اخر الروايات

رواية قصة حياة الفصل الثاني 2 بقلم نورسين محمد

رواية قصة حياة الفصل الثاني 2 بقلم نورسين محمد


 الفصل الثاني

محمود و آمال في غرفة نومهم، استلقت آمال علي فراشها واغمضت عينيها وخلدت للنوم، اما محمود كعادته يفضل دائماً قراءة جزء من القرآن الكريم قبل الخلود للنوم
وبعد انتهاءه من القراءة أسند المصحف ثم استلقي وذهب في ثُبات عميق وما ان غفى الإ واستيقظت آمال وتركت مكانها حتي لا يشعر بأنها تتألم ويستيقظ، وبعد بضعة ساعات كانت قد بدأت تباشير الصباح معلنة صباح يوم جديد...
توجهت آمال للمطهي كعادتها لتجهيز طعام الافطار ولكنها هذه المرة لم تستطع القيام بذلك، أشتد عليها الألم وصرخت صرخة شديدة استيقظ محمود علي اثرها وأسرع متوجهًا إليها فوجدها تجلس علي الارض من شدة الألم
محمود: مالك يا آمال في أيه، بتصرخي ليه؟
قومي معايا
آمال: الحقني يا محمود، الظاهر عليا بَولد اتصل بماما وقولها تجيب هدير معاها وتيجى علي المستشفى
( هدير هي الاخت الصغرى لآمال وهي المدلله من افراد الأسرة و المقربة لقلب محمود زوج اختها وهي حاصله علي ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، تمت خطبتها علي معيد زميلها في الكلية وستتزوج بعد شهور قليله، تحبها آمال كثيراً لذلك اختارت ان تسمي اول بناتها باسمها)
محمود: طيب انا هتصل بماما و بالدكتور وهرجعلك بسرعه.
آمال وهي تنتفض من البكاء: بسرعه يا محمود انا تعبااانه
محمود: حاضر، حاضر، ألو ماما صباح الخير بسرعه علي المستشفى آمال تعبانه اوي شكلها بتولد وهاتي هدير معاكِ سلام دلوقت.
__________
وأنهي سريعًا الاتصال معها وأجري مكالمه هاتفيه مع الطبيب
محمود: ألو صباح الخير دكتور احمد، انا محمود زوج مدام آمال كنت عند حضرتك امبارح.
الطبيب: صباح الخير يا فندم، خير في حاجه حصلت؟
محمود: ايوه آمال تعبانه جدا وشكلها بتولد
الطبيب: بسرعه علي المستشفى وانا هقابلك هناك
محمود: تمام يا دكتور، مع السلامة
انهي محمود معه الاتصال واسرع متوجهًا لآمال
قائلاً: ياله يا آمال تعالي اساعدك تلبسي وهننزل علي طول
ساعدها محمود في تبديل ثيابها وأسرع بتبديل ملابسه وحمل الحقيبة المجهزة للولادة وتوجهوا للمشفى وما ان وصلوا ليجدوا الطبيب احمد في انتظارهم.
مدام آمال: الحقني يا دكتور انا تعبانه اوي.
الطبيب: متقلقيش كلها دقايق وهتدخلي العمليات.
________
اجري الطبيب علي آمال فحص مبدأي وأمر الممرضة باصطحابها لغرفة العمليات حيث أنه كان قد امرهم هاتفيًا بتجهيزها ثم توجَّه ليجهز نفسه لإجراء العملية، اما عن محمود فبعد أن تركته آمال قام بفتح المصحف وبدأ في قراءة بعض الآيات ثم توجه إلي الله بالدعاء لعله يتقبل منه ويُنجي له زوجته ومولودها.
وبعد عدة دقائق وصلت والدتها واختها وهدير
هدير: ازي حضرتك يا ابيه، ابله آمال عامله أيه؟
الام: ازيك يا ابني آمال فين؟
محمود: آمال دخلت العمليات ادعيلها يا أمي
الام: يااارب نجيلي بنتي يااارب
__________
بعد مرور نصف ساعه تقريباً توجهت إحدى الممرضات تتحدث لمحمود
-حضرتك الاستاذ محمود زوج مدام أمال؟
- ايوه انا، خير في حاجه؟
- خير ان شاء الله، دكتور احمد منتظر حضرتك في مكتبه.
بدا محمود عليه القلق الشديد استر يااارب: طيب آمال فين، هي بخير، والجنين بخير ولا في حاجه مخبياها عليا؟
- مدام آمال بخير، البنوته بس تعبانه شويه
- يارب استرها يااارب
سمعته هدير فاقتربت منه تسأله
- ابله آمال عامله أيه يا ابيه؟
- كويسه بخير الحمد لله، البنت هي اللي تعبانه، أنا هروح اشوف الدكتور عاوزني ف إيه
- ان شاء الله هتبقي كويسه والحمد لله ان ابلة آمال بخير قولي هتسميها أيه علشان اروح ابلغهم؟
- انا مش فاضي دلوقت يا هدير اما اطمن عليها الاول وبعدين نبقى نشوف الاسم ولا اقولك انا سميها هدير علي اسمك...
لم يكن محمود يعلم بأن آمال كانت تنوي تسمية الطفلة بهذا الاسم لكنه تركها و غادر مكان انتظار العمليات وتوجه للغرفة المخصصة للطبيب واستأذن في الدخول لمقابلته وبتوتر شديد وصوت مرتجف تحدث:
- خير يا دكتور طمني آمال كويسه، البنت كويسه ولا تعبانه؟
ارجوك تطمني ....
- اتفضل ارتاح، الحمد لله مش هخبي عليك مدام آمال كانت هتروح مننا لولا ان ربنا سترها معانا، البنت كانت ملتصقه بجدار الرحم وكان صعب نزولها بس الحمد لله وعلشان كده المدام تعبانه شويه وكلها كام ساعه وتبقى زي الفل اما البنت هي اللي تعبانه جداً وعندها مايه علي الرئة واحنا اضطرينا لوضعها في الحضانة ولأنها نازله ضعيفة جداً هتحتاج مش اقل من اسبوع تحت الملاحظة إلي ان تتعافي
- طيب تمام يا دكتور انا مش عارف اشكر حضرتك ازاي، أستأذن انا دلوقت وهقابل حضرتك بالليل ان شاء الله علشان تطمني علي آمال وتقولي علي ميعاد الخروج لأنها مش هترتاح في المستشفى دي مراتي وانا عارفها كويس.
الطبيب بابتسامة جميله تعلو وجهه المُزين بعلامه الصلاة ليضيء وجهه اكثر واكثر قائلاً بهدوء: ان شاء الله اتفضل حضرتك روح اطمن عليها اكيد اتنقلت من العمليات وطلعت الغرفة.
__________
عاد محمود ليطمئن علي زوجته ليجدها قد انتقلت بالفعل إلي غرفه في الدور التاني، صعد إليها ليجدها نائمه يظهر علي وجهها التعب والاجهاد ولم تستفق من آثار المخدر وبعد ساعتين بدأت تستفيق و تفتح عينيها لتجد محمود بجانبها
آمال بصوت ممزوج بوهن تنادي: محمود
- انا جنبك يا حبيبتي حمدلله علي سلامتك.
اقترب يقبل جبينها و بارك لها مولودتهم الجديدة
- فين هدير؟
- هدير تعبانه شويه ومحجوزة في الحضانة علشان يتابعوا حالتها وهخليكي تشوفيها اما الدكتور يطمني عليكي وتقدري تمشي.
بكت آمال قائله: انا خايفه عليها اوي
احتضنها محمود قائلاً: معلش يا حبيبتي متخافيش ومتزعليش بس لازم نستحمل شويه البنت نازله تعبانه جداً من أثر الولادة وعندها مايه علي الرئة فلازم يظبطوا صحتها قبل ما نخرج بيها ولا ونآخدها ونمشي ويجرالها حاجه لا قدر الله ونحزن عليها باقي عمرنا.
- لا، لاااا، بعد الشر عليها، خلاص هستحمل لحد اما تبقي كويسه.
-ان شاء الله يا حبيبتي هتبقي كويسه، الدكتور طمني
__________
مَّر النهار وآمال مازالت في المشفى إلي أن حل المساء ودقت التاسعة مساءًا موعد مرور الطبيب عليها حتي يطمئن علي حالتها و بعد قياس الضغط وفحصها بعنايه قرر انها لابد ان تظل تحت الملاحظة ليله إضافية في المستشفى وسوف يسمح لها بالخروج في صباح اليوم التالي اذا استقر قياس الضغط وعاد لمعدله الطبيعي، حيث انها تعاني من انخفاضه مصحوبًا بسرعه وزياده في نبضات القلب.
اضطرت والدة آمال وابنتها هدير للانصراف بعد ان توسل لهم محمود حتي لا يتأخر بهم الوقت أكثر من ذلك وانه سوف يرافق آمال ويطمئنهم عليها في اليوم التالي عندما يسمح الطبيب بعودتها لمنزلها...
سريعاً مرت الليلة وعادت آمال مع محمود لبيتهم الهادئ بعد الاطمئنان علي حالة هدير الصغيرة، وكل يوم تذهب آمال مع محمود للمشفى لتطمئن عليها وتقوم بإرضاعها وتتركها وترحل إلي ان انتهي الاسبوع اخيراً وتحسنت حالتها وسمحوا لها ان تصحبها معها لبيتها الجديد حيث حضن الاسرة.
وها هي هدير تصل لبيتها الجديد وقد جهز لها محمود غرفتها الصغيرة ووضع فيها فراش صغير بلونه الوردي وقد جهزت لها آمال ملابسها الجديدة وكل مستلزماتها...
ومنذ هذه اللحظة بدأت آمال ان تشعر بأنها مازالت علي قيد الحياة بعد ان ضمت تلك الابنة الصغيرة وحملتها بين يديها لترعاها وتدللها بعدما كانت تشعر انها في كل مره تتركها وترحل انها تتركت روحها بجانبها
ايام صعبه مرت بها آمال وقد جفي عينيها النوم قلقًا علي فلذة كبدها التي تنام بعيدًا عنها ولم تستطع ان تتفقدها ليلاً لتطمئن عليها ويطمئن قلبها وتقر عينيها، ليالي طويله امضتها في البكاء لم تجف عينيها وكانت تترك فراشها وتجلس في الغرفة بجوار الفراش الصغير تنهمر من عينيها الدموع كالشلال لتتأمله وكأن ابنتها نائمه كالملائكة وتظل ليلتها تدعو الله ان تراها علي ذلك الفراش قريبًا إلي أن استجاب الله لدعائها وبعد الانتظار فهي الآن تراها امام عينيها في فراشها المزين بالفراشات الصغيرة وكأنها مثلهم
اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلي ابناءنا وان تقر أعيننا برؤيتهم وان تبارك لنا فيهم
اللهم ارزق كل من هو مشتاق لطفل صغير يؤنس وحدته آمين يارب العالمين

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close