رواية طعنات الغدر والحب الفصل الثاني 2 بقلم ايمي
لفصل الثانى
فتحت نيرمين عيناها ببطء شديد وكانت تشعر بصداع يكاد راسها ينفجر منه
كانت هناك سحابة بيضاء على عينها لا ترى بوضوح حاولت استجماع وعيها وقوتها وفتحت عينها فاذا بها مستلقاة على سرير فخم فى حجرة كبيرة بها ستائر ذهبية مزرقشة
وامامها شباك كبير قد ازيحت عنه الستائر لتدخل اشعة الشمس الى الحجرة لتلاطف خدودها الحمراء
قامت نيرمين مستندة على يديها الاثنين لتحاول الجلوس على السرير ونجحت فى محاولتها تلك وامسكت براسها الذى كان معصوبا بشاش ابيض مكان جرحها وضعت يدها على جبينها مكان الجرح الذى كان يؤلمها بعض الشئ ثم نظرت يمينا ويسارا فى ذهول
انها لا تعرف اين هى؟
من جاء بها الى هنا وماذا حدث لها وما الجرح الذى براسها
لا تتذكر شئ حاولت نيرمين الضغط على راسها وهى فى محاولة لاستجماع ذاكرتها ولكن دون جدوى
قامت نيرمين مستندة بيدها على حافة السرير متجهة ناحية النافذة الكبيرة التى يظهر منها حديقة القصر الفارهه واشعة الشمس اللطيفة تضئ عدسة عينيها البنيتين وتعكس لمعان شعرها الاسود االلامع الذى كان يظهر من طرحتها البيضاء المزينة بالتل وبه لمعة بيضاء
اتجهت ناحية الشباك ببطء وما ان وصلت اليه حتى وقفت تنظر بتعجب وهى تقول فى نفسها
ايه المكان ده؟ايه اللى جابنى هنا؟
وهنا تذكرت نيرمين لمحة بسيطة جدا من وصولها للقصر فى ظل المطر الغزير وكيف ان حالها كان يرثى له عند وصولها للقصر
وعندما تذكرت ذلك احست بدقات قلبها تتسارع كانها تخاف ان تتذكر شئ ما
وهنا طرق باب الحجرة ثلاث طرقات بسيطة وبعدها فتح الباب
ودخلت امراة تبلغ من العمر خمسون عاما بدى على وجهها الطيبة
قالت هذه السيدة لنيرمين
ايه ده انتى أيه اللى صحاكى دلوقتى ووقفتى ليه انتى لازم ترتاحى،الدكتور قال لازم راحة تامة لمدة كام يوم
ثم ذهبت اليها وامسكت بيدها وقالت لها: تعالى يا حبيبتى اقعدى هنا ارتاحى
اسطحبتها لسريرها ولم تنطق نيرمين بكلمة واحدة
فقالت لها السيدة الطيبة
ايه يا حبيبتى مالك انتى محرجة ولا ايه اعتبرى نفسك فى بيتك
واحب اعرفك بنفسى انا دادة فاطمة اعتبرينى من هنا ورايح زى والدتك
هااا وانتى اسمك ايه؟ هنا نظرت نيرمين الى السيدة وهى لا تعرف بماذا تجيب ثم خفضت نظرها فى الارضٍ
فاطمة: ايه مش عايزة تقولى اسمك؟ لو كده خلاص اللى يريحك انا بس كنت عايزة ارفع عنك الحرج مش اكتر
نيرمين : لا ابدا انا بس مش عارفة استجمع ذاكرتى وحاسة بلغبطة جامدة
دادة فاطمة فى تعجب: مش فاكرة اسمك؟
نيرمين: هزت راسها بالنفى فى حزن ثم خفضت نظرها للارض
هنا اومأت دادة فاطمة براسها كانها فهمت ماتقصده نيرمين قائلة : ولا يهمك بكرة تخفى وتبقى زى الفل احنا جبنالك الدكتور امبارح وكنتى فى حالة صعبة اوى بس هو طمنا وقال انك ان شاء الله هتقومى بالسلامة فى اسرع وقت
بس انتى مش فاكرة ايه اللى حصلك بالظبط؟ يظهر انها كانت حادثة جامدة اوى
نيرمين بصوت مختنق: كل اللى فاكراه انى كنت واقفة على الباب بخبط والدنيا بتمطر بس
دادة وهى تستعد للرحيل من حجرة نيرمين على العموم البيت بيتك يا بنتى ولا يهمك واى حاجة تعوزيها اندهيلى
نيرمين بابتسامة خفيفة:متشكرة اوى
انصرفت دادة فاطمة من حجرة نيرمين وتركت نيرمين فى حيرتها الشديدة كيف ستقضى نيرمين ايامها بين ناس لا تعرفهم ولا يعرفونها اخذت تحاول التركيز ولكن بدون جدوى
فضلت نيرمين ان ترتاح قليلا ربما تكون مرهقة بسبب المجهول التى لا تتذكره فاستلقت على السرير بخفة واسبلت جفونها بهدوء على عينها
فى هذا الوقت كان سيف يجلس فى مكتبه الفاره الواسع الملئ بالكتب وهو يراجع بعض اوراق شركاته التى يمتلكها
وثم استقبل اتصالا من احد شركاته ليخبروه عن صفقة مهمة وان كانت الاوراق قد اعتمدت من قبله ام لا
وبينما هو كذلك استاذنت عليه دادة فاطمة للدخول
هنا قال سيف :طيب طيب خلاص ابعت حد ياخد الاوراق بكره ان شاء الله ماشى سلام
ثم اغلق الهاتف وقال:تعالى يا دادة واقفة ليه
دادة فاطمة:الغدا جاهز يلا علشان تلحق تاكل قبل ما يجيلك تلفونات تانى انتى مش بتلحق ترتاح من الشغل ده
حتى وانت هنا
سيف: اعمل ايه بس يا دادة امال السيب الشغل ده كله لمين لازم اعتمد الاوراق بنفسى
دادة فاطمة: طب سيبك دلوقتى من اى حاجة لحد ما تتغدى
وبالفعل اتجه سيف الى السفرة الطويلة وكان يجلس على راس تلك السفرة ممسكا بسكينه وشوكته ثم نظر الى دادة فاطمة وقال واقفة ليه يا دادة ماتقعدى
دادة فاطمة:لا يا حبيبى انا مش جعانة خالص
سيف: وكده ينفع ؟هاكل لوحدى ؟خلاص انا كمان مش هاكل
فبادرته دادة:خلاص خلاص هاكل معاك بس كل
ابتسم سيف:ايوة كده وبدأ ياكل بطريقة ارستقراطية بها بعض التأنى
لاحظ سيف ان دادة فاطمة لا تأكل وانما تقلب الطعام بملعقتها فقط يبدو انها تريد ان تخبره بشئ ولكنها مترددة
فقال سيف:مالك يا دادة فيه حاجة قوليلى بصراحة
دادة:فعلا فيه حاجة عايزة اقولها بس خايفة احسن تزعل
سيف واضعا شوكته جانبا ثم ضم يديه الى بعضها ووضعها تحت ذقنه
خير يا دادة
كانت نظرة سيف لدادة فاطمة تقلقها وقعت عينيه العسليتين عليها وبها حدة بعض الشئ
فقالت:البنت اللى فوق انا طلعتلها يمكن تكون محتاجة حاجة وسالتها عن اسمها والحادثة اللى اتعرضت لها وبعدين....
لم تكمل حتى قاطعها سيف وقالتلك هتمشى امتى؟
دادة فى توتر:ماهو ده اللى انا عايزة اكلمك فيه البنت مش متذكرة اى حاجة حتى اسمها ده حتى ...
قاطعا سيف:شوفى يا دادة انا مينفعنيش الكلام ده متحاوليش تخلى حد يخدعك يعنى ايه مش فاكرة حاجة حتى اسمها ومش عارفة حصلها ايه
ده تمثيل الظاهر ان المكان هنا عاجبها على الآخر فقالت يمكن تضرب معايا استهبل عليهم شوية
دادة فاطمة:لا يا سيف متقولش كده والله شكلها طيبة اوى
سيف:انا مالى ومال شكلها هو انا هناسبها شوفى يا دادة اخرها عندنا هنا النهاردة بس بكرة تشوفلها مكان تانى
انا ناقص
ثم انتفض دون ان يكمل طعامه والقى الفوطة على السفرة بعنف وانصرف
تنهدت دادة فاطمة بحزن قائلة فى نفسها: منك لله يا نيفين سيف عمره ما كان بالقسوة دى انتى السبب انتى عقدتيه
استيقظت نيرمين من نومها على طرق الباب انها دادة افطمة قد احضرت لها طعاما
وضعت دادة فاطمة الطعام على السرير امام نيرمين ثم جلست بجانبها تحاول اطعامها
دادة فاطمة:كلى يا بنتى انتى مكلتيش من ساعة ما جيتى الدكتور قال لازم تتغذى كويس انتى نزفتى كتير
نيرمين: صدقينى ماليش نفس
دادة فاطمة امسكت بقطعة من الدجاج المسلوق :طب خدى دى منى بس علشان خاطرى
نيرمين : طب هاخد دى بس لانى بجد ماليش نفس
دادة فاطمة :وشوية شوربة بس صغيرين
نيرمين: خلاص بقى الله يخليكى انا ماليش نفس
دادة :طب دى بس وخلاص
نيرمين وهى تبتسم ابتسامة خفيفة حاضر ثم اشارت بيدها لتكف دادة فاطمة عن اطعامها
فتوقفت دادة فاطمة عن الحاحها ونظرت الى نيرمين وهى لا تدرى ماذا تقول لها انها تشعر بلاسى تجاه تلك الفتاة المسكينة كيف تقول لها ان هذه آخر ليلة لها هنا لا تستطيع قلبها لا يطاوعها
قطعت دادة فاطمة الصمت قائلة : لسة برده متذكرتيش حاجة؟
نيرمين وهى تشعر بالحرج هزت راسها بالنفى
دادة فاطمة:طب مش فاكرة مين اللى وصلك لهنا انا بس عايزة احاول ادور معاكى على مفتاح القصة علشان نفهم ايه اللى حصلك ومين اللى عمل فيكى كده
نيرمين : صدقينى انا ما فاكرة اى حاجة وعقلى هينفجر من التفكير ثم نظرت باتجاه النافذة وقالت هو فيه يتمنى يكون مكانى ويفقد كل ما يتعلق بحياته؟انا تايهة وحاسة انى وحيدة ثم انهمرت دموعها دون ان تشعر وهى تقول صدقينى انا نفسى افتكر ايه اللى حصل وانا مين وايه اللى جابنى هنا علشان ارتاح
مش سهل عليا ابدا اعيش بين ناس ميعرفونيش ومعرفهمش ارجوكى يا دادة ساعدينى انا هموت من التفكير انا مين؟ وفين اهلى؟
ثم واصلت البكاء الشديد
هنا انهمرت دموع دادة فاطمة واحتضنتها : بس يابنتى ارجوكى متعمليش فى نفسك كده
ان شاء الله كل شئ هيرجع لطبيعته بس استهدى بالله كده واهدى
ثم احضرت دادة فاطمة منديلا وقامت بمسح دموع نيرمين واعطتها اياه بعدها وقالت: انا زى والدتك يا بنتى فيها ايه لما تقعدى معانا لحد ربنا مايشفيكى انتى زهقتى مننا ولا ايه؟
ابتسمت نيرمين ودموعها تسيل فى نفس الوقت محاولة الخروج من حزنها
دادة فاطمة:ايوة كده شوفتى وشك نور ازاى، ايه رايك تنزلى تتمشى فى الجنينة تحت شوية ؟ الجو بقى جميل خالص
اقتربت دادة فاطمة من النافذة وهى تقول: الجو بره هيطلعك من المود اللى انتى فيه ده
ولم تكمل حتى رات سيف يجلس فى الحديقه فى المكان الذى تعود ان يقرأ فيه كتابه المفضل
هنا استدارت دادة فاطمة لتتدارك فكرة نزول نيرمين للحديقة لانها تعلم ان هذا سيغضب سيف جدا وقد يصطدم بنيرمين ويجرحها كعادته مع صنف النساء
فقالت: ولا اقولك تعالى اقعد انا وانتى فى البراندة ونشرب قهوة ايه رايك؟
وافقت نيرمين على ذلك حتى تخرج من حالتها النفسية السيئة
واخذا يتبادلان الحديث الذى يتضمن بعض القصص الطريفة من قبل دادة فاطمة وقابلت نيرمين ذلك باستحسان شديد
وبدأت تضحك من قلبها
ثم تغير الحديث بسبب سؤال نيرمين
نيرمين : وهو مافيش حد فى القصر هنا غيرك ولا ايه يا دادة؟
دادة تجيب وهى تضحك: لا طبعا بقى انا اعرف اعيش هنا لوحدى مقدرش طبعا
نيرمين :امال ماشوفتش حد هنا من ساعة ما جيت ليه؟
دادة فاطمة:لانك منزلتيش من ساعة ما جيتى
نيرمين : يعنى فيه حد غيرك طب مين
دادة فاطمة :فيه سيف ابنى اقصد زى ابنى انا اللى ربيته وهو صاحب المكان اللى انتى شايفاه ده
ومحدش عايش معاه غيرى حاليا عمته كانت بتيجى تقيم هى وبنتها هنا كل ما تنزل من السفر بس هى حاليا مسافرة هى وبنتها
والباقى بقى زينب وهند و رقية وعم حسين وماهر كل واحد حسب شغله هنا
نيرمين : آه قولتيلى
استمر الحديث بينهما واحست نيرمين بارتياح تجاه دادة فاطمة وما تتميز به من طيبة قلب
مرت تلك الليلة بسلام واحست نيرمين ببعض الراحة بعد كلامها مع دادة فاطمة الذى اعطاها شيئا من الامان
وفى صباح اليوم التالى استيقظت نيرمين بنشاط وارتدت بلوزة بيضاء فيها كشكشة بسيطة وعلى الصدر بعض النقوش الفضية وتنورة بيضاء ايضا وطرحتها البيضاء المطعمة بستان ابيض لم تكن هذه الملابس هى التى جاءت بها وانما
قد وفرتها لها دادة فاطمة لحين تقوم الخادمة بغسل ملابسها
وبعدما ارتدت نيرمين ملابسها التى جعلتها كالملاك فتحت باب حجرتها بمفردها لاول مرة وخرجت منها
نزلت درجات السلم بهدوء وهى تلتفت حولها منبهرة بالقصر الفخم وديكوراته الرائعة
وهنا شاهدتها رقية فقالت :حمد الله على السلامة ماشاء الله اتحسنتى خالص
ابتسمت نيرمين وقالت متشكرة اوى بس ممكن تقوليلى اخرج للجنينة منين اصلى تايهة هنا خالص
ضحكت رقية ثم قالت :لا يستحسن متخرجيش الجنينة لانه مينفعش
نيرمين بتعجب: ليه؟
روقية :هى دادة فاطمة مقالتلكيش ولا ايه؟
نيرمين :على ايه؟
مينفعش تخرجى الجنينة علشان سيف بيه بيخرج كالعادة يقرأ ويستجم لحد معاد الغدا دى عادته كل يوم
نيرمين :طب ايه المشكلة يعنى؟فيها ايه هو خروجى هيمنعه فى ايه؟
رقيه:علشان.....
قاطعتها دادة فاطمة: واقفة ليه يارقيه روحى شوفى شغلك
رقيه: اصلها بتسالنى ليه مش هينفع تخرج الجنينة وانا بقولها...
دادة فاطمة مقاطعة : خلاص خلاص روحى انتى وانا هفهمها
اسطحبت دادة فاطمة نيرمين الى مكان هادئ وقالت : اقعدى يا نيرمين
نيرمين : انا مش فاهمة حاجة :بصى يا حبيبتى اللى هقولهولك ده مافيهوش اى اهانة ليكى صدقينى
خروجك دلوقتى مينفعش لان سيف مبيحبش يقرأ وفيه حد فى الجنينة بره حتى انا
نيرمين : امره غريب ليه يعنى
دادة :هو تفكيره كده بيحب الهدوء
وعلى فكرة يا نيرمين انتى حظك حلو اوى
اندهشت نيرمين من مناداة دادة فاطمة ليها بهذا الاسم
دادة فاطمة: ايه انتى مالك مندهشة كده
نيرمين: مين نيرمين دى
دادة: انتى ماهو انا عرفت اسمك من هنا
واشارت الى البطاقة التى كانت محترقة والتى قامت نيرمين بحفظها
امسكت نيرمين البطاقة التى لم يظهر فيها سوى الاسم الاول فقط (نيرمين)
وجزء بسيط من صورتها التى تدل على ان البطاقة لها بالفعل
رفعت نيرمين بصرها عن البطاقة وسرحانة
دادة: مالك يا نيرمين
نيرمين : ابدا مافيش
دادة: طب يلا تعالى انا وانتى افرجك على شوية لبس اشترتهولك
نيرمين :لبس بس ليه كده يا دادة
دادة :متبقيش خايبة دى حاجة بسيطة تعالى تعالى
انقضى نصف اليوم بسلام
ولكن هل هذا السلام سيدوم هذا ما سنراه
سيف متكئ على اريكته امام المدفأه فى هدوء تام وجاءت من خلفه دادة فاطمة لتفاتحه فى امر نيرمين ليتحمل وجودها فترة معينة حتى تتعافى ولكنها تخشى من رد فعله
فبالرغم من حبه الشديد لها الا انها تعلم حساسية الموضوع بالنسبة له
وهى تعذره فما حدث له ليس بالهين عليه فبسبب حبه الاول لا يستطيع ان يمشى على قدميه بدون عصى بالرغم من انه فى ريعان شبابه
كل هذا كان يجول فى خاطرها وهى آتية من خلفه فى تردد
ولكن سيف شعر بها
سيف ملتفتا : خير يا دادة فى حاجة:
دادة وهى تجلس امامه: عايزة اتكلم معاك بس مش هنا فى مكتبك
سيف :ليه يا دادة خير
دادة :خير ان شاء الله
جلس سيف على مكتبه الانيق واراح ظهره للخلف ونظر للسقف فى كبرياء: اتكلمى يا دادة
دادة فاطمة:اوعدنى الاول انك متتعصبش
سيف : انا كده قلقت
دادة :شوفت ؟اهو من اولها هتقلب
سيف: اى شئ هتكلمينى فيه باستثناء البنت اللى هنا انا اوعدك انى مش هتعصب ولا هتضايق
دادة : انت كده صعبت عليا الموضوع يا سيف
اعتدل سيف فى جلسته ونظر بجديه الى دادة فاطمة نظرة احست منها دادة فاطمة بالخوف من ردة فعله
قالت دادة بتوتر:انا بس عايزة افهم انت ليه مش مصدقها؟
سيف : حتى لو مصدقها برده مش عايزها هنا
دادة: طب هتروح فين
سيف : وانا مالى يا دادة هو انا مسئول عنها؟ تروح مطرح ما تروح
دادة : لا بقى انت مسئول عنها من ساعة ما دخلت بيتك دى مالهاش حد ومسكينة هنرميها يعنى
سيف : ااوووووووووووووووووووووووف بقى يا دادة الله يخليكى احنا انتهينا من الموضوع ده
كان لازم تنبهيها انها لازم تمشى النهاردة
دادة : طب هتمشى تروح فين؟
سيف : اى مكان انا مالى
دادة: وهى دى برده المروءة تسيب واحدة ست زى دى لوحدها مالهاش حد وياريتها حتى عارفة حاجة عن نفسها الا يا حبيبتى تايهة ومش عارفة اى حاجة انت عمرك ما كنت قاسى كده يا بنى ليه كده؟
سيف : انتى بيدخل عليكى الكلام ده برده يا دادة قال فاقدة الذاكرة قال صدقينى كل التمثيلية دى علشان الفلوس انا عارف الاشكال دى كويس
وعلشان اريحك خلاص يا دادة هديها قرشين تاجر بيهم مكان تقعد فيه لحد ما تخف ده اذا كانت صادقة فعلا
دادة: يعنى مافيش فايدة؟
سيف : لو انتى محروجة سيبيلى الموضوع ده
دادة : انا حاسة انك مش سيف اللى انا ربيته اتغيرت اوى
سيف بكبرياء: الدنيا هى اللى اتغيرت مش انا
دادة: اللى انت عايزه يا ابنى انا هناديلها واللى يريحك اعمله بس ذنبها هيبقى فى رقبتك
ذهبت دادة فاطمة وقلبها ينفطر الى حجرة نيرمين وهى متماسكة ولم تظهر لنيرمين اى شئ
لم يطاوعها قلبها ان تخبرها بما قاله سيف
وطلبت منها ان تذهب للتحدث مع سيف لانه يريدها فى امر مهم
واصطحبتها الى حجرة المكتب هنا نيرمين قالت
وقفتى ليه يا دادة مش هتدخلى معايا
دادة بحزن: ادخلى انتى يا بنتى هو عاوزك فى حاجة انا ماليش فيها انا هستناكى هنا
طرقت نيرمين حجرة المكتب ودخلت بعد ان اذن لها سيف
وقد كانت تراه لاول مرة كان جالسا على المكتب على الكرسى المتحرك وقد اعطاها ظهره لم ترى منه سوى شعره البنى الغزير وهو يضع اصابعه فى الشعر محاولا تسويته الى الوراء
احست بارتباك شديد ولكنها تمالكت نفسها
استدار سيف ليجدها واقفة امامه لم يطلب منها حتى الجلوس
وقف بقامته الطويلة امامها فطولها اقل من كتفه بشئ بسيط وكان ممسكا بعصاه متكئا عليها
نظر اليها والى هيئتها فلم يرها منذ ان جاءت مغطاه بدمائها
فقد راى ملامحها الهادئة لاول مرة نظر الى جبينها الذى عليه شريط صغير من الجنب مكان الجرح
وقال : شكلك اتحسنتى كتير
نيرمين بصوت هادئ: الحمد لله وهى تنظر الى العصا التى يتوكأ عليها
فهى لم تكن تعلم بهذا فاحست بالاسى عليه
اتجه سيف ناحية خزانته واخرج مبلغا من المال ووضعه امامه على المكتب
ثم قال :دول يكفوكى؟
نيرمين : ايه دول؟
سيف: محدقا فيها بقوة :دول اللى انتى محتاجاهم
نيرمين : مش فاهمة
سيف: من الاآخر كده شوفيلك مكان تانى غير هنا دول هيكفوكى وزيادة ولو احتاجتى غيرهم انا مستعد اساعدك
وقعت تلك الكلمات على قلبها كسكين حاد الى هذه الدرجة استطاع اهانتها
ولماذا قال هذا الكلام كيف استطاع ان ينطق بهذا الكلام المهين بالنسبة اليها انها ليست متسولة ولا ترغب فى المال
ظلت واقفة من هول الصدمة واسترسل سيف بالكلام غير مبال حالتها
قال : اكيد الفلوس دى احسنلك من وجودك هنا هاتى اى حاجة انتى عايزاها وهتعرفى تتعالجى بيها دى فلوس كتير متخافيش
نيرمين بصوت مخنوق وتحاول جاهدة الا تظهر ضعفها بدموعها
ومين قالك انى عايزة فلوس هو انا جيت هنا علشان الفلوس؟ حضرتك غلطان
سيف وهو متكئ على الكرسى المتحرك وهو يتحرك يمينا ويسارا : امال جيتى ليه
هى دادة فاطمة ماقالتلكش انى ....
قاطعها قائلا: سيبك من دادة فاطمة خليكى معايا انتى عايزة ايه
لو مش عايزة الفلوس اومال عايزة ايه؟
نيرمين : كنت عايزة بنى ادمين يقفوا جنبى فى محنتى بس الظاهر انهم خلصوا
ثم استدارت واتجهت ناحية الباب واخذت تجرى متجهه الى الحديقة نادتها دادة فاطمة لكنها لم تستمع لندائها
اخذت نيرمين تجرى تاركة القصر ولا تدرى الى اين هى ذاهبة
المهم انها تريد الانتصار لكرامتها
دخلت دادة فاطمة الى سيف : ليه بس كده يابنى ليه طردتها الله يسامحك تروح هى فين دلوقتى
سيف : انا مطردتهاش انا عرضت عليها فلوس بس لكن رفضت
دادة: لو كانت زى ما كنت بتقول كانت مصدقت خدت الفلوس ومشيت لكن انت ظلمتها وجرحتها مش كفاية اللى هى فيه؟
علشان خاطرى الحقها هتروح فين المسكينة بس
نظر سيف الى دادة فاطمة كانه نادم على ما فعله ثم خرج بخطوات سريعة وهو يتكئ على عصاه لعله يلحق بنيرمين
لكنه لم يجدها فى الخارج يبدو انها كانت مسرعة
استقل سيارته ثم خرج للبحث عنها