اخر الروايات

رواية طعنات الغدر والحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمي

رواية طعنات الغدر والحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمي 

فصل الثالث عشر


نيرمين واقفة بمواجهة الغابة تنظر اليها وآثار الخوف على وجهها،وسيف ينظر اليها محاولا تهدئتها فقال
:نيرمين بصيلى
قوليلى حاسة بايه؟
وجهت نيرمين نظرها اليه فاستكمل سيف:ممكن تقوليلى كل اللى افتكرتيه بالظبط
نيرمين وهى تحاول ضبط انفاسها:كنت سايقة العربية وانا منهارة اوى
مكنتش مركزة وانا سايقة ،وفجأة لقيت عربية قدامى كنت هصطدم بيها :حاولت اتفادها فانحرفت العربية عن الطريق جوا المكان ده وانقلبت بيا اكتر من مرة
كنت هموت فضلت متعلقة جوا العربية وانا بصرخ لان النار كانت مسكت فى العربية
بس الحمد لله قدرت اخرج منها باعجوبة
نظر سيف فى عيون نيرمين وهو متأثر بما يسمعه منها فقال:وبعدين؟
ايه اللى حصل تانى ؟حاولى تفتكرى
جلست نيرمين على جزع شجرة طويل ملقى بجانبها ووضعت يديها على وجهها محاولة ان تسيطر على بكائها ولكن لم تستطع
جلس سيف بجانبها وهو يتأملها وقال:انا عارف ان اللى مريتى بيه كان صعب ،بس خلاص ربنا نجاكى
نيرمين وهى تمسح دموعها:كنت خايفة افتكر اللى فات لانى كنت حاسة ان فيه حاجة هتوجعلى قلبى وطلع احساسى صح
سيف بحزن:ايه اللى افتكرتيه ووجعك يا نيرمين؟
نظرت نيرمين اليه ودموعها تنساب بغزارة وقد احمرت وجنتاها وشفتيها من كثرة البكاء وهى صامتة
سيف:خلاص مش هضغط عليكى علشان اعرف
انا شايف انى اسيبك تهدى الاول وبعد كده لو حبيتى تقوليلى انا هسمعك
سكت للحظات ثم وقف ومد اليها يده لتقوم قائلا:انا شايف ان الوقت متاخر يللا نمشى من هنا ونبقى نشوف الموضوع ده بعدين
نظرت اليه نيرمين بعد ان جففت دموعها التى مازالت تنهمر وامسكت بيده لتقوم
قبل ان تمشى استوقفها قائلا بصوت حانى:هتركبى العربية بحالتك دى
ممكن بقى تبطلى عياط
انا مش عايز اشوف الدموع فى عنيكى الجميلة دى
انتى متعرفيش انا قد ايه بتألم لما بشوفك كده
ثم ابتسم لها قائلا:ممكن بقى تبتسمى؟
نظرت اليه وهى تشعر ببعض الراحة من كلامه الذى خفف عنها بعض الالم وحاولت ان تبتسم
سيف:لا انا عايز الابتسامة تبقى اكتر من كده
فابتسمت نيرمين له بعد ان جففت باقى دموعها
سيف:الله شوفتى الابتسامة على وشك حلوة ازاى
صحيح بتبقى زى القمر وانتى زعلانة بس برده لما بتضحكى وشك بينور
زادت بسمتها فامسك بيدها واصطحبها الى السيارة لتذهب بهما الى القصر
*************
كانت نيرمين تحاول ان لا تبكى لما تذكرته من فراق والدها وظلت فى حيرة بعد ان تذكرت كل شئ عن نفسها لقد اصبح الامر اكثر تعقيدا
كانت تمكث فى القصر لانها لا تتذكر شئ عن نفسها
الان وقد تذكرت فاين ستذهب ام ستظل طيلة عمرها فى هذا القصر ولكن باى حجة فقد زالت حجتها
صحيح ان سيف يحبها ولكنه لم يتقدم بخطوة رسمية تجاهها
كان هذا الامر يجول بخاطرها وكاد قلبها يختنق من شدة حيرتها
0000000000000000
وصلت السيارة الى القصر وفتحت نيرمين الباب ولم تنتظر من السائق ان يفتح لها الباب كما يفعل مع سيف فبادر سيف هو الاخر بفتح الباب لنفسه عندما رآها تفعل ذلك ووقف امامها قائلا:بقيتى احسن؟
ابتسمت نيرمين ابتسامة خفيفة تحاول بها اخفاء الحزن الذى بداخلها وهى تومئ براسها دليل على تحسن حالتها
وقفت امام الباب بجوار سيف
فتح سيف الباب واشار لها بالدخول اولا تقدمت نيرمين بخطوات بطيئة وقلبها ينزف حزنا انها تشعر بالضيق
ويتخللها احساس انه لا حق لها فى الاقامة فى هذا البيت بعد اليوم
تقدمت وهى تسرح فى خيالها المعبأ بالآلام تجاه الماضى وفوجئت امامها بوجود امراة تبلغ بضع وخمسون عاما ترتدى ملابس انيقة جدا وتضع مكياجا هادئا وشعرها مرفوع لاعلى بطريقة جذابة تناسب عمرها وتضع قدمها اليمنى على اليسرى بطريقة ارستقراطية
وبجوارها فتاة تبلغ من العمر ست وعشرون عاما تقريبا هذا ما خمنته نيرمين ترتدى منى جيب قصير وفوقه بادى كات ضيق وعليه جاكيت طويل بفرو على الرقبة والاكمام وشعرها ينساب على كتفيها تضع مكياجا صارخا
لقد كانت جذابة بحق وتفوح رائحة هاتين السيدتين برائحة جذابة
استوقف نيرمين هذا المشهد وحدقت بهما دون ان تنطق كل هذا حدث فى لحظات
عندما رآهما سيف اندهش بشدة وقال:عمتو؟
انتى جيتى امتى؟
نظرت نيرمين وعليها علامات التعجب والاندهاش فى نفس الوقت ولم تتحرك من مكانها
تقدم سيف اليها ومد يده وسلم عليها وهو يبتسم:مقولتيش ليه انك جاية علشان استناكى فى المطار
عمته:يعنى هو انت كنت بتسأل
انت ولا اكن لك عمة
سيف:صدقينى يا عمتو انتى متعرفيش انا مشغول جدا
عمته وهى تنظر الى نيرمين باستهزاء:واضح فعلا انك مشغول
ثم التفت الى سلمى قائلا:ازيك يا سلمى؟عاملة ايه؟
نظرت اليه سلمى بدلال:ازيك كده من غير ما تسلم
شعر سيف بالاحراج فمد يده مسلما عليها فسلمت عليه سلمى وهى تنظر فى عينيه قائلة:وحشتنى اوى
سيف:قبض يده وقربها على فمه:احم احم
ما تتفضلى واقفة ليه ياسلمى
ابتسم لنيرمين محاولا تلطيف الجو
تعالى يا نيرمين اعرفك على عمتو
تقدمت نيرمين وهى تشتعل غيظا من سلمى لما راته من جرأة فى ملابسها وافعالها
بدأت الغيرة تتسلل اليها
سيف:اقدملك عمتى سوسن هانم
ودى سلمى بنت عمتى
ابتسمت نيرمين لهما وهى تمد يدها الى سوسن هانم فابتسمت سوسن بابتسامة جافة وسلمت عليها بجفاء
احست نيرمين بشئ من الذل ولكنها تجاهلت الامر وسلمت على سلمى التى لم تختلف كثيرا عن امها
ثم قالت سلمى باستخفاف:مش تعرفنا؟
سيف:ودى بقى نيرمين
سلمى وهى تنظر لوالدتها بابتسامة سخرية نيرمين؟
افهم منها ايه الاجابة دى
تضايق سيف من رد فعل سلمى قائلا:
بعدين هبقى اشرحلكوا
المهم انتوا اتعشيتوا ولا لسة
سلمى:لا طبعا احنا مستنيينك
سيف:خلاص انا هخلى دادة تقول للشغالين يحضروا الاكل علشان زمانكوا ميتين من الجوع
نيرمين:طب عن اذنكوا
قررت نيرمين ان تصعد الى غرفتها بعد ما راته من تجاهل شديد لها من قبل عمته وابنتها وكانت تشعر بالغيظ الشديد
كل الاشياء السيئة تحدث لها فى وقت واحد
دخلت نيرمين غرفتها واغلقت على نفسها وجلست على السرير وقلبها يشعر بضيق شديد فلم تخلع ملابسها وظلت جالسة تفكر فى سلمى وهى تقول فى نفسها :وانا كنت ناقصاها دى كمان
يا ترى هيحصل ايه تانى انا مش قادرة استحمل اللى بشوفه ده
لبسها استغفر الله العظيم يخلى الحجر ينطق
معقولة هى بالنسبة لسيف عادى يعنى
اكيد لا دى مهما كانت حلوة وجميلة وبنت عمته وغنية زيه
ايه اللى يخليه يسيبها ويحبنى انا
بدات الوساوس تراوضها وامتلا قلبها حنقا وقررت ان
لا تجلس معهم على العشاء
اخذ سيف حمامه وارتدى بنطاله ومشط شعره ثم اخذ قميصه ليرتديه
فسمع احدا يدق الباب
سيف وهو مازل يرتدى القميص:مين؟
فتحت سلمى الباب وتقدمت بدلال اليه وهى تقول:ايه ده انا افتكرتك جهزت خلاص
سيف وهو يشعر بالحرج والضيق فى نفس الوقت واستكمل ارتداء القميص وهو يقول:فى حاجة يا سلمى؟
سلمى وهى تقترب منه بدلال:مالك بقيت بايخ كده ليه ده بدل ما تقولى وحشتينى
سيف محاولا تجاهل الامر :انا جاى مرهق جدا من الشغل يا سلمى
سلمى :طب يلا علشان تتعشى ولا دى كمان مالهاش لازمة
**************
بينما كانت سلمى تحدث سيف فى غرفته كانت نيرمين لا تصبر على الجلوس فى غرفتها تاركة سلمى بتلك الملابس المغرية تنفرد بسيف
وكانت تشعر بحنق وودت ان تخرج لسيف لتحاول ان تتغلب على هذا الشعور
ارادت ان تقضى على ماتشعر به بان تساله عما يدور بداخلها لم تنتظر ولم تصبر فخرجت من حجرتها ومازالت بملابس العمل لم تغيرها بعد
اقتربت من حجرته وقلبها يدق عندما اقتربت من الباب سمعت صوت سلمى بالداخل وضعت يديها على فمها وعقدت حاجبيها من المفاجأة كان الباب شبه مغلق ولكن لم يكن محكم الاغلاق ظلت واقفة
(داخل الغرفة) سلمى:ممكن اعرف انت بقالك كتير ما بتتصلش ليه؟
سيف:معلش يا سلمى مشغول حبتين
سلمى :مشغول ولا البنت دى هى اللى واخداك مننا
ممكن اعرف كنت فين انت وهى؟
سيف:كنت فى الشركة
سلمى:وكانت بتعمل معاك ايه فى الشركة ؟
سيف:هتكون بتعمل ايه يعنى هى تبقى السكرتيرة بتاعتى
سلمى بغيظ:وجايب السكرتيرة بتاعتك تبات عندك؟انا مش مصدقة نفسى
سيف:ايه اللى انتى بتقوليه ده؟
سلمى:مش هى دى الحقيقة ؟ممكن اعرف بقى البنت دى تبقى مين وايه اللى جابها وبتعمل ايه هنا؟
سيف:ممكن نتعشى وبعدها ترتاحى وتنامى وبعدين ابقى اشرحلك؟لانى مافيش فيا دماغ اتكلم فى اى حاجة دلوقت
سلمى:اوك بس لازم تقولى دلوقتى ايه علاقتك بيها
سيف: ماقولتلك تبقى السكرتيرة بتاعتى
سلمى :وهى تدقق فى عينيه قالت برقة:السكرتيرة وبس
سيف محاولا التهرب من الاجابة:اومال هتكون ايه تانى
سمعت نيرمين ذلك الحوار واحست ان شيئا ما يضغط على قلبها
كان الالم قد زاد فى قلبها وتراجعت عن مقابلته وذهبت حجرتها والدموع متحجرة فى عينيها واغلقت الباب عليها
وبلعت ريقها وهى مختنقة ثم نامت وهى ضامة ركبتيها الى صدرها وتحضن ركبتيها بيديها وحاولت ان تذهب فى النوم لعلها تهرب من هذا الواقع الاليم واغمضت عينيها وهذه الكلمة تتردد فى اذنها(لازم تقولى دلوقتى ايه علاقتك بيها
سيف :ماقولتلك تبقى السكرتيرة بتاعتى
سلمى : السكرتيرة وبس
سيف:اومال هتكون ايه تانى)

***************
فى غرفة سيف
سيف:سلمى ممكن نخرج علشان وجودك هنا ميصحش
سلمى:ومين اللى هياخد باله يعنى
سيف:لوانتى شايفة ان والدتك ودادة والشغالين مش كفاية على الاقل انا مش راضى بكده
سلمى وهى تنظر بتعجب:مش راضى عن ايه
سيف:عن وجودك فى اوضتى وكمان قافلة الباب ميصحش ثم ذهب الى الباب وفتحه قائلا:ممكن ننزلهم علشان اتاخرنا عليهم؟
اتجه سيف ناحية السلم وهو ينظر باتجاه غرفة نيرمين بنظرات الرجاء ان تخرج لينظر اليها ويعتذر لها عن اسلوب عمته الجاف معها لكنه يعلم ان الوقت غير مناسب لهذا الاعتذار حاليا
قد آلمه كثيرا ما لقيته نيرمين من تلك المقابلة ولكنه لم يشأ ان يتكلم ليلفت انتباه عمته وابنتها الى ضرورة التحدث بشئ من الهدوء مع نيرمين لان الوقت غير مناسب وخصوصا انهم قادمين من سفر طويل وبعد طول غياب فراى ان يتروى قبل ان يكلمهم فى ذلك
**************************
جلست سلمى بجوار سيف وبجانبها والدتها ودادة فاطمة على يمينه ولكن كرسى نيرمين كان فارغا
نظر سيف الى الكرسى ثم سال دادة فاطمة:اومال نيرمين فين يا دادة
دادة:طلعت اوضتها لقيتها نامت حتى مغيرتش هدومها واضح انها كانت تعبانة اوى حاولت اصحيها لكن مرضيتش تصحى
نظرت سلمى الى امها وهى تحرك شفتيها جانبا دليل على تضايقها مما يحدث
وهنا التفتت سوسن الى سيف:مقولتليش يا سيف مين البنت دى
اوقف سيف الملعقة عند فهمه وهو يحاول ان يخفى تضايقه:بعدين
يا عمتو هبقى اشرحلك بعدين
نظرت دادة فاطمة بضيق الى سوسن وابنتها ولم ترتاح لكلامهما ولمعاملتها التى ظهرت من اول مقابلة لهما

استلقى سيف على سريره وهو يفكر فى ما حدث كان متضايق جدا من حضور عمته وسلمى فى هذا الوقت
لانه اوشك على تاكيد وتوثيق علاقته بنيرمين ووجود سلمى سيفسد الامر
وهو لا يود ان يدخل فى مواجهه ومشاكل معهما
فاراد ان يؤجل هذه المواجهه للو قت المناسب
وكان ما يدمى قلبه هو عدم حضور نيرمين معهم على العشاء شعر سيف ان هذا نتيجة ما لقيته من معاملة جافة صدرت من سلمى وامها وما آلمه اكثر انه لم يستطع ان يدفع عنها ما لقيته
ظل يفكر وهو مختنق ولم يستطع ان ينام
قام من سريره وجلس عليه يفكر فى الذهاب اليها انه لا يقوى على تركها هكذا قام من مكانه وهو ينزع الغطاء ونحاه جانبا ثم ذهب باتجاه الباب وفتحه بهدوء شديد ونظر باتجاه غرفة سلمى التى كانت بجواره مباشرة
كان سيف لا يرغب فى اختيار تلك الحجرة لسلمى الا انها وضعته امام الامر الواقع باختيار تلك الحجرة
ظل يتفقد المكان ليتأكد من خلوه من اى احد
ثم تقدم بخطوات هادئة تجاه غرفة نيرمين مترددا فى طرق الباب
انه يخشى ان تكون نائمة فيقلقها
ولكنه لا يقوى على النوم دون ان يطمئن عليها
طرق الباب بخفة شديدة مرتين ثم نظر خلفه حتى يتأكد انه لا احد يراه
كانت نيرمين قد ذهبت فى نومها ولكنها سمعت هذا الطرق الخفيف الذى اعاده سيف للمرة الثالثة
استيقظت وعيناها حمراوين من اثر بكائها قبل النوم وعلى وجهها علامات الارهاق الشديد
توجهت ناحية الباب وقالت بصوت منخفض:مين
سيف بصوت منخفض:ممكن اتكلم معاكى؟
تعجبت نيرمين من قدومه فى هذا الوقت ولكنها فتحت له حتى لا يلاحظ وقوفه احد على الباب
فتحت الباب ولم تنظر اليه واعطته ظهرها بعد ان ابتعدت عن الباب
اغلق سيف الباب بهدوء فاحست نيرمين بذلك فاستدارت قائلة:قفلت الباب ليه؟سيبه مفتوح
سيف بصوت هادئ:انا اسف انى قلقتك،بس مجاليش نوم قبل ما اكلمك
نيرمين وهى تتحدث بصوت منخفض:طب ممكن تفتح الباب الاول
سيف:والله كان نفسى بس مش عايز حد يشوفنى معاكى هنا علشان ميفكرش فى حاجة وحشة
نيرمين ووجها عابس تماما:وانا مش هقدر اتحمل وجودك عندى والباب مقفول وخصوصا ان الوقت متاخر
سيف:طب ممكن تدينى دقيقة واحدة بس
واوعدك انى همشى على طول
نيرمين:خير
سيف:انتى شكلك متضايق اوى كده ليه؟
كل ده علشان قفلت الباب؟ ولا زعلانة من كلام عمتى معاكى
نيرمين وهى تعطيه ظهرها:وهزعل ليه هى من حقها تتكلم معايا كده
انا مين يعنى علشان تدينى اهتمام او تكلمنى بطريقة كويسة هى ولا بنتها
سيف وعلى وجهه علامة التعجب:ليه بتقولى كده ؟انتى زعلتى من سلمى علشان اتريئت هى بس متعرفكيش
نظرت اليه نظرة عتاب:البركة فيك ما انت عرفتها انا ابقى مين
سيف متعجبا:انا؟
نيرمين:على فكرة شكلنا مش لطيف واحنا واقفين كده لو حد شافك هنا هتحصل مشاكل
سيف:انا همشى بس قبل ما امشى عايز اعرف تقصدى ايه؟
نيرمين وهى تدير وجهها:مقصدش حاجة
ادار سيف وجهها اليه قائلا:ممكن اعرف انتى زعلانة ليه؟
نيرمين:وهى تبعد يده عن وجهها:وهزعل من ايه هو انت عملت حاجة تزعل؟
سيف:اومال متغيرة معايا ليه؟
نيرمين:وانا مين يعنى علشان اتغير معاك انت ناسى انا مين وانت مين ولا ايه؟
دقق سيف فى عينيها وقد زادت حيرته:ممكن بقى تفهمينى فى ايه بالظبط ؟تلميحاتك مش عجبانى
نيرمين:من الاخر كده انت عايز منى ايه
سيف بحزن:مالك يا نيرمين فى ايه انا مش فاهم حاجة
نيرمين :مافيش حاجة انا بس قلقانة حد يشوفنا واحنا كده
هز سيف راسه اعلى واسفل قائلا:عندك حق مكنش المفروض اجيلك فى الوقت ده
بس انا عملت كده لانى مقدرتش انام وانتى زعلانة من اللى حصل
وعايزك تفهمى انى مرضيتش اتكلم لانهم لسة راجعين من سفر وبعد غيبة طويلة كان لازم استنى لما يرتاحوا
وبعد كده مش هسمح لحد يجرحك
نيرمين:متتعبش نفسك
الموضوع مالوش لازمة مش لازم تخسر عمتك
ثم نظرت فى عينيه واستكملت:وبنتها علشان السكرتيرة بتاعتك
نظر اليها باندهاش:ايه اللى انتى بتقوليه ده؟
انتى عارفة كويس انتى بالنسبة لى ايه
نيرمين باستخفاف:هكون ايه يعنى
سيف وهو ينظر فى عينيها متأملا:يعنى مش عارفة
نيرمين:لا مش عارفة
ومش عايزة اعرف ثم اعطته ظهرها
ثم قالت :ممكن بقى تخرج قبل ما حد يشوفك هنا
استطاعت نيرمين ان تستفزه بهذه المعاملة الجافة
فجذبها اليه ليصبح وجهها فى وجهه حتى التصق جسدها فى جسده ولاول مرة يجرؤ سيف على فعل هذا الامر ولكنه فعل ذلك دون ان يشعر ونظر فى عينيها بقوة وقال:انتى ليه مصرة تستفزينى
حدقت به نيرمين من اثر المفاجأة لم تتوقع ان يفعل ذلك
سيف:انتى بتحاولى تهربى منى ليه؟
نيرمين وهى تحاول ان تتفلت منه:ميصحش اللى انت عامله ده
لو سمحت سيبنى
سيف :مش هسيبك الا لما تقوليلى فى ايه؟
نيرمين وهى ما زالت تحاول ان تفلت من قبضته:انت اللى عاوز منى ايه
سيف بانفعال:عاوزك
تفاجأت نيرمين بتلك الكلمة وحدقت به وهى مندهشة
ثم غير سيف مسار الكلمة لتصبح اخف حدة قائلا:عاوزك تفهمينى
انا بحبك
تسارعت دقات قلبها وهدأت قليلا وهى تنظر اليه
ثم افلت زراعيها وهو يتنهد قائلا:انا اسف
احست نيرمين باحراج شديد مما فعله فاستدارت ودقات قلبها تتسارع واحست ان الدم يتدفق فى خديها
سيف محاولا ابداء اعتذاره عن جراته فى التعامل معها:يبدو انى زودتها اوى متزعليش منى انا والله مقصدتش اتجرأ عليكى
و لازم تعرفى انى بحبك وبخاف عليكى
وده اللى خلانى اجيلك فى الوقت ده علشان اتاسفلك على التصرف اللى عملته عمتى وسلمى
ثم خطى ناحية الباب ونظر اليها وهى مازالت تعطيه ظهرها
كانت سلمى واقفة خلف الباب تستمع لكل ما جرى بينهما وهى تضغط على شفتيها ويديها من الغيظ
ثم ابتعدت عن الباب عندما سمعته يقول لنيرمين:تصبحى على خير
جرت الى غرفتها ودخلت قبل ان يراها سيف
وقفت سلمى خلف باب غرفتها وهى تحترق غيظا مما سمعته وجلست واثر الدهشة مازال على وجهها
************
اما نيرمين فعندما خرج سيف من غرفتها ارتمت على السرير وهى تبكى
لقد كانت فى حيرة من امرها هل هو صادق فعلا فيما قاله عن حبه لها ام انه يتلاعب بها وبمشاعرها
ظلت تبكى وهى تلتمس موضع يديه التى امسكت بها وهى تتمنى ان يكون ما قاله لها هو الحقيقة وليس ما سمعته اثناء حديثه مع سلمى
*********************
فى الصباح
نيرمين بعد ان تجهزت خرجت من حجرتها لتبدأ يومها ابتداءا من تناول الفطور
نيرمين تقف فى المطبخ تناولت قطعة كيك صغيرة دخلت دادة عليها وهى تتناول فطورها
دادة فاطمة:ايه اللى انتى بتاكليه ده يا بنتى هى دى حاجة تقويكى استنى انا هعملك فطار حالا احسن من ده
نيرمين بع ان ابتلعت قطعة صغيرة:لا يا دادة انا اساسا مبفطرش لكن مضطرة آكل علشان سيف ميزعلش
دادة:طب ما انتى كده اكنك مكلتيش
على فكرة بقى انا هقول لسيف
ابتسمت نيرمين قائلة:انتى كده عايزة تقطعى عيشى يا دادة
دادة:خلاص يبقى لازم تسمعى كلامى
نظرت نيرمين فى ساعتها:لالالا انا كده هتاخر معلش بقى سامحينى المرة دى
دادة:خلاص
المرة دى بس
نيرمين وهى تبتسم :ماشى يا دادة سلام بقى
ثم همت لتخرج ولكن توقفت كأنها تريد ان تقول شئ
دادة: فى حاجة يا نيرمين؟
نيرمين:ممكن اسالك سؤال يا دادة؟
دادة:خير يا حبيبتى
نيرمين:هو سيف ايه علاقته بسلمى بالظبط؟

تفاجأت دادة فاطمة بهذا السؤال وقالت:ليه يا حبيبتى بتسالى السؤال ده؟
نيرمين ووجها خالى من البسمة:سؤال عادى
ابتسمت دادة فاطمة قائلة:السؤال عادى بس اللى وراه مش عادى
على العموم اطمنى مافيش اى حاجة من اللى فى دماغك
حاولت نيرمين ان تتصنع عدم فهمها للجملة:تقصدى ايه باللى فى دماغى؟
اقتربت منها دادة فاطمة وهى تنظر فى عينيها وقالت:انا عارفة انك اتضايقتى من اللى حصل امبارح واحب اعرفك ان هى دى طبيعة سوسن هانم وبنتها
شايفين نفسهم فوق دايما والناس كلها تحتهم
وسيف عمره ما فكر فى سلمى ولا هيفكر فيها
ماهى كانت قدامه
ابتهجت نيرمين لهذا الكلام ولكن لم تبدى فرحتها وقالت:بجد يا دادة؟
دادة:صدقينى
زى ما بقولك كده، بس فى حاجة انتى متعرفيهاش ان سلمى حاطة عنيها عليه من زمان اوى
ولسة لغاية دلوقت
وعمته بتخطط علشان تجوزهاله
وانا شايفة ان سيف بيحبك واختارك انتى ولازم تحافظى عليه
سامعة يا نيرمين؟لازم تحافظى عليه
شعرت نيرمين بالقلق من هذا الكلام وتخلل الخوف الى قلبها
وبينما هى واقفة هكذا اذا بسيف يقف على الباب قائلا:انتى لسة مفطرتيش ولا ايه
تفاجأت نيرمين بصوته فالتفتت فى توتر وقالت:لا خلاص
سيف:اومال واقفة ليه يلا علشان اتاخرنا كده
ثم استدار ليسبقها
وهنا غمزت دادة فاطمة لنيرمين قائلة :زى ما قلتلك بقى هاا؟
اومأت نيرمين براسها اعلى واسفل للدلالة على تنفيذها لنصيحة دادة فاطمة
خرجت نيرمين لتجد سيف واقفا بجانب السيارة ينتظرها
اقتربت منه وحاولت ان تتفادى النظر فى عينيه فكانت تشعر بالحياء لما فعله معها بالامس عندما جذبها اليه بجرأة شديدة
سيف:مالك واقفة ليه متركبى ياللا
نيرمين:اومال السواق فين
سيف:فى اجازة علشان عنده ظروف
نيرمين:يعنى انت اللى هتسوق؟
ابتسم سيف قائلا:ايوة
ثم فتح لها الباب لتجلس بجانبه فى الكرسى الامامى
فنظرت اليه فى تعجب
سيف:واقفة ليه متركبى
تركته وذهبت لتفتح الباب الخلفى للسيارة ثم جلست فى الكرسى الخلفى وسيف يراقبها باندهاش
عندما جلست واغلقت الباب توجه سيف اليها ثم نظر من النافذة وهو يقول:كده؟
انتى متعمدة تحرجينى بقى؟
نيرمين:لا ابدا الموضوع مش كده
سيف:انتى لسة زعلانة منى علشان اللى عملته امبارح؟
شعرت نيرمين بالحياء عندما ذكرها بالامر ثم قالت:
الموضوع انتهى خلاص وانت مكنتش تقصد
سيف:لو فعلا زى ما بتقولى يبقى تقعدى قدام
نيرمين:انت مصمم كده ليه الموضوع ده مكانش فارق معاك قبل كده
سيف:بس بقى بيفرق معايا دلوقت
نظر فى ساعته وقال
احنا كده هنتاخر ممكن بقى تركبى قدام علشان نمشى
كانت سلمى تقف عند النافذة وقد ازاحت جزء من الستارة تراقبهم من غرفتها بغيظ شديد
..........
سيف مازال واقفا ينظر اليها من نافذة السيارة:ماهو انا مش همشى الا لما تنفذى اللى انا قلته
نزلت نيرمين من السيارة لتركب فى الكرسى الامامى لتتخلص من الحاح سيف
ابتسم سيف وهو ينظر اليها ثم ركب السيارة وخرج من باب الحديقة الكبير ليتوجه الى الشركة
**************
ظلت سلمى تاكل فى اظافرها غيظا وتذهب وتجئ داخل الغرفة ولم تستطع ان تصبر فامسكت بالهاتف لتجرى اتصالا هاتفيا
سلمى:ايوة يا عمر
عمروهو يقود سيارته:ايه يا سلمى خير
سلمى:انت فين دلوقت
عمر:انا فى العربية دلوقتى رايح ع الشركة
سلمى:كنت عايزة اقابلك ضرورى
عمر:مالك يا سلمى صوتك مش مظبوط
سلمى: لما اقابلك هحكيلك على كل حاجة
عمر:اوعى يكون سيف وقعك وعرف انى انا اللى خليتك تنزلى
سلمى:هو انا بالسذاجة دى ياعمر وبعدين بعد اللى انا عرفته لقيت ان كان معاك حق فى كل كلمة قلتها
انا كنت فاكرة انك مكبر الموضوع طلع الموضوع اخطر مما كنت اتصور
عمر فى قلق:طب ممكن اعرف بس ايه اللى حصل انتى قلقتينى
سلمى:الموضوع مش هينفع فى التلفون
انت هتخلص شغل امتى؟
عمر :يعنى ع الساعة 5 ونص او6 بالكتير
سلمى :تحب نتقابل فين؟
عمر:المكان اللى تحبيه
سلمى:عايزة اتكلم معاك فى هدوء وعلى انفراد
عمر:طب ما تجيلى البيت
سلمى:وهو ينفع؟
عمر:مينفعش ليه؟ انت مش واثقة فيا ولا ايه يا سلمى
سلمى :لا طبعا واثقة فيك اومال بكلمك دلوقتى ليه؟
عمر:خلاص هستناكى 7
كويس المعاد ده؟
سلمى:اوك خلاص هاجيلك 7
باى
ثم اغلقت الهاتف وهى تقول:اما نشوف انا ولا انتى يا ست نيرمين
**********************
سيف يقود السيارة وهو ينظر الى نيرمين التى لم تتحدث معه بكلمة طوال الطريق
سيف:نيرمين ممكن اعرف بقى انتى متغيرة ليه؟
ظلت نيرمين تنظر امامها بدون ان ترد
اوقف سيف السيارة بعنف فكاد قلبها ان يقف من الفزع
نظر سيف قائلا:فى ايه بقى؟
نيرمين:ايه اللى انت عملته ده؟
انا كان ممكن قلبى يقف فى الحركة دى
سيف:ماهو انتى مش عايزة تريحينى
نيرمين:طب عايزنى اعمل ايه علشان اريحك؟
سيف بحنان:زعلانة من ايه؟
نيرمين:يعنى انت مش عارف؟
سيف:لو عارف مكونتش سالتك
تنهدت نيرمين ثم نظرت اليه قائلة:انا شوفت سلمى فى اوضتك امبارح وسمعتك وانت بتكلمها
نظر اليها سيف باهتمام
استكملت نيرمين:وسمعتها بتسالك عنى
سيف:وبعدين؟
نيرمين:انت جاوبتها بانى السكرتيرة بتاعتك
سيف:وهو ده مش صحيح؟
نيرمين وهى تحاول ان تتمالك اعصابها:اه صحيح
بس لما قالتلك سكرتيرة وبس قولتلها اومال هتبقى ايه تانى
ابتسم سيف وهو يرفع راسه لاعلى وهو ياخذ نفسا عميقا ثم قال:ياااااااااااااااااااااااااااه
هو ده كل اللى مزعلك
نيرمين:انت شايف انها متزعلش
سيف:انا شايف ان انتى عبيطة
نظرت اليه نيرمين بحنق
سيف:بتبصيلى كده ليه ايوة عبيطة علشان انا قولتلك مليون مرة انى بحبك
وهفضل احبك
بس مينفعش اقولهالها فى وشها كده على طول
دى لسة جايا من سفر ومتعرفش اى حاجة ده غير...............
نيرمين:كمل غير ايه
انا عارفة قصدك انها بتحبك صح؟
سيف:عرفتى منين؟
نيرمين:دى مش عايزة كلام واضح جدا عليها وعلى تصرفاتها
اعتدل سيف فى جلسته واقترب من نيرمين قائلا:بس انا بحبك انتى ومش شايف غيرك انتى
وبموت فيكى انتى
شعرت نيرمين بالحرج وابتعدت عنه قليلا وهى تنظر امامها واحمرت وجنتيها وظهر اثر حيائها على وجهها
نظر اليها وهو يبتسم :هاا استريحتى كده
لم ترد عليه نيرمين
سيف:وبعدين بقى فى ايه تانى
نيرمين:مافيش
سيف:اومال مكشرة ليه
ابتسمى علشان اعرف انه خلاص
ابتسمت نيرمين وقلبها يخفق فرحا
سيف:الحمد لله اخيرا
ادار سيف السيارة وتحرك بها وابتسم وهو يقول :ينفع كده اديكى عطلتينا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close