رواية احرقني انتقامي الفصل الثاني عشر 12
لفصل_الثاني_عشر
حملها بين ذراعيه وأدخلها الغرفة ووضعها علي الفراش بحب ثم أزال فستانها من عليه ونام بجوارها ودفن رأسها في صدره ثم نظر لها نظرة شاملة وهي ترتدي قميصاً أبيضاً قصيراً من الستان بحبلين رفيعين كانت ترتديه تحت الفستان ولم تستطع أن تغير ملابسها عندما غلبها القيء… تحولت نظرته إلي نظرة رغبة فيها عندما رآها بهذا القميص الذي يظهر أكثر مما يخفي… فبدأ يتحسس جسدها بحنان وحب...ثم مرغ أنفه في رأسها يستنشق رائحه شعرها المميزة لديه فهذه وحدها كفيلة بإستثارته واقتحام حصونه...هي الأخري بدأت تنهار قواها من لمساته من ناحية ومن رائحته التي تتسلل بعمق إليها لتسلبها كل اتزانها ومن لهيب أنفاسه التي تشعر بحرارتها وانفه التي تدغدغ مشاعرها… كانت نبضات قلبها تزيد وتزيد مع لمساته وبدأت تعلو أنفاسها بشكل لاحظه آدم فناداها : ميار…. رفعت رأسها له بنظرة خجل ورغبة في آن واحد… فقال لها :أنتي تعبانة… هزت رأسها بالنفي… علم أن عدم انتظام أنفاسها استجابة له… نظر لها ثم هبط يلتهم شفتيها بنهم وشوق بالغ… هي الأخري لم تستطع مقاومته،، فسقطت معه غارقة في بحر الحب…….
*في مصر… في منزل عاصم :
مراد :أناعايز أفهم يعني ايه ماتوا…
عاصم بعصبية : يعني ماتوا… ماتوا عقبال عندك.
مراد : يعني أغيب كام شهر أرجع ألاقي أمي وأختي ماتوا… يعني أمي ماتت من غير ما اقولها سامحيني ياما علي كل اللي شوفتيه بسببي… ميار ماتت من غير مااقولها انك كنتي انضف حاجة في حياتي…. انت بتقول ايه (ثم قام وامسك والده من ملابسه) مموتش انت ليه علي الاقل كنا ارتحنا منك… انت السبب في اللي انا فيه ووصلت له ده… ثم جلس علي الأرض يبكي…
وقف والده من جلسته : ليه انا اللي قولتلك مد ايدك واسرق… انا اللي قولتلك اشرب مخدرات وبرشم وخد الهم اللي بتاخده ده… ده انت دمرتني وخليتني بمشي مطاطي راسي بسببك يارد السجون… امشي اطلع بره والبيت ده متدخلوش تاني.
مراد بإنفعال وبكاء: مش طالع… كفاية بقى… إيه مزهقتش… كنت اما تزعل مني تطردني تطردني… مكنتش بلاقي ملجأ ليا غير ولاد الحرام… عارف يعني ايه ولاد حرام… يعني كل حاجة مباحة… وكل اما كنت ازهق وعايز امشي صح وارجع… كنت برضه بتطردني… لما خلاص مبقاش ليا مكان غيرهم… بس دلوقتي خلاص… خلاص بقي انا اتدمرت… مش كفاية أمي وأختي ماتوا وانا مش جمبهم ولا عمري كنت جمبهم بسببك… كنت دايما باعدني… مروحتش انت ليه مكانهم يمكن كنا نرتاح.
-فرت دمعة قهر من عين عاصم وترك ابنه ودخل غرفته ينعي همه بعدما أصاب بيته من عاره بابنته الذي سيظل يحمله مدي الحياة وفراق زوجته التي لم يعرف لها بقيمة إلا بعد أن تركته وابنه الذي ظن منذ أن كان طفلاً أنه سيكون سنداً له ولكن خيب ظنه بفشله وانحرافه والآن يحمل أباه الذنب… هو في حيرة من أمره ياتري من الجاني ومن المجني عليه… يري أنه لم يخطيء في حقه ولم يرد الا الحزم لكي يعتدل ميزان بيته… جلس على الفراش ووضع رأسه بين يديه وظل يبكي… فلم يعد قادر علي حمل كل هذا الهم….
عاشت بين يديه لحظات وكأنها حلماً جميلاً… نعمت بقربه واحتوائه لها اغرقها بحنان لم تتوقعه أبدا … لم تتخيل أبداً أن تعش لحظات سعيدة كهذه فأنوثتها كانت تفيض بين يديه … وبعد قليل كانت تستكين في أحضانه بعد أذاقها لذة جنته…. مسح علي شعرها وقال : ميار…
ميار :نعم
آدم يرفع وجهها له وهي تشيح بعينيها خجلا منه :مالك ياميار… أذيتك؟
ميار بنفي ووجه محمر من الخجل : بالعكس…
آدم بحنان : طب مالك… عيونك بتقول كلام غير انك سعيدة…
ميار : خايفة أوي… مكنش ينفع ان ده يحصل… مينفعش وخصوصا دلوقتي…
آدم : طب مانحسبها بشكل تاني… مايمكن ده حصل دلوقتي عشان نوثق علاقتنا ونكمل سوي.
ميار : لو كملنا هيفضل الماضي دايما عائق في طريقنا… شبح هيطاردنا كل اما خطينا خطوة لأدام……
مسك آدم يدها وقبلها بحب وقال : ميار… أنا بحبك… وحبي ليك…
قاطعته ميار : قولت إيه… بتحبني أنا؟!!!
آدم بابتسامة حب : ومعرفتش يعني إيه حب غيرك معاكي… وحبي ليكي هيخليني أحارب الدنيا كلها عشان نكمل سوا… ويكن في معلومك أنا هنزل معاكي مصر وهرجع بكي تاني.
ميار بتعجب : مش فاهمة؟!!!
آدم وهو يرجعها لصدره ويمسح علي شعرها : يعني حبيبتي الزنانة اما كل يوم انزل مصر انزل مصر… حجزت لها تنزل لباباها… بس قولت ننزل نوضح الامر لباباها وهرجع بها تاني… وعمري ماهسيبها تاني… بس متقوليلهاش بقي.
ميار : لا حبيبتك زعلانة منك…
آدم : ليه بس أنا عملت إيه؟؟
اعتدلت ميار جالسة مربعة يديها علي صدرها : إسأل نفسك عملت إيه النهاردة في خطوبة أيتن؟؟
آدم بحيرة : مش عارف والله… قولي ولك حق تأخديه.
ميار : كنت بتعمل إيه في الأوضة مع عروسة المولد دي..
آدم : مين عروسة المولد دي… ثم فكر ملية وانفجر ضاحكا وقال من بين ضحكاته...نجلا
ميار بغيظ : بتضحك… صحيح الرجالة كلهم كده كل همهم رغباتهم ونزواتهم وشهواتهم.
آدم بتعجب : إيه!!! ثم اقترب منها واحتضن رأسها وقال: رغبتي فيكي انتي وشهوتي هي انتي… ومفيش واحدة في الدنيا تأثر فيا غيرك….
ميار بدلال : ونجلا دي كنت بتعمل معاها إيه…
آدم : والله ما عملت معاها حاجة… سيبك منها دي واحدة مخها طاقق…
ميار : يعني كانت عايزة منك إيه ياآدم انطق.
آدم رفع رأسها ونظر لعينيها : دي أول مرة تناديني باسمي… مكنتش اعرف انه حلو أوي كده… وكمان تعالي أقولك كانت عايزة إيه…..
(ملناش دعوة بهم ياجماعة سيبوهم علي راحتهم)
بعد يومين في شقة نوال….
مهاب : اخلصي ياأيتن هنتأخر… كل ده لبس
آدم : متعليش صوتك في البيت وأنا موجود ياحيوان أنت.
مهاب : ماتيجي ياآدم أعملك عملية وأأقص لك حتة من لسانك….
خرجت ميار مع أيتن من الغرفة… قالت : أيتن… خلاص احنا جاهزين…
نوال وهي توجه الحديث لميار : لسه مصممة يابنتي… الطيران غلط عليكي في شهورك الأولي….
ميار : متخافيش ياماما… ربنا هيستر وآدم معايا…
آدم : متقلقيش نفسك ياماما وزي ماوعدتك هرجع لك بها… خلاص مبقاش بمزاجها….
نوال : ربنا يرجعكم بالسلامة يابني.. خلوا بالكم من بعض….
واحتضنت نوال كل من ميار وآدم……
*السيارة في طريقها إلى المطار .. مهاب يسوق وبجانبه أيتن وآدم وميار في الكرسي الخلفي…
آدم : مش عايزك يابتاع انت تنط كل شوية وانا مش موجود.
مهاب : حد سمع حاجة ياجماعة… انت عبيط يابني… دي عمتي ومراتي مالك أنت؟؟
آدم : لسه مبقتش مراتك دا كتب كتاب… احترم نفسك أصل أفضها وبصراحة أنا بتلكك.
ضحكت ميار وأيتن علي مزاحهم معاً وقالت أيتن كأنها ترضي طفلاً : حاضر يادومي اللي عايزه هيتعمل ثم نظرت لمهاب وغمزت له….
آدم : شوفتك ياأيتن… الحيوان ده هيفسدك عليا ياأيتن متسمعيش كلامه.
مسكت ميار يده : خلاص ياآدم بقي سيبهم براحتهم دول مكتوب كتابهم….
مهاب : سيبيه يقول اللي عايزه… هو الكلام بفلوس…..
بعد ساعة كانت ميار ممسكة بيد آدم في الطيارة….
نظر لها آدم : تعبانة؟؟؟
ميار : لا بس دايخة شوية…
آدم : ممكن نعتذر وننزل قبل ما الطيارة تقلع…
ميار : لا يا آدم… ده شيء طبيعي…
آدم : طب اهدي يا حبيبتي وتعالي علي كتفي…
مالت برأسها علي كتفه وقالت : تعرف يا آدم إن أول مرة أركب طيارة يوم ماجيت معاك هنا…
آدم بنبرة حزينة : عارف ياميار وياريت الوقت يرجع شوية وانا كنت عكست كل شيء
ميار : بالعكس ياآدم… يمكن اللي حصل ده هو اللي أثبت لي معدنك الكويس وقلبك الكبير….
آدم : كلها أيام ونرجع ياميار ووقتها بقي هعوضك عن كل حاجة حصلت لك في حياتك….
ميار وهي تتمسك في ذراعه بقوة : بس انا خايفة أوي ياآدم.
آدم يمسح بيده الأخرى على شعرها بحنان : ليه بس ياحبيبتي… كل حاجة هتتظبط وتعدي وهنرجع سوا.
ميار :قلبي مقبوض كده… ومش عارفة مالي.
آدم : متخافيش ياحبيبتي… أنا جمبك وهفضل جمبك طول العمر.
ميار : ربنا يخليك ليا ياآدم ومايحرمني منك أبداً…
آدم يأخذ يد ميار ينزلها من سيارة أجرة نقلتهم من المطار…
آدم : عارف ياميار أنك تعبتي من السفر والطريق بس خلاص وصلنا.
ميار : فعلا انا تعبت جدا… بس ريحة شارعنا فوقتني… مهما كان ليا هنا ذكريات مؤلمة بس اكيد كانت فيه ذكريات جميلة… تفتكر ياآدم بابا هيقابلني إزاي؟؟
آدم : أكيد هيكون غضبان وزعلان عشان اللي أنا نيلته بس أكيد كل حاجة هتتصلح إما نفهمه الحقيقة.
ميار : أنا مطمنة عشان انت جمبي ومعايا بس يا آدم أنا مش مصدقة إني هدخل البيت ومش هلاقي ماما فيه…
آدم : ربنا يرحمها ويغفر لها… بس ترتاحي وهنروح نزورها لاني انا كمان عايزها تسامحني.
فتح عاصم الباب وتفاجأ عندما وجد الطارق آدم….
عاصم بذهول : أنت… خير يا بني…
ظهرت ميار من خلف آدم…. نظرت لأبيها وقد تغير شكله كثيرٱ رغم انه لم يمر علي بعدها عنه سوي أيام قليلة… لأول مرة تراه بهذا الضعف...
آدم : إزيك ياعمي جايين نزورك.
عاصم والشرر في عينيه: انت يابني مش قولت هتستر عليها… جايبها ليه تاني...
تجمعت الدموع في عيني ميار وقالت : وحشتني يابابا….
آدم وهو يأخدها تحت ذراعه : أنت فاهم غلط ياعمي… بس اسمح لنا ندخل.
عاصم وهو ينظر لها بغل وكراهية : اتفضل….
دخلا الاثنان وميار تتمسك بيد آدم وتستنجد به… جلست علي الكرسي المجاور لآدم ومازالت متمسكة بيده وقالت : بابا اسمعني… أنا….
عاصم : اخرسي… أنا بنتي ماتت….
آدم : ياعمي… أنا جايلك النهاردة عشان أوضح لك الحقيقة….
عاصم : حقيقة ايه… يابني أنا قولتلك ان معروفك ده في رقبتي ليوم الدين…
آدم : ياعمي أنت اللي أهدتني هدية… هفضل اشكرك عليها طول ماأنا عايش… ياعمي بنتك دي أشرف بنت في الدنيا… أنا اللي ظلمتها… أنا اللي ادعيت عدم شرفها… وجاي النهاردة عشان أخلص ضميري أدام ربنا وأدامك لأني ظلمت ميار وهي متستاهلش كده.
نظر له عاصم بذهول ونظر لابنته وجدها مدمعة العينين،،، قال لآدم : وليه… بنتي عملت فيك إيه… يعني ظلمتها ليه… خلتني اعمل فيها كده ليه…
آدم بعينين ملؤها الندم : أحب احتفظ بالأسباب لنفسي…
نهض عاصم ومسك آدم من ياقته : يعني تفتري علي بنتي وتظلمها وتقول احتفظ بها لنفسي… تلوث شرف بنتي وسمعتها وتقولي…
نهضت ميار وامسكت أباها من ظهره تبعده عن آدم : بابا ابعد عنه… آدم معذور…
في نفس اللحظة فتح مراد باب الشقة بمفتاحه الخاص… ونظر للجميع ثم قال:
… ميار!!!... أنتي لسه عايشة!!!
ميار بذهول : مرااااد!!!
أتمنى أن الفصل يعجبكم ومتنسوش رأيكم وتوقعاتكم في التعليقات
الفصل الثالث عشر من هنا