رواية طليقي ولكن الفصل العاشر 10 بقلم سامية صابر
الفصل العاشِر / عِناقْ_ طَليِقي ولكِن ..
_لم أدْر ما طِيب العِناقْ عَلى الهُوى، حَتي ترفق ساعِدى
فَطَواكِ وتأوَّدتْ أعْطَافُ، بأنكِ فى يديَّ، واحمَرَّ من خفريهما خدّاكِ_
___
حاولت رميم مرة اُخرى، جاهدة فى أن تبعدهُ عنها بغضب ،حتي قالت بصوت عالى وهى تبكى
=انا حامِل مِن فهد .. سيبنى بقولك سيبني..
توقف فاروق مرة واحدة بصدمة وهو ينظر لها بصدمة وقال
=ازاي.. ازاى يعني .. انتوا سيبتوا بعض سيبتوا بعض..
=لسه مع بعض وهنرجع تانى.
قام بصفعها بقسوة شديد لتفقد وعيها، فيظل يضربها بقسوة اكثر ثُم راى الدماء تسيل منها قبل جبينها قائلا
=انا اسف .. اسف يا رميم اسف يا حبيبتى..
مال عليها يُقبلها بخوف وقلق ،وهو يُملِس عليها وكأنهُ مريض نفسى.
___
فتح فهد هاتفه يتصل بصديقه مرة أخرى، فقال بتساؤل
=فيه اي اخبار عن فاروق؟
=لأ مفيش، داهموا بيته بس مفيش حد هناك.. لكن فتشنا البيت حتة حته.. لاقيت حاجة غريبة ؟
=حاجة ايه ؟
= احم..لاقيت صور ل رميم فى فيلته؟
=صور رميم ..!!!!
=وصور بنت تانية بس شبه رميم اووى لدرجة انى فكرتها هي برضوا..
=طيب ابعتلي الصور كده ، واه صح .. رميم مختفية وانا قلقان وخايف عليها بقالى شوية بدور فى اى مكان ممكن تروحه أو اى حاجة مفيش اى رد او حاجة، هينفع نحدد مكانها من خلال رقم التليفون ولا مش هنعرف ؟
=ابعتلى الرقم وهشوف دلوقتى مع انى ده غلط بس علشان نضمن سلامة رميم..
=متتأخرش عليا علشان خاطرى ، انا قلقان عليها اوى ..
___
نهضت وهى تنتفض من مكانها وتلتفت حولها بخوف تود الصراخ ولكن صوتها لا يطلع، قال أنس وهو يُطالعها بصدمة
=اهدى اهدى يا نور انا جنبك..
عانقتهُ وهى ترتعش ومشهد موت والدتها يظهر امامها مرارا وتِكراراً، ملس وجهها بحنان قائلا
=اهدى ماتخفيش ممكن ؟ انتِ بخير وانا هنا، حاولى تهدى ونامى تانى انا هنا...
هزت رأسها وهي تتنهد براحة بعض الشيء ،ابتسم لها بدفيء كم ان احتضانها شيء جميل جداً، احتضان مَن تُحب شُعور لا يوصف وإنما يُحسْ.
رن هاتفه برقم عز ليعود وجهة للعبوس مرة أخرى رد قائلا
=ايه يا عزيز؟
=فهد رن عليا بس معرفتش ارد ،فيه حاجة ولا ايه لو تعرف يعني؟
روى لهُ ماحدث بالظبط فقال عزيز بقلق
=ربنا يستر انا هتصل بيه ولو فيه حاجة هساعده ، وانت خلى بالك من نور كويس..
=خلاص يا عزيز انا هخلى بالى منها مش محتاج انك تقولى.
=مالك اتعصبت ليه.. اهدى بس انا بأكد عليك لان بيجيلها نوبات احياناً وخايف عليها مش اكثر..
=وانت كمان عارف النوبات ... ماشي متخافش عليها سلام.
أقفل الهاتف بغضب ونهض الى الشُرفة بضيق، مُجرد التفكير بأن صديقه يُحب الفتاة التى أحبها واعجب بها يغضبه بشدة ...
___
بعد مرور القليل من الوقت..
وصل فهد الى العنوان الذي اعطاه اياهَ صديقه وحذرهُ من التهور وانهُ سيسبقه، تسلل فهد الى الداخل بهدوء شديد وحذر ينظُر الى الارجاء ليرى رميم مُقيدة بالأحبال وعلى الأرضية بها بعض الدماء ولكنها تستفيق قليلاً وبجانبها فاروق يُملِس على وجهها وشارد، تفهم فهد انهُ يمُر بحالة مرضية ، ولكِن نار الغيرة لم تهدئ داخِلهُ فهو غاضب كونها قريبة من هذا الرجُل الى تلك الدرجة، ولكن خوفه عليها وعلى الكدمات التى بوجهها أكثر...
اخرج من جيب بنطاله المُسدس المُرخص الذى يكون معهُ بإستمرار ،وبدء فى الدخول قليلاً ليرفعهُ فى وجهة فاروق قائلا
=سلم نفسك وأبعد عنها والا هقتلك...
ابتسم فاروق قائلا
=فهد باشا كُنت منتظر وجودك...
نهض وهو يمسك السكين ووضعها على رقبة رميم ووقف بها لتصرخ هي بخوف قائلة
=فهد امشي امشي الانسان ده مريض نفسى هيأذيك...
قال فهد بتحذير
=سيبها والا هتندم هتندم أوى فوق ما تتخيل.. وقابلنى راجل لراجل...
تركها فاروق لتقع ارضاً وهى تبكى ، واقترب من فهد وبحركة غدر ضربهُ بالسكين فى بطِنه، صرخت رميم وهى تبكى قائلة
=فهد فهد .. انت كويس يا فهد..
قام فهد بضرب فاروق ،ودارت بينهم معركه عنيفة لوقت طويل، شوهَ كُلٍ منهم الاخر، ورميم تبكى خوفاً على فهد ، ولكن وصلت الشُرطة واخيراً ومعهم صديق فهد الذي هجموا على فاروق قيدوه وهو يصرخ بهم ك الثور الهائج، هو مريض نفسي هارب من بلد أخرى وانتحل شخصية أحد اخر..
كما انهُ كان يحب فتاة تشبه رميم بدرجة كبيرة ولكنهُ قتلها بيديها ولما ماتت ورأى رميم أحبها وقرر ان يكون مصيرها ك مصير تلك الفتاة، لكنهُ لم ينجح وانكشف واخيراً ..
ركض فهد نحو رميم وفك عنها القيود لتبكى بحرقة وهى تقول بخوف عليهِ
=انت .. انت كويس .. انت متعور وبتنزف كمان ...
قال وهو يتألم
=انا كويس .. انتِ كويسة عملك حاجة؟
هزت رأسها برفض فعانقها بقوة يُطَبِطب على كتفها بحنُو، بينما هى تبكى خوفاً على جرحه فقال بإبتسامة
=انت لسه زي ما انت يا جعفر..
ضربتهُ فى يديهِ بقوة قائلة وهى تبكى
=انا مِش جعفر..
ليُقهقه على طفولتها البسيطة ونهضوا معاً الى الخارج وقال لها
=سوقى انتِ يلا..
امسكت المفاتيح وقادت السيارة بسرعة فائقة وكان حوليها سيارات الشُرِطة، وقادت هى حيث المُستشفى من اجل جرح فهد الذى ينزف بقوة ..
___
جلست ايلين بغضب على المقعد قائلة
=هو ده اللى حصل يا ماما .. علشان تقوليلى انتِ بتظلمى فهد هى الحرباية اللى اسمها رميم هي اللى مخلياه يكرهنى وبيعاملنى بالطريقة دى...
=وهتعملى ايه ؟
=هخليه يندم على القلم اللى إدهولى ده وهخليها تندم انها فكرت توقف قُدامي.
__
بعد مرور بعض الوقت، انتهى فهد من تضميم جرحه وخرج حيث تنتظره رميم قالت بلهفة وهى تتجه نحوه
=انت كويس..
ملس على وجهها قائلا
=انا كويس متقلقيش..
ابعدت يديهِ فى عُنف قائلة
=ايدك يا با لتوحشك، شيفاك عمال تقرب منى ونسيت ان ده ممنوع..
=يا ساتر يارب .. جعفر رجع أهو انتِ كده رميم بجد.. بس انا مريض مش المفروض تسندينى ولا إيه ده انا حتى أنقذتك من الموت...
=شش إسند نفسك .
قالتها وتحركت للأمام ببرود كم ودت لو عادت ولكنها يجب أن تقسو حتي يتعلم الادب ،بينما سار هو خلفها دون شيء ،يكفى انها بخير الان وفى احسن الاحوال...
قام بإيصالاها الى المنزل ،لتهبط من السيارة دون ان تتحدث فقال بصوت عالى
=جعفر..
=عايز ايه..
=خلى بالك من نفسك..
=مالكش دعوة.
قالتها وصعدت للأعلى وهى مُرهقة، استقبلها أنس واطمئن على حالها والقى نظرة عابرة على نور النائمة وقال .
=بلاش تصحيها كانت قلقانة عليكِ، والكوابيس كُل شوية تجيلها..
=ماشي تمام شكرا يا أنس.
ودَّعها أنس وهبط الى الاسفل دلف الى سيارة صديقه ورحلا معاً بينما كانت تُراقبه هى من الاعلى ثُم أقفلت النافذة ودلفت الى الداخل أبدلت ملابسها ووضعت الغطاء اكثر على نور ،ودلفت الى فراشها ،لم تستطيع النوم ومشِهد عناق فهد لا يُفارقه، كم عناقه جميل ودافىء، ابتسمت بخجل ثُم قالت بغضب بعضها
=جرا ايه يا رميم ما تفوقى لنفسك كده اومال.. متنسيش اللى عمله معاكِ وايام النكد والعياط لا متنسيش بسبب موقف بسيط عمله معاكِ .. فوقى كده..
أكملت وهي تبتسم
=بس جه وأنقذنى زي البطل كده.. محستش بخوف لما جه.. وازاى حضنني، زى الروايات كده.. أول حُضِن لينا..
أكملت وهي تضرب رأسها
=كفاية بقا منى لله واللهِ ..
فى نفس الوقت الذي كان يُفكر فيها ،تُرى لماذا يشعُر بأشياء غريبة الان نحوها؟ ك الحُب والاشتياق، اهل لانها أصبحت جميلة ؟ ام انهُ لم يرتاح ل ايلين ..؟ اهذا حقاً حُب أم انهُ يخدع نفسه ام ماذا ؟
___
فى صباح يوم جديد ،بعدما اطمئنت نور على اختها وتحدثوا لوقت طويل ، نهضت رميم قائلة
=انا رايحة البس.. هروح الشركة تحبى تيجى معايا؟
هزت رأسها وهي تبتسم لانها تود رؤية أنس ، الذى تتعلق بهِ يوماً بعد يوم ..
ف تجهتزها ليذهبان معاً الى الشركة، دلفت رميم برفقتها نور ما ان رأها أنس دلف الى غرفته بضيق لا يود رؤيتها بينما هى التى اتجهت نحو غرفته تلقائي، فى حين ان فهد استقبل رميم التى تنظُر له بغرور وكبرياء، قال لها بتساؤل
=انتِ افضل النهاردة؟
=عادي.. احم انت كويس ؟
أكملت ولم تعطيه فرصة الرد
=أو مِش كويس مِش مُهم كتير على فكرا...
=طبعاً اومال...
اثناء حديثهم المليء بالشد والجذب، دلف الظابط ومعهُ رجُلان من العساكر ،قال الظابط بتساؤل
=انت فهد ؟
=ايوة انا خير يا حضرة الظابط ؟