أخر الاخبار

رواية طعنات الغدر والحب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ايمي

رواية طعنات الغدر والحب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ايمي 

لفصل التاسع والعشرون


دخل سيف غرفته والقى بالمفاتيح على السرير وجلس واضعا رأسه بين كفيه
وهو ينظر الى الارض ظل فى حالة صدمة ولا يصدق الى الآن ان ما رآه كان حقيقة
تحجرت الدموع فى عينيه ولم يستطع ان يبكى
كان يتألم كثيرا وود لو انسابت دموعه من عينه لعلها تخفف هذا الالم ولكنه لم يستطع
قام من مكانه واتجه الى الحمام
وضع رأسه تحت صنبور الماء وفتحه لتنساب المياه فوق رأسه لعله يفيق من تلك الصدمة
بعد ان نزلت المياه على رأسه غسل وجهه
وعندما فعل ذلك وقعت عيناه على دبلته و ادرك انه ما زال يرتديها
عندما انتبه اليها خلعها من يده واراد ان يلقيها فى المرحاض وتقدم لالقائها وهو ينظر اليها فى تردد
لم يستطع ان يفعل ذلك تراجع ليخرج من الحمام ووضع الدبلة على التسريحة
واخذ المنشفة وجفف وجهه ومدد رجليه على السرير ليحاول ان ينام
فمنذ ان جاء من السفر لم يذق طعم النوم
اراد ان يهرب من هذا الواقع الاليم بنومه
كان يشعر بارهاق شديد لدرجة انه بمجرد ان اغمض عينيه غرق فى النوم مباشرة
*******************
كانت نيرمين تسند ظهرها على الحائط بجانب باب الشقة وهى تمسك بالملاءة التى لفتها حول كتفها وهى ضامة كتفها الى رقبتها فى استكانة وجسدها يرتعد
وعمر يجلس امامها على كرسى ساندا ذقنه على يديه التى لفها على ظهر الكرسى
ظل ينظر اليها فى صمت وبعدها تنهد قائلا:هتفضلى قاعدة عندك كده كتير؟؟
ظلت نيرمين على وضعها هذا ولم تنظر اليه ولم ترد عليه
هز عمر راسه يمينا ويسارا وهو يبتسم باستهزاء قائلا:انتى فاكرة انه هيرجع تانى علشان ياخدك ولا ايه؟؟
خلاص هو خرجك من حياته للابد
بلاش بقى تعيشى نفسك فى الوهم وتفوقى وتشوفى الواقع اللى انتى عايشة فيه
وبعدين انا عايز افهم انتى ازاى تقبلى على نفسك اللى عمله فيكى ده
شوفتى عمل فيك ايه لما اترجتيه انه مايسبكيش؟؟
مش كده وبس ده عايرك بكل اللى عمله علشانك
لو بيحبك بجد وبيثق فيكى مكنش صدق بسهولة كده انك بتخونيه
نزلت من نيرمين دمعة عند سماعها هذه الجملة وهى تنظر فى الارض
عمر:صدقينى يا نيرمين انا معملتش كده الا علشان بحبك
كنت بحاول اقرب منك بكل الطرق لكن انتى كنتى بتصدينى
لو كنت لاقيت طريقة تانية غير دى علشان اقدر اقرب بيها منك مكونتش لجأت للى عملته ده
تجاهلته نيرمين تماما ولم تنظر اليه وظلت تنظر الى الارض وهى لا ترى من كثرة دموعها
زفر عمر انفاسه بغيظ وقال:انتى بتعملى فى نفسك كده ليه نفسى افهم
هو يعنى اللى خلقه مخلقش غيره ما اناهو قدامك ليه هو بالذات
سكت لحظات وتنهد وهويقوم من مكانه واتجه الى المكان الذى القى فيه قميصه وامسك به ومشى ناحيتها وهو يرتديه
وقف امامها وهو يغلق ازرار القميص وعينيه تتأمل وجهها الباكى قائلا:ممكن بقى تقومى من على الارض
هتفضلى قاعدة كده؟؟
لم ترد عليه وظلت على حالتها
عمر:ادخلى الاوضة وارتاحى جوه وخدى المفتاح واقفلى على نفسك علشان تبقى مطمنة اكتر
ورفعت راسها ونظرت اليه بطرف عينها اللامعتين وقالت بصوت مخنوق:
افتحلى الباب
انا عايزة امشى حالا
عمر:احنا بالليل والوقت متأخر هتروحى فين وانتى مالكيش حد تروحيله
نيرمين:ملكش دعوة اروح مطرح ما اروح
ان شا الله ابات فى الشارع
عمر:وبعدين بقاااااااااا بجد كده انا هبدأ افقد اعصابى
نيرمين:اوعى تفتكر انى هخاف منك ولا هستسلم للى عملته ده واقول ماليش حد
انت لو آخر واحد فى الدنيا مش هلجألك تساعدنى
عمر:بقى كده؟؟
نيرمين:ولو مفتحتليش دلوقتى انا هصوت والم الناس واقول انك خاطفنى
ضحك عمر بصوت عالى ونظر اليها وهو يبتسم باستهزاءوقال:ياريتك تعملى كده علشان تبقى جانيتى على نفسك
ثم تغيرت ابتسامته تلك وقال بنبرة حادة:قومى يالا ادخلى الاوضة
نيرمين:ابعد عنى وسيبنى فى حالى بقى انت عايز منى ايه؟؟
عمر:يعنى مش هتسمعى الكلام؟؟
نيرمين:تبقى مجنون لو فكرت انى هقبل ابات هنا
انا عندى ابات فى الشارع اهون
عمر:على فكرة
انا لحد دلوقت ماسك اعصابى ومش عايز اتهور عليكى
لو مقومتيش دخلتى الاوضة حالا انا هشيلك ادخلك غصب عنك
نيرمين:لو قربت منى انا هصوت والم عليك الناس
انا بقولك اهو
افتحلى الباب وسيبنى امشى بدل ما اوديك فى داهية واقول للناس انك خاطفنى
اقترب عمر منها وقرب وجهه منها بنظرة حادة فابتعدت نيرمين وترجعت الى الوراء وهى مازالت جالسة على الارض وهى تلملم نفسها وامسكت بزراعيها فى خوف
وقال لها:خروج مش هتخرجى
انسى خالص انى اسيبك تمشى
ولا عايزة تجرى على حبيب القلب وتترجيه انه يرجعلك
لو روحتيله هيرميكى فى الشارع ومش هتلاقى اللقمة تاكليها
وممكن اوى تضطرى تبيعى نفسك علشان تعرفى تعيشى وبدل ما يحصلك كده
فوجودك هنا احسنلك من اللى هيجرالك بره
نيرمين:مش انا اللى ابيع نفسى علشان اعرف اعيش
لو وصلت للمرحلة دى يبقى الموت احسن لى
عملتلى ايه الحياة يعنى علشان ابقى حريصة عليها
مشوفتش فيها غير الهم والحزن والالم واندبحت من كل الناس اللى حواليا
حتى الانسان الوحيد اللى حبيته ومكانش ليا فى الدنيا غيره
اتخلى عنى وسابنى فى اكتر وقت كنت محتاجة له فيه
بالرغم من انى اترجيته ياخدنى معاه ان شالله بعدها يرمينى فى الشارع
مرضيش و سلمنى ليك على طبق من دهب
مع ان اللى بيحصلى دلوقت منك بسبب انى حبيته هو ومرضيتش اعاملك بطريقة تريحك
واللى انا فيه دلوقت هو تمن اخلاصى ليه
لو انا كنت بعاملك بالطريقة اللى انت عايزها مكنتش هتعمل فيا كده
عمر:وليه متقوليش انه بعد ما زهق منك رماكى ومبقاش عايزك خلاص
بس انتى اللى غلطانة من الاول لانك اخترتى الشخص الغلط
نيرمين:تقصد ايه بالكلام ده؟؟
عمر:قصدى انتى فاهماه كويس
انتى فاكرانى نايم على ودانى ولا ايه انا عارف ايه اللى كان بيحصل بينكوا وخصوصا لما دادة فاطمة مكنتش موجودة وكنتى بايته هناك
نيرمين بانفعال:انت اكيد اتجننت
انا عمرى ماخليته يلمس منى شعرة وعلى فكرة بقى يومها انا كنت همشى لكن هو نزل ينام تحت فى المكتب علشان
ميبقاش فيها احراج ليا
وبعدها صممت انى اقعد فى اوتيل على ما دادة ترجع لكنه رفض علشان كده ادانى مفتاح الشقة وقالى اقعد فيها لحد
ما دادة ترجع
عمر:انتى فاكرانى مضروب على قفايا ولا ايه
انا شايفه فى مكتبك وهو .......
نيرمين:وهو ايه؟؟
عمر:هو واخدك فى حضنه وكان.........
قاطعته نيرمين بانفعال:اخرس
محصلش بينه وبينى اى حاجة من اللى فى دماغك
صحيح هو يومها قرب منى بس انا ماادتلوش فرصة وبعدت عنه
ولو انت شوفتنى فعلا كنت هتعرف انه معملش معايا حاجة
ابتسم عمر باستهزاء قائلا:هفرض معاكى انه معملش حاجة
طب لما جالك اوضتك فى نص الليل
انت ليه فاكرانى اهبل وبينضحك عليا
نظرت له نيرمين بصدمة من كلامه وقالت:والله ما حصل بين وبينه حاجة
عمر:اومال كان فى اوضتك بيعمل ايه فى الوقت ده
هههههههههههه كان جاى يقولك تصبحى على خير
نيرمين:انت عرفت منين اصلا انه جالى بالليل
هو اللى قالك؟؟
عمر:سلمى شافته وهو بيتسحب على اوضتك ومش عايز حد يشوفه
نيرمين بصوت منخفض:سلمى؟؟
نظرت نيرمين الى عمر وقالت:سلمى دى هى السبب فى كل اللى بيحصلى منها لله
عمر:انتى مضايقة منها علشان كشفتك ولا ايه
نيرمين بانفعال:انت ليه مش عايز تصدق انى مش من النوع ده
انا عمرى ماخليت حد يقربلى لا سيف ولا غيره
عمر:الاسطوانة دى انا سمعتها من غيرك كتير وفى الآخر بيطلعو...........
وانتى اكيد منهم
نيرمين:انت انسان سافل
امسك عمر بشعرها وجذبها بقوة وهى تصرخ فى يده وقال:انتى دلوقتى تحت ايدى واقدر اعمل فيكى اللى انا عاوزه
هتحترمى نفسك ولا هتخلينى اتصرف معاكى تصرف وتندمى عليه؟؟
نيرمين:آآآآه
سيبنى يا حيون
عمر:كده؟؟ طب تعالى بقى
اراد ان يحملها فزحفت بعيدا عنه وهى تدفعه بيديها وقالت بتوسل وهى تبكى بشدة:خلاص ياعمر الله يخليك
متستقواش عليا
تنهد عمر بغضب محاولا تهدئة نفسه وشعر بالاشفاق عليها وقال:طب قومى ادخلى الاوضة زى ما قولتلك
نظرت نيرمين اليه نظرة توسل وخافت ان تنطق بشئ يستفزه
عمربحدة:مستنية ايه ؟؟
قومى
اسندت نيرمين يدها على الحائط وهى تنظر اليه فى خوف
اتجه عمر ناحية الغرفة ونزع المفتاح منها وقال:تعالى يالا
ومد يده بالفتاح قائلا:وعلشان تعرفى ان نيتى كويسة
هديكى المفتاح علشان تقفلى على نفسك وابقى سيبى المفتاح فى الباب علشان تتأكدى انى مش هعرف افتح
ظل واقفا امام باب الغرفة منتظرا اياها ان تأتى
كانت نيرمين تقف بجانب باب الشقة وقلبها يرتعد خوفا من عمر وهى لا تدرى ماذا تفعل
فى هذا الوقت سمعت صوت احد يمشى بالخارج
فاستدارت بسرعة وهى تطرق الباب بشدة وقالت:الحقونى
الحقونى
حد يخرجنى من هنا انا مخطوفة
جرى عمر عليها واحاط زراعه الايسر بها ليشل حركة زراعيها وكتم فمها بيده اليمنى حتى كتم صوتها ووضع اذنه على الباب ليرى ان كان احدا قد سمعها ام لا
اما فى الخارج فكان رجلا مسنا ينزل على الدرج وعندما سمع صوت نيرمين وقف لحظات ليتأكد مما سمعه ولكنه بعد ان وقف لم يسمع شئ فظن انه هويئ له فانصرف
عندما تاكد عمر من عدم وجود احد بالخارج ادار وجه نيرمين اليه ودفعها الى الحائط بقوة واوثق كلتا يديها بيد واحدة وامسك خديها بقوة باليد الاخرى وقال:انتى اللى جيبتيه لنفسك
انا كنت ناوى اعاملك بطريقة كويسة
بس بعد اللى انتى عملتيه ده انا هوريكى الوش التانى
جرها من يدها بقوة حتى سقطت على الارض ولم يلتفت اليها بل استكمل جرها الى ان ادخلها الغرفة ودفعها على السرير وهو ينظر اليها بغضب قائلا:عايزة تلمى الناس وتعمليلى فضيحة؟؟
وكمان بتقولى انى خاطفك علشان تودينى فى داهية مش كده؟؟
ماشى ماشى
انا هعرف ازاى أأدبك على اللى انتى عملتيه ده
انهارت نيرمين فى بكاء شديد وقالت هتعمل ايه يا عمر
ارجوك
ارجوك متئذنيش
عمر:مين قالك انى هعمل حاجة دلوقت
انا لازم اذلك الاول
هخليكى تموتى فى اليوم الف مرة
اتجه الى الباب ليخرج وقال:انا كنت هخليكى تقفلى على نفسك بالمفتاح بس دلوقتى انتى مالكيش امان
انا هقفل عليكى من بره ومش هتخرجى خالص الا بإذنى
ثم خرج واغلق الباب عليهابالمفتاح من الخارج واخذ المفتاح معه
?
*******

بعدما خرج عمر من الغرفة انهارت نيرمين فى البكاء حتى شعرت ان الدموع قد جفت من عينيها اخذت تضرب السرير بيديها ووانكبت على وجهها وهى تمسك بالفراش من شدة الالم الذى تشعر به فى قلبها
ثم رفعت وجهها وهى تتنفس بسرعة شديدة وامسكت بساقها الذى ركلها فيه سيف وكان يؤلمها بشدة
كشفت عن ساقها فوجدت به كدمة حمراء فغطت ساقها وهى تدلكه وبكت وهى تقول:كده يا سيف تتخلى عنى
هنت عليك تعمل فيا كده بعد كل الحب اللى حبتهولك
صحيح انا غلطت انى مسمعتش كلامك بس مكونتش اعرف ان فى ناس فى الدنيا كده
معقول الناس بقت بتنهش فى بعض بالطريقة دى
يارب انا محتجالك اوى
ارجوك متتخلاش عنى
يارب عرفه الحقيقة
يارب ييجى ياخدنى من هنا ويعرف انى مخونتوش
يارب خرجنى من هنا ارجوك كل الناس اتخلت عنى مفاضليش غيرك يارب
يارب انت عارف انى مظلومة وعمرى ماغلطت مع حد ارجوك احمينى من عمر
ومتخلهوش يقربلى
********************
اما سيف فنام عدة ساعات واثناء نومه كانت تتردد تلك الكلمات فى أذنه:متسيبنيش ياسيف
انا مظلومة
متسيبنيش.........متسيبنيش.................متنسيبني ش
ظلت تلك الكلمة تتردد فى أذنه فقام من نومه مفزوعا
نظر حوله وانفاسه مضطربة اغمض عينيه وهو يتنهد
وازاح الفراش وقام من السرير واتجه الى الحمام
اخذ حماما دافئا وظل جالسا فى البانيو الممتلئ بالفقاقيع والماء الدافئ رافعا رأسه لاعلى وهو يغمض عينيه وكلما اغمض عينيه تذكر المشهد الذى راى فيه عمر ونيرمين فيفتح عينيه متألما
فى هذه اللحظة ذابت الدموع المتحجرة فى عينه لتنزل بغزارة
حينها احس انه ضعيفا ولم يستطع ان يمنع دموعه التى لم تتوقف
لم يكن سيف يحب ان يظهر ضعفه امام نفسه لذلك حاول ان يتماسك وان يوقف تلك الدموع ولكنه فشل فى ذلك
بعدما انتهى من اخذ حمامه وارتدى ملابسه
اخذ هاتفه وجلس على ركنة كبيرة واتصل على سلمى
وطلب منها ان تذهب الى الشقة وتطلب من زينب ان تعود الى القصر
والا تخبرها عن السبب
سالته سلمى متى سيخرج للحياة ويخبر الناس بعودته من السفر اجاب بانه حينما
تسمح حالته النفسية سيفعل ذلك من تلقاء نفسه
********************
وبالفعل ذهبت سلمى الى الشقة التى كانت تقيم بها نيرمين وطلبت من زينب ان تاخذ اغراضها وتعود الى القصر
تعجبت زينب من هذا الامر وسألت عن السبب فانفعلت عليها سلمى:قائلة:انتى تعملى اللى بقولك عليه من غير ماتتكلمى ولا كلمة
يلا امشى
زينب:حاضر ياسلمى هانم
وبعدما تحركت عدة خطوات وقفت وقالت:طب نيرمين هانم رجعت القصر ولا لا اصل من ساعة ما خرجت مرجعتش وانا هموت واعرف هى راحت فين
سلمى باستهزاء:نيرمين هانم
كلمة هانم دى متتقالش تانى غير ليا انا بس
انتى فاهمة
يالا غورى
مشت زينب وهى لا تفهم ما الذى حدث ولمت اغراضها وانصرفت
بينما ظلت سلمى موجودة بالشقة وهى تنظر فى ارجائها بسعادة بالغة فأخيرا استطاعت ان تتخلص من نيرمين التى كانت حاجزا
يفصل بينها وبين سيف
جلست وهى تضع ساقيها فوق بعضها باستعلاء ونظرت الى العلبة التى امامها فمدت يدها الى تلك العلبة وفتحتها
وعندما رات الهدية التى بداخلها ابتسمت ووضعتها جانبا
ثم امسكت بالجواب الذى ارسله عمر وقرأته وبعدما انتهت قالت:يا ابن الايه يا عمر
دا انت طلعت داهية
اعادت كل شئ كما كان فى العلبة
ثم اخرجت الهاتف الذى سرق من نيرمين ووضعته بجانب العلبة بحيث يراه سيف عندما يأتى
قامت لتغلق الشقة بعدما تممت على كل شئ وابتسمت وهى تنظر الى الطرد الذى يوجد على الطاولة وبجانبه الهاتف المسروق
ثم خرجت واتجهت الى سيارتها
انطلقت بالسيارة وهى تبتسم فى سعادة واخرجت الهاتف واتصلت على عمر
رد عليها عمر قائلا بصوت حزين:ايوة يا سلمى
سلمى:ايه ياعمر مالك
شكلك مش مبسوط هى المزة غلبتك ولا ايه
تنهد عمر قائلا:والله يا سلمى انا مافايق للكلام ده
سلمى:لالالا لازم تقولى فى ايه
شكلك زعلان اوى
عمر:انا دلوقتى بره الشقة على فكرة
سلمى بتعجب:بجد؟؟!!
ازاى ده
انت زهقت بسرعة كده
عمر:انا ملمستهاش
سلمى:انت بتقول ايه؟؟!!معقول؟
عمر:زى ما بقولك كده
سلمى:طب ليه
عمر:تصورى كانت هتلم عليا الناس وتقول انى خاطفها؟؟
لولا انى كتم بؤها ومخليتش صوتها يطلع محدش عارف كان ايه اللى هيحصل
سلمى:طب وعملت معاها ايه بعد كده
عمر:حبستها فى الاوضة وقفلت عليها بالمفتاح لحد ما اعرف هتصرف معاها ازاى
سلمى:انت اللى غلطان يا عمر
كنت خلصت الموضوع من الاول وريحت دماغك
وساعتها هتقبل اى حاجة تقولهالها لانك هتكون حطيتها قدام الامر الواقع
لكن طول ما انت مستنى لما تتعطف وتلين دماغها هتفضل تدلع عليك
ومش هتعرف تمشى عليها كلمة
عمر:تفتكرى كده؟؟
سلمى:طبعا
هو ده الحل الوحيد
عمر:طب وايه اخبار سيف دلوقت
سلمى:مكدبش عليك حالته وحشة اوى
عمر:بكرة ينسى
سلمى:يارب يا عمر
يارب ينساها ويلتفت لحياته بقى
عمر:لو انتى قدرتى تملى الفراغ اللى عايش فيه هينسى
بس المشكلة دلوقتى ان العلاقة بينا باظت خالص وبفكر دلوقتى ازاى اخليه ميفضش الشراكة اللى بينى وبينه
سلمى:اساسا صعب جدا ان سيف يفض شراكتك معاه لان الشركة قايمة على اسمكوا انتو الاتنين
ونصيبك مش قليل يا عمر
يعنى ممكن الشركة تقع بالطريقة دى
عمر:صحيح كلامك مظبوط
بس سيف ممكن ينشف دماغه
وانتى عارفة انه لما بيكون مصمم على حاجة بيعملها حتى لو هيخسر فيها
سلمى:متقلقش محامى العيلة راجل ذكى جدا وعاقل
هيقدر يأثر عليه
خلينا فى المهم بقى
زى ما قولتلك بقى اول ما تخلص الموضوع عرفنى
اوك؟؟
عمر:اوك
*******************

فتح عمر باب الشقة واغلقه بعنف
عندما سمعت نيرمين صوت الباب احست بالخوف وامسكت فى الوسادة التى كانت بجانبها واحتضنتها ودقات قلبها تتسارع
دخل عمر غرفته وخلع ملابسه ثم اتجه الى الحمام واخذ حمامه اليومى وبعد ان خرج من الحمام وقف امام المرآة وهو يمشط شعره
وضع الكثير من البرفان المفضل لديه

اما نيرمين فظلت تجلس فى رعب وهى تترقب مقبض الباب
وعندما سمعت صوت المفتاح الذى يفتح باب غرفتها وتحرك المقبض امسكت فى الوسادة بقوة وتسارعت دقات قلبها حتى شعرت انها ستموت من الخوف
دخل عمر اليها ووقف على بعد مترين منها قائلا:هديتى ولا لسة
نظرت اليه بخوف وجسدها يرتعد ولم ترد عليه
زم عمر شفتيه ونظر الى الارض لحظة ثم رفع رأسه لينظر اليها وقال:شكلك لسة زعلانة منى
انا مكونتش احب اعاملك بالطريقة دى بس انتى اللى اضطرتينى اعمل كده
ممكن بقى نبدأ صفحة جديدة وتنسى الطريقة اللى عاملتك بيها؟؟
نيرمين بصوت متقطع من اثر الخوف الذى سيطر عليها:انت هتفضل حابسنى هنا لحد امتى؟؟
عمر:لحد ما تعقلى وتبطلى تنشفى دماغك معايا
لو سمعتى كلامى هتكسبى
لكن لو عاندتينى مش هخليكى تتهنى على يوم حلو
نيرمين بخوف:طب انت عايزنى اعمل ايه
علشان تسيبنى امشى
عمر:كل اللى انا عايزه اننا نقضى وقت لطيف مع بعض
اضطربت دقات قلبها وهى تقول:لطيف ازاى يعنى؟؟
ابتسم عمر ابتسامة ماكرة وقال:زى الوقت اللى كنتى بتقضيه مع سيف
حاولت نيرمين الا تفقد اعصابها فى الرد عليه حتى لا تستفزه
وخصوصا انها تحت قبضته ولا يوجد احد ينجيها منه فقالت:انت ليه مش عايز تصدق انه ملمسنيش
والله العظيم ما قربلى لا هو ولا غيره
عمر:ومطلوب منى انى اصدقك كده بسهولة
نيرمين:طب اعمل ايه بس علشان تصدق
عمر:اقترب منها عمر بخطوات بطيئة وهو يبتسم قائلا:على كده بقى انا هكون اول واحد؟؟
قامت نيرمن من على السرير بسرعة واسندت ظهرها على الحائط فى زاوية الغرفة وقالت:بالله عليك تسيبنى امشى
ارجوك ابوس رجلك يا عمر
اتوسل اليك خلينى امشى
عمر:انتى ليه مصممة تبعدى عنى
نيرمين:لانه مينفعش
انا عمرى ماهغضب ربنا لا عشانك ولا علشان اى حد فى الدنيا دى
عمر:طب خلاص محلولة
انا هتجوزك ايه رايك
موافقة؟؟
سكتت نيرمين لحظات لتنتقى بعض الكلمات التى لا تستفزه وقالت:انت شاب كويس والف واحدة تتمناك
وبكره تلاقى الانسانة اللى تحبك وتديك الحب اللى انت محتاجه
لكن انا منفعكش
انا خلاص معونتش عايزة حاجة من الدنيا وقلبى اتقفل خلاص
تنهد عمر قائلا:افهم من كده انك بترفضينى؟؟
نيرمين:صدقنى يا عمر انا مش هقدر اسعدك
عمر:لكن انا بحبك يا نيرمين
وضحيت بكل حاجة علشانك
خسرت ابن عمى وخسرت شغلى
كل حاجة ضاعت وكل ده علشان بحبك
نيرمين:لو بتحبنى بجد مكونتش عملت معايا كده
مكونتش دمرت حياتى بالطريقة دى
والتضحية اللى بجد انك تتسيبنى اتجوز اللى بحبه
لكن انت عملت كل ده علشان ترضى غرورك وتقضى وقت لطيف وخلاص
عمر:والله العظيم بحبك
ومعملتش كده الا لما حسيت انك على علاقة غير شرعية بسيف
وهو ده اللى خلانى انتقم منك انك قبلتى ده معاه فى نفس الوقت اللى رفضتينى فيه
نيرمين:طب وبعد ما عرفت الحقيقة هتسيبنى؟؟
عمر:مقدرش اسيبك
لانى مقدرش استغنى عنك
ولو الموضوع زى ما بيدور فى دماغك كنت اخدت غرضى منك
واقدر اعملها لانك دلوقتى تحت ايدى ومالكيش اى حد تلجأيله
يعنى انتى دلوقتى بقيتى سهلة عليا اوى
لكن انا لحد دلوقت مقربتلكيش
مش كده وبس انا عرضت عليكى الجواز وما زلت بعرضه
وبتمنى انك توافقى
وصدقينى انا هخليكى اسعد واحدة فى الدنيا دى
نيرمين:بس انا مبحبكش
مقدرش اتجوزك وانا قلبى مع انسان تانى
ضغط عمر على شفتيه بغيظ ونظر اليها نظرات حادة
خافت نيرمين من نظرته وتسارعت دقات قلبها
سكت لحظات وقال:يعنى مافيش فايدة
بعد كل اللى قولتهولك؟؟
نيرمين:اشمعنى انا بالذات
ما قدامك بنات كتير ويتمنوا انك تبصلهم
انسانى خالص والتفت لحياتك وشيلنى من دماغك واختار واحدة تقدر تسعدك واتجوزها
عمر:بس انا حبيتك انتى
ومعونتش شايف غيرك
ومش هتجوز غيرك سواء رضيتى او رفضتى
نيرمين:هو الجواز بالعافية
عمر:اه بالعافية انا هخليكى تقبلى تتجوزينى غصب عنك
نيرمين:وده هيحصل ازاى بقى ان شاء الله
عمر:هتعرفى ازاى دلوقتى
ذهب الى الباب واغلقه بالمفتاح وانتزع المفتاح من الباب
نظرت اليه نيرمين والرعب فى عينها وقالت بصوت يرتعد:انت قفلت الباب ليه
اقترب عمر دون ان يرد عليها وخلع قميصه والقاه بعيدا
صرخت نيرمين ونادت باعلى صوتها لعل احد يغيثها
وجرت لتبتعد عنه ولكنه تتبعها بخطواته السريعة وجذبها بقوة والقاها على الفراش
اوثق كلتا يديها بقبضة يده وشرع فى خلع ملابسها
دافعت عن نفسها بكل قوة ولكنها لم تستطع ان تبعده عنها
ايقنت نيرمين انه سيعتدى عليها لا محالة
وخصوصا انه اقوى منها بكثير
فرأت ان توقفه بان توافق على طلب الزواج لتكسب وقت تستطيع فى ان تفكر فى طريقة للهرب منه
فقالت :خلاص ياعمر
خلاص ارجوك
هعملك اللى انت عايزة
موافقة انى اتجوزك
توقف عمر عما شرع فى فعله ونظر فى عينها قائلا:انتى بتتكلمى جد
ابعدت نظرها عنه وقالت بصوت مخنوق:ايوة
تركها عمر واتجه الى قميصه فلبسه وسوى شعره ونظر اليها قائلا:لو مكونتيش وافقتى كنتى ضيعتى نفسك
اما نيرمين فأحاطت جسدها كله بالملاءة وجسدها يرتعش
نظر عمر اليها وهو يبتسم قائلا:من بكره هنزل اشترى الشبكة وفستان الفرح
صدقينى يا نيرمين
انا هخليكى اسعد واحدة فى الدنيا
نيرمين بصوت مخنوق:طب ممكن تسيبنى لوحدى شوية
اصلى تعبانة اوى وعايزة استريح
عمر بنبرة تهديد:ماشى
انا هسيبك ترتاحى
بس لو طلعتى بتاخدينى على قد عقلى
ساعتها مش هسيبك الا لما اخد منك اللى انا عاوزه حتى لو وافقتى بجد على الجواز بعد كده
تصبحى على خير
خرج عمر من الغرفة واغلق الباب خلفه
وبمجرد خروجه ظلت نيرمين تضرب على ركبتيها وهى تبكى وتقول:يارب ريحنى يارب
ارجوك ارحمنى وريحنى من الدنيا دى
انا تعبت اوى
ومش قادرة استحمل
يارب اموت قبل ما النهار يطلع عليا

سكتت قليلا وهى تلتقت انفاسها ثم استغفرت عما قالته
وقالت:استغفر الله العظيم
استغفر الله العظيم


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close