رواية شيراز وأسطورة الشبح الساذج الفصل الثالث 3
شيراز وأسطورة الشبح الساذج
لمّا ألقى تامر الشبح نصف تعويذته على قبر شيراز، اهتز القبر وارتفع طيف شيراز الشفاف أمام وجهه وقالت بابتسامة:
-أنا شيراز، تحب تلعب معايا؟
-يالهوي.. شيراز مين... أنتي مش أنتي...
-أنا شيراز وبحب اللعب أوي.
-وكمان طيف شفاف، أنا هاعمل ايه دلوقتي، نص التعويذة راحت على الفاضي.. ومش هاعرف ألاقي شاهيناز حبيبتي...
وجلس على الأرض يبكي في حرقة، بينما طارت نحوه شيراز بجسدها الشفاف كأنّه بخار ماء كثيف أو ضباب يزحف ببطء وهي تلتف حوله في محاولة فاشلة لإعطائه حضن وهي تقول:
-متزعلش، أنا هساعدك.
-بجد! لكن هتساعديني ازاي بشكلك الشفاف ده !
-أنا أعرف حاجات كتير، أدلّك على طريق انت عاوزه أو أعرّفك مكان حبيبتك فين.
-إنتي عارفة الحاجات دي ازاي؟
-عرفتها وعرفت حاجات تانية كتير أوي.
-طيب أنا بدوّر على قبر حبيبتي شاهيناز البنهاوي من عشرات السنين ومش عارف أوصلّه،
-بتدّور عليه ليه
-عشان أقول التعويذة وتطلعلي تعيش معايا بدون ظلال وإنتي طلعتيلي بنُص التعويذة ومش عارف هاعمل ايه لمّا ألاقي قبرها وهينفع تطلع بنص التعويذة التانية والا لأ.
-تعالى ندّور مع بعض، يعني ايه بدون ظلال؟
-يعني عالم موازي أعرف ألمس كل حاجة في الأرض وأتفاعل معاها لكن مفيش حاجة تلمسني أو تأثر فيّا، معنديش كتلة تعمل ظل.
طارت شيراز عبر جسد تامر بسرعة ثم قالت:
-بُص وأنا كمان زيّك.
-لأ إنتي طيف، مفيش حد أو شيء يقدر يلمسك أيوه لكن كمان إنتي متلمسيش حد، إنتي أخدتي نُص التعويذة فقط.
ثم أمسك تامر شاهد القبر بيده وحرّكه وقال:
-لكن أنا أقدر ألمس الأشياء
ثم تخطّى شاهد القبر بشكل شبحي عبره:
-وكمان أقدر إن الأشياء متلمسنيش وأعبر جواها بسهولة.
-أنا كمان عاوزة أبقى زيّك يااا .. إنت اسمك ايه؟
-أنا اسمي تامر، تامر الشبح.
-ممكن تساعدني وتخليني ألمس كل حاجة زيك بدل ما أنا عبارة عن دخان أبيض كده ماليش لازمة...
وبدأت شيراز في البكاء فأسرع تامر يقول
-بس بس يا شيماء متعيطيش
-اسمي شيراز مش شيماء
-لامؤاخذة يا شيراز، بصّي أنا هساعدك، بس كمان عاوز ألاقي شاهيناز.
-طب بتفكّر في ايه يا تامر؟
تامر الشبح لم يسأله أحد من قبل بيفكّر في ايه، في حياته كانوا يسمونه تامر الساذج، والآن هو تامر الشبح، إذًا فليفكّر في شيء يساعده في هذا الموقف.
قال تامر:
-جعانة؟
-ايه يا تامر، أنا شبح هاكل ازاي يعني؟! وبعدين انت بتفكّر في الأكل؟ احنا مش في ورطة دلوقتي؟! ايه السذاجة دي!!
أسرع تامر قائلًا:
-أنا قصدي انت بقالِك كتير ما دوقتيش لُقمة و..
-خلاص جعانة؟! هتعمل ايه بقى؟
التمعت عيناه بشكل شبحيّ وهو يقول:
-يبقى علينا وعلى أرض الأشباح!
-أرض الأشباح؟! ودي مفيهاش ناس؟!، كلّها أشباح بس؟
-لأ، فيها ناس قليلة جدًا، لكن الأشباح.. في كل حتّة هناك.
-فين أرض الأشباح دي؟!
اعتدل وتقمص شكل الخبير وهو يقول: