اخر الروايات

رواية شيراز وأسطورة الشبح الساذج الفصل الثامن 8

 

رواية شيراز وأسطورة الشبح الساذج الفصل الثامن 8

شيراز وأسطورة الشبح الساذج

نادي الأبالسة الليليّ، في الدور الثالث تحت الأرضي في مركز الأشباح في ملاهي دريم "بارك".
جلس "بارك" زعيم الأشباح ضخم الجثة على كرسيّه الضخم في أعلى منطقة تطل على ساحة الشر، يمسك بيده الرابعة كأسًا حديديًا يملأه الصدأ به مشروب غليظ أسود يشبه القار الأسود الذي يستخدمه البشر في رصف الشوارع،
ويمسك في يده الثانية عصا سوداء صغيرة تنتهي بما يشبه الفم البشري، وحوله في نفس الطابق يجلس شياطين ومردة وأبالسة على وجوههم يظهر حقد وغل أكثر مما تجد في وجوههم من قبح وشر..
طابق "بارك" يعلو طوابق أخرى أصغر حجمًا ولكن تتسع لعدد أكثر بكثير من المردة الأقل والأشباح الشريرة، وقد امتلأت عن آخرها بآلاف من جميع أشكال هذه الكائنات الأعلى شرًا وحقدًا، هذه الطوابق المتراصة تطل على ساحة الشر وهي عبارة عن أرض شبه ممهدة سوداء كأنّها أسفلت متكسّر،
وفِي وسط الساحة التي تطل عليها مقاعد الاشباح من كل اتجاه هناك قفص حديدي صغير مربوط بعشرات السلاسل الحديدية السوداء.
رفع "بارك" العصا التي في يده ووضعها أمام فمه وبدأ يتكلم فتحرّك الفم في نهاية العصا بنفس الكلمات ولكن بصوت جهوري جدًا يصل لكل الكائنات الشريرة الموجودة في ساحة الشر،
قال بارك: انتو يا ملاعين ياولاد الأفاعي يا شوية فران يا كناسة الزبالة...
صاح جمهور الكائنات الشريرة بعبارات السخط وزاد الهرج وتقاتل مجموعات منهم بشكل بشع جدًا،
بينما أحد المردة من الذين يجلسون بجوار بارك يحمل قرون غريبة على رأسه ويلبس السواد، زاد غضبه وقذف الكأس الذي كان يقدمه الخادم الشبح وبدون أي ذنب أو سابق إنذار اقتلع رأس الخادم في حركة واحدة وشرب منها سائلها الأخضر ثم قذفها بعيدًا وركل جسد الخادم الذي سقط بجواره ركله بلامبالاة تجعل هذا المارد فعلًا من أشنع الكائنات الشريرة.
أكمل "بارك" كلامه وهو يقول: بااااااااااسْ يا ولاد الجزم يا أفاعي يا أوباش، اللي هيتكلم هاحرقه هو واللي جابوه.
حينها خاف الجميع وهدأ الوضع قليلًا إلا من همهمات السخط والسب والانتقام.
قال بارك: احنا هنا كلنا عشان عندي ليكوا مفاجأة، شايفين القفص ده ...
وأشار إلى منتصف الساحة.
القفص ده جوّاه الجايزة بتاعة مسابقة السنة دي.
ثم صاح بصوت عالٍ فضخّمت العصا التي تنتهي بفم بشري الصوت فأصبح جهوريًا جدًا:
مسابقة الذنوب السنوية.
وعند ذلك فُتح القفص الحديدي من أعلى وبدأ يخرج منه مكعب زجاجي سميك ويرتفع المكعب وحده في الهواء أعلى القفص ثم يستقر ثابتًا ....
وهناك داخل المكعب الزجاجي المحلّق تقبع شيراز الشبح فاقدة الوعي.
————
شادي ومن خلفه مازن وتامر يركضون في سرعة ليلحقوا شيراز التي اختفت من المحوّل بشكل غامض...
قال شادي وهو يركض: تعالوا من هنا، هنوصل أسرع.
وصلوا لما يشبه ساحة لركن السيارات محاطة بسور خرساني، جرى شادي ناحية أقصى يسار السور واقترب من اجزاء متكسرة في السور وضغط عليها بآلية ففُتح باب في السور عليه هالة خضراء بسيطة، حينها انبهر تامر وقتل: ايه ده؟!
قال شادي: ده أسانسير هينزلنا الدور اللي احنا عاوزينه.
دخل ثلاثتهم داخل الاسانسير وأغلق الباب فعاد السور كما هو بلا أي تغيير.
نظر شادي إلى لوحة مفاتيح الاسانسير وقال برعب: ايه ده؟!
قال مازن: ايه فيه ايه يا عم شادي متفزعناش معاك؟
قال شادي بصوته الطفولي: لا لا مفيش أصل مفتاح الدور الرابع تحت الأرض موجود أهو جنب باقي المفاتيح وانا كنت ناسي إن تامر معاه تذاكر سوده، أصل المفاتيح مبتظهرش أصلًا بدون تذاكر.
قال مازن: آه يا عم خوفتنا، ركّز أبوس إيدك.
قال تامر: احنا نازلين أي دور يا شادي؟
قال شادي: نازلين الدور التالت، ده اللي شيراز لمّا اختفت اتاخدت فيه.
قال مازن: اتاخدت فين؟ مين اللي أخدها؟ ما تفهمنا يا عم؟
قال شادي: هافهمكوا كل حاجة بس ننزل الأوّل
قال تامر: طيب دوس على مفتاح الدور التالت على بركة الله.
قال مازن: لا استنى عاوزين نفهم اللي بيحصل ما تعملش حاجة.
اختفى شادي فجأة ثم رجع وهو لا يستطيع إخفاء غضبه..
قال تامر: ايه يا عم انت مالك؟ شفت حاجة في طريقنا وانت مختفي زعلت والا ايه؟
قال شادي: أيوه أيوه، يلّا بينا، وضغط على مفتاح الدور الثالث فلم يتحرك الأسانسير، وإنّما اختفى، اختفى تمامًا.
—————
ظهر الأسانسير في ساحة كبيرة مظلمة باردة أرضها سوداء وحين نزل منه ثلاثتهم اختفى تمامًا، ومن بعيد يظهر مبنى ضخم جدًا يُسمع منه صوت الصخب والهرج.
قال شادي: وصلنا
قال مازن: هو ده الدور التالت تحت الارض، ايه يعني ماهو مكان مهجور عبيط زي اي مكان مهجور.
قال شادي: استنى بس متستعجلش.
قال تامر: ايه ده انا بدأت اخاف مش عارف ليه، وايه المبنى البعيد ده يا شادي.
قال شادي: دي ساحة الشر، بيملكها "بارك" صاحب المكان ده، بيعمل مسابقة سنوية للأشباح والأبالسة والمردة اسمها مسابقة الذنوب السنوية، المسابقة دي بيتكرم فيها أسوأ إبليس خرّب ودمّر ووسوس للبشر عشان يرتكبوا ذنوب.. ثم لاحت منه نصف ابتسامة وهو يقول: عشان كده اسمها مسابقة الذنوب.
يلّا بينا ده اتجاهنا احنا رايحين هناك.
قال مازن: ونروح هناك ليه، وشيراز فين دلوقتي ومالها بالمسابقة دي أصلًا..
قال شادي في شفقة: ما هي .. ما هي شيراز جايزة المسابقة.
بعد ما يقدم كل شيطان ومارد وشبح أعمال الشر اللي عملها على مدار سنة هيختاروا منهم خمس أشباح، الخمسة دول هيتقاتلوا مع بعض بكل طريقة ممكنة، وعلى فكرة ده أحط وأخبث قتال ممكن تسمع عنه أو تشوفه، وبعد كده واحد بس اللي هيكسب القتال ده هو اللي هيفوز بجائزة المسابقة، هيفوز بشيراز عشان تبقى جايزته.
صرخ مازن: جائزته؟! هيعمل بيها ايه؟ هياكلها؟ لااا؟ مستحيل، لازم انقذ شيراز بأي تمن.
ومازن في قمة غضبه ظهر أمامه فجأة شبح ضخم جدًا ظهر من لا شيء ثم ظهر خلفه شبح وظهر شبح ثالث كلهم ضخام جدًا.
ابتسم قائدهم ابتسامة مقيتة جدًا وهو يقترب من تامر ويقول: أهلًا أهلًا يا كتكوت..
مين اللي هيتّاكل دلوقتي يا أموووور..
وفتح فمه المليء بالأسنان فزادت فتحة فمه واتسعت حتّى اصبح فمه مثل نصف جسده وهو يقترب من تامر الذي ارتعد وسقط على الأرض فسقط من جيبه قلم الأبالسة، وحين رأى الشبح الضخم القلم على الأرض تغيرت ملامحه وأصبح في غاية الرعب وصغر في نفسه حتى أصبح في طول تامر وهو يعدو مبتعدًا هو ومن معه من الأشباح وهو يقول: قلم الأبالسة، قلم الأبالسة.
ارتعب تامر من المفاجأة وقال: هو فيه ايه؟ مين دول؟.
قال شادي: دول قطّاعين الطريق بتوع لم الزبالة، دول بيدوسوا في أي خراب..
قال مازن: طب يلّا بينا بقى نلحق شيراز، محدش عارف ايه اللي بيحصلّها دلوقتي، ولا هي حاسّة بإيه دلوقتي ...
يتبع

التاسع من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close