رواية احرقني انتقامي الفصل الحادي عشر 11
لفصل_الحادي_عشر
ذهبت ميار تنادي آدم ولكن ألجمتها الصدمة عندما رأته يحتضن فتاة تقاربه في الطول… عبارة عن كتلة أنوثة متحركة… ترتدي فستانا قصيرا حتي ركبتيها من اللون الوردي عاري الصدر والذراعين وكاشف حتي منتصف ظهرها… ظلت تنظر لهما بدهشة ولا تعلم لما تشعر بالغيظ وكأن الدماء ستفور من رأسها… عندما نزلت هذه الفتاة من حضنه ورأت وجهها ،، شعرت بالغيرة حقاً،، فهي أقل مايقال عنها جميلة،،، فهي لم تري بهذا الجمال سوي في أفلام ديزني بعينيها الخصراوتين وشعرها الاصفر وفمها المكتنز وأنفها الصغير وخدودها المنتفخة… اقتربت منهما والدماء تغلي في عروقها….
سمعت الفتاة تقول له وهي تتحس صدره بطريقة إغوائية : وحشتني يادودو… وحشتني أوي… كده أهون عليك متسألش عليا…
قبل أن يرد آدم كانت ميار قد اقتربت منهم ونظر لها آدم نظرة تفحص وإعجاب بادي علي ملامحه بجمالها الهاديء…
نظرت له ميار نظرة كلها غيظ ثم قالت وهي تكز علي أسنانها : مامتك عايزاك يادودو عشان تطلع أختك.
آدم بحب : حاضر ياميار… جاي حالا.
نظرت لها الاخري نظرة تفحص استنكارية… فلقد رأت علي وجه آدم علامات الإعجاب بها واضحة: مين دي يادودو…
استفزتها كلمة( دودو) وتمنت لو تلكمها في هذا الوجه الملون المرسوم كلوحة فنية….وقالت بتلقائية : أنا مرات دودو…
جحظت عيني الأخري لما سمعته : إيه انتي بتهزري… امشي ياماما من هنا… معقول ياآدم اتجوزت من غير مااعرف؟!!!!
آدم ويمد يده يسحب ميار من وسطها عليه بحب : أيوة يانجلا… دي ميار مراتي وجايلنا بيبي في السكة…معلش بقا يانوجا الموضوع جه بسرعة وملحقنلش نعزم حد…. (ونظر لها وقال ودي نجلا بنت عمي وكانت صديقة أروي الأنتيم.
ميار بثقة : تشرفنا….
نجلا : أكيد عرفاني أو سمعتي عني من أي لقاء تلفزيوني وفيديوهات شغلي كلها علي الانترنت.
ميار : لا محصليش الشرف… ليه هو حضرتك شغالة في إيه.
نجلا: أنا أشهر خبيرة تجميل في الوطن العربي.
ميار بدهشة : واضح واضح وأنا اللي كنت فاكرة كل ده طبيعي… بس وضحت.
نجلا بتساؤل : هو ايه اللي فاكراه.؟؟؟
ميار : متشغليش بالك… ثم نظرت إلي آدم وقالت : أيتن بتنتظرك.
آدم : أوك… ياللا نروح.
اقتربت من أذنه : طب شيل إيدك من عليا.
سحب يده بهدوء واقترب من رأسها وقبلها… وهمس في أذنها : بس انتي النهاردة أحلي من القمر (وتركها وذهب)
كست حمرة الخجل وجهها… ثم ابتسمت بخجل ولكنها سرعان مازالت ابتسامتها عندما سمعت المدعوة نجلا : آدم… استني يادودو خدني معاك… هموت وأشوف أيتن.
شعرت بالغيظ وعندما اتجهت خلفهما… أحست بالغثيان وشعور بالقيء… غيرت اتجاهها وذهبت إلي الحمام…
انتهت ميار وغسلت وجهها ببعض الماء واستندت بيدها علي الحوض من فرط إرهاقها والتعب الذي حل بجسدها إثر التقيؤ.
نظرت لنفسها في المرآة وقالت لنفسها : إيه ياميار… مالك؟؟؟… غيرانة عليه ليه… زعلانة ليه اما لقيتي واحدة غيرك قربت منه… مش انتي اللي عايزة تبعدي.. خلاص.. هو انتي يعني فاكرة اما تسيبيه وتمشي هيعمل إيه… هيتجوز ويعيش حياته…. إيه… يتجوز!!!...أيوة يتجوز… شاب حلو وسيم وأي واحدة تتمناه… متقفيش في طريقه… أصل تكوني فاكرة ان اللي بيعمله معاكي ده حب… لا فوقي… لا مش حب… ده مجرد إحساس بالذنب وبيعامل كويس ويهتم بك عشان يريح ضميره بس…. (نزلت دمعتين من عينيها مسحتهما بسرعة) … بس كفاية كده ياميار… اهدي واخرجي… خلي الليلة دي تعدي علي خير عشان تشوفي هتعملي إيه…..
تأبطت أيتن ذراع آدم وخرج بها للصالة وبجانبه من الناحية الأخري نجلاء ابنة عمه… وجد مهاب ينتظره بلهفة… عندما رآها مهاب تراقص الحب في عينيه وملأت الابتسامة ثغره…
مال آدم علي أيتن وقال: نفسي أفهم إيه اللي عاجبك في أبو فصادة ده… صحيح مراية الحب عامية.
ضحكت أيتن : بس طيب وقلبه كبيرة يادومي.
آدم : طب ياختي اشبعي بالطيب ده… وشوفي حل في بنت عمك اللي لازقة فيا لزقة سودة دي… كان لازم تعزميها يعني.
أيتن : والله ما عزمتها… بتقول عرفت من الفيس بوك وكانت في دبي بالصدفة قالت اننا قريبين لها تيجي تبارك وتحضر معانا.
اقترب منهم مهاب : مبروك ياآدم… مبروك ياأحلي أيتن في الدنيا.
آدم : مبروك عليك أنت… اما احنا واخدينك بس عشان خاطر خالي الله يرحمه….
مهاب كتر خيرك وياللا عشان نلبس الشبكة ونلحق القنصلية نكتب الكتاب ونوثق العقد.
آدم : مستعجل أنت الدنيا هتطير…
أخذ مهاب يد أيتن ولثمها بقبلة ثم قال لها : أجمل عروسة في الكون… سيبك من اخوكي المجنون ده… القمر نزل علي الأرض النهاردة.
ابتسمت له ابتسامة ممزوجة بالحب والخجل…
آدم : اتنين مجانين اتلموا علي بعض… احنا نكتب كتابكم في مستشفي الأمراض العقلية.
أخذها مهاب وجلس بها في المكان المخصص بهم….
تلفت آدم يميناً ويساراً يبحث بعينيه عن ميار… مسكته نجلا من كتفه : بتدور علي حاجة ياآدم….
التفت آدم لها :أيوة بدور على ميار مشفتهاش…..
أشارت له علي غرفته : أيوة شيفاها داخلة الأوضة دي.
ابتسم لها بمجاملة : متشكر يانجلا… وذهب إلي الغرفة… دخل وجدها خالية…التفت ليخرج وجد نجلاء تدخل وتغلق الباب خلفها بالمفتاح وتضعه في فتحة فستانها عند الصدر.
آدم بذهول : فيه إيه يانجلاء… قفلتي الباب ليه… بتعملي إيه.
خرجت من المرحاض وجدت أيتن قد خرجت وجلست بجوار مهاب ….رأتها نوال فاقتربت منها : مالك وشك أصفر ليه كده ؟؟؟
ميار : لا أبدا مفيش حاجة .
نوال : طب روحي اقعدي وارتاحي بدل ماتقعي أدام الناس وتفضحينا ….
ميار : حاضر….ثم سارت وجلست علي كرسي وبحث بعينيها عن آدم ولم تجده ...وما زاد الشك في قلبها أن لم تجد نجلا أيضاً… شعرت بالقلق والوساوس قد تملكت منها.
آدم :فيه إيه يانجلاء.. قفلتي الباب ليه… بتعملي إيه؟؟!!!
نجلا بتهورها المعتاد تقترب منه : يعني اتجوزت ياآدم… ونسيت كلامك ليا… (مبفكرش في الجواز يانجلا… ورايا طموحات وأحلام يانجلا… هجوز أخواتي الأول) مش ده كان كلامك… وانا اللي كنت هموت عليك… عمرك ما بليت ريقي بالكلمة.
آدم : أيوة فعلا… بس الظروف حكمت يانجلا…
نجلا : ظروف إيه اللي وقعت واحد جان زيك في البنت اللوكال دي.
آدم : لو سمحتي يانجلا… متتكلميش عن ميار كده.
نجلا اقتربت منه ومسكت ياقة قميصه وقالت بحزن مصطنع : ايه يادودو… بتحبها؟؟
آدم وهو يدفع يديها : أيوة بحبها طبعاً… ميار انسانة جميلة… و..و..و...
وضعت نجلا يدها علي رقبته وبدأت تنزلها حتي صدره بطريقة إغراء محترفة ثم شرعت في فك أزرار قميصه : وحشتني يادودو.
دفع يدها ودفعها بعيدا عنه وقال بصرامة : ايه الجنان اللي بتعمليه ده… زمان وكنت بقول طيش مراهقة وعدم إدراك منك ولا انتي لسه فيك الانحطاط ده.
نجلا : انحطاط عشان لسه بحبك ياآدم.
آدم : افتحي الباب يانجلا بدل ماأمد إيدي عليكي… الناس برة وبلاش فضايح.
أخرجت نجلا المفتاح وقذفته علي الفراش…
فتح آدم الباب وخرج وهو يغلق قميصه ويعدل ياقته… في نفس اللحظة لمحته ميار ثم لمحت نجلا تتبعه بعدها بلحظات… عندما لاحظت نجلا أن عيني ميار عليها وهي خارجة من الغرفة أرادت أن تثير الشكوك بداخلها،،، فبدأت تعدل فستانها وشعرها وكأنه كان يحدث بينها وبين آدم شيء.
حينها شعرت ميار أن الأرض تميد بها،،، فحاولت بكل قوتها تمالك نفسها وأعصابها حتي لا تثير بلبلة في الحفل.
بعد دقائق كان مهاب يلبس أيتن محبس الخطبة وسط فرحة الجميع إلا نوال الذي لمحتها أيتن وهي تمسح دمعها… ثم تسحبت من وراء الجميع ودخلت غرفتها… فكرت ميار ملية ثم تبعت نوال ودخلت وأغلقت الباب.
نوال وهي تمسح دموعها وتحاول رسم قوتها : ايه اللي جابك ورايا.. فيه حاجة؟؟
ميار جلست علي طرف الفراش : جاية اقولك آسفة… آسفة اني دموعك النهاردة نزلت بسببي…
نظرت لها نوال بعينين دامعتين : في الأول والآخر أقدار… اخرجي عشان محدش يلاحظ غيابك.
ميار وقد غلبتها الدموع لرؤيتها لهذه المرأة القوية بهذا الإنكسار : أنا خلاص هسافر ودي آخر مرة ممكن نشوف فيها بعض… بس حبيت أقولك إني عمري ماكرهتك ولا زعلت منك… يمكن لو كانت جمعتنا ظروف أحسن من كده كنت اتمنيت انك تكوني أمي اللي فقدتها وأنا أكون بنتك… كل اللي عايزاه بس انك تسامحيني وتفتكريني بس بالخير…. (ووقفت واتجهت ناحية الباب للخروج)
نادتها نوال : ميار…. تعالي (وفتحت لها يدها لتحتضنها)... التفت لها ميار وجرت عليها وارتمت في حضنها باكية…..
قالت نوال لها وهي في أحضانها : له حق آدم يحارب الدنيا عشانك… خليكي ياميار… متسافريش.
اعتدلت ميار ومسكت يدها وقالت : مبقاش ينفع… لا الدنيا ولا الظروف اللي جمعتنا هتسيبنا عايشين مرتاحين… هيكون فيه دايما حاجز يمرر حياتنا… وانا بصراحة بعد موت أمي مش مستعدة نفسياً اني اكمل… عشان كده سامحيني ويشرفني انك تفضلي فاكراني
نوال : وحفيدي؟
ميار : انا هتواصل دايما مع أيتن وف أي وقت تنزلوا مصر انا تحت امرك في أي حاجة.
قاطعهم طرق الباب.. نوال : ادخل…
فتح آدم الباب وطل برأسه : ياللا ياماما عشان رايحين السفارة لكتب الكتاب… ثم سلط نظره علي ميار وكأنه يشبع عينيه منها.
نظرت له ميار نظرة غيظ ثم اخفضت بصرها… نهضت نوال وهمت بالخروج : ماتوسع يابني خليني أفوت
أفسح لها ادم الطريق لتخرج ودخل هو واغلق الباب
آدم : هنتأخر ياميار…
ميار : حاضر جاهزة… بس ممكن افهم انت حجزت ولا لسه؟؟
آدم : مستعجلة على إيه… هحجز بكرة ان شاء الله..
ميار : علي اتفاقنا خلاص… معتش هقعد هنا… وانت خليك هنا خد راحتك واعمل اللي يعجبك متشغلش بالك بيا.
آدم : مش فاهم قصدك إيه؟
ميار : اقصد احجز لي وانا هنزل مصر لوحدي.
آدم بحزن : لا طبعاً أنا جاي معاكي… اوصلك واطمن عليكي وعلي ابني… بس اوعديني ياميار انك تتواصلي معايا…
ميار وقد آلمها قلبها : انزل بس وربنا يحلها….
آدم : طب قومي زمانهم بيستعجلونا.
بعد عدة ساعات في احد المطاعم وفي ركن خاص يجلس العروسان…
مهاب : أنا مش مصدق إن أخوكي اقتنع يسيبك تخرجي معايا… دا طلع عيني… هو ايه البني آدم ده مخلوق من إيه.
أيتن بابتسامة : الفضل في ده بيرجع لربنا ثم لميار… هي الوحيدة اللي عرفت تقنعه.
مهاب : بصراحة كتر خيرها… بس سيبك أنتي أنا مش مصدق إن الحلم اتحقق وبقيتي مراتي.
أيتن بابتسامة خجولة : ولا أنا كمان مصدقة نفسي.
مسك مهاب يدها وقبلها : ربنا مايحرمني منك أبداً ياأحلي حاجة حصلت في حياتي.
أيتن بنظرة كلها حب : بحبك يامهاب…
قام مهاب وجلس علي ركبتيه ومسك يديها ونظر في عينيها : كلمة بحبك مش هتعطيكي حقك ياأيتن ولا هتعبر عن اللي جوايا… انا اللي أقدر اقوله ان حياتي بتبقي ضلمة وانتي بعيد مبتنورش غير في وجودك… ضحكتك شمس وعيونك نجوم.. أنا أيتن معرفش يعني إيه حب.. بس اللي أعرفه إن قلبي عمره مادق غير بيكي… ووضع علي كل يد لها قبلة حانية….
فتح آدم باب شقته وأشار لميار أن تدخل… دخلت ثم تبعها آدم… خلعت ميار حجابها وهي تزفر بقوة وقالت : يوم متعب جدا…
اقترب منها آدم وهو يخلع قميصه : أنتي كويسة…
ميار :اه كويسة بس مرهقة جدا…
آدم : طب ادخلي غيري هدومك وارتاحي….
ميار : عملت لي إيه في الحجز… أنا سمعتك في السفارة وانت بتكلم حد في التلفون وبتطلب منه حجز تذكرتين.
آدم بعصبية : خلاص ياميار… الحجز… الحجز… الحجز… جهزي نفسك بعد يومين… ارتاحي… خلاص نازلة مصر… وتركها ودخل غرفة مكتبه وصفق بابها بقوة.
جلست ميار مصدومة ووضعت يدها علي قلبها الذي آلمها فجأة لا تعلم لما شعرت بكل هذه الخيبة وهذا الحزن؟؟؟… ألم يكن هذا ماتريده….
بعد دقائق نهضت ودخلت غرفة اليوم وهمت بخلع فستانها… شعرت بنفس الغثيان الذي لازمها ورغبتها في القيء… ألقت فستانها علي الفراش وجرت علي المرحاض تتقئ… ظلت علي هذه الحالة دقائق حتي شعرت أن اعصابها انهارت وستقع علي الأرض من فرط إرهاقها بسبب القيء…. حتي وجدت يده تمتد وتسندها ويحتويها حتي لاتسقط… ارتمت علي صدره وأنفاسها تعلو وتهبط… فاحكم مسكها ورفعها من وسطها إلي صدره.
مسح علي شعرها بحنان وقال : ادخلك الأوضة ولا لسه محتاجة تفضلي هنا.
قالت بصوت متعب : لا دخلني الأوضة….
حملها بين ذراعيه وأدخلها الغرفة ووضعها علي الفراش بحب ثم أزال فستانها من عليها ونام بجوارها ودفن رأسها في صدره ثم نظر لها نظرة شاملة وهي ترتدي قميصاً أبيضاً قصيراً من الستان بحبلين رفيعين كانت ترتديه تحت الفستان ولم تستطع أن تغير ملابسها عندما غلبها القيء… تحولت نظرته إلي نظرة رغبة فيها عندما رآها بهذا القميص الذي يظهر أكثر مما يخفي… فبدأ أن يتحسس جسدها بحنان وحب…