رواية البكماء الفصل الثاني 2 بقلم ملك محمد
نور : انتي اي غبيه مبتفهميش قولتلك كام مره لما يكون صحابي معايا ف البيت متخرجيش من الأوضه
هيا بحزن تحدث اختها بلغة الإشاره : أنا كنت عطشانه خرجت اشرب بس مكنتش أقصد ادايقك
نور بغضب: لا انتي قاصده ياست هانم علشان قولتلك أنهم بيخافوا منك فحضرتك عايزه تطفشيهم
آتت والدتهم ع صوت نور المرتفع
سوسن والدتهم : في اي يابنات مالك يانور بتزعقي ليه
نور بغضب : الهانم عارفه إن صحابي بيخافوا منها وبردوا مُصٍره انها تطفشهم
والدتها نظرت لهيا
:هيا مش قولتلك كام مره لما يكون في ضيوف لحد فينا بلاش تخرجي في ناس ياحبيبتي لما بيشوفوا حد بيتكلم بالإشاره بيخافوا حاولي تاخدي بالك بعد كدا وانتي يانور تعالي معايا علشان خارجين
هيا بحزن وهي تتحدث بالإشاره : حاضر هحاول مطلعش تاني بس ممكن اخرج معاكوا
نور بغضب: نعم تخرج! تخرج فين لو هي خرجت أنا مش خارجه
سوسن : نور اسكتي انتي واتفضلي اطلعي بره الأوضه
ثم اخذت هيا من يدها واجلستها على سريرها وقالت
: هيا حبيبتي المره الجايه إن شاء الله هاخدك اقعدي هنا زي الشطوره لما نرجع
هيا بخيبة أمل : بقالي 18سنه بتقوليلي المره الجايه
مخلتنيش اروح مدرسه زي باقي البنات كنتي بتخليني اروح ع الإمتحان بس بقيت ف ثانوي عام ولسه معنديش صحاب بتخافي اطلع وحد يشوفني علشان محدش يعايرك بيا من بعد وفاة بابا مشوفتش الشارع
ليه كل داه أنا مش متخلفه عقليا ولا مجنونه أنا عقلي سليم وموضوع الصرع دا بيحصلي كل فتره طويله وانا خفيت منه سبيني اخرج بقى واشوف الدنيا
والدتها لم تسطع النطق بكلمه واكتفت بالنظر لأسفل
تنهدت هيا واخذت نفس وقال :روحي ياماما أنا مش عايزه اخرج
"خرجت والدتها من الغرفه وأغلقت الباب وراءها"
ظلت هيا بمفردها
إحتضنت صورة والدها وجلست على الأرض تبكي وتحدث نفسها
وحشتني اوي يابابا من بعدك حسيت فعلا اني قليله واني مليش قيمه مجرد صفر ع الشمال
ياريتك خدتني معاك بدل العيشه ال أنا عيشاها دي
تذكرت صوت والدها وهو يقول لها كلما ضاقت عليكي الحياه اذهبي الى الصلاه ياصغيريتي وتحدثي مع الله وبعدها ستصغر الدنيا بعينك ولن يدوم هذا الحزن اعدك
مسحت دموعها وهمت للصلاه فورا ووقفت بين يدي الله حتى هدأت وارتسمت الإبتسامه على وجهها
بعد الصلاه جلست ع سجادة الصلاه تحدث ربها قائله
: الحمدلك يا الله انك تسمع قلوبنا وليس ماتردده شفانا الحمد لك انك الملجأ لكل من لا ملجأ له
انتهت من صلاتها وآتت بمذكرتها وكتبت بها عهدا أخذته على نفسها وهو عدم الكلام بالأشاره أمام أحد ستكتب كل الردود لهم على ورقه
فجأه باب غرفتها يدق
فتحت الباب فإذا بهيثم أخيها
هيثم بضحك : القمر بيعمل اي وقافل ع نفسه الفتره دي كلها لي
هيا رفعت يدها لتشير له أنها غاضبه مما يحدث معها لكنها سرعان ما تذكرت أنها أخذت عهد بعدم التحدث بالإشاره فآتت بورقه وقلم وكتبت له
: أنا زعلانه علشان محدش بيخرجني
هيثم بحزن جلس على سريرها : العالم بره وحش ياهيا قلة الخروج ليكي أفضل صدقيني وبعدين بتكتبيلي ليه أنا بفهمك لما تتكلمي بالإشاره !
هيا بحزن أمسكت بالورقه وكتبت : مش هتكلم مع حد تاني علشان في ناس بتخاف مني
هيثم بتعجب : ناس بتخاف منك انتي هبله حد يخاف من القمر
هيا بتوسل كتبت له : طب خرجني مره واحده بس ولو خايف من الحاله ال بتجيلي أنا خفيت صدقني وموضوع الصرع دا مبقاش يحصلي زي زمان متقلقش مش هأذي حد
هيثم بحزن: انتي مش فاهمه ياهيا انا خايف عليكي انتي
هيا بحزن نظرت لأسفل بفقدان أمل ولم تتحدث بكلمه
هيثم بعد تفكير ثواني : حاضر هخرجك بس بشرط اي كلمه سلبيه تتقال متأثرش عليكي
هيا بتعجب كتبت له : كلمه سلبيه زي اي!
هيثم بحزن : إحنا ف مجتمع بيعشق التنمر مجرد مابيعرفوا نقطة ضعف للشخص ال قدامهم مبيسبهوش ف حاله بيفضل وراه لحد مايوصلوه للإنتحار
هيا : متخفش عليا أنا مش هخلي حد يعرف اني خرسا مبتكلمش
هيثم : فاكره اخر مره خرجتك فيها وقولتلي كدا بردو ولما شاورتي لبنت صغيره خافت منك وفضلت تعيط وانتي يومها نفسيتك تعبت جدا
هيا أمسكت الورقه وكتبت له بحزن : وعد مش هتكلم مع حد تاني وحتى لو حد خاف مني مش هزعل زي زمان بس ارجوك خرجني
هيثم : حاضر ياهيا هخرجك
________
ارتدت هيا ملابسها وكانت في قمة السعاده
هيثم بفرح : بقى أنا همشي جمب القمر داه دانا اخاف تتخطفي مني
هيا بكسوف وضعت وجها ف الأرض
هيثم بإبتسامه : يلا ياست البنات كلهم اتفضلي قدامي
ركبوا الأصانصير وبالصدفه قابلتهم جارتهم ف العماره هي وإبنتها
ظلت تنظر لهيا من أسفل لتحت ثم مالت ع إبنتها وقالت بصوت منخفض وهي تنظر لهيا
خساره الحلاوه دي كلها تضيع كدا دا بيقولوا امها حابساها ف البيت لأنها مش خرسه بس دا بيجلي صرع وممكن تموت حد لو الحاله جتلها
هيثم سمع تمتمت كلامهما فشعر بالغضب
فما كان منه سوى أن يحتضن أخته ويبتسم لها حتى لا تشعر بالضيق
هيا نظرت له أيضا وابتسمت لتشعره انها على ما يرام
وصلوا إلى الطابق الأرضي اخير وخرجت هيا من باب العماره تنظر الى العالم الخارجي شعرت حينها برهبه فهي لم تخرج منذ ذمن
أمسك هيثم بيدها ومضوا قُدما
أثناء سيرهم رآت طفله صغيره أفلتت يدها من يد والدتها وكادت أن تضيع
تركت يد هيثم وذهبت بسرعه نحو الأم واشارة إليها بهلع
معنى اشارتها أنها نسيت ابنتها خلفها
هلعت الأم من طريقة هيا ف التحدث وظهر الرعب ع وجها ولم تفهم اي شئ مما إشارة له هيا
ظنت انها متسوله فقالت لها بخوف : الله يسهلك يابنتي ويعفو عنك
هيثم آتى إليها بغضب وأمسك بيدها وأخبر الأم ان هيا تحاول أخبارها أنها تركت طفلتها خلفها
نظرت الأم للوراء فوجدت ابنتها تبكي وحدها ف الزحام
ذهبت اليها مسرعه واحتضنتها ثم عادت لتشكر هيا وتعتذر منها لكنها وجدتها قد ذهبت بعيدا
_______
هيثم وهو ممسك بيد هيا
: دا الوعد انك مش هتحاولي تتكلمي مع حد بردو
هيا بحزن نظرت للأسفل وظلت صامته
هيثم شد على يدها بقوه وقال
: يا هيا افهمي المجتمع ال احنا عايشين فيه بينظروا لاي حد مختلف عنهم أنه حاجه تخوف وبيحاولوا يتجنبوه ميعرفوش أن الميزه بتبقى ف الاختلاف مش ف التشابه
هيا ظلت صامته
"ف المول"
قررت هيا أن تشتري لعبه لها ولأختها فرغم كبر سنها إلى أنا كانت تعشق لعب الأطفال جدا
هيثم بضحك :كنت عارف انك اول حاجه هتعمليها انك تروحي ع اللعب
هيا ابتسمت وأمسكت باللعب لتختار منهم ما يعجبها
هيثم ظل واقفا جانبها ثم شعر بالملل قليلا
هيثم : هيا أنا جمبك هنا ف المول هتمشى شويه لقدام عما تختاري ال انتي عايزاه
ابتسمت هيا له وآشارت بيدها له أن يذهب ولا يقلق عليها
بعد ثواني من ذهاب أخيها سمعت شجار فذهبت تلقي نظره عما يحدث
بدأ الناس ف الألتفاف حول الشجار أصبح المكان مذدحم وتاهت هيا وسط الزحام
شعرت بالرعب وأنها تختنق من الزحام
في وسط كل ذلك لمحها شاب وشعر أنها تائهه
إقترب منها وحاول الحديث معها
الشاب : انتي يا أنسه في حاجه
هيا بكل تلقائيه ومن الخوف بدأت الإشاره بيدها لتقول له أنها تريد الذهاب لمكان بيع اللعب فقد تاهت وسط الزحام ولا تعرف كيف تعود لأخيها
لكن الشاب لم يفهم كل تلك الإشارات
علم حينها أن هيا خرساء ولا تستطيع التحدث
نظر إليها بنظرات شهوانيه وجدها فتاه جميله بدأ التحديق في ملامحها وتفاصيل جسدها
شعر أنها فريسه سهله لغريزة الحيوان التى بداخله خصوصا انها لن تستطيع التحدث أو الصراخ
أخبرها الشاب أن تذهب معه ليعيدها إلى اخيها لكنه اخذها إلى مكان آخر
يتبع .......