اخر الروايات

رواية طعنات الغدر والحب الفصل الحادي عشر 11 بقلم ايمي

رواية طعنات الغدر والحب الفصل الحادي عشر 11 بقلم ايمي 

فصل الحادى عشر


كانت نيرمين قد التقطت انفاسها مما مرت به من حيرة بسبب حبها لسيف الذى فاجأها تلك الليلة باجمل اعتراف سمعته فى حياتها
فتحت نيرمين عيناها البنيتين ذات الرموش الكثيفة على اثر ضوء الشمس الذى تخلل ستارة النافذة
فقامت وهى تتثاءب برقة ودلع ثم ازاحت غطاءها لتقوم وهى مليئة بالحيوية والنشاط
اتجهت ناحية النافذة وازاحت الستارة لتنظر منها على الحديقة
كانت كأنها ترى هذا الجمال لاول مرة فقد اصبح كل شئ فى عينها اجمل مما سبق
ارتدت فستانا انيقا بحجاب من نفس نوع الفستان كان لونه وردى يتميز بالرقة والنعومة
وارتدت حزاءها الوردى الرقيق ليصبح الطقم كاملا ثم وقفت امام المرآة تتفقد ملامح وجهها لتتأكد من انها لا ينقصها شئ
كانت بشرة نيرمين بيضاء ذات خدود وردية ولم تكن تحتاج لادوات تجميل فكان جمالها يشبه جمال و رقة الاطفال
فتحت الباب وهى تنظر فى ارجاء المكان بسعادة غامرة
انها مليئة بالنشاط تريد ان تزاول اى عمل لتخرج طاقتها فيه
توجهت الى غرفة اعداد الطعام لتجد زينب ورقية وهند يجلسن يبادلان الحديث فدخلت عليهن
زينب:ايه الشياكة دى يا نيرمين هانم؟
رقية:اه والله حتى وشها منور النهاردة
نيرمين:لالالا مش للدرجادى بلاش مجاملة الله يخليكوا
هند:لا صدقيهم يا نيرمين هانم فعلا جمالك النهاردة مش معقول
نيرمين:طب ممكن تبطلوا مجاملات بقى وتعرفونى ناويين تطبخوا ايه النهاردة
زينب:ليه خير؟
نيرمين وهى تبتسم:خير ايه انا بسالك هتطبخى ايه النهاردة انتوا مش ناويين تعملوا حاجة النهاردة ولا ايه؟
رقية:هى تقصد بتسالى علشان نفسك فى حاجة معينة نعملهالك؟
نيرمين:لا بسال علشان عايزة اساعد
نظر الثلاثة الى بعضهن البعض وهن يضحكن
نيرمين بتعجب:بتضحكوا على ايه؟
زينب :عايزة تساعدينا بلبسك ده؟ ده حتى مش لايق
نيرمين بدلال:دمك تقيل
الحق عليا انى عاوزة اساعدكوا
زينب وهى تضحك:انتى زعلتى ولا ايه دا انا خايفة على الفستان الحق عليا
نيرمين:خلاص انتوا حرين انا عرضت عليكوا المساعدة وانتوا اللى رفضتوا
دادة فاطمة تنادى على زينب
دادة:زينب يا زينب
زينب :نعم يا دادة
دادة وهى تدخل من باب الحجرة:اعملى فنجان قهوة لسيف دلوقتى قبل ما يمشى ياللا
ثم نظرت لنيرمين:ايه ده انتى صاحية يا جميل
صباح الخير
نيرمين:صباح النور يا دادة
دادة :ايه اللى جابك هنا هو انتى اول ما تصحى متلاقيش غير المكان ده ماتقعدى فى الصالون او تتمشى فى الجنينة او تعالى اقعدى معايا
نيرمين:انا بس كنت عايزة اساعد
دادة:دول تلاتة قدامك اهم ايه مش هيعرفوا يعملوا الاكل لوحدهم؟
نيرمين:انا عارفة انهم شاطرين بس انا مبحبش اقعد كده من غير ما اعمل حاجة
دادة:طب تعالى اقعدى معايا بدل ما انتى قاعدة هنا
نيرمين:طب ايه رايك اعمل القهوة لسيف وبعدين اجى اقعد معاكى؟
زينب:بلاش الله يخليكى يا نيرمين هانم
نيرمين وهى تضحك:متخافيش مش هنسى السكر المرة دى
زينب:ويا ترى اعرفه مين اللى عاملها ولا لا زى المرة اللى فاتت؟
دادة وهى تضحك:لا ممكن تقوليله عادى
زينب:اشمعنى بقى المرة دى؟
دادة:انتى رغاية كده ليه بطلى رغى وشوفى وراكى ايه وانتى يا نيرمين لما تعملى القهوة تعاليلى هاه؟
نيرمين:حاضر يا دادة
قامت بتجهيز القهوة واعطتها لزينب
قدمت زينب القهوة لسيف على مكتبه وظلت واقفة
رفع سيف نظره من على اللاب توب ثم نظر لزينب قائلا:ايه واقفة ليه؟
زينب:حضرتك مش هتدوق القهوة؟
سيف باستخفاف:ليه يعنى هو انتى اول مرة تعمليها؟
زينب:اصل المرة دى مش انا اللى عملتها
سيف :اومال مين؟
زينب :دى نيرمين هانم،
سيف وقد كتم ابتسامته:نيرمين هى اللى عملت القهوة؟
زينب:ايوة
سيف:ولما جيبتيلى القهوة سادة هى برده اللى كانت عملاها؟
زينب بارتباك:عرفت ازاى يا سيف بيه
سيف:مش مهم تعرفى
روحى انتى دلوقت
زينب:طب حضرتك مش هتشوفها يمكن تطلع........
قاطعها سيف:لا امشى انتى ولو عوزتك هبقى اناديلك
عندما خرجت زينب من عنده ابتسم وهو يأخذ الفنجان ثم ذاق طعمه فاغلق عينيه متلذذا بطعمه كانه يذوق اجمل فنجان قهوة شربه فى حياته
ثم هم ليأخذ رشفة اخرى فرن هاتفه النقال
نظر فيه ثم فتحه
الو
طبيبه الخاص:جرى ايه يا سيف مش انا قلتلك لازم تيجى كل فترة علشان نعرف حالة رجليك هينفع لها العملية ولا لا
سيف:معلش يا دكتور انا بجد مشغول اليومين دول خالص
الطبيب:طب فى تحسن ولا لسة مافيش جديد؟
سيف:انا حاسس ان فى تحسن بسيط
الطبيب:طب المفروض كنت تجيلى علشان التحسن ده لو ينفع للعملية مناجلهاش
سيف:هشوف المواعيد اللى عندى وبعدين هبقى اتصل بيك احدد معاد اجيلك فيه
الطبيب:خلاص اوك بس متتأخرش علشان نعرف حالتك تسمح بالعملية ولا لا
سيف:ماشى يا دكتور يالا مع السلامة
اغلق سيف الهاتف ورشف من فنجان القهوة عدة رشفات

نيرمين تجلس مع داة فاطمة فى البراندة التى تطل على الحديقة
وامامهما فنجانين من القهوة
دادة:قوليلى بقى يا نيرمين ايه اخر التطورات
نيرمين بتعجب:تطورات ايه؟
دادة:لسة برده عايزة تخبى عليا؟يا بنتى انا فاهمة كل حاجة وعارفة اللى بيحصل بس حابة اسمع منك
نيرمين :وقد تغير وجهها:قصدك ايه يا دادة
دادة:سيف كان عايز منك ايه؟
نيرمين:مش فاهمة
دادة:انا شايفاه وهو جايلك كان عايز ايه متخبيش عليا
احست نيرمين بالاحراج الشديد وزمت شفتيها وهى تنظر الى الارض ثم رفعت بصرها الى دادة فاطمة قائلة:
يعنى هو مقالكيش؟
دادة:لا مقاليش
هاا قوليلى بقى كان عندك بيعمل ايه؟
استحت نيرمين ان تخبرها فماذا ستقول لها كانت تقول فى راسها:طب اقولها ايه بقى؟اقولها انه كان جاى يعترفلى انه بيحبنى فى نص الليل
دادة:متتكسفيش منى انا عارفة انك انسانة محترمة ومؤدبة متفكريش انى هفهم الموضوع بطريقة مش كويسة
لانى عارفاكى كويس وعارفة برده سيف كويس
هاا قولى بقى
نيرمين فى تردد:اقولك ايه بس يا دادة
دادة:على فكرة انتى شكلك كده هتتعبينى
نيرمين وقد بدا عليها الخجل:كان بيقولى انه .......
دادة:انه ايه انطقى
نيرمين:يووه بقى يا دادة خلاص
دادة:انه ايه ؟مش هسيبك الا لما تقولى
نيرمين وهى تبتسم وعيناها تهرب من مواجهة دادة فاطمة:ابقى اسأليه
دادة:كده؟ماشى بس خليكى فاكرة انا برده هعرف ان مكنش منك يبقى منه
ارادت نيرمين ان تغير الموضوع :على فكرة يا دادة انا كنت عايزة افاتحك فى موضوع كده
دادة :خير
نيرمين:ايه رايك انا عايزة اشتغل
دادة فى تعجب:تشتغلى ؟ليه يا بنتى واحنا قصرنا معاكى فى حاجة
نيرمين:انا الحمد لله خفيت خالص ومعدش فى حاجة تمنعنى من انى اشتغل انا كنت فكرت فى الموضوع ده قبل كده بس كنت مستنية على ما اخف خالص ،ومش معقول هفضل اعيش عالة عليكوا كده اكل واشرب وانام دى حاجة متريحنيش وعمرى ما هقبلها
دادة:ده كلام برده يا نيرمين زعلتينى منك كده
نيرمين:ارجوكى يا دادة متاخديهاش بزعل وبعدين الشغل هو اللى هيخرجنى من اللى انا فيه
لازم اطلع للعالم واختلط بالناس مش هفضل انا كده ولا ايه؟
دادة وهى فى حيرة:طب هتشتغلى ايه بس
نيرمين :هدور على اى شغل فى مكان كويس
دادة:ليه بقى ان شاء الله من قلة الشركات اللى عندنا
انا هخلى سيف يشوفلك وظيفة تناسبك عنده
نيرمين :ما بلاش تخلى سيف هو اللى يشوفلى وظيفة انا عايزة استقل بشغلى بعيد عنه
دادة:يا سلام ؟ليه بقى فيها ايه لما يشوفلك وظيفة تناسبك فى شركته
نيرمين:لانى مش عايزة مجاملات منه نفسى اشتغل واحس بكيانى من غير ما احس ان فى حد مشغلنى عطف او شفقة او حتى حب
وانا محبش استغل اى حد فى تحقيق مصالح شخصية
عايزة اشتغل فى مكان احس انى كفء ليه
دادة:انتى محبكاها اوى على فكرة ،وبعدين تعاليلى هنا مين اللى هيرضى يشغلك من غير اوراق اثبات الشخصية او ورق التخرج والحاجات اللى بيحتاجوها دى وهتقولى ايه لما يسألوكى مؤهلك الدراسى ايه
نيرمين:اخخخ دا انا ناسية خالص الموضوع ده طب وبعدين؟
دادة:يبقى تسمعى كلامى وفاتحى سيف فى الموضوع ولو مكسوفة افاتحه انه
نيرمين:بلاش تفاتحيه انتى علشان ميوافقش بضغط منك؟انا عايزة اشوف رد فعله هيكون ايه لما افاتحه انا
دادة:اللى انتى عايزاه
نيرمين :متعرفيش هو هيمشى امتى؟
دادة:كمان نص ساعة كده
نيرمين:طب عن اذنك يا دادة يادوب الحق اكلمه قبل مايمشى
دادة:طب مستعجلة كده ليه؟
نيرمين:مش عايزة اضيع وقت يا دادة سلام
نيرمين تطرق باب المكتب
سيف ينظر فى اللاب توب
ثم يرفع بصره للباب :ادخل
تفتح نيرمين الباب وتدخل بهدوء
عندما رآها سيف ابتسم لها ،نظرت نيرمين اللى اللاب توب وقالت:انا كده هعطلك؟
سيف:لا ابدا تعالى
كويس انى شوفتك على الصبح كده علشان ابدأ يومى وانا متفائل
اه وبالمناسبة تسلم ايدك على القهوة بجد لذيذة اوى
ابتسمت نيرمين فى حياء ثم قالت: دى حاجة بسيطة
وظل ينظر اليها ثم قال:شكلك عايزة تقولى حاجة؟
نيرمين وهى تنظر امامها وتحاول ان تستجمع كلماتها
نيرمين:كنت جاية علشان فى حاجة كده عايزة افاتحك فيها خاصة بالشغل
سيف متعجبا:شغل ايه؟
نيرمين:اصلى كنت عايزة اشتغل لانى مش مرتاحة كده وحاسة بفراغ جامد اوى دا غير انى مبحبش احس انى عالة على حد
سيف وقد بدا عليه الانزعاج من هذا الطلب:وانتى محتاجة الشغل فى ايه اللى انتى عايزاه انا هوفرهولك من غير اى تعب
نيرمين:وانا مش هفضل قاعدة كده ماليش شغلانة غير الاكل والنوم
كتر خيرك اوى على اللى انت عملته معايا
وانا مش هقدر اقبل على نفسى افضل عايشة عالة عليكو اكتر من كده
سيف بنظرة حادة:اللى انتى بتقوليه ده غلط انتى مكونتيش ولا هتبقى عالة على حد
نيرمين:بس انا مش هقدر استمر على كده عايزة احس ان ليا اهمية وانى بنجز شئ فى الحياة
وانا كنت هدور على شغل بنفسى لكن افتكرت انه مش هينفع لان انا معاييش اثباتات شخصية واواق التخرج
واى شغل محترم هيحتاج حاجات زى دى
سيف وقد تغيرت لهجته وظهر على وجهه الجدية:انتى قولتى ايه؟
كنتى عايزة تدورى على شغل ؟
انتى اكيد بتهزرى
نيرمين وعلى وجهها علامة استفهام:بهزر ليه؟
سيف:انتى عايزة تخرجى وتيجى لوحدك ؟
لا طبعا مينفعش
نيرمين:قصدك ايه
سيف:قصدى انك تنسى الموضوع ده خالص واللى انت محتاجاه انا هجيبهولك
نيرمين وقد تضايقت من رد فعله:انا ليا الحق انى اشتغل ويكون ليا كيان خاص بيا
سيف وهو يقترب منها بنظرته الجادة:قلتلك متفتحيش الموضوع ده تانى
واذا كان على الفلوس هيكون ليكى مرتب اكنك بتشتغلى واكتر كمان
انتفضت نيرمين من مكانها وقد احست بالاهانة بعض الشئ:وانا مش بشحت منك ومش هسمح لنفسى انى ابقى عالة على حد سواء رضيت او لا
زاد هذ الكلام من غضب سيف وتمالك اعصابه وهو يضغط على يديه قائلا:انا هعديلك اللى انتى قلتيه ده
وهحاسبك عليه بعدين لانى مش فاضى دلوقت
نيرمين:وانا مغلطش فى حاجة علشان تحاسبنى عليها
استدارت لتخرج وهى غاضبة من رد فعل سيف الذى لا تفهمه
امسك سيف بزراعها بقوة وجذبها اليه ليصبح وجهها فى وجهه مباشرة ونظر اليها بحدة قائلا:انا لما اقول حاجة يبقى تتنفذ من غير كلام
انتى فاهمة؟
خافت نيرمين من نظرته ونبرته التى تغيرت فبالامس كان وديعا ويعترف لها بحبه بلطف وحنان
والان يمسكها بقوة ويخيفها بحدة كلامه ونظراته
ظلت صامتة والخوف فى عينيها وهو ماسكا زراعيها
ابتلعت نيرمين ريقها وعينيها ممتلئة خوفا
سيف:متخلينيش افقد اعصابى انا قلتلك انى مبحبش حد يراجعنى فى كلامى يعنى اللى اقوله يتنفذ بالحرف
نيرمين:سيب ايدى وجعتنى
تدارك سيف الامر وخفف من حدة مسكته
ثم قال بجدية:مش عايز اسمع منك الكلام ده تانى ثم ترك زراعيها
نيرمين وهى تحاول التغلب على خوفها:انا مش هطلع على اوضتى انا همشى من هنا
سيف وهو يحاول ان يمسك اعصابه:تمشى تروحى فين
نيرمين :اى مكان المهم مقعدش هنا
نظر سيف فى ساعته ليعرف الوقت فارتدى سترته الشتوية ثم قال لها:انا مش فاضى دلوقتى ورايا شغل لما ارجع هبقى اشوف حكايتك
ثم نظر اليها نظرة تحذير قائلا:لما اشوف هتمشى تروحى فين
ثم تركها واغلق الباب خلفه
ظلت نيرمين واقفة لا تدرى هل ما حدث حقيقة ام خيال
لماذا تغيرت لهجته معها بهذه الطريقة لماذا اظهر القسوة مرة اخرى
اهو مريض بمرض انفصام الشخصية ام هى قالت شئ اغضبه بحق
ولكنها لم تقل شيئا يغضب
اذا ما الامر
خرجت نيرمين من مكتبه وعلى وجهها علامات الغضب
لما راتها دادة فاطمة قالت:مالك يا نيرمين ؟
نيرمين وهى تكتم غضبها:مافيش يا دادة
ثم تركتها وذهبت غرفتها
نظرت دادة فاطمة اليها متعجبة وهى لا تفهم شيئا
دخلت نيرمين غرفتها واغلقت بالباب بعنف وهى تاكل فى اظافرها من الانفعال
ثم ظلت تذهب وتجئ فى الغرفة فى توتر
وصل سيف الى الشركة ودخل مكتبه وخلع سترته الشتوية والقاها بعنف على الركنة اليمنى ثم جلس على الكرسى المتحرك وهو ينفخ
دخل عليه عمر:السلام عليكم
سيف:وعليكم السلام
عمر :مالك شكلك متضايق حد ضايقك ولا ايه؟
سيف:لا مافيش
عمر:طب هات الورق المهم اللى طلبته منك امبارح
سيف:اووووف
عمر:فيه حاجة؟
سيف:للاسف نسيته،الواحد دماغه هتنفجر
عمر فى تعجب:نسيته؟
سيف:خلاص انا هبعت السواق يجيبه
عمر:وهو السواق عارف مكانه؟
سيف:انا هقوله يدور فين فى المكتب
عمر:وده كلام برده
عايز السواق يدخل مكتبك ويفتش فى الورق دى اوراق مهمة ممكن ورقة تتنطور منه كده ولا كده
سيف:طب الحل ايه؟ انا فاضلى عشر دقايق واكون فى اجتماع مهم جدا علشان صفقة فايز البلتاجى
عمر:خلاص قولى هو فين وانا اجيبهولك
نظر سيف الى عمر وهو متردد
عمر:ساكت ليه؟
سيف :اصلك مش هتعرف تجيبه انا حاطت الورق وسط ملفات كتير
عمر وهو يكشف ما يدور بداخل سيف :لا متقلقش هعرف اجيبه
اومال كنت هتبعت السواق ازاى؟
سيف:بعد ان بطلت حجته:خلاص هسمحلك تجيبه بس بشرط
تجيبه ومتتأخرش فى الحال الاقيك هنا
عمر وهو يبتسم:متقلقش يا كينج فى ثوانى هتلاقينى عندك
استقل عمر سيارته ليحضر الاوراق المطلوبة من مكتب سيف
..................
وصل عمر الى القصر و ركن سيارته ونزل منها متجها الى المكتب
كانت عيناه تبحث فى ارجاء المكان عن نيرمين اثناء ذهابه الى الغرفة ليحضر الاوراق
دخل عمر باب المكتب واتجه الى المكان الذى اخبره به سيف
وفتح الاوراق ليتاكد من انها المطلوبة
وعندما تاكد من ذلك اخذها وهم بالخروج
لولا ان راى ورقة متدلية من بين الملفات لفتت انتباه فاتجه ناحيتها وسحبها
فاذابها تلك الرسمة التى رسمها سيف
نظر فيها عمر بنظرة شريرة ثم رفع بصره عن الورق قائلا:دا انت غرقان لشوشتك بقى يا سى سيف
وعاملى فيها ملكش فى الكلام ده
كانت الرسمة هى بورتريه صغير لنيرمين رسمها سيف باحترافية ودقة
نظر عمر فيها مرة اخرى وهو يبتسم ابتسامة خبيثة تنم عن شر ما بداخله ثم قال:
مسيرك هتقعى فى ايدى
وبكرة نشوف يا سيف انا؟ ولا انت؟

قام عمر بوضع الرسمة مكانها
واخذ الاوراق وخرج ليستقل سيارته
ثم خرج بها من باب الحديقة
قلق سيف من ذهاب عمر الى القصر
فبالرغم من انه كان جالسا فى الاجتماع الا ان تفكيره كان مشغولا بذلك
فوجئ سيف بقدوم عمر الذى لم يستغرق ذهابه الكثير فهدئ تفكيره وسلم عمر الاوراق لسيف قائلا:هاا انا اتأخرت عليك؟
سيف:لا انت المرة دى خلصت الموضوع بسرعة
عمر:اى خدمة يا باشا ثم ابتسم بخبث قائلا:انت تؤمر هو انا ليا بركة الا انت

نيرمين تجلس على السرير وظهرها ناحية الباب وهى تفكر
عيناها تلمعان واثر دموع على خديها
سمعت صوت طرق الباب
مسحت دموعها بسرعة وظلت كماهى جالسة لكن التفتت بزاوية خفيفة
وقالت:ادخل
دادة فاطمة فتحت الباب ونظرت اليها :مالك يا نيرمين
انتى شكلك مكانش مظبوط ايه اللى حصل
نيرمين:وهى تتحسس خديها لتتاكد من عدم وجود دموع:مافيش يا دادة
جلست دادة بجانبها وحركت وجه نيرمين تجاهها ونظرت فى عينيها وقالت:انتى كنتى بتعيطى؟
نيرمين:لا ابدا
دادة:متخبيش عليا قوليلى هو زعلك فى حاجة؟
سكتت نيرمين ولم ترد
دادة:قالك ايه لما طلبتى انك تشتغلى
نيرمين:انا مستغربة من رد فعله ومش فاهمة ليه عمل كده
دادة:عمل ايه؟قوليلى
حكت نيرمين لدادة ما جرى بينها وبين سيف

اما فى الشركة فبعد ان انتهى الاجتماع ذهب سيف الى مكتبه وهو ياخذ نفسا عميقا ثم اخرجه مرة اخرى
من التعب ونظر لعمر قائلا:فى اى مواعيد تانية النهاردة؟
عمر:لا مافيش
سيف:الحمد لله
ثم وضع اصابعه على جبهته دليلا على انه يعانى من صداع
عمر:مالك يا سيف حاسس بصداع ولا ايه؟
سيف:شوية
عمر :اجيبلك حباية مسكنة
سيف:ياريت
طلب عمر من السكرتيرة احضار حبة مسكنة وكوب ماء ثم اعطاه لسيف
ابتلع سيف الحبة وشرب من الكوب ثم اسند راسه للخلف وهو يتنهد بتعب
رن هاتف عمر ففتح الهاتف:الو
نظر الى سيف وهو يقول:
ازيك يا عمتو عاملة ايه؟
انا الحمد لله
هنا اعتدل سيف فى جلسته ونظر لعمر وهو يتكلم فحالته لم تكن جاهزة لهذه المكالمة
عمر:سيف؟معاكى اهو
كتم سماعة الهاتف وهو يحدث سيف:عايزة تكلمك
سيف:ايوة يا عمتو عاملة ايه؟
والله انا مقصر فى حقك بس صدقينى غصب عنى انتى عارفة الشغل
نظر عمر اليه وهو يبتسم ابتسامة سخرية من هذه الجملة
وهو يقول فى نفسه:وهو انت كنت بتيجى الشركة اصلا
نظر سيف الى عمر وهو يلوى شفتيه ثم قال:ازيك يا سلمى
سيف لم يكن يريد ان يتحدث اليها الا انه اضطر الى مكالمتها
استكمل سيف:معلش انا مشغول حبتين
اوك يا سلمى خلاص بقى معلش علشان انا لسة مخلص اجتماع طويل وتعبان جدا
اوك مع السلامة
كان هذا رده على مكالمة سلمى ثم اغلق الهاتف واعطاه لعمر اخذه عمر وهو يقول:بالله عليك ده رد ترده عليها؟
سيف:انا مش فاضى للدلع ده يا عمر
عمر:صدقنى هتقول لعمتك
سيف وهو يحرك راسه دليل على عدم المبالاة :تقولها
عمر:دا انت بقى مش همك
سيف:بقولك ايه ياعمر من الاخر كده
متتجوزها انت علشان ارتاح منكم انتو الاتنين بقى واخلص انتوا حتى شخصيتكوا شبه بعض
ضحك عمر بشدة وكاد يقع على الارض
سيف:يا سلام؟ والضحك ده كله ليه بقى؟
عمر بعد ان انتهى من الضحك وهو يلتقط انفاسه:
ماهو علشان احنا شبه بعض مش هننفع لبعض
سيف:ازاى بقى؟فهمنى
عمر:تخيل كده انك جيبت مغناطيسين وقربت الناحية الموجب مع الناحية الموجب او العكس السالب مع السالب ايه اللى هيحصل؟
سيف:هيحصل تنافر
عمر:هو ده بالظبط اللى انا قصدى اقوله
سيف:يا سلام على الفلسفة
عمر:وبعدين مين اللى قالك انى مفكرتش فى الموضوع ده سلمى انسانة جميلة ومثقفة وغنية يعنى كاملة من كله
انا فكرت فترة انى ارتبط بيها بس لقيتها متيمة بيك على الاخر
فلقيت ان الحل انى اغير فكرتى عن الموضوع
سيف:يعنى مش هخلص منكوا بقى ولا ايه
عمر:هو احنا قاعدين على قلبك يا اخى؟
ثم نظر بمكر قائلا:وبعدين انت عايز تخلص منى ليه؟
سيف:علشان تهمد بقى وتلتفت لشغلك بدل ما انت عامل زى النحلة مبتهمدش ابدا انت ايه مابتتعبش
عمر:لا مبتعبش يا سيف ومش هتعب
وكل واحد عارف هدفه ايه وبيسعى انه يحققه وانا عارف هدفى ايه كويس
لم يفهم سيف ما يلمح له عمر ولم يطمئن لكلامه الا انه تجاهل ما قاله

فى غرفة نيرمين
دادة فاطمة بعد ان سمعت ماقالته نيرمين اخذت تضحك
نيرمين:ممكن اعرف يا دادة بتضحكى على ايه؟
دادة :علشان انتى مفهمتهوش
اومال بتحبيه ازاى بس
نيرمين:مش فاهمة قصدك ايه؟
دادة :لان اللى عمله ده علشان بيغير عليكى يا نيرمين
ولو مش بيحبك وبيخاف عليكى مكانش عمل كده
نيرمين:ايه ده ايه ده ، هو لما بيغير بيبقى عصبى كده؟
انتى كده خوفتينى منه
دادة:متبقيش خايبة هو حد يطول يلاقى حد بيحبه وبيغير عليه بالشكل ده
نيرمين:بس انا خوفت منه اوى يا دادة
دادة:متقلقيش انا متاكدة انه هيأنب نفسه على اللى عمله ومش بعيد يعتذرلك كمان
ده ابنى وانا عارفاه كويس على قد ماهو كده بس حنين لابعد الحدود
بس بلاش تقفى قدامه راس براس كده
خفى شوية يا نيرمين
نيرمين:مكونتش اقصد اعمل كده هو اللى استفزنى
دادة:خلاص اللى حصل حصل
شكلكوا كده هتتعبونى معاكوا انتوا الاتنين
احنا لسة بنقول يا هادى وبتعملوا كده اومال لما نخش على التقيل هتعملوا ايه

بعد ان قضى سيف يومه فى الشركة
عاد الى القصر ودخل غرفته
خلع بدلته و فك ربطة عنقه وجلس يلتقط انفاسه
ثم مشى ناحية الحمام وفتح الصنبور ووضع راسه تحته وجعل الماء تنساب على راسه
اخذت المياه تنساب على خصلات شعره الناعمة وتلامس وجهه
ثم وضع المنشفه على وجهه ليجفف وجهه وشعره
ثم جلس ليهدأ قليلا
واستكمل خلع ملابسه
ودخل الحمام ليأخذ حمام دافئ
عندما انتهى من من اخذ حمامه الدافئ وارتدى ملابسه خرج من الحمام واتجه الى سريره واستلقى عليه وهو يمسك بعلبة مجوهورات صغيرة
فتحها وهو يتأمل ما بداخلها
العلبة كان بها خاتم الماظ فى منتهى الرقة والجمال ،امسكه بين اصابعه وهو يقلب فيه
ثم وضعه مكانه فى العلبة واغلقها ووضع العلبة بجانبه ثم اغمض عينيه لينام
فى الصباح تناول سيف فطوره فى الحديقة تحت اشعة الشمس الدافئة
ليسمتع بهذه الطبيعة الخلابة
خرجت نيرمين من القصر لتشم الهواء فى الصباح ولم تكن تعلم ان سيف فى الحديقة عندما راته
تذكرت الاسلوب الذى عاملها به بالامس فاستدارت لترجع
لاحظ سيف ان نيرمين تراجعت عن الخروج عندما راته وشعر بعدم رغبتها فى رؤيته
بعدما انتهى من تناول فطوره
قام ليدخل القصر
اما نيرمين ففتحت باب غرفتها ودخلت واغلقت الباب خلفها ونامت على ظهرها منتظرة ان يذهب سيف الى الشركة حتى تخرج
سمعت صوت دقات على الباب
نيرمين:مين؟
سيف:ممكن ادخل؟
هبت نيرمين واقفة وسوت ملابسها ثم اتجهت ناحية الباب وفتحته

كان سيف واقفا امامها ابتسم قائلا:تسمحيلى ادخل
نيرمين وهى غير مبتسمة:اتفضل
دخل سيف وتركت نيرمين الباب مفتوح
سيف:انتى كنتى طالعة فى الجنينة غيرتى رايك ورجعتى ليه؟
نيرمين: ابدا علشان تاخد راحتك مش اكتر
سيف:ولا علشان زعلانة؟
نيرمين:زعلانة من ايه؟
سيف:علشان انفعلت عليكى امبارح
نيرمين:لا عادى انا اتعودت على كده
سيف:مادام قلتى كدى تبقى زعلانة ، متزعليش منى انا مكونتش قاصد انفعل عليكى بس كلامك ضايقنى جدا امبارح
نيرمين باستغراب:كلامى ضايقك فى ايه؟كل ده علشان بقولك عايزة اشتغل؟
سيف:وبعدين بقى خلاص مش عايزين نفتح فى اللى فات
نيرمين:وانا مصممة اعرف ليه اتعصبت لما فاتحتك فى الموضوع ده
تنهد سيف كانه يحاول ان يتجاهل الرد وصمت قليلا ثم قال:انتى ليه مصممة اوى كده على الموضوع ده؟
نيرمين:لانى مش مرتاحة كده
عايزة احس ان ليا اهمية وعمل اقوم بيه
سيف:طب ممكن ناجل الكلام فى الموضوع ده دلوقت
ثم اخرج من جيبه العلبة الصغيرة واعطاها لنيرمين قائلا: ممكن تقبلى الهدية البسيطة دى؟
نيرمين:ايه ده؟
سيف:افتحيها وانتى تعرفى
فتحت نيرمين العلبة فوجدت فيها خاتم الماظ
نيرمين متعجبة:لمين ده؟
سيف :لاجمل ايدين فى الدنيا ليكى طبعا
نيرمين وهى تغلق العلبة :لا طبعا انا مقدرش اقبله
سيف تبدلت ابتسامته وقال:وليه لا؟
نيرمين:اخده بمناسبة ايه؟وبعدين دى مش حاجة بسيطة دى حاجة غالية اوى وانا مقدرش عليها
سيف:هو حد طلب منك انك ترديها؟
نيرمين:مش هينفع اقبل هدية مش هقدر اردها
بدا على سيف الحزن قائلا:افهم من كده انك بترفضى هديتى
نيرمين:والله ما قصدى بس لو انت كنت جيبت حاجة بسيطة كنت هقبلها لكن دى مش هقدر
سيف:انا كنت فاكر ان دى حاجة هتفرحك
واضح انك لسة زعلانة
نيرمين:والله الموضوع مالوش علاقة باى زعل خالص
انا فعلا مبحبش اقبل هدية مش هقدر اردها وخصوصا ان هديتك اغلى مما كنت اتصور يعنى لو حطيت عمر على عمرى مش هعرف اجيب حاجة بربع تمنها
سيف:انتى حيرتينى معاكى
نيرمين :وتحتار ليه؟
سيف:انتى زعلانة ولا لا
لم ترد عليه نيرمين
سيف:طب انتى عايزانى اعملك ايه علشان اعرف انك مش زعلانة
نيرمين:مش عايزاك تعملى حاجة
سيف وقد بدات الحيرة تظهر اكثر على وجهه:انتى ليه مش عايزة تريحينى؟
نيرمين:انت اللى مش عايز تريحنى
سيف:انا؟
نيرمين:بدليل انى طلبت منك تساعدنى اشتغل وكان رد فعلك قاسى جدا
سيف:برده؟مافيش فايدة؟
نيرمين:على فكرة انت بتتحكم فيا زى ما انت عايز علشان عارف انى ماليش مكان غير هنا وعارف كمان انى لو دورت على شغل مش هعرف اشتغل وانى مش هعرف اقف قصادك فبتعمل اللى انت عاوزه من غير ما تبقى قلقان انى امشى من هنا او ارفض طلبك
بدا على سيف انزعاجه من هذا الكلام وقال:ايه الكلام اللى انتى بتقوليه ده؟
هو ده تفكيرك فيا ؟
نيرمين:تفسر بايه تحكمك فيا وضغطك عليا بالطريقة دى
سيف:انتى مش فاهمة اى حاجة ولو تعرفى انا مش موافق انك تشتغلى ليه مكونتيش قولتى كده
نيرمين:وانا مصرة على انى اشتغل
سيف وهو يدقق فى عينيها:انتى بتتحدينى بقى
نيرمين:انت اللى عايز تفهمها كده
نظر اليها بغضب واتجه ناحية الباب قائلا:اعملى اللى انتى عايزاه
ثم نظرباحباط الى العلبة التى بها الخاتم وقال:برده مش هتاخدى الهدية
هزت نيرمين راسها بالنفى وهى حزينة لانها خذلته فى قبول الهدية منه
نظر اليها سيف بحزن وقال:اللى يريحك
نيرمين:افهم من كده انك هتشغلنى فى شركتك ولا ادور على شغل تانى؟
سيف قبل ان يغلق الباب:برده قولتيها تانى؟انا عمرى ما هسيبك تدورى على شغل برا
هتشتغلى معايا فى الشركة
هنقل السكرتيرة اللى عندى لفرع تانى وهخليكى انتى مكانها
نيرمين:وهستلم الشغل امتى؟
سيف:لما انقل السكرتيرة هبقى اقولك
ثم اغلق الباب وقد خلا وجهه من الابتسامة
تنهدت نيرمين بعد خروجه ولكن ليس فرحا ولكن حزنا لانه قبل ان يعينها فى شركته وهو غير راغب فى ذلك
ولكن ما كان يهم نيرمين هو ان تحقق حلمها فى العمل وهدفها فى ان يكون لها كيان وشئ تقوم بانجازه لتشعر بانها تتحمل مسؤلية نفسها

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close