أخر الاخبار

رواية ملاك الاسد الفصل الثاني 2 بقلم اسراء الزغبي

رواية ملاك الاسد الفصل الثاني 2 بقلم اسراء الزغبي

 فصل ٢


تجرى من سيارة لأخرى محاولة البحث عمن يترأف بحالها فمنهم من ينظر لها باحتقار ومن ينظر باشمئزاز وسخط ومن ينظر بشفقة وغيرها من النظرات

همس بدموع بعينينها وهى تتلمس بطنها الصغيرة التى تصدر أصواتا لا تتناسب مع حجمها: خلاث اهدى متزعليث لو مث لقينا فلوث هناكل من الزبالة زى كل مرة

ثم عادت لعملها مرة أخرى حتى وجدت ضالتها

سيارة فخمة بها شاب وسيم ينتظر إشارة المرور ليتحرك فركضت له بسعادة وهى تقول
همس بفرحة: ورد يا بيه

نظر لها الشاب بخبث ووقاحة لم تدركها عينيها البريئة

الشاب: أيوة طبعا يا حبيبتى بس إدخلى العربية عشان مش عارف أتحرك
همس بسعادة : حاضر

دخلت السيارة وأغلقت الباب وهى تتخيل وجبتها التى ستتناولها بثمن هذه الورود
قد لا توفر لها وجبة كاملة ولكنها ستفى بالغرض

قال الشاب بوقاحة: تعالى بقى حطيلى وردة فى جيب الجاكت
همس ببراءة: طب متحط إنت

الشاب بكذب : مش هعرف لو الإشارة فتحت ومتحركتش هتحصل مشكلة ولازم أبقى مستعد
همس بابتسامة : طب خلاث ماثى

وقفت على مقعد السيارة واقتربت منه لتضع وردة حمراء فى جيبه
استغل قربها منه وظل يشم رائحتها الطفولية الرائعة الممزوجة بالبراءة والتى لم يطمرها الزمن مهما مر

وضع يده على خصرها فخافت وابتعدت عنه بسرعة وهى ترتعش ووضعت بقية الورود فى السيارة وأمسكت مقبض السيارة مستعدة للخروج ووجهت كلامها للشاب

همس: هات الفلوث بقى عثان أمثى
الشاب : طب استنى بس

وحاول الاقتراب منها لكنها ابتعدت أكتر وهى تحاول فتح الباب بالرغم من عدم علمها بما يريده لكنه يزعجها ويقلقها

ابتسم بخبث فقد أصبحت إشارات المرور فى صفه فتحرك بسرعة مع السيارات قبل أن تستطع الخروج

همس ببكاء شديد وصراخ : بطّل ..... ضعايزة أمثى .... وقفهااااااا

كل هذا والشاب يحاول لمسها بطريقة مقززة وهى تبكى

الشاب بخوف: يا نهار اسود دا فيه ظابط بيفتش أعمل إيه دلوقتى

فتح باب السيارة من جانبها وألقاها بعيدا بلا رحمة
تدحرجت على الأرض وجرحت ركبتيها وأجزاء من ذراعيها حتى استطاعت الوقوف بالرغم من حزنها الشديد لفقدانها المال والورود إلا أنها فرحت بالتخلص منه فهو يقلقها

وفى وسط تفكيرها اصطدمت بفتاة ما تكاد لا ترتدى ما يسترها

الفتاة بغضب وتدعى منى: إنتى غبية ومتخلفة إزاي الأشكال دى تقف هنا إنتى مش عارفة إنتى فين

همس وهى تقوس شفتيها بزعل طفولى: هكون فين يعنى
منى: إنتى فى منطقة الأسد يا غبية

همس بانبهار وهى تنظر فى كل اتجاه: الله فين... فين... ثورينى معاه بث من بعيد لاحثن يكلنى
منى: بجد متخلفة أسد ده إنسان صاحب الشركة اللى وراكى دى يا حيوانة

همس وهى تنظر وراءها بانبهار وبراءة : الله إيه المبنى ده يا بخته أكيد عنده أوض كتير ممكن لو طلبت منه يثلفنى وحدة هيديهالى

منى باشمئزاز: أنا مش عارفة واقفة معاكى ليه أصلا
همس: طب بالله عليكى دخلينى معاكى
منى: هو إحنا رايحين المراجيح
همس: طب إنتى بتعملى هنا إيه طيب

منى: لولا إنى مضطرة مكنتش هقف مع أمثالك على العموم مستنية حد يجيبلى ورق نسيته فى البيت

همس بفضول طفولى: ورق إيه

منى بغرور: ورق يخلينى أشتغل هنا

همس بحزن بسرها: يا ريتنى كان معايا فلوث كنت اثتريت ورق زيه يا خثارة

جاءت فتاة أخرى وأعطت منى بعض الأوراق فأخذتها ولكنها أثناء استعدادها للدخول انزلقت فوقعت على الأرض
استغلت الفرصة وأخذت أوراقها التى تناثرت وجرت بأقصى سرعتها

منى بصياح: يا حرامية تعالى هنا

ولكنها كانت ابتعدت مختبئة بإحدى الأماكن القريبة
همس وهى تحدث الاوراق محتضنة إياها لصدرها: الله هثتغل بيكى وهيبقى معايا فلوث كتير
لازم أرجع الثركة بث أما تمثى البت دى الأول

بعد فترة وقد يئست منى من البحث فذهبت وهى تندب حظها بينما فرحت همس وجرت إلى الشركة

دخلتها بسهولة فمن بحجمها من الصعب رؤيته فقد تخفت فى مجموعة فتيات جاءوا من أجل الوظيفة الجديدة

_______________________________

فى مكتب أسد

أسد بصياح: يعنى إيه يا شريف الورق اختفى

شريف: اهدى يا أسد هنعرف أكيد هو فين

أسد بغضب عارم: وإيه لازمتها أما نعرف ما هو اللى خده يقدر يصوره وبعدين يرجعه وغير كده دى تانى مرة تحصل

شريف: خلاص بقى يا أسد وبعدين الأوراق مش مهمة أوى ..... كده كده إنت مش بتسيب الأوراق المهمة هنا

أسد وقد بدأ يهدأ: خلاص ماشى أخرج دلوقتى وقول لتسنيم تبدأ تدخل البنات

شريف بغمزة : تحب أساعدك وأشوف معاك قصدى مؤهلاتهم يعنى

أسد بابتسامة خفيفة: لا يا خفيف دى وظيفة ليا أنا أبقى شوفلك سكرتيرة خاصة وشوف براحتك طبعا قصدى مؤهلاتهم يعنى

خرج شريف وهو يضحك وقد بلغ تسنيم بالأوامر وبدأت الفتيات تدخل واحدة تلو الأخرى

دخلت همس للغرفة ومعها الأوراق

همس وهى تنظر الموجودين: ينهار اثود هما قالعين ليه وبعدين كلهم كبار ليه هو مينفعث ثغيرين يجوا هنا ولا إيه ... لا يا همث أكيد ينفع إنتى معاكى الورق متقلقيث هتثتغلى

نظرت سكرتيرة مكتب أسد للموجودين وقبل أن تنادى على الاسم التالى رأت همس

تسنيم وهى تتجه صوبها

تسنيم : إنتى يا حيوانة إزاى تدخلى كده
همس بعيون متسعة : أنا مث حيوانة
تسنيم: لا دا إنتى قليلة الأدب كمان مش عارفة إزاى سمحولك تدخلى
همس ببراءة: الكل دخل اثمعنا أنا بقى
تسنيم بقرف : بعيدا عن إنك عندك خمس ست سنين كده إلا إنك جاية من الشارع يعنى جربوعة ولو مطلعتيش حالا هنادى الأمن يا معفنة إنتى

همس بصوت عالى وطفولى مغمضة عينيها بشدة: أنا عندى ثت ثنين ونث وأنا مث جربوعة ومث معفنة

وقبل إضافة كلمة أخرى

فتح الباب فجأة وخرج منه شاب بالرغم من صغر سنه الذى لا يتجاوز الثامنة عشر إلا أن له هيبة وهالة مخيفة تجعل القلوب ترتعد رعبا

الشاب بصراخ وحدة : إيه الهمجية دى

تسنيم بخوف ممزوج بإعجاب: يا فندم البت دى جاية من الشارع عايزة تشتغل فى الوظيفة الجديدة لا وكمان سرقت cv بتاع وحدة تانية وجاية بيه على إنها هى

أسد بعيون حمراء من شدة الغضب وهو ينظر فى كل الاتجاهات بحثا عن تلك الفتاة ولكنه لا يجدها
كل من تطلع لهن يظهر من ملابسهن الترف واستعدادهن للوظيفة جيدا

أسد: هى فين أنا مش شايفها
همس ببراءة وعيون متسعة طبيعيا: أنا هنا بُث تحت

قالت ذلك وهى تمسك بجزء من بنطاله بيدها الصغيرة وتحركه فى كل اتجاه حتى ينتبه لها
نظر لأسفل فوجد طفلة تكاد تصل لركبتيه

ولكنها ليست مجرد طفلة يا الله على هذا الجمال إنها كالملاك الصغير البريء والذى بالرغم من تلوث جسدها بالتراب وفستانها الطفولى الصغير القديم جدا إلا أن الدنس والتراب لم يستطعا أن يخفيا ملامحها كأنه يستحى من ذلك

بالرغم من كل هذا إلا أن عيونها غريبة حقا لا يعرف لونها من بعيد كالثلج المتساقط فى ليلة ظلماء

كل هذا دار بخلد أسد وهو ينظر لها كأن العالم توقف فى هذه اللحظة

ما بك يا أسد إنها طفلة لا يجب عليك التفكير هكذا أنت الأسد لا أحد يؤثر بك لا تنسى من أنت

همس بانبهار: إنت أثد ثاحب الثركة ثح

أسد محاولا التماسك وهو يوجه كلامه لهمس: تعالى ورايا

فرحت وذهبت وراءه رافعة رأسها بشموخ وكأنها تقول أنا فزت ودخلت مكتبه

أسد بعدما جلس على مقعده : اقفلى الباب وراكى

حاولت ولكنها لم تستطع فهى قصيرة جدا ولكنها لم تيأس فقد ذهبت لمقعد لترفعه ولكنها لم تستطع أيضا

نظرت له ببراءة وكأنها تقول لقد فعلت كل ما بوسعى

يا الله لا أستطيع سأنفجر ضحكا ما كتلة البراءة واللطافة هذه أريد التهامها كاملة ....... كم هى لذيذة

ماذا ؟! ما بك أسد إنها طفلة

تحرك وأغلق الباب ثم عاد بمقعده مرة أخرى
أسد وهو يشير على كرسى مقابلا له: اقعدى
جلست همس بصعوبة لطول الكرسى أو بالأحرى لقصرها

وهنا ولم يستطع كتم ضحكته أكثر فانفجر ضاحكا التهمها كلا من الكرسى والمكتب فلم يعد بإمكانه رؤيتها

أسد: ههههههههه طب ارفعى نفسك شويتين تلاتة أنا مش شايفك

تأففت .....أكثر ما تكرهه فى حياتها هو السخرية من قصرها

قامت وجلست على سطح المكتب أمامه مربعة رجليها

همس: ها هثتغل امتى

أسد بسخرية وهو يجاريها : مش لما أشوف مؤهلاتك الأول

أسد بجدية : ممممم اسمك إيه الحقيقى لإنى متأكد إنك إما سرقتى الملف أو شوفتيه فقومتى وخداه

همس بخزى: همث

أسد: طب فين عيلتك
همس بحزن: مث ليا حد انا معرفث مين بابا
وماما ثابتنى لوحدى من وأنا ٤ ثنين

حزن أسد بشدة عليها ثم قال: طب إنتى عايشة فين
همس: فى الثارع

يا الله ماذا يفعل الآن هل يتركها فى الشارع
لا مستحيل سيكون خطرا على كتلة اللطافة تلك

آااه وجدتها ملجأ سأرسلها لملجأ لتتربى مع غيرها
من الفتيات و.... والأولاد؟؟!

لا لا لا لا مستحيل أن أتركها مع أولاد يتمتعون بجمالها

يا الله ما بك أسد إنها طفلة اتركها فى الملجأ

وهنا رد قلبه مستحيل أتخلى عنها إنها لى

وبعد حوار طويل أقنع أسد نفسه أنه فقط يخاف عليها لذلك سيأخذها ويهتم بها

أسد: همس إيه رأيك تعيشى معايا وأجبلك أكل ولبس ولعب كتير اعتبرينى صاحبك

ماذا هل تتوقعون أن يجعلها تعتبره أب أو أخ لها هذا من رابع المستحيلات

همس بفرحة : بجد
أسد: أيوة بجد يا ملاكى

همس بتعجب : ملاكى!... بس أنا اثمى همث مث ملاك
أسد: عارف بس أنا حاسك الملاك بتاعى فهتبقى ملاكى
همس: خلاث وإنت هتبقى أثدى

هل سمعتم صوت ضربات قلبه يكاد يجزم أن من بالخارج سمعها اهدأ أسد إنها تثق بك لا تخيفها

أسد: يبقى خلاص تعالى بقى

حملها أسد ووضعها على أريكة أمامه حتى يستطيع رؤيتها جيدا

أسد وهو يملس على شعرها الأسود الناعم : خليكى هنا هخلص وهنخرج مع بعض ماشى
همس : ماثى

وبدأ أسد يختار سكرتيرته الخاصة ووقع اختياره فى النهاية على فتاة جميلة محجبة ترتدى ملابس محتشمة تسمى ياسمين
فوجهها الأبيض البشوش الخالى من مستحضرات التجميل يدل على احترامها وغير ذلك فقد أحبتها همس وهو يريد من يهتم بملاكه أثناء انشغاله بعمله

أسد وهو يحمل همس: يلا بقى يا ملاكى خلصنا تعالى نروح الأول نرتاح وبعدين نروح المول نشتريلك حاجات
همس: ماثى

وهنا دخل شريف
شريف بمرحه المعتاد: يا أهل الد.... إيه ده مين دى
أسد : دى همس الفرد الجديد فى عيلتنا

وحكى أسد له باختصار ما حدث

شريف وهو يقترب: يا ربى على الجمال ...... بقى دى جاية من الشارع؟! ده على كده إحنا جايين من المقابر بقى يخربيت حلاوتها متجوزهالى يا عم بما إنك بقيت أبوها

قال جملتها وهو يلاعب خديها الممتلئين وسط ضحكات همس فقد أحبته

أسد بغضب وصراخ وقد أعمته الغيرة وأبعد يد شريف بعنف: احترم نفسك يا شريف متقربش منها تانى وأنا مش أبوها
شريف: يخربيتك براحة الله.... بس برضو حلوة

لو كانت النظرات تقتل لوقع شريف صريعا

شريف: خلاص يا عم أنا خوفت بجد بس دلوقتى محدش هيوافق عليها فى القصر

أسد بلا مبالاة وهو يلاعب همس التى بدأت تنام : غصب عنهم هيوافقوا ولو موافقوش هخدها وهمشى وإنت عارف إنى ملياردير ومعايا فلوسى الخاصة اللى أقدر أعيش بيها ألف سنة من غير فقر
بس جدك هيخاف أبعد عنه وهيضطر يوافق

شريف: خلاص إنت وراحتك على العموم أنا قربت أخلص وهبقى أروح يلا سلام
أسد: سلام

نظر أسد لملاكه فوجدها نامت على يديه بسلام وهى مستندة على كتفه
ظل يتأملها ويتفحص كل إنش بها ثم اقترب برأسه منها ودفن رأسه فى عنقها وهو يشتم رائحتها الطفولية
قبل أعلى جبينها وشعرها اللامع

أسد: إنتى دخلتى عرين الأسد ومش هتطلعى منه أبدا إلا وأنا معاكى واليوم ده هو موتنا لإن حتى الموت لما ياخدك هياخدنى معاكى

ياسمين: فتاة جميلة محجبة بعيون عسلى عمرها ٢١ مازالت تدرس فى الجامعة ومع ذلك فهى لها مؤهلات عالية وشديدة الذكاء

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close