رواية ولانك نهد طفولتي الفصل السابع 7 بقلم اية حسن
_سهى قاعدة مع فاروق بيتكلوا
سهى: جدو حضرتك لازم تتصرف وتقنع أدهم بجوازنا
فاروق: اديني بحاول معاه يا سهى
سهى: يعني ايه يا جدو بتحاول ، هو مش المفروض بيسمع كلامك
فاروق: بس ف المسألة دي بالذات للأسف مقدرش افرضها عليه .. هو حتى رافض اني اجبله سيرة ف الموضوع
سهى بضجر: يا جدو انا صبرت طول السنين اللي فاتت دي واستحملت وهم الطفولة اللي عايش فيه ، دة مش شايفني ولا شايف حد غير ندى .. ندى .. ندى ، أنا كرهت اسمها أكتر منا بكرها حتى وهي ميتة واخداه مني حقيقي عمري مكرهت ف حياتي قدها
دفعت الفازة بغضب وقامت .. فاروق كمان بيكره ندى وكان بيكره أبوها زمان لما كان بيحبه عزت كدة ، زي ما أدهم بيحب ندى وعايش ع ذكراها حتى بعد ما عرف بموتها
أدهم سمع اسم ندى واندهش بس مش فاهم
أدهم بتعجب: ندى ؟!!
حمو: أيوة يا أدهم بيه ، ندى ف خطر ولازم تلحقها
نادر: انت بتخرف بتقول ايه يا جدع انت ندى مين اللي ف خطر !!
حمو: لا مبخرفش ، ندى اللي تاهت منكم من زمان لسة عايشة
أدهم وكإن الهوا انقطع من حواليه واقف مش قادر ع فهم أي حاجة ، حس أن دماغه مشوشة ومضطربة ، حرك إيديه ع جبينه عشان يحاول يركز
نادر: لااااه انت شكلك متسلط علينا النهاردة
حمو طلع السلسلة: مش دي السلسلة اللي انت جبتهالها وانتوا عيال صغيرة ؟
أدهم بص ع السلسلة ومد ايده اللي بتترعش ومسكها ، بنفسه اللي طالع ومش حاسس بيه ، حس بدوخه ومش قادر يقف ع رجله كان هيقع لولا نادر جري عليه ولحقه فجأة اغمى عليه من الصدمة
نادر بخوف: فوق يا أدهم الله يخليك ... هات قزازة المية من العربية بسرعة
جري حمو وجاب المية وحاولوا يفوقوه وبعد محاولات فاق
نادر: قوم يا أدهم خضتني عليك
حمو: أدهم بيه انت كويس ؟
أدهم كان قاعد وساند ضهره ع العربية بص ع حمو وبيفتكر كلامه ورجع بص ع السلسلة ، ندى .. ندى لسة عايشة ، طاب ازاي امال ال 15 سنة اللي عاشهم وهو فاكرها ميته دول ايه ؟ ندى كانت تايهة !! طاب اللي أهلي فهمهوله دة ايه وهم ! كدب ! كدبوا عليه ليه خبوا الحقيقة عليه ليه موتوها وهي لسة بتتنفس وعايشة ليه ؟ الف سؤال وسؤال فضل يدور في دماغه
أدهم بدموع وألام: لييييييه ، أه ع كسرة قلبي ، يا حبيبتي يا ندى
نادر بأسى: أهدى يا أدهم متعملش ف نفسك كدة
أدهم بحرقة: موجوع أوي يا نادر ، ندى عايشة وطول السنين اللي فاتت واهميني بموتها طاب ليه لييييه ، دمروني دمرو روحي وقلبي
حمو باصص عليه وعيونه كلها دموع ، هم الاتنين اتعذبوا بسبب فراقهم ..
أدهم بلهفة: هي اللي شوفتها ورجعت الشنطة صح ؟
حمو: أيوة
أدهم بألم ودموع: ااااااااااااه
أدهم حس إنه مشلول وعاجز ، بس ندى دلوقتي ف خطر ومحتجاله ، ولازم يستقوى عشان يقدر يخرجها من المأذق اللي اتحطت فيه ...
أدهم ابتدى يفوق من صدمته شوية ويركز ف كلام حمو ، عرف انها مخطوفة وأنها ف لحظة ممكن تضيع منه تاني
أدهم بصوته كله: لااااااااااا
_أدهم راح البيت وقابل عيلته وهو داخل بملامح مميته وجسمه متخشب ، حتى هم لاحظوا دة وسألوه .. مالك ؟
أدهم بصوت قاتل: ندى لسة عايشة
الكل مصدوم ومش مصدق
عزت: انـ انت بتقول ايه يا أدهم
أدهم بصياح: ندى عايشة
حياة انتفضت ، ومحدش فيهم فاهم حاجة
أدهم عينه بتلمع بالدموع: كدبتوا عليا ليه وقولتولي أنها ماتت ف الحادثة ليييييه
عزت: يا أدهم فهمنا احنا مش فاهمين يابني
أدهم بتهكم: مش فاهمين ؟ مش فاهمين كدبتوا ليه ، ولا مش فاهمين ندى عايشة ازاي
حياة حطت أيدها ع بوقها وبتدمع: والله يابني احنا منعرفش حاجة
جه فاروق ع كلامهم: وانت عرفت منين أنها لسة عايشة
أدهم بص عليه بملامح مميته ....
*تعالوا نعرف حصل ايه بعد ما حموا عرفه أن ندى ف خطر*
Flash back..
بعد أدهم ما عرف أن ندى مخطوفه اتجنن ، وقلبه اتملى خوف .. حمو قاله ع مكانها ، وهم بسرعه عشان ينقذها ، وطلب من نادر يحصلهم بالبوليس ... أدهم ركب عربيته ومعاه حمو وانطلق بيها بسرعة جنونية ...
وصلوا المكان ، أدهم مسك المسدس وشد أجزائه لربما تحصل مشادات وكان لسة هينزل..
حمو: انت هتعمل ايه يا أدهم بيه
أدهم بحسم: هدخل أجيب روحي من جوة
حمو: يا باشا الموضوع مش سهل خلينا نستنى البوليس أحسن
أدهم بصله وبعد كدة فتح العربية وكان هينزل....
_ندى لسة مرمية ع الأرض وجروحها بتنزف وبتتألم .. طاعون ابتسم بخبث وشكله ناوي ع حاجة
ألأعور: ايه يا زعيم شكلك مبسوط
طاعون: خلاص ياض يا اعور جاتلنا أوامر بإننا نخلص منها ... بس الأول هاخد حقي منها ...
زق الأعور وفضل يقرب بشر وغل وبدأ يخلع ملابسه وفجأة هجم عليها بالإعتداء وهي صرخت بس من كتر التعذيب صوتها مكانش طالع ..
إلا إن قبل ما يلمسها جات ايد ومسكت وشه ودفعته للخلف .. أدهم واقف بصله بملامح ثائرة ، حرك دماغه ناحيتها ببطء وبصلها لقاها مرمية ومتبهدلة ، غمض عينه لإنه مستحملش يشوفها كدة أد إيه هي وحشته ، قبض ع إيده بغضب وفجأة هجم ع طاعون وفضل يضرب فيه بغل لغاية ما وشه كله اتملى دم .. طلع كل سنين العذاب والعصبية والغضب وجنونه عليه هو ورجالته ..
_حمو جري بسرعة ع ندى وسند ايده تحت دماغها ورفعها سنة
حمو بخوف: ندى ، يابا انتي كويسة
ندى مش قادرة تفتح عينها ولا تنطق
أدهم لسة بيضرب فيهم ، واحد من رجالة طاعون رفع مسدس ع أدهم ، بس انتبه بسرعه وقبل ميضربه مسكه منه ولوى دراعه ... وكل دة وطاعون واقع ع الأرض غرقان ف دمه .. دفعه أدهم ووقف ياخد نفسه بصدره اللي بيطلع وينزل ... جري بسرعة ع ندى ..
مسكها من حمو وبص فيها .. بص لملامحها الشاحبه وبرغم الجروح ووشها المنفوخ من أثر الضرب والتعذيب ، إلا أنها لسة جميلة وبريئة ... نزلت دموعه ع وشها
أدهم بصوت متقطع وبيحاول يسيطر ع نفسه: نـ نـ ـدى
فتحت عيونها شوية وبصوت ضعيف ومبحوح: أ د هـ م
_أدهم ضمها ليه بقوة وفضل يبكي بصوت من غير ميتكلم ، قعد ضاممها دقايق هو ومغمض
حمو: الحق يا باشا طاعون هرب
ادهم فاق وبعدها منه بشوية وكانت فاقدة الوعي: سيبك منه ، انا هعرف اجيبه بعدين .. قوم خلينا ناخد ندى ع المستشفى
وبالفعل أدهم شالها وخرج ، وراحوا بيها ع المستشفى ، ودخل الدكتور عشان يفحصها ، أدهم كان مصمم يدخل معاها أوضة الكشف ، والدكتور حاول يمنعه بس مقدرش عليه ..
وبالفعل دخل معاها جوة ، وحمو استنى برة ...
أدهم فضل ماسك أيدها بقوة ، كإنه خايف لتهرب منه وتضيع تاني .. فضل لغاية ما الدكتور كشف عليها وضمد جروحها ، وسأله .. وقاله انها اتعرضت لضرب عنيف .. وأنه هيسيبها تحت الملاحظة لغاية متفوق ...
_أدهم كان بوده يقطع من جتة طاعون نساير بعد اللي عمله فيها دة ، بس مش لوحده وكمان من اللي ظلموها وسبوها تتعرض لكل دة بص للفراغ بغضب ساب أيدها بالراحة بس كانت ندى متبتة ومسكاها كإنها حاسة بيه وبوجوده .. محبش يسيبها بس لازم يعرف أهله كدبوا عليه ليه واوهموه بموتها ...
باس ايدها وقالها أنه هيرجعلها تاني ... وقال لحمو يخليه معاها وهيرجع بسرعة ...
Back..
بص لجده بنظرة كلها ألم بعد محكالهم عرف ازاي أنها ندى ..
فاروق ببرود: برضو مش دليل أنها ندى ، دي أكيد بنت نصابة عاوزة تضحك عليك ، إنما ندى ماتت
أدهم: حرام عليكم بجد حرام اللي عملتوه فيا
حياة: والله يابني احنا دورنا عليها كتير ، بس جدك اللي قالنا إنه لقاها ميته ودفنها
أدهم بعصبية: بس أنتو قولتوا أنها ماتت ف الحادثة ، ليه مقولتوش أنها تاهت ليييييه
عزت بص ع ابوه بحزن: لإنه جدك قالنا ممكن تتصدم وتتعب ، هو كمان أوهمنا زي موهمك بالظبط ، احنا مشوفناش جثتها بس متوقنعاش منه يعمل كدة
أدهم بص لجده بصدمة وألم: مصعبتش عليك وانت بتكدب عليا ! مصعبتش عليك وانت شايفني كل يوم بتعذب بسبب موتها ! وانا كل يوم بروح قبرها واتكلم معاها بالساعات وانا قلبي مجروح ، هه كنت بروح أكلم شوية تراب قبر فاضي ، قبر دافن فيه الحقيقة
فاروق: انا انا عملت كدة عشان بحبك وخايف عليك
أدهم بصوت عالي: خايف عليا ، خايف عليا تدبحني بسكينه تالمة ، تطعن قلبي بخنجر وتسيبه طول السنين ينزف ، وانت واقف تتفرج ع عذابي وتقوللي خايف عليا !!
مفكرتش ف يوم اني ممكن اعرف الحقيقة وأكرهك ..
فاروق نزل راسه بخجل: انا مكانش هممني غير مصلحتك وكنت فاكرك مع الوقت هتنسى
كمل بدموع: حتة من روحي راحت وتاهت ، وانت جاي تقوللي بكل سهولة انها ماتت وعايزني انساها كدة يااااه
أدهم صرخ ف وشه وفضل يخبط بقبضته ع صدره بحرقه: أنا روحى وقلبي ماتوا بسببك ، يوم ما جيتلي تقوللي ع موتها كنت جايب سكينه وبتقطع ف قلبي نساير ..
زاد ف ضرباته ع قلبه: انت سلبتني حياتي دمرتني يا جدي
الكل كان صعبان عليه حال أدهم ، وبييكوا حتى سهى
عزت بدموع: عشان خاطري يابني أهدى
أدهم: طاب ندى مصعبتش عليك ، وهي تايهة ومش عارفينها فين ولا مع مين ولا يومها كان بيعدي ازاي .. عيلة عندها 6 سنين تتشرد ف الشوارع .. بتنام ف الشوارع مع الحرامية والمجرمين .. إذا كان حفيدك مصعبش عليك هي هتصعب عليك
أدهم حاول يمسح دموعه ويسيطر ع نفسه ، وجده قربله
فاروق مسكه: أدهم والله يابني انا عملت كدة عشانك ، ندى وجودها معاك كان هيوديك للموت ، وانا مرمتهاش ، دورنا عليها وملقنهاش
أدهم فلت نفسه منه وبنظرة كسرة: أنا بكرهك أوي بجد بكرهك