رواية زوجي بالاجبار الفصل الثاني 2 بقلم فتاة الصمت
الفصل الثاني :
وصلت السيارة التي يركب بها والدها مع زين وزياد ثم وصلت سارة بعدهم بسيارتها البورش ببضعة ثوان
نزلوا جميعهم من السيارة و أمسكت سارة بيد والدها ثم همست قائلة : يا بابا احنا جينا ليه هنا مش عندنا شقة في المهندسين
رد محمد بخبث : مزاجي اجي هنا في عندك مانع يا أستاذة سارة
تركت سارة يده و قالت بنبرة حزينة : مفيش
دخلوا جميعهم إلى حديقة الفيلا التي تحيط بها كانت مليئة بالأزهار و الأشجار و مساحتها كبيرة جدا
دخلوا بعدها إلى المنزل و استقبلهم رجلا يرتدي جلابية باللون الرمادي و كان متكئا على عصاه وجهه ملئ ب التجاعيد و غير واضح لون شعره بسبب العمة البيضاء التي يرتديها فوق رأسه عمره تجاوز الستون عاما
سارة في نفسها : هو بابا هيعقد مع الناس البلدي دي اهو دا اللي كان ناقصني
احتضن الرجل محمد و صرخ بصوته الأجش قائلا : ازيك يا اخويا وحشتني قوى
رد محمد بلطف : و أنت أكتر يا أحمد
وضعت سارة يدها على أذنيها و قالت في نفسها : صوته وحش زى شكله و لبسه البلدي ده
ابتعد أحمد عن محمد ثم نظر ل سارة نظرة غير عادية و قال بانزعاج : هى دي مراتك الخواجة اللي اتجوزتها في أمريكا و قالها بكسر الياء
سارة في نفسها : نطقه بلدي لما انت مش عارف تنطقها بتقولها ليه و تستفزني
ضحك الجميع في وقت واحد ما عدا سارة التي شعرت ب القرف و الانزعاج من هذا المكان و خصوصا الرجل الذي يقف أمامها ثم رد محمد قائلا : مراتي ايه بس دي بنتي سارة اللي كنت بجيبها و هى صغيرة افتكرت
صرخ أحمد بغضب قائلا : و ايه اللبس اللي لابساه ده روحي غطي شعرك و البسي عبايه
سارة في نفسها : يا رب ارحمني أو خدني
رد محمد بحزم : لو سمحت يا أحمد سيب سارة على راحتها أنا سمحت ليها بكده لما اموت انا اعمل اللي انت عايزة
أحمد في نفسه : صدقني هيحصل ثم أكمل بلطف زائف : بعد الشر عليك يا اخويا ربنا يخليك لينا
شعرت سارة بفرحة كبيرة عندما دافع عنها والدها أمام هذا الرجل الذي لا يطاق و قالت لنفسها : شابوه يا بابا
نادي أحمد على أحد بصوته المزعج قائلا : يا بت يا هنية تعالي هنا
جاءت هنية مسرعة من المطبخ و قالت : حصل حاجه
كانت هنية فتاة ذو بشرة عادية و شعر أسود مموج و كانت ترتدي عبائة لونها بني ذات أكمام طويلة و تضع على رأسها غطاء لكن لا يغطي كل شعرها ما زالت تدرس في المدرسة الثانوية
رد أحمد بصوته الأجش : تعالي سلمي على عمك و بنته و وريهم اوضهم
هنية بنبرة سعيدة و مدت يدها لتسلم على محمد قائلة : ازيك يا عمي عامل ايه نورتونا و اللهي النبي زارنا
سارة في نفسها : حرام نقول النبي زارنا عمرنا ما هنوصل لمكانة النبي جهل و تخلف
انزعج أحمد كثيرا و قال : شيلي ايدك يا بت احنا مش بنسلم على رجالة
سارة في نفسها : الراجل ده اكيد مريض نفسيا ده عمها هو حد غريب عنها
تدخل زين و قال : يا بابا عادي مفيش فيها حاجة سلمي على عمك يا هنية
سلمت هنية على عمها ثم مدت يدها لتسلم على سارة
صافحتها سارة و قالت بثقة : أنا اسمي سارة تشرفت بمعرفتك هنية
هنية : و أنا كمان ثم تركت يدها
على الرغم من أن سارة تستشيط غضبا إلا أنها استطاعت أن تخفي غضبها و تظهر جانبها اللطيف
سارة مدعية التعب : أنا تعبانة شوية ممكن توريني اوضتي يا هنية
أمسكت هنية بيد سارة و قالت : يلا
تركت سارة يدها و قالت بلطف : لحظة أنا هروح أجيب الشنط من العربية و اجي
استدارت ل زين و قالت بنبرة هادئة : لو سمحت ممكن حضرتك تديني مفتاح عربيتك عشان اجيب شنطة بابا
زين في نفسه : ايه الادب و الهدوء اللي نزل عليها مرة واحدة
زين بهدوء : لا أنت اديني مفتاح العربية بتاعتك و اطلعي اوضتك و أنا هجيب الشنط و اطلعها لحد عندك
سارة بطفولية : أنا متشكرة و أعطته المفاتيح ثم استدارت ل هنية و قالت : فين اوضتي يا هنية
أمسكت هنية بيدها و أخذتها إلى غرفتها بينما بقى محمد مع أحمد يتحدثان أما زين ذهب يحضر الحقائب
فتحت هنية باب الغرفة لكن سارة لم تدخل و ظلت واقفة خارج الغرفة
كانت كبيرة جدا لكن ليست أكبر من غرفتها التي بأمريكا و بها سرير واحد و دولاب كما أنها ليست نظيفة بها غبار و أيضا لا يوجد مرآة للزينة
عبست سارة و قالت بصوت منخفض : ايه القرف ده
هنية : بتقولي حاجة
سارة بضيق : لا
هنية بسعادة : طيب هسيبك لو عوزتي أى حاجة قوليلي و تركتها واقفة عند باب غرفتها
كانت سارة لا تزال تقف على باب غرفتها عندما جاء زين
وضع زين الحقيبة بجانبها على الأرض و قال : ايه يا سارة مش كنتي عايزة ترتاحي
نظرت له سارة نظرة مخيفة و قالت بنبرة صارمة و هى تمد يدها له : المفاتيح
أعطاها المفاتيح و وضعتها في جيبها ثم حملت حقيبتها
قاطعها زين قائلا : أنت رايحه فين خليني اشيل الشنطة عنك
سارة بسخرية : أنا رايحه فين ده ملكش دعوه بيه بابا تحت و هو الوحيد اللي ليه الحق يسألني السؤال ده و كمان شكرا مش عايزة أتعب حضرتك أنا بحب أعمل حاجتي بنفسي و نزلت إلى الأسفل و تركت زين يقف مندهشا من ردها عند تلك الغرفة اللعينة
زين بعد أن ذهبت : و كمان بتعرفي تردي
عندما كانت سارة تخرج من المنزل لاحظها محمد و قال : رايحه فين يا بنتي
استدارت له سارة و قالت : رايحه اشتري شوية حاجات يا بابا
أحمد باستهزاء : طيب واخده ليه شنطتك معاكي
ردت سارة باشمئزاز : معلش يا عمي أصل بحب شنطتي جدا و مش بقدر أبعد عنها
خرجت سارة من المنزل بينما عمها يكاد يموت من الغيظ
أحمد بغضب بعد أن ذهبت سارة : شفت بتك عملت ايه
محمد محاولة تهدئة أخوه : معلش حقك عليا ثم قال في نفسه : حاضر يا سارة
وضعت سارة حقيبتها في السيارة ثم ركبتها و قادتها إلى إحدى المتاجر الفاخرة
عندما كانت تتجول في المتجر قالت لنفسها : كل ده بسببك يا بابا جيت مصر عشانك و في الآخر تعرفني على عيلة أخوك البلدية دي التي لا تطاق لازم دلوقتي أدور على منظفات و أدوات لتنظيف البيت
الثالث من هنا