رواية في احضان الوحش البارت الرابع 4 بقلم فاطمة حمدي
الفصل 4
جسلت زينـة تبكي بحيرة ماذا تفعل الآن هل تتزوج ممن في عمر والدها أم تخضع لطلب أكرم بالزواج منها أم تعود تعيش مجبرة مع أمها وزوجها الذي تعدي عليها!! ..
شعرت بيد صغيرة تربت علي ظهرها بحنان، فإلتفتت لتجد ندي تبتسم لها ببراءة.
بادلتها زينه الابتسامة وهي تمسد علي شعرها لتردف الصغيره بصوت حزين بعض الشيء: أنتي زعلانه عشان مامتك بتزعقلك؟
ضحكت بخفوت رغما عنها وتابعت: ايوة.
قالت ندي وهي تمط شفتيها الصغيرتان: عادي ما انا كمان ماما بتزعقلي وتضربني، متزعليش احنا زي بعض
تنهدت زينه بقوة ثم احتضنتها قائلة بحزن: بس انتي عندك اب يحبك يا ندي حتي لو مامتك بتزعلك، لكن انا معنديش بابا مات ومليش حد
تأثرت الصغيرة ثم أردفت ببراءة وتلقائية: خلاص عيشي معايا انا وبابا وانا اخلي بابا يحبك ويبقي باباكي انتي كمان.
فغرت فاها بتوتر ثم اردفت بتذمر: هو بابا مسلطك عليا ولا ايه يا ندي.
حركت ندي رأسها نافية وهي تقول ؛ لا بابا مش بيعمل كده بابا حلو.
ابتسمت زينه مجددًا وهي تربت علي رأسها لتتفاجئ بالباب يُفتح علي مصرعيه ويقف أكرم علي العتبه عاقدًا ساعديه امام صدره، ركضت الصغيرة نحوه وهي تهتف:
- بابا زينه زعلانه عشان معندهاش بابا وانا قولتلها هخلي بابا يحبك ويبقي باباكي ممكن يا بابا تبقي باباها هي كمان؟
رفع أكرم احد حاجبيه وهو ينظر إلى زينه مبتسما، ثم تابع: ممكن اوي يا نودي بس خلي بقي زينه هي توافق ابقي بابا وترجع عن الي في دماغها ده!
عادت تركض الصغيرة مرة أخرى إلي زينـة وهي تهتف: يلا وافقي بقا يا زينه، بابا وافق أهو.
تأففت زينـة وهي ترمقه بغيظ ليبادلها أكرم بنظرة تحدي وكأنه يُخبرها أنها ستصبح له براضها ام رغمًا عنها !! وهذا ما أغضبها أكثر..
أردف بجدية: روحي يا ندي شوفي تيته خلصت الفطار ولا لسه !
أومأت ندي وركضت إلي الخارج، فنهضت زينه عازمة علي الخروج من الغرفه إلا أنه منعها من الخروج بجسده الضخم ذاك..
أردفت بغضب: عديني!
حرك رأسه نفيا وهو يقول حازما: بصي يا بنت الناس كلمتين ملهمش تالت أنا صبرت عليكي كتير لكن لحد هنا وكفايه!
نظرت له قائلة بنفاذ صبر: يعني ايه؟؟
أكرم بجدية: يعني انتي ليا والنهاردة هكتب عليكي!
اتسعت عينيها غضبا وهي تردف: نعم؟؟؟؟؟
قال بصرامة: عندك حل تاني؟؟ لو موافقتيش أمك هتجوزك الراجل الي قد ابوكي، ولو متجوزتهوش هترجعي تعيشي مع جوز امك السكري ومش بعيد المرة الجاية بقي يحصل اغتصاب بسبب دماغك الناشفه دي!
خفق قلبها خوفا بعنف وسقطت دمعه حارة فوق وجنتها، فتنهد أكرم وقال بصوتٍ هادئ:
- أنا بحبك وشاريكي وهحميكي من الناس كلها هكون امانك وضهرك وأوعدك إني هسعدك ومش هضايقك صدقيني وثقي فيا.
مسحت علي رأسها بضيق وصمتت فإستكمل أكرم بتفهم: هسيبك تفكري براحتك من هنا لحد بليل لما أرجع من الشغل..
أنهي جملته وخرج من الغرفه تاركا إياها في حالة دمار لم تريده يوما ولم تريد الزواج منه ولكن ماذا تفعل؟؟
زفرت بعنف لتعود تجلس واضعه رأسها بين كفيها وهي تفكر في إيجاد حل...
.................
جلس أكرم بصحبة أمه وصغيرته يتناولون الطعام..
أردف أكرم في تساؤل: مندهتيش زينـة تفطر معانا ليه يا ماما؟
أجابته بإيجاز:
مش راضيه يا اكرم، بقولك ايه بقي انا عاوزاك متدخلش في الي ملكش فيه وتسيب البنت في حالها يا اكرم!
قال أكـرم بهدوء وهو يتناول طعامه ؛
مليش فيه ازاي يا ماما؟؟ لا بقي ده انا ليا فيه ونص وتلات تربع! .. انا عاوز زينه عاوزاها تبقي مراتي وحبيبتي وانتي عارفه كده كويس يا ماما ومش هرتاح الا لما توافق وتعيش معايا وتحبني كمان!
تنهدت ناديه بنفاذ صبر وقالت:
بس يابني انت كده هتفتح علي نفسك مشاكل كتيرة وانا عاوزة راحتك..
أكرم بتساؤل: مشاكل ايه دي؟
أجابته بجدية:
أولا أنت عارف ان زينه مش بتحبك ولو رضيت دلوقتي هترضي تعيش عشان مضطرة بس هتبقى مضايقة منك وكرهاك.. ثانيا بقي انت ناسي مراتك سها والي ممكن تعمله لما تسمع انك هتتجوز؟!
رفع أحد حاجبيه قبل أن يجيبها بجدية تامة:
أولا مراتي ملهاش فيه هي أخر واحده تتكلم مش عاجبها هطلقها انا عايش معاها عشان ندي وبس... اما بقي زينه فأنا هعرف احببها فيا بس الاول أملكها واضمن انها خلاص علي اسمي وبعدين متقلقيش عليا يا ام أكرم، ده انتي ام الوحش!
ناديه بتنهيدة: اهي فاتحة صدرك دي الي مخوفاني عليك يا اكرم..
أكرم ضاحكا: متخافيش عليا يا ست الكل ابنك قدها وقدود!
تفاجئ بزوجته تدخل إلي الشقه وهي تقول بتكاسل: صباح الخير
زفر أكرم بضيق، فقالت ناديه بهدوء: صباح النور يا سها، صاحيه بدري يعني النهاردة؟
تناولت الطعام وهي تقول بهدوء: اصلي قولت ألحق أكرم قبل ما ينزل عشان كنت عاوزة أروح لسمر أختي شويه..
قال أكرم بحدة: ما انتي كنتي لسه عندها من يومين ولا هو تنطيط وخلاص؟؟
تأففت سها وهي تقول بحنق: وايه يعني هو انا يعني هقعد اعمل ايه في البيت؟؟
صاح بها بنفاذ صبر:
تعملي ايه؟؟ تربي بنتك وتاخدي بالك منها وتشوفي طلبات بيتك زي اي ست انتي ايه!!!
لوت فمها بحنق قبل ان تردف بحدة مماثلة:
ما انا بعمل كل ده بس مفيش مانع يعني ارفهه عن نفسي شوية وازور اختي!
نهض أكرم قائلًا بغضب: مفيش خروج وتقعدي مع بنتك تشوفي طلباتها وتخليها تحس ان ليها ام!
كادت ان تعترض فصاح بها بصوتٍ جهوري: كلامي يتنفذ وعاوزك بقي ما تعمليش الي قولت عليه!!
أنهي جملته وخرج من الشقة لكنه تسمر فجأة حين وجد ندي تتكوم منكمشه علي نفسها علي احدي درجات السلم..
أسرع نحوها منحنيا بجسده قائلًا بقلق: ندي حبيبتي مالك بتعيطي ليه؟
أردفت الصغيرة من بين شهقاتهـا وهي ترتجف بخوف:
أنا خايفه يا بابا.
تنهد قبل أن يرفع انامله ليمسح دموعها بحنان وهي يردف: من ايه يا حبيبي، ينفع تخافي وبابا موجود؟
قالت وهي تومئ رأسها: ايوة عشان انت كل يوم تتخانق مع ماما وانا بخاف..
جذبها الي احضانه رابتا علي ظهرها برفق وهو يقول: متخافيش يا حبيبتي انا اسف حقك عليا يلا قومي اغسلي وشك ومتزعليش بقي
أومأت برأسها فقال مشاكسا وهو يشير بسبابته الي وجنته: كده حاف؟
ضحكت ثم امالت عليه وهي تقبله ببراءة ثم تابعت بتذمر طفولي: هتوديني المرجيحة تاني يا بابا
قهقه قائلًا من بين ضحكاته: هوديكي يا ندي بس لما افضي ماشي؟
صفقت بيديها الصغيرتين وهي تهتف: ماشي..
نهض أكرم بعد أن قبلها علي جبينها وتركض الصغيرة الي الداخل وهي تبتسم برضي..
.......
ذهب أكرم الي ورشته الخاصة به ليقبل عليه "أنور" صديقه المقرب وهو يهتف بصوته المبحوح:
صباح الفل يا وحش ..
رد أكرم بإيجاز وهو يرفع باب دكانته: صباح النور يا أنور، رايح علي فين كده؟ ..
أجابه وهو يشعل أحد سجائره: عندي سبوبه كده في السريع هعملها وراجع عينك أنت علي المحل يا شقيق..
أومأ أكرم: طيب..
سار أنور إلي منزل ما ليقوم بتصليح السباكة به حيث انه يعمل "سباك "....
.....
إلتقطت زينـة هاتفها لتجري إتصالا..
وضعته علي أذنهـا وانتظرت حتي يأتيها الرد من صديقتها إسراء..
ثوانِ معدودة وآتاها صوتها الهادئ وهي تقول: زينة حبيبتي فينك يابنتي مجتيش النهاردة الجامعة ليه؟؟
أردفت زينه بعد ان اطلقت تنهيدة مؤلمة:
- اسراء أنا تعبانه اوي ومش عارفه اعمل ايه انا في مصيبه
اسراء بقلق: مالك يا زينه فيكي ايه؟
قصت زينـة علي صديقتها ما حدث لها بالأمس وكيف اعتدي عليها شكري وقسوة والدتها عليها ايضا مرورا بعرض اكرم بالزواج منها..
أنهت حديثها وانفجرت باكية بمرارة فقالت اسراء باشفاق علي حالتها تلك..
- يا حبيبتي يا زينه كل ده يحصل وانا معرفش، طب يا حبيبتي اهدي بس وان شاء الله هنلاقي حل!
ردت بعصبية: حل ازاي يا إسراء مفيش حل للورطة دي أبدا!
صمتت إسراء قليلًا قبل أن تتابع بنبرة جادة:
بصي يا زينة أنا هقولك رأيي وانتي حرة، مفيش قدامك حل غير أنك تتجوزي اكرم ما هو ده الي هيقدر يحميكي غير كده هو بيحبك..
صاحت زينه: بس انا مش بحبه يا اسراء مش بحبه ولا بحب صنف الرجالة انا بكرهم كلهم..
إسراء بجدية: ماشي وهو ارحم من جوز امك ومين عالم يمكن تحبيه يا زينه
زينه بنفي تام: مستحيل طبعا!
إسراء بنفاذ صبر:
مفيش قدامك غير الحل ده وخليه زواج مؤقت لحد ما ترتبي امورك واتفقي معاه علي كده ماشي؟
تنهدت زينه وهي تمسح علي رأسها بضيق: هشوف يا إسراء سلام دلوقتي عشان مش طايقه نفسي!
أغلقت الخط وهي تزفـر بغضب، وراحت تفكر في كلام صديقتها.. فهل ستقبل زينه زواجها من ذاك الوحش العاشق.. ؟