رواية ولانك نهد طفولتي الفصل التاسع 9 بقلم اية حسن
خدوا أدهم ع المستشفى ، حاطينه ع الترولي وبيجروا بيه ع أوضة العمليات ... ندى بتبكي قعدت ع الأرض وساندة ضهرها ع الحيطة ورافعة راسها ودموعها شلالات ع وشها ، ضمت نفسها بقوة ... خايفة أدهم يحصله حاجة ممكن تموت فيها
حمو قعد جنبها يهديها حزين ع حالها من يوم ما شافها وهي بتتعذب مشافتش يوم حلو ، وبعد ما خلاص الدنيا هتبدأ تضحكلها .. حبيبها يروح منها ، الزمن قسي عليها جداً ، هي تستحق تعيش عيشة أحسن من اللي هي فيه .. طيبتها وبرائتها دي خسارة ف الدنيا
حمو بأسى: يابا اهدي هيجرالك حاجة
ندى بشهقات: أدهم هيموت ، انا خايفة أوي ، من واحنا عيال بيضحي بنفسه عشاني ، .. واهو دلوقتي ف أوضة العمليات وحياته ف خطر بسببي برضو طول عمري مبجبلوش غير المصايب وبس ، يا ريتك ما روحت قولتله مكانش جه وعرض نفسه للموت ، كنت سبت طاعون يموتني انا حياتي مبقتش مهمة من زمان
حمو عينه دمعت من كلامها ، حتى نادر أتأثر ومستغرب أنها بتحمل نفسها فوق طاقتها وهي ملهاش اي ذنب ف اللي حصل
حمو: يابا متقوليش كدة انتي حياتك غالية عندي ، وغالية أوي كمان انا لولاكي انتي كان زماني ضعت ، انا ماليش غيرك لما شوفتك واحنا عيال بقيتي صاحبتي واختي وعزوتي ، ازاي تقولي ع حياتك مش مهمة ، وإذا كان ع أدهم أن شاء الله هيبقى كويس
ندى: يا رب يا حمو يا رب
_بعد شوية كدة أهله سمعوا أنه متصاب وجم جري ع المستشفى
حياة بقلق: ايه اللي حصل يا نادر ، أدهم حصله ايه
نادر بحزن: أدهم اضرب بالنار .. طاعون كان هيقتل ندى ، وادهم أنقذها منه
عزت بدهشة: ندى !! هو انتوا لقتيوها ؟
نادر شاور ع ندى اللي لسة قاعدة ع الأرض .. كلهم بصولها بدهشة ومش مصدقين انها قدام عنيهم .. وكإن يوم الحادثة اللي حصل من 15 سنة بيتكرر تاني بنفس تفاصيله
قرب عزت منها ورفعت راسها ليهم ووقفت ، بس هي طبعاً مش فاكراهم
عزت بصلها وعنيه دمعت وبتلقائية حضنها وهي مش عارفة مين دة لإن شكله اتغير كتير ولما مشيت كانت صغيرة جداً
عزت: انا عمك عزت يا حبيبتي فاكراني .. يا بنت الغالي
حياة برضو حضنتها ، وندى عرفتهم بس من صدمتها ف أدهم مش قادرة تنطق ..
فاروق بيبص عليها وعينه مليانه غل لإنه برضو لسة مصمم انها السبب ف كل اللي حصله
رجاء مضايقة جداً انها لسة عايشة ، بس ظهر ع وشها ابتسامه وهي شايفاهه ع وشهم الحزن ، وكمان أدهم ف أوضة العمليات يعني ممكن يموت ، خدت بعضها ونزلت
جات الممرضة
الممرضة: لو سمحتوا اتفضلوا معايا عشان عايزين دم للمريض ، مين فيكم نفس فصيلة دمه ؟
كلهم بصوا لبعض ، ولا واحد فيهم نفس فصيلته
عزت: طيب المستشفى مش موجود فيها عينات يعني
الممرضة: للأسف فصيلته نادرة واحنا محتاجين دم دلوقتي بسرعة
فاروق بعصبية: يعني ايه اتصرفوا
عزت فكر: طاب انت يا نادر
نادر: انا بصراحة مش عارف فصيلتي ايه
الممرضة: طاب اتفضل معايا عشان اعملك اختبار
ندى قامت بسرعة: انا كمان هعمل الاختبار .. انا وحمو
وبالفعل راحوا كلهم معاها
_رجاء لما نزلت اتصلت بحيدر ..
رجاء بخفوت وحنق: أيوة يا حيدر .. البنت لسة عايشة
حيدر: وأدهم ؟
رجاء: ف أوضة العمليات وشكل حالته خطيرة
حيدر: متقلقيش أكيد هيموت
رجاء: طاب وندى ؟
حيدر: طاعون الزفت اتقبض عليه ، وانا خايف يجيب سيرتي ويجر رجلي ف الموضوع
رجاء: لأ يا حبيبي انت لازم تتصرف والا كلنا هنروح ف ستين داهية...
وبعد شوية رجع حمو ونادر
عزت: ايه يا ولاد الاخبار
حمو: الممرضة خرجتنا
نادر: مطلعناش نفس الفصيلة
حياة انتبهت: امال ندى فين
نادر: جوة لسة بتعمل الإختبار
وبعد شوية ، ومن أجل جبر الخواطر وبأمر القدر ، تطلع فصيلة دم ندى نفس فصيلة دم أدهم
خرجت ندى بعد ما أخدوا عينة الدم منها ودخلوه لأدهم ..
بعد شوية الدكتور خرج وكلهم جريوا عليه وسألوه..
الدكتور: احنا قدرنا نخرج الرصاصة اللي ف بطنه ، بس اللي ف صدره للأسف مقدرناش نخرجها ، لإن لو اتحركت من مكانها فيها خطر ع حياته .. ادعوله ... عن اذنكم
فضلوا يبكوا بخوف ، ويدعوله .. ندى فضلت تتكلم بهمهمة أن هي السبب ف اللي حصله .. قعدت جنبها حياة
حياة: اهدي يا حبيبتي أدهم هيبقى كويس عشان انتي معاه
دخلت ف حضنها وفضلت تبكي وتدعيله ، ورجعت رجاء وشافتهم وسألت بنتها ع اللي حصل وقالتلها اللي قاله الدكتور ، بصت على ندى بخبث ، وحبت تولع الدنيا
رجاء بلؤم وصوت مسموع: ربنا يجازي اللي كان السبب .. لتاني مرة حياته تبقى ف خطر مرة وهو صغير ومرة دلوقتي
ندى طلعت من حضن حياة وبصت عليها ودموعها زادت وجريت ، وجري وراها حمو
عزت بحدة وصوت عالي: رجاااء!.
انتفضت من حدته وسكتت ، سليم كان طالع ع السلم وشافها ..
سليم: ف ايه ! أدهم حصله حاجة
حياة: لا
سليم: امال ندى بتجري ليه
عزت: الحقها يابني أحسن تمشي تاني واخوك يروح فيها المرة دي
_حمو لحق ندى ونادى عليها: ندى .. يابا استني
ندى وقفت وبتبكي
حمو: يابا رايحة فين بس وسايبة الراجل جوة
ندى: هستناه برة لغاية مطمن عليه وبعد كدة أمشي
جه سليم من وراهم: تمشي فين يا ندى !!! .. خلاص معادش فيه هروب .. كفاية سنين العذاب اللي عشتوها .. أدهم لو ضعتي منه تاني ممكن يموت فيها
ندى باندفاع: لا متقولش كدة
سليم: خلاص تعالي عشان اول ميفتح عينه يلاقيكي
_بعد وقت الدكتور بيجري والمساعدين ع أوضة أدهم ، وكلهم قاموا بزعر
حياة مسكت ايد ممرضة: ف ايه يا بنتي طمنيني ع ابني
الممرضة: المريض قلبه وقف
حياة حطت أيدها ع قلبها ، ورجاء ع وشها ابتسامة شماته ..
ف أوضة العمليات .. الدكتور بيحاول ينشط قلب أدهم ، ماسك جهاز الصدمات الكهربائية وفضل يصعقه عدة مرات من غير فايدة وقلبه مش عايز يستجيب والخط بيستقيم كإنه حاسس بندى ، وبعد محاولات ابتدى الخط يرجع تاني وينتظم
رجعت ندى وقالولها ع أدهم واغمى عليها ..
_ف المباحث العامة .. طاعون ف أوضة النبطشي ومعاه محامي ..
طاعون: انت مين يا باشا
المحامي بخفوت: أنا حيدر بيه باعتني ليك
طاعون قام باندفاع: حيدر بيه ! هو فين الباشا ازاي سايبني كدة
المحامي: ششش اسمع ، هو وكلني عشان أدافع عنك ، وابلغك رساله ... قوللي الأول انت اعترفت بحاجة ؟
طاعون: لا ، بس هيحولوني ع النيابة
المحامي: حلووو أوي ، اسمعني بقا .. انت متجيبش سيرة حيدر بيه ف التحقيقات وانا هعرف اخرجك
طاعون بتهكم: ازاي بقاااا
المحامي: أنا هقولك ازاي.....
_بالليل ندى كانت نايمة ع السرير وتعبانه وقاعدة معاها حياة .. وقامت بزعر
ندى بفزع: أدهم!
حياة: اهدي يا حبيبتي اهدي
ندى: أدهم حصله حاجة
حياة: الحمد لله أدهم قلبه رجع لطبيعته ، وكمان خرجوله الرصاصة اللي ف صدره ، وشوية وهيبقى كويس ارتاحي انتي
الدكتورة دخلت وسألتها: ازيك يا آنسة ندى كويسة دلوقتي؟
ندى: الحمد لله .. هو انا ممكن اشوف أدهم ... لو سمحتي
الدكتورة: بصي هو ممنوع بس انا هدخلك عنده ، هم خمس دقايق بس هااا
ندى: حاضر والله
وبالفعل الدكتورة سمحت لها تشوفه ، رأفةً بحالتها .. وبعد مدخلت عنده .. قعدت جنبه وبتبصله بعيون دامعة
ندى: أنا آسفة يا أدهم ، سببتلك مشاكل كانت هتوصلك للموت ... بس تعرف انك وحشتني ، من يوم ما بعدت عنك وانا عمري منسيتك ولا كنت أقدر .. يا رب تعيش يا حبيبي ..
مسكت ايده وباستها وقامت عشان تمشي .. حست فجأة بإيده بتمسك أيدها .. بصت لقيته ضاغط وكإنه حاسس بيها ..
وبصوت ضعيف قال: ندى
قعدت تبوس ف ايده بقوة وتبكي بفرحة .........