رواية طعنات الغدر والحب الفصل التاسع 9 بقلم ايمي
طعنات الغدر والحب"روايه رومانسيه على حلقات
بقــــلـــم...(إيــمــــــــــــى ).......................................................
الفصل التاسع
عندما عادت نيرمين الى القصر استقبلتها دادة فاطمة وقالت لها:كويس انك رجعتى الجو بره بقى برد اوى،ثم حملقت فى نيرمين قائلة :مالك يا نيرمين؟مال وشك احمر كده؟
نيرمين:انا؟لا ابدا مافيش حاجة
دادة:طب استريحى فى اوضتك ولما الغدا يجهز هناديلك
نيرمين:لا انا هروح اساعدهم وهما بيحضروا الغدا لانى زهقت من القاعدة لوحدى
دادة:وده كلام برده؟احنا عايزينك ترتاحى الدكتور قال مش عايزين اجهاد ولا ايه؟
نيرمين:ماخلاص يا دادة انا خفيت متقلقيش عليا
دادة:خلاص اللى انتى عايزاه بس برده بلاش تيجى على نفسك انا والله خايفة عليكى
نيرمين:متخافيش يا دادة
فى هذه اللحظة وقعت عيون دادة فاطمة على سيف وهو يدخل من باب القصر وكان ظهر نيرمين ناحيته فابتسمت دادة فاطمة وهى تنظر لسيف ثم نظرت لنيرمين وهى مازالت مبتسمة كأنها تفهم الوضع
نيرمين:بتضكحى على ايه يا دادة؟
دادة وهى تنظر الى سيف:مافيش
فالتفتت نيرمين لتجد سيف آت خلفها ،فادارت وجهها بسرعة ناحية دادة فاطمة وهى تقول : عن اذنك بقى يا دادة
دادة:على طول كده؟
نيرمين وهى تتكلم بسرعة:معلش بقى سلام
تتبعها سيف بنظراته عندما همت بالانصراف
دادة وهى مبتسمة:خير ياسيف ايه اللى خرجك فى البرد ده؟
سيف:ابدا انا لقيت الجو برد اوى وشوفت نيرمين برا فخرجت اقولها انه مينفعش تفضل برا فى الجو ده انتى عارفة انها كانت تعبانة واحنا مصدقنا انها اتحسنت
دادة وقد زادت بسمتها:آآآآآآآه طب كويس
سيف:آآآآآآآه ايه؟مالك يا دادة؟
دادة :مافيش
سيف:شكلك كده بتفكرى فى حاجة
دادة:هكون بفكر فى ايه؟
سيف:كلامك ميريحش انا مش عايزك تفهمينى غلط
انا بس بحاول اصلح اللى عملته معاها قبل كده فخرجت انصحها كنوع من التعويض مش اكتر
كانت دادة فاطمة تفهم ما يدور بداخل سيف ولكنها تصنعت انها تصدقه حتى لا تحرجه
وعندما هم سيف بالانصراف استأذن من دادة فاطمة وهو ينظر بالاتجاه الذى سارت فيه نيرمين
اخذت دادة فاطمة تنظر اليه وهى تضحك وهى فى غاية السعادة لقد تغير سيف وزالت عقدته التى كانت عقبة فى ادخال السعادة الى هذا البيت من زمن
ذهبت دادة فاطمة الى نيرمين لتجدها واقفة بجانب زينب تتعلم كيفية عمل بعض الاصناف فوقفت بجانب نيرمين ثم مالت عليه وقالت:عايزاكى فى حاجة
نيرمين بصوت منخفض:خير يا دادة:
دادة:تعالى نقعد فى مكان هادى نتكلم شوية
نيرمين:خلاص جاية وراكى
معلش يا زينب هشوف بس دادة عايزانى فى ايه
زينب:اتفضلى يا نيرمين هانم
لحقت نيرمين بدادة فاطمة فامسكت دادة فاطمة بيدها واجلستها فى مكان هادئ
دادة:قوليلى بقى يا نيرمين سيف كان بيعمل ايه فى الجنينة؟
نيرمين وعينيها تهرب من عيون دادة فاطمة:مش عارفة
دادة:عليا انا؟
نيرمين:صدقينى معرفش
دادة:بلاش كده طب قالك ايه لما كنتوا بره؟
نيرمين وهى مرتبكة:مقالش حاجة
دادة :كده يا نيرمين تخبى عليا؟
نيرمين: صدقينى يا دادة
دادة:انتى وهو فاكرينى مش عارفة حاجة؟
انا بقى عارفة وفاهمة كل حاجة
نيرمين وبدا عليها الارتباك اكثر:فاهمة ايه؟
دادة:سيف بيحبك يا نيرمين
دق قلب نيرمين بقوة واحمر وجهها وكادت ان تطير من روعة هذه الجملة ولكنها فى نفس الوقت لا تصدق وبدا عليها الاندهاش وهى تنظر لدادة فاطمة
دادة:مالك تنحتى كده ليه؟؟ ايوة بيحبك وانتى كمان بتحبيه
نيرمين:انا؟؟
دادة:ايوة انتى ولعلمك بقى انا متأكدة ان سيف نفسه يقولك بس متردد
بدا على نيرمين الخجل ولم تعرف بماذا ترد
دادة: انا قلتلك ده لانى شايفة كل واحد فيكو بيحاول يخبى على التانى ومصرين تعذبوا نفسكوا مش عارفة ليه
نيرمين:انتى بس متهيألك يا دادة انتى جيبتى الكلام ده منين؟
دادة:انا عارفة سيف كويس اوى وبقرا كل اللى بيفكر فيه
وانتى باين عليكى حبك ليه مهما تحاولى تخبى
صدقينى يا نيرمين انا حاسة ان سيف بيحبك واتمنى انك تحافظى على الحب ده انا بقولك الكلام ده علشان مضيعهوش من ايدك
بينما كانت تلك المحادثة تدور بين دادة فاطمة ونيرمين كان سيف جالسا فى مكتبه مترددا هل يذهب الى نيرمين ليخبرها عن حبه لها ام ينتظر حتى يتأكد من شعورها نحوه
لقد احتار كثيرا
مد سيف يده واخرج الورقة التى رسمها واخذ يتأمل فيها وهو يفكر
ثم سمع صوت سيارة عمر فاخفى الورقة بين الملفات
استاذن عمر للدخول على سيف فأذن له
عمر :هاى سيف ازيك
سيف:اهلا عمر تعالى
عمر :مالك يا كينج ايه اللى حصلك مجيتش النهاردة ليه؟
سيف:مافيش كنت تعبان شوية
عمر:كنت تعبان ولا مشغول مترسى على بر
سيف:ايه ياعمر انت هتحقق معايا ولا ايه؟
عمر:لا ابدا انا بس عايز اطمن عليك
سيف:هاا فين الاوراق اللى انت عايزنى امضيها
اعطى عمر الملفات لسيف :اتفضل
قام سيف باعتماد الاوراق ثم اعطاها لعمر قائلا:فى حاجة تانية عايزنى امضيها؟
عمر:لا خلاص كده
سيف:انا اتصلت بفايز بيه وحدت معاه معاد تانى علشان نخلص شغلنا معاه
عمر :بس ياريت المرة دى تحضر متغيبش زى المرة اللى فاتت
غير سيف مجرى الحديث قائلا:ايه مستنى ايه انا مش مضيت الاوراق؟
عمر:الله الله انت بتزحلقنى يا سيف؟
ايه مش هتعزمنى على الغدا ولا ايه
سيف:مقصدش خالص اللى انت بتقوله ده بس اكيد فيه شغل وراك لازم يخلص ولا ايه؟
عمر:متخافش الشغل اللى ورايا ينفع يتأجل مش مستعجل يعنى
فشل سيف ان يقنع عمر بالذهاب كما فشل فى ايجاد حجة تمنعه من البقاء
اما نيرمين فبعد كلامها مع دادة فاطمة عادت لتساعد زينب ورقية وهى فى غاية السعادة والفرحة مما سمعته من دادة فاطمة وامتلات بالحيوية والنشاط، ولم تعلم نيرمين بوصول عمرالتى كانت تتجنب ان تتواجد معه فى مكان واحد لانها لا ترتاح لنظراته وايحاءاته
قامت نيرمين باعداد السفرة وتنظيمها على اكمل وجه ثم قامت بمساعدتهم فى رص الاطباق بطريقة جميلة ومنظمة ثم وقفت تنتظر قدوم سيف وهى تتحدث مع دادة فاطمة عن كيفية وضع الفوط بطريقة انيقة حتى تعطى مظهرا جذابا ثم سالتها، انا حاسة ان فيه اطباق ومعالق زيادة يا دادة هو فيه حد تانى هياكل معانا ولا ايه
وقبل ان تخبرها دادة فاطمة كان سيف وعمر فى طريقهما للسفرة عندما رآها سيف تغير وجهه وتضايق انها ستجلس على الطاولة التى سيجلس عليها عمر
والحقيقة ان نيرمين تفاجأت بقدومهم فارتبكت ولم تعرف كيف تتصرف اتتركهم وتذهب لغرفتها ام تجلس معهم
ارتباكها هذاجعل من غير اللائق ان تتركهم وتذهب غرفتها لانهم قد جلسوا بالفعل
دادة :واقفة ليه يا نيرمين اقعدى
عمر:اكيد مكسوفة منى لو كده انا ممكن اقوم عادى
دادة:اقعدى يا نيرمين عمر مش غريب ثم نظرت الى عمر واكملت :ده زى اخوكى مش كده ولا ايه ياعمر
عمر:هاه؟طبعا طبعا
جلست نيرمين وهى فى غاية الحرج ولم تتمنى ان تجلس معه على طاولة واحدة
كان سيف يكتم غيظه وهو يراقب نظرات عمر لنيرمين وايضا كان يراقب رد فعل نيرمين
التى بدا عليها الخجل وكانت لا ترفع بصرها من الطبق الذى امامها
لم تكمل نيرمين تناول طعامها فلم تتناول شيئا وقامت قبلهم جميعا
دادة:مكلتيش ليه يا نيرمين؟
نيرمين:شبعت يا دادة معلش مش هقدر آكل اكتر من كده
عمر :الظاهر انها لسة بتتكسف منى ثم نظر الى سيف بلؤمه المعروف وقال:المفروض تعتبرنى زى سيف ولا ايه يا دادة
دادة وهى لاتفهم مايرمى اليه عمر:هى بس طبعها خجول شوية
عندما انتهوا من تناول الطعام وجلس عمر مع سيف يتناولان القهوة
عمر:على فكرة ياسيف نسيت اقولك ان عمتك اتصلت بيا واشتكتلى منك كتير
سيف متعجبا:اشتكتلك منى انا؟ليه؟
عمر:علشان مبتسالش عليها خالص قالتلى بقاله كتير مابيسالش عليا ولا كإنه له عمة المفروض يطمن عليها
سيف وهو بتنهد:معلش الواحد دماغه مشغولة هبقى اتصل بيها واصالحها
عمر بخبث:الله يكون فى عونك انت هتلاقيها منين ولا منين
ثم قام بالتلميح لسيف قائلا:وسلمى كمان زعلانة منك جدا
سيف:ودى زعلانة ليه هى كمان؟
عمر:انا مش عارف ليه يا اخى انت مطنشها اوى كده مع انها متفرقش حاجة عن ناس تانية
سيف:قصدك مين بناس تانية؟
عمر:مقصدش حاجة انا قصدى ان سلمى مهتمية بيك من زمان ودايما بتسال عليك حتى لما بتيجى مع عمتك بحس انها بتحاول تقرب منك وانت ولا انت هنا وانا مش شايف فيها عيب ليه مش بتفكر ترتبط بيها؟
سيف:احنا هنرجع للكلام ده تانى يا عمر ماخلصنا منه بقى
عمر:عايز بس افهم انت ليه مش مديها اهتمام
سيف:ببساطة شديدة اوى مغرورة وشايفة نفسها وطايشة كمان
مش دى اللى الواحد يحملها مسؤلية بيت وتقدر تشيل اسمى وانا مطمن عرفت بقى؟
عمر محاولا اقناعه:يا سلام عليك يا سيف بكره تعقل ياسيدى
سيف:لو سمحت يا عمر قفل على الموضوع ده ومتكلمنيش فيه تانى
نيرمين جالسة فى حجرتها مستلقية على سريرها وهى تفكر فى ما قالته دادة فاطمة،كلما تذكرت هذه الكلمة التى وقعت على قلبها كنسيم الربيع فى حرارة الصيف القاسية ابتهجت وزادت سعادتها
نسيت نيرمين انها غدا ستقابل شخصا ما قد يكون له علاقة قرابة لها وان هذا سيؤثر بالتأكيد على استمرار اقامتها فى القصر
وكل ما كان يشغل تفكيرها هو كلام دادة فاطمة وتمنت ان يكون كلامها هذا صحيحا، تأملت نيرمين فى التغيير الذى طرأ على معاملة سيف لها كيف تحولت تلك المعاملة من القسوة الى ماهو عليه الآن
وبينما هى تفكر كذلك تذكرت ان خالد سياتى غدا وان شيئا ما لا تعرفه ينتظرها فتحولت تلك السعادة الى قلق شديد
ولتتخلص من ذلك القلق الذى غطى على سعادتها اغمضت عينيها وهى تسترجع جملة(سيف بيحبك يا نيرمين)ونامت على تلك الكلمة التى ظلت تتردد فى عقلها لتذهب فى نوم عميق بكل طمأنينة وتفاؤل بما سيجرى غدا
اما سيف فكان مسترخيا فى بانيو حمامه رافعا راسه لاعلى وهو يفكر فى ما يمر به من شعور جديد مضى وقت طويل كان مفتقدا فيه لهذا الشعور
لقد كان قلقا من مقابلة خالد غدا يا ترى هل سيمر ذلك اليوم بدون حدوث ما يعكر صفو الحياة الجديدة التى بدأ سيف يعيشها
بعد ان انتهى من اخذ حمامه ارتدى منشفته ووقف امام المرآة ووضع بعض الطيب ذو الرائحة الرائعة ثم قام بتمشيط شعره
وهو يواجه ملامحه التى تفضح ما بقلبه من حب بدا على جميع ملامح وجهه ولاول مرة يرى سيف البهجة تعلو ملامحه الهادئة التى ظلت زمنا عابسة غاضبة لا تضحك الا مجاملة
فى الصباح استيقظ سيف باكرا قلقا وهو يفكر فى قدوم خالد وتمنى ان تكون تلك المقابلة لن تسفر عن جديد
مضت الساعات الاولى من اليوم وسيف منتظر خالد فى غرفة مكتبه فى قلق
رن جرس الهاتف امسك سيف الهاتف بسرعة انه خالد:ايوة يا خالد انت فين
خالد: انا جاى دلوقتى فى الطريق ربع ساعة واكون عندك
طلب سيف من رقية اخبار نيرمن ان تجهز لمقابلة خالد لانه فى طريقه اليه
عندما علمت نيرمين بذلك كاد قلبها ان يخرج من صدرها من شدة دقاته
كانت قلقة جدا وتمنت لو تعلم بالشخص الذى تعرف على صورتها حتى يرتاح قلبها
تجهزت نيرمين وارتدت اجمل الملابس وظهرت بمظهرها الانيق المعتاد
وظلت جالسة فى غرفتها تنتظر ان يطلب منها سيف النزول
جاء خالد بصحبة الدكتور اسامة ومعه رجل كبير فى السن ودخلو غرفة المكتب واستقبلهم سيف مرحبا بهم
نظر سيف الى ذلك الرجل المسن وجدد الترحيب به
ثم مال على خالد وقال بصوت منخفض :هو ده يا خالد اللى اتعرف على الصورة؟
خالد:ايوة
سيف :مقولتليش بقى يقربلها ايه؟
خالد :اهدى يا سيف هتعرف كل حاجة دلوقتى ، تقدر دلوقتى تبلغ الانسة نيرمين اننا فى انتظارها
طلب سيف من رقية ان تبلغ نيرمين بوصول خالد ولتطلب منها الحضور
جاءت نيرمين ووقفت على باب المكتب وقلبها يدق خوفا وقلقا
سيف:تعالى يا نيرمين
دخلت نيرمين وهى تنظر الى الارض خجلا وقلقا فى نفس الوقت
ثم نظرت الى سيف كانها تساله ماذا افعل
سيف بلطف:استريحى يا نيرمين
جلست نيرمين فى ركنة وحدها تنتظر ما سيطلبوه منها
هنا قام دكتور اسامة ثم تقدم منها ببطء ثم قال :انسة نيرمين شايفة الشخص ده
نظرت نيرمين الى ذلك الرجل المسن وعندما راته احست بشئ غريب انها تألف وجهه واحست بشئ من الحنان تجاهه
قال ذلك الرجل المسن بوجهه الطيب:فاكرانى ولا لا يا بنتى
نيرمين وهى تتأمله وعقلها يحاول البحث عن وجه ذلك الرجل اين راته ولكنها فشلت فى تذكره
فهزت راسها بالنفى وهى ما زالت تبحث فى عقلها عن ذلك الرجل
دكتور اسامة: معقول مش فاكرة خالص ان كنتى حتى شوفتيه قبل كده ولا لا؟
نيرمين هزت راسها بالنفى وهى تضغط على عقلها لتتذكر ولكنها فشلت
دكتور اسامة:فى حد يتوه عن والده برده؟
فتحت نيرمين عينيها من المفجأة ثم نظرت الى سيف الذى تفاجأ هو ايضا
نيرمين :وهو ده...........
دكتور اسامة : ايوة هو ده والدك
تقدم الرجل المسن واقترب من نيرمين ثم قال : قومى يا بنتى تعالى
كان قلب نيرمين يدق ولم تكن تعلم ماذا تفعل
وكان سيف واقفا وقد اخفض بصره الى الارض ولم ينطق بكلمة
خالد:هاا يا نيرمين مش هتروحى مع والدك ولا ايه؟
رفع سيف راسه من تلك الكلمة كانه يريد ان يعترض ولكنه لا يستطيع ان يفعل ذلك
نظرت نيرمين الى سيف وعيناها تبرقان من دموع قد حبستها انها لا تعلم اترتمى فى حضن والدها الذى اتى ليأخذها ام تحزن لفراق مهد حبها الذى ولد ويبدو انه لن يستمر
دكتور اسامة:ايه يا نيرمين مالك؟انتى مش حاسة انه والدك ولا ايه؟
نيرمين بصوت مخنوق بعض الشئ: لا ابدا دا بس من المفاجأة
الرجل المسن:يلا يا بنتى انا دورت عليكى كتير وما صدقت انك بخير مستنية ايه؟
نيرمين وهى تنظر الى سيف:طب ثانية واحدة هاجى معاك بالهدوم اللى انا جيت بيها لان اللبس اللى انا لابساه ده مش بتاعى
سيف:متقوليش كده يا نيرمين ميصحش الهدوم دى كلها كانت هدية مينفعش ابدا انك ترديها
نيرمين بصوت منخفض:طب هسلم بس على دادة فاطمة
الرجل المسن:ماشى يا بنتى هستناكى
خرجت نيرمين لتودع دادة فاطمة وبمجرد ان خرجت من المكتب انهمرت دموعها
بعد ان خرجت من المكتب كان سيف خافضا بصره الى الارض حابسا دموعه وهو فى صراع مع نفسه ايخرج ليخبرها بحبه قبل ان تغادر ام يسكت
وفى هذه الاثناء نظر خالد الى دكتور اسامة قائلا:هاا يا دكتور ايه رايك؟
دكتوراسامة: واضح ان الذاكرة عندها مافيش خالص دى مش عارفة تفرق بين والدها وبين الراجل اللى كانت بتعطف عليه
رفع سيف راسه وحملق بتعجب شديد وهو ينظر الى خالد والدكتور اسامة وهو يستفسر بنظراته عما قالوه
خالد:ايه يا سيف مالك مستغرب ليه كده
وقف سيف واتجه ناحية خالد وتعابير وجهه تتساءل ثم قال: ممكن بقى تفهمونى ايه اللى بيحصل بالظبط؟
خالد: اهدى يا سيف كده وافهم اللى الدكتور اسامه هيقولهولك
دكتور اسامة:شوف يا سيف بيه عم حسين ده راجل طيب اوى صاحب دكانة بسيطة بيبيع فيها حاجات صغيرة زى مناديل
وشوكولاتات وحاجات من دى ونيرمين اول مرة اشترت منه كان قبل اليوم اللى وصلت فيه عندك باسبوع كانت بتعدى عليه كل يوم علشان تشترى منه وكانت بتديه فلوس اكتر من تمن الحاجة اللى بتشتريها
من ساعة ما شافته وهى ولازم تعدى عليه وتساعده بالطريقة اللى انا قلتها دى
وهو تفاجأ انها معدتش بتعدى عليه زى كل يوم ومكنش عارف السبب لغاية ما شاف صورتها فى الجرنال
ومن اقواله حسبنا اول مرة شافته فيها وآخر مرة،، طلعت تعرفه قبل الحادثة باسبوع ان صح التعبير ان يوم ماوصلت عندك هو نفسه يوم ماعملت الحادثة
وآخر مرة شافها قبل الحادثة بيوم واحد
سيف وبدأ يظهر عليه الغضب: وليه فهمتوها انه يبقى ابوها ليه ماقولتوش الحقيقة
دكتور اسامة:احنا عملنا كده مش علشان نتلاعب بيها لا ابدا
انا كنت عايز اعرف حالة الذاكرة عندها وصلت لحد فين كان لازم احدد مدى عمق الموضوع علشان اقدر احط خطط العلاج اللى همشى عليها
سيف وهو يعاتب خالد غاضبا:وليه معرفتنيش يا خالد؟كان لازم تقولى قبل ما تاخد خطوة زى دى
دكتور اسامة مقاطعا خالد قبل ان يرد:انا اللى طلبت منه كده يا سيف بيه كنت عايز الموضوع ميخرجش عنى انا وهو علشان ابقى متأكد ان نيرمين هتتعامل مع الموقف بطبيعتها من غير ما تتصنع اى ردفعل
سيف:بس بالطريقة دى اكيد هتفتكر اننا بنختبرها وده فى حد زاته شئ جارح
خالد: متقلقش دكتور اسامة هيفهمها اننا منقصدش نكدبها او نختبرها علشان متزعلش
خلاص بقى يا سيف متكبرش الموضوع بقى
تنهد سيف بقوة معبرا عن عدم رضاه بما حدث ثم قال:هخلى رقية تناديلها علشان تقولولها الحقيقة
كانت نيرمين قد ذهبت لتودع دادة فاطمة وعندما علمت دادة فاطمة بالامر حزنت كثيرا وفاضت عيناها بالدموع وحضنتها
وتمنت لو تستطيع ان تجعلها تمكث معهم اكثر من ذلك
لقد كانت تشعر ان نيرمين قد عوضتها عن فقدان ابنتها وملات القصر سعادة ودفء وغيرت فيه الكثير
وبينما هما كذلك يتبادلان دموع الوداع
جاءت رقية لتخبر نيرمين انهم بانتظارها فى حجرة المكتب
ارتمت للمرة الاخيرة فى حضن دادة فاطمة مودعة اياها ثم عادت الى المكتب وهى تقول:خلاص انا جاهزة
نظر سيف الى الى خالد كانه يحثه على اخبار نيرمين بالحقيقة
خالد:تعالى يا انسة نيرمين اقعدى
نيرمين:ايه مش همشى؟
دكتور اسامة:لا يا انسة نيرمين مش هتمشى
تعجبت نيرمين وبدا عليها انها لا تفهم شئ
دكتور اسامة وهو يشير الى عم حسين قائلا: اقدملك عم حسين الراجل الطيب ده
عم حسين:ايوة يا بنتى انا عمك حسين مش فاكرانى؟
نيرمين:انا مش فاهمة حاجة عم حسين مين ؟
دكتور اسامة:عم حسين اللى كنتى كل يوم تعدى عليه وتشترى منه مش فاكراه خالص؟
نيرمين:مش قولتولى انه يبقى ..........
دكتور اسامة:احنا قلنالك كده بس علشان كنت عايز اعرف حالة الذاكرة عندك وصلت لحد فين،احنا اسفين والله مكناش نقصد اى حاجة غير اننا نعرف نحدد ضعف الذاكرة عندك محدود ولا اعمق من كده
نيرمين وهى تنظر الى سيف:انتو كنتوا بتشوفوا انا فعلا صادقة ولا لا؟؟كنتوا شاكين فيا ولا ايه؟
نظر سيف الى خالد كانه يطلب منه ايضاح الامر
خالد:لا انتى فاهمة غلط يا انسة نيرمين
الموضوع مش كده خالص ،سيف مكنش يعرف خالص بالكلام ده الكلام ده كان بينى وبين الدكتور اسامة
سيف لحد اللحظة دى مكنش يعرف مين الشخص اللى هتقابليه
نظرت نيرمين الى سيف وهى تتمنى ان يكون هذا الكلام صحيحا
هز سيف راسه بالايجاب مؤكدا لها انه لم يكن يعلم عن الامر شيئا
ظلت مترددة اتصدق ام لا
فقال خالد:والله سيف ما كان يعرف باللى احنا هنعمله النهاردة واحنا خبينا عليه علشان انا كنت عارف انه مش هيوافق
وكمان دكتور اسامة كان له نظرة فى الموضوع ده
فهدأت قليلا ثم جلست
خالد:مش حاسة انك شوفتى عم حسين قبل كده؟؟
نيرمين انا حاسة ان شكله مش غريب عليا بس مش فاكرة اى حاجة خالص عنه ولا عارفة شوفته فين
دكتور اسامة:كويس انك حاسة شكله مش غريب عليكى ده مؤشر كويس
انا هيكون ليا جلسة معاكى كل فترة علشان نقدر نوصل لحل للمشكلة دى اوك؟
هزت نيرمين راسها بالموافقة دون ان ترد
عم حسين:وانتى عاملة ايه يا بنتى انتى كويسة؟
نيرمين:الحمد لله واسفة ان كنا تعبناك معانا
عم حسين:المهم انك بخير يا بنتى وجميلك ده فى رقبتى انتى ساعدتينى كتير
خالد لسيف:احنا سالنا عم حسين ان كان يعرف حاجة عن الانسة نيرمين لكنه للاسف مكانش يعرفها معرفة شخصية وكمان معرفته بيها كانت من كام يوم قبل الحادثة مش اكتر يعنى
وهو برده قالنا على معلومة ممكن تفيدنا وهى ان نيرمين كان معاها عربية بس للاسف هو معرفش يقولنا نمرتها
لانه مكنش بيركز فى حاجة زى دى على اساس انه يعنى كان هيعوز نمرة العربية فى ايه
ده مؤشر لسبب الحالة اللى جاتلك بيها يعنى مؤكد عملت حادثة بس اللى محيرنى لو عملت حادثة كنا لقينا اثر للعربية ولا ايه؟
انا محتار جدا لو عملت حادثة بالعربية كنا لقينا عربيتها او حتى اثر حطامها او اى حاجة
تدلنا على اللى حصل بس للاسف ملقناش اى اثر لعربيتها لا على الطريق الموصل لهنا ولا فى الطرق المحيطة