اخر الروايات

رواية شيراز وأسطورة الشبح الساذج الفصل السابع 7

رواية شيراز وأسطورة الشبح الساذج الفصل السابع 7

 شيراز وأسطورة الشبح الساذج

وضع تامر يده في جيبه وأخرج قلم معدني أسود وزنه ثقيل قليلًا عن وزن القلم العادي، لم يكن معه من قبل ولا يدري كيف وصل إلى جيبه...
نادى على مازن وشادي أن يتوقفا وقال:
-بصّوا!... القلم ده أنا مش عارف وصل لجيبي إزاي؟!
قال مازن: ايه المشكلة يلّا ياعم ده مجرد قلم يعمل مش حاجة.
انتفض شادي حين رأى القلم المعدني ورجع إلى الوراء فاصطدم بحائط الممر الذين يعبرونه خلف قاعة المحوّل، ثم قال بعد أن التقط أنفاسه بصوته الطفوليّ الذي لا يتناسب مع ضخامة بنيته:
-القلم ده وصلّك ازاي؟ انطق..
-ما أنا بقولك مش عارف..
-حد ادالك هدية أو أخدت حاجة من حد وانت مش عارف ايه جوّاها؟! قول بسرعة..
-يا عم بقولك مخدتش حاجة من حد ولا أعرف الزفت ده جالي منين!
قال مازن:
-ايه مشكلة القلم ده مش فاهم؟
رد شادي:
-لا دي مشكلة كبيرة جدًا، إنتوا مش متخيلين، افتكر يا تامر، لازم نعرف مصدره، طب محدش خبط فيك بدون قصد أو حسيت بحرامي بيقرّب لك وانت عارف ما أكتر الحرامية في الأشباح.
قال تامر بنفاذ صبر:
-لا ما حسيتش بحرامية ولا حاجة، ومحدش خبط فيّا برضه، ده حتّى وانا جاي أنا اللي خبطت شبح كده ووقعته على الأرض وبعدين اااا..
قال شادي بعصبية:
-انت هتشلّني يا تامر، ما هوّه ده اللي بسألك عليه من بدري يا عم الشبح، عمل نفسه إنّ إنت اللي خبطته وبخباثة سابه في جيبك.
مازن:
-أيوه يطلع ايه بقى القلم ده للفيلم ده كلّه يعني.
وقال تامر:
-كل ده عشان يحطّلي قلم في جيبي؟! ما كان يديهوني يا عم أنا أصلًا بحب الهدايا.
قال شادي:
-إنتوا مش عارفين ده ايه وبيعمل ايه، ده يبقى قلم الأبالسة يا تامر، انت معاك في ايدك دلوقتي قلم الأبالسة.. واللي ساب القلم ده في جيبك يبقى من خُدام الأبالسة يا تامر.
قال تامر وقد بدأ الخوف يسري في جسده الشبحي كله:
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يعني ايه وبيعمل ايه ده؟! أنا مليش دعوة أنا بدوّر على شاهيناز حبيبتي لا ليّا في الأبالسة ولا الحاجات دي خالص.
مازن: ايوه يعني القلم ده بيعمل ايه يا شادي!؟ خطره ايه؟! ومين ده اللي عمل كده في تامر؟
اختفى شادي مثلما فعل من قبل ثم عاد بعد لحظات وهو يقول وهو في غاية الأسف:
-القلم ده خطير جدًا، القلم ده مش هيسيبك يا تامر، هيفضل لازق في جيبك، مهما حاولت تتخلص منّه هيرجعلك...
بدون تفكير ألقى تامر القلم بعيدًا عنه، وياللعجب لقد حدث ما قاله شادي بالضبط، لقد طار القلم مرّة أخرى في الهواء عائدًا إلى تامر الذي أمسكه بيده في سهولة وهو يقول: يا حوستي السودة، يا حوستي السودة، ده فعلًا رجع لي، عاوز منّي ايه قلم الأبالسة ده يا شادي؟! عاوز منّي ايه بالظبط؟
قال شادي وهو ينظر في الأرض من شدّة الخجل والألم:
-القلم ده... القلم ده.. انت يا تامر هتكتب بيه نهايتك بإيدك.
قال مازن معترضًا: ايه؟! انت بتقول ايه يا شادي!
ثم قال لتامر: هات البتاع ده يا تامر.
وأمسك مازن القلم من يد تامر وَيَا ليته ما فعل...
————-
في اللحظة التي أمسك فيها مازن القلم من يد تامر تحوّل لون القلم من اللون الأسود إلى اللون الأحمر المتوهج كأنّه قطعة حديد مسخنة إلى ما قبل درجة الإنصهار، أحرق القلم يد مازن الشبحية فصعد من يده بخار أخضر من أثر الحرق وتألم جدًا وهو يقع على الأرض ويقول:
ااااااااه، ايه ده؟، شغل أبالسة بصحيح،
ثم عاد القلم طائرًا هذه المسافة القصيرة بين مازن وتامر وعاد لونه للّون الأسود القاتم مرّة أخرى..
قال تامر:
-ايوه... فعلًا... ده جايلي أنا بقى...، نهايتي!، هاكتب بيه نهايتي؟ هو مش أنا انتهيت أصلًا والّا، مش أنا شبح، هاروح فين تاني؟ يا رب ارحمني يارب.
قال مازن: بالراحة على نفسك يا تامر كل مشكلة ليها حل بس بالراحة.
اختفى شادي ثم عاد مرّة أخرى وعلى ملامحه بعض الغضب فقال تامر:
-مالك؟ انت بتروح فين كل مرّة يا شادي؟!
قال شادي:
-كنت بأمّن طريقنا، معلش يا تامر، انت دلوقتي لازم تستخدم حكمتك في كل حاجة، أهم حاجة الحكمة.
قال تامر وهو يسترجع كم البشر وعدد الأشباح اللي قالوا عليه ساذج لغاية ما طلع عليه لقب الشبح الساذج وهو يقول والكلام لا يخرج من فمه: آه طبعًا أهم حاجة الحكمة.
قال شادي معقبًا: أيوه، عشان أنت دلوقتي معاك بلوة، هاتكتب نهايتك بإيدك بالقلم ده... قلم الأبالسة
دلوقتي يلّا بينا نلحق شيراز ونشوف راحت فين وحصلّها ايه.
———-
في الدور الثالث تحت الأرض يبدو أنّ المكان الواسع جدًا والذي يبدو ضيقًا جدًا من الشرور التي فيه فهو ممتلئ بشرور العالم كلّه، مكان مليء بسواد القلوب الذي يظهر على الوجوه القميئة،
القَذَر في كل مكان، المهملات عبارة عن تلال سوداء في كل مكان، سائل أسود لزج ممتزج بآخر أخضر متوهج بعض الشيء يلطخ الحوائط والأرض والطرقات وكل شي، ولا مكان هنا لأي جمال، فقط قبح وشر ورعب،
لا يوجد مكان للضعفاء هنا، فإنّهم يُدهسوا قبل أن يصلوا إلى الدور الثالث تحت الأرض، وإنّما هنا القوي الشرير يأكله الأقوى منه والأشر منه، فالمنافسة هنا على الأكثر شرّا وتخريبًا وتحزينًا... هنا يوجد نادي الأبالسة الليلي.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close