آدم :أيوة لو فيه حد تعرفه وكويس ابعت البيانات وصور الشهادات المطلوبة بتاعتك وبتاعته علي الايميل اللي هبعتهولك.
……………
آدم بانفعال : هما وظيفتين بس يامهاب انا مش فاتح مكتب تشغيل دا بس لولا مدير المستشفى يبقي اخو مديري في الشركة وهو بيثق فيا.
…………….
آدم : أوك تمام… سلام.
ونهض واقفا : أنا ماشي ياماما عن إذنك وان شاءالله هاجي بكرة علي الغدا.
الأم : تجيبها بكرة قبل ماتروح الشركة وابقي ارجع على هنا.
آدم : ملوش لزوم يا ماما.
الأم : وانا متعودتش تكسر لي كلمه يا آدم.
آدم بتنهيدة : حاضر يا ماما… سلام.
فتح آدم شقته ودخل وجد أيتن مستعدة للخروج….
أيتن : الحمد لله انك جيت… انت اتاخرت وانا ماشية.
آدم : مستعجلة ليه؟؟
أيتن : عندي شغل بكرة من بدري في المدرسة ياآدم وانت ومدامتك معطلني جنبكم.
آدم : و مدامتي أحوالها إيه…
أيتن: نامت بعد عناء.
آدم : طب استني هوصلك.
أيتن : لا خليك… انا معايا عربيتي… ارتاح انت.
ورفعت نفسها وقبلته في خده ومالت علي أذنه : مراتك طول ماهي نايمة بتنادي أمها… خليها تطمن عليها ياآدم.
آدم سرح برهة : هي حكت لك حاجة؟
أيتن وهي تهم بفتح الباب : والله ماقالت اي حاجة ولا عايزة تتكلم… سلام.
دخل عليها الغرفة وجدها نائمة… بدل ملابسه بملابس خاصة بالنوم… والتفت علي صوتها ( والله يابابا ماعملت حاجة… متحدفنيش في الماية هغرق… مش بعرف أعوم)... ظل ينظر لملامحها التي تنبسط تارة وتنقبض تارة.
جلس على الكرسي المجاور للسرير يتأملها فرغم ماحل بوجهها مازالت ملامحها بريئة… فزع علي صراخها (بغرق… بغرق)
استيقظت فجأة تتنفس بصعوبة وجدت يدا تمتد لها حاملة كوبا من الماء…….