رواية الخبيئة الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي
الفصل التانى
كانت يد رءووف على وشك فتح الباب ولكنه سمع تعنيف صالح لسارة قائلا : اعقلى بقى وحافظى على بيتك وجوزك، وشيلى بقى الوهم ده من دماغك، خلاص اتجوز وقال قدامك انه بيحب مراته، وحتى لو ماكانش، انتى كنتى فاكرة انه ممكن يبصلك فى يوم وانتى كنتى على ذمة اخوه، اعقلى ياسارة ماتخربيش بيتك بايدك… انتى عارفة كويس اوى ان عبدالله عمره مابصلك اكتر من انك بنت عمه وعمره ماكان بيطيقك اصلا، دى اخر مرة هنصحك فيها، لكن بعد كده انا اللى هروح لعمى وهقوله على كل حاجة
ويقوم صالح بفتح الباب بغضب للاتجاه للخارج ولكنه يتفاجئ بوجود رءووف أمامه ويبدو على معالم وجهه الصدمة الشديدة مما سمعه
صالح وهو ينظر لسارة بغيظ : ايه يارءوف واقف ليه كده
لينظر رءووف لصالح بعتاب شديد ثم يدخل ويغلق الباب من وراءه ليستدير إلى سارة ناظرا اليها باحتقار قائلا : بقى يوم ماقولتيلى انك بتحبى واحد غيرى، كنتى تقصدى عبدالله اخويا، مانعانى عنك طول الوقت ده عشانه، مفكراه هيبصلك بعد مااطلقك، ده اخويا، تربية كريمة… عمره ابدا مايبص للى مايخصوش، وبسخرية…. ولا لبواقى حد
سارة بعنجهية : انا مش بواقى حد يارءووف واظن انك عارف ده كويس
رءووف : تعرفى احلى عقاب ليكى ياسارة انك ولا هتطولى بلح الشام ولا عنب اليمن
سارة بعجرفة : يعنى ايه بقى… مش فاهمة
لينظر رءووف إلى صالح قائلا : كنت اتمنى انك تصارحنى بالكلام ده من زمان ياصالح، لو مش بحق الصداقة اللى بينا، على الاقل يا اخى يبقى بحق الأخوة اللى بينا…….. اختك طالق ياصالح
ثم يلتفت لسارة قائلا باشمئزاز : اديكى بقيتى حرة، ابقى ورينى بقى هتوصلى لعبدالله ازاى يابنت عمى……….. من النهاردة تلمى حاجتك وترجعى بيت ابوكى، وانت ياصالح حقى عندك يترد وقت ماتصارح عمك بالحقيقة، اختك ماتستاهلش ابدا ان ابويا يزعل منى عشانها ثانية واحدة
لينكس صالح رأسه قائلا : رقبتى يارءووف…. حالا هعرف عمى كل حاجة
ليتجه صالح إلى الخارج ولكن يوقفه صوت رءووف مرة أخرى حين قال : اختك بكر بختم ربها ياصالح، ماتنساش تبلغ دى كمان لعمك
ليلتفت صالح لسارة وهو ينظر اليها بغل ثم بصق عليها وذهب للخارج مسرعا قبل ان يفقد السيطرة فى التحكم على غضبه
لترفع سارة رأسها الى رءووف وهى تبتسم بسخرية قائلة : الحقيقة انا ممنونالك اوى يابن عمى.. مش هنسالك ابدا جميلك ده
رءووف بغضب مكبوت : لو حاولتى تضايقى حليمة حتى لو فى خيالك.. انا اللى هقفلك ياسارة…. حليمة هنا ضيفة على نور الدين، انتى فاهمة واللا لا
لتشتعل عينا سارة قائلة : انت خلاص مابقالكش حكم عليا، انت من سكة وانا من سكة يارءووف رءووف وهو يتجه الى الخارج : انا حذرتك ياسارة، عقلك فى راسك تعرفى خلاصك
………………….
يهبط رءووف إلى البهو مرة أخرى ليجد الجميع مازالوا مجتمعين الا من نور الدين وصالح، ليناديه عبدالله قائلا : ايه يارءووف…. لحقت تزهق منى عشان تمشى كده وتسيبنى
ليبتسم رءووف لاخيه بحب وهو يجلس بجواره قائلا : لا ياحبيبى انا بس كنت بشوف حاجة فوق
ليميل عليه عبد الله هامسا باذنه : عاوزك فى موضوع مهم يا رءووف، بس بينى وبينك
ليهز رءووف رأسه وهو يرد همسه بهمس : بعد الغدا نطلع انا وانت على الاسطبل ونتكلم براحتنا
كريمة : المهم بقى ياعبد الله ناوى على ايه ياحبيبى، هتشتغل هنا مع اخوك وابوك واللا هتعمل ايه
ليتبادل عبدالله النظرات مع حليمة ثم ينظر لوالدته وهو يقول بارتباك : الحقيقة ياماما.. انا هقعد معاكم شوية وهرجع تانى على امريكا
علياء : تانى ياعبد الله، مش انت خلاص كده خدت الدبلومة اللى كنت عاوزها وخلصنا
عبدالله : ايوة ياحبيبتى ده حقيقى، لكن انا حاليا بعمل مشروع هناك مع مجموعة من العرب.. هتبقى شراكة من أربع فروع فى مصر والإمارات والاردن والمغرب لكن الشركة الام فى أمريكا فاحنا دلوقتى لازم نوقف الشركة الام على رجلها وبعد كده كل واحد من الباقيين هيبقى مسئول عن فرع، وانا هبقى مسئول عن فرع مصر
كريمة : و نشاطها ايه الشركة دى
عبدالله : البرمجيات
علياء : يعنى هتقعد قد ايه المرة دى
عبدالله : حوالى سنة على الاقل
علياء وهى تنظر لحليمة بعبوس : يعنى هتسيبينا تانى، ده انا حبيتك اوى
حليمة وهى تنظر لعبدالله بتساؤل ليقول عبدالله : الحقيقة ياعلياء.. حليمة مش هتوحشك ولا حاجة، حليمة هتفضل هنا
ليندهش الجميع وهم يتبادلون النظرات لتقول حليمة بخجل : انا طلبت من عبدالله انى انزل مصر لأنها وحشتنى اوى ولانى عاوزة اشتغل هنا فعبد الله اقترح عليا انى افضل معاكم واشتغل هنا لأن تخصصى هو نفس تخصص رءووف وصالح على مايخلص اللى وراه وينزل هو وحنين وكنت أتمنى انى مااضايقكوش واللا انتو مش عاوزنى
رءووف : ازاى تقولى الكلام ده، ده انتى هتنورينا
وأثناء حديثهم يخرج عليهم نور الدين من غرفة المكتب وهو منتفخ الاوداج ويبدو عليه ملامح الغضب ولكنه يحاول ان يبدو طبيعيا وبصحبته صالح الذى مازال منكس الرأس وماان عادوا للجلوس معهم مرة أخرى الا وتفاجئوا بسارة تهبط السلالم وهى تحمل حقيبة يدها تتجه إلى الخارج ومن خلفها بعض الخدم وهم يحملون حقائبها
لتفزع كريمة وتهم بالنهوض قائلة : على فين ياسارة… فى ايه يابنتى
ليمنع نور الدين كريمة من الذهاب اليها وقال فى غموض : سيبيها ياكريمة، هى عارفة طريقها كويس ولكنه وقف واتجه إلى سارة وهمس لها قائلا : اللى زيك المفروض تندفن حية على اللى عملته، لكن اللى شفعلك عندى انك بنت اخويا، وعشان كده بس هسيبك تخرجى على رجلك.. لكن اعملى حسابك لو رجلك عتبت باب البيت من غير اذنى ماتلوميش غير روحك
ولأول مرة يظهر الخوف على ملامح سارة فتلك هى المرة الأولى التى يحدثها عمها بتلك اللهجة وزاد خوفها عندما التفت عمها إلى صالح قائلا بحزم : معاها ياصالح وماترجعش قبل ماتنفذ كل اللى قلتلك عليه
ليتجه صالح إلى الخارج ساحبا شقيقته ببعض الحدة إلى الخارج، ليعود نور الدين إلى جوار كريمة التى تنظر اليه باستفهام كالجميع ثم عادت بعينيها إلى رءوف وهى تسأله : ايه اللى حصل يابنى……… مراتك رايحة فين
ليقول نور الدين بحدة : مابقتش مراته ياكريمة… خلاص العشرة انتهت لحد كده
لتضرب كريمة على صدرها بحزن وهى تنظر لءووف متساءلة : ليه كده بس يابنى
ليرد نور الدين بدلا عنه : كتر خيره انه اتحملها لحد النهاردة
علياء بدموع : ايوة…. بس صالح…
رءووف وهو ينظر لاخته بحنان : ماتقلقيش ياعلياء، صالح كان عارف من زمان ان ده مسيره هيحصل
نور الدين : سيبونا بقى من الحكاية دى خلوا الولاد يطلعوا يغيروا هدومهم ويستريحوا على ما الغدا يجهز
عبدالله : انا هوصل حليمة لفوق اعرفها اوضتها وهنزلك تانى يارءووف زى ما اتفقنا
رءووف بابتسامة : ماشى ياحبيبى…. في انتظارك
……………………..
فى الاسطبل
يجلس رءووف ترتسم على معالمه الدهشة الشديدة وهو ينصت باهتمام لحديث اخيه
رءووف : انت عاوز تقول انهم لو وصلولها هنا ممكن يقتلوها
عبدالله : بالظبط كده، حليمة خرجت من امريكا باسم غير اسمها، يعنى هم لغاية دلوقتى معتقدين انها لسه هناك، وعشان مايدوروش ورانا انا طلعت من امريكا على النمسا ومن النمسا على الإمارات على الاردن على مصر، انا خارج من امريكا من اسبوعين دلوقتى وظبطت نزولى مصر على نزول حليمة عشان مايشكوش انها هنا
رءووف : طب ومراتك…. ازاى تسيبها لوحدها كده، مش خايف عليها
عبدالله بابتسامة : هم فاهمين ان العلاقة بين حنين وحليمة شبه منقطعة من ساعة وفاة والدهم، وده حليمة اتعمدت تعمله عشان تبعد اى خطر عن اختها، لدرجة انها خلت حنين تقدم بلاغ رسمى فيها اول امبارح وقت اختفاءها على طول تتهمها بسرقة مجوهراتها، على اساس انهم مايفكروش اننا لينا علاقة باختفائها
رءووف : طب وليه ده كله
عبدالله : البحث اللى حليمة عملته يعتبر ثورة فى عالم الإنتاج الحيوانى… البروفيسور اللى كان مشرف على البحث بتاعها عرضة على منظمة هناك اتضح بعد كده ان ليها خلفية صهيونية، اول ماخلص البحث حاولوا بكل وسيلة انهم يشغلوها معاهم وهى رفضت ده، فدبرولها حادثة كانت هتروح فيها، ووهى فى المستشفى زارها واحد منهم وقاللها فيما معناه ان دى مجرد قرصة ودن وأنهم مش هيسيبوها فى حالها الا اذا انضمت لهم
رءووف : ورغم كده فضلت مصممة على رأيها؟ ماخافتش؟
عبدالله : انت ماتعرفش حليمة، الحقيقة هى وحنين عندهم قوة ايمان وارادة ماشفتهمش فى حد قبل كده، ربنا يحميهم
رءووف : طب ماهو ممكن لو فكروا شوية يعرفوا انها هنا
عبدالله : ماهو ده بقى اللى انا عاوزه منك
رءووف : فهمنى
عبدالله : اولا، مش عاوز حد ابدا يعرف اى حاجة عن اللى قلته لك ده، وكمان مش عاوز اى حد من الشغالين او العمال يعرف انها اخت مراتى، انا قلتلكم انتم عشان عارف ان لازم تبقوا عارفين دى مين، لكن اللى برانا ممكن يتقال انها مهندسة جديدة ونازلة ضيفة عليكم عشان بنت لوحدها مثلا، وكمان حليمة ده مش الاسم اللى هى معروفة بيه هناك، فلو انتشر هنا فده ممنوش اى خوف
رءووف : ماشى يا عبدالله، بس قوم بينا نلحقهم قبل ماحد ينشر الخبر ، وما تقلقش ضيفتك فى حمايتى وان شاء الله مايحصلش اى حاجة وحشة
………………….
فى منزل والد صالح
يقف صالح أمام سارة ثائرا يقول : تعملى حسابك رجلك ماتخطيش برة البيت
سارة بغضب : ليه…. هتحبسونى واللا ايه
صالح : هو انتى لسه شفتى حاجة، اصبرى على رزقك، انتى ماشفتيش ولا تعرفي حاجة عن غضب عمك…. دوقى بقى وافرحى بعمايلك، انتى كنتى فاكرة انها بالساهل كده، كنتى هتروحى تقوليله سورى ياعمى انا مابحبش رءووف بدلهولى وادينى عبدالله مكانه فهو هيقولك براحتك ياحبيبتى…. مش كده، ياما حذرتك وانت العنجهية والغرور راكبينك ولا بتسمعى ولا بتفهمى
خلاصة الكلام، الغفر برة والشغالين معاكى، لو عرفت انك طلعتى برة بوابة البيت هربطك بالحبال يا سارة
ليذهب صالح من أمامها، ولأول مرة تشعر سارة بالرهبة فمنزل والدها مغلق منذ وفاة والدتها التى لم تتحمل رحيل زوجها وفراقه اكثر من عدة اشهرلتلحق به منذ خمسة أعوام لتنتقل هى واخيها إلى كنف عمها وزوجته والتى لم تشعرهم يوما انهم ضيوف لتعاملهم كابنائها تماما، ليشعر صالح بالعرفان ويزداد غرور سارة وعنجهيتها، الا انها انجذبت لعبدالله، ابن عمها المنطلق دائما والذى كان يرتاد الجامعة الأمريكية وكان دائم التحدث عن مشاريعهم للسفر للخارج فكانت دائما تتخيل نفسها وهى تجوب العالم بصحبته، فى حين ان عبدالله كان دائما ماينتقد عنجهيتها وغرورها، الا انها كلما انتقدها كلما تشبثت بحلمها، وعندما ابلغها عمها انه سيزوجها لابنه تخيلت انه يقصد عبدالله، ولكنها تفاجئت بعد موافقتها واعلان الخبر انه كان يقصد رءووف الذى كانت دائما تدعوه بالفلاح، وهذا لحبه للارض والحيوانات فكان هذا ضد طموحها تماما، مما جعلها ليلة الزفاف تصرخ بوجه رءووف وتصرح له بعدم حبها له، وكانت تعتقد أن رءووف سيحزن ويتألم لرفضها اياه، ولكنها على العكس تماما تفاجئت به يقابل تصرفها بهدوء شديد ويتركها وينصرف بعد ان أخبرها ان الطلاق سيكون بعد عام واحد وكان يتعامل معها ببرود وكأن شيئا لم يكن، والذى كان يزيدها حقدا تظهره على شكل عنجهية حاول الجميع ترويضها ولكنهم جميعا باءووا بالفشل الذريع