رواية الضحية الصغيرة الفصل الرابع عشر 14
صعدوا لغرفتهم...
ما ان انغلق باب الغرفة.. حتي بدء الجنون... فكل ما حدث بينهم لم يكن الا ضربا من الجنون...
بداية من ملابسهم المتمزقة في كل انحاء الغرفة..
الفراش الذي اصبح كساحة حرب.... همهماتهم.. التي تخرج وتنتهي في جوف الاخر.. تدل علي صرخات... صرخات ارواح احبت.. ونالت الخلاص الان...
كان شغف.. وجنون.... لمسات ترد... بقبلات... همسات ترد بلمسات.. كل حركة كان لها رد... لم يكن هناك حاجز بينهم
بعد انتهاء حربهم هذه...
لم يخرجها من حضنه.. بل ظل كما هو.. يحاول استرداد انفاسه.. وهي كذلك.... فشغفهم.. وهمساتهم.. وذلك العرق الذي يغطي أجسادهم.. دليل علي ضرب جنونهم الذي اتخذوه في اول لقاء لهم
-د.. دوللي... انا كويس
لم تفسر هل كلامه سؤال.. ام انه يخبرها من بين انفاسه
لكن سرعان ما اخذت... تضحك بين انفاسها المسروقة
ثم ابتعد عنها.. متسطحا علي ظهره... يشاركها الضحك
جذبها.. بين حضنه... وغطى جسديهما بالغطاء الخفيف
-هو مش المفروض العريس بيسأل العروسة اذا كانت كويسة ولا
-اجابها وهو يعبث في ظهرها العاري
-في حالتنا دي... عايزين حد من بره هو الي يطمن علينا.... علشان احنا مجانين.. وبجد... وانتي كده.. كده.. عارف انك كويسة دلوقتي.. انما بكرة.. مش هتقدري تقفي اصلا
-بحبك جدا...
-وانا بموت فيكي... تعالي ناخد دش سخن يفك عضلات جسمك... علشان ماتتعبيش
-ههههه بحبك...
-بتضحكي علي ايه
-يعني انت لو دخلت معايا الحمام.. متأكد اني هبقي كويسة
جثى فوقها بمكر وتحدث
-وانا مش هستني لما ندخل...
مر شهر اخر...
ذهب هؤلاء المجانين لقضاء شهر عسلهم.. الذي بالطبع لم يخل من جنونهم
اما ذلك المالك.. اقترب بشده من حنين... واقترب ايضا من رهف.. ولكن... سنعرف فيما بعد
اما وجد وجود... عاشا اجنل شهر في الاسكندريةتقربا بشده.. كقرب الروح من الجسد... وحياتهم تحلو وتحلو بجودي
جاء والديها لرؤيتها.. شاهدوا وجد القديمة تعود للحياة مرة أخرى.... ظلوا معها اسبوع وعادوا مرة اخري للقاهرة
اما قسمت هانم... تراقب الأوضاع من بعيد.. تنتظر.. وتنتظر فقط
تحسنت لدغة جودي.. فأصبحت في حرف الشين فقط.. تنطقه سين
اقترب هي وحنين بشده... ما ان تستقظا.. حتى تأتي حنين.. وتذهب رهف لعملها... ولا تأخذها سوى في الليل
ذلك الجود مازال نائم.... استيقظت هي.. واخذت حمامها... وهبطت اطمأنت علي جودي وحنين.. وهو مازال نائم
اصبحت لاتستطيع فراقه... اصبح هو دواؤها...
اقتربت منه... ثم خلعت رداءها... حتي اصبحت بملابسها الخفيفة فقط.. ورفعت الغطاء.. وتوسدت صدره العاري
ما ان وضعت رأسها علي صدره.. حتي شدد من احتضانها... وسمعت همهامته الناعسة
-وجد... ثم قبل شعرها...
-اصحى بقى...
فتح عينيه الناعستين
-مالك.. في حاجة
قامت وجلست علي بطنه العضلي هذا... واستندت بذراعيها علي صدره.. واضعة رأسها عليهم...
رادفدة بغضب محبب لقلبه
-وحشتني.. اصحي بقي وفسحني...
بحركتها تلك.. ذهب النعاس والنوم وكل شئ...
فأصبحت جريئة.. وجدا.. تضحك في اي وقت تلك الضحكة الرنانة التي تذيب مشاعره.. تفعل ماتريد.... تجلس اينما تريد.... تسلب عقله وقلبه بكل حركاتها
لا يعرف صدقا ما يفعله..... فهو يشعر بأنه الكبير الذي تزوج طفلة... يجاريها في كل شئ.... وهي تفل ماتريد فقد اخذت الامان منه..
همس بصوت متحشرج من قربها
-وانتي عايزة تتفسحي فين
-اممم.. مش عارفة.. اي مكان.. خدني...
-كل حاجة ليها مقابل...
-وايه المقابل.. يا جود باشا
-ههههههه جرد باشا بينهار والله
اذابت قلبها ضحكاته الرجولية التي لا تصدر منه الا بسببها او بسبب جودي
مررت يدها علي ذقنه وهو يضحك.. فسكت مبتسما
-ايه
-ضحتك حلوة قوي.. لم بتضحك قلبي بيطير...
قلب الوضع فأصبحت هي اسفله.. وهو جاث فوقها..يحبسها بقدميه
-هو انتي ايه... بحس اني الشيخ الكبير الي اتجوز الحورية الصغيرة.. الي بتقول اي حاجة في اوقت.. ارحمي قلبي شوية
-مش انت الي عودتي.. ماليش دعوة.. قلتلي اعملي الي عيزاه.. صح.. ولا لأ... قلتلي.. حبيني.. وانك كلك ملكي... وانا براحتي... استحمل بقى
قالت الكلمات الاخيرة بدلع شديد
اقترب مختطفها في قبلة شغوفة
-وجد.. انا شايف.. بلاها دكتورة.. انتي خفيتي.. وبالجامد.. كفاية لكده..
-هههههههههه... انت الي كبير يا بابي
-هههه.. قبل وجنتها.. ونسطح وانامها في حضنه...
صمت تام.. فقد يعبث في خصلات شعرها
-جود
-اممم
-نفسي.. اجيب بيبي حلو زي جودي... ممكن اروح للدكتورة
-اعملي الي عيزاه يا قلب وجد.. طالما هتفضلي كده.. مافيش مانع
-بجد يا جود انت عايز تخلف مني.. من واحدة مغت.....
لم تكمل حديثها بسبب جذبه لخصلة من شعرها... وشدها..
-عارفة او قلتي كده تاني... مش هتبقي شعراية واحده بس... احتمال يبقى كله
قالها بحده... فهي غالية عنده..
تحدثت بغنج
-يهون عليك شعري الي بتحبه
تحدث بجدية
-وجد.. انا حبيتك.. وانتي عارفة... خلاص مش هنجيب سيرة الكلام دا ابدا... انتي بالنسبالي.. العروسة الصعيرة الي خطفتها واتجوزتها.. واكيد عايز اخلف منها..
-وانا والله بحبك.. وعايزة اخلف
-طب لزمته ايه الكلام ده.. مش الدكتور قال ننسى خالص ومنتكلمش فيه ابدا...
قالت بسكينة.. وهي تريح رأسها علي صدره باستسلام
-حاضر
-وبعدين يا ريت تركزي.. وتجيبي ولد.. كفاية عليا انتي 'جودي.. جننتوني
شهقف.. تنظر له
-انت بتفكر كده.. عايز ولد...
-ايوة طبعا... انتي متخيلة انتي تجيبي بنت شبهك.. قمراية كده.. وواخدة جنونك ده... حرام عليكي... دي حلاوة جودي وحدها مجنناني من وهي طفلة.. وانتي هتوقفي قلبي قريب... عايزة تجيبي واحدة تالتة... لا هاتي ولد يشيل معايا.. ويستحمل الغيرة علي اخته.. كفاية انا اغير عليكي...
بكلماته يزيل غضبها.. ويشتت تفكيرها عن ذلك الموضوع... يالله سرعان ما ابتسمت
-طب افرض جت بنت
-هتبقي حبيلة ابوها زي اختها... وقلبي يستحمل بقى
-انت جميل قوي يا جود
-وانتي اجمل يا عيون جود... يلا قومي البسي.. هنتغدى انهردا عند مالك.. عازمنا اكتر من شهر ونص...
-حاضر....
-صباح الخير.. علي عيونك
-صباح الخير يا مالك
-فين حنين...
قالها وهو يجلس امامها علي المكتب..
-كالعادة عند وجد
ركز في عينيها التي تتهرب..... امسك وجهها...
-ليه عينيكي بيهربوا مني
ازالت يديه من علي وجهها.. ثم وقفت توليه ظهرها
-انا مش بهرب ولا حاجة
وقف امامها
-لا بتهربي.. بقالنا شهر.. بنتكلم.. وبقينا اكتر من صحاب... وبنتك بقت روحي فيها وهي كمان.. وانتي.. اول ماحسيتي بحاجة بقيتي بتهربي.. ليه...
-لا..
كوب وجهها.. يمنعها من استرسال حديثها...
-ماتحاوليش تقولي كلام مش حقيقي... انتي عارفة من البداية اني معجب.. والاعجاب اتحول لحاجة اكبر...
-لا... دا بس حاجة عايز تطولها علشان بعيدة عن ايديك.. وسهراتك تشهد
-بكل سهراتي.. وهزاري وكلامي... بس عمري ماعملت علاقة كاملة مع واحدة فيهم.. لافيهم واحدة دخلت قلبي.. ولا اوضة نومي...
-وانا اكيد مش هدخلها.. قالت وهي توليه ظهرها
-ليه.. انا بقولك بحبك. اه.. حبيتك.. وقربت منك... وعايز اتجوزك...
استدارت ونظرت له
-هو انت عايز تبقي ماشي حياتك سهلة كده.. وبعدين لما تحب.. وتبقى عارفة سهراتك.. وعلاقتك.. والي خي مش كاملة علي رأيك... بس في... تقولك شبيك لبيك.... ليه يعني... انا ارملة ومعايا بنتي... وما استحملش اعيش كده... ولا تحب هي تشوف حد قريب منها كده...
-بس انا اتغيرت... كله اتقطع.. علاقاتي.. سهراتي.. كله.. كله.. مافيش حاجة.. من اكت من اسبوعين..
. من وقت ما قربت جامد.. ومشاعري اتحولت لحب..
-بس في ماضي ولسه هيمشي وراك...
وقف لحظة.. ثم سألها
-انتي محسيتيش بحاجة ناحيتي.. علشان كده بتقولي كده
-انا واحدة ارملة.. فاهم الناس بتقول عنها ايه... الصورة السهلة الناس بس بتاخدها عننا... وواحد بعلاقاتك... الناس هتفكرني كنت علي عللقة بيك.. وجيت لك هنا.. فاهم.. انا مش لوحدي.. انا ام.. فاهم يعني ايه ام.. لازم افكر في بنتي قبلي... بنتي الي اعمامها مانوا بيبيعوا ويشتروا فيا وفيها.. علشان الورث.. فاهم.. بنتي الي عمري ماهعمل خاجة في يوم تبعدني عنها...
فقد ينظر لها... لم يتحدث مرة أخرى.... نظرة الم عتاب... ثم انصرف من امامها
جلست علي مكتبها.. حزينة.. لم تبكي.. فما قاسته من الم من أهل زوجها.. رغبة في الاستيلاء علي ورث ابنتها.. جعل دموعها تتحجر.. فقد قلب يتقطع بالمعنى الحرفي
همست لنفسها
-كده احسن.. ايوة يا رهف... دوسي علي كل حاجة الا بنتك
-قربي وحدك.. احسن
-تؤ.. مش هقرب.. اجري والحقني
-دوللي يا روحي.. شايفة الجزيرة دي.. احنا هنا وحدنا... صراخك ماحدش بيسمعه.. وانتي الي بتجيبيه لنفسك
-وحد قالك اني معترضة
-ماشي...
ثم اقترب منها وهي تجري.. وامسكها.. وسط ضحكاتها الشديده... كمثل كل مرة.. وينتهي الحال بلقاء شغوف... وصرخات تملأ الملأ
لكن ما ان امسكها.. حتي علا صوت رنين هاتفها
-احنا مش قولنا اقفليه.. فتحاه ليه
همست من بين قبلاته وعضاته...
-نسيت.. نسيت... هههههه
-طب ارد.. استنى..
مازال يحتضن خصرها..
-ردي
-الو. بابي.. ازيك
-ازيك يا ديالا.. انتو كويسين
-الحمدلله.. اخبارك انت
-انا كويس... حبيبتي... اسر جنبك
-اه
-ادهولي
اوقفت سيل قبلاته علي رقبتها...
همهم باعتراض
-ايه
-خد كلم بابي
ابتعد عنها
-الو.. ازيك يا عمي
-ابعد عن ديالا يا اسر.. وكلمني
اضطرب اسر لكنه لم يظهر شيئا لديالا
-حاضر ياعمي.. هغير المكان... ما انت كنت بتكلمها عادي.. الشبكة دي لازم تمشورني يعني
حبيبتي.. جهزي الاكل... هتكلم بره في الشبكة وجي
-الو يا عمي.. انا بعيد.. في ايه
-اسر... تزلوا حالا...
-في ايه.. جود جراله حاجة
-اسر. في فيديو بقاله ساعتين علي كل المواقع لوجد مرات جود.. انا عرفت من خمس دقايق... لازم تنزل.. جود في اسكندرية.. لازم تنزل
ابتلع لعابه بتوتر..
-محتواه.. محتواه ايه
-تلاته بيغت.....
-خلاص.. خلاص.... انا نازل حالا
اغمض عينيه بألم... فيبدو ان هناك كارثة علي الابواب...
دخل مسرعا للداخل.. قابلته ديالا قلقة
-في ايه
-يلا نجهز علشان نازلين مصر.. بسرعة
هتفت في قلق
-بابي.. بابي جراله حاجة.. هو ماله
احتضنها
-ماتخافيش.. هو كويس خالص.... بس
-بس ايه
-فاكرة الفيديو الي حكتلك ان جود مسحه
-اه.. بتاع وجد
-في فيديو علي المواقع من ساعتين... ابوكي بيقول في تلاتة بيغ.. مش قادر.. وجود ما اعرفش عرف ولا.. لازم انزل
-يلا... يلا ننزل بسرعة
دخل الي قرية مالك وهو محتضنها.. وصفا تهتم بجودي وحنين
ما ان دخل.. حتى تحولت نظرات الجميع لهم
لاول مرة بعد ان اعتادت على نظرات الناس
ترتعش في حضنه
-مالك.. نمشي..
-الناس.. بتبصلي بطريقة غريبة..
-ماتبصيلهمش.. تنتي بس متوترة شوية.. هندخل علي طول
دخل وجلسوا...
اقعدي بس... وخلي القطاقيط دول معاكي.. وانا جي علي طول.. ماشي
ابتسمت باضطراب...
دخل مكتب.. مالك.. وجده فقط ينظر لشاشة لابه... لا يتحرك.. فقط يبنظر بعيون متسعة علي اخرها.. حتي انه لم يلاحظ ان احدا دخل مكتبه. فقد طرق بابه اكثر من مرة.. لكن لم يجد رد.. فدخل فالسكرتيرة تعلم بعلاقتهم
تقدم منه ببطء.. وهو يتحدث في اخر خطوتين
-حاطط كاميرا ولا ايه في ارضة رهف.. مسبل كده ليه.. اوعى.....
لم يكمل حديثه... لم يكمله... بل كاد ان يسقط.. فاستند على كرسي مالك...
وجد الفيديو الذي مسحه بيده... يشاهده مالك.. كان مازال في البداية وهم يقتربون منها.. كان كل شئ واضح....
لن يدري بنفسه.. الا وهو يكسر ذلك اللاب.. ويضرب مالك.. ويمسكه من تلابيه
-جبت الزفت دا منين.. صرخ فيه
-اهدي.. اهدي..
)-اهدى ايه.. جبته منين
-بقابه ساعتين متشير... حد بعتهولي دلوقتي... اهدي علشان نتصرف.. ونشوف مين فبركه
ترك ملابس مالك.. كاد ان يسقط.. فأسنده مالك
ماذا.. من اين جاء.. لقد مسحه ودمره بيده... وجد.. وجد وحدها في الخارج...
ركض مسرعا.. وخلفه مالك.. حتي لا تشاهد هذا بالخطأ
وهي جالسة.. اقترب منها طفل.. والحرس حولها... تركوه يقترب منها
وضع في يدها الهاتف.. وذهب
امسكت الهاتف.. مدت يدها تريد اللحاق به.. يبدو انه طفل مع والديه وهذا هاتف احداهما.. لكنها سمعت صوتها... صوتها نعم
ادارت الهاتف... ونظرت من اين يأتي الصوت.. حتي شاهدت نفسها..... رأت زمن الفيديو.. ساعتين.. قربت الفيديو
شاهدتعم وهم ينهشون جسدها بلا رحمة.. تجمدت.. فقط.. ووقع الهاتف من يدها. .
اقترب جرد بأنفاس لاهثة من ركضه.. وجدها لا تتحرك.. تنظر فقط اسفلها تجاه الهاتف.. هزها لم تتحرك
امسك ذلك الهاتف... ورأي لقطة فقط.. واحدة.. وهشمه
اقترب يمسك يديها.. ومالك معهم
-وجد.. حبيبتي... ردي عليا
رفعت عينيها الممتلئة بالدموع... والكسرك فقد كانت تناست هذا الموضوع نسبيا..
-وجد.. اهدي.. همسحه من علي كل المواقع.. ظرف ساعة.. ومش هيبقى موجود
-مواقع
همست... ثم اغمضت عينيها... مستسلمه لذلك السواد العميق الذي احاط بها
خملها سريعا وحرسه خلفه... ومالك ذهب خلفهم... بينما الأطفال... كانوا مع الحرس في سيارة اخرى
وصل سريعا لقصره... حاملها للاعلي...
جاء الطبيب واعطاها حقنه.. واخبره انها ستفيق وحدها
صفا اخذت الاطفال الي الشاطئ يلهون
بينما ظل مالك وجود بالاسفل
-عايز هكر.. وحالا
اردف بغضب في رئيس حرسه.
-خمس دقايق.. هو في الطريق
خمس دقائق فقط وكان اشهرهم موجود عنده
-عايز الفيديو مايبقالوش اثر... وعايز اعرف مين حمله
-جود باشا.. الحذف محتاج فلوس كتير
-لو هدفع ثروتي.. مش عايزله اثر فاهم
مرت ساعتين.. وتم تحريل مبلغ طائل من الاموال لحسابات مختلفة...
-للاسف.. مش هعرف دلوقتي مين الي حمله.. اديني لبكرة بس
-معاك بكرة بس.. حرسي معاك... واخرك لو ماوصلتش لحاجة عيبقى بكرة برضه
ابتلع ذلك الهاكر لعابه بصعوبة
-انشاء الله
-جود
-امشي يا مالك دلوقتي.. وخد جود وحنين.. خليهم انهردا عند رهف وخد صفا معاهم.. والحرس
ذهب مالك.. فهو يعرف صديقه جيدا.. في اوقات غضبه كلماته سيف.. ولا يحبذ تكرارها
صهد الي الاعلي.. وجدها تفوق... اقترب بلهفة من الفراش...
صرخت فجأة باسمه
-جوووود
-انا هنا.. هنا يا قلبي.. هنا
قال وهو يحتضنها.. مسيطرا عليها
-ال... الفيديو...
-اتمسح.. مافيش حد هيشوفه تاني.. خلاص
-تاني.. همست بجنون
ثم وقفت
وقف امامها وهي تنظر الأسفل
ماذا هل رآه احد... هل اصبحت... لا... تريد الصراخ... لقد خربت حياته الان... ذلك الجود.. جود المالكي.. اصبح فيديو زوجته.. يشاهده الجميع.. لقد كان ساعتين... اه من الالم والعذاب.. لقد قاري علي الشفاء من كسور هو كان السبب في شفائها...
اقترب يشعر بألام وغضب.. يريد احراق العالن
اقترب... اقترب منها بشدة...
همس بشغف.. يوازي شغف دقات قلبه التي تهدر داخل صدره بعنف وغضب
-بصيلي.. بصيلي.. ارفعي عنيكي
رفعت عينيها تنظر له... لم تتماسك من شده مشاعره الجياشة التي تسكن عينيه... وترجيها الشديد الذي يسكن عينيه..
بل انزلتهم سريعا...
اقترب اكثر.. واكثر... ومع اقترابه تسقط دمعاتها... حتي اصبح يسجنها داخل احضانه...
تشبثت في سترته بشده... وعلت همسات وجعها... وبكائها
شدد علي احتضانها... دافنا رأسه في خصلاتها... يستنشق عبيرها الذي يعطي حياته الف معنى... ليس معنى واحدا فقط...
حياته معها.. بألف حياه... فضحكاتها.. ابتساماتها... دعاباتها.. طفولته... كل شئ... كل شئ بها... حياة بالنسبة له
همس..
-ماتعيطيش... ماتعيطيش.... الموضوع مش هيعدي كده...
اخرجها من حضنه... وهي متشبثة لاتريد الخروج.. فقرارها الذي اتخذته... ما ان تخرج من حضنه.. سيجعلها... لن تدخله مجددا...
ازدادت شهقاتها بشده....... تألم...
ادخلها حضنه الذي لم تخرج منه من الاساس...
جلس علي الفراش خلفه.. واجلسها في حضنه.. بتلقائية شديدة... كأب يحتوي ابنته.... كعشيق يحتوي روحه... لا رغبة هنا.. هنا فقط عشق خالص.. خوف... حب.. احترام مشاعر...
شعر بدموعها تلسع جلد رقبته التي دفنت بها وجهها
اغمض عينيه بألم... فالذي حدث.. كيف حدث... كيف... اقسم سينهي من فعل هذا... وكيف استطاع
اه من وجع يتجدد بعد التئام... اه من وجع قلبها الذي متأكد انه يشعر فقط بمقدار ضئيل فقط
اخرجها من حضنه... وهو يربت على ظهرها.. وشعرها
-اخذ يزيل دموعها...
-هششششش... والله هجيب الي عمل كده.. وهحطه تخت رجليكي.... وحياتك.. وحياتك...
ازداد انسياب دموعها اكثر....
قبل جبينها... وهو يهمس بكلمات تطمئنها...
-انا اسف... مش عارف.. جابه منين.... انا اسف.... والله اهدي... مالوش اثر دلوقتي.... وحياتي...
هدأ نشيجها.... ثم ابتعدت قليلا ترى عينيه
رفعت كفها المرتعش.... تتلمس وجنته..
همست
-انا.... انا بحبك.... واسفه علي كل حاجة.. اسفة... علي.. علي كله
قالت ببكاء اذاب نياط قلبه..
اسكتها بقبلة سرقت همسها وبكائها..... تجاوب معه بشده.... تجاوب.. كأن هذه القبلة هي التي ستغير كل شئ...
احبته... وهذه القبلة ترجمت كل شئ.. من حب.. وقهر... نعم قهر.. فما حدث ليس الا هكذا... اه
تريد ان تصرخ فقط... فقط.. لكنه بهذه القبلة امتص هذا الصراخ...
ابتعد بتهدج انفاسه... ثم اقترب.. واقترب... لا يعرف.. متى حدث كل هذا....
لكنه حدث.. اصبحا فقط في احضان بعضهما... كل ما يسيطر عليهم.. هو الشغف... شغف ممزوج بغضب.. وبكاء ودموع.... وقلب سيتوقف من الالم..
تذكر وهو في حضنها... ليلته الاولى معها... فقط.. هذا ما تذكره في خضم شغفهم....
كل مايسمع.. انفاس لاهثة... وكلمات يطمئنها بها فقط....
ما ان احتضنها... حتى.. استكانت
خمس دقائق.... فقط... ثم ابتعدت عن حضنه... غير مبالية بعريها... فلقد تعرت من قبل امامه.. بمشاعرها... بجسدها.. بكل ما تملك.... وكل مالا تملك...
وضعت قميصه علي جسدها... ثم اقتربت منه... وجلست امامه.... وكان قد اعتدل وجلس.. يتابعها بعيونه...
-عارف.... عمري ما هلاقي حد زيك... بس كفاية... خلاص... وجعي بقى بيئذيك....
اقترب يمسك كفوفها..
-وجعك هو وجعي
وضعت يدها علي فمه...
ثم اكملت
وهي تنظر داخل عينيه... تترك العنان لرصاصة ستذيق روحها الالم الاخير.. النهائي.... الذي لن تعيش بعده
-ط... ط. طلقني...
ثم اختئت في حضنه
فوووووت كتييير جدا.. فوووووت