رواية شيراز وأسطورة الشبح الساذج الفصل الرابع 4
شيراز وأسطورة الشبح الساذج
٦ أكتوبر مدينة الأشباح، لا وجود للبشر إِلَّا القليل، أمّا باقي المدينة فهي ملك الأشباح، والأشباح فقط.
شيراز الطيف الشفاف وتامر الشبح الساذج ذاهبان إلى مدينة الأشباح لطلب المساعدة، شيراز تريد أن تصبح شبح كامل وليس طيف فقط وتامر يريد تعويذة كاملة وليس نصف تعويذة لإيقاظ حبيبته شاهيناز حين يجد قبرها، وهكذا بدأت رحلتهما العجيبة سويًا.
المكان دريم بارك - ٦ أكتوبر
و"بارك" ليست معناها حديقة باللغة الإنجليزية كما يعتقد البشر، وإنما "بارك" هذا هو شبح ضخم الجثّة في ضخامة فيل مترهّل الجسد له أربعة أيادي متجددة، يسكن داخل المحرّك الكبير للُعبة الأرجوحة الأفعوانية بسكّكها الحديدية المتعرّجة التي تعلو أكثر من عشرين مترًا.
في المساء وبعد خروج آخر عامل صيانة "بارك" يتحكّم في مدينة الملاهي، لن تستطيع المرور بجوار هذه المنطقة ليلًا مهما كانت شجاعتك، فهناك هالة من الرعب تسود هذه المنطقة، انت ترى دريم بارك مهجورة مظلمة ليلًا، أمّا الأشباح من كل مكان في العالم يرون دريم بارك هي حلمهم الكبير فهي وجهة ترفيهية علاجية لكل الأشباح مهما كان تصنيفهم الشبحيّ.
وقف تامر أمام شبّاك التذاكر ومن خلف النافذة الزجاجية طالعته هذه السيدة الزرقاء ذات الملابس الرسمية الحمراء والتي كانت بلا عيون، بلت عيون تمامًا.
قالت السيدة: كام تذكرة؟
قال تامر وهو يحاول الإبتسام: اتنين.
قالت: لونهم ايه؟!
استغرب تامر وقال: معلش أنا مش عارف ايه الفرق؟
ردّت بآلية: عندك خمس ألوان كل لون يسمحلك تدخل دور من الأدوار
الأخضر: تِدخّل الدور الأرضي: اللي احنا فيه ده!
وأشارت بيدها بحركة مسرحية وراءها فظهرت أنوار وإضاءات وأبراج مضيئة وألعاب وأشباح هنا وهناك يظهرون في سعادة، مدينة ضخمة مما يشتهي الشبح.
الأصفر: تدخّل الدور الأول تحت الأرض!
ثم أشارت تحن قدم تامر فتغيرت الأرض وأصبحت شفافة وتحته ظهرت مساحة ضخمة من الألعاب الغريبة والمطاعم الشبحية الفاخرة ويبدو من مظهر الأشباح فيها أنهم أكثر سعادة وغِنى.
الأحمر: تدخّل الدور التاني تحت الأرض!
وده لازم تدفع الأوّل عشان تشوفه عشان ده حاجة تانية خالص.
الدور التالت تحت الأرض مقفول عشان الصيانة.
والتذكرة السوداء للدور الرابع تحت الأرض دي بتاعة الأبالسة والمردة والجن..
قرّبت رأسها نحو تامر الشبح تشمّه فظهر تجويف عينيها الأسود وهي تقول بصوت مزعج:
إنت إبليس؟
قال بسرعة: لأ لأ أعوذ بالله.
أنا هاخد تذكرتين الدور الأرضي.
قالت: تذكرتين؟، اسمك واسم اللي معاك؟
قال بفخر: أنا تامر الشبح.
ردّت بسرعة: الساذج، ثم ضحكت وقهقهت بصوت عال، فأسرع تامر ليغلق الموضوع: ومعي صديقتي شيراز الخضراوي.
سمعت العجوز اسم شيراز فانتبهت بشدّة ثم تجاهلت الأمر وهي تبحث بيديها عن دفتر التذاكر الخضراء، ثم قطعت تذكرتين وأعطتهم لتامر الذي أدخلهم في جيب معطفه وصاح:
يلّا بينا ندخل يا شيراز.
قالت: يلّا يا تامر
ثم دخلا إلى الدور الأرضي حيث الأنوار الباهرة والمتعة التي لا حدود لها
فتحت العجوز درج مكتبها وأخرجت عين بشرية من عشرات العيون داخل الدرج وقذفتها في الأرض فزحفت ودخلت خلف الصديقين.
ثم في سرعة أخرجت العجوز من درج آخر من أدراجها أُذنٌ بشرية كبيرة وتحدثت قائلة:
أيوه... نعم ...
شيراز وصلت ......... لأ ...
إديتلهم التذاكر اللي عظمتك قُلت عليها ... لأ تامر الساذج ما خدش بالُه ...
أيوه عظمتك متأكدة ...
اديتلهم التذاكر السوداء.