رواية احرقني انتقامي الفصل الرابع 4
حرقني_انتقامي
الفصل_الرابع
جلس آدم على الكرسي المجاور للسرير يتأملها فرغم ماحل بوجهها مازالت ملامحها بريئة… فزع علي صراخها (بغرق… بغرق)
استيقظت فجأة تتنفس بصعوبة وجدت يدا تمتد لها حاملة كوبا من الماء… رفعت بصرها لتنظر لحامل الكوب وجدته من ألقي بها في فوهة الكوابيس….
أدارت وجهها عنه ولم تأخذ منه الماء.
وضع الماء جوارها وتركها وخرج.
دخل غرفة مكتبه و استلقى على الأريكة الجلدية وتوسد ذراعيه،، ورجع بذاكرته لعام مضي ،،، عندما كان يذهب ليبيت عند والدته في المنزل في أيام إجازته من عمله
طرق متناغم علي الباب
آدم : ادخلي ياأروي وبطلي الطبل البلدي ده.
أروي بدلع بعدما دخلت : أحلي أدومي في الدنيا… رجلي وسندي.
آدم : اطلبي بدون مقدمات يا أروى هانم.
أروي : طالما بدون مقدمات… أنا عايزة أنزل مصر.
آدم : أوك… مفيش مشكلة وهننزل اما اظبط أموري.
أروي: آدم انا قصدي عايزه انزل استقر في مصر
آدم : ماشي بس انت عارفه ان حاليا ما نقدرش ننزل نستقر.
أروي : يا حبيبي مين قال لك ننزل… انا اللي هنزل واستقر في مصر عشان اشتغل.
آدم : انت اتجننتي يا اروى عايزه تنزلي تعيشي لوحدك في مصر
أروي : يا ادم انت عارف ان شغلي مالوش مجال كبير هنا وانا نفسي اوصل تصميماتى لأكبر حشد من الناس.
آدم : وانتي متخيله انك هتقدري تعملي اللي بتحلمي بيه في مصر… بالعكس ظروف الشغل هناك بقت صعبه جدا.
أروي : بالعكس انا نزلت شغلي على الانترنت جالي أكثر من عرض عايزين يتعاقدوا معايا… وكلهم في مصر.
آدم : بس انك تعيشي في مصر لوحدك شيء صعب،،،لأن طبعا ايتن مستحيل تسيب هنا بعد ما تعينت في المدرسة اللي كانت بتحلم تدرس فيها من وهي طفلة…. طبعا ماما مش هتسيب الست ايتن آخر العنقود و تيجي تعيش معاك... اذا وافقت أساسا على الفكره دي.
أروي : هو ده اللي انا عايزاك عشانه….. انك تقنع ماما انها تسبني انزل أحقق حلمي في مصر.
آدم : اقنعها ازاى وانا مش مقتنع اساساً.
أروي : ادم انت اكيد مش هتقف في طريق نجاحي...و انت عارف ان ده حلمي.
آدم : بس أنا خايف عليك يا اروى انك تعيشي لوحدك.
أروي : لا يا حبيبي ما تخافش انت عارف ان اختك بميت راجل بس اهم حاجه تقنع ماما.
آدم : حاضر يا حبيبتي سيب الموضوع ده عليا.
احتضنته أروي : حبيبي يا ادم ربنا ما يحرمنيش منك ابدا.
آفاق آدم من ذكرياته على رنين هاتفه….
فتح آدم الخط قائلا : يابني آدم أنت فيه حد بيتصل علي حد ف وقت زي ده.
مهاب : غلطان اني مكلمك ابشرك اني بعت كل البيانات والشهادات المطلوبة زي ماطلبت مني واتوافقت وفي خلال أيام هكون عندك.
آدم حاول أن يتناسي حزنه ويتصنع الفرح: طب مبروك يا سيدي… افتكر الجمايل دي.
مهاب : مالك ياآدم صوتك متغير ليه؟؟؟ أنت كويس؟؟
آدم : ان جيت للحق… أنا مش كويس نهائي يامهاب… ومحتاجك جمبي فعلا.
مهاب: طب افتح قلبك واتكلم ياآدم يمكن ترتاح.
آدم بتنهيدة :اما تيجي يا مهاب…
مهاب : هانت ياادم … علي فكرة أنا معايا صاحبي كمان اللي قولتلك عليه تخصص المخ والأعصاب.
آدم : طب تمام أوي… انهوا اجراءتكم بسرعة بقي وتعالوا.
مهاب : ان شاءالله اول اما انتهي هقولك… سلام بقي دلوقتي.
وقبل أن يرد عليه السلام أغلق الخط.
في غرفة آدم تجلس ميار القرفصاء علي السرير وتضع رأسها بين رجليها… تتذكر ميار الطفلة التي كانت تنام كل ليلة علي شجار علي أبيها وأخيها الذي يكبرها بإحدى عشر عاما ودائما ما كان ينتهي الحوار بجلد أبيها لأخيها وإذا حاولت أمها التدخل يجلدها هي الأخرى.
ليالي طويلة نامتها والرعب يملأ قلبها… تنام علي صوت بكاء أمها ولا تملك لها شيئا… مرت السنوات وهي تري الكره في عين أخيها تجاه أبيها… كثيرا ماكانت تلتمس له العذر،، فحقاً أبوها قاسي الطبع… لاتتذكر أنه احتضنها هي أو أخيها يوماً…. حتي كلامه كان جافا وطلباته دائما بالأمر… لم تتذكر أنها رأته يبتسم إلا مرات تعد على أصابع اليد…
مازاد حياتهم بؤساً هو فشل أخيها الدراسي… فكان يأتي كل ليلة اما ان يترنح او ياتي دون ان ينطق ويدخل غرفته وينام… واكتشف الجميع بعد فترة أن أدمن المخدرات… منذ حينها وأصبحت حياتهم جحيماً… أب قاسي وابن لم يعد يبالي باحترام لأبيه أو أمه… فكان وصل لمرحلة أنه كان يرد على أبيه السباب واللعنات…. كانت مرات تدينه لهذا ومرات كثيرة تعذره لأنه لم يجد اهتمام واحتواء منذ وعت عليه.
كم حاولت أن تخلق لنفسها حياة خاصة بها… فأعطت كل وقتها واهتمامها لدراستها … ورغم تفوقها الدراسي إلا أنها كانت تشعر دائما في داخلها بالخواء.
حتي ظهر في حياتها هشام… رأته عندما ذهبت مع صديقتها ميرنا إلي المستشفي عندما وقعت فاقدة الوعي أثناء المحاضرة وهي بالجامعة… شعرت بشيء يجذبها نحوه من أول نظرة… هو الآخر لم يخفض بصره عنها منذ الوهلة الأولي… بعد أسابيع قليلة كانت دبلته تزين يداها والبصمة الزرقاء خاصة كتب الكتاب في يداها.
حينها أحست أن أخيرا الدنيا قد ابتسمت لها… وجدت السند الذي طالما حلمت به… عاشت أجمل أيام حياتها مع هشام،،، فهو كان سخي المشاعر معها… حرمانها من عاطفة الأبوة والأخوة حاولت أن تعوضه مع هشام… ولكن السعادة لم تدم طويلا عندما اكتشفت أن أخاها سرق شبكتها من دولابها وانفقه علي المخدرات… حينها جن جنونها وعندما أخبرت هشام اتهمها بالسرقة هي وأهلها وبعد أيام علمت أنه طلقها غيابياً
عادت من ذكرياتها علي صوت آدم في الغرفة يعبث في خزانة ملابسه…
رأي آدم إنعكاس صورتها في المرآة بجواره وقد أصبحت عينيها مخيفتان من كثرة البكاء وصدرها يعلو ويهبط من شدة البكاء.
شعر آدم وكأن خنجراً أصاب قلبه… أغمض عينيه برهة ثم كور يديه وضربها في الدولاب بقوة.
التفت علي صرختها وقد فزعت منه ووقفت فجأة علي السرير.
آدم يحاول أن يتوازن : وقفتي ليه،،، وبتصرخي ليه،،، هو أنا كلمتك.
ميار بخوف وهي تضع يدها علي فمها : خوفت لتضربني… أأأ أنا ممكن اخرج أنام في الصالة وانت ارجع أوضتك.
آدم : وهو أنا طلبت منك كده… هاخد لبس وهنام في المكتب.
جلست ميار ثم استكانت بعض الشيء وسألته بدون مقدمات وهو يعبث في الأدراج: أيتن مش هتيجي؟
أحس آدم ببعض السعادة لانها ارتاحت لأيتن،، رد عليها : أيتن بتشتغل في مدرسة هنا وشغلها واخد جزء كبير من حياتها.
صمت بعض الشيء ثم التفت لها وقال بملامح جادة: بس احنا هنروح لهم بكرة الصبح… نامي ساعتين عشان هننزل بدري .
ميار وهي تتردد في السؤال : هما مين بالظبط؟
جلس آدم على الكرسي المجاور للسرير وقال: ماما وأيتن.
شردت ميار في أمه التي لم تراها منذ يوم قراءة الفاتحة،،، وتذكرت نظراتها وملامحها الجادة.
أراد آدم أن ينبهها من أمه فهو غير ضامن ماذا ستفعل بها،، ولكنه قال عكس ما يدور برأسه : حاولي تسمعي كلام ماما وماتضيقهاش.
ميار باستسلام: حاضر.
ثم تركها وخرج.
في صباح اليوم التالي… فتح آدم شقة والدته بمفتاحه الخاص ثم أذن لميار بالدخول….
آدم : ماما… ماما.
خرجت الأم من المطبخ مبتسمة لآدم ثم تحولت ملامحها عندما رأت ميار خلفه.
شعرت ميار برهبة منها لاتعلم ماسببها ولكنها حاولت تجاوز ذلك فاقتربت منها ميار ومدت يدها : ازي حضرتك.
نظرت لها نوال باستنكار ثم قالت آمرة ومشيرة ناحية المطبخ : اسبقيني علي المطبخ علي اما اجيلك.
نظرت ميار لآدم ثم دخلت حيثما أشارت نوال.
تنهد آدم ثم قال لأمه : ممكن نتكلم شوية.
دخلا آدم وأمه إلي غرفتها ودار بينهم التالي:
نوال: عايز ايه يا ادم؟؟
آدم : كفاية بقي كده ياماما.
نوال : هو ايه اللي كفاية.
آدم : ماما… أظن حضرتك شوفتي شكل البنت بقي ازاي عما شوفتيها اول مرة…. ودا كفيل انك تبردي نارك.
نوال بانفعال: لسه ناري مابردتش.
آدم : ولاهتبرد ياماما… لاننا بنبردها ببنزين… فبتزيد وتشتعل بزيادة.
نوال: ايه اللي غيرك ياآدم… هو ده اللي نزلنا مصر عشانه.
آدم جلس مستسلما: تعبت ياأمي… كل مدي بتوجع بيكتر وناري بتزيد… حاسس اننا اخترنا الشخص الغلظ للانتقام.
نوال: بالعكس ده الشخص المناسب… وانا بقي هعرف آخد حق بنتي يا آدم… وطالما هي غيرتك يبقي ابعد انت بقي.
آدم بانفعال : اعملي اللي تعمليه… انا ماشي ويارب ماارجع.
وهم خارجا… فنادته أمه : طب استني أفطر وامشي.
آدم : مش عايز… سيبيني في حالي… ومش جاي علي الغدا… عندي شغل مهم.
دخلت نوال المطبخ وجدت ميار قد نظفته… ولم تجد شيء تعقب عليه.
نوال : تطلعي تنضفي الشقة وتغسلي الغسيل وتكوي الملايات واللبس وكل ده في ساعة… عشان بعدها هتغسلي الستاير وتمسحي لحد جدران الشقة.
ميار : حاضر.
في السيارة… طلب آدم رقم أيتن
أيتن : أيوة ياآدم… فيه حاجة.
آدم : مفيش ياأيتن.. بس عايزك تحاولي ترجعي بدري.
أيتن: ليه فيه حاجة؟؟
آدم : ميار مع ماما في البيت
أيتن بفرحة : بجد.
آدم : بجد ياايتن… وعايزك ترجعي عشان بصراحة ماما مبتحبهاش ومش ضامن اللي هيحصل بينهم وانتي عارفة ان ميار تعبانة.
أيتن : وماما مبتحبهاش ليه؟
آدم : مش وقت أسئلة… خلي بالك منها لاني هتاخر عندي اشراف علي تنقيب النهاردة.
أيتن : أوك يادومي هرجع بدري ومتشلش هم.
مرت ساعات وعاد آدم علي منزل أمه… دخل وجد نوال نائمة قيلولتها في غرفتها وأيتن تتصفح هاتفها…
آدم : السلام عليكم… هاي أيتن.
أيتن ولم ترفع بصرها : ازيك يادومي.
آدم : فين ماما وميار…
أيتن : ماما نايمة وميار مش عارفة هتلاقيها في المطبخ.
تركها ودخل آدم المطبخ وجد ميار تقف وشعرها البني الطويل منسدل علي ظهرها تغسل الصحون وواضح عليها الاجهاد…
ناداها من خلفها : ميار.
فزعت ميار والتفت فسقط الطبق من يدها أصدر صوتاً عاليا ً ونزل مكسوراً.
آدم : اهدي… اهدي.
انحنت ميار تجمع أجزاء الطبق المنكسرة وتقول بتوتر: اسفة مقصدتش والله… غصب عني… عرف والدتك انه غصب… اصلها هتتعصب عليا تاني.
استنتج آدم مافعلته أمه بها فانحني رفعها واخذ الطبق المكسور من يدها… وقال : ادخلي اجهزي عشان نازلين.
ميار : ب...ب...بس والدتك قالت اني هعيش هنا.
آدم : بقولك البسي وملكيش دعوة بوالدتي… انا هتصرف معاها.
بعد دقائق كانت ميار مستعدة للنزول… قال آدم بعصبية لايتن التي مازالت تجلس علي هاتفها:ابقي عرفي ماما اني اخدت ميار ورجعنا الشقة.
نهضت أيتن قائلة : ليه.. ماما قالت إن ميار هتعيش معانا هنا… وانا فرحت ياآدم.
آدم بانفعال : اعملي اللي قولتلك عليه.
أيتن : حاضر…. طب استني هقولها.
آدم : بلاش دلوقتي مش عايز ادخل معاها في صدام نخسر بعض فيه.
دخل آدم الشقة تبعته ميار، مازال غامض بالنسبة إليها ولكن ما أراح قلبها أنه منذ الصباح يعاملها بلين بعض الشيء.
جلس آدم على الكرسي في الصالة : لوسمحتي ياميار ممكن تيجي تقعدي هتكلم معاكي.
ميار : أأأنا… حاضر.
جلست على الكرسي المجاور له وانتظرت كلامه… رفعت بصرها وجدته يفرك جبينه بيده بتوتر شديد.
ميار : أنت تعبان؟؟؟
نظر لها آدم ثم قال : تعبان أوي.
ميار : طب قولي ايه اللي تعبك وانا ممكن اوصف لك حاجة.
آدم : لا خلاص أنا عارف علاجي وبعدها هرتاح… ميار أنا هرجعك لاهلك.
فزعت ميار فوقفت : انا عملت لك ايه… انا بسمع كلامك… حتي والدتك من الصبح لحد ماانت رجعت والله ماقعدت وعملت كل اللي طلبته… ثم بكت : لو رجعتني لاهلي أبويا هيقتلني… ثم نزلت علي ركبتيه وامسكتهم : اتوسل اليك سيبني وانا هعيش لكم خدامة زي ماوالدتك قالت.
رفعها آدم وأجلسها وكأن كل حرف تفوهت كان بمثابة صفعة علي وجهه تفيقه : اسمعيني ياميار… انا هرجعك لوالدك وهقوله الحقيقة… هقوله انك بريئة وانك اشرف بنت في الدنيا ومحدش لمسك قبلي.
ميار بتساؤل : طب طالما انت عارف ومتاكد… عملت فيا كده ليه.
تذكر آدم يوم زفافهما بعد أن أعطاها عصيرا فيه نسبة مخدر بسيطة وجردها من ثيابها أخذ منها حقه الشرعي وأفقدها عذريتها واتصل علي والدها يطلب منه الحضور عاجلا… ثم رفعها من علي السرير ووضعها علي الكرسي وتخلص من آثار الدماء علي الملاءة وارجع كل شيء لاصله ثم صفعها بقوة لتفيق… فاق من ذكري هذا اليوم علي هزها فيه : انطق وقولي عملت فيا كده ليه… ليه خلتني عاهرة قصاد أهلي… ليه دا انا كنت هموت بين ايدين ابويا… حتي لو آثار الضرب زالت من جسمي عمرها ماهتزول جوايا… انطق وقولي عملت كده ليه….
دفع آدم يديها قائلا : عايزة تعرفي… حاضر هقولك كل حاجة