رواية طعنات الغدر والحب الفصل العاشر 10 بقلم ايمي
الفصل العاشر
مازال الحوار مستمرا بين خالد وسيف عن حل لغز الحادثة التى تعرضت لها نيرمين
سيف:انت متأكد انك دورت كويس فى الطرق المحيطة بينا يمكن تكون موجودة بس حد مثلا يعنى سرقها او خدها يبيعها كقطع غيار مثلا
خالد:جايز يكون كلامك صح وفى حد سرقها بس يعنى مين اللى هيجازف ويسرق عربية عاملة حادثة ويجيب لنفسه مصيبة
سيف فى حيرة:مش عارف
خالد:احنا مش عايزين نسبق الاحداث واكيد المستقبل مخبى حاجات كتير
بس اللى انا مستغربله ازاى لحد دلوقتى محدش من اهلها اتعرف على صورتها فى الجرنال
اذا كان عم حسين الراجل اللى ميقربلهاش حاجة واللى ميعرفهاش غير قبل الحادثة باسبوع اتعرف على الصورة
ومستناش وجه يقولنا
يبقى ازاى بقى اهلها ساكتين على غيابها لحد دلوقت
فيه لغز كبير اوى غايب عننا ولازم نعرفه
سيف :كلامك مظبوط وحيرنى اكتر ،طب ناوى على ايه؟
خالد:انا دلوقتى لسة جاى على بالى فكرة بس مش عارف انت هتوافقنى عليها ولا لا
سيف:ايه هى؟
امسك خالد بيد سيف ومشى به جانبا ثم قال بصوت منخفض:انت قلت يمكن حد سرق العربية علشان يبيعها او يبيعها قطع غيار او يخفى آثار الجريمة وممكن يكون شخص واحد وده متهيألى مستبعد شوية
وممكن يكون عدة اشخاص لان حاجة زى دى محتاجة يكون فيه اكتر من شخص واحد
سيف:قصدك ان اللى اتسببوا فى الحادثة هما اللى اخفوا العربية؟
خالد:مش قصدى كده بس قصدى ان فيه احتمالين الاحتمال الاول انها حادثة عادية شاب راكب عربيته او مجموعة شباب وخبطوا عربية نيرمين واتسببوا فى الحادثة اللى حصلت دى
او يكون الموضوع مافيهوش اصطدام اصلا زى ما انا قلتلك قبل كده وخطفوها مثلا من عربيتها او احتمال مكانتش ساعتها راكبة عربية اصلا الاحتمالات كتير بس االاحتمال الاخير هو الاقرب للواقع
تغيرت نظرة سيف لخالد
بادره خالد قائلا:احنا مش عايزين نتعامل بعواطفنا فى الموضوع يا سيف انا بتمنى يكون احتمالى غلط لكن فى نفس الوقت بيحتمل الصحة ولا ايه
بدا على سيف انزعاجه من هذا الكلام ولا يدرى بماذا يجيب وخصوصا ان كلام خالد منطقى جدا
خالد بصوت منخفض :ماهو انت لو تقدر تقنعها ساعتها هنرتاح ونعرف نحدد مسار البحث بدل ما احنا مشتتين كده
سيف وهو يكاد يفهم ما يرمى اليه خالد:اقنعها بايه ؟
خالد:باننا نعرضها على ...........
قاطعه سيف:لالالا انا مقدرش اعمل كده
خالد:طب افاتحها انا؟
سيف:بلاش يا خالد صدقنى الموضوع ده هيأثر عليها تاثير سلبى وحالتها هتتأخر
انا حاسس انها مش قادرة تفتكر حاجة لانها بتهرب من الماضى فمش عايزين احنا نزود الموضوع عندها
خالد :طب هسيبك تفكر فى اللى انا قولتهولك وبعدين ابقى عرفنى قررت ايه
استدار خالد قائلا:هاا يا دكتور انت شايف حالة نيرمين واصلة لحد فين
دكتور اسامة:لا اطمنوا ان شاء الله فى امل كبير هيكون ليا معاها جلسة كل فترة وان شاء الله تكون بداية شفاءها
نظر سيف الى نيرمين وهو يفكر فى ما قاله خالد ولا يدرى ان كان سيتحمل ماوقع لنيرمين ان كان كما قاله خالد ام سيتغير من ناحيتها
ولكن الشعور الغالب عليه ساعتها هو الحزن والضيق ولا يدرى كيف يستطيع ان يدفع ذلك الشعور الذى بداخله
فما قاله خالد حتى ان حدث لها فما ذنبها
اخذ يتنهد وهو يحاول اخفاء الضيق الذى بدا عليه وعلى علامات وجهه
اتجه سيف ناحية الخزانة واخرج مبلغا من المال واعطاه لعم حسين واخبره ان كل شهر سيصله مبلغ مثل هذا
وانه لن يتركه سيواصل ما بدأته نيرمين معه من مساعدة
اخذ الرجل المبلغ وهو يدعى له من كل قلبه وادمعت عيناه فرحا
طبطب عليه سيف وهو يطمئنه وهو يقول :انت تستاهل كل خير ياعم حسين ولو عرفت اى حاجة عن نيرمين من اى حد ياريت تبلغنا
عم حسين:لو جه فى ايدى اى حاجة مش هتأخر عليكوا ولا عليها انتوا تستاهلو كل خير وهى كمان
انتهى اللقاء بمغادرة خالد وصديقه الطبيب وعم حسين وقد حددوا موعدا ياتى فيه دكتور اسامة ليجلس مع نيرمين
جلسة للعلاج
وبعد ان اوصلهم صعد الى غرفته واخذ حماما سريعا وارتدى ملابسه واخذ مفاتيح سيارته ليذهب الى الشركة
حتى يقابل فايز بيه كما وعده
وصل الى الشركة فى الميعاد المحدد
جلس فى مكتبه واتصل بعمر لياتى له على الفور
دخل عمر الى المكتب الواسع
عمر:الشركة نورت كل حتة فيها بتقولك وحشتنى
سيف :وهو يتجاهل كلام عمر:فايز بيه ما اتصلش
عمر :مش انت هتقابله النهاردة ده معادك معاه بعد ...........(ثم نظر فى ساعته) اه بعد ربع ساعة
اسند سيف ظهره للخلف وهو يتنهد وحاول ان يسترخى
عمر:مالك يا سيف فيه حاجة مضايقاك؟
سيف:لا مافيش
عمر شكلك متغير انت مرهق ولا ايه؟
سيف:شوية
عمر:انت منمتش كويس امبارح ؟
سيف:لا نمت بس ده ارهاق ذهنى مش اكتر
عمر وهو يبتسم:من كتر التفكير مش كده
سيف:قصدك ايه
عمر: مش قصدى حاجة قصدى التفكير فى الشغل يعنى
على العموم انا هخلى الساعى يعملك قهوة علشان تفوق شوية
سيف:بلاش انا شربت قهوة كتير النهاردة مش هينفع اشرب تانى
عمر محدثا نفسه:ليك حق تشرب قهوة كتير مانت كنت سهران طول الليل ياعينى
سيف:مالك بتبصلى كده ليه ؟
عمر:ابدا انت بس صعبان عليا
سيف :طب لو سمحت اتصل بفايز بيه شوفه كده جاى فى الطريق ولا ايه؟
عمر :حاضر
فى القصر:نيرمين تجلس فى الحديقة وهى تتمشى وسط الخضرة والاشجار وهى تفكر ثم اشتاقت الذهاب الى تلك البحيرة الرائعة
كان الوقت مناسبا للذهاب الى تلك البحيرة فقد كانت الساعة الثالثة والنصف عصرا
كان الجو لطيف جدا ليس باردا بل كان ممتعا للغاية
استأذنت من دادة فاطمة حتى لا تقلق عليها ثم مشت ناحية ذلك المكان الذى يشبه المحمية الطبيعية
وجلست عى الصخرة التى كانت تجلس عليها من قبل
وسرحت بخيالها وسط ذلك المكان الذى ينسى الهموم بجماله الساحر الجذاب
انطبعت صورة سيف بملامحه الرقيقة على سطح المياه وهى تنظر اليها مبتسمة كأن صورته تؤنسها فى وحدتها
وكانت تشعر كانه يكلمها ويبادلها نفس النظرات
ثم قامت من مكانها وهى تمشى على حافة تلك المياه وهى تنظر فيها رات فأرا صغيرا يمر بين رجليها فصرخت
وهى خائفة بشدة وكادت ان تسقط فى المياه
فابتعدت عن حواف البحيرة وعادت لتجلس على الصخرة وهى تلتقط انفاسها
وضعت يديها على عينيها لتهدئ من روعها فاذا به ترى لقطات من ماضيها
انها تقود سيارة ودموعها منهمرة بشدة كانت تسير بسرعة شديدة
امسكت نيرمين برأسها من الم راسها وهى تهرب من تلك اللقطات التى تخللت ذاكرتها ولا تريد ان تصدقها
ثم رات شيئا أخر انها تهرب من عدة اشخاص يركضوا ورائها تلك اللقطات التى راتها من قبل كان منظر هؤلاء الشباب وهو يتطوحون من السكر يراود فكرها بين الللحظة واللحظة وهى لا تستطيع ان تهرب منها
ثم قامت بالامساك براسها وهى تغمض عينيها تتذكر حينما وقعت على الارض وهذا الشاب يقترب منها وصاحبيه خلفه يضكحون وهى تزحف على الارض
صرخت نيرمين لنفسها كفاية كفاية
فانقطع عقلها عن التفكير فيما مضى من احداث
نظرت امامها وعيونها تبرق من اثر حبس الدموع وهى تقول:لا انا بيتهيألى ده محصلش
قامت نيرمين من مكانها لتعود الى القصر وهى تكاد لا ترى امامها مما راته من لقطات اوحت اليها بما تحاول الهروب منه
انها تخشى ان يكون ماتهرب منه هو ماحدث بالفعل ماذا ستفعل ان كان هذا هو الذى تعرضت له
تحملت نيرمين من الالم ماهو فوق طاقتها منذ ان دخل براسها انها تعرضت لحادث اعتداء من قبل اشخاص كانوا فى حالة سكر شديد
مع انها لو تركت ذاكرتها تستجمع ما حدث بالتفصيل لعرفت ان ماحدث كان مجرد مطاردة ولم يحدث ماكانت تتهرب منه
الا ان خوفها من تذكر بقية الاحداث اثر على استرجاع كل ماحدث
واوهمت نفسها بان ما تعرضت له هو نفس ما قاله لها خالد والذى قاله لها سيف فى اول مرة
عادت الى القصر واثر البسمة قد اختفى تماما من شفتيها وحبست نفسها فى غرفتها ولم تخاطب احدا
دخلت عليها دادة فاطمة بعد ان استأذنت لتطمئن عليها ولكن نيرمين طلبت منها ان تتركها لتنام لانها تحس بارهاق شديد
تركتها دادة فاطمة لتنام بعد ان مسحت على شعرها بحنان ثم اغلقت الباب خلفها
عاد سيف من الشركة بعد يوم طويل بعد مقابلة رجل الاعمال
واخذ حمامه المعتاد وارتدى ملابسه واستلقى على ظهره واضعا كفيه خلف راسه وهو يفكر
كيف يقنع نيرمين بما قاله خالد ان كان فعلا خالد محقا فى ما قاله
بل وصل تفكير سيف الى حالة انه يسأل نفسه:هتعمل ايه يا سيف لو طلع كلام خالد صح؟
كان قلبه ينزف الما كلما فكر فى ان كلام خالد قد يكون حدث بالفعل ولكنه يحبها حبا شديدا ولا يستطيع ان يتخيل ان يتخلى عنها حتى ولو لهذا السبب
لاول مرة يواجه سيف نفسه بشدة حبه لنيرمين عندما وضع امامه الاحتمال الذى قاله خالد ووجد نفسه يشعر تجاه نيرمين بشئ اكبر من ان يتخلى عنها بسبب شئ لا ذنب لها فيه
تغلب سيف على ذلك الشعور الذى يراوده بانه لن يتخلى عنها حتى ولو ثبت بالدليل القطعى انها تعرضت لاعتداء من قبل اشخاص لان حبه لها اكبر من ان يعاملها بذنب لم ترتكبه وليس لها دخل به
لم يستطع سيف ان يصبر دون ان يتكلم مع نيرمين ويحاول ان يعترف لها بحبه وان يقنعها بانه مهما حدث لن يغير ذلك من حبه لها
كان سيف متعجبا من جرأته فى الذهاب الى غرفتها الا انه لم يستطيع ان يمنع نفسه عن ذلك
وقف امام غرفتها مترددا فى طرق الباب وهم ان يمد يده ليطرق الباب الا انه تراجع عندما سمع صوت شبه صوتها
انها ربما تتحدث بصوت منخفض لكن ترى مع من تتحدث
دفع الفضول بسيف الى محاولة فتح الباب برفق فتحة صغيرة محاولا عدم اصدار صوت وكان يعلم انها محاولة وقحة منه
الا انه فعلها
نظر من خلف الباب دون ان يصدر صوتا
فرأى نيرمين جالسة على سجادة الصلاة وهى تصلى لقد كانت فى التشهد الاخير
انتهت نيرمين من صلاة القيام ثم رفعت يديها الى اعلى وهى مغمضة عينيها واخذت تدعو بصوت منخفض
لم يسمع سيف بماذا كانت تدعو
وهنا اغلق سيف الباب برفق دون اصدار صوت قبل ان تراه نيرمين وظل واقفا وقلبه يخفق مما رآه لقد تأكد لديه بالفعل ان تلك الفتاة هى مختلفة تماما عن الاخرين
وزادت رغبته فى مقابلتها فطرق الباب برفق
نيرمين:مين
سيف:ممكن ادخل؟
عندما سمعت نيرمين صوت سيف هبت واقفة وهى تطبق سجادة الصلاة ثم وضعتها جانبا واتجهت ناحية الباب وفتحته
وقف سيف امامها وقال:ازعجتك؟
نيرمين:لا ابدا
سيف: ممكن اتكلم معاكى شوية مش هعطلك
نيرمين:هنا؟
سيف :متقلقيش سيبى الباب مفتوح ولو ده هيضايقك ممكن نتكلم فى المكتب تحت بس انا مش عايز اتعبك
نيرمين ويظهر على التعجب:اتفضل
دخل سيف تاركا الباب مفتوح وطلب من نيرمين الجلوس
قلقت نيرمين من قدوم سيف فى هذا الوقت المتأخر الى غرفتها وهذا على غير عادته فقالت فى قلق:خير؟
سيف:ممكن بس تقعدى علشان ابقى مرتاح
جلست نيرمين وهى تخفض بصرها للاسفل منتظرة ان تسمع ماسيقوله
اخذ سيف يستجمع كلماته ولم يكن يعرف من اين يبدأ ثم قرر ان يفاتحها اولا بالموضوع الذى طلبه منه خالد
سيف:انا عايز اكلمك فى حاجة بس ارجوكى متخديهاش بحساسية
نيرمين وقد زاد قلقها:خير؟انا قلقت كده
سيف:خالد قالى اننا محتاجين نفهم بالظبط طبيعة الحادثة اللى حصلتلك علشان يقدر يعرف يحط خطة البحث
نيرمين لم تفهم ما يرمى اليه سيف فظلت تسمع وهى لا تفهم بعد
سيف وهو متردد:يعنى ............. مش عارف اجيبهالك ازاى؟
نيرمين:انا مش فاهمة حاجة
سيف:من الاخر كده هو بيرجح انه حصلك حادث اعتداء عليكى من حد وطلب يتاكد من الموضوع ده علشان نبقى عارفين احنا بندور على ايه
لمعت عيون نيرمين وهربت عيناها من عيون سيف ثم اخفضت بصرها للارض ولم تتكلم
سيف:انا اسف والله ماقصدت انى اجرحك او اضايقك انا حاولت اقنعه ان ده مش مهم وان نسبة حدوث الاحتمال ده ضعيفة لكن هو اصر انى افاتحك على اساس يعنى انك تقبلى .........
نيرمين وقد نزلت عبرة من عينيها رغما عنها:اقبل ايه؟
تهرب سيف من الاجابة ونظر الى الارض ولم يرد
ففهمت نيرمين ما يلمح له سيف
فوضعت اصابعها على شفتيها ويداها ترتعدان ولم ترد
لاحظ سيف ما يحدث لها فاقترب منها قائلا:متحاوليش تضغطى على نفسك لو مش موافقة خلاص انا هقوله بلاش يفتح الموضوع ده تانى
توالت دموع نيرمين وهى تضع اصابعها على شفتيها وجسمها يرتعد
سيف وبدا عليه القلق الشديد على حالها:مالك يا نيرمين حاسة بايه
واقترب ليمسك بزراعيها لتهدئتها الا انها ابتعدت عنه لانها ترى انه من غير اللائق ان تتركه يلمسها لتدينها
والتزامها
سيف وهو يظهر اعتذاره:انا اسف مقصدتش اضايقك انا بس كنت بحاول اهديكى مش اكتر
نيرمين بصوت باكى:ارجوك متفتحش الموضوع ده معايا تانى لانى لما بسمعه منك بموت
سيف:انا اسف اوعدك انى مفتحوش تانى خلاص بس بطلى عياط بقى
نيرمين:ياريتكوا مالمحتولى من الاول انا تعبانة اوى ،مش قادرة استحمل الافكار اللى بتجيلى ولا الكوابيس اللى بشوفها
انا مش عارفة اعمل ايه؟
سيف والحزن يملأ وجهه:كوابيس ايه؟
ممكن تفضفيلى لو ده مش هيضايقك
نيرمين وهى تدير وجهها عنه :مش هقدر احكى
سيف:مش يمكن ترتاحى لما تقوليلى على اللى مضايقك
و صدقينى اى حاجة هتقوليهالى مش هقولها لحد وعمرى ما هخون ثقتك فيا
نيرمين وهى تنظر اليه كانها تريد ان تخبره:لو قلتلك مش هتفاتحنى فى الموضوع ده تانى؟
سيف:اوعدك
حكت نيرمين لسيف ما تذكرته من قيادتها للسيارة وكانت بحالة مزرية من البكاء وعن الذين كانوا يطاردونها وكل ما كان يطرأ على ذاكرتها
كان سيف يستمع لهذا الكلام و تعابير وجهه متأثرة بما يسمع
سيف:اللى انتى حكيتيه ده مجرد كوابيس وهواجس ولا فعلا اشياء افتكرتيها من الماضى؟
نيرمين:مش عارفة افرق ساعات بحس انها حصلت وساعات بحس انى بيتهيألى
سيف مطمئنا لها:يبقى خلاص اطمنى دى مجرد هواجس وافكار عابرة من قلقك بس مش اكتر
نظرت اليه نيرمين وهى تتمنى ان يكون كلامه صحيحا
ثم اكمل:حتى لو اللى انتى قلتيه ده حصل مافيش برده دليل على اللى بيدور فى دماغك لان مطاردة الناس دى ليك مش كفاية
وحتى لو حصل اللى فى دماغك انتى ذنبك ايه ؟متحمليش نفسك فوق طاقتها علشان متتعبيش
وقعت تلك الكلمات على قلب نيرمين كأثر مهدئ شديد المفعول فسكنت دقات قلبها وهدأت
طرأ على ذهن سيف ماجاء من اجله وهو الاعتراف لها بحبه لها وحاول ان ينطق بهذا ولكن عقد لسانه
فبدلا من ان ينطق بما جاء من اجله قال:انا سهرتك كتير اسيبك بقى علشان ترتاحى
هزت نيرمين راسها وهى لا تعلم ماينبغى لها ان تقوله
ثم اتجه ناحية الباب وامسك به ليخرج وهو ينظر اليها
شعرت نيرمين انه يريد ان يقول لها شئ
نيرمين:عايز تقول حاجة يا سيف بيه؟
سمع سيف اسمه لاول مرة من شفتيها واستلذ بنطقها له الا ان اسمه كان مقترنا بكلمة بيه التى اضاعت جزءا من لذته فاجاب
انتى قلتى ايه؟
نيرمين:قلت عايز حاجة؟
سيف:لا اللى بعدها
نيرمين:يا سيف بيه
سيف:ايوة هى دى اخيرا قلتيها اصلى عمرك ما ناديتينى باسمى
استحت نيرمين من كلامه واخفضت بصرها ارضا فعاد بخطواط بطيئة ووقف امامها قائلا
بس كلمة بيه دى مش عاجبانى
نيرمين متعجبة:اومال اقول ايه؟
سيف:قولى سيف بس
فتحت نيرمين عينيها من المفاجأة
سيف:مالك بتبصيلى كده ليه
نيرمين:اصلى مش مصدقة
سيف:وليه مش مصدقة
نيرمين:اصل صعبة اوى اقول اسمك كده من غير القاب الناس مقامات برده
سيف:انتى كده هتزعلينى منك وانتى عارفة ان زعلى وحش
نيرمين وهى تخجل من النظر اليه:يعنى اناديك باسمك كده؟
سيف:ايوة، وعشان ابقى مطمن انا عايز اسمعه منك قبل ما امشى
زاد خجل نيرمين وظلت واقفة تنظر الى الارض
سيف:كده؟ طب انا بقى قاعد ومش ماشى الا لما تقولى اسمى اهو
وذهب ليجلس على سريرها منتظرا اياها ان تتكلم
عندما راته كذلك اسرعت لتوقفه بجملة:خلاص يا سيف
ابتسم سيف وتوقف عن الجلوس قائلا:ايوة كده
شوفتى طالعة من شفايفك حلوة ازاى
لالالا على فكرة انا لازم اشوف حل لخجلك ده مش معقول كل كلمة اقولهالك وشك يحمر كده
لم يزد هذا الكلام نيرمين الا خجلا وحاولت ان تتغلب على حيائها قائلة:هاا عايز حاجة تانى؟
سيف مبتسما:ايه ده انتى بتطردينى ولا ايه
نيرمين:ابدا والله
اتجه سيف ناحية الباب ليخرج
ثم قال:عايز اسالك سؤال وهتردى عليا دلوقتى قبل ما اخرج اوك؟
نيرمين:ايه هو
سيف:انا ايه بالنسبة لك؟
وقعت تلك الكلمات على نيرمين ففاجأتها ولم تدرى بماذا تجيب
سيف:هو السؤال صعب للدرجة دى؟
نيرمين:وهى تنظر اليه وخدودها قد ظهر احمرارها بطريقة ملحوظة:ليه بتسال السؤال ده؟
سيف:لما تجاوبينى الاول
سكتت نيرمين ولم تستطع ان تجاوب حيث ان الامر يتطلب جرأة لا تملكها
امسك سيف بطرف الباب:قائلا خلاص انا مش هضغط عليكى لو حبيتى تقوليلى انتى عارفة طريقى
هم بالخروج فقاطعته نيرمين :اعرف الاول سبب السؤال
سيف:يعنى مش عارفة؟
نيرمين:لا
سيف قبل ان يغلق الباب:لو قلتلك ليه هتصارحينى باللى جواكى؟
نيرمين:هحاول
تراجع سيف عن الخروج ونظر اليها وقال:علشان بحبك
تخشبت نيرمين من اثر الصدمة لم تكن تتوقع ابدا ان ينطق سيف بتلك الكلمة امامها بكل بساطة
سيف:مالك اتخشبتى كده ليه؟
انتى مسمعتنيش بقولك ب ح ب ك
بحبك بحبك
اقولها كمان؟
بحبك بحبك
هفضل اقولها لحد ما تردى
ب....
قاطعته نيرمين: انت عارف انت بتقول ايه
سيف:طبعا عارف بقول انى بحبك
بموت فيكى
بعشقك
لم تصدق نيرمين ما سمعته انها تخشى ان يكون حلما جميلا سوف تستيقظ منه
سيف:يعنى مردتيش عليا؟
نيرمين :انا بحلم؟ ولا ده حقيقى ارجوك قولى؟
سيف وهو ينظر فى عينيها:لا دى حقيقة ولو مش مصدقة ممكن افوقك علشان تصدقى
اخذت نيرمين تتنفس بسرعة من شدة المفاجأة وهى تقول فى نفسها:مش معقول
سيف:هتفضلى بقى كده ولا ايه
عايز اعرف منك وحالا بتحبينى ولا لا؟
كانت نيرمين تنظر اليه ودقات قلبها تتسارع ومن هول تلك المفاجأة توقف لسانها تريد ان تقول له انت احب انسان الى قلبى انت من اعطانى الحياة انت الذى من اجله ما زلت اتنفس
انت كل املى فى هذه الدنيا
كل هذا وسيف ينتظر منها الرد وهو ينظر اليها
ولكن لسانها شلت حركته
احس سيف بالاحباط الشديد وتنهد قائلا: افهم من كده انك مش بتبادلينى نفس الشعور؟
نيرمين فى تردد:انا... ثم سكتت لتستجمع كلماتها
هنا سيف قرر ان يتركها وتوجه ناحية الباب وامسك بطرفه ليغلقه ثم نظر اليها نظرة اخيرة قائلا
يبدو انى اتسرعت لما اعترفتلك باللى جوايا كان لازم استنى لحد ما اعرف شعورك ناحيتى ايه؟
لكن خلاص اللى حصل حصل سامحينى ان كنت ضايقتك بكلامى
هم ليغلق الباب فسارعت نيرمين:وانا كمان بحبك
توقف سيف ثم فتح الباب مرة اخرى وحرك راسه دليل على رغبته فى سماع هذه الجملة مرة اخرى
نيرمين بخجلها المعهود:زى ما سمعت كده
سيف:لالالا لازم اسمعها تانى قولى تانى كده قولتى ايه؟
نيرمين:وهى تحاول ان تقضى على حيائها :بحبك
سيف:يااااااااااااااااااااااااااااااااااه اخيرا نشفتى ريقى حرام عليكى
نيرمين وقد ظهر عليها الارتباك:كفاية كده بقى علشان الوقت اتاخر وميصحش حد يشوفك كده
سيف:انا خلاص مش عايز حاجة تانى الكلمة دى هى اللى انا كنت جاى علشانها
بس حاجة اخيرة قبل ما امشى
نيرمين وهى لا تستطيع النظر اليه:خير
سيف:انتى قلتى كده علشان بتحبينى فعلا ولا علشان متزعلنيش
نيرمين:والله بحبك
سيف: خلاص خلاص مصدقك
ابتسم واتجه ناحية الباب ثم امسك طرف الباب بيده ليغلقه وهو ينظر اليها ثم قال لها قبل ان يغلقه :هتوحشينى
ثم اغلق الباب
القت نيرمين بنفسها على السرير بخفية ورشاقة وقلبها يدق فرحا اصبحت ترى الحياة بلون وردى
وكادت ان تطير فرحا ،ان هذا الشعور لم تعهده من قبل انها تعيش فى جنة الحب التى طالما تمنت ان تعيش فيها