رواية شيراز وأسطورة الشبح الساذج الفصل السادس 6
اختفت شيراز تمامًا في جهاز المحوّل، الذي يساعد الأشباح في التحوّل لأطياف شفافة، ويساعد الطيف ليصبح شبح يستطيع لمس الأشياء....
اختفت شيراز وتجمّد المشهد لثواني..
ثم قال الصوت الطفولي بتوتّر: ايه اللي حصل ده، ليه الأنابيب بقت حمرا، الموضوع ده محصلش غير مرّة واحدة قبل كده، ... لون الأنابيب الأحمر مبيحصلش غير لـ... ثم شهق الصوت الطفولي وبلع كلامه .... وفجأة...
خرج من باب سرّي خلف المحوّل كائن ضخم جدًا وعجيب، هو ليس شبح وليس طيف وليس بشري أيضًا...
الكائن أشبه بتمساح ضخم يقف على قدميه الخلفيتين ويرتدي بدلة أرستقراطية قديمة بعض الشيء تحتها صديري مخملي نبيتي وكرافت، قدميه الأماميتين عبارة عن ذراعين بشريتين، وجسده ورأسه شبحيتان عليه هالة خضراء والجزء السفلي من جسده يبدو كالطيف...
هيئته تبدو ضخمة ومرعبة جدًا ولكنّه تكلّم بصوت طفوليّ جدًا ورقيق جدًا:
-أنا عارف فين شيراز، لازم تيجوا معايا.
قال مازن الشبح: انت مين و شيراز اختفت فين!!؟
بينما توتّر تامر أكثر وهو لا يعف كيف يتصرّف.
-أنا اسمي شادي ..أنا مسئول المحوّلات الشبحية هنا، لازم نلحق شيراز بسرعة قبل ما تتحوّل...
-تتحوّل لأيه وتلحقها من مين، واختفت ازاي فين، قول ياعم شادي بصوتك ده؟!
رجع شادي إلى الوراء وبدا الإنزعاج على وجهه من كلام مازن ثم بدأ جسده الضخم في الاهتزاز وهو يبكي بصوت عالٍ، وتامر حاول تهدئته دون جدوى.
عندها فتحت الحارسة الباب ومن خلفها زحام شديد من أشباح وأطياف وهو تقول في فراغ صبر:
-مش خلصنا بقى والا ايه؟!
اختفى فجأة شادي كالبخار وسمعوا صوته في الغرفة يقول للحارسة بصوت غاضب:
-مش قلت محدش يفتح الباب من برّة.
أغلقت الحارسة الباب في حنق وهي تبرطم بكلمات ما في حين رجع شادي مرّة أخرى للظهور وقال بصوته الطفولي:
-أنا مش هاقدر أسيب المكان هنا، مش هينفع، أنا هاختملكم التذكرة بتاعتكم بختمي الخاص عشان ينفع تروحوا تنقذوها من الدور التالت تحت الأرضي،
قال تامر: مش الدور التالت ده مقفول للصيانة
رد شادي : يا ريته كان صيانة .... يا ريت
هات تذكرتك يا مازن،
أخرج مازن تذكرته الخضراء وأعطاها لشادي الذي أخرج ختمه المزدوج وضغط به على تذكرة مازن فتحولت تدريجيًا إلى لون أسود مخلوط بشكل خطوط بلون أزرق مضيء قريبة الشكل بخطوط الحمار الوحشي ولكن أسود داكن وأزرق مضيء.
قال شادي: اضغط هنا مكان الختم مرتين إذا احتجتني ... إذا احتجتني فقط.
ثم وجّه حديثه لتامر: هات تذكرتك يا تامر
أخرج تامر تذكرتيه هو و شيراز وهو يقول: حلو لون التذاكر الجديد ده ... ثم نظر في وجه شادي ومازن فوجدهما متسمّران في مكانهما وعلى وجهيهما ملامح رعب لا حدود لها وعيناهما على يده، نظر تامر إلى التذاكر في يده فوجدها تذاكر سوداء لا تعكس ضوء، شديدة السواد.
تراجع شادي في رعب خطوتين وقال بصوته الطفولي :انت شيطان صح؟!
-لا والله أعوذ بالله، أنا شبح عادي.
-أُمّال ايه اللي في ايدك ده؟
-أنا قطعت تذاكر خضرا ياعم صدقني.
-انت متأكّد؟
-آه أنا شبح ياعم ... حتّة شبح.
قال شادي:
-كده يبقى الموضع كبير.. لازم آجي معاكم.. شيراز دي يا إمّا ضحية مؤامرة كبيرة جدًا ... يا إمّا إحنا اللي هنبقى ضحاياها.
خلي التذاكر دي في جيبك يا تامر لغاية مانشوف هنعمل ايه.
ثم أشار للباب السري الذي خرج منه وقال: تعالوا ورايا.
وهم يركضون خلف شادي وضع تامر التذاكر في جيب معطفه الآخر غير الذي أخرجهما منه فتحسس بيده الشبحية شيء ما ... شيء لم يكن موجودًا في جيبه من قبل....