رواية قصة حياة كاملة بقلم نورسين محمد
كم هي صعبةٌ تلك الّليالي والايام الّتي أحاول أن أصل فيها إليكِ محبوبتي، أصل إلى شرايينك لأتخلل الطريق إلى قلبك
لأستمع لنبضاته التي تنبض بإسمي، كم هي شاقّة تلك الليالي وانتِ بعيدة عني، كم هي صعبة تلك اللحظات الّتي أبحث فيها عنكِ لأجدني وقد استفقت من تلك الاحلام علي هذه الحقيقة المؤلمة
اعيش في عذاب الحبّ واتمني لكِ سعادة الدارين، الحزن بقلبي قد حفر وديان تنهمر فيها دموعي فما بالك بعيون تبكي وتنهمر كالمطر ولكنها كبراكين الأحزان، ما بالك بهموم تمنع كلّ ابتسامات الألوان ولم تبقى منها غير سوادها، تتبختر داخل وجداني لتمنعني من كلّ حنان، تجعلني أمير الاحزان، تجعلني بقايا إنسان قد مات وماتت أحاسيسه ومشاعره وهو علي قيد الحياة، يا حبّي قد عشت سنيني، اتحمّل شوقي وحنيني إليكِ، أتألّم في صمت يدوّي تلك الجروحات التي حفرت بداخلي أضعاف ما حفرت داخل بساتيني، قد كنت في الحبّ أميرة أحلامي، أخذتني النّشوة لعينيك، جعلتني في الحبّ أسيرك ولكن كنتِ وستظلين اميرة الاحلام.
أدمنتُ أحزاني فصرت أخاف ألّا أحزنا
وطعنت ألافاً من المرّات حتّى صار يوجعني بأن لا أُطعنا ولُعِنْتُ في كلّ اللّغات وصار يقلقني بأن لا أُلعنا
ولقد شنقت على جدار قصائدي ووصيتي كانت بألّا أُدفنا وتشابهت كلّ البلاد فلا أرى نفسي هناك ولا أرى نفسي هنا، تشابهت كلّ النّساءِ فجسمُ مريمَ فيِ الظّلام كما منى...
ما كان شِعري لعبة عبثيّة أو نزهة قمريّة إنّي أقول الشّعر سيدتي - لأعرف من أنا
أنا العاشق الذائب في حبك منذ الولادة حتي ادفنا.
*****
الفصل الاول
والد آمال : صباح الخير يا حاجه تعالي انا عاوزك شويه
والدة آمال : صباح النور خير يا حاج في حاجه ؟؟
والد آمال : خير ان شاء الله .. الشيخ عبد الرحمن كلمني امبارح وطلب آمال لمحمود ابنه والولد كويس وطيب وابن عائله محترمه الناس كلها بتشهد بكده ونسبهم شئ يشرف اي عيله .. انتي اتكلمي مع آمال وجهزوا نفسكم هما جايين عندنا يوم الخميس علشان يتعرفوا علينا ويشوفوا البنت
والدة آمال : ماشي يا حاج اللي تشوفه
ذهبت والدة آمال وتحدثت مع أبنتها وأبلغها عما قاله والدها
آمال : خلاص ماشي ان شاء الله اللي بابا شايفه وطالما قال انه كويس اكيد يبقى كويس بس متعتبريش دي موافقه اما اشوفه الاول
والدة آمال : ماشي ومحدش هيغصبك علي حاجه شوفيه الاول وفكري وبعدين ردي علينا
مرت الايام انه يوم الخميس وقد تمت المقابلة ووافقت آمال علي محمود وتم زواجهما في مسكن قريب من مسكن والد آمال وذلك كان سبب من اسباب موافقه آمال علي محمود انها سوف تعيش بالقرب من اهلها
في بيت محمود مرت السنوات
آمال : يا هدير ياله يا بنتي انزلي مع اختك اتفرجوا علي فستان الزفاف ولو عجبك حاجه احجزيها وشوفي الكوافير علشان الفرح مبقاش عليه كتير
( آمال ربة منزل لم تتم دراستها .. توقفت عند الصف الاول من المرحلة الإعدادية ولكنها علي قدر كبير من الثقافة حيث انها كانت دائمة القراءة واهتمامها بقراءة الجرائد وخاصة اخبار السياسة جعلتها تواكب الاحداث ولم يفوتها اي حدث من الاحداث اليوميه التي تمر بها البلد والعالم ككل وساعدها علي ذلك توافر الجرائد والمجلات المختلفة التي كان يجلبها الاب للمنزل يومياً فهي بالإضافة إلي ذلك كانت متابعه جيده للأخبار علي شاشه التليفزيون، تزوجت من محمود وأنجبت ثلاث بنات هم هدير وهاجر وهويدا )
هدير: حاضر يا ماما، انا مش عارفه انتوا مستعجلين علي أيه ما لسه بدري
( هدير حاصله علي بكالوريوس الحاسب الآلي ونظم المعلومات، فتاة جميلة بشرتها بيضاء وشعرها اصفر ذهبي طويل وعيونها خضراء بلون الزرع وتشبه جدتها لوالدها، متوسطة الطول، نحيفه القوام، ورثت عن والدها حب الموسيقي وممارسة الرياضة، بعدما انتهت من دراستها عمِلت مُدرسة للكمبيوتر في إحدى المدارس الخاصة ولكن لعدم اهتمام المدرسة بصيانه الأجهزة طلبت من المدير ان تعمل كمُدرسه للتربية الرياضية حيث ان لديها خبره في هذا المجال وحصلت فيه علي اكثر من بطولة فوافق علي الفور بعدما قدمت له شهادات تثبت به صحة كلامها، تمت خطبتها علي ابن صديق والدها التي لم تراه في حياتها الإ مره واحده منذ كانوا ان صغار ولكنه القدر وهي الآن تُجهز نفسها للزواج منه)
آمال : يا بنتي لسه بدري أيه فاضل تلات اسابيع علي الفرح وبتقولي لسه بدري
هاجر: هو انتوا مش بتبطلوا خناق ابداً ياله يا هدير انا لبست وجهزت نفسي
( هاجر اخت هدير، اصغر منها بثلاث سنوات وحصلت علي نفس شهادتها ولكنها لم تدرس بالثانوي العام وفضلت دراسة دبلوم التجارة، هي خمراويه البشرة وشعرها أسود متوسط الطول وعيونها بني غامق ومتوسطة الطول وممتلئة قليلاً عن هدير، ارتبطت في السنة الثانية لها بالمعهد بزميلها احمد وعلي الرغم من انه اكتفي بدراسة سنتين فقط ولم يحصل علي البكالوريوس الإ انه اوفي بوعده لها وبعدما تخرجت ، كان قد حصل علي وظيفه في إحدى الشركات الكبرى وبدأ في تجهيز عش الزوجية وتقدم بالفعل لخطبتها وسوف يتم زواجهما بعد سنتين من الخطوبة)
هدير: ياله يا بنتي خلينا نخلص.
_______
توجهت كلٍ من هدير وهاجر للتسوق وفي اثناء سيرهم في الطريق بدأت هاجر تتحدث لهدير
هاجر: يا بنتي في أيه هو انتى ليه علي طول بتتخانقي كده؟
هدير: انتى عارفه اني مش عاوزه اتجوز دلوقت وانا رفضت ١٣ عريس اشمعني ده يعني اللي هوافق عليه وماما عارفه اني مش موافقه اصلاً ووافقت بس علشان بابا اتكلم معايا وهو تعبان وقالي " يا بنتي اتجوزي بقى انا نفسي اجوزك وافرح بيكي قبل ما اموت " انما غير كده كنت هرفض بردو .. انما أهي جوازه وخلاص.
فمتفضلوش بقى كل شويه تضغطوا عليَّ، الوقت والفرح والحاجه اللي ناقصه لان كل حاجه هتخلص في وقتها.
هاجر: طيب خلاص اهدي بقى احنا نزلنا خلاص، الله تعالي شوفي الفستان ده حلو اوي، ويدخلوا معاً ليشاهدوا الفستان من قريب ويكملوا باقي يومهم خارج المنزل ويعودوا للبيت في المساء.
آمال تُجهز البيت وطعام الغداء وبعد ان تنتهي من اعمالها المنزليه تجلس لتنتطر عودة الجميع ليتناولوا معاً طعامهم
عودة للماضي.......
من أربعه وعشرين سنه ف بيت هادئ متوسط الحال تستيقظ آمال وكالعادة تفتح الراديو علي إذاعة القرآن الكريم وتتوجه للمطبخ لتبدأ تجهيز طعام الافطار لزوجها فهو دائماً يتوجه لعمله مبكراً وعندما تنتهي تقوم بتحويل القناة علي قناة الاخبار حتي تتابع الاخبار الصباحية وتنتظر حتي يستيقظ محمود ليتناولوا معاً طعامهم ولكنها اليوم تشعر بالمرض علي غير عادتها
آمال بإجهاد ووهن قائله: محمود انا حضرت الفطار والساعة ٧ كده ممكن تتأخر علي الشغل.
محمود: حاضر صحيت خلاص، جاي اهو.
( الأب محمود يعمل صحفي في إحدى الجرائد المشهورة وهو من عائله كبيره جداً تشتهر بالتدين واغلبهم من العلماء المتفقهين في الدين وهو الي جانب ذلك ورث من والده حب الدين والبحث والمتفقه في اموره إلي جانب حبه للقراءة في جميع المجالات وحب الرياضة وممارستها وحب الموسيقي)
- صباح الخير
- صباح النور يا آمال، عامله أيه النهارده، لسه تعبانه؟
- آه تعبانه اوي عندي مغص ولازم اروح للدكتور علشان متابعة الحمل.
- طيب اتصلي بالعيادة احجزي الميعاد واما ارجع من الشغل نروح نكشف
- خلاص ماشي إن شاء الله.
- افطري بقى واحجزي الميعاد وخُدي الدواء بتاعك ونامي لحد اما ارجع من الشغل ومتعمليش غداء النهارده خليكي مرتاحه وانا هجيب أي حاجه وانا راجع من برا
- حاضر.
- شكلك مش مطمني تحبي اتصل آخد اجازه النهارده واقعد معاكي ولا ابعتلك بطه تقعد معاكي
( فاطمه هي بنت السيدة الطيبة جارتهم وقد افتتحت محل صغير لتربي منه اولادها بعد وفاة زوجها وفاطمة هي الملقبة ببطه اصغر بناتها وهي دايماً متواجدة في بيت محمود لتساعد آمال محبة فيها وليس بغرض العمل والحصول علي المال وهي بنت سمراء البشرة، نحيفه القوام، تتميز بشعرها الاسود وعيونها الداكنة اللون، طيبه جداً ودايماً ابتسامة الرضا لا تفارق وجهها الجميل، تزوجت وانجبت ثلاث بنات وولد وقد أسميت ابنتها الاولي آمال علي اسم الام والثانية هدير علي اسم هدير أبنتها الاولي و التي قامت بتربيتها وذلك من شده حبها لهم وتعلقها بهم وسنتأكد من ذلك اثناء السطور القادمة )
- لأ انا هآخد الدواا و انام لحد اما ترجع وان شاء الله هبقى كويسه.
- ماشي انا هلبس وانزل الشغل وانتي ارتاحي.
_________
يتوجه محمود لغرفته ويبدل ملابسه ويتوجه لعمله، آمال بعد تناولها الفطار توجهت لغرفتها واستلقت علي فراشها، هدأت قليلاً ثم ذهبت في ثُباتٍ عميق.
.. " فلاش باك " ..
منذ اسبوعين مضوا محمود وآمال عند دكتور النساء والتوليد لأنها في الشهر التاسع من الحمل
محمود: مساء الخير يا دكتور احمد
دكتور أحمد: مساء النور اتفضلوا ارتاحوا، عامله أيه النهارده يا مدام آمال.
آمال: انا تعبانه جداً يا دكتور عندي مغص مش بيخف دكتور أحمد: معلش هانت انتي عارفه من الاول انك ضعيفة جدا وده اللي مسبب التعب الزيادة وان شاء الله خير، اتفضلي حضرتك نطمئن علي الجنين.
آمال : حاضر يا دكتور
ساعدتها الممرضة لعمل السونار
دكتور احمد: الحمد لله الامور بخير، اتفضلي حضرتك خلصي براحتك.
تركها الطبيب واسرع متوجها لمحمود ..
استاذ محمود الحالة مش مطمئنه ومدام آمال ضعيفة جداً ولازم نجهز نفسنا لأي ظروف ممكن تواجهنا، ممكن تحتاج نقل دم وأكيد الجنين هيحتاج لحضانه كام يوم بعد الولادة لان وزنه باين من السونار انه قليل عن الطبيعي
محمود: طيب حضرتك طمني هي مش هتستحمل الولادة والجنين أيه اخباره؟
دكتور احمد: ان شاء الله خير اطمئن، ربنا يعديها علي خير.
عودة للحاضر...
محمود: آمال انا رجعت انتى فين؟
آمال: انا هنا يا محمود ف الاوضه تعالى
محمود: أيه اخبارك؟
آمال: انا لسه تعبانه
محمود: حجزتي المتابعة؟
آمال: آه حجزت الساعة سته ان شاء الله
محمود: طيب قومي علشان نتغدى ونلبس علي طول علشان منتأخرش الساعة بقت خامسه مفيش وقت
_______
استندت آمال وساعدها محمود وتوجهوا معاً ليتناولوا طعام الغداء وبعدها بدلوا ملابسهم وتوجهوا للطبيب للاطمئنان علي حالتها وحالة الجنين
محمود: مساء الخير يا دكتور.
الدكتور احمد: اهلاً وسهلاً مساء النور اتفضلوا ارتاحوا.
مدام آمال اتفضلي علي سرير الكشف شكلنا قربنا خالص.
آمال: حاضر يا دكتور.
الدكتور احمد: انتى عارفه طبعاً ان بنوتك قربت تشرف، يا تري اختارتي اسم ولا لسه؟
آمال: بابتسامة يتخللها التعب، آه هدير بإذن الله يا دكتور.
الدكتور احمد: الحمد لله الامور تمام اتفضلي.
ويتوجه كعادته لمقابلة محمود ويبلغه ان الوضع كما هو ولابد من تجهيز نفسه لأي ظروف تواجههم
محمود: في خلال كام يوم تقريباً يا دكتور علشان احجز المستشفى.
الدكتور احمد: ان شاء الله اللي باين في الإشاعة مش اكتر من تلات ايام وطبعاً وقت ما ربنا يأذن لها.
خرجت آمال من غرفة الكشف قائله: انا جاهزة خلصت كلام مع الدكتور.
محمود: اه خلاص الامور تمام ياله بينا، شكراً يا دكتور وان شاء الله هتصل بحضرتك علي اتفاقنا لو في اي جديد في اي وقت في حالتها.
الدكتور احمد: ان شاء الله في انتظارك في أي وقت.